الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى/مقدمة
﴿الحمد لله﴾ الملك المعبود الرؤوف الرحيم الودود المخرج للخلق من ظلمة العدم إلى نور الوجود الفاتح عليهم بمعرفته والتحقق بوحدانيته كل باب مسدود الدال لهم على باهر حكمته وعظيم قدرته بالمعنى المعقول والحس المشهود فلا يرتاب في أنه الواحد القدير العليم الخبير إلا الكفور الكنود خلق العباد وقدر آجالهم وأحصى أنفاسهم أمالهم وأوقفهم من شرعه على نهج سوي وحد محدود فمن وقف عنده وأطاع فقد فاز من ثمرة الإيجاد بالمقصود ومن حاد عنه واستكبر فقد أورد نفسه الردى وبئس الورد المورود نحمده تعالى على ما أسبغ من النعم البيض وكسا من البرود وأزاح من العلل ووقى من النوب السود ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نتبوأ بها من الجنان السدر المخضود والطلح المنضود والظل الممدود ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله أكرم مبعوث وأشرف مولود صاحب المقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم في محافل السلم بدور وفي جحافل الحرب أسود ولهم في أتباعه ونصرته اليد البيضاء والباع الممدود والدعاء لأمير المؤمنين مولانا الحسن ابن أمير المؤمنين مولانا محمد ابن أمير المؤمنين مولانا عبد الرحمن كوكب السعود ومنبع الكرم والجود والمنير بطلعته الغراء وإمامته البيضاء الأغوار والنجود لا زالت به ملة الإسلام بحول الله في صعود تردي الكفر وتنفي البغي وتذود وتصول على الضلال وتسود آمين وبعد فيقول مؤلفه أحمد بن خالد الناصري السلاوي عفا الله عنه هذا بعون الله كتاب الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى كتاب جمعته لنفسي ولمن شاء الله من أبناء جنسي ذكرت فيه دول هذا القطر المغربي من لدن الفتح الإسلامي إلى وقتنا هذا الذي هو آخر القرن الثالث عشر سالكا فيما أنقله من ذلك سبيل الاختصار آتيا منه بما تسمو إليه النفوس من حوادث الأعصار ملما بما لا بد منه من وفيات بعض الأئمة المقتدى بهم في الدين متبركا أولا بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين متحريا من القول أصحها ومن العبارات أفصحها والله تعالى المسؤول في بلوغ المأمول فمنه سبحانه المنة والطول وبيده تعالى القوة والحول