الا إنما تيم لعمرو ومالك

الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ

​الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ​ المؤلف جرير


الا إنما تيمٌ لعمروٍ ومالكٍ
عَبيدُ العَصَا لمْ يَرْجُ عِتقاً قَطينُهَا
فما ضربتْ للتيمِ في طيبِ الثرى
عروقٌ ولمْ تنبتْ زريقاً غصونها
و ما شكرتْ تيمٌ لقومِ كرامةً
و ما غضبتْ تيمٌ على منْ يهينها
و إنْ تسألوا يا تيمُ عنكمْ تحدثوا
أحَادِيثَ يُخزِيكُمْ بنَجدٍ يَقِينُهَا
وَإنْ تَبْتَغُوا يا تَيْمُ ذِكْراً بشَتمِنا
فقدْ ذكرتْ تيمٌ بذكرٍ يشينها
ألمْ ترَ أنَّ اللؤمَ خطَّ كتابهُ
بِآنفِ تَيْمٍ، حِينَ شَقّتْ عُيُونُهَا
و لمْ يدعُ إبراهيمُ في البيتِ إذْ دعىَ
لِتَيمٍ، وَلا مِنْ طينِ آدَمَ طِينُهَا
وَمَا رَضِيَتْ تَيْمِيّةٌ دِينَ مُسْلِمٍ،
وَلَكِنْ على دِينِ ابنِ ألغَزَ دِينُهَا
ومَا حَمَلَتْ تَيْمِيّةٌ نِصْفَ لَيلَةٍ
مِنَ الدّهْرِ إلاّ ازْدادَ لُؤماً جَنيِنُهَا
متى تَفتَخِرْ تَيْمِيّةٌ، عندَ بَينِها،
كأنّ زِقَاقَ القَارِ خُضْراً غُضُونُهَا
و إنَّ دفينَ اللؤمِ يا تيمُ فيكمُ
فَقَدْ أصْبَحَتْ تَيْمٌ مُثاراً دَفِينُهَا
و إنَّ دماءَ التيمِ لمْ توفِ عنهمُ
دماءً ولا يوفي برهنٍ رهينها
إذا نَزَلَتْ تَيْمٌ مِنَ الأرْضِ بَلدَةً
شكَا لُؤمَ تَيْمٍ سَهْلُها وَحُزُونُهَا
إلا إنما تيمٌ فلا ترجُ خيرها
شِمَالٌ بهَا خَبْلٌ، وَشَلّتْ يمينُهَا
كأنَّ سيوفَ التيمِ عيدانُ بروقٍ
إذا ملئتْ يالصيفِ زبداً عيونها
وَنَبّئْتُ تَيْماً نَادِمِينَ، فَسَرّني
بما نَدِمَتْ تَيمٌ وَساءتْ ظُنُونُهَا
لَقَدْ طالَ خِزْيُ التّيْمِ غَيرَ مهيبَةٍ،
وَآنُفُ تَيْمٍ لَمْ تُفَقّأ عُيُونُهَا
لَقَدْ مَنَعَتْ خَيْلي حَوِيزَةَ بَعْدَمَا
رغتْ كرغاءِ النابِ جرَّ جنينها
ستعلمُ تيمٌ منْ لهُ عددُ الحصى
إذا الحربُ لجتْ في ضراسٍ زبونها
و دوني منَ الأثرينِ عمروٍ ومالكٍ
لُيُوثٌ تَحُلّ الغابَ مُحمىً عَرِينُهَا
ألا إنّمَا تَيْمٌ خَنَازِيرُ قَرْيَةٍ،
طويلٌ بجيئاتِ السوادِ عطونها
و لوْ ظميءَ التيميُّ لاقظَ أمهُ
إذا أبْصَرَ المَوْمَاةَ غُبْراً صُحونُهَا