البداية والنهاية/كتاب الفتن والملاحم/ذكر تخريبه إياها
[ص:243]
قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الملك، وهو الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد،. عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول : «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع، يضرب عليها بمسحاته ومعوله». انفرد به أحمد، وهذا إسناد جيد قوي.
وقال أبو داود: باب النهي عن تهييج الحبشة، حدثنا القاسم بن أحمد، حدثنا أبو عامر، حدثنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن أبي إمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال : «اتركوا الحبشة ما تركوكم; فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة».
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنس، قال: [ص:244] أخبرني ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة - أن ابن عباس أخبره: أن النبي ﷺ قال : «كأني أنظر إليه، أسود أفحج ينقضها حجرا حجرا». يعني الكعبة.
انفرد به البخاري، فرواه عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيى، وهو ابن سعيد القطان، به.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد العزيز، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال : «ذو السويقتين من الحبشة، يخرب بيت الله».
ورواه مسلم، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وبهذا الإسناد أن رسول الله ﷺ قال : «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه».
ورواه البخاري، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن سليمان بن بلال، ومسلم عن قتيبة، عن عبد العزيز الدراوردي، كلاهما " عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث، سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة، عن النبيﷺ، فذكر مثله سواء بسواء. وقد يكون هذا الرجل هو ذا السويقتين، ويحتمل أن يكون غيره; فإن هذا من قحطان، وذاك من الحبشة. فالله أعلم.
[ص:245] وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له: جهجاه ".
ورواه مسلم عن محمد بن بشار، عن أبي بكر الحنفي به، فيحتمل أن يكون هذا اسم ذي السويقتين الحبشي. والله أعلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، أن عمر بن الخطاب أخبره، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : «سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها - أو لا يعبر بها إلا قليل - ثم تمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها، فلا يعودون فيها أبدا». ورواه البزار.