البداية والنهاية/كتاب الفتن والملاحم/ذكر طرق حديث بعثت أنا والساعة كهاتين
رواية أنس بن مالك: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله - يعني ابن أبي المهاجر الدمشقي - قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك، فسأله: ماذا سمعت من رسول الله ﷺ يذكر به الساعة؟ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أنتم والساعة كتين». تفرد به أحمد من هذا الوجه.
طريق أخرى عنه: قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، حدثنا شعبة، عن أبي التياح، وقتادة، وحمزة، وهو ابن عمرو الضبي، أنهم سمعوا أنس بن مالك يقول عن النبي ﷺ: «بعثت أنا والساعة هكذا». وأشار بالسبابة والوسطى. وكان قتادة يقول: كفضل إحداهما على الأخرى. وأخرجه مسلم من حديث شعبة، عن حمزة الضبي هذا، وأبي التياح، كلاهما عن أنس، به.
[ص:287] طريق أخرى عنه: قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين». وأشار بالسبابة والوسطى. وأخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي من حديث شعبة به - وفي رواية لمسلم: عن شعبة، عن قتادة، وأبي التياح، كلاهما عن أنس، به - وقال الترمذي: حسن صحيح.
طريق أخرى عنه: روى الإمام أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن زياد بن أبي زياد المدني، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «بعثت والساعة كهاتين». ومد إصبعيه، السبابة والوسطى. تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به.
طريق أخرى عنه: قال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن معبد بن هلال العنزي، عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين». تفرد به مسلم.
طريق أخرى عنه: قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا [ص:288] شعبة، عن أبي التياح، سمعت أنس بن مالك يقول: إن رسول الله ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين». وبسط إصبعيه، السبابة والوسطى. وأخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد - وزاد مسلم: وحمزة الضبي - عن أنس، به.
رواية جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما: قال الإمام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام، حدثنا جعفر، هو ابن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: خطبنا رسول الله ﷺ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة». ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش، ثم يقول: «أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا - وأشار بإصبعيه؟ السبابة والوسطى - صبحتكم الساعة ومستكم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي». الضياع: ولده المساكين. وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه، من طرق عن جعفر بن محمد، به، وعند مسلم قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين».
رواية سهل بن سعد: قال مسلم: حدثنا سعيد بن منصور، قال: وحدثنا [ص:289] قتيبة بن سعيد، واللفظ له، حدثنا يعقوب، هو ابن عبد الرحمن، عن أبي حازم، أنه سمع سهلا يقول: سمعت النبي ﷺ يشير بإصبعيه التي تلي الإبهام والوسطى، وهو يقول: «بعثت أنا والساعة هكذا». تفرد به مسلم.
رواية أبي هريرة: قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا أبو هشام، حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «بعثت أنا والساعة كهاتين». وضم إصبعيه.
وقد رواه البخاري، عن يحيى بن يوسف، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين عثمان بن عاصم، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبيﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين». ثم قال البخاري: وتابعه إسرائيل. ورواه ابن ماجه، عن هناد بن السري، وأبي هشام الرفاعي، عن أبي بكر بن عياش به، وقال: وجمع بين إصبعيه.
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي جبيرة بن الضحاك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «بعثت في [ص:290] نسم الساعة». يقول: حين بدت في أول وقتها. وهذا إسناد جيد، وليس هو في شيء من الكتب، ولا رواه أحمد بن حنبل، وإنما روى لأبي جبيرة حديثا آخر في النهي عن التنابز بالألقاب.