البطل الشهيد

البطل الشهيد

​البطل الشهيد​ المؤلف عبدالرحيم محمود


أإذا أنشدت يوفيك نشيدي
حقك الواجب يا خير شهيد
أي لفظ يسع المعنى الذي
منك استوحيه يا وحي قصيدي
لا يحيط الشعر فيما فيك من
خلق زاك ومن عزم شديد
كملت فيك المروءات فلم
يبق منها زائد للمستزيد
أيها القائد لم خلفتنا
ولمن وليت تصريف الجنود
أقفر الميدان من فرسانه
وخلا من أهله غاب الأسود
خمدت نار قد أضرمتها
لعدى كانوا لها بعض الوقود
والحمى قد ريع يا ذخر الحمى
وغدا بعدك منقوص الحدود
لم أكن قبلك ادري ما الذي
يرخص الدمع ويودي بالكبود
إن يوما قد رزئناك به
جاعل أيامنا سودا بسود
ملكت نفس الأوداء أسى
فيه وارتاحت له نفي اللدود
كل بيت لك فيه مأتم
يندب الناس به أغلى فقيد
للمناجاة صدى مرتجع
في بلاد العرب سهل ونجود
برزت فيها المصوتات ضحى
صارخات قارعات للخدود
وا حبيب الأمة قد يتمتنا
يا أبا كل فتاة ووليد
صعدوا من لوعة زفراتهم
فأذابت قاسي الصخر الصلود
جعلوا من كل صدر مسكنا
لارتفاع بك عن سكنى اللحود
كل قلب لك فيه مصحف
فيه من ذكرك قرآن الخلود
سور قد فصلت آياتها
لم تزل تتلى على الدهر الأبيد
أيها القائد هذي ميتة
طالما رجيتها منذ بعيد
مصرع الأبطال مابين الحديد
في الميادين ورفات البنود
هذه أعراسهم صخابة
نقرة الدف بها قصف الرعود
فيروون الثرى من دمهم
ويحنون به كف الصعيد
ويزفون عليهم حلل
من نجيع الحرب تزري بالبرود
هم تعاويذ الحمى يقصى بهم
عنه مكر السوء أو كيد الحسود
تحرق العاني أنفاسهم
ويذيبون بها غل القيود
وعلى أكتافهم تجنى المنى
ويشاد الصرح للعيش الحميد
يا شهيدا قد تخذنا قبسا
منه يهدينا إلى النهج السديد
مثل أنت وما أن تنتسى
لا تني ترويك أفواه الوجود
مت في الحرب شريفا لم تطق
ربقة الأسر ولا ذل العبيد
هكذا العار مرير ورد
والردى للحر معسول الورود
وا حبيب الأمة قد أصبح
العيش من بعدك لي جد نكيد
جمد الدمع بعيني جزعا
يا لنار القلب من دمعي الجمود
فأذبت الروح أبكيك بها
بدل الدمع فسالت في نشيدي