التينة الحمقاء
التينة الحمقاء
و تينة غضة الأفنان باسقة
قالت لأترابها و الصيف يحتضر
" بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني
عندي الجمال و غيري عنده النظر "
" لأحبسنّ على نفسي عوارفها
فلا يبين لها في غيرها أثر "
" كم ذا أكلّف نفسي فوق طاقتها
و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر "
" لذي الجناح و ذي الأظفار بي وطر
و ليس في العيش لي فيما أرى وطر "
" إنّي مفصلة ظلّي على جسدي
فلا يكون به طول و لا قصر "
و لست مثمرة إلا على ثقة
إن ليس يطرقني طير و لا بشر "
عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه
فازّينت واكتست بالسندس الشجر
و ظلّت التينة الحمقاء عارية
كأنّها وتد في الأرض أو حجر
و لم يطق صاحب البستان رؤيتها،
فاجتثّها، فهوت في النار تستعر
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به
فإنّه أحمق بالحرص ينتحر