الجمع بين الصحيحين للحميدي/القسم الأول



(القسم الأول مسانيد العشرة)


أبو بكر الصديق - عمر بن الخطاب - عثمان بن عفان - علي بن أبي طالب - عبد الرحمن بن عوف - طلحة بن عبيد الله التيمي - الزبير بن العوام - سعد بن أبي وقاص - سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي - أبو عبيدة بن الجراح

ر1

مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه

المخرج في الصحيحين البخاري ومسلم أو في أحدهما

المتفق عليه من ذلك ستة أحاديث

1

الأول عن عبد الله بن عمرو بن العاص عنه أنه قال لرسول الله علمني دعاءً أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم جعله بعض الرواة من مسند عبد الله بن عمرو لأنه قال فيه عنه إن أبا بكر قال لرسول الله وقد أخرجاه أيضا كذلك من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب وهو مذكور في مسند ابن عمرو

2

الثاني عن أنس بن مالك الأنصاري عنه قال نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

3

الثالث حديث الرحل عن البراء بن عازب قال جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازبٍ ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي فقال لي أبي احمله فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له أبي يا أبا بكر كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله قال نعم أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظلٌّ لم تأت عليه الشمس بعد فنزلنا عندها فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا ينام فيه رسول الله في ظلها ثم بسطت عليه فروة ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعٍ مقبلٍ بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فلقيته فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من أهل المدينة فقلت أفي غنمك لبن قال نعم قلت أفتحلب لي قال نعم فأخذ شاة فقلت انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى - قال فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض - فحلب لي في قعبٍ معه كثبة من لبن قال ومعي إداوة أرتوي فيها للنبي ليشرب منها ويتوضأ قال فأتيت النبي وكرهت أن أوقظه من نومه فوقفت حتى استيقظ وفي أخرى فوافقته حين استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله فقلت يا رسول الله اشرب من هذا اللبن قال فشرب حتى رضيت ثم قال ألم يأن للرحيل قلت بلى قال فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك ونحن في جلدٍ من الأرض فقلت يا رسول الله أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه رسول الله فارتطمت فرسه إلى بطنها - أرى - فقال إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا رسول الله فنجا لا يلقى أحدا إلا قال كفيتم ما ها هنا ولا يلقى أحدا إلا رده ووفى لنا زاد في رواية إسرائيل أن سراقة قال وهذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال لا حاجة لي في إبلك فقدمنا المدينة ليلا فتنازعوا أيهم ينزل عليه فقال أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله وفي رواية أخرى جاء محمد جاء رسول الله زاد في أخرى من رواية إبراهيم بن يوسف وقال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها يقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية في حديث شعبة زيادة لفظة أن البراء قال: قال أبو بكر - يعني لما خرج رسول الله من مكة إلى المدينة - مررنا براعٍ وقد عطش رسول الله قال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت فيه لرسول الله كثبة من لبنٍ فأتيته بها فشرب حتى رضيت وقع مفصولا من حديث الرحل وكذا أخرجاه

4

الرابع عن أبي هريرة من رواية حميد بن عبد الرحمن عنه أن أبا بكر الصديق بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله قبل حجة الوداع في رهطٍ يؤذن في الناس يوم النحر ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وفي رواية عقيل قال حميد ثم أردف النبي بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ب براءة قال أبو هريرة فأذن معنا في أهل منى ب براءة ألا يحج بعد العام مشركٌ ولا يطوف بالبيت عريان وفي رواية أبي اليمان ويوم الحج الأكبر يوم النحر والحج الأكبر الحج وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر قال فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه النبي حجة الوداع - مشركٌ وأنزل الله تعالى في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله } وكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عليهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فقال الله عز وجل { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } ثم أحل في الآية التي فيها تتبعها الجزية ولم تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم فقال عز وجل { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } فلما أحل الله عز وجل ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عاضهم بأفضل مما خافوه ووجدوا عليه مما كان المشركون يوافون به في التجارة وفي رواية ابن وهب وكان حميد يقول يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة

5

الخامس عن أبي هريرة أيضا قال لما توفي رسول الله واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها فقال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق وفي رواية عقالا كانوا يؤدونه ويدخل أيضا هذا الحديث في مسند عمر بقوله فيه إن رسول الله قال أمرت أن أقاتل الناس

6

السادس عن عمر عن أبي بكر المسند منه فقط وهو لا نورث ما تركنا صدقة لمسلم من رواية جويرية بن أسماء عن مالك وعن عائشة بطوله أن فاطمة سألت أبا بكر أن يقسم لها ميراثها وفي رواية أخرى أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهم حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته زاد في رواية صالح بن كيسان إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ قال وأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلبه عليها علي وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال فهما على ذلك إلى اليوم قال غير صالح في روايته في حديث أبي بكر فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت فدفنها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر قال فكان لعلي وجهٌ من الناس حياة فاطمة فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي ومكثت فاطمة بعد رسول الله ستة أشهر ثم توفيت فقال رجلٌ للزهري فلم يبايعه على ستة أشهر فقال لا والله ولا أحدٌ من بني هاشم حتى بايعه علي وفي حديث عروة فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه فزع إلى مصالحة أبي بكر فأرسل إلى أبي بكر ائتنا ولا يأتنا معك أحدٌ وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدة عمر فقال عمر لا تأتهم وحدك فقال أبو بكر والله لآتينهم وحدي ما عسى أن يصنعوا بي فانطلق أبو بكر فدخل على علي وقد جمع بني هاشم عنده وقام علي فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فلم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكارا لفضلك ولا نفاسة عليك لخيرٍ ساقه الله إليك ولكنا كنا نرى أنه لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم علينا ثم ذكر قرابتهم من رسول الله وحقهم فلم يزل علي يذكر حتى بكى أبو بكر وصمت علي فتشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال فوالله لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي والله ما ألوت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم عن الخير ولكني سمعت رسول الله يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمدٍ في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا صنعه رسول الله إلا صنعته إن شاء الله وقال علي موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس يعذر عليا ببعض ما اعتذر به ثم قام عليٌّ فعظم من حق أبي بكر وذكر فضيلته وسابقته ثم قام إلى أبي بكر فبايعه فأقبل الناس على علي فقالوا أصبت وأحسنت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف - رضي الله عنهم أجمعين

ما انفرد البخاري بإخراجه من ذلك

7

الأول عن عمر من رواية عبد الله بن عمر أن عمر حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي - وكان من أصحاب رسول الله قد شهد بدرا وتوفي بالمدينة - قال عمر فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت منه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها النبي فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا فقلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني قد كنت علمت أن النبي قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر النبي ولو تركها النبي لقبلتها يقال انفرد معمر بقوله فيه إلا أني سمعت رسول الله يذكرها وسائر الرواة يقولون علمت قال فيه الراوي عن معمر حبيش بالحاء المهملة والشين المعجمة والباء وهو تصحيف لأنه بالخاء المعجمة والنون والسين المهملة. اختصر البخاري حديث معمر احترازا مما وقع للراوي فيه فقال إن عمر حين تأيمت حفصة من ابن حذافة السهمي ولم يسمه وقطعه عند قوله قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة لم يزد وهذا الحديث أيضا يذكر في مسند عمر لقوله فيه ثم خطبها رسول الله فأنكحتها إياه

8

الثاني عن عبد الله بن عمر عن أبي بكر موقوفا أنه قال ارقبوا محمدا في أهل بيته

9

الثالث في جمع القرآن عن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر جالسٌ عنده فقال أبو بكر إن عمر جاءني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن فيذهب من القرآن كثير وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قال قلت لعمر وكيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله فقال عمر هو والله خيرٌ فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد - وفي رواية فقال لي أبو بكر إنك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه قال زيدٌ فوالله لو كلفني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قال كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله فقال أبو بكر هو - والله - خيرٌ قال فلم يزل أبو بكر يراجعني وفي أخرى فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر قال فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة أو مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } [حتى] خاتمة براءة قال فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر قال بعض الرواة فيه اللخاف يعني الخزف زاد ابن شهاب عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها إليه فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الله بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وامر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحفٍ أن يحرق. قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول فقدت آية من سورة الأحزاب - حتى نسخت الصحف - قد كنت أسمع رسول الله يقرأها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله } فألحقناها في سورتها من المصحف قال وفي رواية أبي اليمان مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله شهادته شهادة رجلين زاد في رواية أخرى قال ابن شهاب اختلفوا يومئذٍ في التابوت فقال زيدٌ التابوه وقال ابن الزبير وسعيد بن العاص التابوت فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال أكتبوه التابوت فإنه بلسان قريش المسند من هذا الحديث قول أبي بكر لزيد بن ثابت قد كنت تكتب الوحي لرسول الله وقول عثمان فإنما نزل بلسان قريش وقول زيد قد كنت أسمع رسول الله يقرأ بها وقوله عن خزيمة الذي جعل رسول الله شهادته شهادة رجلين

10

الرابع حديث الصدقات ذكره البخاري في عشرة مواضع من كتابه بإسناد واحد مقطعا من رواية ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق لما استخلف كتب له حين وجهه إلى البحرين هذا الكتاب وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله على المسلمين والتي أمر الله بها رسوله فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سئل فوقها فلا يعط في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم في كل خمس شاة فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبونٍ ذكر فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمسٍ وسبعين ففيها جذعة فإذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبونٍ فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليست فيها صدقة إلا أن يشاء ربها فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة وصدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة شاة فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين ففيها شاتان فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياه فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها ولا يجمع بين متفرقٍ ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي الرقة ربع العشر فإن لم يكن إلا تسعين ومائة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها ومن بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده بنت لبونٍ وعنده بنت مخاضٍ فإنها تقبل منه بنت مخاضٍ ويعطي معها عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت مخاضٍ وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين فمن لم يكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء قال البخاري وزادتا أحمد - يعني ابن حنبل - عن الأنصاري وذكر الإسناد عن أنس قال كان خاتم النبي في يده وفي يد أبي بكر وفي يد عمر بعد أبي بكر قال فلما كان عثمان جلس على بئر أريس وأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط قال فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان ننزح البئر فلم نجده وهذه الزيادة التي زادها أحمد ينبغي أن تكون في مسند أنس

11

الخامس عن عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف يكنى أبا سروعة له صحبة قال صلى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي - يعني ومعه عليٌّ - فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي وعلي يضحك

12

السادس عن عائشة قالت لما استخلف أبو بكر قال لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي وشغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ويحترف للمسلمين فيه

13

السابع عن عائشة - موقوف - قالت كان لأبي بكر الصديق غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام أتدري ما هذا فقال أبو بكر وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه

14

الثامن في ذكر وفاة النبي عن عائشة وعن ابن عباس من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عنهما قالت عائشة في حديثها أقبل أبو بكر على فرسٍ من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فبصر برسول الله وهو مسجى ببردة فكشف عن وجهه وأكب عليه فقبله ثم بكى فقال بأبي أنت وأمي يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها قال أبو سلمة فأخبرني ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال اجلس فأبى فقال اجلس فأبى فتشهد أبو بكر فمال إليه الناس وتركوا عمر فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } إلى { الشاكرين } قال والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس فما يسمع بشر إلا يتلوها

15

التاسع أورده أبو بكر البرقاني ها هنا وأخرجه غيره في مسند عائشة من رواية هشام بن عروة عن أبيه عنها أن أبا بكر لم يكن يحنث قط في يمين حتى أنزل الله عز وجل كفارة اليمين فقال لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفرت عن يميني

16

العاشر عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر الصديق على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم فقال ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت من أنت قال امرؤ من المهاجرين قالت أي المهاجرين قال من قريش قالت من أي قريش قال إنك لسؤول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية قال بقاؤكم عليه ما استقامت به أئمتكم قالت وما الأئمة قال أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال فهم أولئك على الناس

17

الحادي عشر عن طارق بن شهاب قال جاء وفد بزاخة من أسدٍ وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح فخيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية فقالوا هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية قال ننزع منكم الحلقة والكراع ونغنم ما أصبنا منكم وتردون علينا ما أصبتم منا وتدون لنا قتلانا وتكون قتلاكم في النار وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسول الله والمهاجرين أمرا يعذرونكم به فعرض أبو بكرٍ ما قال على القوم فقام عمر بن الخطاب فقال قد رأيت رأيا وسنشير عليك فأما ما ذكرت من الحرب المجلية والسلم المخزية فنعم ما ذكرت وما ذكرت أن نغنم ما أصبنا منكم وتردون ما أصبتم منا فنعم ما ذكرت وأما ما ذكرت تدون قتلانا وتكون قتلاكم في النار فإن قتلانا قاتلت فقتلت على أمر الله أجورها على الله ليس لها دياتٌ فتتابع القوم على ما قال عمر اختصره البخاري وأخرج طرفا منه وهو قوله لهم تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه والمهاجرين أمرا يعذرونكم به وأخرجه بطوله أبو بكر البرقاني في كتابه المخرج على الصحيحين بالإسناد الذي أخرج البخاري ذلك القدر الذي اختصره منه كما أوردناه والله أعلم

18

ولمسلم وحده حديث واحد عن أنس قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله قالت إني لا أبكي إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها

ر2

المتفق عليه من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه

19

الأول عن عبد الله بن عمرو وعن أبي هريرة بمعناه أن عمر بينما هو يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل رجلٌ من أصحاب النبي من المهاجرين الأولين وفي حديث أبي هريرة من رواية الأوزاعي إذ دخل عثمان بن عفان فناداه عمر أية ساعة هذه قال إني شغلت اليوم فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد على أن توضأت فقال عمر والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله كان يأمر بالغسل وفي حديث أبي هريرة عنه أنه قال ألم تسمعوا رسول الله يقول إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل

20

الثاني عن عبد الله بن عمر - لمسلم أن رسول الله كان يعطي عمر العطاء وعن عبد الله بن السعدي لهما أن عمر قال كان رسول الله يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني فقال رسول الله خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرفٍ ولا سائلٍ فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك وفي رواية شعيب عن الزهري عن السائب خذه فتموله وتصدق به وفي رواية عمرو عن الزهري عن سالم أو تصدق به زاد في رواية عمرو من أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه وفي حديث بكير عن بسر بن سعيد أن ابن الساعدي المالكي قال استعملني عمر على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق

21

الثالث عن عبد الله بن عمر من رواية سالم عنه قال سمعت عمر يقول قال رسول الله إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وهو في أفراد مسلم عن ابن عمر من رواية نافع عنه وفي رواية سالم عنه زيادة قال: قال عمر فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله ينهى عنها ذاكرا ولا آثرا

22

الرابع عن ابن عمر من رواية سالم عنه دخلت على حفصة ونوساتها تنطف فقالت أعلمت أن أباك غير مستخلفٍ قلت ما كان ليفعل قالت إنه فاعل قال فحلفت أن أكلمه في ذلك فسكت حتى غدوت ولم أكلمه فكنت كأنما أحمل بيميني جبلا حتى رجعت فدخلت عليه فسألني عن حال الناس وأنا أخبره قال ثم قلت إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وإنه لو كان لك راعي إبلٍ أو راعي غنمٍ ثم جاءك وتركها لرأيت أن قد ضيع فرعاية الناس أشد قال فوافقه قولي فوضع رأسه ساعة ثم رفعه إلي فقال إن الله عز وجل يحفظ دينه وإني لا أستخلف فإن رسول الله لم يستخلف فإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فوالله ما هو إلا ذكر رسول الله وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله أحدا وأنه غير مستخلف وأخرجاه أيضا من رواية عروة بن الزبير عن ابن عمر بمعناه في الاستخلاف وأنه لما طعن عمر قيل له لو استخلفت قال أتحمل أمركم حيا وميتا إن أستخلف فقد استخلف من هو خيرٌ مني أبو بكر وإن أترك فقد ترك من هو خيرٌ مني رسول الله وددت أن حظي منها الكفاف لا علي ولا لي قال عبد الله فعلمت أنه غير مستخلفٍ فقالوا جزاك الله خيرا فقال راغبٌ وراهب

23

الخامس عن ابن عمر من رواية نافع عنه عن عمر قال قلت يا رسول الله إني كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة وفي رواية أخرى يوما في المسجد الحرام قال فأوف بنذرك ولم يذكر بعض الرواة يوما ولا ليلة وجعله في مسند ابن عمر قالوا فيه إن عمر قال يا رسول الله

24

السادس عن ابن عمر من رواية سعيد بن المسيب عنه عن عمر قال: قال النبي يعذب الميت بما نيح عليه وفي رواية ما نيح عليه قال آدم عن شعبة فيه يعذب الميت ببكاء الحي عليه ورواه عن عمر أيضا ابن عباس وأبو موسى الأشعري وأنس بألفاظ متقاربة المعنى وفي حديث ابن عباس أن عائشة قالت لا والله ما قال رسول الله : إن الميت يعذب ببكاء أحدٍ ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله { هو أضحك وأبكى } { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ولكن السمع يخطئ وفي أفراد مسلم عن ا ابن عمر من رواية نافع عنه أن حفصة بكت على عمر فقال - تعني ما تقدم وفي رواية ثابت عن أنس - من أفراد مسلم أيضا - أن عمر قال نحو ذلك لما عولت حفصة وصهيب عليه في رواية ثابت أبي صالح ذكوان عن ابن عمر - من أفراد مسلم - أن رسول الله قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي

25

السابع عن ابن عمر من رواية الشعبي أن عمر قال على منبر النبي أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل ثلاثٌ وددت أن رسول الله كان عهد إلينا عهدا انتهى إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا

26

الثامن حديث السقيفة عن ابن عباس من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينا أنا في منزلي بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال هل لك يا أمير المؤمنين في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم وإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها أولئك عند كل مطير وألا يعوها وألا يضعوها مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعوها على مواضعها قال فقال عمر أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت بالرواح حتى زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حذوه تمس ركبتي ركبتيه فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسى أن يقول ما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذن قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد إني قائل لكم مقالة قد قدر أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي ألا يعقلها فلا أحل لأحدٍ أن يكذب علي إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمانٌ أن يقول قائلٌ والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ في كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا وإن رسول الله قال: لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلانا فلا يغتر امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع فيه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان من خيرنا حين توفي نبي الله إن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا عليٌّ والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم وانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجلٌ مزملٌ بين ظهرانيهم، فقلت من هذا قالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهطٌ منا وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم أرادوا أن يختزلونا من أهلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أواري منه بعض الجد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر وكان أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم - فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح - وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان - والله - أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أميرٌ ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت أبسط يدك يا أبا بكر فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائلٌ منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما تابعناهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادٌ فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا وزاد في رواية البرقاني بالإسناد الذي أخرجه به البخاري قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن الرجلين اللذين لقوهما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله من الذين قال الله فيهم { فيه رجالٌ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } فقال رسول الله نعم المرء عويم بن ساعدة ولم يبلغنا أنه ذكر غير عويم بن ساعدة واما معن بن عدي فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله حين توفاه الله وقالوا لوددنا أنا متنا قبله نخشى أن نفتن بعده فقال معن بن عدي لكني والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا فقتل معن بن عدي باليمامة يوم مسيلمة الكذاب هو عند مسلم مختصر حديث الرجم وأفرد البخاري منه في موضع آخر من كتابه قوله عليه السلام: ولا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم

27

التاسع في اعتزال النبي نساءه عن ابن عباس من رواية عبيد الله بن عبيد الله بن أبي ثور وعبيد بن حنين عنه وهو في مسلم من رواية سماك الحنفي عن ابن عباس وفي ألفاظهم اختلاف متقارب المعنى وزيادة ففي رواية عبيد الله عنه أنه قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي اللتين قال الله عز وجل { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } حتى حج عمر وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي اللتان قال الله عز وجل { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فقال عمر واعجبا لك يا ابن عباس قال الزهري كره - والله - ما سأله عنه ولم يكتمه قال هما عائشة وحفصة ثم أخذ يسوق الحديث قال: كنا - معشر قريش - قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بني أمية من زيدٍ بالعوالي فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعن رسول الله قالت نعم فقلت أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك - يريد عائشة - وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله فينزل يوما وأنزل يوما ويأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي ثم أتاني عشاءً فضرب بابي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمرٌ عظيم فقلت ماذا أجاءت غسان قال لا بل أعظم من ذلك وأهول طلق رسول الله نساءه قلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت أطلقكن رسول الله قالت لا أدري هو هذا معتزلٌ في هذه المشربة فأتيت غلاما له أسود فقلت أتستأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي قال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى إذا أتيت المنبر فإذا عنده رهطٌ جلوسٌ يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فإذا الغلام قال ادخل قد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله فإذا هو متكئٌ على رمال حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت نساءك فرفع رأسه إلي فقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا - معشر قريش - نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك فتبسم أخرى فقلت أستأنس يا رسول الله قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت ادع الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا ثم قال أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قومٌ عجلت لهم طيباتهم هم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله قال وكان أقسم ألا يدخل عليهن شهرا من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله تعالى قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت لما مضت تسع وعشرون ليلة دخل علي رسول الله بداري فقلت يا رسول الله إنك أقسمت ألا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسعٍ وعشرين أعدهن فقال إن الشهر تسعٌ وعشرون زاد في رواية وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ليلة ثم قال يا عائشة إني ذاكرٌ لك أمراٌ فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك ثم قرأ { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحيا ة الدنيا وزينتها } حتى بلغ إلى قوله { عظيما } قالت عائشة قد علمت والله أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه فقلت أو في هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفيه عن معمر أن أيوب قال له: إن عائشة قالت لا تخبر نساءك أنني اخترتك فقال لها النبي إن الله أرسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا قال قتادة صغت قلوبكما مالت قلوبكما، وفي رواية سماك وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب وفيه دخول عمر على عائشة وحفصة ولومه لهما وقوله لحفصة والله لقد علمت أن رسول الله لا يحبك ولولا أنا لطلقك وفيه قول عمر عند الاستئذان في إحدى المرات يا رباح استأذن لي فإني أظن أن رسول الله ظن أني جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني أن أضرب عنقها لأضربن عنقها قال ورفعت صوتي وأنه أذن له عند ذلك وأنه استأذن رسول الله في أن يخبر الناس أنه لم يطلق نساءه فأذن له وأنه قام على باب المسجد فنادى بأعلى صوته لم يطلق رسول الله نساءه وإنه قال وهو يرى الغضب في وجهه يا رسول الله ما يشق عليك في شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك قال وقلما تكلمت - وأحمد الله - إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا } وفيه أنه قال فلم أزل أحدث حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا وقال ونزلت أتشبث بالجذع وهو جذع يرقى عليه رسول الله ونزل رسول الله كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقال إن الشهر يكون تسعا وعشرين قال ونزلت هذه الآية { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } الآية قال فكنت أنا الذي استنبطت ذلك الأمر فأنزل الله آية التخيير، وفي حديث ابن حنين أن عمر دخل على أم سلمة لقرابته منها فكلمها وأنها قالت له عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله وأزواجه وأن ذلك كسره عن بعض ما كان يجد وأنه لما قص على رسول الله حديث أم سلمة تبسم

28

العاشر عن ابن عباس من رواية أبي العالية الرياحي عنه شهد عندي رجالٌ مرضيون أرضاهم عمر أن رسول الله نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس وبعد العصر حتى تغرب

29

الحادي عشر عن ابن عباس من رواية طاوس عنه بلغ عمر أن فلانا باع خمرا فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها

30

الثاني عشر عن عبد الله بن الزبير من رواية أبي ذبيان خليفة بن كعب عنه أنه سمعه يخطب ويقول لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وهو عند البخاري وحده من رواية معاذة العدوية عن أم عمرو بنت عبد الله بن الزبير عن أبيها قال فيه وقال أبو معمر، وهو في أفراد البخاري بمعناه من رواية عمران بن حطان عن ابن عمر عن عمر مسندا إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة وهو من أفراد مسلم من رواية عبد الله مولى أسماء عن ابن عمر قال سمعت عمر يقول سمعت رسول الله يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له

31

الثالث عشر عن المسور بن مخرمة وعن الرحمن بن عبد القاري أن عمر قال سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فتربصت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأها قال أقرأنيها رسول الله فقلت كذبت فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ كثيرة لم تقرئنيها فقال رسول الله أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال النبي اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه

32

الرابع عشر في المتفق عليه من ترجمتين أخرجه البخاري من رواية حميد بن أنس عن عمر ومسلم من رواية نافع عن ابن عمر عن عمر أنه قال: وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزل واجتمع نساء النبي في الغيرة فقلت { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } فنزلت كذلك في رواية نافع في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر

33

الخامس عشر من رواية عاصم بن عمر عن عمر قال: قال النبي إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم

34

السادس عشر من رواية علقمة بن وقاص الليثي عنه قال سمعت رسول الله يقول إنما الأعمال بالنية - وفي رواية بالنيات - وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه

35

السابع عشر من رواية مالك بن أوس بن الحدثان النصري عن عمر قال: قال رسول الله الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء في حديث إسحاق بن راهويه من رواية أبي بكر البرقاني أن عمر قال: قال رسول الله الورق بالورق ربا إلا هاء وهاء والذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء

36

الثامن عشر من رواية مالك بن أوس قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم فقال لي يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخٍ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد فقال عمر نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي قال نعم فأذن لهما فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم قال مالك بن أوس يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة قالا نعم قال عمر إن الله تعالى كان خص نبيه بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره فقال { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول } وفي رواية وقال { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركاب } قال فقسم رسول الله بينكم أموال فيء النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال وفي رواية ثم يجعل ما بقي مجعل مال الله ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفي رسول الله قال أبو بكر أنا ولي رسول الله زاد في رواية جويرية بن أسماء عن مالك فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله لانورث ما تركنا صدقة إلى هنا زاد جويرية ثم توفي أبو بكر رضي الله عنه وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميعٌ وأمركما واحد فقلتم ادفعها إلينا فقلت إن شئتم دفعتها إليكم على أن عليكما عهد الله وان تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله فأخذتماها بذلك أكذلك قالا نعم قال ثم جئتما لأقضي بينكما لا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي وقد تركنا من قول عمر في معاتبتهما ومن قولهما ألفاظا ليست في المسند. زاد البرقاني في روايته من طريق معمر قال فغلب عليٌّ عليها فكانت بيد علي ثم كانت بيد حسن بن علي ثم كانت بيد حسين ثم كانت بيد علي بن الحسين ثم كانت بيد الحسن بن الحسن ثم وليها بنو العباس في حديث سفيان عن عمرو أن عمر قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت للنبي خاصة فكان ينفق على أهله نفقة سنة وفي رواية ويحبس لأهله قوت سنتهم وما بقي جعله في الكراع أو السلاح عدة في سبيل الله ويخرج منه أيضا في مسند أبي بكر من رواية عمر عنه قوله فقال أبو بكر قال رسول الله : لا نورث ما تركنا صدقة وهو من زيادة جويرية عن مالك بالإسناد

37

التاسع عشر من رواية أبي عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي قال كتب إلينا عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد يا عتبة إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير فإن رسول الله نهى عن لبوس الحرير قال إلا هكذا ورفع لنا رسول الله إصبعيه الوسطى والسبابة وضمهما وفي حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان كنا مع عتبة فجاءنا كتاب عمر أن رسول الله قال: لا يلبس الحرير إلا من ليس له شيء في الآخرة إلا هكذا قال أبو عثمان بإصبعيه اللتين تليان الإبهام. وفي أفراد مسلم من رواية سويد بن غفلة عن عمر أن عمر خطب بالجابية فقال: نهى رسول الله عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع

38

العشرون من رواية أسلم مولى عمر عن عمر قال حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخصٍ فسألت النبي فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهمٍ فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه وفي حديث مالك فإن الذي يعود في صدقته كالكلب يعود في قيئه وهو في أفراد مسلم عن ابن عمر عن عمر من رواية نافع عنه بنحوه

39

الحادي والعشرون من رواية أسلم أيضا عن عمر قال قدم على رسول الله بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته فقال رسول الله أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار قلنا لا والله قال لله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها

40

الثاني والعشرون من رواية طارق بن شهاب قال جاء رجلٌ من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا نزلت - معشر اليهود - لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال فأي آية قال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فقال عمر إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله في يوم جمعة

41

الثالث والعشرون من رواية أبي عبيد سعد بن عبيد مولى ابن أزهر عن عمر وعلي مسندا وعن عثمان موقوفا أنه شهد العيد مع عمر بن الخطاب فصلى قبل الخطبة ثم خطب الناس فقال يا أيها الناس إن رسول الله نهاكم عن صيام هذين العيدين وقال بعضهم اليومين الفطر والأضحى أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم وأما الآخر فيوم تأكلون فيه من نسككم قال أبو عبيد ثم شهدته مع عثمان بن عفان فصلى قبل أن يخطب وكان ذلك يوم جمعة فقال لأهل العوالي من أحب أن ينتظر الجمعة فليفعل ومن أحب أن يرجع إلى أهله فقد أذنا له ثم شهدته مع علي فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال: إن رسول الله قد نهاكم أن تأكلوا من لحوم نسككم فوق ثلاث ليس في رواية مالك أن رسول الله نهى عن أكل لحوم النسك فوق ثلاث

42

الرابع والعشرون من رواية عابس بن ربيعة قال رأيت عمر يقبل الحجر ويقول إني أعلم أنك حجرٌ ما تنفع ولا تضر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك وقد أخرجه البخاري من رواية أسلم مولى عمر عن عمر وأخرجه مسلمٌ في أفراده من رواية سالم عن أبيه عن عمر ومن رواية نافع عن ابن عمر ومن رواية عبد الله بن سرجس عن عمرو من رواية سويد بن غفلة عن عمر ولم يذكر بعض الرواة فيه النفع والضر زاد سويد ولكن رأيت رسول الله بك حفيا ولم يقل رأيت رسول الله يقبلك

43

الخامس والعشرون عن عدي بن حاتمٍ - للبخاري من رواية عمرو بن حريث عن عدي وهو عند مسلم مختصر من رواية الشعبي عن عدي - قال أتيت عمر بن الخطاب في أناسٍ من قومي فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني قال فاستقبلته فأعرض عني ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني قال فقلت يا أمير المؤمنين أتعرفني قال فضحك ثم قال نعم والله إني لأعرفك آمنت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله ووجوه أصحابه صدقة طيئ جئت بها إلى رسول الله ثم أخذ يعتذر ثم قال إنما فرضت لقومٍ أجحفت بهم الفاقة وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق فقال عدي فلا أبالي إذا

44

السادس والعشرون للبخاري عن جويرية بن قدامة عن عمر مختصر ولمسلم عن معدان بن أبي طلحة عن عمر بطوله أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله وذكر أبا بكر ثم قال إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات وإني لا أراه إلا لحضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به رسوله فإن عجل بي أمرٌ فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله وهو عنهم راضٍ وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن ثم قال اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار وإني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا وليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويقسموا فيهم فيئهم ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم ولقد رأيت رسول الله إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا في حديث جويرية فما كانت إلا الجمعة الأخرى حتى طعن عمر قال فأذن للمهاجرين من أصحاب النبي وأذن للأنصار ثم أذن لأهل المدينة ثم أذن لأهل الشام ثم أذن لأهل العراق فكنا آخر من دخل عليه قال فإذا هو قد عصب جرحه ببرد أسود والدم يسيل عليه قال فقلنا أوصنا ولم يسأله الوصية أحدٌ غيرنا فقال أوصيكم بكتاب الله فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه قال وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادتكم وفي رواية فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بأهل الذمة فإنهم ذمة نبيكم ورزق عيالكم قوموا عني ونص هذا المعنى في الوصية في حديث مقتل عمر والشورى من رواية عمرو ابن ميمون

أفراد البخاري

45

الأول عن ابن عمر من رواية سالم عنه ومن رواية عمر بن محمد بن زيد عن عم أبيه سالم عنه قال ما سمعت عمر يقول لشيءٍ قط أني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينما عمر جالسٌ إذ مر به رجلٌ جميل فقال لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعي له فقال له عمر لقد أخطأ ظني أو إنك على دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم فقال ما رأيت كاليوم أستقبل به رجلٌ مسلمٌ فقال فما إني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف منها الفزع قالت ألم تر الجن وإبلاسها ويأسها بعد إيناسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال عمر صدق بينما أنا قائمٌ عند آلهتهم إذ جاء رجلٌ بعجلٍ فذبحه فصرخ به صارخٌ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجلٌ فصيح يقول لا إله إلا الله فوثب القوم فقلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمرٌ نجيح رجلٌ فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما نشبت أن قيل هذا نبي

46

الثاني عن ابن عمر من رواية نافع عنه أنه لما فدع أهل خيبر عبد الله ابن عمر قام عمر خطيبا فقال إن رسول الله كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدوٌّ غيرهم هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني الحقيق فقال يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمدٌ وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا فقال عمر أظننت إني نسيت قول رسول الله لك كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة فقال كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال كذبت يا عدو الله قال فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبالٍ وغير ذلك قال البخاري رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله - هو ابن عمر - أحسبه عن نافع شك أبو سلمة في نافع عن ابن عمر قال: أتى رسول الله أهل خيبر فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم وغلبهم على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله الصفراء والبيضاء والحلقة وهي السلاح ويخرجون منها واشترط عليهم ألا يكتموا ولا يغيبوا شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير فقال رسول الله لعم حيي واسمه سعيه ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير قال أذهبته النفقات والحروب فقال العهد قريبٌ والمال أكثر من ذلك وقد كان حيي قتل قبل ذلك فدفع رسول الله سعيه إلي الزبير فمسه بعذابٍ فقال قد رأيت حييا يطوف في خربة ها هنا فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة فقتل رسول الله ابني أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية ابنة حيي بن أخطب وسبى رسول الله نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد أن يجليهم منها فقالوا يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع وشيء ما بدا لرسول الله وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول الله شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه فقال عبد الله تطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير لا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على ألا أعدل عليكم فقالوا بهذا قامت السموات والأرض وكان رسول الله يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر في كل عام وعشرين وسقا من شعير فلما كان زمان عمر غشوا المسلمين وألقوا ابن عمر من فوق بيتٍ ففدعوا يديه فقال عمر بن الخطاب من كان لهم سهمٌ بخيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها عمر بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله وأبو بكر فقال عمر لرئيسهم أتراه سقط علي قول رسول الله كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية

47

الثالث عن ابن عمر من رواية نافع عنه أن غلاما قتل غيلة فقال عمر لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم موقوف وقال البخاري وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه إن أربعة قتلوا صبيا فقال عمر مثله

48

الرابع من رواية نافع عن ابن عمر قال لما فتح هذان المصران أتوا عمر بن الخطاب فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله حد لأهل نجدٍ قرنا وإنه جور عن طريقنا وإنا إن أردنا أن نأتي قرنا شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم قال فحد لهم ذات عرق

49

الخامس من حديث ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه حضر عمر قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى جاء السجدة فنزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر قال البخاري زاد نافعٌ عن ابن عمر قال - يعني عمر إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء

50

السادس عن ابن عمر من رواية زيد ابنه عنه في إسلام عمر قال بينما هو - يعني أباه عمر - في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو وعليه حلة حبرة وقميصٌ مكفوفٌ بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال ما بالك قال زعم قومك أنهم سيقتلوني أن أسلمت قال لا سبيل إليك أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون قالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه فكر الناس

51

السابع من رواية أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك قال قلت لا قال فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إن إسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه برد لنا وأن كل عملٍ عملنا بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقال أبوك لأبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشرٌ كثيرٌ وإنا لنرجو ذاك قال أبي لكني أنا - والذي نفس عمر بيده - لوددت أن ذلك برد لنا وأن كل شيء عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت إن أباك - والله - كان خيرا من أبي

52

الثامن عن عبد الله بن عباس من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه عن عمر أنه قال لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعي له رسول الله ليصلي عليه فلما قام رسول الله وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله وقال أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أني أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } إلى قوله { وهم فاسقون } قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله يومئذٍ والله ورسوله أعلم

53

التاسع من رواية ابن عتبة أيضا عنه قال لما قدم عيينة بن حصن ابن حذيفة بن بدر نزل على ابن أخيه الحربن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة يا ابن أخي هل لك وجهٌ عند الأمير فاستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال الحر يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وإن هذا من الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله

54

العاشر عن ابن عباس من رواية عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عنه من حديث أخيه أبي بكر بن أبي مليكة عن عبيد بن عمير عن عمر قال عمر يوما لأصحاب النبي فيم ترون هذه الآية نزلت { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل } قالوا الله أعلم فغضب عمر وقال قولوا نعلم أو لا نعلم قال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين فقال عمر يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل رجلٍ غنيٍّ يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز جل له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله وقد ذكر في مسند ابن عباس

55

الحادي عشر عن ابن عباس من رواية عكرمة مولاه عنه أن عمر قال سمعت رسول الله وهو بوادي العقيق يقول أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة وفي رواية سعيد بن ربيع وقل عمرة وحجة وفي رواية شعيب بن إسحاق وقال عمرة في حجة

56

الثاني عشر في مقتل عمر والشورى من رواية المسور بن مخرمة مختصر في الشورى ومن رواية عمرو بن ميمون بطوله وهذا حديث عمرو لأن حديث المسور طرف منه قال عمرو رأيت عمر بن الخطاب قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال كيف فعلتما أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة وما فيها كبير فضل فقال انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقالا لا فقال عمر لئن سلمني الله عز وجل لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي أبدا فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب رحمه الله قال عمرو بن ميمون وإني لقائم ما بيني وبنيه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قام بينهما فإذا رأى خللا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني - أو أكلني - الكلب حين طعنه فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة وفي رواية سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر عبد الرحمن بن عوف فقدمه فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني قال فجال ساعة ثم جاء فقال غلام المغيرة بن شعبة فقال الصنع قال نعم قال قاتله الله لقد كنت أمرت به معروفا ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل مسلم قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال ابن عباس إن شئت فعلت أي إن شئت قتلنا قال بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه قال وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذٍ قال فقائل يقول أخاف عليه وقائل يقول لا بأس فأتي بنبيذ فشرب منه فخرج من جوفه ثم أتي بلبن شربه فخرج من جرحه فعرفوا أنه ميت قال فدخلنا عليه وجاء الناس يثنون عليه وجاء رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله عز وجل قد كان لك من صحبة رسول الله وقدم في الإسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة فقال وددت أن ذلك كان كفافا لا علي ولا لي فلما أدبر الرجل إذا إزاره يمس الأرض فقال ردوا علي الغلام فقال يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك واتقى لربك، يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه فقال إن وفى به مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي ابن كعب فإذا لم تف أموالهم فسل في قريشٍ ولا تعدهم إلى غيرهم وأد عني هذا المال انطلق إلى أم المؤمنين عائشة فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه قال فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء فقال ارفعوني فأسنده رجل إليه فقال ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذِنت قال الحمد لله ما كان شيء أهم إلي من ذلك فإذا أنا قبضت فاحملوني ثم سلم وقل يستأذن عمر فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين فجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء يسترنها فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة واستأذن الرجال فولجت داخلا فسمعنا بكاءها من الداخل فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر - أو الرهط - الذين توفي رسول الله وهو عنهم راضٍ فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمارة سعدا فذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة وقال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وألا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضا منهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسول الله أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم قال فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر وقال يستأذن عمر بن الخطاب قالت أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه قال فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن فقال عبد الرحمن أيكما يبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلي والله علي ألا آلو عن أفضلكم قالا نعم فأخذ بيد أحدهما فقال لك من قرابة رسول الله والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك إن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه وفي حديث المسور أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن بن عوف لست بالذي أنافسكم في هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوه انثال الناس على عبد الرحمن ومالوا إليه حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أحدا من أولئك الرهط ولا يطأ عقبيه ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا فيها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجعٍ من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال ألا أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم فادع لي الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي عليا فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وكان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ثم قال ادع لي عثمان فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن للصبح فلما صلى الناس الصبح اجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل عبد الرحمن إلى من كان خارجا من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن وقال أما بعد يا علي فإني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا وأخذ بيد عثمان فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس والمهاجرون والأنصار وأفراد الأجناد والمسلمون

57

الثالث عشر من رواية عبد الرحمن بن عبد القاري قال خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاعٌ متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر بن الخطاب نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله

58

الرابع عشر عن جابر بن عبد الله قال: قال عمر كان أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا قال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله عز وجل فدعني وعمل الله

59

الخامس عشر عن أنس بن مالك الأنصاري من رواية ثمامة بن عبد الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا قال فيسقون

60

السادس عشر عن أنس رواية الزهري عنه أنه سمع خطبة عمر بن الخطاب الآخرة حين جلس على منبر رسول الله وذلك الغد من يوم توفي رسول الله فتشهد وأبو بكر صامتٌ لا يتكلم ثم قال عمر أما بعد فإني قلت لكم أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهد إلي رسول الله ولكن كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا - يريد أن يكون آخرهم فإن يكن رسول الله قد مات فإن الله قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به به هدى الله محمدا فاعتصموا به تهتدوا بما هدى الله به محمدا وإن أبا بكرٍ صاحب رسول الله وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا إليه فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة عند المنبر في رواية أخرى للبخاري أيضا قال الزهري قال لي أنس بن مالك إنه رأى عمر يزعج أبا بكر إلي المنبر إزعاجا قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر - يعني قوله { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } عقرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض وأيقنت أن رسول الله قد مات

61

السابع عشر عن أنس من رواية ثابت عنه قال كنا عند عمر فقال نهينا عن التكلف وفي رواية عن ثابتٍ عنه أن عمر قرأ { وفاكهة وأبا } قال فما الأب ثم قال ما كلفنا أو قال ما أمرنا بهذا

62

الثامن عشر عن السائب بن يزيد قال كنت نائما في المسجد فحصبني رجلٌ فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال اذهب فأتني بهذين فجئته بهما فقال من من أنتما أو من أين أنتما قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله

63

التاسع عشر عن حفصة بنت عمر وعن أسلم مولى عمر قالا قال عمر اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك وفي رواية عن حفصة فقلت أنى يكون هذا فقال يأتيني به الله إن شاء

64

العشرون عن عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان من أكبر بني عدي وكان أبوه شهد بدرا مع النبي قال: استعمل عمر قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرا مع النبي وهو خال ابن عمر وحفصة زوج النبي لم يزد وهو طرف من حديث طويل في قصة لقدامة بن مظعون اقتصر البخاري على هذا القدر لحاجته إليه فيمن شهد بدرا وقد وقع لنا بتمامه بهذا الإسناد متصلا بقوله وكان خال ابن عمر وحفصة قال فقدم الجارود من البحرين فقال يا أمير المؤمنين إن قدامة بن مظعون قد شرب مسكرا وإني إذا رأيت حدا من حدود الله حق علي أن أرفعه إليك فقال له عمر من يشهد على ما تقول فقال أبو هريرة فدعا عمر أبا هريرة فقال علام تشهد يا أبا هريرة فقال لم أره حين شرب وقد رأيته سكران يقيء فقال عمر لقد تنطعت - أبا هريرة – في الشهادة ثم كتب عمر إلى قدامة وهو بالبحرين يأمره بالقدوم عليه فلما قدم قدامة والجارود بالمدينة كلم الجارود عمر فقال أقم على هذا كتاب الله فقال عمر للجارود أشهيدٌ أنت أم خصم فقال الجارود أنا شهيد فقال قد كنت أديت شهادتك فسكت الجارود ثم قال لتعلمن أني أنشدك الله فقال عمر أما والله لتملكن لسانك أو لأسوءنك فقال الجارود أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب ابن عمك وتسوءني فأوعده عمر فقال أبو هريرة وهو جالسٌ يا أمير المؤمنين إن كنت تشك في شهادتنا فسل بنت الوليد امرأة ابن مظعون فأرسل عمر إلى هند ينشدها بالله فأقامت هند على زوجها قدامة الشهادة فقال عمر إني يا قدامة جالدك فقال قدامة والله لو شربت كما يقولون ما كان لك أن تجلدني يا عمر قال ولم يا قدامة قال إن الله عز وجل قال { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } فقال عمر إنك أخطأت التأويل يا قدامة إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله ثم أقبل عمر على القوم فقال ماذا ترون في جلد قدامة فقال القوم لا نرى أن تجلده ما دام وجعا فقال عمر إنه والله لأن يلقي الله تحت السياط أحب إلي من أن ألقى الله وهي في عنقي إي والله لأجلدنه ايتوني بالسوط فجاءه مولاه أسلم بسوط دقيقٍ صغير فأخذه عمر فمسحه بيده ثم قال لأسلم أخذتك دقرارة أهلك ايتوني بسوط غير هذا قال فجاءه أسلم بسوط تام فأمر عمر بقدامة فجلد فغاضب قدامة عمر وهجره فحجا وقدامة مهاجر لعمر حتى قفلوا من حجهم ونزل عمر بالسقيا ونام بها فلما استيقظ قال عجلوا علي بقدامة انطلقوا فائتوني به فوالله إني لأرى في النوم أنه جاءني آتٍ فقال لي سالم قدامة فإنه أخوك فلما جاءوا قدامة أبى أن يأتيه فأمر عمر بقدامة فجر إليه جرا حتى كلمه عمر فاستغفر له فكان أول صلحهما

65

الحادي والعشرون عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن عمر قسم مروطا بين نساء أهل المدينة فبقي منها مرطٌ جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله - التي عندك - يريدون أم كلثوم بنت علي - فقال أم سليط أحق به فإنها ممن بايع رسول الله كانت تزفر لنا القرب يوم أحد

66

الثاني والعشرون عن أسلم مولى عمر - من التابعين قال: قال عمر أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس بيانا ليس لهم من شيء ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله خيبر ولكن أتركها خزانة لهم يقتسمونها

67

الثالث والعشرون عن أسلم أيضا أن عمر كان يسير مع رسول الله في بعض أسفاره ليلا فسأله عمر عن شيءٍ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر ثكلتك أمك عمر نزرت رسول الله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآنٌ فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآنٌ فجئت رسول الله فسلمت عليه فقال لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }

68

الرابع والعشرون عن أسلم مولاه قال خرجت مع عمر بن الخطاب إلى السوق فلحقت به امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرعٌ ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا ابنة خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع النبي فوقف معها عمر ولم يمض وقال مرحبا بنسبٍ قريب ثم انصرف إلى بعير ظهيرٍ كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وجعل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها خطامه فقال اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها فقال عمر ثكلتك أمك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه وأصبحنا نستفيء سهماننا فيه

69

الخامس والعشرون عن أسلم أن عمر استعمل مولى له على الصدقة يدعى هنيا فقال يا هني ضم جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإنها مجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم ابن عفان وابن عوف فإنهما إن تهلك مواشيهما يرجعان إلى زرع ونخلٍ وإن رب الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين أفتاركه أنا - لا أبا لك - فالماء والكلأ أيسر من الذهب والفضة وايم الله إنهم ليرون أنا ظلمناهم إنها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام والله لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس من بلادهم شبرا

70

السادس والعشرون عنه عن عمر أن رجلا على عهد النبي كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله وكان رسول الله قد جلده في الشراب فأتي به يوما فجلد فقال رجلٌ من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله لا تلعنه فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله

71

السابع والعشرون عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر يقول قام فينا رسول الله مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه

72

الثامن والعشرون عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قال عمر كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير قال فخالفهم رسول الله فأفاض قبل طلوع الشمس

73

التاسع والعشرون عن أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي قال أتيت المدينة وقد وقع بها مرضٌ والناس يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر بن الخطاب فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت قال ومروا بأخرى فأثنوا عليها خيرا فقال وجبت ثم مر بثالثة فأثني على صاحبها شرٌّ فقال وجبت فقال أبو الأسود فقلت يا أمير المؤمنين ما وجبت قال قلت كما قال رسول الله أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة قال فقلنا واثنان قال واثنان قال ثم لم نسأله عن الواحد

74

الثلاثون عن قيس بن أبي حازم قال كان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف وقال عمر لأفضلنهم على من بعدهم

75

الحادي والثلاثون عن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة

76

الثاني والثلاثون عن نافع مولى ابن عمر أن عمر كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف قال إنما هاجر به أبوه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه

77

الثالث والثلاثون في كتاب البخاري قال: قال لي أحمد بن محمد حدثنا إبراهيم عن أبيه عن جده أن عمر أذن لأزواج النبي في آخر حجة حجها - يعني في الحج - وبعث معهن عبد الرحمن - يعني ابن عوف – وعثمان بن عفان قال الشيخ قال أبو بكر البرقاني هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وفي هذا نظر ولم يذكره أبو مسعود في الأطراف

78

الرابع والثلاثون عن صفية بنت أبي عبيد أن عبدا من رقيق الإمارة وقع على وليدة من الخمس فاستكرهها حتى اقتضها فجلده عمر ونفاه ولم يجلد الوليدة من أجل أنه استكرهها

أفراد مسلم

79

الأول عن ابن عمر من رواية نافع عنه عن عمر أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد قال فقلت يا رسول الله لو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك فقال رسول الله إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة قال فأتي رسول الله بعد منها حللٌ فكساني حلة فقلت يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت فيه ما قلت قال إني لم أكسكها لتلبسها إنما كسوتكها لتكسوها أو لتبيعها قال بعض الرواة فيه إن عمر جعله من مسند ابن عمر وهكذا أخرجه البخاري

80

الثاني عن ابن عمر من رواية نافع عنه عن عمر أنه سأل النبي أينام أحدنا وهو جنبٌ قال نعم إذا توضأ قال فيه بعض الرواة إن عمر

81

الثالث عن ابن عمر من رواية نافع أيضا عنه عن عمر أنه قال أصبت أرضا من أرض خيبر فأتيت رسول الله فقلت أصبت أرضا لم أصب مالا أحب إلي ولا أنفس عندي منها فقال إن شئت تصدقت بها فتصدق بها عمر على ألا تباع ولا توهب في الفقراء وذوي القربى وفي الرقاب والضيف وابن السبيل ولا جناح على من وليها أن يأكل بالمعروف غير متمول مالا ويطعم قال فيه بعض الرواة إن عمر فصار من مسند ابن عمر وقد أخرجاه كذلك

82

الرابع حديث الإيمان عن ابن عمر من رواية يحيى بن يعمر عنه قال يحيى بن يعمر كان أول من قال في القدر بالبصرة معبدٌ الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم - وذكر من شأنهم - وإنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنفٌ فقال إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريءٌ منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديدٌ بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحدٌ حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام قال رسول الله : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال: فأخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبث مليا ثم قال يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم جمع فيه مسلم الرواة وذكر ما أوردنا من المتن وأن في بعض الروايات زيادة ونقصانا وزاد أبو بكر البرقاني في حديث أحمد بن عبدة - وهو أحد الرواة الذين روى عنهم مسلم هذا الحديث - بإسناده أن ابن عمر قال حدثني عمر بن الخطاب أن رسول الله قال التقى آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك برسالته وكلامه وأنزل عليك التوراة قال نعم قال فوجدته قدره لي قبل أن يخلقني قال نعم قال فحج آدم موسى فحج آدم موسى

83

الخامس عن ابن عباس من رواية سماك بن الوليد الحنفي عنه قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم خيبر أقبل نفرٌ من أصحاب النبي فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجلٍ فقالوا فلان شهيد فقال النبي : كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة ثم قال رسول الله اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون قال فخرجت وناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون

84

السادس عن ابن عباس من رواية سماك عنه قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدرٍ نظر رسول الله إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل رسول الله القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كذاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } فأمده الله بالملائكة قال سماك فحدثني ابن عباس قال بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتد في أثر رجلٍ من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم إذ نطر إلى المشرك أمامه خر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذاك رسول الله فقال صدقت ذاك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذٍ سبعين وأسروا سبعين قال ابن عباس فلما أسروا الأسارى قال رسول الله لأبي بكر وعمر ماذا ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام فقال رسول الله ما ترى يا ابن الخطاب قال قلت لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيلٍ وتمكني من فلان - نسيبا لعمر - فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوي رسول الله ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله وأبو بكر قاعدين يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني من أي شيءٍ تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما فقال رسول الله أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة من رسول الله وأنزل الله عز وجل { ما كان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله { فكلوا مما غنمتم } فأحل الله الغنيمة لهم

85

السابع عن ابن عباس من رواية سماك عنه قال: قال عمر كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فأطلع الله نبيه على ذلك فبعث عليا والزبير في أثر الكتاب فأدركا امرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به رسول الله فأرسل إلى حاطبٍ فقال يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم يا رسول الله قال فما حملك على ذلك قال يا رسول الله أما والله إني ناصحٌ لله ولرسوله ولكني كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلي بين ظهرانيهم وخشيت عليهم فكتبت كتابا لا يضر الله ورسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة لأهلي قال عمر فاخترطت سيفي ثم قلت يا رسول الله أمكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه فقال رسول الله يا ابن الخطاب ما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدرٍ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم أخرجه البرقاني وحكى أنه أخرج وليس له عند أبي مسعود في الأطراف ذكر ولا عند خلف الواسطي

86

الثامن عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله من نام عن حزبه من الليل أو عن شيءٍ منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل

87

التاسع عن جابر بن عبد الله من رواية أبي الزبير عنه أنه سمعه يقول أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله يقول لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما

88

العاشر من رواية أبي الزبير عن جابر قال أخبرني عمر بن الخطاب أن رجلا توضأ فترك موضع ظفرٍ على قدمه فأبصره النبي فقال ارجع فأحسن وضوءك قال فرجع فتوضأ ثم صلى

89

الحادي عشر عن أبي الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب قال في الضب إن رسول الله لم يحرمه وإن عمر قال إن الله ينفع به غير واحد وإنما طعام عامة الرعاء منه ولو كان عندي طعمته وفي رواية أبي سعيد الخدري أن عمر قال إنما عافه رسول الله وهذا أيضا من أفراد مسلم جمعناه من رواية أبي الزبير عن جابر ها هنا لاتفاقهما في نفي التحريم

90

الثاني عشر قال أبو نضرة كان ابن عباس يأمر بالمتعة وكان ابن الزبير ينهى عنها قال فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله فقال على يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله فلما قام عمر قال إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء وإن القرآن قد نزل منازله فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وأبتوا نكاح هذه النساء فلن أوتى برجلٍ نكح امرأة إلى أجلٍ إلا رجمته بالحجارة في رواية ابن عمر قال فيه فافصلوا حجكم عن عمرتكم فإنه أتم لحجكم وأتم لعمرتكم

91

الثالث عشر عن أنس من رواية ثابت البناني عنه قال كنا مع عمر رضي الله عنه بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحدٌ يزعم أنه رآه غيري فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه قال يقول عمر سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي قال ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدرٍ فقال إن رسول الله كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله وهذا مصرع فلان إن شاء الله قال عمر فوالذي بعثه بالحق ما أخطأ الحدود التي حدها رسول الله قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله حتى انتهى إليهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا فقال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال { ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا

92

الرابع عشر من رواية النعمان بن بشير قال ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه قال فيه بعض الرواة عن النعمان بن بشير عن النبي

93

الخامس عشر عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر بن الخطاب يستعمله على مكة فقال من استعملت على أهل هذا الوادي فقال ابن أبزى قال ومن ابن أبزى فقال مولى من موالينا فقال استخلفت عليهم مولى قال إنه قارئٌ لكتاب الله عالمٌ بالفرائض فقال عمر أما إن نبيكم قد قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين

94

السادس عشر عن عقبة بن عامر الجهني قال كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي أرعاها فروحتها بعشيٍ فأدركت رسول الله قائما يحدث الناس وأدركت من قوله ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة فقلت ما أجود هذا فإذا قائلٌ بين يدي يقول التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال إني قد رأيتك جئت آنفا قال ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ الوضوء أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء

95

السابع عشر عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب { فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } فقد أمن الناس فقال عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته

96

الثامن عشر عن شرحبيل بن السمط من رواية جبير بن نفير قال خرجت مع شرحبيل إلى قرية على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا فصلى ركعتين فقلت له فقال رأيت عمر بن الخطاب صلى بذي الحليفة ركعتين فقلت له فقال إنما أفعل كما رأيت رسول الله يفعل

97

التاسع عشر عن حفص بن عاصم بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا الله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة

98

العشرون عن سلمان بن ربيعة قال: قال عمر قسم النبي قسما فقلت يا رسول الله والله لغير هؤلاء أحق به منهم قال إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني ولست بباخل

99

الحادي والعشرون حديث أويس القرني عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى علي أويس فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم قال فكان بك برصٌ فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم قال لك والدة قال نعم قال سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برصٌ فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها برٌّ لو أقسم على الله لأبره قال فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها قال أكون في غبراء الناس أحب إلي قال فلما كان من العام المقبل حج رجلٌ من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال تركته رث البيت قليل المتاع قال سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها برٌّ لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالحٍ فاستغفر لي قال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفرٍ صالح فاستغفر لي قال لقيت عمر قال نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسانٌ قال من أين لأويس هذه البردة. الألفاظ مختلفة في متون طرقه بزيادة ونقصان والمقصود منه ومن غيره المسند وقد أوردناه مع تقارب المعاني فيما سوى ذلك.

آخر ما في الصحيحين عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة والتابعين

ر3

المتفق عليه من مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه

100

الأول عن زيد بن خالد الجهني أنه سأل عثمان بن عفان فقال أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن فقال عثمان يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره وقال عثمان سمعته من رسول الله زاد في رواية البخاري فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فأمروه بذلك وفي الكتابين من رواية عروة بن الزبير عن أبي أيوب أنه سمع ذلك من رسول الله وهو في كتاب البخاري أيضا عن أبي أيوب عن أبي بن كعب عن النبي بمعناه

101

الثاني عن حمران بن أبان مولى عثمان - حديث الوضوء رواه عن حمران عطاء بن يزيد الليثي وعروة بن الزبير ومعاذ بن عبد الرحمن محمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وبكير بن عبد الله بن الأشج وجامع بن شداد - بألفاظ مختلفة انفرد مسلم من هؤلاء الرواة عن حمران بمحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وبكير وجامع واتفقا في سائرهم ففي رواية عطاء أن عثمان دعا بإناءٍ فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ثم قال رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه وعند مسلم في هذه الرواية أن عثمان قال: سمعت رسول الله يقول من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه وفي رواية ابن المنكدر أن عثمان قال: قال رسول الله : من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره وفي رواية زيد بن أسلم أن عثمان توضأ ثم قال رأيت رسول الله يتوضأ مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة وفي رواية بكير أن عثمان توضأ وضوءا حسنا ثم قال رأيت رسول الله توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ هكذا ثم خرج إلى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة غفر له ما خلا من ذنبه وفي رواية أبي صخرة جامع بن شداد عن حمران قال: كنت أصنع لعثمان طهوره فما أتى عليه يومٌ إلا وهو يفيض عليه فيه نطفة - يعني ماء - وقال: قال عثمان حدثنا رسول الله عند انصرافنا من صلاتنا - أراه قال العصر - فقال ما أدري أحدثكم أو أسكت فقلنا يا رسول الله إن كان خيرا فحدثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم قال ما من مسلمٍ يتطهر فيتم الطهارة التي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفاراتٍ لما بينها وفي أفراد مسلم عن أبي أنس مالك بن أبي عامر الأصبحي عن عثمان أنه قال: ألا أريكم وضوء رسول الله فتوضأ ثلاثا ثلاثا زاد قتيبة عن سفيان فيه وعنده رجال من أصحاب رسول الله زاد أبو بكر البرقاني فيه في روايته من طريق سفيان أن عثمان قال أليس هكذا رأيتم رسول الله يتوضأ فقالوا نعم وفي أفراد مسلم عن عمرو بن سعيد بن العاص أن عثمان دعا بطهور فقال سمعت رسول الله يقول: ما من امرئٍ مسلمٍ يحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله

102

الثالث عن عبيد الله بن الأسود عنه أنه قال سمعت رسول الله يقول من بنى لله مسجدا - قال بكير حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة وفي أفراد مسلم عن محمود بن لبيد عنه أنه سمع رسول الله يقول من بنى لله مسجدا بنى الله له في الجنة مثله

أفراد البخاري

103

الحديث الأول عن عبد الله بن الزبير قال قلت لعثمان هذه الآية التي في البقرة { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } إلى قوله { غير إخراج } قد نسختها الأخرى فلم نكتبها فقال تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه

104

الثاني عن أنس بن مالك في جمع القرآن أن حذيفة قدم على عثمان وقد تقدم في مسند أبي بكر متصلا بحديث زيد بن ثابت

105

الثالث عن السائب بن يزيد أنه سمع عثمان بن عفان على منبر رسول الله لم يزد أخرجه في كتاب الاعتصام في ذكر المنبر

106

الرابع عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود قالا له ما يمنعك أن تكلم أمير المؤمنين عثمان في شأن أخيه الوليد بن عقبة فقد أكثر الناس فيه فقصدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة وقلت إن لي حاجة وهي نصيحة قال يا أيها المرء أعوذ بالله منك فانصرفت إذ جاء رسول عثمان فأتيته فقال ما نصيحتك فقلت إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله فهاجرت الهجرتين وصحبت رسول الله ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد قال أدركت رسول الله قال فقلت لا ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها قال فقال أما بعد فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمنت بما بعث به ثم هاجرت الهجرتين - كما قلت - وصحبت رسول الله ، وفي رواية ونلت صهر رسول الله وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله ثم استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم قلت بلى قال فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم أما ما ذكرت في شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله ثم دعا عليا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين وفي أفراد مسلم في مسند علي عليه السلام من رواية حضين بن المنذر أن الوليد لما جلد أربعين قال علي أمسك جلد النبي أربعين وأبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكلٌّ سنة وهذا أحب إلي

107

الخامس عن عبيد الله بن عدي أيضا أنه دخل على عثمان بن عفان وهو محصور فقال له إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وهو يصلي لنا إمام فتنة وأنا أتحرج من الصلاة معه فقال له عثمان إن الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم

108

السادس عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان أن النبي قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه

109

السابع عن أبي عبد الرحمن أيضا أن عثمان حين حوصر أشرف عليهم فقال أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي ألستم تعلمون أن رسول الله قال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم ألستم تعلمون أن رسول الله قال من حفر بئر رومة فله الجنة فحفرتها قال فصدقوه بما قال

110

الثامن عن مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رعافٌ شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجلٌ من قريش فقال استخلف يا أمير المؤمنين قال نعم وقال ومن فسكت قال ثم دخل عليه رجلٌ آخر فقال استخلف يا أمير المؤمنين فقال عثمان أو قالوه قال نعم قال ومن هو فسكت قال فلعلهم قالوا الزبير قال نعم قال أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان أحبهم إلى رسول الله

أفراد مسلم سوى ما تقدم منها

111

الأول عن أبان بن عثمان عنه أن رسول الله قال لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب

112

الثاني أن عمر بن عبيد الله بن معمر اشتكى عينه وهو محرم فأراد أن يكحلها فنهاه أبان بن عثمان وأمره أن يضمدها بالصبر وحدثه عن عثمان عن النبي أنه كان يفعله

113

الثالث عن مالك بن أبي مالك الأصبحي عن عثمان رضي الله عنه قال: قال النبي لا تبيعوا الدينار بالدينارين ولا الدرهم بالدرهمين

114

الرابع عن سعيد بن العاص أن عثمان وعائشة حدثاه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه استأذن على رسول الله وهو مضطجعٌ على فراشه لابسٌ مرط عائشة فأذن لأبي بكرٍ وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة اجمعي عليك ثيابك قال فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت قال فقالت عائشة يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان فقال رسول الله إن عثمان رجلٌ حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال ألا يبلغ إلي في حاجته

115

الخامس عن عبد الرحمن بن أبي عمرة أن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله

ر4

المتفق عليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

116

الأول عن الحسين بن علي أن عليا أخبره أن النبي طرقه وفاطمة ليلا فقال ألا تصليان قال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله حين قلت له ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو منصرفٌ يضرب فخذه ويقول { وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا }

117

الثاني عن الحسين بن علي أيضا أن عليا رضي الله عنه قال كانت لي شارفٌ من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله أعطاني شارفا من الخمس يومئذٍ فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع يرتحل معي فيأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجلٍ من الأنصار أقبلت حين جمعت فإذا شارفاي قد جبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر فقلت من فعل هذا قالوا فعله حمزة وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غنائها ألا يا حمز للشرف النواء فوثب حمزة إلى السيف فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال عليٌّ فانطلقت حتى أدخل على رسول الله وعنده زيد بن حارثة قال فعرف رسول الله في وجهي الذي لقيت فقال ما لك قلت يا رسول الله عدا حمزة على ناقتي فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شربٌ قال فدعا رسول الله بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن له فإذا هم شربٌ فطفق رسول الله يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر إلى رسول الله فصعد النظر إلى ركبته ثم صعد النظر إلى سرته ثم صعد النظر إلى وجهه ثم قال حمزة وهل أنتم إلا عبيدٌ لأبي فعرف رسول الله أنه ثملٌ فنكص رسول الله على عقبيه القهقرى وخرج وخرجنا معه في رواية وذلك قبل تحريم الخمر

118

الثالث عن ابن عباس قال وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجلٌ قد أخذ بمنكبي فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب فترحم علي عمر وقال ما ظننت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن ليجعلنك الله مع صاحبيك ذلك أني كنت كثيرا أسمع النبي يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أو أظن أن يجعلك الله معهما

119

الرابع عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال سمعت عليا يقول سمعت رسول الله يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد

120

الخامس عن محمد بن علي ابن الحنفية أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس إن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية

121

السادس عن ابن الحنفية عن أبيه قال كنت رجلا مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله لمكان ابنته فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال يغسل ذكره ويتوضأ وهو في أفراد البخاري عن أبي عبد الرحمن السلمي إلا أنه قال فأمرت رجلا يسأل النبي وفيه قال اغسل ذكرك وتوضأ كذا في الأطراف وهو في أفراد مسلم عن عبد الله بن عباس قال: قال علي بن أبي طالب أرسلنا المقداد إلى رسول الله فسأله عن المذي يخرج من الإنسان كيف يفعل فقال رسول الله توضأ وانضح فرجك

122

السابع عن سعيد بن المسيب قال اجتمع علي وعثمان بعسفان فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة فقال عليٌّ ما تريد إلى أمرٍ فعله النبي تنهى الناس عنه فقال له عثمان دعنا عنك قال إني لا أستطيع أن أدعك فلما رأى ذلك عليٌّ أهل بهما جميعا وهذا بمعناه في أفراد البخاري عن مروان بن الحكم من رواية علي بن الحسين عنه أنه شهد عثمان وعليا بين مكة والمدينة وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلما رأى ذلك عليٌّ أهل بهما لبيك بعمرة وحجة فقال عثمان تراني أنهى الناس وأنت تفعله فقال ما كنت لأدع سنة رسول الله لقول أحد وهذا المعنى في أفراد مسلم أيضا عن عبد الله بن حقيق أن عليا كان يأمر بالمتعة وعثمان ينهى عنها فقال عثمان كلمة فقال علي لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله فقال عثمان أجل ولكن كنا خائفين

123

الثامن عن عبيد الله بن أبي رافع - وكان كاتبا لعلي - وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال عبيد الله سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول فقال رسول الله يا حاطب ما هذا فقال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون بها أموالهم وأهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله إنه قد صدقكم فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال فأنزل الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } وفي رواية أبي عبد الرحمن عن علي قال بعثني رسول الله والزبير بن العوام وأبا مرثد وكلنا فارسٌ ثم ساقه بمعناه ولم يذكر نزول الآية ولا ذكرها في حديث عبيد الله بعض الرواة وجعلها بعضهم من تلاوة سفيان وقال سفيان لا أدري الآية في الحديث أو من قول عمرو - يعني ابن دينار

124

التاسع عن عبيدة بن عمرو السلماني عن علي أن النبي قال: يوم الأحزاب وفي رواية يوم الخندق ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس وفي أفراد مسلم عن يحيى بن الجزار وعن شتير بن شكل جميعا عن علي عليه السلام عنه عليه الصلاة والسلام شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر فذكر نحو ذلك وزاد شتير ثم صلاها بين المغرب والعشاء وفي مسند ابن مسعود نحوه

125

العاشر عن زيد بن وهب عن علي قال كساني رسول الله حلة سيراء فخرجت فيها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي وفي أفراد مسلم عن أبي صالح ماهان - واسمه عبد الرحمن بن قيس عن علي أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي ثوب حرير فأعطاه عليا وقال شقه خمرا بين الفواطم وفي رواية عن أبي صالح أنه قال أهديت لرسول الله حلة سيراء فبعث بها إلي فلبستها فعرفت الغضب في وجهه فقال إني لم أبعث بها إليك لتلبسها إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين النساء

126

الحادي عشر عن عبد الله بن شداد بن الهاد عنه قال ما سمعت النبي جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد يا سعد ارم فداك أبي وأمي

127

الثاني عشر عن ربعي بن خراش عنه قال: قال رسول الله لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار

128

الثالث عشر عن الحارث بن سويد عن علي قال نهى رسول الله أن ينتبذ في الدباء والمزفت

129

الرابع عشر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال أمرني رسول الله أن أقوم على بدنه وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها وألا أعطي الجزار منها وقال ونحن نعطيه من عندنا

130

الخامس عشر عن ابن أبي ليلى عنه أن فاطمة أتت النبي تسأله خادما وأنه قال ألا أخبرك ما هو خيرٌ لكم تسبحين الله ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين وفي رواية أن عليا قال فجاء النبي إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري وقال أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا أربعا وثلاثين فذكره وقال فهو خيرٌ لكما من خادم قال سفيان إحداهن أربعا وثلاثين وفي رواية ابن سيرين التسبيح أربع وثلاثون قال علي فما تركته منذ سمعته من رسول الله قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين

131

السادس عشر عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا فقال اعملوا فكلٌّ ميسرٌ لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسيصير لعمل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فسيصير لعمل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى }

132

السابع عشر عن أبي عبد الرحمن السلمي أيضا عن علي قال بعث رسول الله سرية فاستعمل عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء فقال اجمعوا لي حطبا فجمعوا له ثم قال أوقدوا نارا فأوقدوا ثم قال ألم يأمركم رسول الله أن تسمعوا وتطيعوا قالوا بلى قال فادخلوها فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا إنما فررنا إلى رسول الله من النار فكانوا كذلك حتى سكن غضبه وطفئت النار فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي فقال لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا وقال لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

133

الثامن عشر عن يزيد بن شريك بن طارق التيمي قال رأيت عليا على المنبر يخطب فسمعته يقول لا والله ما عندنا من كتاب نقرأه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات وفيها قال رسول الله المدينة حرمٌ ما بين عيرٍ إلى ثورٍ فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا ومن والى قوما بغير إذن مواليه - وفي رواية ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وهو في أفراد البخاري مختصر عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال قلت لعلي هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهمٌ يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وألا يعقل مسلمٌ بكافر

134

التاسع عشر عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وفي رواية من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله يقول سيخرج قومٌ في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرءون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة

135

العشرون عن عمير بن سعد النخعي عن علي رضي الله عنه قال ما كنت لأقيم حدا على أحدٍ فيموت فأجد في نفسي منه شيئا إلا صاحب الخمر فإنه لو مات وديته وذلك أن رسول الله لم يسنه

أفراد البخاري

136

الأول عن عبد الله بن عباس من رواية عبد الله بن كعب بن مالك عنه أن عليا خرج من عند رسول الله في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس يا أبا حسن كيف أصبح رسول الله فقال أصبح بحمد الله بارئا فأخذ بيده العباس بن عبد المطلب فقال أنت والله بعد ثلاثٍ عبد العصا وإني والله لأرى رسول الله سيتوفى في وجعه هذا إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت فاذهب بنا إلى رسول الله فنسأله فيمن هذا الأمر فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا فقال علي أما والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده وإني والله لا أسألها رسول الله

137

الثاني عن النزال بن سبرة قال أتى عليٌّ باب الرحبة فشرب قائما وقال إني رأيت رسول الله فعل كما رأيتموني فعلت

138

الثالث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال سمعت عليا يقول حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله

139

الرابع عن محمد بن علي بن الحنفية قال لو كان عليٌّ ذاكرا عثمان بسوءٍ ذكره يوم جاءه ناسٌ يشكون إليه سعاة عثمان فقال لي عليٍّ اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان وأخبره أن فيه صدقة رسول الله فمر سعاتك يعملون بها فأتيته بها فقال أغنها عنا فأتيت بها عليا فقال لا عليك ضعها حيث وجدتها قال بعض الرواة عن سفيان بن عيينة لم يجد عليٌّ بدا حين كان عنده علمٌ منه أن ينهيه إليه قال ونرى أن عثمان إنما رده لأن عنده علما من ذلك فاستغنى عنه حكاه أبو مسعود الدمشقي في الأطراف

140

الخامس عن ابن الحنفية قال قلت لأبي أي الناس خيرٌ بعد رسول الله قال أبو بكر قلت ثم من قال عمر قال وخشيت أن أقول ثم من فيقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين

141

السادس - عن عبيدة بن عمرو السلماني قال: قال علي رضي الله عنه اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الخلاف حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي فكان ابن سيرين يرى عامة ما يروون عن علي كذبا

142

السابع عن الشعبي - واسمه عامر بن شراحيل - أن عليا حين رجم المرأة ضربها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة وقال جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله

143

الثامن عن قيس بن عباد عن علي قال أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن يوم القيامة قال قيس فيهم نزلت { هذان خصمان اختصموا في ربهم } قال هم الذين تبارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة ابن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وفي رواية أن عليا قال فينا نزلت هذه الآية في مبارزتنا يوم بدر { هذان خصمان اختصموا في ربهم } وفي الصحيح أيضا نزول هذه الآية فيهم عن قيس بن عباد عن أبي ذر

144

التاسع عن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني أن عليا صلى على سهل ابن حنيف فكبر وقال إنه شهد بدرا قال أبو بكر البرقاني لم يبين البخاري عدد التكبير وهو عند ابن عيينة بإسناده وفيه أنه كبر ستا

أفراد مسلم

145

الأول عن عبد الله بن العباس عن علي وعن عبد الله بن حنين عن علي - وهو أتم - قال نهاني النبي عن التختم بالذهب وعن لباس القسي وعن القراءة في الركوع والسجود وفي رواية عن عبد الله بن حنين عن ابن عباس أنه قال نهيت أن أقرأ وأنا راكع دون ذكر علي في الإسناد وفي الأطراف أن في رواية ابن عباس عن علي النهي عن خاتم الذهب وعن لبس القسي وعن المعصفر المفدم وعن القراءة في الركوع والسجود وليس ذلك عندنا في أصل كتاب مسلم ولعله قد وجد في نسخة أخرى من الكتاب والله أعلم

146

الثاني عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كنت عند علي بن أبي طالب عليه السلام فأتاه رجلٌ فقال ما كان النبي يسر إليك قال فغضب ثم قال ما كان النبي يسر إلي شيئا يكتمه من الناس غير أنه قد حدثني بكلماتٍ أربع قال ما هن يا أمير المؤمنين قال: قال لعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من غير منار الأرض

147

الثالث عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال كان النبي إذا قام إلى الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وإذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وإذا رفع رأسه قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيءٍ بعد وإذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت

148

الرابع عن عبيد الله بن أبي رافع أن الحرورية لما خرجت على علي بن أبي طالب وهو معه فقالوا لا حكم إلا لله قال علي كلمة حق أريد بها باطلٌ إن رسول الله وصف لنا ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أبي طالب قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضرٌ ذلك من أمرهم وقول عليٍّ فيهم

149

الخامس عن عبيدة بن عمرو عن علي أنه ذكر الخوارج فقال فيهم رجلٌ مخدج اليد أو مثدون اليد أو مودن اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد قال فقلت أنت سمعت هذا من محمد قال إي ورب الكعبة قالها ثلاثا

150

السادس عن زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي أيها الناس إني سمعت رسول الله يقول يخرج قومٌ من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضدٌ ليس له ذراع على عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيضٌ فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرحٍ الناس فسيروا على اسم الله، قال سلمة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا حتى قال مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذٍ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال صدق الله وبلغ رسوله قال فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله هو أسمعت هذا الحديث من رسول الله فقال إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له

151

السابع عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال علي قلت يا رسول الله ما لك تنوق في قريش وتدعنا قال وعندكم شيء قلت نعم بنت حمزة فقال رسول الله إنها لا تحل لي إنها ابنة أخي من الرضاعة

152

الثامن عن أبي عبد الرحمن أن عليا خطب فقال أيها الناس أقيموا الحدود على أرقائكم من أحصن منهم ومن لم يحصن فإن أمة لرسول الله زنت فأمرني أن أجلدها فأتيتها فإذا هي حديثة عهد بنفاس فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها فذكرت ذلك لرسول الله فقال أحسنت اتركها حتى تماثل

153

التاسع عن زر بن حبيش قال: قال علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلى أن لا يحبني إلا مؤمنٌ ولا يبغضني إلا منافقٌ

154

العاشر عن شريح بن هانئ قال أتيت عائشة رضي الله عنها أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فاسأله فإنه كان يسافر مع رسول الله فسألناه فقال جعل رسول الله ثلاثة أيامٍ ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم

155

الحادي عشر عن أبي بردة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري أن عليا رضي الله عنه قال نهاني - يعني النبي - أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها قال بعض الرواة نهاني أن أتختم في إصبعي هذه أو هذه قال وأومأ إلى الوسطى والتي تليها ونهاني عن لبس القسي وعن جلوس على المياثر قال فأما القسي فثياب مضلعة يؤتى بها من مصر أو الشام وأما المياثر فشيء كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرحل كالقطائف الأرجوان أخرج البخاري منه تفسير القسية والميثرة فقط بغير إسناد فقال وقال عاصم عن أبي بردة قلنا لعلي ما القسية قال ثياب أتتنا من الشام أو من مصر مضلعة فيها حريرٌ فيها أمثال الأترج والميثرة كانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف قال البخاري وقال جرير في حديثه القسية ثياب مضلعة يجاء بها من مصر والميثرة جلود السباع

156

الثاني عشر عن أبي بردة أيضا أن عليا قال: قال لي رسول الله قل اللهم اهدني وسددني وفي رواية اللهم إني أسألك الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم

157

الثالث عشر عن مسعود بن الحكم الزرقي أن عليا رضي الله عنه قال رأينا النبي قام فقمنا وقعد فقعدنا يعني في الجنازة 158 - الرابع عشر عن أبي الهياج حيان بن حصين الأسدي قال: قال علي ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته وفي رواية ولا صورة إلا طمستها

159

الخامس عشر عن أبي ساسان حضين بن المنذر قال شهدت عثمان ابن عفان أتى بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيأ فقال عثمان إنه لم يتقيأ حتى شربها فقال يا علي قم فاجلده فقال علي قم يا حسن فاجلده فقال الحسن ول حارها من تولى قارها فكأنه وجد عليه فقال يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك ثم قال جلد النبي أربعين وأبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكلٌّ سنة وهذا أحب إلي وقد تقدم في أفراد البخاري من مسند عثمان من رواية عبيد الله بن الخيار في قصة الوليد أنه جلد ثمانين

ر5

المتفق عليه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

160

الأول عن عبد الله بن عباس بطوله وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة مختصر وهذا حديث ابن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم خرجت لأمر لا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبحٌ على ظهرٍ فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة ابن الجراح أفرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة وكان عمر يكره خلافه نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كانت لك إبلٌ فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله، قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله يقول إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف وفي حديث معمر فسار حتى أتى المدينة فقال هذا المحل أو قال هذا المنزل إن شاء الله تعالى وأما حديث عبد الله بن عامرٍ فإنه اقتصر على المسند أن عمر خرج إلى الشام فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بها فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله قال فذكر نحوه وفي كتاب مسلم عن الزهري عن سالم أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن عوف

161

الثاني عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال إني لواقفٌ في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال أي عم هل تعر ف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك إليه يا ابن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي حتى يموت الأعجل منا قال فتعجبت لذلك قال وغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل في الناس فقلت ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه قال فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى النبي فأخبراه فقال أيكما قتله فقال كل واحدٍ منهما أنا قتلته فقال هل مسحتما سيفيكما فقالا لا فنظر رسول الله إلى السيفين فقال كلاكما قتله وقضى رسول الله بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء

أفراد البخاري

162

الأول عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال كاتبت أمية ابن خلف كتابا أن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة فلما ذكرت الرحمن قال لا أعرف الرحمن كابتني بني باسمك الذي كان لك في الجاهلية فكاتبته عبد عمرو فلما كان يوم بدرٍ خرجت لأحرزه فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلسٍ من مجالس الأنصار فقال يا معشر الأنصار أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية فخرج معه فريقٌ من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم به فقتلوه ثم أتونا حتى لحقونا وكان أمية رجلا ثقيلا فقلت انزل فنزل فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه

163

الثاني عن إبراهيم أيضا عن أبيه قال لما قدمنا المدينة آخى رسول الله بيني وبين سعد بن الربيع فقال سعد بن الربيع إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها فقال له عبد الرحمن لا حاجة لي في ذلك هل من سوق فيه تجارة قال سوق بني قينقاع قال فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقطٍ وسمن قال ثم تابع الغدو فما لبث إن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة فقال رسول الله تزوجت قال نعم قال ومن قال امرأة من الأنصار قال فكم سقت قال زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب فقال النبي أولم ولو بشاة

164

الثالث عن إبراهيم قال أتي عبد الرحمن بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وقتل حمزة - أو رجل آخر شك إبراهيم - وفي بعض الروايات عنه وقتل حمزة ولم يشك قال وهو خيرٌ مني فلم يوجد ما يكفن فيه إلا بردة ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام

165

الرابع عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال لصهيب اتق الله ولا تدع إلى غير أبيك فقال صهيب ما يسرني أن لي كذا وكذا وأني فعلت ذلك ولكني سرقت وأنا صبي

166

الخامس عن بجالة بن عبد ويقال ابن عبدة قال كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف فجاء كتاب عمر قبل موته بسنة أن أقتلوا كل ساحرٍ وساحرة وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس وانههم عن الزمزمة فقتلنا ثلاث سواحر وجعلنا نفرق بين المرء وحريمه في كتاب الله وصنع لهم طعاما كثيرا وجعل السيف على فخذه وجعل يدعوهم إلى الطعام فألقوا وقر بغلٍ أو بغلين وأكلوا بغير زمزمة ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله أخذها من مجوس هجر اختصره البخاري فأخرج المسند منه والتفريق بين كل ذي محرم من المجوس فقط وأخرجه أبو بكر البرقاني بطوله كما أوردناه وهو مشهور من حديث ابن عيينة كذلك

ر6

المتفق عليه من مسند طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه

167

الأول عن مالك بن أبي عامر من رواية ابنه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجلٌ إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وقال رسول الله وصيام شهر رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله الزكاة فقال وهل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله أفلح إن صدق

168

الثاني عن أبي عثمان النهدي - واسمه عبد الرحمن بن مل قال لم يبق مع النبي في بعض تلك الأيام التي قاتل فيها رسول الله غير طلحة وسعدٍ عن حديثهما وفي رواية فقلت لأبي عثمان وما علمك بذلك فقال عن حديثهما

أفراد البخاري

169

الأول عن السائب بن يزيد - وهو من الصحابة - قال صحبت طلحة ابن عبيد الله وسعدا والمقداد وعبد الرحمن بن عوف فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحدٍ

170

الثاني عن قيس بن أبي خازم قال رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبي يوم أحد والله أعلم

أفراد مسلم

171

الأول عن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي - صحابي وهو ابن أخي طلحة قال كنا مع طلحة ونحن حرمٌ فأهدي لنا طيرٌ وطلحة راقدٌ فمنا من أكل ومنا من تورع فلم يأكل فلما استيقظ طلحة وفق من أكله وقال أكلناه مع رسول الله

172

الثاني عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبال من مر وراء ذلك

173

الثالث عن موسى بن طلحة عن أبيه قال مررت مع رسول الله بقوم على رؤوس النخل فقال ما يصنع هؤلاء فقالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح فقال رسول الله ما أظن يغني ذلك شيئا فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله بذلك فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به فإني لن أكذب على الله تعالى

ر7

المتفق عليه من مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه

174

الأول عن عبد الله بن الزبير عن أبيه من رواية عروة عنه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند رسول الله فقال رسول الله للزبير اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري ثم قال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ثم قال للزبير اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } وهذا الحديث أيضا في أفراد البخاري من رواية عروة دون ذكر عبد الله بن الزبير قال عروة خاصم الزبير رجلا وذكر نحوه وزاد فاستوعى رسول الله حينئذٍ للزبير حقه وكان رسول الله قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة له وللأنصاري فلما أحفظ الأنصاري رسول الله استوعى رسول الله للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة قال الزبير والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك { فلا وربك } الآية

175

الثاني عن عبد الله بن الزبير قال كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر ابن أبي سلمة مع النساء - يعني نسوة النبي - في أطم حسان بن ثابت فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة فلما رجع قلت يا أبت رأيتك تختلف فقال وهل رأيتني يا بني قلت نعم قال أما والله لقد جمع لي رسول الله أبويه فقال فداك أبي وأمي قال بعض الرواة فيه كان رسول الله قال من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي أبويه

أفراد البخاري

176

الأول وصية الزبير عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالمٌ أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا ثم قال يا بني بع مالنا واقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه - يعني لبني عبد الله - قال فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شيءٌ فثلثٌ لولدك قال عبد الله بن الزبير فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه بمولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله تعالى فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه قال فقتل الزبير فلم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكن هو سلفٌ إني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون في غزوٍ مع رسول الله أو مع أبي بكر وعمر وعثمان قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما كان عليه من الدين فوجدته ألفي ألفٍ ومائتي ألف قال فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين قال فكتمته وقلت مائة ألف فقال حكيم والله ما أدري أموالكم تسع هذه فقال عبد الله أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيءٍ منه فاستعينوا بي قال وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قام فقال من كان له على الزبير شيء فليوافنا بالغابة قال فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم فقال عبد الله لا قال فاقطعوا لي قطعة قال فقال عبد الله لك من ها هنا إلى ها هنا قال فباع عبد الله منها فقضى دينة فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف قال فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة قال فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهمٍ مائة ألف قال كم بقي منها قال أربعة أسهم ونصف فقال المنذر بن الزبير قد أخذت منها سهما بمائة ألف وقال عمرو بن عثمان قد أخذت منها سهما بمائة ألف وقال ابن زمعة قد أخذت منها سهما بمائة ألف قال فقال معاوية كم بقي قال سهم ونصف قال أخذته بخمسين ومائة ألف قال فباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف قال فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دينٌ فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي في الموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم ودفع الثلث قال وكان للزبير أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتي ألف قال فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف

177

الثاني عن عبد الله بن الزبير أيضا قال قلت للزبير ما لي لا أسمعك تحدث عن رسول الله كما يحدث فلانٌ وفلانٌ قال أما إني لم أفارقه منذ أسلمت ولكن سمعته يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار

178

الثالث عن عروة بن الزبير عن الزبير قال: قال رسول الله لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه - وفي رواية فيستعين بثمنها - خيرٌ من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه

179

الرابع عن عروة أيضا قال: قال الزبير بن العوام لقيت يوم بدر عبيدة - ويقال عبدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وكان يكنى أبا ذات الكرش فقال أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات قال هشام بن عروة فأخبرت أن الزبير قال لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفها قال عروة فسأله إياها رسول الله فأعطاه إياها فلما قبض أخذها ثم طلبها أبو بكرٍ فأعطاه فلما قبض أبو بكر سألها عمر فأعطاه إياها فلما قبض عمر أخذها ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل وقعت إلى آل علي وطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل

180

الخامس عن عروة أن أصحاب النبي قالوا للزبير بن العوام يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك قال إني إن شددت كذبتم قالوا لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه وضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب بها وأنا صغير قال عروة وكان معه عبد الله وهو ابن عشر سنين فحمله على فرسٍ ووكل به

181

السادس عن عروة بن الزبير عن أبيه قال ضربت للمهاجرين يوم بدر بمائة سهم

182

السابع عن هشام بن عروة قال: قال عروة كان سيف الزبير محلى بفضة قال هشام وكان سيف عروة محلى بفضة

ر8

المتفق عليه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

183

الأول عن جابر بن سمرة السوائي عنه - أخرجاه مختصرا في ذكر الصلاة منه وأخرجه البخاري وحده بطوله من حديث جابر بن سمرة أيضا قال شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر - فعزله واستعمل عليهم عمارا - فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي فقال أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله لا أخرم عنها أصلي صلاتي العشي فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين قال ذلك الظن بك يا أبا إسحاق فأرسل معه رجلا - أو رجالا إلى الكوفة - فسأل عنه أهل الكوفة فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه ويثنون معروفا حتى دخل مسجدا لبني عبسٍ فقام رجلٌ منهم يقال له أسامة بن قتادة - يكنى أبا سعدة - فقال أما إذا نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية فقال سعد أما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن فكان بعد ذلك إذا سئل يقول شيخٌ كبيرٌ مفتونٌ أصابتني دعوة سعد قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن وفي رواية شعبة عن أبي عونٍ محمد بن عبيد الله الثقفي من كلام سعد قال أما أنا فأمد في الأوليين وأحذف في الأخريين ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله قال صدقت ذلك الظن بك أو ظني بك، وأخرجه أبو بكر البرقاني في كتابه المخرج على الصحيحين بطوله بنحو ما أخرجه البخاري وفي آخره قال: قال عبد الملك بن عمير فأنا رأيته يتعرض للإماء في السكك فإذا قيل له كيف أنت يا أبا سعدة قال كبيرٌ مفتونٌ أصابتني دعوة سعد

184

الثاني عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أعطى رسول الله رهطا وأنا جالسٌ فترك رسول الله منهم رجلا هو أعجبهم إلي فقمت فقلت ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا فقال رسول الله أو مسلما ذكر ذلك سعد ثلاثا وأجابه بمثل ذلك ثم قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في ا لنار على وجهه في رواية قال الزهري فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح وهو في أفراد مسلم عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده أن النبي قسم قسما وترك رجلا وذكر نحو حديث الزهري عن عامر ابن سعد

185

الثالث عن عامر بن سعد عن أبيه من رواية الزهري عن عامر ومن رواية سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن عامر عن أبيه قال: قال سعد جاءني رسول الله يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مالٍ ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال قلت فالشطر يا رسول الله قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير أو كبير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تدعهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك قال فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوامٌ ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم ولكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله أن مات بمكة ورواية سعد بن إبراهيم بمعناه ولم يذكر قوله عليه السلام في سعد بن خولة غير أنه قال وكان يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها وهو في أفراد البخاري عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه قال مرضت فعادني مختصر وفيه الثلث والثلث كثير وفي أفراده أيضا عن عائشة بنت سعد عن أبيها بنحو ذلك وفي أفراد مسلم من رواية عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد نحوه في أفراده من رواية سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن أبيه نحوه وهو في أفراده عن ثلاثة عن ولد سعد عنه نحو ذلك وأن سعدا قال إني قد خفت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها فقال رسول الله : اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا وفيه ذكر الوصية والثلث والثلث كثير وفيه إن صدقتك من مالك صدقة وإن نفقتك على عيالك صدقة وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة

186

الرابع من رواية الزهري عن عامر عنه أن رسول الله قال إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيءٍ لم يحرم على الناس فحرم من أجل مسألته

187

الخامس عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله بن عامر بن سعد عن أبيه قال ما سمعت رسول الله قال لأحدٍ يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت هذه الآية { وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل } قال الراوي لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث

188

السادس عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عامر قال سمعت سعدا يقول سمعت رسول الله يقول من تصبح بسبعٍ تمراتٍ عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ قال أبو بكر البرقاني في رواية مكي بن إبراهيم قال هاشم لا أعلم إلا أن عامرا ذكر من عجوة العالية وهو في أفراد مسلم عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن عامر ابن سعد عن أبيه أنه سمع رسول الله قال من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سمٌّ حتى يمسي

189

السابع عن محمد بن سعد بن أبي وقاص من رواية عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عنه عن أبيه قال استأذن عمر على النبي وعنده نسوة من قريش يكلمنه - وفي رواية يسألنه - ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله فدخل عمر ورسول الله يضحك فقال أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي وأمي زاد عن البرقاني ما أضحكك قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن ثم قال عمر أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله فقال رسول الله إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك

190

الثامن عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص من رواية الحكم بن عيينة عنه عن أبيه قال خلف رسول الله علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وهو في المتفق عليه منهما من رواية إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه وليس في حديثه غير أنه لا نبي بعدي وهو في أفراد مسلم من رواية سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد عن سعد أنه قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فيه أنه سمعه سعيد بن المسيب أيضا من سعد

191

التاسع عن مصعب أيضا من رواية أبي يعفور وقدان العبدي عنه عن أبيه قال صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني عن ذلك وقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب وهو في أفراد مسلم عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد عن أبيه نحوه

192

العاشر عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن سعد قال رأيت عن يمين النبي وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثياب بيضٌ يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام

193

الحادي عشر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد قال رد رسول الله على عثمان بن مظعونٍ التبتل ولو أذن له لاختصينا

194

الثاني عشر من رواية يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن سعد قال جمع لي النبي أبويه يوم أحد وهو في أفراد البخاري من رواية هاشم بن هاشم السعدي عن سعيد بن المسيب عن سعد وقال فيه نثل لي رسول الله كنانته يوم أحد وقال ارم فداك أبي وأمي وهو أيضا في أفراد مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص من رواية بكير بن مسمار عنه عن أبيه أن النبي جمع له أبويه يوم أحد وزاد فيه قال كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصلٌ فأصبت جنبه فسقط وانكشفت عورته فضحك رسول الله حتى نظرت إلى نواجذه

195

الثالث عشر عن أبي عثمان النهدي عن سعد وأبي بكرة أن النبي قال: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرامٌ

196

الرابع عشر عن قيس بن أبي حازم عن سعد قال والله إني لأول رجلٍ من العرب رمى بسهمٍ في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله وما لنا طعامٌ إلا ورقٌ الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسدٍ تعزرني على الإسلام لقد خبت إذا وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر وقالوا لا يحسن يصلي

197

الخامس عشر في المتفق عليه من ترجمتين فهو في أفراد البخاري من رواية عائشة بنت سعد عن أبيها قال سمعت النبي يقول لا يكيد أهل المدينة أحدٌ إلا انماع كما ينماع الملح في الماء وفي أفراد مسلم عن عثمان بن حكيم من رواية مروان عن معاوية عنه عن عامر بن سعد عن أبيه في آخر حديث تحريم النبي ما بين لابتي المدينة قال ولا يريد أحدٌ أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء وهو في أفراد مسلم أيضا عن أبي عبد الله القراظ عن سعد وأبي هريرة أنه قال اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم وفيه من أراد أهلها بسوءٍ أذابه الله عز وجل كما يذوب الملح في الماء

أفراد البخاري

198

الأول عن عبد الله بن عمر أن سعدا حدثه عن رسول الله أنه مسح على الخفين وأن ابن عمر سأل عن ذلك عمر فقال نعم إذا حدثك سعدٌ عن النبي شيئا فلا تسأل عنه غيره

199

الثاني عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن سعدٍ قال لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام وهو في أفراده أيضا عن هاشم بن هاشم عن سعيد بن المسيب عن سعدٍ قال ما أسلم أحدٌ إلا في اليوم الذي أسلمت فيه كذا في أصل البخاري في موضعين قال ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام

200

الثالث عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد أن أباه سعدا كان يأمر بهؤلاء الخمس ويحدثهن عن رسول الله اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدجال وأعوذ بك من عذاب القبر وهو في أفراده أيضا عن عمرو بن ميمون الأودي من رواية عبد الملك بن عمير عنه عن سعد أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة وذكر الخمس إلا أنه قال أعوذ بك من فتنة الدنيا بدل الدجال قال عبد الملك فحدثت به مصعبا فصدقه

201

الرابع عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال سألت أبي - يعني عن قوله { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } أهم الحرورية قال لا هم اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا محمدا والنصارى كذبوا بالجنة قالوا لا طعام فيها ولا شراب والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعدٌ يسميهم الفاسقين

202

الخامس عن طلحة بن مصرف عن مصعب بن سعد قال رأى سعدٌ أن له فضلا على من دونه فقال النبي هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم هكذا أخرجه البخاري منقطعا ومرسلا من رواية سليمان بن حرب وجوده مسعر عن محمد بن طلحة عن أبيه فقال فيه عن مصعب بن سعد عن أبيه وأخرجه أيضا أبو بكر البرقاني عن مسعر وعن غيره مسندا

أفراد مسلم

203

الأول عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا

204

الثاني عن عامر بن سعد من رواية ابن أخيه إسماعيل بن محمد بن سعد عنه عن أبيه قال كنت أرى النبي يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده

205

الثالث عن عامر من رواية إسماعيل بن محمد عنه قال: قال سعد الحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله

06

الرابع عن إسماعيل بن محمد عن عمه عامر بن سعد أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبدا يقطع شجرا أو يخبطه فسلبه فلما رجع سعدٌ جاء أهل العبد وكلموه أن يرد على غلامهم أو عليهم ما أخذ من غلامهم فقال معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله وأبى أن يرد عليهم

207

الخامس عن عامر بن سعد من رواية حكيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المخزومي عنه عن سعد أن رسول الله قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمدٍ رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه

208

السادس عن عامر بن سعد من رواية بكير بن مسمار عنه قال أمر معاوية ابن أبي سفيان سعد بن أبي وقاص فقال ما منعك أن تسب أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله يقول له - وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول له يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع إليه الراية ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية { ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي

209

السابع عن عامر بن سعد من رواية بكير أيضا قال كان سعد بن أبي وقاص في إبله فجاء ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعدٌ في صدره وقال اسكت سمعت النبي يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

210

الثامن عن عثمان بن حكيم من رواية عبد الله بن نمير ومروان ابن معاوية عنه عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله قال إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحدٌ رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خيرٌ منه ولا يثبت أحدٌ على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

211

التاسع عن عثمان أيضا عن عامر بن سعد عن أبيه أنه أقبل مع رسول الله في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها

212

العاشر عن يونس بن جبيرٍ عن محمد بن سعد عن أبيه أن النبي قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خيرٌ له من أن يمتلئ شعرا

213

الحادي عشر عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد أن سعدا قال ضرب رسول الله بيده على الأخرى ثم قال الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعا

214

الثاني عشر عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد قال جاء أعرابي إلى النبي فقال يا نبي الله علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال فهؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني شك الراوي في عافني

215

الثالث عشر عن موسى الجهني أيضا عن مصعب بن سعد عن سعد قال كنا عند رسول الله فقال أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة هكذا هو في كتاب مسلم في جميع الروايات عن موسى أو يحط عنه ألف خطيئة قال أبو بكر البرقاني ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى بن سعيد القطان عن موسى فقالوا ويحط بغير ألف

216

الرابع عشر عن مصعب بن سعد عن أبيه - من رواية سماك بن حرب عن مصعب أن سعدا قال أنزلت في أربع آيات من القرآن قال حلفت أم سعدٍ ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب قالت زعمت أن الله وصاك بوالديك فأنا أمك وأنا آمرك بهذا قال مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال لها عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } قال وأصاب رسول الله غنيمة عظيمة فإذا فيها سيفٌ فأخذته فأتيت به رسول الله فقلت نفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله فقال رده حيث أخذته فانطلقت حتى أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي فرجعت إليه فقلت أعطنيه قال فشد لي صوته رده من حيث أخذته قال فأنزل الله عز وجل { يسألونك عن الأنفال } ومرضت فأرسلت إلي النبي فأتاني فقلت دعني أقسم مالي حيث شئت قال فأبى قلت فالنصف قال فأبى قلت فالثلث فسكت وكان بعد الثلث جائزا قال وأتيت على نفرٍ من الأنصار والمهاجرين فقالوا تعال نطعمك ونسقيك خمرا وذلك قبل أن تحرم الخمر قال فأتيتهم في حشٍّ - والحش البستان - فإذا رأس جزور مشويٌّ عندهم وزق من خمر فأكلت وشربت معهم قال فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم فقلت المهاجرون خيرٌ من الأنصار قال فأخذ رجلٌ أحد لحيي الرأس فضربني به فجرح أنفي فأتيت رسول الله فأخبرته فأنزل الله عز وجل في - يعني نفسه - { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان في حديث شعبة - في قصة أم سعد قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها وقال في آخره فضرب به أنف سعدٍ ففزره فكان أنف سعدٍ مفزورا

217

الخامس عشر عن إبراهيم بن سعد بن مالك من رواية حبيب بن ثابت عنه عن أبيه عن النبي بنحو حديث أسامة بن زيد في الطاعون أنه قال إن هذا الوجع رجزٌ وعذاب أو بقية عذاب عذب به أناسٌ من قبلكم فإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا بلغكم أنه بأرضٍ فلا تدخلوها وفي رواية الأعمش عن حبيب عن إبراهيم بن سعد أنه قال كان أسامة وسعد جالسين يتحدثان فقالا قال رسول الله بنحو ذلك

218

السادس عشر عن أبي عثمان النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة

219

السابع عشر عن غنيم بن قيس المازني قال سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة في الحج قال فعلناها وهذا يومئذٍ كافرٌ بالعرش يعني بيوت مكة وفي رواية يحيى بن سعيد عن التيمي يعني معاوية

220

الثامن عشر عن شريح بن هانئ عن سعد قال كنا مع النبي ستة نفرٍ فقال المشركون للنبي اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا قال وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } والله أعلم

ر9

المتفق عليه من مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي رضي الله عنه

221

الأول عن عمرو بن حريث قال سمعت سعيد بن زيد يقول سمعت النبي يقول الكمأة من المن وماؤها شفاءٌ للعين

222

الثاني عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل خاصمته أروى بنت أوس - وقيل أويس - إلى مروان بن الحكم وادعت أنه أخذ شيئا من أرضها فقال سعيد أنا آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله قال ماذا سمعت قال سمعت رسول الله يقول من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا فقال سعيد اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها قال فما ماتت حتى ذهب بصرها وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت، وهو في أفراد البخاري عن عبد الرحمن بن سهل عن سعيد بن زيد المسند منه: من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين وكذلك في أفراد مسلم من رواية سهل بن سعد الساعدي عن سعيد بن زيد المسند منه أيضا أن رسول الله قال: من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين وهو في أفراد مسلم أيضا من رواية محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن سعيد بن زيد نحو حديث عروة بمعناه إلا أنه قال إن الخصومة كانت في دار وذكر دعاء سعيد عليها وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول أصابتني دعوة سعيد وأنها مرت على بئر في الدار فوقعت فيها وكانت قبرها

223

وللبخاري وحده عن قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد قال لقد رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته وما أسلم ولو أن أحدا انقض وقيل أرفض - للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض

ر10

حديث واحد عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

224

من أفراد مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال بعثنا رسول الله وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة قال فقلت كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال فانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر قال فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا قال ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعيرٍ منا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله فذكرنا له ذلك فقال هو رزقٌ أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيءٌ فتطعمونا قال فأرسلنا إلى رسول الله منه فأكله. قوله نحن رسل رسول الله هو مسند أبي عبيدة من هذا الحديث وإلا فهو من مسند جابر ويقال انفرد بهذه الزيادة من قول أبي عبيدة أبو الزبير وسائر الرواة عن جابر لا يذكرونها وليس لأبي عبيدة بن الجراح في الصحيحين غير هذا الفصل من هذا الحديث.

آخر ما في الصحيحين عن العشرة رضوان الله عليهم.



الجمع بين الصحيحين للحميدي
المقدمة | القسم الأول: مسند العشرة أبو بكر الصديق | عمر بن الخطاب | عثمان بن عفان | علي بن أبي طالب | عبد الرحمن بن عوف | طلحة بن عبيد الله التيمي | الزبير بن العوام | سعد بن أبي وقاص | سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي | أبو عبيدة بن الجراح | القسم الثاني: مسند المقدمين عبد الله بن مسعود | عمار بن ياسر | حارثة بن وهب الخزاعي | أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري | حذيفة بن اليمان العبسي | أبو موسى الأشعري | جرير بن عبد الله البجلي | أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي | حديث عدي بن حاتم الطائي | جابر بن سمرة | سليمان بن صرد | عروة بن الجعد البارقي | عمران بن حصين | حديث عبد الرحمن بن سمرة | عبد الله بن مغفل المزني | أبو بكرة نفيع بن الحارث | بريدة بن الحصيب | عائذ بن عمرو | سمرة بن جندب | معقل بن يسار | مالك بن الحويرث | جندب بن عبد الله البجلي | معيقيب بن أبي فاطمة | مجاشع ومجالد ابنا مسعود السلمي | يعلى بن أمية | معاذ بن جبل | أبو بن كعب الأنصاري | أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري | عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري | أبو أيوب الأنصاري | أبو بردة هانئ بن نيار البلوي | زيد بن ثابت الأنصاري | عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي | أبو لبابة عامر بن المنذر | عتبان بن مالك | سهل بن حنيف | وعن قيس بن سعد الأنصاري | أسيد بن حضير | كعب بن مالك | أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري | أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري | أبو جهيم عبد الله بن الحارث بن الصمة الخزرجي | أبو الدرداء الأنصاري | أبو حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر الساعدي | عبد الله بن سلام بن الحارث | سهل بن أبي حثمة | ظهير بن رافع عم رافع بن خديج | رافع بن خديج | عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري | حديثان عن عبد الله بن يزيد الخطمي | أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري | شداد بن أوس | النعمان بن بشير | عبد الله بن أبي أوفى | زيد بن أرقم | ثابت بن الضحاك الأنصاري | أبو بشير الأنصاري | البراء بن عازب | زيد بن خالد بن جهينة الجهني | سهل بن سعد الساعدي | مالك بن صعصعة | كعب بن عجرة | أبو برزة نضلة بن عبيد | سلمة بن الأكوع | القسم الثالث: مسند المكثرين عبد الله بن العباس بن عبد المطلب | عبد الله بن عمر بن الخطاب | جابر بن عبد الله الأنصاري | سعد بن مالك الخدري | أنس بن مالك الأنصاري | أبو هريرة الدوسي | القسم الرابع: مسند المقلين العباس بن عبد المطلب | الفضل بن العباس | عبد الله بن جعفر بن أبي طالب | عبد الله بن الزبير | أسامة بن زيد بن حارثة | خالد بن الوليد | عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق | عمر بن أبي سلمة | عامر بن ربيعة العدوي | المقداد بن الأسود | بلال بن رباح | أبو رافع | سلمان الخير الفارسي | خباب بن الأرت | عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب | جبير بن مطعم | المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف | حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد | عبد الله بن مالك بن بحينة الأسدي | أبو واقد الليثي | المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ | سفيان بن أبي زهير الأزدي | العلاء بن الحضرمي | الصعب بن جثامة الليثي | أبو يزيد السائب بن يزيد | عمرو بن أمية الضمري | خويلد بن عمرو الخزاعي | خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري | أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس | معاوية بن أبي سفيان | المغيرة بن شعبة | عمرو بن العاص | عبد الله بن عمرو بن العاص | عوف بن مالك الأشجعي | واثلة بن الأسقع بن كعب | عقبة بن عامر بن عبس الجهني | أبو ثعلبة الخشني | أبو أمامة الباهلي | عبد الله بن بسر السكوني ثم المازني | أبو مالك الأشعري | أبو مالك الأشعري | سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي | سويد بن النعمان بن مالك بن عامر الأنصاري | ثابت بن قيس بن شماس | قتادة بن النعمان بن يزيد | عبد الله بن رواحة | أبو سعيد بن المعلى | أبو عبس عبد الرحمن بن جبر الحارثي | معن بن يزيد | محمود بن الربيع بن الحارث بن الخزرج الأنصاري | أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر المخزومي | عبد الله بن ثعلبة بن صعير | مرداس الأسلمي | الحكم بن عمرو الغفاري | عمرو بن سلمة الجرمي عن أبيه | زاهر الأسلمي | أهبان بن أوس الأسلمي | عمرو بن الحارث الخزاعي | عبد الله بن هشام القرشي | شيبة بن عثمان الحجبي | عمرو بن تغلب | سلمان بن عامر الضبي | أبو كريمة المقدام بن معدي كرب | محمد إياس بن البكير | سنين أبو جميلة | حزن جد سعيد بن المسيب | عمرو بن ميمون الأودي | أبو رجاء العطاردي | وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم | محمد بن مسلمة | النعمان بن مقرن | سعيد بن المسيب | عبد الرحمن بن أبي ليلى | عبد الرحمن بن جابر | سراقة بن مالك بن جعشم | عبد المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب | هشام بن حكيم بن حزام | أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف | الشريد بن سويد الثقفي | نافع بن عتبة بن أبي وقاص | مطيع بن الأسود بن حارثة | مطيع بن الأسود بن حارثة | أبو محذورة سمرة بن معير | أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري | سبرة بن معبد الجهني | عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي | عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم السهمي | معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب | أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن خنيس | عمير مولى آبي اللحم | عبد الله بن أنيس الجهني | أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي | حمزة بن عمرو الأسلمي | أبو نجيح عمرو بن عبسة بن عامر السلمي | ذؤيب بن حلحلة | أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي | فضالة بن عبيد الأنصاري أبو محمد | النواس بن سمعان الكلابي | أبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي | أبو يحيى صهيب بن سنان | سفينة مولى رسول الله | ثوبان مولى رسول الله | أبو رقية تميم بن أوس الداري | أبو عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي | المستورد بن شداد أخو بني فهر | عبد الرحمن بن عثمان التيمي | أبو بصرة حميل بن بصرة الغفاري | أبو هنيدة وائل بن حجر الكندي | عمرو بن حريث | عمارة بن رؤيبة | عدي بن عميرة الكندي | عرفجة بن شريح | طارق بن أشيم الأشجعي | قطبة بن مالك | سويد بن مقرن أبو علي | عثمان بن أبي العاص الثقفي | هشام بن عامر الأنصاري | عتبة بن غزوان أبو عبد الله | عبد الله بن الشخير | حنظلة بن الربيع الأسيدي | الأغر المزني | معاوية بن الحكم السلمي | عبد الله بن سرجس المزني | قبيصة بن مخارق بن عبد الله الهلالي وزهير بن عمرو الهلالي | قبيصة بن مخارق | أبو رفاعة العدوي تميم بن أسيد بن عبد مناة | أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري | نبيشة الهذلي | عياض حمار بن عرفجة المجاشعي | رجل من أصحاب النبي | القسم الخامس: مسند النساء عائشة بنت أبي بكر الصديق | فاطمة بنت رسول الله | أم سلمة | حفصة بنت عمر بن الخطاب | أم حبيبة بنت أبي سفيان | ميمونة بنت الحارث الهلالية | جويرية بنت الحارث | زينب بنت جحش | صفية بنت حيي بن أخطب | سودة بنت زمعة | أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب | أم الفضل لبابة بنت الحارث أم عبد الله بن العباس | أسماء بنت أبي بكر | أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط | أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة | زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله | فاطمة بنت قيس | سبيعة الأسلمية | أم حرام بنت ملحان بن خالد الخزرجية | أم سليم بنت ملحان أم أنس ابن مالك | زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود | أم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي | الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية | أم عطية واسمها نسيبة بنت كعب الأنصارية | أم خالد بنت سعيد بن العاص | أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق | خنساء بنت خدام | أم العلاء الأنصارية | صفية بنت شيبة بن عثمان القرشي | أفراد مسلم من الصحابيات | خولة بنت حكيم السلمية | جدامة بنت وهب الأسدية | أم مبشر الأنصارية | أم هشام بنت حارثة بن النعمان | أم الحصين الأحمسية | صفية بنت أبي عبيد | أم الدرداء | الخاتمة