الحق مبتهج والسيف مبتسم

الحق مبتهج والسيف مبتسم

​الحق مبتهج والسيف مبتسم​ المؤلف ابن القيسراني


الحق مبتهج والسيف مبتسم
ومال أعدا مجير الدين مبتسم
قدت الجياد وحصنت البلاد
وأمنت العباد فأنت الحل والحرام
وجئت بالخيل من أقصى مرابطها
معاقد الحزم في أوساطها الحزم
حتى إذا ما أحاط المشركون بنا
كالليل يلتهم الدنيا له ظلم
وأقبلوا لا من الإقبال في عدد
يؤود حاسبه الإعياء والسأم
أجريت بحرا من الماذي معتكرا
أمواجه بأواسي البأي تلتطم
وسست جندك والرحمن يكلؤه
سياسة ما يعفى إثرها ندم
وقفت في الجيش والأعلام خافقة
كل قناة فوقها علم
يحوطك الله صونا في عيونهم
والله يعصم من بالله يعتصم
حتى إذا بدت الأراء ضاحكة
وأقبلت اوجه الإقبال تبتسم
أتبعت جن سراياهم مضمرة
فيها نجوم إذا جد الوغى رجموا
والنصر دان وخيل الله مقبلة
ترجو الشهادة في الهيجا وتغتنم
صاب الغمام عليهم والسهام معا
فما دروا أيما الهطالة الديم
سرو لينتهبوا الأعمار فانتهبوا
قتلا ويغتنموا الأمول فاغتنموا
وأقبلت خيلنا ترى بخيلهم
مجنوبة وعلى أرماحنا القمم
وأدبر الملك الطاغي يزعزعه
حر الأسنة وهو البارد الشبم
وافوا دمشق فظنوا انها جدة
ففارقوها وفي أيديهم العدم
وأيقنوا مع ضياء الصبح أنهم
إن لم يزولوا سراعا زالت الخيم
فغادروا أكثر القربان وانجلفوا
وخلفوا أكثر الصلبان وانهزموا
وحاولوا المسجد الأدني فما عبرت
عن مسجد القدم الأقصى لهم قدم
مستسلمين لأيدي المسلمين وقد
أغرى القنا بتمادي خطفهم نهم
لا يملك الجسم دفعا عن مقاتله
كأن حين يغشاه الردى صنم