الحماسة البصرية - باب الحماسة
◄ الحماسة البصرية ◄ الجزء الأول ◄ باب الحماسة
قال
عمرو بن الإطنابة الأنصاري
أَبَتْ لِي عِفَّتِـي وأَبَـى بَـلائِي * * * وأَخْذِي الحَمْدَ بالثَّمَنِ الـرَّبِـيحِ
وإِقْدامِي على المَكْرُوهِ نَفْسِـي * * * وضَرْبِي هامَةَ البَطَلِ المُشِـيحِ
وَقَوْلِي كلَّما جَشَأَتْ وجـاشَـتْ * * * مَكانَكِ، تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيحِـي
لأُكْسِبَها مآثِـرَ صـالِـحـات * * * وأَحْمِي بَعْدُ عن عِرْضٍ صَحِيحِ
بِذِي شُطَب كمِثْلِ المِلْحِ صـافٍ * * * ونَفْسٍ ما تَقِرُّ على الـقَـبـيحِ
قال
العباس بن مرداس السلمي
مخضرم
أَلاَ هل أَتَى عِرْسِي مَكَرِّي ومُقْدَمِي * * * بوادِي حُـنَـيْنٍ والأَسِـنَّةُ شُـرَّعُ
وَقَوْلِي إذا ما النَّفْسُ جاشَتْ لها قِرِي * * * وهامٌ تَدَههْدَى بالـسُّـيُوفِ وأَذْرُعُ
كَأَنَّ السِّهامَ المُرْسَـلاتِ كَـواكِـبٌ * * * إذا أَدْبَرَتْ عن عَجْسِها وهْيَ تَلْمَعُ
قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي مخضرم
ويكنى أبا ثور
ولَـمَّـا رَأَيْتُ الــخَـــيْلَ زُوراً كَـــأَنَّـــهـــا * * * جَداوِلُ زَرْعٍ أُرْسِـلَـتْ فـــاسْـــبَـــطَـــرَّتِ
فجـاشَـتْ إِلَــيَّ الـــنَّـــفْـــسُ أَوَّلَ مَـــرَّةٍ * * * فرُدَّتْ عـلـى مَـكْـرُوهِـهـا فـاسْـتَـــقَـــرَّتِ
عَلامَ تَقُولُ الرُّمْحُ يُثْقِلُ عاتِقِي * * * إِذا أَنا لَمْ أَطْعَنْ إِذا الخَيْلُ كُرَّتِ
لَحَا اللّهُ جَرْماً كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ * * * وُجُـوهَ كـلابٍ هَـــارَشَـــتْ فـــازْبَـــأَرَّتِ
فَلمْ تُغْنِ جَرْمٌ نَهْدَها إِذْ تَلاقَتـا * * * ولكنَّ جَرْماً في اللِّقاءِ ابْذَعَرَّتِ
ظَلِلْتُ كأَنِّي لـلـرِّمَـاحِ دَرِيَّةٌ * * * أُقاتِلُ عن أَبْناءِ جَرْمٍ وفَـرَّتِ
فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رماحُهُمْ * * * نَطَقْتُ ولكنَّ الرِّماحَ أَجَـرَّتِ
قال
حسان بن ثابت الأنصاري
مَتَـى مـا تَـزُرْنـا مِـن مَـعَـدٍّ بـعُـــصْـــبَةٍ * * * وغَـسَّـانَ نَـمْـنَـعْ حَـوْضَـنـا أَنْ يُهَـــدَّمَـــا
بِكُـلِّ فَـتَـى عَــارِي الأَشَـــاجِـــع لاَحَـــهُ * * * قِرَاعُ الـكُـمَـاةِ يَرْشَـحُ الـمِـسْـكَ والــدَّمَـــا
وَلَدْنا بَنِي العَنْقَاءِ وابْنَ مُحَرِّقٍ * * * فأَكْرِمْ بِنا خالاً وأَكْرِمْ بِنا ابْنَمَا
يُسَوَّدُ ذو المالِ القَليلِ إِذا بَدَتْ * * * مُرُوءتُـهُ فِـينـا وإِنْ كـــانَ مُـــعْـــدِمَـــا
أَلَـسْـنـا نَـرُدُّ الـكَـبْـشَ عـن طِـيَّةِ الـهَـــوَى * * * ونَـقْـلِـبُ مُـرَّانَ الـوَشِـيجِ مُـحَـطَّـــمـــا
لنا الـجَـفَـنـاتُ الـغـرُّ يَلْـمَـعْـنَ بـالـضُّـحَّـى * * * وأَسْـيافـنـا يَقْـطُـرءنَ مـن نَـجْـــدَةٍ دَمَـــا
أَبَى فِعْـلـنـا الـمَـعْـرُوفَ أَنْ نَـنْـطِـقَ الـخَـنـا * * * وقـائِلـنـا بـالـعُـرْفِ إِلاَّ تَــكَـــلُّـــمَـــا
قال
النعمان بن بشير الأنصاري
مُعاوِيَ إِلاَّ تعْطِنا الحَقَّ تَعْتَـرِفْ * * * لِحَي الأَزْدِ مَشْدُوداً عليها العَمائِمُ
أَيَشْتُمُنا عَـبْـدُ الأَراقِـمِ ضَـلَّةً * * * وما الذي تجْدِي علـيكَ الأَراقِـمُ
متى تَلْقَ مِنَّا عُصْبَةً خَـزْرَجِـيَّةً * * * أَوِ الأَوْسَ يوماً تَخْتَرِمْكَ المَخارِمُ
فإِنْ كنتَ لم تَشْهَدْ بِبَـدْرٍ وقِـيعَةً * * * أَذَلَّتْ قرَيْشاً والأُنـوف روَاغِـمُ
فسائِلْ بِنا حَيَّىْ لُؤَيِّ بن غـالِـبٍ * * * وأَنتَ بما تُخْفِي مِن الأَمْرِ عالِـمُ
أَلَمْ تَبْتَدِرْكمْ يومَ بَـدْرٍ سُـيوفـنـا * * * ولَيْلكَ عمَّا نَابَ قَـوْمَـكَ نـائِمُ
ضَرَبْناكم حتى تَفَرَّقَ جَمْعُـكـمْ * * * وطارَت أَكفٌّ منكمُ وجَمـاجِـمُ
وعاذَتْ على البيتِ الحرامِ عَوابِسٌ * * * وأَنْتَ على خَوْفِ عليكَ التَّمـائِمُ
وعَضَّتْ قريشٌ بالأَنامِلِ بِغْـضَةً * * * ومِنْ قَبْلُ ما عُضَّتْ علينا الأَباهِمُ
وإِنِّي لأُغْضِي عن أُمُور كثـيرة * * * سَتَرْقَى بها يوماً إِليكَ السَّـلالِـمُ
وقال
الفرزدق
همام بن غالب، أموي الشعر
أَأَسْلَمْتَنِي للمْوتِ أُمُّـكَ هـابِـلٌ * * * وأَنتَ دَلَنْظَى المَنْكِبَيْنِ سَـمِـين
خَمِيصٌ من الوُدِّ المُقَرِّبِ بَيْنـنـا * * * مِن الشَّنء رابِي القُصْريَيْنِ بَطِين
فإِنْ تك قد سالَمْتَ دُونِي فلا تقِـمْ * * * بِدارٍ بِها هُون العَـزِيزِ يَكـون
ولا تَأْمَنَنَّ الحَرْبَ إِنَّ اشْتِغارَهـا * * * كَضَبَّةَ إذْ قالَ الحَدِيث شـجُـون
وقال
الأخنس بن شهاب بن شريق
وَكَمْ مِن فارِسٍ لا تَـزْدَرِيهِ * * * إذا شَخَصَتْ لمَوْفِقِه العُيُون
يَذِلُّ له العَزِيزُ وكُـلُّ لَـيْثٍ * * * حَدِيدِ النَّابِ مَسْكَنُهُ العَرِينُ
عَلَوْتُ بَياضَ مَفْرِقِهِ بعَضْبٍ * * * يَطِيرُ لِوَقْعِهِ الهَامُ السُّكُونُ
فَأَضْحَتْ عِرْسهُ ولَها عَلَـيْه * * * هُدُوّاً بَعدَ رَقْدَتِـهـا أَنِـينُ
كصَخْرَة إذْ تُسائِلُ في مِراجٍ * * * وفِي جَرْمِ وعِلْمُهُما ظُنُونُ
تُسائِلُ عن أَخِيها كُلَّ رَكْـب * * * وعندَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقـينُ
وقال
المرار بن سعيد الفقعسي
أموي الشعر
أَنا ابنُ التَّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرٍ * * * عليه الطَّيْرُ تَرْقُبُه وُقُوعـا
عَلاهُ بضَرْبَةٍ بَعَثَتْ بـلَـيْلٍ * * * نَوائِحَهُ وأَرْخَصَتِ البُضُوعا
وقادَ الخَيْلَ عائِدَةً لـكَـلْـبٍ * * * تَرَى لِوَجِيفِها رَهَجاً سَرِيعـا
عَجبْتُ لِقائِلِينَ صِهٍ لِـهَـدْر * * * عَلاهُمْ يَقْرَعُ الشَّرَفَ الرَّفِيعا
قال
النابغة قيس بن حيان الجعدي
مخضرم
بَلَـغْـنـا الـسَّـمـاء مَــجْـــدُنـــا وجُـــدُودُنـــا * * * وإِنَّـا لَـنـرْجُـو بَـعْــدَ ذلـــكَ مَـــظْـــهَـــرا
لَقِـيتُ الأُمُـورَ صَـعْـبَـــهَـــا وذَلُـــولَـــهـــا * * * ولاقَـــيْتُ أَيَّامـــاً تُـــشِـــيبُ الـــحَــــزَوَّرا
وإِنَّـا أُنـــاسٌ مـــا نُـــعَـــوِّدُ خَـــيْلَـــنـــا * * * إِذَا مـا الْـتَـقَـيْنـا أَنْ تَــحِـــيدَ وتَـــنْـــفِـــرَا
ونُنْكِرُ يومَ الرَّوْعِ أَلْوانَ خَيْلِنا * * * مِن الطَّعْنِ حتَّى نَحْسِبَ الجَوْنَ أَشَقَرا
ولَيْسَ بمَعْرُوفٍ لَنا أَنْ نَرُدَّها * * * صحـاحـاً ولا مُـسْـتَـنْـكَــراً أَن تُـــعَـــقَّـــرا
إِذا الـوَحْـشُ ضَـمَّ الـوَحْـشَ فـي ظُـلُــلاتِـــهـــا * * * سَواقِـطُ مِـن حَـــرٍّ وقَـــدْ كـــانَ أَظْـــهَـــرا
ولا خَـيْرَ فــي حِـــلْـــمٍ إِذا لـــمْ يَكُـــنْ لـــهُ * * * بَوادِرُ تَـــحْـــمِـــي صَـــفْـــوهُ أَنْ يُكَـــدرا
ولا خَـيْرَ فـي جَـــهْـــلٍ إِذا لـــمْ يَكُـــن لـــهُ * * * حلـــيم إِذا مـــا أَوْرَدَ الأَمْــــرَ أَصْـــــــدَرا
وإِنْ جـاء أَمْــرٌ لا تُـــطـــيقـــان دَفْـــعَـــهُ * * * فلا تَـجْـزَعـا مـمَّـا قَـضَـى الـلّـهُ واصْـــبـــرا
أَلَـمْ تَـعْـلَـمـا أَنَّ الـمَــلامَةَ نَـــفْـــعُـــهـــا * * * قَلِـــيلٌ إِذا مـــا الأَمْـــرُ وَلَّـــى فـــأَدْبَـــرا
تَذَكَّـرْتُ والـذِّكْـــرَى تُـــهَـــيِّجُ ذا الـــهَـــوَى * * * ومِـنْ عـادةِ الـــمَـــحْـــزُون أَنْ يَتَـــذَكَّـــرا
نَدَامـايَ عِـنْـدَ الـمُـــنْـــذِرِ بـــن مُـــحَـــرِّقٍ * * * فَأَصْـبَـحَ مِـنْـهُـمْ ظـاهِـرُ الأَرْضِ مُــقْـــفِـــرا
قال
أبو عطاء بن يسار السندي
من شعراء الدولتين
ويَوْمٍ كَيَوْمِ البَعْثِ ما فِـيهِ حـاكِـمٌ * * * ولا عـاصِـمٌ إِلاَّ قَـنـاً ودُرُوعُ
حَبَسْتُ به نَفْسِي على مَوقِفِ الرَّدَى * * * حِفاظاً، وأَطْرافُ الرِّماحِ شُـرُوعُ
وما يَسْتَوي عندَ المُلِمَّاتِ إِنْ عَرَت * * * صَبُورٌ على مَكْرُوهِها وَجَـزُوعُ
قال
أبو أمامة زياد الأعجم
أموي الشعر
وَفِينـا كُـلُّ أَرْوَعَ لَـمْ يُرَوَّعْ * * * بمُزْدَلَفِ الجُمُوعِ إِلى الجُمُوعِ
جلاءُ جُفُونِهِ رَهَجُ الـسَّـرايا * * * وطِيبُ ثِيابِه صَـدَأُ الـدُّروعِ
قال
عبد الله بن سبرة الحرشي
إسلامي
وتروى للأغر بن عبد الله اليشكري
إِذا شالَتِ الجَوْزاءُ والنَّجْمُ طـالِـعٌ * * * فكُلُّ مخَاضَاتِ الفُراتِ مـعَـابـرُ
وإِنِّـي إذا ضَـنَّ الأَمِـيرُ بـإِذْنِـهِ * * * على الإِذْن مِنْ نَفْسِي إذا شِئْتُ قادِرُ
قال
حريث بن عناب الطائي
إسلامي ونسبها أبو تمام إلى أبان عبدة وليست له
إِذا نَحْنُ سِرْنا بَيْنَ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ * * * تَحَرَّكَ يَقْظَانُ التُّراب ونائِمُـهْ
إِذا ما خَرَجْنا خَرَّتِ الأُكْمُ سُجَّداً * * * لِعِزٍّ عَلا حَيْزُومُهُ وعلاَجمُـهْ
بجَيْشٍ تضِلُّ البُلْقُ في حَجَراتِـهِ * * * بيَثْرِبَ أُخْراهُ وبالشَّامِ قـادِمُـهْ
وبِيضٍ خِفافٍ مُرْهفاَتٍ قَواطعٍ * * * لِداوُدَ فيها أَثْرُهُ وخَـواتِـمُـهْ
وزُرْق كَسَتْها رِيشَها مَضْرَحِيَّةٌ * * * أَثِيتٌ خوَافِي رِيشِها وقَوَادِمُـهْ
قال
بشار بن برد العقيلي
إِذَا المَلِكُ الجَبَّارُ صَعَّـرَ خَـدَّهُ * * * مَشَيْنا إِليهِ بالسُّيوفِ نُعـاتِـبُـهْ
وكُنَّا إِذا دَبَّ العَدُوُّ لِسُخْـطِـنـا * * * ورَاقَبَنا في ظاهِرٍ لا نُراقِـبُـهْ
دَلَفْنا له جَهْراً بكُـلِّ مُـثَـقَّـفٍ * * * وأَبْيَضَ تَسْتَسْقِي الدِّماء مَضَاربُهْ
وجَيْشٍ كمِثْلِ الليلِ يَرْجُفُ بالقَنـا * * * وبالشَّوْكِ والخَطِّيِّ، حُمْرٌ ثَعالِبُهْ
غَدوْنا لهُ والشَّمسُ في سُتُـراتِـهـا * * * تُطالِعُنا والطَّـلُ لـم يَجْـرِ ذائِبُـهْ
بِضَرْبٍ يَذُوقُ المَوْتَ من ذاقَ طَعْمَهُ * * * وتُدْرِكُ مَنْ نَجَّى الفِرارُ مثَالِـبُـهْ
كَأَنَّ مُثارَ النَقْـعِ فَـوْقَ رُءُوسِـنـا * * * وأَسْيافَنَا لَيْلٌ تَهـاوَى كَـواكِـبُـهْ
وأَرْعَنَ تَعْشَى الشَّمسُ دُونَ حَـدِيدِه * * * وتَخْلِسُ أَبْصارَ الكُمـاةِ كَـتـائِبُـهْ
تَغَصُّ به الأَرضُ الفَضَاءُ إِذا غَـدا * * * تُزاحِمُ أَركانَ الجِبال مَـنـاكِـبُـهْ
تَرَكْنا به كَلْباً وقَحْطانَ تَـبْـتَـغِـي * * * مُجيراً مِن المَوْتِ المُطِلِّ مقَانِـبُـهْ
قال
القحيف بن خمير الخفاجي
لَعَمْرِي لَقَدْ أَمْسَتْ حَنِيفَةُ أَيْقَنَتْ * * * بِأَنْ لَيْسَ إِلاَّ بالرِّماحِ عِتابُها
فَخلُّوا طَرِيقَ الحَرْبِ لا تَعْرِضُوا لَها * * * إِذ مُـضَـرُ الـحَـمْـراءُ عَـبَّ عُـبـابُــهـــا
فيا حَـبَّـذا قَـيْسٌ لَــدَى كُـــلِّ مَـــوْطِـــنٍ * * * تُزايِلُ هـامَ الـقَـوْمِ فِـــيه رِقـــابُـــهـــا
ومَـنْ ذا الـذي لا يَجْـتَـوي حَـرْبَ عـــامِـــر * * * إِذا مـا تَـلاقَـتْ كَـعْـبُـهـا وكِـلابُـــهـــا
لَعَـمْـري لَـقـدْ ضـاقَـتْ دِمَـشْـقٌ بـأَهْـلِـهـا * * * غَداةَ رَأَوْا قَـيْسـاً تَـرِفُّ عُــقـــابُـــهـــا
قال
معبد بن علقمة
جاهلي
فقُلْ لزُهَيْرٍ إِنْ شَتَمْتَ سَراتَنا * * * فَلَسْنا بشَتَّامِينَ لِلْمُـتَـشَـتِّـمِ
ولكِنَّنا نَأْبَى الظِّلاَم، ونَعْتَصِي * * * بكُلِّ رَقِيق الشَّفْرَتَيْن مُصَمِّـم
ونَجْهَلُ أَحْياناً، ويَحْلُمُ رَأْيُنـا، * * * ونَشْتِمُ بالأَفْعال لا بالتَّكَـلُّـم
وإِنَّ التَّمادِي في الذي كان بَيْنَنَا * * * بكَفَّيْكَ، فاسْتَأْخِرْ لهُ أَو تَقَـدَّم
قال
أبو محجن
عبد الله بن حبيب الثقفي، مخضرم
لا تَسْأَلِي النَّاسَ عن مَالِي وَكَثْرَتِ * * * هِوسائِلِي النَّاسَ عن فِعْلِي وعَنْ خُلُقِي
قد يَعْلَمُ القَوْمُ أَنِّي مِن سَراتِهِمُ * * * إِذا سَـمـا بَـــصَـــرُ الـــرِّعـــدِيدَةِ الـــفَـــرق
أُعْـطِـي الـسِّـنـانَ غَـداةَ الـــرَّوْعِ حِـــصَّـــتَـــهُ * * * وعـامِـلُ الــرُّمْـــح أُرْويهِ مِـــن الـــعَـــلَـــقِ
وأَطْـعُـنُ الـطَّـعْـنَةَ الـنَّــجْـــلاء عـــن عُـــرُض * * * تَنْـفِـي الـمَـسـابـيرَ بــالإِزْبـــاد والـــفَـــهَـــق
وأَكْـشِـفُ الـمَـأْزِقَ الـمَــكْـــرُوبَ غُـــمَّـــتُـــهُ * * * وأَكْـتُـــمُ الـــسِّـــرَّ ضَـــرْبَةُ الـــعُـــنُـــقِ
عَفُّ الـمَـطـالِـبِ عَـمَّـــا لَـــسْـــتُ نـــائِلَـــهُ * * * وإِنْ ظُـلِـمْـتُ شَـدِيدُ الـحِــقْـــدِ والـــحَـــنَـــقِ
وقَـدْ أَجُــودُ ومـــا مـــالِـــي بِـــذِي فَـــنَـــعٍ * * * وقـد أَكُـرُّ وراء الـــمُـــجْـــحَـــرِ الـــبَـــرِقِ
سَيَكْثُرُ المالُ يَوماً بَعْدَ قِلَّتِهِ * * * ويَكْتَسِي العُودُ بَعْـدَ الـيُبْـسِ بـالـوَرَقِ
قال
العباس بن مرداس السلمي
مخضرم
أَكُلَيْبُ مالَكَ كُلَّ يومٍ ظالِمـاً * * * والظُّلْمُ أَنْكَدُ غِبُّهُ مَلْـعُـونُ
أَتُرِيدُ قَوْمَكَ مـا أَرَادَ بِـوائِل * * * يومَ القَلِيبِ سَمِيُّكَ المَطْعُونُ
وأَظُنُّ أَنَّكَ سَوْفَ يُنْفِذُ مِثْلَهـا * * * في صَفْحَتَيْكَ سِنانِيَ المَسْنُونُ
قد كانَ قَوْمُكَ يَحْسِبُونَكَ سَيداً * * * وإِخالُ أَنَّكَ سَـيدٌ مَـعْـيُونُ
قال
جرير بن عطية
بن الخطفي اليربوعي
أَبَنِي حَنِيفَةَ حَكمُوا سُفهاءكُمْ * * * إِني أَخافُ عَلَيْكُمُ أَنْ أَغْضَبَا
أَبَنِي حَنِيفَةَ إِنَّنِي إِنْ أَهْجُكُـمْ * * * أَدَع اليَمَامَةَ لا تُوارى أَرنَبَا
قال
عمرو بن كلثوم
أخو بني عميس الكناني
لَنَا حُصُونُ من الخَطِّيِّ عالِـيَةٌ * * * فِيها جدَاوِلُ من أَسْيافِنا البُتُـر
فَمَنْ بَنَى مَدَراً مِن خَوْف حادِثَة * * * فإِنَّ أَسْيافَنا تُغْنِي عن المَـدَر
قال
لقيط بن وداعة الحنفي
إِذا ما ابْتَنَى النَّاسُ الحُصُونَ مَخَافَة * * * حُصُونُ بَنِي لأْمٍ مُثَقَّفَةٌ سُـمْـرُ
وأَرْضٌ فَضاءُ لَيْسَ فِيها مَعاقِـلٌ * * * ولا وَزَرٌ إِلاَّ الصَّوارمُ والصَّبْـرُ
قال
بشير بن عبد الرحمن الأنصاري
إِذا النَّاسُ عاذُوا بالحُصُونِ مخَافَةً * * * جَعَلْنَا مَعاذاً بالسُّيُوف الصَّوارِمِ
وَلَوْلا دِفاعُ اللّهِ ثُمَّ قِـراعُـنـا * * * بأَسْيافِنا ما جازَ نَقْشُ الدَّراهِـمِ
ولا قامَ سُلْطانٌ لأَهْـلِ خِـلافَةٍ * * * ولا أَمَّ أَهْلَ الحَق أَهْلُ المَواسِم
أَبَى ذَمَّنا أَنَّا مَصالِيتُ في الوَغَى * * * وأَنَّ قِرانا عاجلٌ غيرُ عـاتِـم
قال
آخر
دَعُوا الحَيَّةَ النَّضْنَاضَ لا تَعْرِضُوا له * * * فإِنَّ المَنايا بَيْنَ أَنْيابِهِ الخُضْرِ
ونحنُ إذا كاننَ البِناءُ على الثَّرَى * * * بَنَـيْنـا عـلـى الـشَّـمْـسِ الـمُـنـيرَةِ والـــبَـــدْرِ
قال
سويد بن الصامت
إسلامي
إِذا ما البِيضُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَبْدَتْ * * * مَحاسِنَها وأَبْرَزَتِ الخِدامـا
أَتَتْنِي مالِكٌ بـلُـيُوثِ غـاب * * * ضَراغِمَ لا يَرَوْنَ القَتْلَ ذاما
مَعاقِلُهُمْ صوارمُ مُرْهَـفَـاتٌ * * * يُساقُونَ الكُماةَ بها السمامـا
قال
الأخنس بن شهاب التغلبي
جاهلي
لِكُل أُناسٍ مِن مَـعَـدٍّ عـمـارَةٌ * * * عَرُوضٌ إِلَيْها يَلْجَئُون وجـانـبُ
ونحنُ أُناسٌ لا حِجازَ بـأَرْضِـنـا * * * سِوَى مُرْهَفات تَجْتَوِيها الكتَـائِبُ
تَرَى رائِداتِ الخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِـنـا * * * كمِعْزَى الحِجازِ أَعْوَزَتْها الزَّرائِبُ
فَوارِسُها مِن تَغْـلِـبَ ابـنةِ وائِلٍ * * * حُماةٌ كُماةٌ لَيْس فِـيهـا أَشـائِبُ
إِذا قَصُرَتْ أَسْيافُنا كانَ وَصْلُـهـا * * * خُطانا إِلى أعْدائِنا فـنُـضـارِبُ
فللَّهِ قَومٌ مِثْـلُ قَـوْمِـي سُـوقَةً * * * إِذا اجْتَمَعَتْ عندَ المُلُوكِ العَصائِبُ
أَرَى كلَّ قَوْمٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِـهِـم * * * ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فَـهْـوَ سـارِبُ
أَرَى كُلَّ قَوْمٍ يَنْـظُـرُون إِلـيهـمُ * * * كما تَتَراءى في السَّماءِ الكَواكِـبُ
قالت
ليلى بنت عبد الله الأخيلية
أموية الشعر
يا أَيُّها السَّدِمُ المُـلَـوي رَأْسَـهُ * * * لِيَقُودَ من أَهْلِ الحِجازِ بَـريمـا
لا تَقْرَبَنَّ الدَّهْـرَ آلَ مُـطَـرِّفٍ * * * لا ظالِماً أَبداً ولا مَظْـلُـومـا
قَومٌ رِباطُ الخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِـهـمْ * * * وأَسِنَّةٌ زُرْقٌ تُخالُ نُـجُـومـا
أَتُرِيدُ عَمْرَو بنَ الخَلِـيعِ ودُونَـهُ * * * كَعْبٌ إِذَنْ لَوَجَدْتَـهُ مَـرْءُومـا
إِنَّ الخَلِيعَ وَرَهْطَهُ في عـامِـر * * * كالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً وحَزيمـا
لا تُسْرعَنَّ إِلى رَبـيعَةَ إِنَّـهـم * * * جَمَعُوا سَواداً للعَدُوِّ عَـظِـيمـا
شَعْباً تَفَرَّقَ مِن جـمـاعٍ واحِـدٍ * * * عَدَلَتْ مَعَدّاً تابِعاً وصـمِـيمـا
أَقْصِرْ فإِنَّكَ لو طَلَبْتَ بـلادَهُـمْ * * * لاقَتْ بَكارَتُكَ الحِقاقُ قُـرُومـا
وتَعَاقَبَتْكَ كتَائِبُ ابنِ مُـطَـرِّفٍ * * *فَأَرَتْكَ في وَضَحِ النَّهارِ نُجُومـا
ومُخَرَّقٍ عَنْه القَمِيص تَخَـالُـهُ * * * وَسْطَ البُيُوتِ مِن الحَياءِ سَقِيمـا
حتَّى إِذا رُفِع الـلِّـواءُ رَأيْتَـهُ * * * تَحْتَ اللِّواءِ على الخَمِيسِ زَعِيما
قال
قيس بن الخطيم
بن عدي الأوسي، جاهلي
طعَنْتُ ابنَ عبدِ اللّهِ طَعْنَةَ ثائِرٍ * * * لها نَفَذٌ لَوْلاَ الشَّعاعُ أَضاءهـا
مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَهـا * * * يَرَى قائِمٌ مِنْ دُونِها ما وَراءها
يَهُونُ عَلَيَّ أَنْ تَرُدَّ جـراحُـهـا * * * عُيُونَ الأَواسي إِذْ حَمدْتُ بَلاءها
وكنتُ امرءاً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً * * * أُسَبُّ بِها إِلاَّ كَشَفْتُ غِطـاءهـا
وإِنِّيَ في الحَرْبِ العَوانِ مُوَكَّـلٌ * * * بإِقْدامِ نَفْـسٍ لا أُرِيدُ بـقَـاءهـا
مَتَى يَأْتِ هذا المَوْتُ لم تُلْفَ حاجَةٌ * * * لنَفْسِيَ إِلاَّ قد قَضَيْتُ قَضـاءهـا
قال
العباس بن مرداس السلمي
أَلاَ مَن مُبْلِغٌ عَنِّي خُفـافـاً * * * أَلُوكاً بَيْتُ أَهْلِكَ مُنتَهاهـا
أَنا الرَّجُلُ الذي حُدِّثتَ عنهُ * * * إِذا الخَفِراتُ لَمْ تَسْتُرْ بُراها
فأَيِّى ما وَأَيُّكَ كـانَ شَـرّاً * * * فَسِيقَ إِلى المقَامَةِ لا يرَاها
أَشُدُّ على الكَتِيبَةِ لا أُبالِـي * * * أَحَتفِي كانَ فِيها أَمْ سِواها
ولِي نَفسٌ تَتُوقُ إِلى المعَالِي * * * سَتَتْلَفُ أَو أُبَلِّغُها مُنـاهـا
قال
الفرعل الطائي
وتروى لهني بن أحمر الكناني، وهو الأكثر
يا ضَمْرُ أَخبِرْنِي ولَسْتَ بِكاذِبٍ * * * وأَخُوكَ ناصِحُكَ الذي لا يَكذِبُ
هل في السَّويَّةِ أَن إِذا اسْتَغنَيْتُـمُ * * * وأَمِنتُمُ فأَنا البَعِـيدُ الأَجْـنَـبُ
وإِذا الشَّدائِدُ مَرَّةً أَشجَـتْـكُـمُ * * * فأَنا الأَحَبُّ إِليكُـمُ والأَقْـرَب
وإِذا تَكُونُ كَريهَةٌ أُدْعَى لَـهـا * * * وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
عَجَبٌ لتلكَ قَضِيَّةً، وإِقامَـتِـي * * * فِيكُمْ على تِلْكَ القَضِيَّةِ أَعجَبُ
هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعَـيْنِـه * * * لا أُمَّ لِي إنْ كـانَ ذاكَ ولا أَبُ
أَلِمالِكِ خِصْبُ البلادِ ورعْيُهـا * * * وليَ الثِّمادُ ورعْيُهُنَّ المُجْـدِبُ
قال
الحارث بن كلدة الثقفي
إسلامي
أَلا رُبَّ مَـنْ يَغْـشَـى الأَبـاعِـدَ نَـــفْـــعُـــهُ * * * وتَـشْـقَـى بـه حـتَّـى الـمَـمـاتِ أَقَــارِبُـــهْ
فَخـلِّ ابـنَ عَـمِّ الـسَّـوْءِ والــدَّهْـــرَ، إِنَّـــهُ * * * سَيَكْـفِـيكَـــهُ أَيَّامُـــهُ وتَـــجـــاربُـــهْ
أَرانِي إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ فَعَدوُّكُمْ * * * وأُدْعَى إِذا ما الدَّهْرُ نابَتْ نَوائِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْرٌ فَالبَعِيدُ ينَالُهُ * * * وإِنْ يَكُ شَـرٌّ فـابـنُ عَـمِّـكَ صــاحِـــبُـــهْ
لَعَـلَّـكَ يومـاً أَنْ يَسُـــرَّكَ مَـــشْـــهَـــدِي * * * إِذا جـاء خَـصْـمٌ كـالـحُـبـاب تُـشـاغِــبُـــهْ
قال
ذؤيب بن حاضر التنوخي
وكُنَّا طَلَبْنا صُلْحَهُمْ قَبْلَ حَرْبهِمْ * * * فَلَجُّوا، وما كانَ اللَّجاجُ مِن الحَزْم
وقالُوا: شُتِمْنا، واسْتُخِفَّ بِجارِنَا، وضَرْبُ * * * الطُّلَى بالبِيض أَدْهَى مِن الشَّتْمِ
فَلَمَّا وصَلْنا بالسُّيُوفِ أَكُفَّنَا * * * وزالَ الـحـيَا رامُـوا الـسَّـلاَمةَ بــالـــسِّـــلـــمِ
فهَـلاَّ وفِـي قَـــوْسِ الـــمُـــرُوءةِ مَـــنْـــزَعٌ * * * طَلَـبْـتُـمْ رضـانـا قَـبْـلَ بـادِرَةِ الـــسَّـــهْـــم
قال
الأخطل غياث بن غوث التغلبي
أموي شعر
لَقَدْ حَمَلْتَ قَيْسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنَا * * * على يابِسِ السِّيْسَاءِ مُحْدَوْدِبِ الظَّهْر
تَنِقُّ بلا شَيْءٍ شُيوَخُ مُحارِبٍ * * * ومـا خِـلْـتُـهـا كـانَـــتْ تَـــريشُ ولا تَـــبْـــرِي
ضَفـادِعُ فـي ظَـلْـمـــاءِ لَـــيْلٍ تـــجَـــاوَبَـــتْ * * * فَدَلَّ عَـلَـيْهـا صَـوْتُـهــا حَـــيَّةَ الـــبَـــحْـــرِ
ونَـجَّـى ابـنَ بَـدْرٍ رَكْـضُـهُ مِــن رِمـــاحِـــنـــا * * * ونَـضَّـاخَةُ الأَعْـطـافِ مُـلْـهَــبَةُ الـــحُـــضْـــرِ
إِذا قُلْتُ نالَتْهُ الرِّماحُ تَقَاذَفَتْبه سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سابِـحَةُ الـصَّـدْرِ
كَأَنَّهُما والآلُ يَنْشَقُّ عَنْهُما * * * إِذا هَـبَـطـا فِـيهِ يَعُـــومـــانِ فـــي بَـــحْـــرِ
وظَـلَّ يُفَــدِّيهـــا، وظَـــلَّـــتْ كَـــأَنَّـــهـــا * * * عُقـابٌ دَعـاهـا جُـــنْـــحُ لَـــيْلٍ إِلـــى وَكْـــرِ
يُسِرُّ إِلَيْها، والرِّمـاحُ تَـنُـوشُـهُ: * * * فِدىً لَكِ أُمِّي إِنْ سَبَقْتِ إِلى العَصْر
وتاللّهِ لو أَدْرَكْـنَـه لَـقَـذَفْـنَـهُ * * * إلى صَعْبَةِ الأَرْجاءِ مُظْلِمَةِ القَعْـر
قال
وعلة بن عبد الله الجرمي
ونسبها بعضهم إلى النجاشي واسمه قيس بن عمرو، مخضرم
ونَجَّى ابْنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذُو عُلالَةٍ * * * أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّمـاحُ، دَوانِ
إِذا قُلْتُ أَطْرافُ الرِّماح تَنُوشُهُ * * * مَرَتْهُ بهِ السَّاقانِ والقَـدَمـان
قال
صالح بن جناح اللخمي
لئِنْ كنتُ مُحْتاجاً إلى الحِلْـمِ إِنَّـنـي * * * إِلى الجَهْلِ في بَعْضِ الأَحايينِ أَحْوَجُ
ولِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بالحِـلْـمِ مـلْـجَـمٌ * * * ولِي فَرَسٌ للْجَهْلِ بالجَهْل مُـسْـرَج
فمَنْ شاء تَقْوِيمِـي فـإِنِّـي مـقَـوَّمٌ * * * ومَنْ شاء تَعْويجي فإِنِّـي مُـعَـوَّج
وما كنتُ أَرْضَى الجَهْلَ خِدْناً ولا أَخاً * * * ولكنَّنِي أَرْضَى بـهِ حـينَ أُحْـرَج
فإنْ قال بَعْضُ النَّاسِ: فيهِ سَـمـاجَةٌ، * * * لقَدْ صَدَقُوا، والذُّلُّ بالحـرِّ أَسْـمَـج
قال
عنترة بن شداد العبسي
جاهلي
أَحَوْلِي تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْ رَوَيْها * * * لِتَقْتُلَنِي، فَها أَنا ذا عُـمَـارا
مَتى ما تَلْقَنِي فَرْدَيْن تَرْجُـفْ * * * رَوانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَـطـارا
وسَيْفِي صارِمٌ قَبَضَتْ عَلَـيْهِ * * * أَشاجعُ لا تَرَى فِيها إنْتِشَـارا
حُسامٌ كالعَقِيقَةِ فَهْوَ كِمْـعِـي * * * سِلاحِي، لا أَفَلَّ ولا فُطـارا
ومُطَّرِدُ الكُعُوب أَحَصُّ صَدْقٌ * * * تخَالُ سِنانَهُ في اللَّـيلِ نَـارا
سَتَعْلَمُ أَيُّنا لـلـمَـوْت أَدْنَـى * * * إذا دانَيْتَ لي الأَسَلَ الحِرارا
وخَيْلٍ قد دَلَفْتُ لَهـا بـخَـيْل * * * عَلَيْها الأُسْدُ تَهْتَصرُ اهْتصارا
قال
خزز بن لوذان
جاهلي
وتروى لعنترة بن شداد
لا تَذكُري فَرسِي وما أَطعمْتُـهُ * * * فيكُونَ جلدُكِ مِثلَ جلدِ الأَجْرَب
كَذَبَ العَقِيقُ وماءُ شَـنٍّ بـارِدٌ * * * إن كُنتِ سائِلَتِي غَبُوقاً فاذهَبي
إِنَّ الغَبُوقَ لَهُ وأَنتِ مَـسُـوءةٌ * * * فَتَأَوَّهِي ما شِئتِ ثُمَّ تَحَـوَّبِـي
إِنَّ العَدُوَّ لَهُـمْ إِلَـيْكِ وَسِـيلَةٌ * * * أَن يَأْخُذُوكِ، تَكَحَّلِي وَتَخَضَّبي
ويكُونُ مَرْكَبُكِ القَعُودَ وحِدْجَـهُ * * * وابنُ النَّعامَةِ عِندَ ذلكَ مَرْكَبي
وأَنا امْروءٌ إن يَأْخُذُونِي عَنـوَةً * * * أُقرَن إِلى شَرِّ الرِّكاب وأُجْنَبُ
قال
الحارث بن عباد البكري
جاهلي
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِـنِّـي * * * لَقحَت حَرْبُ وائل عَن حيال
قَرِّباها في مُقربَاتٍ عِجـالٍ * * * عابِساتٍ يَثِبْنَ وَثْبَ السَّعالِي
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِـنِّـي * * * جَدَّ أَمْرٌ للمُعْضِلاتِ الثِّقـالِ
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِـنِّـي * * * تَبْتَغِي اليومَ قُوَّتِي واحْتِيالِي
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِـنِّـي * * * باذِلاً مُهجَتِي لِزُرْقِ النِّصالِ
لَمْ أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ الـلَّ * * * هُ، وإِنِّي بحَرِّها اليومَ صال
قال
بشار بن برد العقيلي
إِذا ما غَضِبْنا غَضـبةً مُـضَـريَّةً * * * هَتكنا حِجَابَ الشَّمْسِ أَو قَطَرت دَما
إِذا ما أَعَرْنـا سَـيِّداً مِـن قَـبـيلة * * * ذُرَا مِنبَر صَلَّى عَلَيْنـا وسَـلَّـمـا
قال
عنترة بن شداد العبسي
جاهلي
إِنِّي امْرُءٌ مِن خَيْر عَبْسٍ مَنصِبـاً * * * شَطرِي، وأَحْمِي سائِرِي بالمُنصُل
وَلَقَدْ أَبِيتُ على الـطَّـوَى وأَظَـلُّـهُ * * * حتَّى أَنالَ بـهِ كَـريمَ الـمَـأْكَـلِ
والخَيْلُ تَعْلَـمُ والـفَـوارسُ أَنَّـنِـي * * * فَرَّقتُ جَمْعَهُمُ بطَـعْـنَةِ فَـيْصَـل
بَكَرَت تُخَوِّفُنِي الحُتُـوفَ كَـأنَّـنِـي * * * أَصْبَحْتُ عن غَرَضِ الحُتُوفِ بِمَعْزل
فأَجَبْتُهـا إِنَّ الـمَـنِـيَّةَ مَـنـهَـلٌ * * * لابُدَّ أَن أُسْقَى بِـذاكَ الـمَـنـهَـلِ
فاقَنيْ حَياءكِ لا أَبالَـكِ واعْـلَـمِـي * * * أَنِّي امْرءٌ سأَمُـوتُ إِن لـمْ أُقـتَـلِ
ولقَدْ لَقِيتُ الـمَـوْتَ يومَ لَـقِـيتُـهُ * * * مُتَسَرْبِلاً، والموتُ لـم يَتَـسَـرْبَـلِ
والخَيْلُ ساهِمَةُ الـوُجُـوهِ كَـأنَّـمـا * * * سُقِيَت فَوارسُها نَقِيعَ الـحَـنـظَـلِ
إن يُلحَقُوا أَكرُرْ، وإِن يُسْتَلـحَـمُـوا * * * أَشدُدْ، وإِن نَزَلُوا بـضَـنـك أَنـزل
قال
زهير بن أبي سلمى
في معناه
مَن يَلـقَ يومـاً عـــلـــى عِـــلاَّتِـــهِ هَـــرِمـــاً * * * يَلـقَ الـسَّـمـاحَةَ مِـنـه والــنَّـــدَى خُـــلُـــقـــا
قد جَـعَـلَ الـمُـبْـتَـغُـون الـــخَـــيْرَ فـــي هَـــرِمٍ * * * والـسَّـــائِلُـــونَ إِلـــى أَبْـــوابـــهِ طُـــرُقَـــا
ولـيسَ مـــانِـــعَ ذِي قُـــرْبَـــى وذِي حَـــسَـــبٍ * * * يومـاً ولا مُـعْـــدِمـــاً مـــن خـــابِـــطٍ وَرَقـــا
لَيْثٌ بِـــعَـــثَّـــرَ يَصْـــطـــادُ الـــرِّجـــالَ إِذا * * * ما كَـذَّبَ الـلَّــيْثُ عـــن أَقْـــرانِـــهِ صَـــدَقـــا
يَطْعُنُهمْ ما ارْتَمَوْا، حتَّى إِذا اطَّعَنُوا * * * ضارَبَ، حتَّى إِذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا
لو نالَ حَيٌّ من الدُّنْيا بمَنْزِلَة * * * أُفْـقَ الـسَّـمـاءِ لـنَـالَـــتْ كَـــفُّـــهُ الأُفُـــقَـــا
قال
آخر
تَرَكْتُ الـرِّكـابَ لأَرْبـابـهـا * * * وأَكْرَهْتُ نَفْسِي على ابْنِ الصَّعِقْ
جَعَـلْـتُ يَدَيَّ وشـاحـاً لــهُ * * * وبَعْضُ الفَوارِسِ لا يَعْـتَـنِـقْ
قال
آخر
يا عَمْرُو لو نالَتْكَ أَرْماحُنـا * * * كنتَ كَمَنْ تَهْوى بهِ الهاويَهْ
أُلْفِيتَا عَيْناكَ عِنْدَ الـقَـفـا * * * أَوْلَى فأَوْلَى لكَ ذا واقـيَهْ
قال
عمرو بن معديكرب الزبيدي
الحَرْبُ أَوَّلُ ما تَكُـون فُـتَـيَّةً * * * تَسْعَى بِزِينَتِها لِكُـلِّ جَـهُـولِ
حتَّى إِذا حَمِيَتْ، وشُبَّ ضِرامُها، * * * عادَتْ عَجُوزاً غَيْرَ ذاتِ حَلِـيلِ
شَمْطاءَ، جَزَّتْ رَأْسَها وَتَنَكَّرَتْ، * * * مَكْرُوهَةً للشَّمِّ والـتَّـقْـبِـيلِ
قال
علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه
وتروى لحسان بن ثابت
نحنُ الخِيارُ من البَرِيَّةِ كُلِّـهـا * * * ونِظامُها وزِمامُ كُـلِّ زمـامِ
والخائِضُو غَمَراتِ كُلِّ كَرِيهَة * * * والدَّافِـعُـون حَـوادِثَ الأَيَّامِ
والمُبْرِمُونَ قُوَى الأُمُورِ بِعِزِّهِمْ * * * والنَّاقِضُون مَـرائرَ الإِبْـرامِ
في كُلِّ مَعْرَكَةٍ تُطِيرُ سُيُوفُنـا * * * فيها الجَماجِمَ عن فِراخِ الهامِ
وتَرُدُّ عَادِيَةَ الخَمِيسِ رِماحُنَـا * * * وتُقيِمُ رَأْسَ الأَصْيَدِ القَمْـقـامِ
فاللّهُ أَكْرَمَنا بنَـصْـر نَـبـيِّهِ * * * وبِنـا أَقـامَ دَعـائِمَ الإِسْـلامِ
قال
معاوية بن أبي سفيان
أَتانِيَ أَمْرٌ فيه للـنَّـاسِ غُـمَّةٌ * * * وفيه اجْتِداعٌ للأُنُوفِ أَصِـيلُ
مُصابُ أَمِير المُؤْمِنينَ وهَـدَّةٌ * * * تَكَادُ لها صُمُّ الجِبـال تَـزُولُ
سأَبْكِي أَبا عَمْرٍو بكُلِّ مُثَقَّـفٍ * * * وبِيضٍ لَها في الدَّارِعِينَ صَلِيلُ
فلِلَّهِ عَيْنا مَنْ رَأَى مَثْلَ هالِـكٍ * * * أُصِيبَ بلا ذَنْب، وذاكَ جَلِـيلُ
فأَمَّا التي فِيها المَوَدَّةُ بَـيْنَـنـا * * * فَلَيْس إِلَيْها ما حِيَيتُ سَـبـيلُ
سأُلْقِحُها حَرْباً عَوانـاً مُـلِـحَّةً * * * وإِنِّي بها من عامِها لَكَـفِـيلُ
قال
أبو العلاء ثابت قطنة العتكي
أموي الشعر
المالُ نَهْبُ الدَّهْـرِ مـا أَخَّـرْتَـهُ * * * ويكُونُ حَظُّكَ مِـنْـه مـا يَتَـقَـدَّمُ
أَمْضِي، وظِلُّ المَوْتِ تَحءتَ ذُوءابتِي * * * ويَظُنُّ صَحْبِيَ أَنَّـنِـي لا أَسْـلَـمُ
فسَلِمْتُ، والسَّيْفُ الحُسَامُ، وصَعْـدَةٌ * * * سَمْراءُ يَجْرِي بَيْنَ أَكْعُبِهـا الـدَّمُ
وأَنا ابْـنُ عَـمِّـكَ يَوْمَ ذلـكَ دِنْـيَةً * * * وأَنا البَعِيدُ اليومَ مِنْـكَ الـمُـجْـرِمُ
قال
أبو محجن الثقفي
لما حبسه سعد بن أبي وقاص
كَفَى حَزَناً أَنْ تَرْتَدِي الخَيْلُ بالقَنـا * * * وأُتْرَكُ مَشْدُوداً عَلَـيَّ وَثَـاقِـيا
وقَدْ كُنْتُ ذا مالٍ كَـثـيرٍ وإِخْـوَةٍ * * * فقَدْ تَرَكُونِي واحِداً لا أَخَـا لِـيا
وقَدْ شَفَّ جِسْمِي أَنَّنِي كُلَّ شـارِقٍ * * * أُعالِجُ كَبْلاً مُصْمَتاً قـد بَـرانِـيا
حَبِيساً عن الحَرْبِ العَوانِ وقَدْ بَدَتْ * * * وإِعْمالُ غَيْرِي يومَ ذاكَ العَوالِـيا
إِذا قُمْتُ عَنَّانِي الحَدِيدُ، وأُغْلِقَـتْ * * * مَصارِيعُ مِن دُونِي تُصِمُّ المُنـادِيا
فلِلَّهِ دَرِّي يَوْمَ أُتْـرَكُ مُـوثَـقـاً * * * وتَذْهَلُ عَنِّي أُسْرَتِي ورِجـالِـيا
وللّهِ عَهْدٌ لا أَخِـيسُ بـعَـهْـده * * * لَئِنْ فُرِّجَتْ أَلاَّ أَزُورَ الحَـوانِـيا
قال
الأعشى عبد الله بن خارجة
الشيباني، أموي الشعر
وما أَنا في أَمْرِي ولا في خُصُومَتِي * * * بمُهْتَضَمٍ حَقِّي ولا قَـارعٍ سِـنِّـي
ولا مُسْلِمٍ مَوْلايَ عـنـدَ جِـنـايَةٍ * * * ولا مُظْهِرٍ خِذْلانَهُ عِنْدما يَجْـنِـي
وإِنَّ فُؤَاداً بَيْنَ جَـنْـبَـيَّ عـالِـمٌ * * * بما أَبْصَرَتْ عَيْنِي وما سَمِعَتْ أُذْنِي
وفَضَّلَنِي في العِلْمِ والشِّعْر أَنَّـنِـي * * * أَقُولُ على عِلْمٍ وأَعْلَمُ ما أَعْـنِـي
قال
عبد الملك بن معاوية الحارثي
أموي الشعر
يَلقَى السُّيُوفَ بوَجْههِ وبنَـحْـرهِ * * * ويُقِيمُ هامَتَهُ مَقامَ الـمِـغـفَـر
ما إِن يُريدُ، إِذا الرِّماحُ شَجَرْنَـهُ، * * * دِرْعاً سِوَى سِرْيالِ طِيب العُنصُر
ويَقولُ للطِّرْفِ أَصْطَبرْ لِشَبا القَنا * * * فَعَقَرْتُ رُكنَ المَجْدِ إِنْ لَمْ تُعْقَر
وإِذا تَأَمَّلَ شَخْصَ ضَيْفٍ مُقْـبـلٍ * * * مُتَسَرْبلٍ أَثْوابَ مَحْـلٍ أَغْـبَـرِ
أَوْ ما إِلى الكَوْماءِ هـذا طـارِقٌ * * * نَحَرَتْنِيَ الأَعْداءُ إِنْ لَمْ تُنْـحَـري
قال
المثقب عائذ بن محصن العبدي
جاهلي
وتروى لعلبة بن يزيد أحد بني سليم، وهو الأكثر
تَهَزَّأَتْ عِرْسِيَ واسْتَنْـكَـرَتْ * * * شَيْبِي، فَفِيها جَنَـفٌ وازْورارْ
لا تُكْثِري هُزْءًا ولا تَعْجَـبِـي * * * فلَيْسَ بالشَّيْبِ على المَرءِ عارْ
عَمْرَكِ هل تَدْرِينَ أَنَّ الفَـتـى * * * شَبابُهُ ثَوْبٌ عـلـيه مُـعـارْ
ولا أَرَى مـالاً إِذا لـم يَكُـنْ * * * زَعْفٌ وخَطَّارٌ ونَهْدٌ مُـغـارْ
مُسْتَشْرِفُ القُطرَيْنِ عَبْلُ الشَّوَى * * * مُحَنَّبُ الرِّجْلَيْنِ فيه اقـوِرارْ
وأَطرُقُ الحانِـيَّ فـي بَـيْتِـهِ * * * بالشَّرْبِ حتَّى تُسْتَباحَ العُقـارْ
فذاكَ عَصْرٌ قد خَلا، والفَتـى * * * تُلوِي ليَالِيهِ بـه والـنَّـهـارْ
لا يَنفَـعُ الـهـارِبَ إِيغـالُـهُ * * * ولا يُنَجِّي ذا الحِذار الـحِـذارْ
قال
القطامي عمير بن شييم
أموي الشعر
وإِنْ ثَوَّبَ الدَّاعِي بشَيْبانَ زُعْزِعَت * * * رِماحٌن وجاشَت مِن جَوانِبِها القِدْرُ
هُمُ يومَ ذي قار أَناخُوا فجَـالَـدُوا * * * كتَائبَ كِسْرَى بَعْدَ ما وَقَدَ الجَمْـرُ
قال
عنترة بن شداد العبسي
جاهلي
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّـتْ لـهُ * * * حَرُمَتْ عليّ ولَيْتَها لَمْ تَـحْـرُمِ
هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابنَةَ مـالِـكٍ * * * إِنْ كنتِ جاهِلَةً بما لم تَعْلَـمِـي
إِذْ لا أَزالُ على رِحالَةِ سـابِـحٍ * * * نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُـمـاةُ مُـكَـلَّـمِ
طَوْراً يُجَرَّدُ للطِّـعـانِ وتـارَةً * * * يَأَوِي إِلى حَصِدِ القِسِيّ عَرَمْـرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّـنِـي * * * أَغْشَى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ
ومُدَدِّجٍ كَرِهَ الكُـمَـاةُ نِـزَالَـهُ * * * لا مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَـسْـلِـمِ
بَطَلٌ كَأنَّ ثِـيابَـهُ فـي سَـرْحَةٍ * * * يُحْذَى نِعالَ السِّبْت لَيْسَ بـتَـوْأَمِ
جادَتْ يَدايَ لهُ بعاجِـلِ طَـعْـنَةٍ * * * بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُـقَـوَّمِ
فشَكَكْتُ بالرُّمحِ الطَّوِيلِ ثِـيابَـهُ * * * لَيْسَ الكَرِيمُ على القَنا بِمُـحَـرَّمِ
فتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّبـاعِ يَنْـشْـنَـهُ * * * ما بَيْنَ قُلَّةِ رَأْسِهِ والمِـعْـصَـمِ
وَمَشكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ عُرُوشَـهـا * * * بالسَّيْفِ عن حامِي الحَقِيقَةِ مُعْلِمِ
لمَّا رَآنـيَ قـد نَـزَلْـتُ أُرِيدُهُ * * * أَبْدَى نَواجِذَهُ لِـغَـيْرِ تَـبَـسُّـمِ
فطَعَنْتُهُ بالرُّمْحِ ثـم عَـلَـوْتُـهُ * * * بِمُهَنَّدٍ صافِي الحَـدِيدَةِ مِـخْـذَمِ
لمَّا رَأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمْـعُـهُـمْ * * * يتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُـذَمَّـمِ
ولقَدْ رَأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُـهُـمْ * * * يتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُـذَمَّـمِ
ولقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَبْرَأ سُقْمَـهـا * * * قَوْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرُ أَقْـدِمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كَـأَنَّـهـا * * * أَشْطانُ بِئْرٍ في لَـبـانِ الأَدْهَـمِ
إِذْ يَتَّقُونَ بـيَ الأَسِـنَّةَ لَـمْ أَخِـمْ * * * عَنْها ولكنِّي تَضايَقَ مُـقْـدَمِـي
ما زِلْتُ أَرْميهِمْ بثُغْـرَةِ نَـحْـرِهِ * * * ولَبانِهِ حتَّى تَسَـرْبَـلَ بـالـدَّمِ
فازْوَرَّ مِن وَقْعِ القَنا بِـلـبَـانِـهِ * * * وشَكا إِليَّ بِعَبْرَةٍ وتَـحَـمْـحُـمِ
لو كان يَدْرِي ما المُحاوَرَةُ اشْتَكَى * * * ولَكانَ لو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّـمِـي
والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَـوابِـسـاً * * * ما بَيْنَ شَيْظَمَة وأَجْرَدَ شَـيْظَـمِ
نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَـتـي * * * والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُـنْـعِـمِ
وإِذا ظُلِمْتُ فِإنَّ ظُلْمِيَ بـاسِـلٌ * * * مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَطَعْمِ الـعَـلْـقَـمِ
ولَقَدْ شَرِبْتُ مِن المُدامَةِ بَعْدَ مـا * * * رَكَد الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَـمِ
فإِذا شَرِبْتُ فإِنَّنِي مُسْـتَـهْـلِـكٌ * * * مالِي وعِرْضِي وافِرٌ لم يُكْـلَـمِ
وإِذا صَحَوْتُ فما أُقَصِّرُ عن نَدىً * * * وكما عَلِمْتِ شَمائِلي وتَكَرُّمِـي
وحَليلِ غانِيَةٍ تَـرَكْـتُ مُـجَـدَّلاً * * * تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْـلَـمِ
سَبَقَتْ يَدايَ له بعاجـلِ طَـعْـنَةٍ * * * ورَشاشِ نافِذَةٍ كَلَوْنِ الـعَـنْـدَمِ
ولقَدْ خَشِيتُ بأَنْ أَمُوتَ ولَمْ تَكُـنْ * * * للحَرْبِ دائِرَةٌ على ابَنَيْ ضمْضَمِ
الشَّاتِمَيْ عِرْضِي ولَمْ أَشْتُمْهُـمـا * * * والنَّاذِرَيْنِ إِذا لَمُ أَلْقَهُمـا دَمِـي
إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبـاهُـمـا * * * جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْر قَشْـعَـمِ
قال
مهلهل بن ربيعة الجشمي
جاهلي واسمه امرؤ القيس
أَلَيْلَتَنا بـذِي حُـسُـمٍ أَنِـيري * * * إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فلا تَحُورِي
فإِنْ يَكُ بالذَّنائِبِ طالَ لَـيْلِـي * * * فقَدْ يُبْكَ مِن الليلِ القَصِـيرِ
وأَنْقَذَنِي بَياضُ الصُّبْحِ مِنْهـا * * * لقَدْ أُنْقِذْتُ مِن شَرٍّ كَـبِـيرِ
كَأنَّ كَواكِبَ الجَـوْزاءِ عُـوذٌ * * * مُعَطَّفَةٌ على رُبَعٍ كَـسِـيرِ
تَلأْلأُ، واسْتَقَلَّ لها سُـهَـيْلٌ، * * * يَلُوحُ كَقِمَّةِ الجَمَلِ الـغَـديرِ
وتَحْنُو الشِّعْرِيان إلى سُهَـيْلٍ * * * كفِعْلِ الطَّالِبِ القَذَفِ الغَيُورِ
كأَنَّ العُذْرَتَيْنِ بـكَـفِّ سَـاعٍ * * * أَلَحَّ على ثِمَـائِلِـهِ ضَـرِيرِ
كَانَّ بَناتَ نَـعْـش تَـالِـيات * * * قِطارٌ عامِدٌ للـشَّـامِ، زُورِ
تَتَابَعُ، مِشْيَةَ الإِبِلِ الزَّهارَى، * * * لِتَلْحَقَ كُلَّ تَالِـيَةٍ عَـبُـورِ
كَأَنَّ الفَرْقَدَيْنِ يَدا مُـفِـيضٍ * * * أَلَحَّ على إِفاضَتِـهِ قَـمِـيرِ
كَأنَّ الجَدْيَ، في مَثْناةِ رِبْـقٍ، * * * أَسِيرٌ أَو بِمَـنْـزِلَةِ الأَسِـيرِ
كَأَنَّ مَجَرَّةَ النَّسْـرَيْنِ نَـهْـجٌ * * * لكُلِّ حَزِيقَةٍ تُحْـدَى وعِـيرِ
كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِـينَ فـيهـا * * * أَجِيرٌ أَوْ بِمَـنْـزِلَةِ الأَجِـيرِ
كَأَنَّ المُشْتَرِي حُسْنـاً ضِـياءً * * * بِنيقٍ قاهِرٍ مِن فَـوْقِ قُـورِ
كَأَنَّ النَّجْمَ إِذْ وَلَّى سُـحَـيْراً * * * فِصالٌ جُلْنَ في يومٍ مَطِـيرِ
كَواكِبُ لَيْلَةٍ طالَتْ وغَـمَّـتْ * * * فَهذا الصُّبْحُ صاغِرَةً فغُـورِ
فلو نُبشَ المَقابِرُ عن كُلَـيْبٍ * * * فيُخْبِرَ بـالـذَّنـائِبِ أَيُّ زِيرِ
وإِنِّي قد تَرَكْـتُ بـواردات * * * بُجَيْراً في دَمٍ مِثْل العَـبـيرِ
هَتَكْتُ به بُيُوتَ بَنِي عُـبـادٍ * * * وبعْضُ القَتْلِ أَشْفَى للصُّدُورِ
وهَمَّامَ بنَ مُرَّةَ قد تَـرَكْـنَـا * * * عليه القَشْعَمانِ مِن النُّسُـورِ
فِدىً لِبَنِي الشَّقِيقَةِ يومَ جـاءُوا * * * كأُسْدِ الغابِ لَجَّتْ فـي زَئِيرِ
كَأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطـانُ بِـئْرٍ * * * مَخُوفٍ هَدْمُ عَرْشَيْها جَرُورِ
كَأَنَّا غُـدْوَةً وَبَـنِـي أَبِـينـا * * * بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَـيا مُـدِيرِ
تَظَلُّ الخَيْلُ عاكِفَةً علـيهِـمْ * * * كَأَنَّ الخَيْلَ تُرْحَضُ في غَدِيرِ
فَلَوْلا الرِّيحُ أُسْمِعَ أَهْلُ حَجْر * * * نَقافَ البيضِ تُقْرَعُ بالذُّكُـورِ
قال
تأبط شراً
ثابت بن جابر من بني فهم، جاهلي
تقولُ سُلَيْمَى لِجـاراتِـهـا * * * أَرَى ثابِتاً قد غَدا مُـرْمِـلا
لها الوَيْلُ ما وَجَدَتْ ثابـتـاً * * * أَلَـفَّ الـيَدَيْن ولا زُمَّـلا
ولا رَعِشَ السَّاق عِنْدَ الجِرا * * * ءِ إِذا بادَرَ الحَمْلَةَ الهَيْضَلا
يفُوتُ الجِيادَ بِـتَـقْـرِيبِـهِ * * * ويَكْسُو هوَادِيهَا القَسْطَـلا
وأَدْهَمَ قد جُبْتُ جِلْـبـابَـهُ * * * كما اجْتابَتِ الكاعِبُ الخَيْعَلا
علا ضَوْءُ نارٍ تَنَـوَّرْتُـهـا * * * فبِتُّ لها مُدْبِراً مُـقْـبِـلا
إِلى أَن حَدا الصُّبْحُ أَثْـنـاءهُ * * * ومَزَّقَ جِلْبـابَـهُ الأَلْـيَلا
فَأَصْبَحْتُ والغُولُ لِي جارَةٌ * * * فيا جارَتِي أَنتِ ما أَهْـوَلا
وطالَبْتُها بُضْعَها فالْـتَـوَتْ * * * فكانَ مِن الرَّأْي أَنْ تُقْتَـلا
عَظايَةُ أَرْضٍ لها حُـلَّـتـا * * * نِ مِنْ وَرَقِ الطَّلْحِ لم تُغْزَلا
فمَنْ كانَ يَسْأََلْ عن جارَتِـي * * * فإِنَّ لَها باللِّـوى مَـنْـزلا
قال
النابغة الذبياني
واسمه زياد
قالت بنُو عامِرٍ خالُوا بَنِي أَسَدٍ * * * يا بُؤْسَ للجَهْلِ ضَرَّاراً لأَقْوامِ
إِنِّي لأَخْشَى أَنْ يكُونَ لـكُـمْ * * * من أَجْلِ بَغْضائِكُمْ يَوْمٌ كـأَيَّامِ
تَبْدُو كَواكِبُهُ والشَّمْسُ طالِـعَةٌ * * * نُورٌ بنُور وإِظْلامٌ بـإِظْـلامِ
قال
آخر
وقُلْتُمْ لنا: كُفُّوا الحُرُوبَ، لَعَلَّنا * * * نَكُفُّ، وَوَثَّقْتُمْ لَنا كُلَّ مَوْثِقِ
فَلَمَّا كَفَفْنا الحَرْبَ كانتْ عُهُودُكمْ * * * كَلَـمْـع سَـراب بـالـمَـلا مُـــتَـــأَلِّـــقِ
قال
زفر بن الحارث الكلابي
لَعَمْرِي لقد أَبْقَتْ وَقِـيعَةُ راهِـطٍ * * * لِمَرْوانَ صَدْعاً بَيْنَنَا مُـتَـشـائِيا
فلَمْ تَر مِنِّي نَـبْـوَةٌ قَـبْـلَ هـذِه * * * فِرارِي وتَرْكِي صاحِبَـيَّ ورَائِيا
عَشِيَّةَ أَجْرِي في الصَّعِيدِ ولا أَرَى * * * مِن النَّاسِ إِلاَّ مَنْ عَلَـيَّ ولا لِـيا
أَيَذْهَـبُ يومٌ واحِـدٌ إِنْ أَسَـأَتُـهُ * * * بصالِحِ أَعْمالِي وحُـسْـنِ بَـلائِيا
وقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى * * * وتَبْقَى حزَازاتُ النُّفُوس كما هِـيا
أَرينِي سِلاحِي لا أَبالَـك إِنَّـنِـي * * * أَرَى الحَرْبَ لا تَزْدادُ إِلاَّ تَمـادِيا
قال
هبيرة بن أبي وهب المخزومي
إسلامي
لَعَمْرُكَ ما وَلَّيْتُ ظَهْري محمـداً * * * وأَصْحابَهُ جُبْناً، ولا خِيفَةَ القَتْـلِ
ولكنَّنِي قَلَّبْتُ أَمْرِي فَـلَـمْ أَجِـدْ * * * غَناءً لِسَيْفِي إِنْ ضَرَبْتُ ولا نَبْلِي
وقَفْتُ، فَلَمَّا خِفْتُ ضَيْعَةَ مَوْقِفِي * * * نَجَوْتُ كَضِرْغَامٍ هِزَبْرٍ أَبي شبْلِ
قال
أوس بن حجر
جاهلي
وفي رواية تنسب لعمرو بن معديكرب
أَجـــاعِـــلَةٌ أُمُّ الـــحُـــصَـــيْنِ خَـــزايَةً * * * علـيَّ فِـرارِي أَنْ لَـقِـيتُ بَـنِـــي عَـــبْـــسِ
لَقِـيتُ أَبـا شَـأْسٍ وشَــأْســـاً ومـــالِـــكـــاً * * * وقَـيْسـاً فَـجـاشَـتْ مِـن لـقـائِهِـمُ نَـفْــسِـــي
كأَنَّ جُلُودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عَلَيْهِمُ * * * إِذا جَعْجَعُوا بَيْنَ الإِناخَةِ والحَبْسِ
أَتَوْنا فَضَمُّوا جانِبَيْنا بِصادِق ٍ * * * مِن الطَّعْنِ فِعْلَ النَّارِ بالحَطَبِ اليَبْسِ
ولَمَّا دَخَلْنا تَحْتَ فَيْىءِ رِماحِهِمْ * * * خَبَطْتُ بكَفِّي أَطْلُبُ الأَرْضَ باللَّمْسِ
فأُبْتُ سَلِيماً لَمْ تُمَزَّقْ عِمامَتِي * * * ولـكـنَّـهُـمْ بـالـطَّـعْـنِ قـد خَـرَّقُـوا تُـرْسِــي
ولَـيْسَ يُعـابُ الـمَـرْءُ مِـن جُـــبْـــن يَوْمـــه * * * وقَـدْ عُـرِفَـتْ مِـنْـهُ الـشَّـجـاعَةُ بـــالأَمْـــس
قال
الفرار السلمي
مخضرم وبه سمي الفرار
وكَتِيبةٍ لَبَّسْـتُـهـا بـكَـتِـيبَةٍ * * * حتَّى إِذا الْتَبَسَتْ نَفَضْتُ لَها يَدِي
فَتَرَكْتُهُمْ تَقِصُ الرِّماحُ ظُهُورَهُمْ * * * مِنْ بَيْنِ مُنْعَفِرٍ وآخَرَ مُسْـنَـدِ
ما كانَ يَنْفَعُنِي مَقالُ نِسـائِهِـمْ * * * وقُتِلْتُ دُونَ رِجالِها: لا تَبْـعَـد
قال
الحارث بن هشام المخزومي
مخضرم
اللّهُ يَعْلَمُ ما تَرَكْتُ قِـتـالَـهُـمْ * * * حتَّى عَلَوْا فَرَسِي بأَشْقَرَ مُزْبـد
وعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقـاتِـلْ واحِـداً * * * أُقْتَلْ، ولا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي
ووَجَدْتُ رِيحَ المَوْتِ مِنْ تِلْقائِهِـمْ * * * في مَأْزِقٍ، والخَيْلُ لَمْ تَـتَـبَـدَّدِ
فصَدَدْتُ عَنْهُمْ، والأَحِبَّةُ فِـيهـمُ * * * طَمَعاً لَهُمْ بِعقابِ يَوْم مُـرْصَـدِ
قال
حسان بن ثابت
في الحارث بن هشام
إِنْ كُنْتِ كاذِبَةَ الذي حَدَّثْـتِـنِـي * * * فنَجَوْتِ مَنْجَى الحارِثِ بنِ هِشامِ
تَرَكَ الأَحِبَّةَ أَنْ يُقاتِـلَ دُونَـهُـمْ * * * ونَجا بِرَأْسِ طِمِـرَّةٍ ولِـجـامِ
جَرْداء تَمْزَعُ في الغُبارِ كَأَنَّها * * * سِرْحانُ غَابٍ في ظِلالِ غمَامِ
مَلأَتْ به الفَرْجَيْنِ فارْمَدَّتْ بهِ * * * فَثَوَى أَحِبَتُّهُ بِـشَـرِّ مُـقَـامِ
لَوْلا الإِلَهُ وجَرْيُها لَتَرَكْـتَـهُ * * * جَزَرَ السِّباعِ ودُسْنَه بـحَـوامِ
قال
عمرو بن عنترة الطائي
ولَمَّا سَمِعْتُ الخَيْلَ تَدْعو مُقَاعِساً * * * عَلِمْتُ بأَنَّ اليومَ أَغْبَرُ فاجِـرُ
نَجَوْتُ نَجاءً لَيْسَ فِـيهِ وَتِـيرَةٌ * * * كأَنِّي عُقَابٌ دونَ تَيْمَنَ كاسِـرُ
قال
الطرماح بن حكيم
أموي الشعر
لقَدْ زادَنِي حُبّاً لِنَفْـسِـيَ أَنَّـنِـي * * * بَغِيضٌ إِلى كُلِّ امْرِىءٍ غَيْر طائِلِ
وأَنِّي شَقِيٌّ بالـلِّـئامِ ولَـنْ تَـرَى * * * شَقِيّاً بِهِمْ إِلاَّ كَـرِيمَ الـشَّـمـائِلِ
إِذا ما رآنِي قَطَّعَ الطَّرْفَ بَـيْنَـهُ * * * وبَينِيَ فِعْلَ العارِفِ المُتَجـاهِـلِ
مَلأْتُ عليه الأَرْضَ، حتَّى كأنَّهـا * * * مِنَ الضِّيقِ في عَيْنَيْهِ كِفَّةُ حابِـلِ
أَكُلُّ امرىءٍ أَلْفَى أَباهُ مُـقَـصِّـراً * * * مُعادٍ لأَهْلِ المَكْـرُمـاتِ الأَوائِلِ
إِذا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ والدِهِ اضْطَـنَـى * * * ولا يَضْطَنِي مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ
وما مُنِعَتْ دارٌ، ولا عَزَّ أَهْلُـهـا * * * مِن النَّاسِ إِلاَّ بالقَنا والـقَـنـابِـلِ
ومَنْ يَلْتَمِسْ مِ، طَـيِّىءٍ تِـرَةً لـهُ * * * يَكُنْ كالثُّرَيّا مِنْ يَدِ الـمُـتَـنـاول
قال
عبيد بن أيوب
بن ضرار العنبري، إسلامي
كأَنَّ بلادَ اللّهِ، وهْـيَ عَـرِيضَةٌ * * * على الخائِفِ المَطْرُودِ، كِفَّةُ حابِلِ
يُؤَتَّـى إِلـيه أَنَّ كُـلَّ ثَـنِــيَّة * * * تَطَلَّعَها تَرْمِـي إِلَـيهِ بَـقـاتِـلِ
قال
النابغة الذبياني
واسمه زياد بن معاوية، جاهلي
تَوَهَّـمْـتُ آياتٍ لـهـا فَـعَـــرَفْـــتُـــهـــا * * * لسِـتَّةِ أَعْـــوامٍ، وذا الـــعـــامُ ســـابِـــع
كأَنَّ مَـجَـرَّ الــرَّامِـــســـاتِ ذُيُولَـــهـــا * * * عَلَـيْهـا قَـضِـيمٌ نَـمَّـقَـتْـهُ الــصَّـــوانِـــعُ
على حِـينَ عـاتَـبْـتُ الـمَـشِـبَ عَـلَـى الـصِّـبـا * * * فقـلـتُ: أَلَـمَّـا تَـصْــحُ، والـــشَّـــيْبُ وازِعُ
وقَـدْ حـــالَ هَـــمٌّ دُونَ ذلـــكَ شـــاغِـــلٌ * * * وُلُـوجَ الـشِّـغـاف تَـبْـتَـغِــيهِ الأَصـــابـــعُ
وَعِـيدُ أَبِـي قـابُـوسَ فـي غَـيْرِ كُــنْـــهِـــهِ * * * أَتـانِـي، ودُونِـي راكِـسٌ فـالــضَّـــواجـــعُ
فبِـتُّ، كـأَنِّـــي ســـاوَرَتْـــنِـــي خَـــئِيلَةٌ * * * مِنَ الـرُّقْـشِ، فـي أَنْـيابِـهـا الـسُّـمُّ نــاقِـــعُ
يُسَـهَّـدُ مِـنْ نَـوْمِ الـعِـشـاءِ سَـلِــيمُـــهـــا * * * لحَـلْـيِ الـنِّـسـاءِ فــي يَدَيْهِ قَـــعـــاقـــعُ
تَنـاذَرَهـا الـرَّاقُـونَ مِـنْ سُـوءِ سَــمِّـــهـــا * * * تُطَـلِّـقُـهُ عَـصْـراً وعَـصْــراً تُـــراجِـــعُ
وخُـبِّـرْتُ خَـيْرَ الـنَّـاسِ أَنَّـكَ لُـمْــتَـــنِـــي * * * وتـلـكَ الـتـي تَـسْـتَـكُّ مِـنْـهـا الـمَـسـامِـعُ
تَوَعَّـدُ عَــبْـــداً لـــم يَخُـــنْـــكَ أَمـــانَةً * * * وتَـتْـرُكُ عَـبْـداً ظـالِـمـاً وهْـوَ ضـــالِـــعُ
لكـلَّـفْـتِـنـي ذَنْـبَ امْـرِىءٍ وتَـــرَكْـــتَـــهُ * * * كَذِي الـعُـرِّ يُكْــوَى غَـــيْرُهُ وهْـــوَ راتِـــعُ
حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً، * * * وهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وهْوَ طائِعُ
لَعَمْرِي، وما عَمْرِي عليَّ بِهَيِّنٍ * * * لقَـدْ نَـطَـقَـتْ بُـطْـلاً عـــلـــيَّ الأَقـــارِعُ
أَقــارِعُ عَـــوْفٍ، لا أُحـــاوِلُ غَـــيْرَهـــا، * * * وُجُـوهٌ كِـلابٍ تَـبْـتَـغِـي مَـــن تُـــجـــادِعُ
فإِنْ كـنـتَ لاذا الـضِّـغْـنِ عـنِّـي مُـكَــذِّبـــاً، * * * ولا حَـلـفِـي عـلـى الــبَـــراءةِ نـــافِـــعُ
ولا أَنـا مَـأْمُـــونٌ بـــقَـــوْلٍ أَقُـــولُـــهُ * * * وأَنْــتَ بِـــأَمْـــرٍ لا مَـــحـــالَةَ واقِـــعُ
فإنَّكَ كاللَّيْلِ الذي هو مُـدْرِكِـي * * * وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عَنْكَ واسِعُ
خَطاطِيفُ حُجْنٌ في حِبالٍ مَتِـينَة * * * تَمُـدُّ بِـهـا أَيْد إِلـيكَ نَـوازِعُ
سيَبْلُغُ عُذْراً أَو نجَاحاً مِن امْرِىءٍ * * * إِلى رَبِّهِ، رَبِّ البَـريَّةِ، راكِـعُ
قال
مضرس بن ربعي
جاهلي
يا أَيُّهـا الــرَّجُـــلُ الـــمُـــهْـــدِي قَـــوارِصَـــهُ * * * أَبْـصِـر طَـريقَـكَ، لا يَشْـخَـصْ بــكَ الـــبَـــصَـــرُ
لا يُلْــقِـــيَنَّـــكَ فـــي أَفْـــواهِ مَـــهْـــلَـــكَة * * * قَوْلُ الـسِّـفـاهِ، وضَــعْـــفٌ حـــينَ تَـــأْتَـــمِـــرُ
يا ابْنَ اسْتِهاطُلْتَ لمَّا بنْتُ عَنْكَ ولَوْرَأَيْتَ في النَّوْمِ شَخْصِي نالكَ القصَرُ
فإِنْ قَرُبَتْ، فلا أَهْلٌ ولا رَحُبَتْ * * * أَرْضٌ عـلــيكَ، ولا اخْـــتِـــيرَتْ لـــكَ الـــخِـــيَرُ
وإِنْ بَـعُـدْتَ، فــأَقْـــصـــاهـــا وأَبْـــعَـــدُهـــا * * * في مَـنْـزِلٍ مـــا بِـــهِ شَـــمْـــسٌ ولا قَـــمَـــرُ
شَحْـطَ الـمَـزارِ عــلـــى عَـــلْـــياء شـــامِـــخَةٍ * * * مِنْ دُونِ قُـنَّـتِـهـا يُسْــتَـــنْـــزَلُ الـــمَـــطَـــرُ
لا زِلْـتَ حَـرْبــاً ولا ســـالَـــمْـــتَـــنـــا أَبَـــداً * * * فمـــا لَـــدَيْكَ لَـــنـــا نَـــفْـــعٌ ولا ضَــــرَرُ
نَحْـنُ الـــذين لَـــنـــا مَـــجْـــدٌ ومَـــكْـــرُمَةٌ * * * والـسَّـابِـقُـون إِذا مــا أُغْـــلِـــيَ الـــخَـــطَـــرُ
والـمـانِـــعُـــونَ إِذا كـــانَـــتْ مُـــمـــانَـــعَةٌ * * * والـعــائِدُونَ بِـــحُـــسْـــنـــاهُـــمْ إِذا قَـــدَرُوا
قال
الأشجع السلمي
من شعراء الدولة العباسية
وعلى عَدُوِّكَ يا ابنَ عمِّ محـمـدٍ * * * رَصَدان، ضَوْءُ الصُّبْحِ والإِظْلامُ
فإِذا تَنَبَّـهَ رُعْـتَـهُ، وإِذا هَـدَا * * * سَلَّتْ عليهِ سُـيُوفَـكَ الأَحْـلامُ
قال
علي بن جبلة
العكوك
وما لامْرىءٍ حاوَلْتَهُ منكَ مَهْـرَبٌ * * * ولَوْ رَفَعَتْهُ في السَّماءِ المطَالـعُ
ولا هاربٌ لا يَهْتَدِي لـمـكـانـه * * * ظَلامٌ ولا ضَوْءٌ مِن الصُّبْح ساطِعُ
قال
قيس بن رفاعة الواقفي
من بني واقف بن امرئ القيس
أَنَا النَّذِيرُ لَكُمْ منِّي مُـجـاهَـرَةً * * * كيْ لا أُلامَ على نَهْـيٍ وإِنْـذارِ
فإِنْ عَصَيْتُمْ مَقالِي فاعْـتَـرِفُـوا * * * أَنْ سَوْفَ تَلْقُونَ خِزْياً ظـاهِـرَ
لَتَرْجِعُـنَّ أَحـادِيثـاً مُـلَـعَّـنَةً * * * لَهْوَ المُقِيمِ ولَهْوَ المُدْلِجِ السَّـارِي
مَنْ كانَ في نَفْسِهِ حَوْجاءُ يَطْلُبُهـا * * * عِنْدِي فإِنِّي له رَهْنٌ بإِصْـحـارِ
أُقِيمُ عَوْجَتَـهُ إِنْ كـانَ ذا عِـوَجٍ * * * كما يُقَوِّمُ قِدْحَ النَّبْـعَةِ الـبـاري
وصاحِبُ الوتْر لَيْس الدَّهْرَ مُدْركَهُ * * * عِنْدِي وإِنِّي لَـدَرَّاكٌ بـأَوْتـاري
مَنْ يَصْلَ ناري بلا ذَنْب ولا تِـرَة * * * يَصْلَ بنارِ كَـريمٍ غَـيْر غَـدَّار
قال
أبو الطفيل عامر بن وائلة الليثي
إسلامي
رَأَتْني فقالتْ: أَنتَ شَـيْخٌ، وإِنَّـمـا * * * يَرُوقُ الغَوانِي مُجْدِبُ الخَدِّ خَـالِـعُ
لكِ الخَيْرُ لو أَبْصَرْتِنِـي يوم مَـأْزقٍ * * * وقَدْ لَمَعَتْ فيه السُّيوفُ القَـواطِـعُ
وعندَ النَّدَى، ناهِيكِ بِي مِنْ أَخِي الندى * * * وعندَ حِجاجِ القَوْمِ قَوْلِـي قـاطِـعُ
يَعُدُّونَنِي شَيْخاً، وقَدْ عِشْـتُ حِـقْـبَةً * * * وهُنَّ عن الأَزْواجِ نَحْـوي نَـوازع
وما شابَ رَأْسِي مِن سِنِينَ تَتَابَـعَـتْ * * * عليَّ، ولكنْ شَيَّبَـتْـنِـي الـوقَـائِعُ
وما قَصَّرَتْ بي هِمَّتِي دُونَ بُغْيَتِـي * * * ولا دَنَّسَتْنِي منذُ كنتُ المَـطـامِـعُ
قال
حارثة بن بدر الغداني
وإِنَّا لَتَسْتَحْلِي المَنايا نُفُوسُنـا * * * ونَتْرُكُ أُخْرَى مُرَّةً لا نَذُوقُها
وشَيَّبَ رَأْسِي قَبْلَ حِين مَشِيبةِ * * * رُعُودُ المَنايا بَيْنَنا وبُرُوقُهـا
قال
عمرو بن معديكرب الزبيدي
أَشابَ الـرَّأْسَ أَيَّامٌ طِـوالٌ * * * وَهمٌّ ما تُفارِقُهُ الضُّـلُـوعُ
وسَوْقُ كَتِيبَةٍ دَلَفَتْ لأُخْـرَى * * * كأَنَّ زُهاءها رَأْسٌ صَلِـيعُ
دَنَتْ، واسْتَأَخَرَ الأَوْغالُ عَنْهَا * * * وخُلِّيَ بَيْنَهُـمْ إِلاَّ الـوَرِيعُ
إِذا لمْ تَسْتَطِعْ شَيْئاً فَـدَعْـهُ * * * وجاوِزْهُ إِلى ما تَسْتَـطِـيعُ
وصِلْهُ بالزَّماعِ فكُـلُّ أَمْـرٍ * * * سَما لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لهُ وَلُوعُ
قال
في معناه
الأعشى عبد الرحمن بن عبد الله
الهمداني، أموي الشعر
إِذا حاجَةٌ وَلَّتْكَ لا تَسْتَطِيعُـهـا * * * فَخُذْ طَرَفاً مِن حاجَةٍ حِينَ تَسْبِقُ
فذلكَ أَحْرى أَنْ تَنالَ جَسيمَـهـا * * * ولَلْقَصْدُ أَبْقَى في الأُمُور وأَوْفَقُ
قال
القتال الكلابي
عبيد بن مجيب بن المضرحي
وكنيته أبو المسيب، إسلامي
نَشَدْتُ زياداًن والمَقامَةُ بَيْنَنَـا، * * * وذَكَّرْتُُ أَرْحامَ سِعْرٍ وهَيْثَـم
ولمَّا دَعانِي لَمْ أُجِبْـهُ لأَنَّـنِـي * * * خَشِيتُ عليه وَقْعَةً مِن مُصَمِّمِ
فلمَّا أَعادَ الصَّوْتَ لمْ أَكُ عاجزاً * * * ولا وَكِلاَ في كُلِّ دَهْيَاء صَيْلَم
فلمَّا رَأَيتُ أَنَّه غيرُ مُـنْـتَـه * * * أَمَلْتُ له كَفِّي بلَـدْن مُـقَـوَّمِ
فلمَّا رَأَيتُ أَنَّنِي قد قَتَـلْـتُـهُ * * * نَدِمْتُ عليهِ، أَيَّ ساعَةِ مَنْـدَمِ
قال
نهشل بن حري
بن ضمرة الدارمي، مخضرم
ويومٍ، كَأَنَّ المُصْطَلِـينَ بِـحَـرِّهِ، * * * وإِنْ لمْ يَكُنْ جَمْرٌ، قِيامٌ على الجَمْر
صَبَرْنا لهُ حتَّـى يَبُـوخَ وإنَّـمـا * * * تُفَرَّجُ أَيَّامُ الكَرِيهَةِ بـالـصَّـبْـر
ومَنْ عَدَّ مَسْعاةً فلا تُكْـذَبَـنَّـهـا * * * ولا تَكُ كالأَعْمَى يقـولُ ولا يَدْري
قال
عمرو بن معديكرب الزبيدي
أَعاذِلَ إِنَّما أَفْـنَـى شَـبـابِـي * * * رُكُوبِي في الصَّرِيخِ إِلى المُنادِي
أَعاذِلَ شِكَّتِي سَيْفِي ورُمْـحـي * * * وكُلُّ مُقَلِّسٍ سَـلِـسِ الـقِـيادِ
ولَوْ لاقَيْتَنِي ومعِـي سِـلاحِـي * * * تَكَشَّفَ شَخْمُ قَلْبِكَ عـن سَـوادِ
أُرِيدُ حـياتَـهُ ويُرِيدُ قَـتْـلِـي * * * عَذِيرَكَ مِن خَلِيلِكَ مِـن مُـرادِ
ويَبْقَى بَعْدَ حِلْمِ القَوْمِ حِـلْـمِـي * * * ويَنْفَدُ قَبْـلَ زادِ الـقَـوْمِ زادِي
قال
أنيف بن زيان النهشلي
ولمَّا التَقَى الصَّفَّانِ واشْتَجَرَ القَنا * * * نِهالاً، وأَسْبابُ المَنايا نِهالُـهـا
تَبَيَّنَ لِـي أَنَّ الـقَـمَـاءَةَ ذِلَّةٌ، * * * وأَنَّ أَعِزَّاء الرِّجالِ طِوالُـهـا
فلمَّا أَتَيْنا السَّفْحَ مِن بَطْنِ حـائِلٍ * * * بحيْثُ تَلاقَى طَلْحُها وسَيالُهـا
دَعَوْا لِنِزارٍ، وانْتَمَيْنا لِـطِّـيءٍ، * * * كأُسْدِ الشَّرَى إِقْدامُها ونِزالُهـا
ولمَّا الْتَقَيْنا بَيَّنَ السَّيْفُ بَـيْنَـنَـا * * * لِسائِلَةٍ عَنَّا حَفِـيٍّ سُـؤالُـهـا
ولمَّا عَضِينا بالسُّيُوفِ تَقَطَّعَـتْ * * * وسائِلُ كانتْ قَبْلُ سِلْماً حِبالُهـا
فَوَلَّوْا، وأَطْرَافُ الرِّماحِ عَلَيْهِمُ * * * قَوادِرُ، مَرْبُوعاتُها وطِوالُـهـا
ولمَّا تَدانَوْا بالرِّماحِ تَضَلَّـعَـتْ * * * صُدورُ القَنا مِنْهُم، وعَلَّتْ نِهالُها
قال
الفرزدق
همام بن غالب، أموي الشعر
تَصَرَّمَ عَنِّي وُدُّ بَكْرِ بنِ وائِلٍ * * * وما خِلْتُ مِنِّي وُدُّهُمْ يَتَصَرَّمُ
قَوارصُ تَأْتِينِي ويَحْتَقِرُونَها * * * وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِناء فَيَفْعَمُ
قال
عبيد بن أيوب
بن ضرار العنبري
وطالَ احْتِضانِي السَّيْفَ، حتَّى كَأنَّما * * * يُلاطُ بِكَشْحِي جَفْنُهُ وحَـمـائِلُـهْ
أَخُو عَزَمات، صاحَبَ الجِنَّ وانْتَأَى * * * عن الإِنْسِ حتَّى قد تَقَضَّتْ وسائِلُهْ
لهُ نَسَبُ الإِنْسِيِّ يُعْرَفُ نَـجْـرُهُ، * * * ولِلْجِنِّ مِنْهُ شَكْلُـهُ وشَـمـائِلُـهُ
قال
معن بن أوس المزني
تَكَنَّفَهُ الوُشاةُ فـأَزْعَـجُـوهُ * * * ودَسُّوا مِن فَضالَةَ غَيْرَ وانِي
فَلَـوْلا أَنَّ أُمَّ أُبِـيهِ أُمِّــي * * * وأَنِّي مَنْ هَجاهُ فقَدْ هجانِي
إِذَنْ لأَصابَهُ مِنِّـي هـجـاءٌ * * * تَناقَلُهُ الرُّواةُ على لِسـانِـي
أُعَلِّمُهُ الـرِّمـايَةَ كُـلَّ يَوْمٍ * * * فلمَّا اشْتَدَّ ساعدُهُ رَمـانِـي
قال
كعب بن معدان الأشقري
أموي الشعر
كأَنَّ القَنا الخَطِّيَّ فِـينـا وفِـيهـمُ * * * شَواطِنُ بِئْر هَيَّجَتْهـا الـمَـواتِـحُ
هُناك قَذَفْنا بالرِّمـاحِ، فـمـا يُرَى * * * مِن القَوْمِ في جَمْعِ الفَرِيقَيْنِ رامِحُ
ودُرْنا كما دَارتْ على قُطْبها الرَّحَى * * * ودارَتْ على هامِ الرِّجالِ الصَّفائِحُ
قال
آخر
ولَـمْ أَرَ كـــالـــمِـــقْـــدامِ أَبْـــعَـــدَ هِـــمَّةً * * * وأَرْبَـطَ جَـأْشـاً حِـينَ تَـخْـتَـلِــفُ الـــسُّـــمْـــرُ
فتىً إِنْ هو اسْتَغْنَى تَخَرَّقَ في الغِنَىوإِنْ قَلَّ مالاً لمْ يَضَعْ مَتْنَهُ الفَقْرُ
ولَسْتَ تَراهُ جازعاً لِمُصيبَة * * * ولا فَـرحـاً بـالـدَّهْــر إِنْ أَسْـــعَـــدَ الـــدَّهْـــرُ
قال
عبد القيس بن خفاف البرجمي
صَحَوْتُ وزَايَلَـنِـي بـاطِـلِـي * * * لَعَـمْـرُ أَبِـيكَ زِيالاً طَــوِيلا
وَأَصْبَحْتُ أَعْـدَدْتُ لِـلـنَّـائِبـا * * * تِ عِرْضاً بَرِيئاً وغَضْباً صَقـيلا
وَوَقْعَ لسانٍ كَـحَـدِّ الـسِّـنـانِ * * * ورُمْحاً مِن الخَطِّ لدْنـاً طَـوِيلا
وسـابـغَةً مـن جِـياد الــدُّرُو * * * عِ تَسْمَعُ للسَّيفِ فيهـا صَـلِـيلا
كَمَتْنِ الغَدِيرِ زَفَـتْـهُ الـدَّبُـورُ * * * يَجُرُّ المُدَجِّجُ مِنْـهـا فُـضـولا
فهـذا عَـتـادِي، وإِنِّـي امْـرُؤٌ * * * أُوالِي الكَرِيمَ وأَجْفُو الـبَـخِـيلا
ونارٍ دَعَوْتُ بهـا الـطَّـارِقِـي * * * نَ واللَّيْلُ مُلْقٍ عَلَـيْهـا سُـدُولا
إِلى مَلِقٍ بـضُـيُوفِ الـشِّـتـاءِ * * * إِذا الرِّيحُ هَبَّتْ بِـلَـيْلٍ بَـلِـيلا
حَلِيمٌ، ولكنَّـهُ فـي الـحُـرُوبِ * * * إِذا ما تَلَظَّـتْ تَـراهُ جَـهُـولا
رَأَى أَنَّـه جَـزَرٌ لـلـمَـنُـونِ * * * ولَوْ عاشَ في الدَّهْرِ عُمْراً طَوِيلا
فطـاوَعَ رائِدَهُ فـي الـهَــوَى * * * وعاصَى على ما أَحَبَّ العَـذُولا
قال
آخر
تَراهُ كَمَتْنِ السَّيْفِ، أَصْدَأَ مَـتْـنَـهُ * * * تَقادُمُهُ، والنَّصْلُ ماضِي المضَارِبِ
تَغَرَّبَ يَبْغِي اليُسْرَ، لَيْسَ لِنَـفْـسِـهِ * * * خُصُوصاً، ولكنْ لابْنِ عَمٍّ وصاحِبِ
ومَنْ لَمْ يَزَلْ يَخْشَى العَواقِبَ لمْ يَزَلْ * * * مَهيناً رَهِيناً في حِبالِ العَـواقِـبِ
رَأَى العَجْزَ في طُولِ الثَّواءِ بِلا غِنىً * * * فأَعْمَلَ فيهِ يَعْمَـلاتِ الـرَّكـائِبِ
وأَشْفَقَ مِن أَسْرِ التَّبَلُّـدِ مُـقْـتِـراً * * * فلَمْ يُنْجِهِ إِلاَّ نَـجـاءُ الـنَّـجـائِب
قال
أبو تمام الطائي
في معناه
أَعاذِلَتي ما أَخْشَنَ اللَّيْلَ مَرْكَبـاً * * * وأَخْشَنُ مِنْهُ في المُلِمَّاتِ راكبُهْ
دَعِيني وأَهْوالَ الزَّمان أُفانِهـا * * * فأَهْوالُهُ العُظْمَى تَلِيها رغَائِبُهْ
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الزِّمَاعَ على السُّرَىأَخُو النُّجْحِ عِنْدَ النَّائِباتِ وصاحِبُهْ
وقَلْقَلَ نَأْيٌ مِنْ خُراسَانَ جَأْشَهافَقُلْتُ: اطْمَئِنِّي، أَنْضَرُ الرَّوْضِ عازِبُهْ
قال
قطري بن الفجاءة
أحد الخوارج
أَقولُ لها، وقَدْ طارَتْ شعَـاعـاً * * * مِن الأَبْطال: وَيْحكِ لا تُرَاعِـي
فإِنَّكِ لـو سَـأَلْـتِ بـقَـاء يَوْمٍ * * * على الأَجَلِ الذي لَكِ لَنْ تُطاعي
فَصَبْراً في مَجالِ المَوْتِ صَبْراً * * * فَما نَيْلُ الخُلُودِ بِمُسْـتَـطـاعِ
ولا ثَوْبُ البقَاءِ بـثَـوْبِ عِـزٍّ * * * فيُطْوَى عن أَخِي الخَنَعِ اليَراع
سَبِيلُ المَوْتِ غـايَةُ كُـلِّ حَـيٍّ * * * فَداعِيهِ لأَهْـلِ الأَرْضِ داعِـي
ومَنْ لا يُعْتَبَـط"ْ يَسْـأَمْ ويَهْـرَمْ * * * وتُسْلمْهُ المَنُونُ إِلى انْقِـطـاعِ
وما للْمـرءِ خَـيْرٌ فـي حَـياة * * * إذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ الـمـتـاع
قال
أيضاً
لا يرْكَنَنْ أَحَـدٌ إِلـى الإِحْـجـامِ * * * يوْمَ الوَغَى مُتَخَوِّفـاً لِـحِـمـامِ
فلَقَـدْ أَرانِـي لـلـرِّمـاحِ دَرِيَّةً * * * مِن عن يَمِينِي مَـرَّةً وأَمـامِـي
حتَّى خَضَبْتُ بِما تَحَدَّرَ من دَمِـي * * * أَكْنافَ سَرْجِي أَو عِنانَ لِجامِـي
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وقَدْ أَصَبْتُ ولَمْ أُصَبْ * * * جَذَعَ البَصِـيرَةِ قـارِحَ الإِقْـدام
قال
المثقب العبدي
لَعَمْـرُكَ إِنَّـنِـي وأَبـا رياحٍ * * * على طُولِ التَّهاجُر مُنْذُ حِينِ
لأُبْغِضُهُ ويُبْغضُنِـي وأَيْضـاً * * * يَرانِـي دُونَـهُ وأَراهُ دُونِـي
فَلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبـحْـنـا * * * جَرَى الدَّميَان بالخَبَر اليَقـين
فإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِـي بـحَـقٍّ * * * فأَعْرفَ منكَ غَثِّي مِن سَمِينِي
وإِلاَّ فاطَّرحْنِي واتَّـخِـذْنِـي * * * عَدُوّاً أَتَّقِـيكَ وتَـتَّـقِـينِـي
وما أَدْري إِذا يَمَّمْـتُ أَرْضـاً * * * أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهُمـا يَلِـينِـي
أَأَلْخَيْرُ الذي أَنَـا أَبْـتَـغِـيه * * * أَم الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغِـينِـي
قال
العريان بن سهلة النبهاني
من طيئ
أَقولُ للنَّفْسِ تَأْساءً وتَعْـزِيَةً * * * إِحْدَى يَدَيَّ أَصابَتْنِي ولَمْ تُردِ
كِلاهُما خَلَفٌ مِن فَقْد صاحِبهِ * * * هذا أَخِي حِينَ أَدْعُوهُ، وَلَدِي
قال
المتلمس عبد المسيح بن جرير
جاهلي
وكُـنَّـا إِذا الـجَـــبَّـــارُ صَـــعَّـــرَ خَـــدَّهُ * * * أَقَـمْـنـا لـهُ مِـن زَيْغِـهِ فَـــتَـــقَـــوَّمـــا
أَمُنْتَفِلاً مِن نَصْر بُهْثَةَ خِلْتَنِي * * * أَلاَ إِنَّنِي مِنْهُمْ وإِنْ كنـتُ أَيْنَـمـا
لِذِي الحِلمِ قَبْلَ الْيَوْمِ مَا تُقرَعُ الْعَصَا * * * وَمَا عُلِّمَ الإِنسَانُ إِلاَّ لِيَعْلَمَا
وَلَوْ غَيْرُ أَخْوالِي أَرادُوا نَقِيصَتِي * * * جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما
وما كنتُ إِلاَّ مِثْلَ قاطِعِ كَفِّهِ * * * بكَـفٍّ لـهُ أُخْـرَى، فـأَصْـــبَـــحَ أَجْـــذَمـــا
فلـمَّـا أَصـابَـــتْ هَـــذِهِ حَـــتْـــفَ هَـــذِهِ * * * فلَـمْ تَـجـدِ الأُخْـرَى عَـلَـيْهــا مُـــقَـــدَّمـــا
فلـمَّـا اسْـتَـقـادَ الـكَـفَّ بـالـكَـفِّ لـــم يَجِـــدْ * * * لهُ دَركـاً فـي أَن تَـبِـينـا فـــأَحْـــجَـــمـــا
فَأَطْـرَقَ إِطْـراقَ الـــشُّـــجـــاعِ، ولَـــوْ يَرَى * * * مسـاغـاً لِـنـابَـيْهِ الـشُّـجـاعُ لَـصَــمَّـــمـــا
أَحَـارثُ إِنَّــا لـــو تُـــســـاطُ دِمـــاؤُنـــا * * * تَزايَلْـــنَ حـــتَّـــى لا يَمَـــسَّ دَمٌّ دَمـــــا
وأَصْبَحْتَ تَرْجُو أَنْ أَكُونَ لِعَقْبِكُمْ * * * زَنِيماً، فما أُحْرزْتُ أَنْ أَتَكَلَّما
تُعَيِّرُنِي أُمِّي رجالٌ ولَنْ تَرَى * * * أَخـــا كَـــرَم إِلاَّ بـــأَنْ يَتَـــكَـــرَّمــــا
إِذا مـا أَدِيمُ الـقَـوْمِ أَنْـهَـجَـــهُ الـــبِـــلَـــى * * * فلا بُـدَّ يومـاً لـلــقُـــوَى أَنْ تَـــجَـــذَّمَـــا
والأصل فيه أن عامر بن الظرب العدواني كان حكيم العرب، يقضي بينهم. فلما أسن تغير عقله وصار يخطىء في حكومته. وكان له ابن عم يتصدى موضعه. فقال له أهله: إنك ربما خلطت في حكومتك، ونحن نخاف أن يزول بنا فلان عنن هذا الأمر. فقال: فاجعلوا بيني وبينكم علامةً، إذا خلطت عرفوني من غير كلام فأنتبه لذلك. فقالوا: نقيم لك أمتك فلانة.
وكانت فهمةً لبيبةً. فكانت إِذا خلط قرعت له العصا علامة أنه قد أخطأ، فيرجع إلى فكره ويزول عن تخليطه.
قال يزيد بن الحكم الكلابي
إسلامي
دَفَعْناكُمُ بالقَوْلِ حَتَّـى بَـطِـرْتُـمُ * * * وبالرَّاحِ حَتَّى كانَ دَفْعَ الأَصابِـعِ
فلمَّا رَأيْنا جَهْلَكُمْ غَـيْرَ مُـنْـتَـهٍ * * * وما غابَ مِن أَحْلامِكُمْ غَيْرَ راجعِ
مَسِسْنا مِن الآباءِ شَيْئاً، وكُـلُّـنـا * * * إِلى حَسَبٍ في قَوْمِهِ غير واضِعِ
فلمَّا بَلَغْنـا الأُمَّـهـات وَجَـدْتُـمُ * * * بَنِي عَمِّكُمْ كانُوا كِرامَ المَضاجـع
ويروى أن الأمين كتب إلى المأمون: يا ابن السوداء
فكتب إليه المأمون يقول:
لا تَحْقِرَنَّ امْرءًا مِن أَنْ تَكُونَ له * * * أُمٌّ مِن الرُّومِ أَو سَوْداءُ عَجْماءُ
فإِنَّما أُمَّهـاتُ الـقَـوْم أَوْعـيَةٌ * * * مسْتَوْدَعاتٌ، وللأَحْسـاب آبـاءُ
فَرُبَّ مُعْرَبَةٍ لَيْسَتْ بمُـنْـجِـبَةٍ * * * وَرُبَّما أَنْجَبَتْ لِلْفَحْـل سَـوْداءُ
قال
الهيثم بن الأسود النخعي
جاهلي
وأَعْلَم عِلْماً ليسَ بالظَّنِّ أَنَّـه * * * إِذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ فهْوَ ذَلِيلُ
وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ ما لَمْ تَكُنْ له * * * حَصاةٌ على عَوَراتِهِ لَدَلِـيلُ
قال
طرفة بن العبد
جاهلي
أًَبا منْذِرٍ أَفْنَيْتَ، فاسْتَبْق بَعْضَناحَنانَيْكَ، * * * بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِن بَعْضِ
أَبا منْذِرٍ كانتْ غُروراً صَحِيفَتِي * * * ولَـمْ أُعْـطِـكُـمْ فـي الـطَّـوْعِ مـالِـي ولا عِـرْضِــي
رَدِيتُ، ونَـــجَّـــا الـــيَشْـــكُـــريَّ حِــــذارهُ * * * وحـادَ كـمــا حـــادَ الأَزَبُّ عـــن الـــدَّحْـــضِ
قال
آخر
سَمَـوْنـا لَـهُـمْ بـالـخَـيْلِ تَـرْدِي كـأَنَّــهـــا * * * سَعـالٍ وعِـقْـبـانُ الـلِّـوى حِـــينَ يُرْكَـــبُ
فقـالُـوا لَـنـا: إِنَّـا نُــرِيدُ لِـــقَـــاءكُـــمْ، * * * فقُـلْـنـا لَـهُـمْ: أَهْـلٌ تَـمِـيمٌ ومَـــرْحَـــبُ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا نَفُلُّ عَدُوَّنا إِذا احْشَوْ * * * شَدُوا في جَمْعِهِمْ وتَأَشَّبُوا
بِضَرْب يَفُضُّ البَيْضَ شِدَّةُ وَقْعِهِ * * * ووَخْـزٍ تُـرَى مـنْـهُ الأَسِـنَّةُ تُــخْـــضَـــبُ
قال
هدبة بن خشرم
إسلامي
طَرِبْت، وأَنْتَ أَحْياناً طَرُوبُ * * * وكَيْفَ! وقَدْ تَغَشَّاكَ المَشِيبُ
يُجِدُّ النَّأْيُ ذِكْرَكِ في فُؤادِي * * * إِذا ذَهَلَتْ على النَّأْيِ القُلُوب
عَسَى الهَمُّ الذي أَمْسَيْتُ فِيهِ * * * يكُونُ وَراءه فَرَجٌ قَـريب
فَيأْمَنَ خائِفٌ، وَيُفَكَّ عـانٍ، * * * ويَأْتِيَ أَهْلَه الرَّجُلُ الغَرِيبُ
أَلاَ لَيْتَ الرِّياحَ مُسَـخَّـراتٌ * * * لِحاجَتِنا تُباكِـرُ أَو تَـؤُوبُ
فتُخْبِرَنا الشَّمالُ إِذا أَتَـتْـنـا * * * وتُخْبِرَ أَهْلَنا عَنَّا الجَـنُـوبُ
بَأَنَّا قد نَزَلْنَـا دارَ بَـلْـوى * * * فتُخْطِئُنا المَنِيَّةُ أَو تُصِـيبُ
فإِنْ يَكُ صَدْرُ هذا اليومِ وَلَّى * * * فإنَّ غَداً لِناظِـرِهِ قَـرِيبُ
وقَدْ عَلِمَتْ سُلَيْمَى أَنَّ عُودِي * * * على الحَدَثانِ ذُو أَيْدٍ صَلِيبُ
وَأنَّ خَلائِقِي كَـرَمٌ، وأَنِّـي * * * إِذا أَبْدَتْ نَواجِذَها الخُطُوبُ
أُعِينُ على مَكارِمِها، وأَغْشَى * * * مَكارهَها إِذا هابَ الهَـيُوبُ
وإِنِّي في العَظائِمِ ذُو غَنـاءٍ * * * وأُدْعَى للسَّماحِ فأَسْتَجِـيبُ
وإِنِّي لا يَخافُ الغَدْرَ جارِي * * * ولا يَخْشَى غَوائِلِيَ القَرِيبُ
على أَنَّ المَنِيَّةَ قد تُوافِـي * * * لِوَقْتٍ والنَّوائِبُ قد تَنُـوبُ
قال
السموأل بن عاديا
جاهلي
ويروى لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، من شعراء الدولة العباسية
إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِن اللُّؤْمِ عِرْضَهُ * * * فكُـلُّ رِداءٍ يَرْتَـدِيهِ جَـمِـــيلُ
وإِنْ هُو لَمْ يَحْمِلْ على النَّفْسِ ضَيْمَها * * * فَلَيْسَ إلى حُسْنِ الثَّـنـاءِ سـبـيلُ
وقـائِلَةٍ: مـا بـالُ أُسْـرَةِ عـادِيا * * * تَبارَى، وفِـيهـمْ قِـلَّةٌ وخُـمُـولُ
تُعَـيِّرُنـا أَنَّـا قَـلِـيلٌ عَـدِيدُنــا * * * فقلتُ لهـا: إِنَّ الـكِـرَامَ قَـلِـيلُ
وما ضَرَّنا أَنَّـا قَـلِـيلٌ وجَـارُنـا * * * عَزِيزٌ، وجـارُ الأَكْـثَـرِينَ ذَلِـيلُ
وما قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مـثْـلَـنـا * * * شَبابٌ تَسامَى لِلْـعُـلا وَكُـهُـولُ
لَنا جَبَلٌ يَحْـتَـلُّـه مَـنْ نُـجِـيره * * * مُنِيفٌ، يَردُّ الطَّرْفَ وهْوَ كَـلِـيلُ
رَسَا أَصْلُه تَحْتَ الثَّرَى، وسَما بِـهِ * * * إِلى النَّجْمِ فَـرْعٌ لا يُنـال طَـويل
هو الأَبْلَقُ الفَرْدُ الذي سـارَ ذِكْـرُهُ * * * يَعِزُّ على مَـنْ رَامـهُ فـيَطُـولُ
وإِنَّا لَقَوْمٌ ما نَرَى الـقَـتْـلَ سُـبَّةً * * * إِذا ما رَأَتْـهُ عـامِـرٌ وَسُـلُـولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجالـنَـا لَـنـا * * * وتَكْرَهُهُ آجـالُـهُـمْ فـتَـطُـولُ
وما ماتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَـتْـفَ أَنْـفِـهِ * * * ولا طُلَّ مِنَّا حَـيْثُ كـانَ قَـتِـيلُ
تَسِيل على حَدِّ الظُّباتِ نُفُـوسـنـا * * * ولَيْسَتْ على غَيْرِ الظُّباتِ تَـسِـيلُ
صَفَوْنا فَلَمْ نَكْدَرْ، وأَخْلَصَ سِـرَّنـا * * * إِناثٌ أَطابَتْ حَمْلَـنـا وفُـحُـولُ
عَلَوْنا إِلى خَيْرِ الظُّهُورِ، وحَطَّـنـا * * * لِوَقْتٍ إِلى خَيْرِ البُـطُـونِ نُـزُولُ
فنَحْنُ كماءِ المُزْنِ، ما فِي نِصابِنـا * * * كهَـامٌ، ولا فِـينـا يُعَـدُّ بَـخِـيلُ
ونُنْكِرُ إِنْ شِينَا على النَّاسِ قَوْلَـهُـمْ * * * ولا يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِـينَ نَـقُـولُ
إِذا سَـيِّدٌ مِـنَّـا خَـلا قـامَ سَـيِّدٌ * * * قَؤُولٌ لِما قال الـكِـرامُ فَـعُـولُ
وما أُخْمِدَتْ نارٌ لنَـا دُونَ طـارِقٍ * * * ولا ذَمَّنا في الـنَّـازِلِـينَ نَـزِيلُ
وَأيَّامُنا مَشْـهُـورَةٌ فـي عَـدُوِّنـا * * * لَها غُرَرٌ مَعْـلُـومَةٌ وحُـجُـولُ
وأَسْيافُنا في كُلِّ شَرْقٍ ومَـغْـرِبٍ * * * بِها مِن قِراعِ الدَّارِعـينَ فُـلُـولُ
مُعَـوَّدَةً أَلاَّ تُـسَـلَّ نِـصـالُـهـا * * * فتُغْمَدَ حتَّـى يُسْـتَـبـاحَ قَـبِـيلُ
سَلِي، إِنْ جَهِلْت، النَّاسَ عَنَّا وعَنْهُـمُ * * * فلَيْسَ سَـواءً عـالِـمٌ وجَـهُـولُ
فإِنَّ بَنِي الدَّيّان قُطْبٌ لـقَـوْمِـهِـمْ * * * تَدُورُ رحَاهُمْ حَوْلَـهُـمْ وتَـجُـولُ
قال
جعفر بن علبة الحارثي
لا يَكْشِف الغَمَّاءَ إِلاَّ ابـنُ حُـرَّةٍ * * * يَرَى غَمَراتِ المَوْتِ ثمَّ يَزُورُها
نُقَاسِمُهُمْ أَسْيافَنا شَـرَّ قِـسْـمَةِ * * * فَفِينا غَواشِيها وفِيهمْ صُدُورُهـا
قال
جرير بن عطية بن الخطفي
لمَّا تَذَكَّرْتُ بالـدَيْرَيْنِ أَرَّقَـنِـي * * * صَوْتُ الدَّجاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ
فقلتُ للرَّكْبِ، إِذْ جَدَّ الرَّحِيل بِنا: * * * يَا بُعْدَ يَبْرِينَ مِن بابِ الفَرادِيسِ
عَلَّ الهَوَى مِنْ بَعِيدٍ أَنْ يُقَرِّبَـهُ * * * أُمُّ النُّجومِ، ومَرُّ القَوْمِ بالعِـيسِ
إِني، إِذا الشَّاعِرُ المَغْرورُ حَرَّبَـنِـي، * * * جارٌ لِقَبْرٍ علـى مَـرَّانَ مَـرْمـوسِ
نَحْمِي، ونَغْتَصِب الجَبَّارَ نَـجْـنُـبُـه * * * في مُحْصَدٍ مِن حِبالِ القِدِّ مَخْـمـوسِ
وابن اللَّبونِ إِذا مـا لُـزَّ فِـي قَـرَنِ * * * لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَنـاعِـيسِ
أَقْصِرْ، فإِنَّ نِزاراً لَـنْ يفـاخِـرَهـمْ * * * فَرْعٌ لَئِيمٌ وأَصْـلٌ غَـيْر مَـغْـروسِ
هَلْ مِنْ حلومٍ لأَقْـوامٍ فـنـنـذِرَهـمْ * * * ما جَرَّبَ النَّاس مِن عَضِّي وتَضْريسِي
قال
الفرزدق همام بن غالب
ومَغْبوقَة دونَ العِـيالِ، كـأَنَّـهـا * * * جَرادٌ إِذا أَجْلَى مع الفَزَعِ الفَجْـرُ
تَرَكْنَ ابنَ ذِي الجَدَّيْنِ يَنْشِج مُسْنَـداً * * * ولَـيْسَ لـه إِلاَّ أَلاءتَـه قَـبْـرُ
إِذا سُوِّمَتْ للبَأْسِ أَغْشَى صُدُورَها * * * أُسُودٌ عليها المَوْتُ عادَتُهَا الهَصْرُ
غَداةَ أَحَلَّتْ لابْنِ أَصْرَمَ طَـعْـنَةٌ * * * حُصَيْنٍ عَبِبيطاتِ السَّدائِفِ والخَمْرُ
قال
ربيعة بن مقروم الصبي
أَمِنْ آلِ هِنْدٍ عَرَفْتَ الرُّسُوما * * * بحُمْرانَ قَفْراً أَبَتْ أَنْ تَرِيما
وَقَفْت، أُسائِلهـا، نـاقَـتِـي * * * وما أَنا أَمْ ما سُؤالِي الرُّسُوما
وذَكَّرَنِي العَـهْـدُ أيَّامَـهـا * * * فهاجَ التَّذَكُّرُ قَلْباً سَـقِـيمـا
فإِنْ تَسْأَلِينِي فـإِنِّـي امْـرُؤٌ * * * أُهِينُ اللَّئِيمَ وأَحْبُو الكَرِيمـا
وقَوْمِي، فإِنْ أَنْتَ كَذَّبْتَـنِـي * * * بِقَوْلِيَ فاسْأَلْ بِقَوْمِي عَلِيمـا
طِوالُ الرماحِ غَداةَ الصَّبـاحِ * * * ذَوُو نَجْدَةٍ يَمْنَعُونَ الحَرِيمـا
بَنو الحَرْبِ يَوْماً إِذا اسْتَلأَمُوا * * * حَسِبْتَهمُ في الحَدِيدِ القُرُومـا
ودارِ هَوانٍ أَنِفِنا الـمُـقـامَ * * * بِها، فحَلَلْنا مَحَلاًّ كَـرِيمـا
وثَغْرٍ مَخُوفٍ أَقَـمْـنـا بـهِ * * * يَهابُ به غَيْرُنا أَنْ يُقِـيمـا
جَعَلْنا السُّيُوفَ به والرِّمـاحَ * * * مَعاقِلَنا والحَدِيدَ النَّـظِـيمـا
قال
زهير بن أبي سلمى
يا حـارِ لا أُرْمَـــيَنْ مـــنـــكـــمْ بـــداهِـــيَة * * * لَمْ يَلْـقَـهـا سُـوقَةٌ قَـبْــلِـــبـــي ولا مَـــلِـــكُ
ارْدُدْ يَساراً، ولا تَعْنُفْ عَلَيَّ، ولاتَمْعَكْ بِعِرْضِكَ، إِنَّ الغادِرَ المَعِكُ
تَعَلَّمْنْ هَا لَعْمَرُ اللّهِ ذا قَسَماً * * * فاقْـصِـدْ بـذَرْعِـكَ وانْـظـرْ أَين تَـنْـــسَـــلِـــكُ
لَئِنْ حَـلَـلْـتَ بــجَـــوٍّ فـــي بَـــنِـــي أَسَـــدٍ * * * في دِينِ عَـمْـرٍو، وحـالَــتْ بَـــيْنَـــنَـــا فَـــدَكُ
لَيَأْتِـينَّـــكَ مِـــنـــي مَـــنْـــطِـــقٌ قَـــذَعٌ * * * باقٍ، كـمـا دَنَّـسَ الـــقُـــبْـــطِـــيَّةَ الـــوَدَكُ
وقـال امـروء الـقـيس بـن حـجـر الــكـــنـــدي
قولا، لدُودانَ عَبِيدِ العَصا: * * * ما غَـــرَّكـــمْ بـــالأَسَـــدِ الـــبـــاسِــــلِ
قد قَـــرَّتِ الـــعَـــيْنـــانِ مِـــن مـــالِـــكٍ * * * ومِـنْ بَـنِــي عَـــمْـــرٍو ومِـــن كـــاهِـــلِ
يا راكِـــبـــاً بَـــلِّـــغ إِخْـــوانَـــنــــــا * * * مَنْ كـــانَ مِـــن كِـــــــنْـــــــدَةَ أَو وائِلِ
ليَجْـلِـسُـــوا، نـــحـــن كَـــفَـــيْنـــاهُـــمُ * * * ضَرْبَ الـجَـبـانِ الـــعـــاجِـــزِ الـــخـــاذِلِ
نَطْـعَـنُـهُـمْ، سُــلْـــكَـــى ومُـــخْـــلُـــوجَةً * * * كَرَّكَ لأْمَـــيْنِ عـــلـــى نــــــابِـــــــلِ
حَلَّـتْ لِـيَ الــخَـــمْـــرُ وكـــنـــتُ امْـــرءاً * * * عن شُـرْبِـهــا فـــي شُـــغْـــلٍ شـــاغِـــلِ
فالـيومَ أَشْـرَبْ غَـــيْرَ مُـــسْـــتَـــحْـــقِـــب * * * إثْـــمـــاً مِـــن الـــلّـــهِ ولا واغِـــــــلِ
قال
أيضاً
أَرَى أُمَّ عَمْرٍو دَمْعُها قد تَـحَـدَّرا * * * بُكاءً على عَمْرٍو، وما كانَ أَصْبَرا
إِذا قلتُ: هذا صاحِبٌ قد رَضِيتُـهُ * * * وقَرَّتْ به العَيْنانِ بُدِّلْـتُ آخَـرا
كذلكَ حَظي، لا أُصاحِبُ صاحِبـاً * * * مِن النَّاسِ إِلاَّ خانَنِـي وتَـغَـيَّرا
وكُـنَّـا أُنـاسـاً قَـــبْـــلَ غَـــزْوَةِ قَـــرْمَـــلٍ * * * وَرِثْـنـا الـغِـنـى والـمَـجْـدَ أَكْـبَـرَ أَكْـــبَـــرَا
أَشِـيمُ مَـصـابَ الـبَـــرْقِ، أَيْنَ مَـــصـــابُـــهُ * * * ولا شَـيْء يَشْـفِـي مِـنْـكِ يا ابْـــنَةَ عَـــفْـــزَرا
مِن الـقـاصِـراتِ الـطَّـرْفِ، لــو دَبَّ مُـــحْـــوِلٌ * * * مِن الـذَّر فـوقَ الإِتْــبِ مِـــنْـــهـــا لأَثَّـــرا
فدَعْـهـا، وسَـل الـهَـمَّ عـنــكَ بـــجَـــسْـــرَةٍ * * * ذَمُـولٍ إِذا صـامَ الـــنَّـــهـــارُ وهَـــجَّـــرا
تُقَـطِّـعُ غِـيطـانـاً كــأَنَّ مُـــتُـــونَـــهـــا، * * * إِذا أَظْـهَـرَتْ، تُـكْـسَـى مُــلاءً مُـــنَـــشَّـــرا
تُطـايِرُ شُـذَّانَ الـحَـصـــا بِـــمَـــنـــاسِـــمٍ * * * صِلابِ الـعُـجَـى مَـلْـثُـومُـهـا غَـيْرُ أَمْــعَـــرا
عَلَـيْهـا فَـتـىً لَـمْ تَـحْـمِـلِ الأَرْضُ مِــثْـــلَـــهُ * * * أَبَـرَّ بِـــمـــيثـــاقٍ وأَوْفَـــى وأَصْـــبَـــرا
أَلا هَـــلْ أَتـــاهـــا والـــحَـــوادِثُ جَـــمَّةٌ * * * بأَنَّ امـرأَ الـقَـيْسِ بـن تَـمْـــلِـــكَ بَـــيْقَـــرا
تَذَكَّـرْتُ أَهْـلِـي الـصَّـالِـحـــينَ، وقَـــدْ أَتَـــتْ * * * علـى حَـمَـلٍ خُــوصُ الـــركـــاب وأَوْجَـــرا
ولمَّا بَدَتْ حَوْرانُ، والآلُ دُونَها،نَظَرْتَ، فَلَمْ تَنْظُرْ بعَيْنَيْكَ مَنْظَرا
تَقَطَّعُ أَسْبابُ اللُّبانَةِ والهَوَى * * * عَشِـــيَّةَ جـــاوَزْنـــا حَـــمـــاةَ وشَـــيْزَرا
بَكَـى صـاحِـبـي لــمَّـــا رَأَى الـــدَّرْبَ دُونَـــهُ * * * وأَيْقَـنَ أَنَّـــا لاحِـــقـــانِ بـــقَـــيْصَـــرا
فقـلـتُ لـه: لا تَـبْــكِ عَـــيْنُـــكَ، إِنَّـــمـــا * * * نُحـاوِلُ مُـلْـكـاً أَو نَــمُـــوتَ فَـــنُـــعْـــذَرا
فإِنِّـي أَذِينٌ إِنْ رَجَـــعْـــتُ مُـــمَـــلَّـــكـــاً * * * بسَـيْرٍ تَـرَى مِـــنْـــه الـــفُـــرانِـــقَ أَزْوَرا
علـى ظَـهْـرِ عـادِيٍّ يُحـارُ بــه الـــقَـــطـــا * * * إِذا سـاقَـهُ الـعَــوْدُ الـــدِّيافِـــيُّ جَـــرْجَـــرا
لقَـدْ أَنْـكَـرَتْـنِـي بَـعْـلَـبَـــكُّ وأَهْـــلُـــهـــا * * * وَلاَبْـنُ جُـرَيْجٍ كـانَ فـي حِـمْـــصَ أَنْـــكَـــرا
ومـا جَـبُـنَـتْ خَـيْلِـي، ولــكـــنْ تَـــذَكَّـــرَتْ * * * مَرابِـطَـهـا مِـن بَـرْ بَــعِـــيصَ ومَـــيْسَـــرا
أَلا رُبَّ يومٍ صـــالـــحٍ قـــد شَـــهِـــدْتُـــهُ * * * بِتـاذِفَ ذاتِ الـتَّـلِّ مِـــنْ فَـــوْقِ طَـــرْطَـــرا
ولا مِـثْـلَ يَوْمٍ فـي قُـــدارَ ظَـــلِـــلْـــتُـــهُ * * * كأَنِّـي وأَصْـحَـابِـي عـلـى قَـــرْنِ أَعْـــفَـــرا
تَبَـصَّـرْ خَـلِـيلِـي، هـل تَــرَى ضَـــوْء بـــارقٍ * * * يُضِـيءُ الـدُّجَـى والـلـيلَ مِـن سَـرْوِ حِـــمْـــيرا
قال
أيضاً
أَلا انْعَمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ الباليوهل يَنْعَمَنْ مَنْ كان في العُصُرِ الخالِي
وهَلْ يَنْعَمَنْ إِلاَّ سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ * * * قَلِـيلُ الــهُـــمُـــومِ مـــا يَبِـــيتُ بـــأَوْجـــال
وهـلْ يَنْـعَـمَــنْ مَـــن كـــان آخِـــرُ عَـــهْـــدِهِ * * * ثلاثـــينَ شَـــهْـــراً فـــي ثَـــلاثةِ أَحْــــــوالِ
دِيارٌ لِـسَـلْـمَــى عـــافِـــياتٌ بِـــذِي الـــخـــالِ * * * أَلَـحَّ عَـلَــيْهـــا كُـــلُّ أَسْـــحَـــمَ هَـــطَّـــالِ
لَيالِـيَ سَـلْــمَـــى إِذْ تُـــرِيكَ مُـــنَـــصَّـــبـــاً * * * وجِـيداً كـجِـيدِ الـرِّثْـمِ لـــيس بِـــمِـــعْـــطـــال
لَطِـيفَةُ طَـيِّ الـــكَـــشْـــحِ، غَـــيْرَ مُـــفـــاضَةٍ * * * إذا انْـحَـرَفَـتْ مُـرْتَـــجَّةً غَـــيْرُ مِـــتْـــفـــالِ
كَأَنَّ عـلـى لَـبّـاتِـهـا جَـــمْـــرُ مُـــصْـــطَـــلٍ * * * أَصـابَ غَـــضـــاً جَـــزْلاً وكُـــفَّ بـــأَجْـــزالِ
إِذا مـا الـضَّـجِـيعُ ابْـتَـزَّهــا مِـــن ثِـــيابِـــهـــا * * * تَمِـيلُ عــلـــيه هَـــوْنَةً غَـــيْرَ مِـــجْـــبـــالِ
يُضِـيءُ الـفِـراشَ وَجْـهُـهـا لِـضَـــجـــيعِـــهـــا * * * كمِــصْـــبـــاحِ زَيْتٍ فـــي قَـــنـــادِيلِ ذُبّـــالِ
أَلا زَعَـمَــتْ بـــسْـــبـــاسَةُ الـــيومَ أَنَّـــنِـــي * * * كَبـرْتُ، وأَنْ لا يَشْـهَـدُ الـلَّــهْـــوَ أَمْـــثـــالـــي
كَذَبْتِ، لقَدْ أُصْبى على المَرْءِ عِرْسَهُوأَمْنَعُ عِرْسِي أَنْ يُزَنَّ بِها الخالِي
ومِثْلِكِ بَيْضاءِ التَّرائِبِ طَفْلَةٍ * * * لَعُـوبٍ تُـنَـسِّـينِـي إِذا قُـــمْـــتُ سِـــرْبـــالِـــي
تَنَـوَّرْتُـــهـــا مِـــن أَذْرِعـــاتٍ وأَهْـــلُـــهـــا * * * بيثْـــرِبَ أَدْنَـــى دارِهـــا نَـــظَـــرٌ عــــــالِ
نَظَـرْتُ إِلـيهـا والـــنُّـــجُـــومُ كَـــأَنَّـــهـــا * * * مَصـابِـيحُ رُهْـبــانٍ تُـــشَـــبُّ لِـــقُـــفَّـــالِ
سَمَـوْتُ إلـيهـا بَـعْـدَ مـــا نـــامَ أَهْـــلُـــهـــا * * * سُمُـوَّ حَـبـابِ الـمـاءِ حـــالاً عـــلـــى حـــالِ
فقـالـتْ سَـبـاكَ الـلّــهُ إِنَّـــكَ فـــاضِـــحِـــي * * * أَلَـسْـتَ تَـرَى الـسُّـمّـارَ والـنَّـــاسَ أَحْـــوالِـــي
فقـلـتُ يَمِـــينَ الـــلّـــهِ أَبْـــرَحُ قـــاعِـــداً * * * ولَـوْ قَـطَّـعُـوا رَأْسِـــي لَـــدَيكِ وأَوْصـــالِـــي
فلـمَّـا تـنـازعْـنـا الـحـــديث وأَسْـــمَـــحَـــتْ * * * هَصَـرْتُ بـــفـــوْدَيْ ذِي شـــمـــارِيخ مَـــيَّال
فصِـرْنـا إِلـى الـحُـسْـنَــى ورَقَّ كـــلامُـــنـــا * * * ورُضْـــتُ فـــذلَّـــتْ صَـــعْــــــبَةً أَيَّ إِذْلالِ
حَلـفْـتُ لـهـا بـالـلّـــهِ حَـــلْـــفةَ فـــاجِـــرٍ * * * لنـامُـوا فــمـــا إِنْ مِـــن حـــديثٍ ولا صـــال
وأَصـبـحـتُ مَـعْـشُـوقُـا وأَصـبـحَ بَـعْــلُـــهـــا * * * علـيه الـقَـتـامُ كـاسِـفَ الـــظَّـــنِّ والـــبـــالِ
يَغِـطُّ غَـطِـيطَ الـبَـكْـــرِ شُـــدَّ خِـــنـــاقُـــهُ * * * لِيَقْـتُـلَـنِـي، والـمَـــرْءُ لـــيس بـــقَـــتَّـــالِ
ولَـيْس بـذِي سَـيْفٍ فَــيَقْـــتُـــلَـــنِـــي بـــهِ، * * * ولــيسَ بـــذِي رُمْـــحٍ ولـــي بِـــنَـــبَّـــال
كَأَنِّـــي لَـــمْ أَرْكَـــبْ جَـــواداً لِـــلــــــذَّةٍ، * * * ولَـمْ أَتَـبَـطَّـنْ كـاعِــبـــاً ذات خَـــلْـــخـــالِ
ولَمْ أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ، ولَمْ أَقُلْلِخَيْلِيَ: كُرِّي كَرَّةً، بَعْـدَ إِجْـفَـالِ
ولَمْ أَشْهَدِ الخَيْلَ المُغِيرَةَ بالضُّحَى * * * علـى هَـيْكَـلٍ فَـهْـدِ الـــمَـــراكِـــلِ جَـــوَّالِ
سَلِـيمِ الـشَّـظـا، عَـبْـلِ الـشَّـوَى، شَـنِـخِ الـنَّــســـا * * * ، لـه حَـجَـبـاتٌ مُـشْـرِفـاتٌ عـلـــى الـــغـــالِ
وصُـمِّ حَـــوامٍ مـــا يَقِـــينَ مِـــن الـــوَجَـــى * * * كَأنَّ مـكـانَ الـــرِّدْفِ مِـــنْـــه عـــلـــى رالِ
كَأَنِّـي بـفَـتْـخـاءِ الـجَـــنـــاحَـــيْنِ لِـــقْـــوَةٍ * * * صَيُودٍ مِـن الـعِـقْـبـانِ طَـأْطَـأْتُ شِـــمْـــلالِـــي
تَخَـطَّـفُ خِـزَّانَ الأُنَـيْعِـــمِ بـــالـــضُّـــحَـــى * * * وقَـدْ جَـحَـرَتْ مِـنْــهـــا ثَـــعـــالِـــبُ أَوْرالِ
كأَنَّ قلُوبَ الطَّيْرِ، رَطْباً ويابِساًلَدَى وَكْرِها، العُنَّابُ والحَشَفُ البالِي
فلَوْ أَنَّ ما أَسْعَى لأَدْنَى مَعِيشَةٍ * * * كَفـانِـي، ولَـمْ أَطْـلُـبْ، قَـلِـيلٌ مِـــن الـــمـــالِ
ولـكـنَّـمـا أَسْـعَـى لِـــمَـــجْـــدٍ مُـــؤَثَّـــلٍ، * * * وقَـدْ يُدْركُ الـمَـجْـدَ الـمُـؤَثَّـــلَ أَمْـــثـــالـــي
قال
حسان بن ثابت الأنصاري
ما أُبالِي أَنَبَّ بالحَـزْنِ تَـيْسٌ * * * أَمْ لَحانِي بظَهْرِ غَـيْبٍ لَـئِيمُ
إَنَّ خالِي خَطِيبُ جابِيَةِ الجَـوْ * * * لانِ عِنْدَ النُّعْمانِ حـينَ يَقُـومُ
وأَبِي في سُمَيْحَةَ القائِلُ الـفـا * * * صِلُ يومَ التقَتْ عليه الخُصوم
وأَنا الصَّقْرُ عِنْدَ بابِ ابنِ سَلْمَى * * * يوْمَ نُعْمانُ في الكُبُولِ مُقِـيمُ
وُأبَيٌّ ووافِـدٌ أُطْـلِـقـا لـي * * * ثُم رُحْنا وقُفْلُهُمْ مَـحْـطُـومُ
وَسَطَتْ نِسْبَتِي الذَّوائِبَ فِيهِـمْ * * * كُلُّ دارٍ مِنْها أَبٌ لِي عَظِـيمُ
رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ الـمـا * * * لِ، وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِـيمُ
وقُرَيْشٌ تَلُـوذُ مِـنَّـا لِـواذاً * * * لمْ يُقِيمُوا وخَفَّ مِنْها الحُلُـومُ
قال
قيس بن زهير
جاهلي
أَلَمْ يَأَتِيكَ، والأَنْباءُ تَـنْـمِـي * * * بما لاقَتْ لَبُونُ بَـنِـي زِيادِ
ومَحْبِسُها على القُرَشِيِّ تُشرَى * * * بأَدْراعٍ وأَسْـيافٍ حِـــدادِ
كما لاَقيْتُ مِن حَمَلِ بنِ بَـدْر * * * وإخْوَتِهِ على ذاتِ الإِصـادِ
فهُمْ فَخَرُوا عليَّ بِغَيْرِ فَخْـر * * * ورَدُّوا، دُونَ غَايَتِهِ، جَـوادِي
وكنتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَـوْءٍ * * * دَلَفْـتُ لـه بـداهِـيَةٍ نَـآدِ
وقَدْ دَلَفُوا إِليَّ بفِعْـلِ سَـوْءٍ * * * فأَلْفَوْنِي لهمْ صَعْبَ الـقِـيادِ
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُم آوي * * * إِلى جارٍ كجَارِ أَبِي دُؤادِ
قال
الأفوه الأودي
صلاءة بن عمرو، جاهلي
إِنْ تَـرَىْ رَأْسِـيَ فِـيه قَــزَعٌ * * * وشَـواتِـي خَـلَّةٌ فِـيهـا دُوارُ
أَصْبَحَتْ مِنْ بَـعْـدِ لَـوْنٍ واحِـدٍ * * * وَهْيَ لَوْنانِ، وفِي ذاكَ اعْتِـبـارُ
فصُرُوفُ الدَّهْرِ في أَطْـبـاقِـهِ * * * خِلْفَةٌ، فِيها ارْتِفـاعٌ وانْـحِـدارُ
بَيْنَما النَّاسُ عـلـى عَـلْـيائِهـا * * * إِذْ هَوَْا في هُوَّةٍ فِيهـا فَـغَـارُوا
إِنَّـمـا نِـعْـمَةُ قَـوْمٍ مُـتْـعَةٌ * * * وحَياةُ المَرْءِ ثَوْبٌ مُـسْـتَـعـار
ولَـيالِـيهِ إِلالٌ لِـلــقُـــوَى * * * مِن مُداةٍ تَخْتَـلِـيهـا وشِـفـار
تَقْـطَـع الـلَّـيلةُ مِـنْـهُ قُـوَّةً * * * وكَما كَرَّتْ عـلـيه لا تُـغـار
حَتَـمَ الـدَّهْـر عَـلَـيْنـا أَنَّـهُ * * * ظَلَفٌ ما نـالَ مِـنَّـا وجُـبَـار
فلَـه فـي كُـلِّ يَوْمٍ عَـــدْوَةٌ * * * لَيْس عَنْها لامرىءٍ طارَ مطَـار
رَيَّشَتْ جُرْهُـمٌ نَـبْـلاً فَـرَمَـى * * * جُرْهُماً مِنْهُـنَّ فُـوقُ وغِـرارُ
عَلَّمُوا الطَّعْنَ مَعَدّاً في الـكُـلَـى * * * وادِّراعَ الَّلأَمِ، فالطَّـرْفُ يَحـارُ
ورُكُوبَ الخَيْلِ تَعْدُو المَـرَطَـى * * * قد عَلاها نَجَدٌ فِـيه احِـمْـرارُ
يا بَنِي هـاجَـرَ سـاءتْ خُـطَّةً * * * أَنْ تَرُومُوا النِّصْفَ مِنَّا ونُـجـارُ
إِنْ يَجُلْ مُهْـرِيَ فـيكُـمْ جَـوْلَةً * * * فعَلَيْهِ الكَرُّ فِـيكُـمْ والـفِـرارُ
كشِهابِ القَـذْفِ يَرْمِـيكُـمْ بـه * * * فارِسٌ في كَفِّهِ للـحَـرْبِ نـارُ
فارِسٌ صَعْدتُـهُ مَـسْـمُـومَـقٌ * * * يَخْضِبُ الرُّمْحَ إِذا طارَ الغُـبـارُ
مُسْتَطِيرٌ، لَيْسَ مِن جَهْـلٍ، وهَـلْ * * * لأَخِي الحِلْمِ على الحَرْبِ وَقَـارُ
يَحْلُمُ الجـاهِـلُ لـلـسِّـلْـمِ ولا * * * يَقِرُ الحِلْمُ إِذا ما القَـوْمُ غـارُوا
نحنُ قُدْنا الخَيْلَ حتَّى انْقَطَـعَـتْ * * * شُدَّنُ الأَفْلاءِ عَنْها والـمِـهـارُ
كُلَّما سِرْنـا تَـرَكْـنـا مَـنْـزِلاً * * * فِيه شَتَّى مِن سِباعِ الأَرْضِ عَارُوا
وتَرَى الطَّـيْرَ عـلـى آثـارِنـا * * * رَأْيَ عَيْنٍ، ثِـقَةً أَنْ سَـتُـعـارُ
جَحْـفَـلٌ أَوْرَقُ، فـيهِ هَـبْـوَةٌ * * * ونُجُومٌ تَـتَـلَـظَّـى، وشَـرارُ
قال
عمرو بن معديكرب الزبيدي
لَيْسَ الجَمالُ بِـمِـئْزَرٍ، * * * فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا
إِنَّ الجَمـالَ مَـعـادِنٌ * * * ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْـدَا
أَعْدَدْتُ لِلحَـدَثَـانِ سـا * * * بِغَةً وعَدَّاءً عَلَـنْـدْى
نَهْداً، وذا شُـطَـبٍ يَقُ * * * دُّ البَيْضَ والأَبْدَان قَـدَّا
وَعِلْمِـتُ أَنِّـي يومَ ذا * * * كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْـدَا
قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الـحَـدِي * * * دَ تَنَمَّرُوا حَلَقـاً وقِـدَّا
كُلُّ امْرِىءٍ يَجْرِي إلى * * * يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَـدَّا
لَمَّـا رَأَيْتُ نِـسـاءَنـا * * * يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا
وبَدَتْ لَمِيسُ كـأَنَّـهـا * * * قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَـدّى
وبَدَتْ مَحاسِنُها الـتـي * * * تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا
نازَلْتُ كَبْشَـهُـمُ ولَـمْ * * * أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا
هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِـي، وأَنْ * * * ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُـدّا
كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِـحٍ * * * بَوَّأْتُـهُ بِـيَدَيَّ لَـحْـدا
ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِـعْ * * * تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْـدا
أَلْـبَـسْـتُـهُ أَثْـوابَـهُ * * * وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا
أُغْنِي غَناء الـذَّاهِـبـي * * * نَ، أُعَدُّ لِلأَعْـداءِ عَـدّا
ذَهَبَ الـذينَ أُحِـبُّـهُـمْ * * * وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا
قال
أبو قيس
الحارث بن الأسلت الأوسي
قالتْ، ولَمْ تَقْصِدْ، لِقِيلِ الخَنـا * * * مَهْلاً! فَقَدْ أَبْلَغْتِ أَسْماعِـي
مَنْ يَذُقْ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَها * * * مُرَّا، وتَحْبِسْهُ بجَـعْـجَـاع
قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسِي، فما * * * أَطْعَمُ نَوْماً غَيْرَ تَـهْـجَـاعِ
أَعْدَدْتُ للأَعْداءِ مَـوْضُـونَةً * * * مُفاضَةً كالنَّهَيِ بـالـقـاعِ
هَلاَّ سَأَلْتِ القَوْمَ إِذ قَلَّصَـتْ * * * ما كانَ إِبْطائِي وإِسْراعِـي
أَحْفِزُها عَنِّي بـذِي رَوْنَـقٍ * * * مُهَنِّدِ كالـمِـلْـحِ قَـطَّـاعِ
قد أَبْذُلُ المالَ علـى حُـبِّـهِ * * * فِيهمْ، وآتِـي دَعْـوَةَ الـدَّاعِ
وأَضْرِبُ القَوْنَسَ يومَ الوَغَى * * * بالسَّيْفِ، لَمْ يَقْصُرْ به باعِي
أَسْعَى على حَيِّ بَنِي مالِـكٍ * * * كُلُّ امْرِىءٍ في شَأْنِهِ سـاع
قال
سويد بن خذاق العبدي
لَنْ تَجْمَعُوا وُدِّي ومَعْتَبَتِـي * * * أَو يُجْمَعَ السَّيْفانِ في غَمْدِ
ومَكَرْتَ مُلْتَمِساً مَوَدَّتَـنـا * * * والمَكْرُ مِنْكَ عَلامةُ العَمْدِ
وشَهَرْتَ سَيْفَكَ كَيْ تُحاربنَا * * * فانْظُرْ لنَفْسكَ مَنْ به تُرْدِي
قال
الحصين بن الحمام المري
مخضرم
تَأَخَّرْتُ أَسْتَبْقِي الحَياةَ، فَلَمْ أَجِدْلِنَفْسِي حَياةً مِثْلَ أَنْ أَتَقَدَّما
فلَسْنا على الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا * * * ولـكـنْ عـلـى أَقْـدامِـنـا يَقْـطُـر الـدَّمـــا
نفَـلِّـق هـامـــاً مِـــن رِجـــالٍ أَعِـــزَّةٍ * * * عَلَـيْنـا، وهُـمْ كـانـوا أَعَـقَّ وأَظْـلَـــمـــا
ولـمَّـا رَأَيْنـا الـصَّـبْـرَ قـد حِـــيلَ دُونَـــهُ، * * * وإِنْ كـان يَومـاً ذا كَـواكِـبَ مُـظْـلِـــمـــا
صَبَـرْنـا، فـكـان الـصَّـبْـرُ مَـنَّـا سَـجِـــيَّةً * * * بأَسْـيافِـنـا يَقْـطَـعْـنَ كَـفّـاً ومِـعْـصَـمـــا
فُلـسْـت بـمُـبْـتـاعِ الـحـــياةِ بـــسُـــبَّةٍ * * * ولا مُـرْتَـقٍ مـن خَـشْـيَةِ الـمـوْتِ سُـلَّـمــا
ولـمَّـا رَأَيْت الـوُدَّ لـــيس بـــنـــافِـــع * * * عَمَـدْت إِلـى الأَمْـر الـذي كـان أَحْـــزَمـــا
قال
العباس بن عبد المطلب
مخضرم
أَبَى قَوْمُنا أَنْ يُنْصِفونا، فأَنْصَفَـتْ * * * قواطِعُ في أَيْمانِنَا تَقْطرُ الـدَّمـا
إِذا خالَطَتْ هامَ الرِّجالِ رَأَيْتَـهـا * * * كبَيْضِ نَعامٍ في الوَغَى قد تَحَطَّما
وَزَعْناهُمُ وَزْعَ الخَوامِسِ بُكْـرَةً * * * بكلِّ يَمانِيٍّ إِذا عَضَّ صَـمَّـمـا
تَرَكْناهُمُ لا يَسْتَحِلُّونَ بَـعْـدَهـا * * * لِذي رَحِمٍ يَوْماً مِن النَّاسِ مَحْرَما
قال
زفر بن الحارث الكلابي
إسلامي
وكُنَّا حَسِبْنا كلَّ بَيْضَاء شَـحْـمَةً * * * لَيالِيَ لاقَيْنـا جُـذامَ وحِـمْـيَرا
فلمَّا قَرَعْنا النَّبْعَ بالنَّبْعِ بَعْـضَـهُ * * * بِبَعْضٍ أَبَتَ عِيدانهُ أَنْ تَكَسَّـرا
ولمَّا لَقِينا عُصْـبَةً تَـغْـلِـبِـيَّةً * * * يَقودُونَ جُرْداً للمَنِيَّةِ ضـمَّـرا
سَقَيْناهُمُ كَأَساً، سَقَوْنا بِمِثْـلِـهـا * * * ولكنَّهمْ كانوا على المَوْتِ أَصْبَرا
قيل إن منصفات العرب ثلاث، فأولها قصيدة عامر
وقال عامر بن أسحم بن عدي النكري، جاهلي
أَلَمْ تَرَ أَنَّ جِيرَتَنا اسْتَقَلُّوا * * * فِنيَّتنا ونِيَّتهـمُ فَـرِيق
تَلاَقَيْنا بِسَبْسَبِ ذِي طُـرَيْفٍ * * * وبَعْضهمْ على بَعْضٍ حَنِيقُ
فجاءُوا عارِضاً بَرِداً، وجئْنا * * * كمِثْلِ السَّيْل أَزَّ به الطَّريقُ
كَأنَّ النَّبْلَ بَـيْنَـهـمُ جَـرادٌ * * * تصَفِّقهُ شـآمِـيَةٌ خَـرِيقُ
كَأنَّ هَزِيزَنا لمَّا التَـقَـيْنـا * * * هَزِيز أَباءةٍ فِيهـا حَـرِيقُ
بكلِّ قَرارَةٍ مِنَّا ومِـنْـهـمْ * * * بَنان فَتىً وجُمْجُمَةٌ فَـلِـيقُ
فكَمْ مِن سَيِّدٍ فينـا وفِـيهـمْ * * * بذي الطَّرْفاءِ مَنْطِقهُ شَهِيقُ
فأَشْبَعَنا السِّباعَ وأَشْبَعُـوهـا * * * فراحَتْ كلُّها تَـئِقٌ يَفـوقُ
وأَبكيْنا نِساءهُـم وأَبْـكَـوْا * * * نِساءً ما يَجِفُّ لهنَّ مُسـوقُ
يُجاوِبْنَ النِّباحَ بكلِّ فَـجْـرٍ * * * وقَدْ بَحَّتْ مِن النَّوْحِ الحُلوقُ
تَرَكْنا الأَبْيَضَ الوَضَّاحَ مِنْهمْ * * * كَأنَّ سَوادَ لِمّتِهِ الـعُـذوقُ
تَعاوَرَهُ رِماحُ بَنِي لـكَـيْزٍ * * * فخَرَّ كأَنَّـهُ سَـيْفٌ ذَلِـيقُ
وقَدْ قَتَلوا به مِنَّـا غُـلامـاً * * * كَرِيماً، لَمْ تأَشِّبْهُ العُـرُوقُ
فلمَّا اسْتَيْقَنوا بالصَّبْر مِـنَّـا * * * تذكِّرَتِ الأَواصِرُ والحُقوقُ
فأَبْقَيْنا، ولَوْ شِئْنا تَـرَكْـنـا * * * لُجَيْماً لا تَقُودُ ولا تَـسُـوقُ
قال
عبد الشارق بن عبد العزى
الجهني، جاهلي
أَلاَ حُيِّيتِ عَـنَّـا يا رُدَيْنـا * * * نُحَيِّيها وإِنْ عَزَّتْ عَلَـيْنـا
رُدَيْنَةُ لو شَهِدْتِ غَداةَ جِئْنـا * * * على أَضَماتِنا وقَدْ اجْتَوَبْنَـا
فأَرْسَلْنا أَبا عَـمْـرٍو رَبـيّاً * * * فقال: أَلاَ انْعَمُوا بالقَوْمِ عَيْنا
ودَسُّوا فارِساً مِنْهُمْ عِشـاءً * * * فلَمْ نَغْدِرْ بفارِسِهمْ لَـدَيْنـا
فجاءُوا عارِضاً بَرِداً وجِئْنا * * * كمِثْلِ السَّيْلِ نَرْكَبُ وازِعَيْنا
فنادَوْا: يا لَبُهْثَةَ، إِذْ رَأَوْنـا * * * فقُلْنا: أَحْسِنِي مَلاً جُهَيْنـا
سَمِعْنا نَبْأَةً عن ظَهْرِ غَـيْبٍ * * * فجُلْنا جَوْلَةً ثُم ارْعَـوَيْنـا
فلمَّا أَنْ تَواقَفْـنـا قَـلِـيلاً * * * أَنَخْنا لِلْكلاكِلِ فأَرْتَمَـيْنـا
فلمَّا لَمْ نَدَعْ قَوْساً ورمُحـاً * * * مَشَيْنا نَحْوَهُمْ ومَشَوا إِلَيْنـا
فمَنْ يرَنَا يَقلْ: سَيْلٌ عَزِيفٌ * * * نَكُرُّ عليهُمُ وهُمُ عَـلَـيْنـا
تَلأَلُؤَ مُزْنَةٍ بَرَقَتْ لأُخْـرَى * * * إِذا حَجَلُوا بأَسْيافٍ رَدَيْنـا
شَدَدْنا شَدَّةً فقَتَلْتُ مِـنْـهُـمْ * * * ثَلاثَةَ فِتْيَةٍ وقَتَلْـتُ قَـيْنـا
وشَدُّوا شَدَّةً أُخْرَى فَجَـرُّوا * * * بأَرْجُلِ مِثْلِهِمْ ورَمَواْ جَوَيْنا
وكانَ أَخِي جُوَيْنٌ ذا حِفـاظٍ * * * وكان القَتْلُ لِلْفِتْـيانِ زَيْنـا
فآبُوا بالرِّماحِ مُكَـسَّـراتٍ * * * وأُبْنا بالسُّيوفِ قدِ انْحَنَيْنـا
وباتُوا بالصَّعِيدِ لهُمْ أُحـاحٌ * * * ولَوْ خَفَّتْ لنا الكَلْمَى سَرَيْنا
قال
العباس بن مرداس السلمي
سَمَوْنا لهُمْ سَبْعَاً وعِـشْـرِينَ لـيلةً * * * نَجُوبُ مِن الأَعْراضِ قَفْراً بسابِسَا
فلَمْ أَرَ مِثْلَ الحَيِّ حَيّاً مُصَـبَّـحـاً * * * ولا مِثْلَنا يومَ التَقَـيْنـا فَـوارِسـا
أَكَرَّ وأَحْمَى للحَـقِـيقةِ مـنـهـمُ * * * وأَضْرَبَ مِنَّا بالسُّيوفِ القَوانِـسـا
إِذا ما شَدَدْنا شَدَّةً نَصَـبُـوا لَـنـا * * * صُدُورُ المَذاكِي والرِّماحَ المَداعِسا
إِذا الخَيْلُ جالَتْ عن صَريعٍ نُكِرُّها * * * عليهمْ، فما يَرْجِعَنَ إِلاَّ عَوابـسـا
وكنتُ أَمامَ القَـوْمِ أَوَّلَ ضـارِبٍ * * * وطاعَننْتُ، إِذْ كان الطِّعانُ تَخالُسا
وكانَ شُهُودِي مَعْبَدٌ ومُـخـارِقٌ * * * وبِشْرٌ، وما اسْتَشْهَدْتُ ِإلاَّ الأَكايِسا
ومارَسَ زَيْدٌ، ثُم أَقْصَرَ مُـهْـرُهُ، * * * وحُقَّ له في مِثْلِها أَنْ يُمـارِسـا
ولَوْ ماتَ مِنْهُمْ مَنْ جَرَحْنا لأَصبح * * * تْ ضِباعٌ بأَكْنافِ الأَراكِ عَرائِسا
ولكنَّهُمْ في الفارِسِيِّ، فـلا تَـرَى * * * مِن القَوْمِ إِلاَّ في المُضاعَفِ لابِسا
فإِنْ يَقْتُلُوا مِنَّا كًـمِـيَّاً، فـإِنَّـنـا * * * أَبَأنا به قَتْلَى تُذِلُّ المَعـاطِـسـا
قَتَلْنا به في مُلْتَقَى القَوْمِ خَـمْـسَةً * * * وقاتِلَهُ زِدْنا مع اللَّـيْلِ سـادِسـا
وكُنَّا إِذا ما الحَرْبُ شُبَّتْ نَشُبُّـهـا * * * ونَضْرِبُ فِيها الأَبْلَجَ المتُقَاعِسـا
قال
أبو ثمامة العازب بن براء الضبي
أَقولُ، لِمُحْرِزٍ لمَّا التَقَـيْنـا: * * * تَنَكَّبْ، لا يُقَطِّرْكَ الزِّحـامُ
أَتَسْأَلُنِي السَّوِيَّةَ وَسْطَ عَمْرٍو؟ * * * أَلاَ إِنَّ السَّوِيَّةَ أَنْ تُضامُـوا
فجارُكَ عِنْدَ بَيْتِكَ لَحْمُ ظَبْـيٍ * * * وجارىَ عِنْدَ بَيْتِـي لا يُرامُ
قال
فلحس الأسود
وقد ضربه مولاه
ولَوْلا عُرَيْقٌ فيَّ مِن حَـبَـشِـيَّةٍ * * * يَرُدُّ إِباقِي بَعْدَ حَـوْلٍ مُـجَـرَّمِ
وبَعْدَ السُّرَى في كُلِّ طَخْياء حِنْدِسِ * * * وبَعْدَ طُلُوعِي مَخْرِمَا بَعْدَ مَخْرِمِ
عَلمْتَ بأَنِّي خَيْرُ عَبْدٍ لنَـفْـسِـهِ * * * وأَنَّكَ عِنْدِي مَغْنَـمٌ أَيُّ مَـغْـنَـمِ
أَيَضْرِبُنِي فَرْداًن ولَوْ كان مُفْـرَداً * * * تَبَيَّنَ أَنَّ اللَّـيْتَ غَـيْرُ مُـقَـلَّـم
قال
آخر
وكان أعزل فوقع عليه صاحب سيف فأخذ سلبه
فَلْو كان في كَفِّي الذي في يَمِينِـهِ * * * لَعادَ، كَما قد عُدْتُ، مُخْتَلَسَ الرَّحْل
ولكنْ رآنِي حاسِـراً، وبـكَـفِّـهِ * * * كمِثْلِ شُعاعِ الشَّمْسِ يُومِضُ بالقَتْل
فَفازَ بأَثْوابي، وفُزْتُ بـحَـسْـرَة * * * لَها بَيْنَ أَثْناءِ الحَشا لَوْعَةٌ تَغْـلِـي
قال
سلمي بن ربيعة
من بني السيد
زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنَّـنِـي إِمَّـا أَمُـتْ * * * يَسْدُدْ أُبَيْنُوها الأَصاغِـرُ خَـلَّـتِـي
تَرِبَتْ يَداك، وهَلْ رَأَيْتِ لـقَـوْمِـهِ * * * مِثْلِي، على يُسْرِي وحينَ تَعِلَّـتِـي
رَجُلاً إِذا ما النَّـائِبـاتُ غَـشِـينَـهُ * * * أَكْفَى لمُعْضِلَةٍ وإِنْ هـي جَـلَّـتِ
ولَقَدْ رأبت ثأي العَشِـيرةِ بَـيْنَـهـا * * * وكَفَيْتُ جانِيَها الـلَّـتَـيَّا والَّـتِـي
وصَفَححْتُ عن ذِي جَهْلِها، ومَحَضْتُها * * * نُصْحِي، ولَمْ تُصِبِ العَشِيرَةُ زَلَّتِـي
وكَفَيْتُ مَـوْلايَ الأَحَـمَّ جَـرِيرَتِـي * * * وحَبَسْتُ سائِمَتِي على ذِي الـخَـلَّةِ
ومُناخِ نـازِلَةٍ كَـفَـيْتُ، وفـارِسٍ * * * نَهَلَتْ قَناتِي مِن مَـطـاهُ وعَـلَّـتِ
وإِذا العَذارَى بالدُّخانِ تَـقَـنَّـعَـتْ * * * واسْتَعْجَلَتْ نَصْبَ القُدُورِ فَمَـلَّـتِ
دارَتْ بأَرْزاقِ العُـفـاهِ مَـغـالِـقٌ * * * بَيَدَىَّ مِن قَمَعِ العِـشـارِ الـجِـلَّةِ
قال
آخر
لا غَرْوَ إِنَّا مَعْـشَـرٌ * * * حامُو الحقِيقَةِ والذِّمار
نَحْمِي الحَواصِنَ إِنِّهـا * * * قَيْدُ الكَريمِ مِن الفِرار
قال
أعرابي من ربيعة
جاهلي
ولمَّا التَقَتْ حَلَقاتُ البطـان * * * ودَرَّ سَحابُ الرَّدَى فاكْفَهَرَّ
لَبِسْتُ لبَكْرٍ وأَشْـياعِـهـا * * * وقَدْ حَمِسَ البَأْسُ جَلْدَ النَّمِرْ
فأَوْرَدْتُهُمْ مَوْرِداً لَـمْ يَكُـنْ * * * لهُمْ عَنْهُ إِذْ وَرَدُوهُ صَـدَرْ
فَوَلَّوْا شِلالاَ ولا يَعْلَـمُـونَ * * * أَمَرْخٌ خيامُهُمُ أَمْ عُـشَـرْ
عَبادِيدَ شَتَّـى أَيادِي سَـبَـا * * * يَسوقُهُمُ عارِضٌ مُنْهَمِـرْ
إِذا الغِـرُّ رَوَّعَـهُ ذُعْـرُهُ * * * ثَناهُ إِلى الحَرْبِ كَهْلُ مِكَرّ
ومَنْ رامَ بالخَفْضِ نَيْلَ العُلا * * * فقَدْ رامَ مِنْه مَراماً عَسِـرْ
وما العَزْمُ إِلاَّ لِمُسْـتَـأْثِـرٍ * * * إِذا هَمَّ بالأَمْرِ لَمْ يَسْتَـثِـرْ
وقَدْ يُنْكَبُ المَرْءُ في أَمْنِـهِ * * * ويَأْمَنُ مَكْرُوهَ ما يَنْتَظِـرْ
وإِنِّي لأَصْفَحُ عـن قُـدْرَةٍ * * * وأَعْذُبُ حِيناًن وحِيناً أُمِـرْ
ويُعْجَمُ عُودِي إِذا رابَـنِـي * * * مِن الدَّهْرِ رَيْبٌ فلا يَنْكَسِرْ
وأَجْزي القُرُوضَ بأَمْثالِهـا * * * فبالخَيْر خَيْراً وبالشَرِّ شَـرّ
قال
الفند الزماني
أَيَأ طَعْنَةَ مـا شَـيْخٍ * * * كَبِـيرٍ يَفَـنٍ بــالِ
تَفَتّـيْتُ بـهـا إِذْ كَ * * * ره الشِّكَّةَ أَمْثـالِـي
تُقِيمُ المَأَتَمَ الأَعْـلَـى * * * على جُهْدٍ وإِعْـوالِ
كَجَيْبٍ الدِّفْنِسِ الوَرْها * * * ءِ رِيعَتْ بَعْدَ إِجْفَـالِ
ولَوْلا نَبْلُ عَوْضٍ في * * * حُظُبَّايَ وأَوْصالِـي
لَطاعَنْتُ صُدُورَ الخَيْ * * * لِ طَعْناً لَيْس بالآلِـي
ولا تُبْقِي صُرُوفُ الدَّهْ * * * ر إنْساناً على حـالِ
قال
سويد بن كراع
لَئِنْ ظَفِرْتُمْ بشَيْخٍ مِن مَشاِيخِنالا يَحْمِلُ الرُّمْح والصَّمْصامَةَ الذَّكَرا
ولا يَخُوضُ غِمارَ الحَرْبِ مُنْصَلِتاً * * * ولا يَرَى لِـــلــــــرَّدَى ورْداً ولا صَـــــــدَرا
فكَـمْ قَـتَـلْـنـا لـكُـمْ فِـتْـــيانَ مَـــلْـــحَـــمَة * * * رَأْدَ الـضُّـحَـى، وَجَـبـينُ الـشَّـمْـسِ قـد ظَـهَـــرا
قال
نفيع بن منظور الفقعسي
أَبا مالِكٍ! لا يُدْرَكُ الوتْرُ بالخَـنـا * * * ولكنْ بأَطْرافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْـرِ
قَتَلْتُمْ عُمَيْراً، لا تَـعُـدُّونَ غَـيْرَهُ * * * وكَمْ قد قَتَلْنا مِن عُمَير ومِن عَمْر
قال
أبو كبير الهذلي
جاهلي
ولقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَـمٍ * * * جَلْدٍ مِن الفِتْيانِ غَـيْرِ مُـثَـقَّـلِ
مِمَّنْ حَمَلْنَ بـه وهُـنَّ عَـواقِـدٌ * * * حُبُكَ النِّطاق، فشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّـلِ
ومُبَرَّىءٍ مِن كُلِّ غُبَّـرِ حَـيْضَةٍ، * * * وفَسادِ مُرْضِعةٍ، وداءٍ مُـغْـيلِ
حَمَلَتْ بـه فـي لَـيْلَةٍ مَـزْءُودَةٍ * * * كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لَمْ يُحْـلَـلِ
فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ، مُبَـطَّـنـاً * * * سُهُداً، إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَـوْجَـلِ
فإِذا نَبَذْتَ له الحَـصـاةَ رَأَيْتَـهُ * * * ينزُو لوقعَتها طـمـور الأخـيلِ
وإذا يهب من الـمـنـام رأيتـه * * * كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ ليس بزمل
ما إن يمس الأرض إلا منـكـب * * * منه وحرف الساق طَيَّ المِحْمَلِ
وإِذا رَمَيْتَ به الفِـجـاجَ رَأَيْتَـهُ * * * يَهْوِي مَخارِمَها هُـوِيَّ الأجْـدَلِ
وإِذا نَظَرْتَ إشلى أَسِرَّةِ وَجْـهِـهِ * * * بَرَقَتْ، كَبَرْقِ العارِضِ المُتَهَلِّـلِ
صَعْبُ الكَرِيهَةِ، لا يُرامُ جَـنـابةُ * * * ماضِي العَزِيمَةِ كالحُسامِ المِقْصَل
يَحْمِي الصِّحَابَ إِذا تكُونُ كَـرِيهَةٌ * * * وإِذا هُمُ نَزَلُوا فَمَـأْوَى الـعُـيَّل
قال
سعد بن ناشب المازني
إسلامي
تُفَنِّدُنِي، فِيما تَرَى مِن شَراسَتِـي * * * وشِدَّةِ نَفْسِي، أُمُّ سَعْد وما تَدْرِي
فقلْتُ لَها: إِنَّ الكَرِيمَ وإِنْ حَـلا، * * * لَيُلْفَى على حالٍ أَمَرَّ مِن الصَّبْرِ
وفي اللِّينِ ضَعْفٌ، والشَّراسَةُ هَيْبَةٌ،ومَنْ لمْ يُهَبْ يُحْمَلْ على مَرْكَبٍ وَعْرِ
وما بِي على مَن لانَ لِي مِن فَظاظَةٍ * * * ولـكـنَّـنِـي فَـظٌّ أَبِـــيٌّ عـــلـــى الـــقَـــسْـــرِ
أُقِـــيمُ صـــغَـــا ذِي الـــمَـــيْلِ حـــتَّــــى أَرُدَّهُ * * * وأَخْـطِـمُــهُ حـــتَّـــى يَعُـــودَ إلـــى الـــقَـــدْرِ
فإنْ تَعْذُلِينِي، تَعْذُلِي بِي مُرَزَّءًاكَرِيمَ نَثا الإِعْسارِ، مُـشْـتَـرَكَ الـيُسْـرِ
إِذا هَمَّ أَلْقَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَزْمَهُوصَمَّمَ تَصْمِيمَ السُّرَيْجِيِّ ذِي الأَثْرِ
قال
الربيع بن زياد العبسي
يصف الحرب
قِيدَتْ لَهُمْ فَيْلَقٌ شَهْبـاءُ كـالِـحَةٌ * * * بالمَوْتِ تُمْرَى وللأَبْطالِ تَقْتَـسِـرُ
صَرِيفُ أَنْيابِها صَوْتُ الـحَـدِيدِ إِذا * * * فَضَّ الحَدِيدَ بِها أَبْناؤُها الـوُقُـرُ
ودَرُّها المَوْتُ يَقْرِي في مَحالِبَهـا * * * لِلْوارِدينَ يُوافِي ورْدَها الـصَّـدَرُ
مَنِ اقْتَراها اقْتَرَتْ كَفَّاهُ حَقَّهُـمـا * * * أَوِ اجْتلاها بَدا مِنْها لـهُ عِـبَـرُ
في جَوِّها البِيضُ والماذِيُّ مُخْتَلِـطٌ * * * والجُرْدُ والمُرْدُ والخَطِّيَّةُ السُّمُـرُ
حتَّى إِذا واجَهَتْها وهْـيَ كـالِـحَةً * * * شَوْهاءُ مِنْها حِمامُ المَوْتِ يُنْتَظَـرُ
جاءتْ بكُلِّ كَمِيٍّ مُـعْـلِـمٍ ذَكَـرٍ * * * في كَفِّه ذَكَرٌ يَسْعَـى بـه ذَكَـرٌ
مُسْتَوْرِدِينَ الوَغَى للمَـوْتِ رَدُّهُـم * * * يَوْمَ الحِفاظِ على ذُوّادِهِمْ عَـسِـرٌ
لهُمْ سَرابِيل مِن ماءِ الحَـدِيدِ ومِـنْ * * * نَضْحِ الدِّماءِ سَرابِيلٌ لَهُـمْ أُخَـرُ
مُظاهَرَاتٌ عليهِـمْ يَوْمَ بَـأْسِـهـمْ * * * لَوْنانِ جَوْنٌ وأُخْرَى فَوْقَها حُمُـرُ
في يَوْمِ حَتْفٍ يُهالُ النَّاظِرُونَ لـهُ * * * ما إِنْ يَبِينُ لَهُمْ شَمْسٌ ولا قَـمَـرُ
فالبِيضُ يَهْتِفْنَ والأَبْصارُ خاشِـعَةٌ * * * مِمَّا تَرَى وخُدُودُ القَوْمِ تَنْـعَـفِـرُ
تَكْسُوُهم مرْهَفاتٌ غَيْر مـخْـزِيَةٍ * * * يَشْفِي اخْتِلاس ظُباها مَنْ به صَعَر
هِنْدِيَّةٌ كاشْتعالِ النَّارِ يَعْصِـمـهُـمْ * * * بِها مَغاوير عن أَحْسابِهِـمْ غُـيرُ
قال
أدهم بن خازم الضبي
بَنِـي عـامِـرٍ أَضْـرَمْـتُـمُ الـحَــرْبَ بَـــيْنَـــنَـــا * * * وبَـيْنَـكُـمُ بَــعْـــدَ الـــمَـــوَدَّةِ والـــقُـــرْبِ
غَدَرْتُمْ ولَمْ نَغْدِرْ، وقُمْتُمْ ولَمْ نَقُمإِلى حَرْبِنا لمَّا قَعَدْنا عن الحَـرْبِ
وكُنَّا وأَنْتُمْ مِثْلَ كَفٍّ وساعِدٍ * * * فصِـرْنـا وَأَنْـتُـمْ مِـثْــلَ شَـــرْقٍ إِلـــى غَـــرْبِ
فما نَسْلُبُ القَتْلَى كما قد فَعَلْتُمُولا نَمْنَعُ الأَسْرَى مِن الأَكْلِ والشُّرْب
وسَلْبُ ثِيابِ المَيْتِ عارٌ وذِلَّةٌ * * * ومَـنْـعُ الأَسِـيرِ الـزَّادَ مِـن أَقْــبَـــح الـــسَّـــب
قال
مالك بن مخارق العبدي
ومَنْ يَسْلُبُ القَتْلَى، فإِنَّ قَتِيلَنا * * * وإِنْ كان مَشْنُوءًا، يُجَنُّ ويُقْبَرُ
وإِنَّا لَوَرَّادُونَ في كُلِّ حَـوْمَة * * * إذا جَعَلَتْ صُمُّ القَنا تَتَكَسَّـرُ
قال
إياس بن مالك
بن عبد الله الطائي
سَمَوْنا إِلى جَيْشٍ الحَرُورِيِّ بَعْدَمـا * * * تَناذَرَهُ أَعْرابُهُمْ والـمُـهـاجِـرُ
بجَمْعٍ تَظَلُّ الأُكْـمُ سـاجِـدَةً لـهُ * * * وأَعْلامُ سَلْمَى والهِضابُ النَّـوادِرُ
دَلَفْنا إِليهِمْ، والسُّيُوفُ عِـصِـيُّنـا * * * وكُـلٌّ لِـكُـلِّ يَوْمَ ذلـكَ واتِـر
كِلا ثَقَلَيْنا طامِـعٌ فـي غَـنِـيمَةٍ * * * وقَدْ قَدَّرَ الرَّحمنُ ما هـو قـادِرُ
فلَمَّا أُدَّرَكْناهُمْ وقَدْ قَلَّصَتْ بِـهِـمْ * * * إلى الحَيِّ خُوصٌ كالحَنِيِّ ضَوامِرُ
فلَمْ أَر يَوْماً كان أَكْثَـرَ سـالِـبـاً * * * ومُسْتَلَبَاً، والنَّقْعُ في الجَـوِّ ثـائِرُ
وأَكْـثَـرَ مِـنَّـا يافِـعـاً يَبْـتَـــغِـــي الـــعُـــلا * * * يُضـاربُ قِـرْنــاً دَارعـــاً، وهْـــوَ حـــاسِـــرُ
فما كَلَّتِ الأَيْدِي، ولا أنْأَ طَرَا القَنا،ولا عَثَرَتْ مِنَّا الجُدُودُ العَواثِرُ
قال
زيد الخيل
بن مهلهل الطائي مخضرم
بَنِي عامِرٍن هل تَعْرفُونَ إِذا غَـدا * * * أَبُو مُكْتِفٍ قد شَدَّ عَقْدَ الـدَّوابِـرِ
بجَيْشٍ تَضَلُّ البُلْقُ في حَجَـراتِـهِ * * * تَرَى الأُكْمَ فِيه سُجَّداً لِلْحَـوافِـرِ
وجَمْعٍ كَمِثْلِ اللَّيلِ، مُرْتَجِسِ الوَغَى * * * كَثِيرٍ تَوالِيهِ، سَـرِيعِ الـبَـوادِرِ!
أَبَتْ عادَةٌ لِلْوَرْدِ أَنْ يَكْرَهَ الوَغَـى * * * وحاجَةُ رُمْحِي في نُمَيْرِ بن عامِرِ
قال
رجل من محارب
مَعاقِلُنا في الحَرْبِ جُرْدٌ كأَنَّها * * * أَجادِلُ في جَوِّ السَّماءِ كواسِرُ
وسُمْرٌ مِن الخَطِّيِّ ذاتُ أَسِنَّةٍ * * * وبِيضٌ كأَمْثالِ البُرُوق بوَاتِرُ
إِذا ما انْتَضَيْناها ليومِ كَـريهَةٍ * * * رَأَيْتَ له هامَ العِدَى يَتَطـايَرُ
قال
الحارث بن وعلة الحرمي
جاهلي
وقيل وعلة بن لحارث. وقيل لابن ذئبة الثقفي. وقيل هي لكنانة ابن عبد ياليل الثقفي. وكان عبد الملك ابن مروان يتمثل بها عند جلوسه للمظالم
ما بـالُ مَـنْ أَسْـعَـى لأَجْـبُـــرَ عَـــظْـــمَـــهُ * * * حِفـاظـاً، ويَنْـوِي مِـن سَـفـاهَـتِــهِ كَـــسْـــري
أًظُنُّ خُطُوبَ الدَّهْرِ بَيْنِي وبَيْنَهُمْسَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي على مَرْكَبٍ وَعْر
وإِنِّي وإِيَّاكُمْ كَمَنْ نَبَّهَ القَطاولَوْ لَمْ تُنَبَّهْ باتَتِ الطَّيْرُ لا تَسْرِي
أَعُودُ على ذِي الجَهْلِ مِنْهُمْ تَكَرُّماًبحِلْمِي، ولَوْ عاقَبْتُ ما جُرْتُ في الأَمْرِ
أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً * * * فمـا أَنـا بـالـوانِـي ولا الـضَّـرَعِ الــغـــمْـــرِ
أَلَـمْ تَـعْـلَـمُـوا أَنِّـي تـخــاف عَـــرامَـــتِـــي * * * وأَنَّ قَـنـاتِـي لا تَـلِـين عـلــى الـــقَـــسْـــرِ
قال
بلعاء بن قيس الكناني
وتمثل بها المنصور
دَعَوْت أَبا لَيْلَى إِلى السِّلْمِ كَيْ يَرَىبَرَأْيٍ أَصِيلٍ، أًَو يَؤولَ إلى حِلْمِ
دَعانِي أَشُّبُ الحَرْبَ بَيْنِي وبَيْنَهُ * * * فقـلْـتُ لـه: مَـهْـلاً، هَـلُـمَّ إِلـى الـــسِّـــلْـــمِ
فلـمَّـا أَبَـى، أَرْسَـلْــتُ فَـــضْـــلَةَ ثَـــوْبِـــهِ * * * إِلَـيْه، فَـلَـــمْ يَرْجـــعْ بـــحَـــزْمٍ ولا عَـــزْمِ
وحِـــينَ رَمـــانِـــيهـــا رَمَـــيْتُ سَــــوادَهُ * * * ولابُـــدَّ أَنْ يُرْمَـــى سَـــوادُ الـــذي يَرْمِــــي
فكـــانَ صَـــرِيعَ الـــخَـــيْلِ أَوَّلَ وَهْــــــلَةٍ * * * فبُـعْـداً لـه مُـخْـتـارَ عَـجْـزٍ عـلــى عِـــلْـــمِ
إِذا أَنْـتَ حَـرَّكْـتَ الـوَغَـى وشَـــهِـــدْتَـــهـــا * * * وأَفْـلَـتَّ مِـنْ قَـتْـل، فـلابُـــدَّ مِـــن كَـــلْـــمِ
وقال آخر
إِذا كان في نَفْسِ ابنِ عَمِّكَ إحْنَةٌ * * * فلا تَسْتَثِرْها، سَوْفَ يَبْدُو دَفِينُها
فإِنِّي رَأَيْتُ النَّارَ تَكْمُنُ في الصَّفا * * * ولابُدَّ يَوْماً أَنْ يَلُوحَ كَمِينُـهـا
وقال تأبط شراً، ثابت بن جابر الفهمي، جاهلي
إِذا المَرْءُ لَمْ يَحْتَلْ، وقَدْ جَـدَّ جِـدُّهُ * * * أَضاعَ، وقاسَى أَمْرَه وهْوَ مـدْبِـر
ولكنْ أَخُو الحَزْمِ الذي لَـيْس نـازلاً * * * به الخَطْبُ إِلاَّ وهْوَ لِلقَصْدِ مُبْصِـرُ
فذاكَ قَرِيعُ الدَّهْرِ ما عـاشَ حُـوَّلٌ * * * إِذا سُدَّ مِنْه مَنْخِرٌ جاشَ مَـنْـخِـرُ
أَقولُ لِلْحِيانٍ وقَدْ صَـفِـرَتْ لَـهُـمْ * * * وِطابِي، ويَوْمِي ضَيِّقُ الجُحْرِ مُعْورُ
هُما خُـطـتَّـا إِمَّـا إِسـارٌ ومِـنَّةٌ * * * وإِما دَمٌ، والقَتْلُ بـالـحُـرِّ أَجْـدَرُ
وأُخْرَى أُصادِي النَّفْسَ عَنْها وإِنَّهـا * * * لمَوْرِدُ حَزْمٍ إِنْ فَعَلْتُ ومَـصْـدَرُ
فرَشْتُ لها صَدْرِي، فزَلَّ عن الصَّفا * * * به جُوْءجُوءُ عَبْلٌ، ومَتْنٌ مخَصَّـر
فخالَطَ سَهْلَ الأَرْضِ، لَمْ يَكْدِحِ الصَّفابه كَدْحَةً، والمَوْتُ خَزْيانُ يَنْظُرُ
فأُبْتُ إِلى فَهْم، وما كِدْتُ آيباً، * * * وكَـمْ مِـثْـلِـهـا فـارَقْـتُـهـا وهْـي تَـــصْـــفـــرُ
قال
عبد الله بن جذل الطعان
الكناني، جاهلي
لَعَـمْـرِي لـقَـدْ سَـحَّـتْ دُمُـــوعُـــكَ سَـــحَّةَ * * * تُبَـكِّـي عـلـى قَـتْـلَـى سُـلَـيْمٍ وأَشْـجَـــعـــا
فَهَلاَّ شُتَيْراً أَو مَعادَ بنَ خالِدبَكَيْتَ، ولَمْ يَتُْكْ لكَ الدَّهْرُ مَجْزَعا
تُبَكِّي على قَتْلَى سُلَيْمٍ سفَاهَةً * * * وتَـتْـرُكُ مَـنْ أَمْـسَـى مُـقِـيمـاً بـصَـلْـفَـعـــا
كمُـــرْضِـــعَةً أَوْلادَ أُخْـــرَى وضَـــيَّعَـــتْ * * * بَنِـيهـا، فَـلَـمْ تَـرْقَـعْ بـذلـكَ مَـــرْقَـــعـــا
قال
عدي بن زيد العبادي
جاهلي
ذَرِينِي، إِنَّ أَمْرَكِ لَنْ يُطاعـا * * * وما أَلْفَيْتِنِي أَمْرِي مُضـاعـا
أَلا تلكَ الثَّعالِبُ قد تَـعـاوَتْ * * * عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِياعا
فإِنْ لَمْ تَنْدَمُوا فَثَكِلتُ عَـمْـراً * * * وهاجَرْتُ المُرَوَّقَ والسَّماعـا
ولا مَلَكَتْ يَدايَ عِنانَ طِـرْفٍ * * * ولا أَبْصَرْتُ مِن شَمْس شُعاعا
وخُطَّةَ ماجِد كَلَّفْتُ نَـفْـسِـي * * * إِذا ضاقُوا رَحُبْتُ بها ذِراعـا
قال
المنخل اليشكري
جاهلي
إِنْ كُنْتِ عاذِلَتِـي فَـسِـيرِي * * * نَحْوَ العِراقِ، ولا تَحُـورِي
لا تَسْأَلِـي عـن جُـلِّ مـا * * * لِي وآسْأَلِي كَرَمِي وخِـيري
وفَــوارِسٍ كـــأُوار حَ * * * رِّ النَّارِ، أَحْلاسِ الـذُّكُـور
شَدُّوا دَوابِـرَ بَـيْضـهِــمْ * * * في كُلِّ مُحْكَمَةِ الـقَـتِـيرِ
واسْتَلأَمُـوا وتَـلَـبَّـبُـوا، * * * إِنَّ التَلَـبُّـبَ لِـلْـمُـغِـيرِ
وعلى الجِيادِ المُـضْـمَـرا * * * تِ فَوارِسٌ مِثْلُ الصُّـقُـورِ
يَخْرُجْنَ مِن خَلَـلِ الـغُـبـا * * * رِ يَجفْنَ بالنَّعَـمِ الـكَـثِـيرِ
يَرْفُلْنَ، في المِسْكِ الـذَّكِـيِّ * * * وصائِكٍ كَـدَمِ الـنَـحِـير
يَعْكفْـنَ مِـثْـلَ أَسـاودِ ال * * * تَنُّومِ لَمْ تُـعْـكَـفْ لِـزُور
أَقْرَرْتُ عَـيْنِـي مِـن أُول * * * ئِكَ والفَوائِحِ بـالـعَـبِـيرِ
فإِذا الـرِّياحُ تَـنـاوَحَــتْ * * * بِجوانِبِ البَيْتِ الـكَـسِـيرِ
أَلْفَـيْتَـنِـي هَـشَّ الـيَدَيْ * * * نِ بَمْريِ قِدْحِي أَوْ شَجِيرِي
ولقَدْ دَخَلْتُ علـى الـفَـتَـا * * * ةِ الخِدْرِ في اليومِ المَطِـيرِ
الكاعِبِ الـحَـسْـنـاءِ تَـرْ * * * فُلُ في الدِّمَقْسِ وفي الحَرِيرِ
فدَفَعْتُـهـا فَـتـدافَـعَـتْ * * * مَشْيَ القَطاةِ إِلى الـغَـدِيرِ
ولَثَمْتُـهـا فـتَـنَـفَّـسَـتْ * * * كَتَنَفُّسِ الظَّبْـيِ الـبَـهِـيرِ
فدَنَتْ وقالـتْ: يا مُـنَـخَّ * * * لُ، ما بجِسْمِكَ مِن حَـرُورِ
ما شَفَّ جِسْـمِـي غَـيْرُ حُ * * * بِّكِ فاهْدَئِي عَنِّـي وسِـيرِي
وأُحِـبُّـهـا وتُـحِـبُّـنِـي * * * ويُحِبُّ ناقَتَـهـا بَـعِـيرِي
يَا رَبَّ يَومٍ لِـلـمُـنـحَّـلِ * * * قد لَـهَـا فِـيهِ، قـصـير
ولقَدْ شَرِبْـتُ مِـن الـمُـدا * * * مَةِ بالصَّغِيرِ وبالـكَـبِـيرِ
وشَرِبْـتُ بـالـخَـيْلِ الإِنـا * * * ثِ وبالمُطَهَّـمَةِ الـذُّكُـورِ
فإِذا انْـتَـشَـيْتُ فـإِنَّـنِـي * * * رَبُّ الخَورْنَـق والـسَـديرِ
وإِذا صَـحَـوْتُ فـإِنَّـنِـي * * * رَبُّ الشُّوَيْهَةِ والـبَـعِـيرِ
يا هِـنْـدُ مَـنْ لِـمُـتَــيَّمٍ * * * يا هِنْدُ لِلْـعـانِـي الأَسِـيرِ
قال
حباب بن أفعى العجلي
وقِرْنٍ، قد رَأَيْتُ له، كَمِيٍّ * * * فلَمْ يُدْبِرْ وأَقْبَلَ إِذْ رَآنِـي
يَجُرُّ قَناتَهُ حتَّى اتَّجَهْـنـا * * * كِلانا وارِدانِ إِلى الطِّعانِ
فأَخْطَأَ رُمْحُهُ، وأَصابَ رُمْحِي * * * وما عَيَّ القِتـالَ ولا أَلانِـي
وإِنَّ مَنِيَّتِي قَـدْ أَنْـسَـأَتْـنِـي * * * إِلى أَنْ شِبْتُ، أَو ضَلَّتْ مَكانِي
قال
حرثان ذو الإصبع
العدواني، جاهلي
لاهِ ابـن عَـمِّـكَ لا أَفْـضَـلْـتَ فــي حَـــسَـــب * * * عَنِّـي، ولا أَنـتَ دَيّانِــي فـــتَـــخْـــزونِـــي
ولا تَـقُــوتُ عِـــيالِـــي يَوْمَ مَـــسْـــغَـــبَةٍ * * * ولا بـنَـفْـسِـكَ فـي الـعَـزَّاءِ تَـكْــفِـــينِـــي
يا عَـمْـرُو إِلاَّ تَـدَعْ شَـتْـمِـي ومَـنْـقَـصَـــتِـــي * * * أَضْـربْـكَ حـيث تـقـولُ الـهـامةُ اسْـقـــونِـــي
إِنِّـي لَـعَـمْـرُكَ مـا بـابِــي بِـــذِي غَـــلَـــقٍ * * * علـى الـصَّـدِيقِ، ولا خَـيْرِي بـمَـــمْـــنُـــون
فإِنْ تـرِدْ عَـرَضَ الـدُّنـيا بـمَـنْـقَـــصَـــتِـــي * * * فإِنَّ ذلـكَ مِــمَّـــا لـــيس يُشْـــجِـــينِـــي
لَوْلا أَواصِـرُ قـرْبَـى لَـسْـتَ تَـحْـفَــظـــهـــا * * * ورَهْـبَةُ الـلّـهِ فـي مَـــوْلـــىً يُعـــادِينِـــي
إِذاً بَـرَيْتــكَ بَـــرْياً لا انْـــجِـــبـــارَ لَـــهُ * * * إِنِّـي رأَيْتـكَ لا تَـنْـــفَـــكُّ تَـــبْـــرِينِـــي
إِلـيكَ عَـنِّـي، فـــمَـــا أُمِّـــي بِـــراعِـــيَةٍ * * * تَرْعَـى الـمَـخـاضَ، ولا رَأْيِي بِـمَــغْـــبُـــونِ
إِنَّ الـذي يَقْـبِـض الـدُّنْـيا ويَبْـــسُـــطـــهـــا * * * إِنْ كـانَ أَغْـنـاكَ عـنِّـي سَـوْفَ يُغْــنِـــينِـــي
كلُّ امْـرِىءٍ راجـعٌ يومــاً لِـــشـــيمَـــتِـــهِ * * * وإِنْ تَـخَــلَّـــقَ أَخْـــلاقـــاً إِلـــى حِـــينِ
وأَنْـتُـمُ مَـعْـــشَـــرٌ زَيْدٌ عـــلـــى مـــائةٍ * * * فأَجْـمِـعُـوا أَمْـرَكـمْ كُـــلاً فَـــكِـــيدُونِـــي
فَإِنْ عَرَفْتُمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فانْطَلِقواوإِنْ جَهِلْتمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فَأْتونِي
ماذا عَلَّي، وإِن كنتمْ ذَوي رَحِمٍ * * * أَلاَّ أَحِـبَّـكـــمُ إِذْ لَـــمْ تـــحِـــبُّـــونِـــي
والـلّـهِ لـو كَـرهَـتْ كَـفِّـي مُـصـاحَـبَــتِـــي * * * لقـلْـت، إِذْ كَـرِهَـتْ قـرْبِـي لـهــا: بِـــينِـــي
قلْ لـلـذي لـسـت أَدْري مِـــن تَـــلَـــوُّنـــهِ * * * أَنـاصِـحٌ أَمْ عـــلـــى غِـــشٍّ يُداجِـــينِـــي
إِنِّـي لأُكْـثِـرُ مِـمَّـا سُـمْـتَـنِـي عَـــجَـــبـــاً * * * يَدٌ تَـشـجُّ، وأُخـرَى مِـنـــكَ تَـــأْسُـــونِـــي
تَغـتـابُـنِـي عِـنـدَ أَقـوامٍ، وتَــمْـــدَحُـــنِـــي * * * في آخَــرِينَ، وكـــلٌّ عـــنـــكَ يَأْتِـــينِـــي
لو كـنـتُ أَعْـرِف مِـنـكَ الـــوُدَّ، هـــانَ لـــه * * * علـيَّ بَـعْـضَ الـذي أَصْـبَـحْـت تــولِـــينِـــي
قد كـنـت أُولِـيكـمُ مـالِـي، وأَمْـنَـــحَـــكـــمْ * * * وُدِّي عـلَـى مُـثـبَـتٍ فـي الـصَّـدْرِ مَـكـنـــونِ
لو تَـشـرَبُـونَ دَمـي لَـــمْ يَرْوَ شـــاربُـــكـــمْ * * * ولا دِمـاؤكــمْ جَـــمْـــعـــاً تـــرَوِّينِـــي
لا يُخـرجُ الــكَـــرْهُ مِـــنِّـــي مَـــأْبـــيَةٍ * * * ولا أَلِـين لـمَـن لا يَبْـــتَـــغِـــي لِـــينِـــي
ليس الـصَّـدِيق الـذي تـخــشَـــى غَـــوائِلـــهُ * * * ولا الـعَـدُوُّ عـلــى حـــال بـــمَـــأْمُـــون
قال
سلمة بن مرة الشيباني
جاهلي
وكان أسر امرأ القيس بن عمرٍو، وكان سلمة قصيراً. فأطلق امرأ القيس على الفداء. فلما جاءه يطلبه، نظرت إليه بنت امرىء القيس فاحتقرته لقصره، فقال:
أَلا زَعَـمَـتْ بِـنـتُ امْــرىءِ الـــقَـــيْسِ أَنَّـــنِـــي * * * قَصِـيرٌ، وقَـدْ أَعْــيا أَبـــاهـــا قَـــصِـــيرُهـــا
ورُبَّ طـــوِيلٍ قـــد نـــزعْـــتُ ثِـــيابَــــــهُ * * * وعـانـقـتـهُ، والـخـيْلُ تَـدْمَـــى نـــحُـــورُهـــا
وقدْ عَلِمتُ خَيْلُ امرىءِ القَيْسِ أَنَّنِيكَرَرْتُ، ونارُ الحَرْبِ تَغْلِي قُدُورُها
ولَوْ شَهدَتْنِي يومَ أَلْقَيْتُ كَلْكَلِي * * * علـى شَـيْخِـهـا، مـا كـانَ يَبْـــدُو نَـــكِـــيرُهـــا
قال
نضلة السلمي
وكان حقيراً دميماًن ذا عزةٍ وبأس
أَلَمْ تَسَلِ الفَـوارِسَ يومَ غَـوْلٍ * * * بنَضْلَةَ، وهْوَ مَوْتُورٌ مُـشِـيحُ
رَأَوْهُ فـازْدَرَوْهُ، وهْـوَ حُـرٌّ * * * ويَنْفَعُ أَهْلَهُ الرَّجُلُ الـقَـبِـيحُ
فشَدَّ عليهُم بالسَّيفِ صَـلْـتـاً * * * كما عَنَّى الشَّبا الفَرَسُ الجَمُوحُ
وأَطْلَقَ غُلَّ صاحِبِـهِ وأَرْدَى * * * قَتِيلاً منهمُ ونَـجـا جَـرِيحُ
ولَمْ يَخْشَوْا مصَالَتَهُ علـيهـمْ * * * وتحتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ
قال
أبو الوليد الأنصاري
حسان بن ثابت
لَعَـمْـرُكَ مـا الـمُـعْـتَـزُّ، يَأْتِــي بِـــلادَنـــا * * * لِنَـمْـنَـعَـهُ، بـالـضَّـائِعِ الـمُـتَــهَـــضَّـــمِ
ولا ضَـيْفُـنـا عِـنْـدَ الـقِـرَى بـــمُـــدَفَّـــعٍ * * * ولا جـارُنـا فـي الـنَّـائِبـاتِ بـمُـــسْـــلَـــمِ
ولا الـسَّـيِّدُ الــجَـــبَّـــارُ، حـــينَ يُريدُنـــا * * * بكَـيْدٍ، عـلـى أَرْمـاحِـنـــا بـــمُـــحَـــرَّمِ
نُبِـيحُ حِـمَـى ذي الـعِــزِّ حـــينَ نَـــكِـــيدُهُ * * * ونَـحْـمِـي حِـمـانـا بـالـوَشِـيج الـمُــقَـــوَّمِ
ونـحـنُ إِذا لَـمْ يُبْـرِمِ الــنَّـــاسُ أَمْـــرَهُـــمْ * * * نكـونُ عـلـى أَمْـرٍ مِـن الـحَــقِّ مُـــبْـــرَم
ولَـوْ وُزِنَـتْ رَضْـوَى بـحِـلْـمِ ســرَاتِـــنـــا * * * لَمـالَ بـرَضْـوَى حِـلْـمُـنـا ويَلَـــمْـــلَـــمِ
نكُـون زِمـامَ الـقـــائِدِينَ إِلـــى الـــوَغَـــى * * * إِذا الـفَـشِـلُ الــرِّعْـــدِيدُ لَـــمْ يَتَـــقَـــدَّمِ
فنـحـنُ كـذاكَ الـدَّهْـرَ مـا هَـبَّـتِ الـصَّــبـــا * * * نُعـودُ عـلـى جُـهَّـالِـهِـمْ بـالـتَّــحَـــلُّـــمِ
فلَوْ فَهِمُوا أَو وُقِّفُوا رُشْدَ أَمْرِهِمْلَعُدْنا عليهمْ بَعْدَ بُؤْسَى بأَنْعُمِ
قال
آخر
يَزِيدُ اتِّساعاً في الكَريهَةِ صَدْرَهُ * * * تَضايُقُ أَطْرافِ الوَشِيجِ المُقَوَّمِ
فما شارِبٌ بَيْنَ النَّدامَى مُعَـلَّـلٌ * * * بِأَطْرَبَ مِنْهُ بَيْنَ سَيْفٍ ولَهْـذَمِ
كأَنَّ نُفُوسَ النَّاسِ في سَطَواتِـهِ * * * فَراشٌ تَهاوَى في حَريق مُضَرَّم
قال
المقشعر بن جديع النصري
وكان قد طعن محمد بن طلحة التيمي يوم الجمل، واسم الجمل: عسكر
وأَشْـــعَـــثَ قَـــوَّامٍ بــــآياتِ رَبِّـــــــهِ * * * قَلِـيلِ الأَذَى فِـيمـا تَـرَى الـعَـيْنُ مُـــسْـــلِـــمِ
هَتَـكْـتُ لـه بـالـرُّمْـحِ جَـيْبَ قَـــمِـــيصِـــهِ * * * فخَـرَّ صَـريعــاً لـــلـــيَدَيْنِ ولـــلـــفَـــمِ
يُذَكِّـرُنِـي حـاسـمِـيمَ، والــرُّمْـــحُ شـــاجـــرٌ * * * فهَـلاَّ تَـلا حـامِـيمَ قَــبْـــلَ الـــتَّـــقَـــدُّمِ
على غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ ليس تابِعاًعَلِيَّا، ومَنْ لا يَتْبَعِ الحَقَّ يَنْدَمِ
قال
شبيب بن يزيد بن نعيم
الشيباني الشاري
يعير الحجاج لما هرب من غزالة امرأته وهي في تسعمائة فارس وتروى لعمران بن حطان
أَسَدٌ عليَّ وفي الحُرُوب نَـعـامَةٌ * * * رَبْداءُ تَجْفِلُ مِن صَعِيرِ الصَّافِرِ
هَلاَّ بَرَزْتَ إِلى غَزالَةَ في الوَغَى * * * بَلْ كان قَلْبُكَ في جَناحَيْ طـائِرِ
صَدَعَتْ غَزالَةُ جَمْعَهُمْ بفَـوارِسٍ * * * جَعَلَتْ كَتائِبَهُمْ كأَمْـسِ الـدَّابِـرِ
قال
شريك بن الأعور الحارثي
إسلامي
أَيَشْتِمُنِي مُعاوِيَةُ بنُ حَـرْبٍ * * * وسَيْفِي صارِمٌ ومَعِي لِسانِي
وحَوْلِي مِنْ بَنِي يَمَنٍ لُـيُوثٌ * * * ضَراغِمَةٌ تَهَشُّ إِلى الطِّعانِ
فلا تَبْسُطْ لِسانَكَ يا ابْنَ حَرْبٍ * * * فإِنَّكَ قد بَلَغْتَ مَدَى الأَمَـانِ
فإِنْ تَكُ مِن أُميَّةَ في ذُراهـا * * * فإِنِّي مِن ذُرَى عَبْدِ المَـدانِ
وإِنْ تَكُ للشَّقاءِ لنـا أَمِـيراً * * * فإِنَّا لا نُقِيمُ على الـهَـوانِ
مَتَى ما تَدْعُ قَوْمَكَ أَدْعُ قَوْمِي * * * وتَخْتَلِفُ الأَسِنَّةُ بالطِّـعـانِ
قال
الأشتر النخعي
واسمه مالك
ابن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة بن ربيعة
بَقَّيْتُ وَفْرى وانْحَرَفْتُ عن العُلا * * * ولَقِيتُ أَضْيافِي بوَجْهِ عَبُـوسِ
إِنْ لَمْ أَشُنَّ على ابْنِ حَرْبٍ غارَةً * * * لَمْ تَخْلُ يوماً مِن نِهابِ نُفُـوسِ
خَيْلاً كَأَمْثالِ السَّعالِـي شُـزَّبـاً * * * تَعْلُو بِبيضٍ في الكَرِيهَةِ شُوسِ
حَمِيَ الحَدِيدُ عليهمُ فـكـأَنَّـهُ * * * وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ
قال
أبو علي البصير
عباسي
أَكْذَبْتُ أَحْسَنَ ما يَظُنُّ مُـؤَمِـلِّـي * * * وهَدَمْتُ ما شادَتْهُ لِـي أَسْـلافِـي
وعَدِمْتُ عاداتِي التـي عُـوِّدْتُـهـا * * * قِدْماً مِـن الإِتْـلافِ والإِخْـلافِ
وغَضَضْتُ مِن نارِي لِيَخْفَى ضَوْؤُها * * * وقَرَيْتُ عُذْراً كـاذِبـاً أَضْـيافِـي
إِنْ لَمْ أَشُنَّ عـلـى عَـلـيٍّ حُـلَّةً * * * تُضْحِي قَذىً في أَعْيُنِ الأَشْـرافِ
قال
القَتال الكلابي
عبادة بن مجيب بن المضرحي
إِذا هَـمَّ هَــمّـــاً لَـــمْ يَرَ الـــلَّـــيلَ غُـــمَّةً * * * علـيهِ، ولَـمْ تَـصْـعُـبْ عـلـيه الــمَـــراكِـــبُ
قَرَى الهَمَّ، إِذْ ضافَ، الزَّماعَ وأَصْبَحَتْمَنازِلُهُ تَعْتَسُّ فِيها الثَّعالِبُ
يَرَى أَنَّ بَعْدَ العُسْر يُسْراً ولا يَرَى * * * إِذا كـــانَ يُسْـــرٌ أَنَّـــهُ الـــدَّهْــــرَ لازبُ
قال
عامر بن الطفيل العامري
وإِنِّي وإِنْ كنتُ ابنَ فارِسِ بهُـمَةٍ * * * وفِي السِّرِّ مِنْها والصَّرِيحِ المُهَذَّبِ
فما سَوَّدَتْنِي عامِـرٌ عـن كَـلالَةٍ * * * أَبَى اللّهُ أَنْ أَسْمُـو بـأُمٍّ ولا أَبِ
ولكنَّنِي أَحْمِي حِماهـا، وأَتَّـقِـي * * * أَذاها، وأَرْمي مَن رَماها بمِقْنَـبِ
قال
بشامة بن الغدير
جاهلي
وَجَدْتُ أَبِي فِيهِمْ وجَدِّيَ قَبْلَـهُ * * * يُطاعُ ويُؤْتَى أَمْرُهُ وهْوَ مُحْتَبِ
فلَمْ أَتَعَمَّدْ لـلـرِّياسَةِ فـيهـمُ * * * ولكنْ أَتَتْنِي طائِعاً غَيْرَ مُتْعَبِ
قال
آخر
قد قال قَـوْمٌ أَعْـطِـهِ لِـقَـدِيمِـهِ * * * جَهِلُوا، ولكنْ أَعْطِنِي لِتَـقَـدُّمِـي
فأَنا ابنُ نَفْسِي لا ابنُ عِرْضِيَ، أَجْتَدِي * * * بالسَّيْفِ، لا برُفاتِ تلكَ الأَعْـظُـمِ
وقالت
كبشة بنت معديكرب
الزبيدية، جاهلية
ترثي أخاها عبد الله بن معد يكرب
أَرْسَــلَ عـــبـــدُ الـــلّـــهِ إِذْ حـــانَ يَوْمُـــهُ * * * إِلـى قَـوْمِـهِ: لا تَـعْـقِــلُـــوا لـــهُـــمُ دَمِـــي
ولا تَـأْخُـذُوا مِـــنْـــهُـــمْ إِفـــالاً وأَبْـــكُـــراً * * * وأُتْـرَكَ فـي بَـيْتٍ بِـصَـــعْـــدَةَ مُـــظْـــلِـــمِ
ودَعْ عَنْكَ عَمْراً، إِنَّ عَمْراً مُسالِمٌوهَلْ بَطْنُ عَمْرٍو غَيْرُ شِبْر لمَطْعَمِ
فإِنْ أَنْتثمُ لَمْ تَثْأَرُوا بأَخِيكُمُ * * * فمَـشُّـوا بِـآذان الـنَّــعـــام الـــمُـــصَـــلَّـــمِ
ولا تَـشْـرَبُـــوا إِلاَّ فُـــضُـــولَ نِـــســـائِكُـــمْ * * * إِذا ارْتَـمَـلَـتْ أَعــقـــابُـــهُـــنَّ مِـــن الـــدَّمِ
قال
سالم بن دارة
مخضرم
أَيا راكِـبـاً إِمَّـــا عَـــرَضْـــتَ فَـــبَـــلِّـــغَـــنْ * * * علـى نَـأْيِهـمْ مِـنِّـي الـقَــبـــائِلَ مِـــن عُـــكْـــلِ
فلا صُـلْـحَ حـتـى تَـنْـحِـطَ الـخَـيْلُ بــالـــقَـــنَـــا * * * وتُـوقَـدَ نـار الـحَـرْب بـالـحَـــطَـــب الـــجَـــزْل
وجُـرْدٍ تَـعـالَـى بــالـــكُـــمـــاةِ كـــأَنَّـــمـــا * * * تُلاحِـظُ مـن غَـيْظٍ بـأَعْــيُنِـــهـــا الـــقُـــبْـــلِ
علـيهـــا رِجـــالٌ جـــالـــدُوا يومَ مَـــنْـــعَـــجٍ * * * ذَوِي الـتَّـاجِ ضَـرَّبُـو الـمُـلـــوكِ عـــلـــى وَهْـــلِ
بضَـرْبٍ يُزِيلُ الــهـــامَ عـــن سَـــكَـــنـــاتِـــهِ * * * وطَـعْـن كـأَفْـــواهِ الـــمُـــقَـــرِّحَةِ الـــهُـــدْل
وكُـنَّـا حَـسِـبْـنـا فَـقْـعَـــســـاً قَـــبْـــلَ هَـــذِه * * * أَذَلَّ عـلـى وَقْـعِ الــهَـــوانِ مِـــن الـــنَّـــعْـــلِ
فقَدْ نَظَرَتْ نَحْوَ السَّماءِ، وسَلَّمَتْعلى النَّاسِ واعْتاضَتْ بخِصْبٍ عن المَحْل
فإِنْ أَنتُم لَمْ تَثْأَرُوا بأَخِيكُمُ * * * فكُـونُـوا نِـسـاءً لـلـخُـلُـــوقِ ولِـــلـــكُـــحْـــلِ
وبِيعُوا الرُّدَيْنِيّاتِ بالحَلىْ، واقْعُدُواعن الحَرْبِ، واعْتاضُوا المَغازِلَ بالنَّبْلِ
قال
آخر
خُذُوا العَقْلَ إِنْ أَعْطاكُمُ القَوْمُ عَقْلَكُمْوَكُونوا كَمَنْ سِيْمَ الهَوانَ فَأَرْبَعَا
ولا تُكْثِرُوا فِيها الضِّجاجَ، فإِنَّهُ مَحا * * * الـسَّـيْفُ مـا قال ابـــنُ دَارَةَ أَجْـــمَـــعـــا
قال
عمرو بن أسد الفقعسي
رَأَيْتُ مَـوالِــيَّ الأُلَـــى يَخْـــذُلُـــونَـــنِـــي * * * علـى حَـدَثـانِ الـــدَّهْـــر إِذْ يَتَـــقَـــلَّـــبُ
فهَـلاَّ أَعَـدُّونِـي لِـمـثْـلِـــي، تَـــفـــاقَـــدُوا * * * وفـي الأَرْضِ مَـبْـثُـوثـاً شُـجَــاعٌ وعَـــقْـــرَبُ
وهَلاَّ أَعَدُّونِي لِمثْلِي، تَفاقَدُواإِذا الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرَّأْسِ أَنْكَبُ
فلا تَأْخُذُوا عَقْلاً مِن القَومِ، إِنَّنِي * * * أَرَى الـعـار يَبْـقَـى والـمَـعـاقِــل تَـــذْهَـــبُ
كأَنَّـكَ لـم تُـسْـبَــقْ مِـــن الـــدَّهْـــرِ لـــيلةً * * * إِذا أَنْـتَ أَدْرَكْـتَ الـذي كـنــتَ تَـــطْـــلُـــبُ
قال
القطامي
لَم تَرَ قَوْماً هُمُ شَرٌّ لإِخْوتِهِـمْ * * * مِنَّا، عَشِيَّةَ يَجْرِي بالدَّم الوادِي
نَقْرِيهُمُ لَهْذَمِيَّاتٍ نَقُـدُّ بـهـا * * * ما كانَ خاطَ عَلَيْهِمْ كُلُّ زَرَّادِ
قال
جرير بن الخطفي
كيفَ العَزاءُ، ولَمْ أَجدْ مُذْ بِنْـتُـمُ * * * قَلْباً يَقِرُّ ولا شَـرابـاً يَنْـقَـعُ
ولقَد صَدَقْتُكِ في الهَوَى، وكَذَبْتِنِي * * * وخَلَبْتِنِي بمَواعِـد لا تَـنْـفَـعُ
بانَ الشَّـبـابَ حَـمِـيدَةٌ أَيَّامُـهُ * * * لو أَنَّ ذلكَ يُشْتَـرَى أَو يَرْجِـعُ
رَجَفَ العِظامُ مِن البِلَى، وتَقاذَفَتْ * * * سِنِّي، وفيَّ لمُصْلِحٍ مُسْتَـمَـعُ
أَعْدَدْتُ للشُّعراءِ كَـأْسـاً مُـرَّةً * * * عِنْدِي يُخالِطُها السِّمامُ المُنَـقَـعُ
هَلاَّ سَأَلْتِ بَـنِـي تَـمِـيمٍ أَيُّنـا * * * يَحْمِي الذِّمارَ، ويُسْتَجارُ فيَمْنَـعُ
مَنْ كان يَسْتَلِبُ الجَبَابِرَ تاجَـهُـمْ * * * ويَضُرُّ إِنْ رفِعَ الحَدِيثُ ويَنْفَـعُ
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سَيَقْتُلُ مَرْبعـاً * * * أَبْشِرْ بطُولِ سَلامَةٍ يا مَـرْبَـعُ
قال
معقر بن حمار البارقي
أَمِنْ آلِ شَعْثاء الحُمُولُ البـوَاكِـرُ * * * معَ الصُّبحِ قد زالَتْ بهِنَّ الأَباعِرُ
وحَلَّتْ سُلَيمَى بَينَ هَضْـبٍ وأَيْكْةٍ * * * فلَيْسَ عَلَـيْهـا يومَ ذلـكَ قـادِرُ
فأَلْقَتْ عصاها واستَقَرَّتْ بها النَّوَى * * * كما قَرَّ عَيناً بالإِياب المُسـافِـرُ
فصَبَّحَا أَمْـلاكُـهـا بـكَـتِـيبَةٍ * * * عَلَيها إِذا أَمسَتْ مِن اللّهِ ناظِـرُ
يُفَرِّجُ عَنَّا ثَغْـرَ كُـلِّ مَـخُـوفَةٍ * * * جَوادٌ كسِرْحانِ الأَباءةِ ضـامِـرُ
وكُلُّ طَمُوحٍ في الجراءِ كَأنَّـهـا * * * إِذا غُمِسَتْ في الماءِ فَتْخاءُ كامرُ
قال
المتلمس الضبعي
واسمه جرير
فلا تَـقْـبَـلَـنْ ضَـــيْمـــاً مَـــخـــافَةَ مِـــيتَةٍ * * * ومُـوتَـنْ بِـهـا حُـرّاً، وجِـــلْـــدُكَ أَمْـــلَـــسُ
فمِـنْ طَـلَـبِ الأَوْتـــارِ مـــا حَـــزَّ أَنْـــفَـــهُ * * * قَصِـيرٌ، وخـاضَ الـمـوتَ بـالـسَّــيْفِ بَـــيْبَـــسُ
نَعـامَة لـمَّـا صَـــرَّعَ الـــقَـــومُ رَهـــطَـــهُ * * * تَبَـيَّنَ فـــي أَثْـــوابِـــهِ كـــيفَ يَلْـــبَـــسُ
وما النَّاسُ إِلاَّ ما رَأَوْا وتَحَدَّثواوما العَجْز إِلاَّ أَنْ يُضامُوا فيَجْلِسُوا
قال
زيد الخيل بن مهلهل الطائي
مخضرم
تَذَكَّرَ وَطْبَهُ لمَّـا رآنِـي * * * أُقَلِّبُ صَعْدَةً مِثْلَ الهِلالِ
وأَسْلَمَ عِرْسَهُ لمَّا التَقَينَـا * * * وأَيْقَنَ أَنَّنا صُهْبُ السِّبالِ
فإِنْ يَبْرَأْ فلَم أَنْفِثْ علـيه * * * وإِنْ يَهْلِكْ فإِنِّي لا أُبالِي
وقَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنْ سَيفِي * * * كَرِيهٌ كلَّما دُعِيَتْ نَزالِ
أُغادِيهِ بصَقْـلٍ كـلَّ يوم * * * وأَعْجُمُهُ بِهاماتِ الرِّجالِ
قال
أيضاً
نَجَّا سلامَة والرِّماحُ شَواجِرٌ * * * دَعْواهُمُ دَعْوَى بَنِي الصَّيْداءِ
لَوْلاَ ادِّعاؤهُمُ بدعوَى غَيرهِم * * * ورَدَتْ نساؤهُم على الأَطْواءِ
قال
أيضاً
يا بَنِي الصَّيداءِ رُدُّوا فَرَسِي * * * إِنَّما يُفْعَلُ هذا بـالـذَّلِـيلْ
إِنَّهُ مُهْرِي وقَـدْ عَـوَّدتـهُ * * * دَلَجَ اللَّيلِ وإِبطاء القَتِـيلْ
قال
أيضاً
رَأَتْنِي كأَشْلاءِ اللِّجامِ، ولَنْ تَرَىأَخا الحَرْبِ إِلاَّ أشْعَثَ اللَّوْنِ أَغْبَرا
أَخا الحَرْبِ إِنْ عَضَّتْ به الحَرْبُ عَضَّهاوإِن شَمَّرَتْ عن ساقِها الحَرْبُ شَمَّرا
قال
شداد بن معاوية العبسي
فمَنْ يَك سائِلً عنِّي فإِنِّـي * * * وجرْوَةَ لا تباعُ ولا تعارُ
مُقَرَّبَة الشِّتاءِ ولا تَراهـا * * * وراء الحَيِّ تَتْبَعُها المِهارُ
أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي العُشَراءِ عنِّي * * * عَلانِيَةً، وما يُغْنِي السِّرارُ
قَتَلْت سَراتَكمْ وَتَرَكْت مِنْكمْ * * * خشاراً، قَلَّما نَفَعَ الخشارُ
قال
القحيف العجلي
أَبَيْتَ اللَّعْنَ، إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ * * * نَفِيسٌ لا تعارُ ولا تـبـاعُ
مُفَدَّاةٌ مُكَـرَّمَةٌ عَـلَـيْنـا * * * تجاعُ لها العِيالُ ولا تجاع
سَلِيلَة سابِقَيْنِ تَناجَـلاهـا * * * إِذا نسِبا يَضمُّهما الكـراعُ
فلا تَطْمَعْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ فِيها * * * ومَنْعُكَها لَشَيْءٌ يُسْتَطـاعُ
قال
قطري بن الفجاءة
لَعَمْرُكَ إِنِّي في الحياةِ لَـزاهِـدٌ * * * وفي العَيْشِ ما لَمْ أَلْقَ أُمَّ حَكِـيمِ
مِن الخَفِراتِ البِيضِ لَمْ أَرَ مِثْلَها * * * شِفاءً لِـذِي داءٍ ولا لِـسَـقِـيمِ
فلَوْ شَهِدَتْنِي يومَ دُولابَ أَبْصَرتْ * * * طِعانَ فَتىً في الحربِ غَيْرِ مُلِيمِ
غَداةَ طَفَتْ عَلْماءِ بَكْرُ بـن وائِلٍ * * * وأُلاَّفها مِن يَحْصُـبٍ وسَـلِـيمِ
ومالَ الحجازِيُّونَ نحوَ بـلادِهـمْ * * * وعُجْنا صُدورَ الخيلِ نحوَ تَمِـيمِ
قال
معاوية بن مالك
بن جعفر بن كلاب
إِذا سَقَط السَّماءُ بأَرْضِ قَوْمٍ * * * رَعَيْناهُ، وإِنْ كانوا غِضابا
بِكلِّ مُقَلِّصٍ عَبْـلٍ شَـواهُ * * * إِذا وُضِعَتْ أَعِنَّتهنَّ ثـابـا
ودافِعَةِ الحِزامِ بمِرْفَقَـيْهـا * * * كَشاةِ الرَّبْلِ آنَسَتِ الكِلابـا
قال
الحارث بن ظالم اليربوعي
رَفَعْت السَّيْفَ إِذ قالوا قرَيْشاً * * * وبَيَّنْتُ الشَّمائِلَ والقـبـابـا
فما قَوْمِي بثَعْلَبَةَ بن سَـعْـدٍ * * * ولا بغَزارَةَ الشُّعْرِ الرِّقابـا
وقَوْمِي إِنْ سَأَلْتِ بَنو لـؤَيٍّ * * * بمكَّةَ، عَلَّمُوا مُضَرَ الضِّرابا
أَقَمْنا للـكَـتـائِبِ كـلَّ يَوْم * * * سُيوفَ المَشْرَفِيَّةِ والحِرابـا
قال
الراجز
إِنِّي وكلُّ شاعِرٍ مِن البَشَـرْ * * * شَيْطانه أُنْثَى وشَيْطانِي ذَكَرْ
فَما رآنِي شاعِرٌ إِلاَّ اسْتَتَـرْ * * * فِعْلَ نجومِ الليلِ عايَنَّ القَمَرْ
قال
عمرو بن عبد الجن
جاهلي
أَمَا ودِماءٍ مائِراتٍ تـخَـالـهـا * * * على قُنَّةِ العُزَّى أَوِ النَّشْرِ عَنْدَما
وما قَدَّسَ الرُّهْبان في كلِّ هَيْكَلٍ * * * أَبيلَ الأَبِيلِينَ المسِيحَ بنَ مَرْيَمـا
لقَدْ هَزَّ منِّي عامِرٌ يومَ لَعْـلَـعٍ * * * حُساماً، إِذا لاقَى الضَّرِيبَةَ صَمَّما
قال
قراد بن حنش الصاردي
إِذَأ اجْتَمَعَ العَمْران عَمْرُ وبن جابرٍ * * * وبَدْرُ بن عَمْرٍو خِلْتَ ذبْيانَ تبَّعـا
وأَلْقَوْا مَقالـيدَ الأُمـورِ إِلـيهـمُ * * * جميعاً قِماءً كارِهِينَ وطُـوَّعـا
هُمُ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْـلَة * * * فلا عَطَسَتْ شَيبانُ إِلاَّ بأجـدَعـا
قال
عبيد الله بن الحر الجعفي
وقَدْ عَلِمَتْ خَيْلِي بِساباطَ أَنَّنِـي، * * * إِذا حِيلَ دُونَ الطَّعْنِ، غَيْرُ عَنُودِ
أَكُرُّ ورَاء المُجْحَرِينَ، وأَدَّعِـي * * * مَوارِيثَ آبـاءٍ لـنـا وجُـدُودِ
قال
مقبل بن عبد العزى
جاهلي
أَيُوعُدِنِي أَبو عَمْرٍو ودُونِـي * * * رِجالٌ لا يُنَهْنِهُها الـوَعِـيدُ
رجالٌ مِن بَنِي سَهْم بن عَمْرٍو * * * إِلى أَبْياتِهِمْ يَأْوِي الـطَّـرِيدُ
وكَيْف أَخافُ أَو أَخْشَى وَعِيداً * * * ونَصْرُهُمُ إِذا أَدْعُو عَـتِـيدُ
قال
بشر بن صفوان الكلبي
إسلامي
أَقـادَتْ بـنـو مَـــرْوانَ قَـــيْســـاً دِمـــاءنـــا * * * وفِـي الـلّـهِ إِنْ لـمْ يُنْـصِـفُـوا حَــكَـــمٌ عَـــدْلُ
كَأَنَّكُمْ لمْ تَشْهَدُوا مَرْجَ رَاهِطٍولَمْ تَعْلَمُوا مَنْ كانَ ثَمَّ لهُ الفَضْـلُ
وَقَيْناكُمُ حَرَّ القَنا بِنُحُورِنا * * * ولَـيْس لَـكُـــمْ خَـــيْلٌ هـــنـــاكَ ولا رَجْـــلُ
ولـمَّـا رَأَيْتُـمْ واقِـدَ الــحَـــرْبِ قـــد خَـــبـــا * * * وطـابَ لَـكُـمْ مِـنْـهـا الـمَــشـــارِبُ والأَكْـــلُ
تَنـاسَـيْتُـمُ مَـسْـــعـــاتَـــنـــا وبَـــلاءنـــا * * * وخـامَـرَكُـمْ مِـنْ سُـوءِ بَـغْــيِكُـــمُ جَـــهْـــلُ
فلا تَعْجَلُوا إِنْ دَارَتِ الحَرْبُ بَيْنَناوَزلَّتْ عن المَوْطاةِ بالقَدَمِ النَّعلُ
قال
خداش بن زهير العامري
أَلَمْ تَعْلَمِي، والعِلْمُ يَنْفَـعُ أَهْـلَـهُ * * * ولَيْس الذي يَدْري كآخَرَ لا يَدْري
بأَنَّا على سَرَّائِنـا غَـيْرُ جُـهَّـلٍ * * * وأَنَّا على ضَرَّائِنا مِن ذَوي الصَّبْرِ
ونَفْرِي سَرابِيلَ الكُماةِ عـلـيهـمُ * * * إِذا ما التَقَيْنا بالمُهَنَّـدَةِ الـبُـتْـرِ
وقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلانَ أَنَّـنـا * * * نَحُلُّ، إِذا خافَ القَنابلُ، بالثَّـغْـرِ
وَنَصْبِرُ لِلمَكْرُوهِ عـنـدَ لِـقـائِهِ * * * فنَرْجعُ عنه بالغَنِـيمَةِ والـذِّكْـرِ
قال
عبيد بن الأبرص الأسدي
جاهلي
يا ذَا المُخَوِّفُنـا بِـقَـتْ * * * لِ أَبِيهِ إِذْلالاً وحَـيْنـا
إِنَّا إِذا عَـضَّ الـثِّـقـا * * * فُ برَأْسِ صَعَدَتِنا لَوَيْنا
نَحْمِي حَقِيقَتَـنـا وبَـعْ * * * ضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنا
هَلاَّ سَأَلْتَ جُمُوعَ كِـنْ * * * دَةَ يومَ وَلَّـوْا أَيْنَ أَينـا
أَيَّامَ نَضْرِبُ هـامَـهُـمُ * * * بِبَواتِرٍ حتَّى انْحَنَـيْنـا
نحنُ الأُلَى، فاجْمَعْ جُمُو * * * عَكَ ثُمَّ وَجِّهْهُم إِلـينـا
قال
طرفة بن العبد
جاهلي
أَلاَ أَيُّهَا الَّلائِمِي أَحْضُرُ الوَغَىوأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هل أَنتَ مُخْلِدِي
فإِنْ كنتَ لا تَسْتطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي * * * فدَعْـنِـي أُبـادِرْهـا بـمـــا مَـــلَـــكَـــتْ يَدِي
أَرَى قَـبْـرَ نَـحَّـامٍ بَـخِــيلٍ بِـــمِـــســـالِـــهِ * * * كقَـبْـرِ غَـوِيٍّ فـي الـبـطَـــالَةِ مُـــفْـــسِـــدِ
أَرَى الـمَـوْتَ بَـعْـتـامُ الـكِـرامَ ويَصْــطَـــفـــى * * * عَقِـيلَةَ مـالِ الـفـاحِـــشِ الـــمُـــتَـــشَـــدِّدِ
أَرَى الدَّهْرَ كَنْزاً ناقِصاً كُلَّ ليلةٍوما تَنْقُصِ الأَيَّامُ والدَّهْرُ يَنْـفَـدِ
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْت ما أَخْطَأَ الفَتى * * * لكـا لْـطِّـوَلِ الـمُـرْخَـى وثِــنْـــياهُ بـــالـــيَدِ
فمـا لِـي أَرانِـي وابـنَ عَـمِّـــيَ مـــالِـــكـــاً * * * مَتَـى أَدْنُ مِـنْــه يَنْـــأَ عـــنِّـــي ويَبْـــعُـــدِ
وقَـرَّبْـتُ بــالـــقُـــرْبَـــى، وجَـــدِّكَ إِنَّـــهُ * * * متَـى يَكُ أَمْـرٌ لـــلـــنَّـــكِـــيثَةِ أشْـــهَـــدِ
وإِن أُدْعَ لـلـجُـلَّـى أَكُـنْ مـن حُــمـــاتِـــهـــا * * * وإِنْ يَأْتِـكَ الأَعْـداءُ بـالــجَـــهْـــدِ أَجْـــهَـــدِ
وإِنْ يَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهمْبكأَسِ حِياضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَدُّدِ
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً * * * علـى الـمَـرْءِ مِـن وَقْـعِ الـحُـسـامِ الـمُـهَــنَّـــدِ
أَنَـا الـرَّجـلُ الـضَّـرْبُ الـذي تَـعْـرِفُـونَــهُ * * * خَشـاشٌ كَـرأْسِ الـحَـيَّةِ الـمُــتَـــوَقِّـــدِ
فآلَـيْتُ لا يَنْـفـكُّ كَـشْـحِـــي بِـــطـــانَةً * * * لِعَـضْـبٍ رَقِـيقِ الـشَّـفْـرَتَـيْنِ مُـهَــنَّـــدِ
حُسـامٍ إِذا مـا قُـمْـتُ مُـنْـتَـصِـــراً بـــه * * * كَفَى الـعَـوْدَ مِـنْـه الـبَـدْءُ لَـيْسَ بـمُـعْـضَـدِ
أَخِـي ثِـقَةٍ لا يَنْـثَـنِـــي عـــن ضَـــرِيبَةٍ * * * إِذَا قِـيلَ مَـهْـلاَ قال حـــاجـــزُهُ قَـــدِ
إِذا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وَجَدْتَنِيمَنِيعاً إِذا ابْتَلَّتْ بقائِمِهِ يَدِي
فإِنْ مُتُّ فانْعَيْنِي بما أَنا أَهْلُهُ * * * وشُـقِّـي عـلـيَّ الـجَـيْبَ يا ابـنةَ مَـعْـبَـــدِ
ولا تَـجْـعَـلِـينِـي كـامْـرِىءٍ لَـيْس هَـمُّـــهُ * * * كَهَـمِّـي، ولا يُغْـنِـي غَـنـائِي ومَـشْـهَـــدِي
بَطِـيءٍ عـن الـجُـلَّـى سَـرِيعٍ إِلـى الـخَـنــا * * * ذَلِـيلٍ بـأَجْـمـاعِ الـرِّجـالِ مُـــلَـــهَّـــدِ
ولـكـنـنْ نَـفَـى عـنِّـي الأَعـادِيَ جُـرْأَتِـــي * * * علـيهـمْ، وإِقْـدامِـي وصِـدْقِـي ومَـحْـتِــدِي
ويَوْمَ حَـبَـسْـتُ الـنَّءسَ عـنـدَ عِـــراكِـــهِ * * * حِفـاظـاً عـلـى عَـوْراتِـهِ والـتَّـــهَـــدُّدِ
على مَوْطِـنٍ يَخْـشَـى الـفَـتـى عـنـدَه الـرَّدَى * * * مَتَـى تَـعْـتَـرِكْ فـيه الـفَـرائِصُ تُـرْعَـــدِ
قال
سهم بن حنظلة الغنوي
وتروى لكعب بن سعد بن عمرو بن عقبة الغنوي
لا يَحْـمِـلَـنَّـكَ إِقـــتـــارٌ عـــلـــى زَهَـــدٍ * * * ولا تَـزَلْ فـي عَـطـاءِ الـلّـهِ مُـرْتَـــغِـــبـــا
بَيْنَـا الـفَـتـى فـي نَـعِـــيمٍ يَطْـــمَـــئِنُّ بـــهِ * * * أَخْـنَـى بـبُـؤْس عـلـيه الـدَّهْـرُ فـانْـقَـلَــبـــا
فاعْـصِ الـعَـواذِلَ، وارْمِ الـلــيلَ عـــن عُـــرُضٍ * * * بِذِي سَـبِـيبٍ يُقـاسِـي لَــيْلَـــهُ خَـــبَـــبـــا
شَهْمِ الفُؤادِ، قَبِيضِ الشَّدِّ مُنْجَرِدٍفَوْتِ النَّواظِرِ، مَطْلُوباً وإِنْ طَلَبا
كالسِّمْعِ، لَمْ يَنْقُب البَيْطارُ سُرَّتَهُولَمْ يَدِجْهُ ولَمْ يَغْمِزُ لهُ عَصَبا
حتَّى تُصادِفَ مالاً، أَو يُقال فتىً * * * لاقَـى الـتـي تَـشْـعَـبُ الـفِـتْـيانَ فـانْـشَـعَـبـــا
قال
جريبة بن الأشيم الفقعسي
أموي الشعر
إِذا الخيلُ صاحَتْ صِياحَ النُّسُورِ * * * جَزَزْنا شَراسِيفَها بـالـجِـذَمْ
إِذا الدَّهْرُ عَضَّـتْـكَ أَنْـيابُـهُ، * * * لَدَى الشَّرِّ، فأْزِمْ بـهِ مـا أَزَمْ
عَرَضْنا: نَزالِ، فلَـمْ يَنْـزِلُـوا * * * وكانتْ نَزالِ علـيهـمْ أَطَـمْ
قال
بشر بن أبي خازم
جاهلي
أَتُوعِدُنِي بقَوْمِكَ يا ابنَ سُعْدَى * * * وما بَيْنِي وبَيْنَكَ مِـن ذِمـامِ
متَى ما أَدْعُ في أَسَدٍ تُجِبْنـي * * * مُسَوَّمَةٌ على خَـيْلٍ صِـيامِ
تَتابَعُ نَحو داعِيها سِـراعـاً * * * كما انْسَلَّ الفَريدُ مِن النِّظامِ
قال
الأعشى ميمون
جاهلي
صَدَّتْ هُرَيْرَةُ عنَّا ما تُكلِّـمُـنـا * * * جَهْلاً بأُمِّ خُلَيْدٍ، حَبْلَ مَنْ تَصِـلُ
أَأَنْ رَأَتْ رَجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ بـهِ * * * رَيْبُ المَنُونِ وذَهْرٌ مُفْنِدٌ خَبـلُ
قالتْ هُرَيرةُ لمَّا جئْتُ زائِرهـا * * * وَيْلِي عليكَ، وويْلِي منكَ يا رجُلُ
وقَدْ غَدَوْتُ إِلى الحانُوتِ يتْبَعُنِـي * * * شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُـلٌ شَـوِلُ
في فِتْيَةٍ كسُيوفِ الهِنْدِ قد عَلِمُوا * * * أَنْ هالِكٌ كُلٌّ مَنْ يَحْفَى ويَنْتَعِـلُ
سائِلْ بَنِي أَسَدٍ عَنَّا فقَدْ عَلِـمُـوا * * * أَنْ سَوْف يَأْتِيكَ مِن أَنْبائِنا شَكَـلُ
إِنْ تَرْكَبُوا، فرُكُوبُ الخَيْلِ عادَتُنا * * * أو تَنْزِلُوننَ، فإِنَّا مَعْشَـرٌ نُـزُلُ
أَبْلِغْ يَزِيدَ بنِي شَيْبـانَ مَـأْلُـكَةً * * * أَبا ثُبَيْتٍ أَمَا تَنْفَـكُّ تَـأْتَـكِـلُ
أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَـتِـنـا * * * ولَسْتَ واطِئَها ما أَطَّـتِ الإِبِـلُ
كناطِحٍ صَخْرَةً يوماً لِيَفْـلِـقَـهـا * * * فلَمْ يَضْرِها، وأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعْلُ
لَئِنْ مُنِيتُمْ بِنا عن غِبِّ مَـعْـرَكَةٍ * * * لا تُلْفِنا مِن دِماءِ القَوْمِ نَنْـتَـفِـلُ
أَتَنْتَهُونَ، ولا يَنْهَى ذَوِي شَـطَـطٍ * * * كالطَّعْنِ، يَذْهبُ فيهِ الزَّيْتُ والفُتُلُ
قال
الفرزدق
هَيْهَاتَ مَا سَغِبَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها * * * فاسْتَجْهَلَتْ حُلَمَاءهَا سُفَهَاؤُهَا
حَرْبٌ تَشَاجَرَ بَيْنَهُمْ بضَغَـائِن * * * قد كَفَّرَتْ آباءها أَبْنـاؤُهـا
قال
آخر
وأَنا النَّذِيرُ إِلـيكُـمُ مُـسْـوَدَّةً * * * يَصِلُ الأَعَمُّ إِليكُـمُ أَقْـوادَهـا
أَبْناؤُها مُتَكَـنِّـفُـونَ أَبـاهُـمُ * * * حَنِقُو الصُّدُورِ، وما هُمُ أَوْلادَها
قال
عمرو بن لاي بن عائذ
بن تيم اللات
يا رُبَّ مَنْ يُبْغِضُ أَذْوادَنـا * * * رُحْنَ على بَغْضائِهِ واغْتَدَيْنْ
لو يَنْبُتُ المَرْعَى على أَنْفِـهِ * * * لَرُحْنَ مِنْهُ أُصُلاً قد رَعَيْنْ
قال
المرقش الأكبر
لَيْسَ على طُولِ الحياةِ نَـدَمْ * * * ومِنْ وَراءِ المَرْءِ ما يَعْلَـمْ
لا يُبْعِدِ اللّهُ التَّـلَـبُّـبَ وال * * * غاراتِ إِذْ قال الخَمِيسُ: نَعَم
والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِـسَـيْن إِذا * * * أَدَ العَشِيُّ وتَنـادَى الـعَـم
قال
عمرو بن الإطنابة الخزرجي
إِنِّي مِن القَوْمِ الـذين إِذا انْـتَـدَوْا * * * بَدَءُوا بِحَقِّ الـلّـهِ ثُـمَّ الـنَّـائِلِ
المَانِعِينَ مِن الخَنـا جـاراتِـهِـمْ * * * والحاشِدِينَ على طَعامِ الـنَّـازِلِ
والعاطِفِينَ على الطِّعانِ خُيُولَـهُـمْ * * * والنَّازِلِينَ لِضَرْبِ كُـلِّ مُـنـازِلِ
والخالِطِينَ حَلِيفَهُمْ بِصَـرِيحِـهِـمْ * * * والباذِلِينَ عَطاءهُـمْ لـلـسَّـائِلِ
والضَّارِبِينَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَـيْضُـهُ * * * ضَرْبَ المُهَجْهِجِ عن حِياضِ الآبِل
والقائِلينَ فلا يُعابُ خَـطِـيبُـهُـمْ * * * يومَ المَقامَةِ بالكلامِ الـفـاصِـلِ
خُزْرٌ عُيُونُـهُـمُ إِلـى أَعْـدائِهِـمْ * * * يَمْشُونَ مَشْيَ الأُسْدِ تحتَ الوابِـلِ
قال
عنترة بن الأخرس الطائي
وتروى لبهدل بن أم قرفة الطائي وقرفة أمه واسمها فاطمة بنت ربيعة ابن بدر الفزاري
أَطِلْ حَمْلَ الشَّناءةِ لِي وبُغْـضِـي * * * وعِشْ ما شِئْتَ، وانْظُرْ مَنْ تَضِيرُ
فمـا بِـيَدَيْكَ خَـيْرٌ أَرْتَـجِــيهِ * * * وغَيْرُ صُدُودِكَ الخَطْبُ الكَـبِـيرُ
إِذا أَبْصَرْتَنِي أَعْرَضْـتَ عَـنِّـي * * * كأَنَّ الشَّمسَ مِن قِبَـلِـي تَـدُورُ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ شِعْريَ سـارَ عـنِّـي * * * وشِعْرُكَ حَوْلَ بَـيْتِـكَ لا يَسِـيرُ
قال
رجل من لخم
يحرض الأسود اللخمي، وذلك أنه كانت حربٌ بين ملوك غسان وملوك العراق وهم لخمٍ. فظفر الغسانيون باللخميين، وقتلوا جماعةً منهم. ثم من آخر السنة التقوا في ذلك الموضع، وكان قد جمع اللخميون جمعاً عظيماً فظفروا بالغسانيين وأسروا منهم جماعةً، وأراد ملكهم الأسود بن المنذر البقيا عليهم. فقام رجلٌ من قومه وكان قد قتل أخٌ له يحرضه على قتلهم فقال:
ما كُـلُّ يومٍ يَنـالُ الــمَـــرْءُ مـــا طَـــلَـــبـــا * * * ولا يُسَـوِّغُـهُ الـــمِـــقْـــدارُ مـــا وَهَـــبـــا
وأَحْزَمُ النَّاسِ مَنْ إِنْ نالَ فُرْصَتَهُلَمْ يَجْعَلِ السَّبَبَ المَوْصُولَ مُقْتَضَبا
وأَنْصَفُ النَّاسِ في كُلِّ المَواطِنِ مَنْ * * * سَقَـى الـمُـعـادِينَ بـالـكَــأْسِ الـــذي شَـــرِبـــا
ولَـيْسَ يَظْـلِـمُـهُــمْ مَـــنْ راحَ يَضْـــرِبُـــهُـــمْ * * * بِحَـدِّ سَـيْفٍ بـهِ مِـنْ قَـــبْـــلِـــهِ ضُـــرِبـــا
والـعَـفْـــوُ إِلاَّ عـــن الأَكْـــفـــاءِ مَـــكْـــرُمَةً * * * مَن قال غَـيْرَ الـذي قـد قُـــلْـــتُـــهُ كَـــذَبـــا
قَتَلْتَ عَمْراً، وتَسْتَبْقِي يَزِيدَ لقَدْرَأَيْتَ رَأْياً يَجُرُّ الـوَيْلَ والـحَـرَبـا
لا تَقْطَعَنْ ذَنَبَ الأَفْعَى وتُرْسِلَهاإِنْ كنتَ شَهْماً فأَلْحِقْ رَأْسَها الذَّنَبا
هُمْ جَرَّدُوا السَّيْفَ فاجْعَلْهُمْ له جَزَراًوأَضْرَمُوا النَّارَ فاجْعَلْهُمْ لها حَطَبا
واذْكُرْ لمَنْجاهُمُ مَثْوَى أَبِي كَرِبٍ * * * وحَـبْـسَ آلِ عَـدِيِّ عِــنْـــدَهُـــمْ حِـــقَـــبـــا
أَمْـسَـتْ تُـضَـرَّبُ بـالـبَـلْـقَـــاءِ هـــامَـــتُـــهُ * * * ونـحـنُ نَـسْـتَـعْـمِـلُ الـلَّــذَّاتِ والـــطَـــرَبـــا
إِنْ تَـعْـفُ عـنـهـمْ، يقـولُ الـنَّـــاسُ كُـــلُّـــهُـــمُ * * * لَمْ تَـعْـفُ حِـلـمـاً، ولـكـنْ عَــفْـــوُهُ رَهَـــبـــا
أَنِـمْ حُـقُـوداً لـنـــا فِـــيهـــمْ مُـــمـــاطَـــلَةً * * * ومـا تَـنـامُ إِذا لَـمْ تُـنْـبـــهِ الـــغَـــضَـــبـــا
وكـانَ أَحْـسَـنَ مِـن ذا الـعَـفْــوِ لـــو هَـــرَبُـــوا * * * لكـنَّـهُـمْ أَنِـفُـوا مِـن مِـثْــلـــكَ الـــهَـــرَبـــا
لا عَفْوَ عن مِثْلِهِمْ في مِثْل ما طَلَبُوافإِنْ يَكُنْ ذاكَ، كانَ الهُلْكَ والعَطَبا
إِنْ حاوَلُوا المُلْكَ، قال النَّاسُ: حَقُّهُمُولَيْسَ طالِبُ حَقٍّ مِثْلَ مَنْ غَصَبا
هُمُ أَهِلَّة غَسَّانٍ، ومَجْدُهُمُ * * * عالٍ، فـإِنْ حـاوَلُـوا مُـلْـكـاً فـــلا عَـــجَـــبـــا
وعَـرَّضُــوا بَـــفِـــدَاءٍ واصِـــفِـــينَ لـــنـــا * * * خَيْلاً وإِبْـلاً تَـرُوقُ الــعُـــجْـــمَ والـــعَـــرَبـــا
أَيَحْـلِـبُـونَ دَمـاً مِـنَّـــا ونَـــحْـــلُـــبُـــهُـــمُ * * * رسْـلاً، لـقـد شَـرَفُـونـا فـي الـوَرَى حَـــلَـــبـــا
علامَ نَـقْـــبَـــلُ إِبْـــلاً مـــنـــهـــمُ، وهُـــمُ * * * لا فِـضَّةً قــبِـــلُـــوا مِـــنَّـــا ولا ذَهَـــبـــا
اسْـقِ الـكِـلابَ دَمـــاً مِ، عُـــصْـــبَةٍ دَمُـــهُـــمْ * * * عنـدَ الـبَـرِيَّةِ تَـسْـتَـشْـفِـي بـه الــكَـــلَـــبـــا
لَمْ يَتْـرُكُـوا سَـبَـبـاً لـلـصُّـلْـــحِ جُـــهْـــدَهُـــم * * * فلا تَـكُـنْ أَنـتَ أَيضــاً تـــارِكـــاً سَـــبَـــبـــا
لو لَمْ تَسِرْ جازَ أَنْ تَعْفُو مُحاجَزَةًواللَّيْثُ لا يُحْسِنُ البُقْـيا إِذا وَثَـبـا
قال
لقيط بن حارثة بن معبد الإيادي
جاهلي
يحذر قومه من غزو كسرى ويحثهم على قتاله
يا دارَ عَـمْـرَةَ مِـن مُـحْـتَـلِّـهــا الـــجَـــرَعـــا * * * هاجَـتْ لـكَ الـهَــمَّ والأَحْـــزانَ والـــوَجَـــعـــا
بل يا أَيُّهـا الـرَّاكِـبُ الـمُـزْجـــى مَـــطِـــيَّتَـــهُ * * * إِلـى الـجَـزِيرَةِ مُـرْتـاداً ومُــنْـــتَـــجِـــعـــا
أَبْلِغْ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتِهِمُإِنِّي أَرَى الرَّأْيَ، إِنْ لَمْ أُعْصَ قد نَصَعا
يا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كانَتْ أُمُورُكُمُشَتَّى، وأُحْكِمَ أَمْرُ النَّاسِ فاجْتَمَعا
أَلاَ تَخافُونَ قَوْماً لا أَبَا لَكُمُ * * * أَمْـسَـوا إِلـيكـمْ كـأَمْـثـالِ الـــدَّبـــا سِـــرَعـــا
لو أَنَّ جَـمْــعَـــهُـــمُ رامُـــوا بِـــهَـــدَّتِـــهِ * * * شُمَّ الـشَّـمـاريخِ مِـن تَـهْـــلان لانْـــصَـــدَعـــا
في كُـلِّ يومٍ يَسُـــنُّـــونَ الـــحِـــرابَ لـــكـــم * * * لا يَهْـجَـعُـون إِذا مـا غـــافِـــلٌ هَـــجَـــعـــا
لا حَـرْثَ يَشْـغَـلُـــهُـــمْ بـــل لا يَرَوْنَ لـــهـــمْ * * * مِن دُونِ قَــتْـــلِـــكُـــمُ رَيّاً ولا شِـــبَـــعـــا
وأَنـتـمُ تَـحْـــرُثُـــونَ الأَرْضَ عـــن سَـــفَـــهٍ * * * في كـلِّ نـاحــيةٍ تَـــبْـــغُـــون مُـــزْدَرَعـــا
وتُـــلْـــقِـــحُـــونَ حِـــيالَ الـــشَّـــوْلِ آوِنَةً * * * وتَـنْـتِـجُـونَ بـدارِ الـقُــلْـــعَةِ الـــرُّبُـــعـــا
وتَـلْـبَـــسُـــونَ ثِـــيابَ الأَمْـــنِ ضـــاحِـــيَةً * * * لا تَـجْـمَـعُـون، وهـذا الـجَـيْشُ قـد جَـــمَـــعـــا
مالِـي أَراكُـمْ نِـيامـــاً فـــي بُـــلَـــهْـــنِـــيَةٍ * * * وقـد تَـرَوْنَ شِـهـابَ الـحَـرْبِ قـد سَـــطَـــعـــا
وقَـدْ أَظَـلَّـكُـمُ مِـن شَـــطْـــرِ ثَـــغْـــرِكُـــمُ * * * هَوْلٌ، لـه ظُـلَـمٌ، تَـغْـشــاكُـــمُ قِـــطَـــعـــا
صُونُـوا جِـيادَكُــمُ، واجْـــلُـــوا سُـــيُوفَـــكُـــمُ * * * وجَـدِّدُوا لـلـقِـسِـيِّ الـنَّـبْـــلَ والـــشِّـــرَعـــا
واشْـرُوا تِـلادَكُـمُ فـي حِــرْزِ أَنْـــفُـــسِـــكُـــمْ * * * وحِـرْزِ نِـسْـوَتِـكُـمْ لا تَـهْـلِــكُـــوا جَـــزَعـــا
أَذْكُوا العُيُونَ وَراء السَّرْحِ، واحْتَرِسُواحتَّى تُرَى الخَيْلُ مِن تَعْدائِها رُجُعا
لا تُثْمِرُوا المالَ للأَعْداءِ إنَّهمُ * * * إنْ يَظْـهَـرُوا يَحْـتَــوُوكُـــمْ والـــتِّـــلادَ مَـــعـــا
هَيْهـــاتَ مـــا زالـــتِ الأَمْـــوالُ مُـــذْ أَبَــــــدٍ * * * لأَهْـلِـهـــا إِنْ أجِـــيبُـــوا مَـــرَّةً تَـــبَـــعـــا
قُومُوا قِياماً على أَمْشاطِ أَرْجُلِكُمْثُمَّ افْزَعُوا، قد يَنالُ الأَمْرَ مَن فَـزِعـا
وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمُ، للّهِ دَرُّكُمُ، * * * رَحْـبَ الـذِّراعِ، بـأَمْـرِ الـحـربِ مُـضْـطَـــلِـــعـــا
لا مُـتْـرَفـــاً إِنْ رَخـــاءُ الـــعَـــيْشِ ســـاعَـــدَهُ * * * ولا إِذا عَـــضَّ مَـــكْـــرُوهٌ بـــهِ خَـــشَـــعـــا
مُسَـهَّـدُ الـــنَّـــوْمِ، تَـــعْـــنِـــيهِ أُمـــورُكُـــمُ * * * يَرُومُ فِـيهــا إلـــى الأَعْـــداءِ مُـــطَّـــلَـــعـــا
ما انْـفَـكَّ يَحْـلُــبُ هـــذا الـــدَّهْـــرَ أَشْـــطُـــرَهُ * * * يكُـونُ مُـتَّـبَـــعـــاً يومـــاً ومُـــتَّـــبِـــعـــا
لا يَطْـــعَـــمُ الـــنَّـــومَ إِلاَّ رَيْثَ يَحْـــفِـــــــزُهُ * * * هَمٌّ، يكَـأدُ شَـبــاهُ يَحْـــطِـــمُ الـــضِّـــلَـــعـــا
حتَّى اسْتَمَرَّتْ على شَزْرٍ مَرِيرَتُهُمُسْتَحْكِمُ الرَّأْيِ، لا قَحْماً ولا ضرَعـا
عَبْلَ الذِّراعِ أَبِيّاً ذا مُزابَنَةٍ * * * في الـحَـرْبِ يَحْـتَـبِـلُ الـرِّنْـبـالَ والــسَّـــبُـــعـــا
لقَدْ مَحَنْتُ لكمْ وُدِّي بِلا دَخَلٍفاسْتَيْقِظُوا، إِنَّ خَيْرَ العِـلْـمِ مـا نَـفَـعـا
قال
سديف بن ميمون
مولى السفاح
أَصْبَحَ المُلْكُ ثابِـتَ الآسـاسِ * * * بالبَهالِيلِ مِن بَنِي العَبَّـاسِـي
يا كَريمَ المُطَهَّلاِينَ مِن الرِّجْ * * * سِ ويا راسَ كُلِّ طَوْدٍ وارسِ
أَنتَ مَهْدِيُّ هاشِمٍ وهُـداهـا * * * كَم أُناسٍ رَجَوْكَ بَعْدَ أُنـاسِ
لا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عِـثـاراً * * * وارْمِها بالمَنُونِ والإِتْـعـاسِ
ذُلُّها أَظْهَرَ التَّـوَدُّدَ مِـنْـهـا * * * وبها منكمُ كَحَزِّ المَـواسِـي
ولقَدْ ساءَنِي وسـاء سَـوائِي * * * قُرْبُها مِن نَمارِقٍ وكَـراسِ
لا تَلِينُوا لقَوْلِها وازْجُـرُوهـا * * * فالدَّواهِي تُجَنُّ بـالأَحْـلاسِ
أَنْزِلُوها بحيثُ أَنْزَلَهـا الـلَّ * * * هُ بدارِ الهَوانِ والإِنْـكـاسِ
واذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ * * * وقَتِيلاً بجانِبِ الـمِـهْـراسِ
والقَتِيلَ الذي بِحَرَّانَ أَضْحَـى * * * ثاوِياً بَيْنَ غُـرْبَةٍ وتَـنـاسِ
نِعْمَ شِبْلُ الهِراشِ مَوْلاكَ شِبْلٌ * * * لو نَجا مِن حَبائِلِ الإِفْـلاسِ
قال
أيضاً
يا ابنَ عَمِّ النَّبِـيِّ أَنـتَ ضِـياءُ * * * اسْتَبَنَّا بكَ المُـبِـينَ الـجَـلِـيَّا
جَرِّدِ السَّيْفَ، وارْفَعِ السَّوْطَ حتَّى * * * لا تَرَى فوقَ ظَهْرِهـا أُمَـوِيَّا
لا يَغُرَّنْكَ ما تَرَى مِـن رِجـالٍ * * * إِنَّ تحتَ الـضُّـلُـوعِ داءً دَوِيَّا
بَطَنَ البُغْضُ في القَدِيمِ، فأَضْحَى * * * ثاوِياً في قُلُوبِـهِـمْ مَـطْـويَّا
قال
عبد يغوث بن وقاص الحارثي
جاهلي
وكان قد أسرته تميم فشدوا لسانه بنسعةٍ، خوفاً أن يهجوهم، إلا في وقت أكله وشربه.
فقال: أطلقوا لساني حتى أذم قومي واقتلوني قتلة كريمةً بأن تسقوني خمراً وتقطعوا الأكحلين مني فأنزف حتى أموت، ففعلوا فقال في ذلك:
أَلاَ لا تَلُومانِي كَفَى اللَّوْمَ ما بِـيا * * * فما لَكُما في اللَّوْمِ خَيْرٌ ولا لِـيا
أَلَمْ تَعْلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفْـعُـهـا * * * قَلِيلٌ، وما لَوْمِي أَخِي مِن شِمالِيا
فيا راكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فبَلِّـغَـنْ * * * نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَلاَّ تَـلاقِـيا
أَقولُ، وقَدْ شَدُّوا لِسانِي بنِسْـعَة: * * * مَعاشِرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا عن لِسـانِـيا
مَعاشِرَ تَيْمٍ قد مَلَكْتُمْ فأَسْجِـحُـوا * * * فإِنَّ أَخاكُمْ لَمْ يكُنْ مِـن بَـوائِيا
وتَـضْـحَـكُ مـنِّـي شَــيْخَةٌ عَـــبْـــشَـــمِـــيَّةٌ * * * كأَنْ لَـمْ تَـرَى قَـبْـــلِـــي أَسِـــيراً يَمـــانِـــيا
كأَنِّــي لـــمْ أَرْكَـــبْ جَـــواداًن ولَـــمْ أَقُـــلْ * * * لخَـيْلِـيَ: كُـــرِّي قـــاتِـــلِـــي مِـــن وَرائِيا
ولَمْ أَسْبَأ الزِّقَّ الرَّوِيَّ، ولَمْ أَقُلْلأَيْسارِ صِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نارِيا
وقد عَلِمْتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي * * * أَنـا الـلَّــيْثُ مَـــعْـــدُوّاً عـــلـــيه وعـــادِيا
وقـد كُـنـتُ نَـحَّـارَ الـجَـزُورِ ومُــعْـــمِـــلَ ال * * * مَطِـيِّ، وأَمْـضِـي حـيثُ لا خَـلْـــقَ مـــاضِـــيا
وأَنْـحَـرُ لـلـشَّـرْبِ الـكـــرامِ مَـــطِـــيَّتِـــي * * * وأَقْــسِـــمُ بـــينَ الـــقَـــيْنَـــتَـــيْن ردائِيا
وعـادِيَةٍ سَـــوْمَ الـــجَـــرادِ وَزَعْـــتُـــهـــا * * * بكَـفِّـي، وقَـدْ أَنْـحَــوْا إِلـــيَّ الـــعَـــوالِـــيا
تَطَـلُّ نِـسـاءُ الـــتَّـــيْمِ حَـــوْلِـــي رَواكِـــداً * * * يُراوِدْنَ مـــنِّـــي مـــا تُـــرِيدُ نِـــســــائِيا
وكـنـتُ، إِذا مـا الـخـيلُ شَـمَّـصَـهـا الـقَـــنـــا * * * ، لَـبـيقـاً بـتَـصْـرِيفِ الـقَـنــاةِ بَـــنـــانِـــيا
قال
عمرو بن الأهتم المنقري
جَزَى اللّهُ خَيْراً مِنْقَراً مِن قَبِـيلةٍ * * * إِذا الموتُ بالموتِ ارْتَدَى وتَأَزَّرا
دَعَوْتُهُمُ فاسْتَعْجَلُونِي بنَصْـرِهِـمْ * * * إِليَّ غِضاباً يَنْفُنُونَ الـسَّـنَـوَّرا
قال
الأشهب بن رميلة النهشلي
وما نَفَى عنكَ قَوْماً أَنتَ خائِفُـهُـمْ * * * كمِثْلِ وَقْمِكَ جُهَّـالاً بـجُـهَّـالِ
فاقعَس إِذا حَدِبُوا، واحْدَبْ إِذا قَعَسُوا * * * وَوازِنِ الشَّرَّ مِثْقالاً بـمِـثْـقـالِ
قال
الشنقري الأزدي
جاهلي
لا تَـقْـــبُـــرُونِـــي إِنَّ قَـــبْـــرِي مُـــحَـــرَّمٌ * * * علـيكـمْ، ولـــكـــنْ أَبْـــشِـــرِي أُمَّ عـــامِـــرِ
إِذا احْتُمِلَتْ رَأْسِي، وفي الرَّأْسِ أَكْثرِي وغُودِرَ عندَ المُلْتَقَى ثُمَّ سائِرِي
هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسْرُّنِي * * * سَجِـيسَ الـلَّـيالـي مُـبْـــسَـــلاً بـــالـــجَـــرائِرِ
قال
سويد بن أبي كاهل
أموي الشعر
وكان الحجاج يملأ صوته بها على المنبر
بَسَطَتْ رابعَةُ الحَـبْـلَ لـنـا * * * فوَصَلْنا الحَبْلَ مِنْها فانْقَـطَـعْ
تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهـاً واضِـحـاً * * * كشُعاعِ الشَّمْسِ في الغَيْمِ سَطَحْ
هَيَّجَ الـشَّـوْقَ خَــيالٌ زائِرٌ * * * مِن حَبِيبٍ خَـفِـرٍ فِـيه قَـدْعْ
شاحِط جـازَ إِلـى أَرْحُـلِـنـا * * * عُصَبَ الغاب طُرُوقاً لَـمْ يُرَعْ
آنِسٍ كانَ إِذا مـا اعْـتَـادَنِـي * * * حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَـنَـعْ
وكذاكَ الحُبُّ مـا أَشْـجَـعَـهُ * * * يَرْكَبُ الهَوْلَ ويَعْصِي مَنْ وَزَعْ
وأَبِـيتُ الـلـيلَ مـا أَرْقُــدُهُ * * * وبِعَيْنَـيَّ إِذا نَـجْـمٌ طَـلـعْ
فإِذا ما قُلْتُ: ليْلٌ قد مَـضـى، * * * عَطف الأَوَّلُ مِنْـه فـرَجَـعْ
يَسْحَبُ الليلُ نُجُومـاً ظُـلَّـعـاً * * * فتوالِيها بَـطِـيئاتُ الـتَّـبَـعْ
كم جَشِمْنا دُون سَلْمى مَهْمَـهـاً * * * نازِحَ الغـوْرِ إِذا الآلُ لـمـعْ
وَفـلاةٍ واضِـحٍ أَقْـرابُـهــا * * * بالِياتٌ مِثْلُ مُرْفَـتِّ الـقَـزَعْ
فَركِبْناها على مُجْـهُـولِـهـا * * * بصِلابِ الأَرْضِ فِيهِنَّ شَجَـعْ
يَدَّرِعْنَ الـلـيلَ يَهْـوِينَ بـنـا * * * كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الـشَّـرَعْ
مِن بَنِي بَكْرٍ بهـا مَـمْـلَـكَةٌ * * * مَنْظَرٌ فِيهمْ، وفِيهمْ مُسْتَـمَـعْ
مِن أُناسٍ لَيْس مِن أَخْـلاقِـهِـمْ * * * عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
وُزُنُ الأَحْلامِ إِنْ هُـمْ وازَنُـوا * * * صادِقُو البَأَسِ إِذا البَأْسُ نَصَـعْ
وإِذا ما حُمِلُّوا لَـمْ يَظْـلَـعُـوا * * * وإِذا حَمَّلْتَ ذا الشِّـفِّ ظَـلَـعْ
عادةً كانتْ لهـمْ مَـعْـلُـومَةً * * * في قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْستْ بالبِـدَعْ
رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظاً قَلْبَـهُ * * * قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لـمْ يُطَـعْ
ويَرانِي كالشَّجا في حَـلْـقِـهِ * * * عَسِراً مَخْرَجُهُ، ما يُنْـتَـزَعْ
مُزْبِدٌ يَخْطِرُ مـا لَـمْ يَرَنِـي * * * فإِذا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَـمَـعْ
ويُحَـيِّينِـي إِذا لاقَـيْتَـــهُ * * * وإِذا يَخْلُو لهُ لَحْـمِـي وَقَـعْ
قد كَفانِي اللّهُ ما في نَفْـسِـهِ * * * ومَتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لَمْ يُضَـعْ
أَنْفُضُ الغَيْبَ برَجْـمٍ صـائِبٍ * * * لَيْس بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَـعْ
كم مُسِرٍّ لِيَ حِقْـداً قَـلْـبُـهُ * * * فإِذا قابَلَهُ شَخْـصِـي رَكَـعْ
وَرِثَ البغـضة عـن آبـائِهِ * * * حافِظُ العَقْلِ لما كانَ اسْتَمَـعْ
فسَعَى مَسْعاتَهُمْ في قَـوْمِـهِ * * * ثُمَّ لمْ يَظْفَرْ ولا عَجْـزاً وَدْعْ
زَرَعَ الـدَّاءَ، ولَـمْ يُدْرِكْ بـهِ * * * تِرَةً فاتَتْ، ولا وَهْـياً رَقَـعْ
مُقْعِياً يَرْدِي صَفـاةً لَـمْ تُـرَمْ * * * في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
لا يَراها النَّاسُ إِلاَّ فَـوْقَـهُـمْ * * * فَهْيَ تَأَتِي كَيْف شاءتْ وتَـدَعْ
وعَدُوٍّ جاهِـدٍ نـاضَـلْـتُـهُ * * * في تَراخِي النَّاسِ عنَّا والجُمَعْ
ساجِدِ المَنْـخِـرِ لاَ يَرْفَـعُـهُ * * * خاشِعِ الطَّرْفِ، أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
فتَساقَـيْنـا بِـسُـرٍّ نـاقِـعٍ * * * في مَقامٍ لَيْسَ يَثْنِـيهِ الـوَرَعْ
فَرَّ منِّي هارِبـاً شَـيْطـانُـهُ * * * حيثُ لا يُعْطِي ولا شَيْئاً مَنَـعْ
وَرَأَى منِّي مَقامـاً صـادِقـاً * * * ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الـوَجَـعْ
ولِساناً صَـيْرَفِـيّاً صـارمـاً * * * كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَـعْ
قال
المرار بن منقذ
عَجِبَتْ خَوْلَةُ إِذْ تُـنْـكِـرُنِـي * * * أَمْ رَأَتْ خَوْلَةُ شَيْخاً قد كَبِـرْ
وكَساهُ الدَّهْرُ شِيْباً نـاصِـعـاً * * * وتَحَقَّ الظَّهْرُ مِنْـهُ فـأُطِـرْ
إِنْ تَرَى سِبَّا فـإِنِّـي مـاجِـدٌ * * * ذُو بَلاءٍ حَسَنٍ، غَيْرُ غُـمُـرْ
ما أَنا اليومَ على شَيْءٍ مَضَـى * * * يا ابنةَ القَوْمِ تَوَلَّى بِـحَـسِـرْ
قد لَبسْتُ الدَّهْرَ من أَفْـنـانِـهِ * * * كُلَّ فَنٍّ حَسَنٍ مِـنْـه حَـبِـرْ
كم تَرى مِن شانِىءٍ يَحْسُدُنِـي * * * قد وَراهُ الغَيْظُ في صَدْرٍ وَغِرْ
وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِـهِ * * * فَهْوَ يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّـقِـرْ
لَمْ يَضِرْنِي، ولقَدْ بَـلَّـعْـتُـهُ * * * قِطَعَ الغَيْظِ بِصابٍ وصَـبِـرْ
فهْوَ لا يَبْرَأُ ما فـي صَـدْرِه * * * مِثْلَ ما وَقَّدَ عَيْنَيْهِ الـنَّـمِـر
ويَرَى دُونِي، فلا يَسْطِيعُنِـي،، * * * خَرْطَ شَوءكٍ مِن قَتادٍ مُسْمَهِرْ
أَنا مِن خِنْدِفَ في صُـيَّابِـهـا * * * حيثُ طابَ القِبْصُ مِنْهُ وكَثُرْ
ولِي النَّبْعَةُ مِـن سُـلاَّفِـهـا * * * ولِيَ الهامَةُ مِنْها والـكُـبُـرْ
ولِيَ الزَّنْـدُ الـذي يُورَى بـهِ * * * إِنْ كَبا زَنْدُ لَـئِيمٍ أَو قَـصُـرْ
وأَنا المَذْكُورُ في فِـتْـيانِـهـا * * * بِفَعالِ الخَيْرِ، وإِنْ فِعْلٌ ذُكِـرْ
أَعْرِفُ الحَـقَّ فـلا أُنْـكِـرُهُ * * * وكِلابِي أُنُسٌ غَـيُرْ عُـقُـرْ
ر تَرَى كَـلْـبِـيَ إِلاَّ آنِـسـاً * * * إِنْ أَتَى خابِطُ لَـيْلٍ لَـمْ يَهِـرْ
كَثُرَ النَّاسُ فمـا يُنْـكِـرِهُـمْ * * * مِنْ أَسِيفٍ يَبْتَغِي الخَيْرَ وَحُـرُّ
وَهَوَى الْقَلْب الَّذِي أَعْـجَـبَـهُ * * * صَورَةٌ أَحْسَنُ مَنْ لاثَ الأُزُرْ
راقَهُ مِنْهـا بَـياضٌ نـاصِـعٌ * * * يُؤْنِقُ العَيْنَ، وفَرْعٌ مُس بَكِـرْ
جَعْدَةٌ فَرْعاءُ في جُـمْـجُـمَة * * * ضَخْمَةٍ تَفْرُقُ عَنْها كالضُّفُـرْ
وَهْيَ هَيْفاءُ هَضِيمٌ كَشْحُـهـا * * * فَخْمَةٌ حيثُ يُشَدُّ الـمُـؤْتَـزَرْ
وإِذا تَمْشِي إِلـى جـارتِـهـا * * * لمْ تَكَدْ تَبْلُغُ حتَّى تَـنْـبَـهِـرْ
ثُمَّ تَنْهَدُّ علـى أَنْـمـاطِـهـا * * * مِثْلَ ما مالَ كَثِيبٌ مُنْـقَـعِـرْ
صُورَةُ الشَّمْسِ على صُورَتِهـا * * * كُلَّما تَغْرُبُ شَمْـسٌ أَو تَـذُرْ
تَرَكَتْنِي لَـيْس بـالـحَـيِّ ولا * * * مَيِّتٍ لاقَـى وَفـاةً فَـقُـبِـرْ
ما أَنا الدَّهْرَ بِنـاسٍ ذِكْـرَهـا * * * ما غَدَتْ وَرْقاءُ تَدْعُو ساقَ حُرْ
قال
الرماح بن ميادة
وقالتْ: حَذارِ القَوْمَ إِنَّ صُدُورَهُمْ، * * * وعَيْشِ أَبِي، حِقْداً عليكَ تَفُـورُ
فقلتُ لها قد يُؤْخَذُ الظَّبْيُ غِـرَّةً * * * وتُصْطادُ شاةُ الكَلْبِ وَهْوَ عَقُورُ
وقال
إذا تَخازَرْتُ وما بِي مِن خَزَرْ
ثُمَّ كَسَرْتُ العَيْنَ مِن غَيْر عَوَرْ
ألْفَيْتَنِي أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ
أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّ
كالحَيَّةِ النَّضْناضِ في أَصْلِ الحَجَرْ
قال
عامر بن الطفيل العامري
وقَـدْ عَـلِـمَــتْ عُـــلْـــيا هَـــوازِنَ أَنَّـــنِـــي * * * أَنـا الـفـارِسُ الـحـامِـي حَـقِـيقَةَ جَـــعْـــفَـــرٍ
وقَـدْ عَـلِـــمَ الـــمَـــزْنُـــوقُ أَنِّـــي أَكُـــرُّهُ * * * عَلـى جَـمْـعِـهِـمْ كَـرَّ الـمَـنِـيحِ الـمُــشَـــهَّـــر
إِذا ازْوَرَّ مِن وَقْعِ الرِّماحِ زَجَرْتُهُوقلتُ له: ارْجِعْ مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرِ
أَلَسْتَ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ فِيَّ شُرَّعاً * * * وأَنـتَ حِـصـانٌ مـاجِـدُ الـعِـرْقِ، فـــاصْـــبِـــرِ
أَرَدْتُ لكيْ ما يَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّنِيصَبَرْتُ، وأَخْشَى مِثْلَ يَوْمِ المُشَـقَّـرِ
قال
زهير بن مسعود الضبي
ورويت شذاً لعنترة بن شداد العبسي
هَلاَّ سَـأَلْـتِ مَـداكِ الـلّـهُ، مـا حَــسَـــبِـــي * * * عنـدَ الـطِّـعـانِ إِذا مـا احْـمَـرَّتِ الـــحَـــدَقُ
وجـالَـتِ الـخَـيْلُ بـالأَبْـطـالِ مُـــعْـــلَـــمَةً * * * شُعْـثَ الـنَّـواصِـي عـلـيهـا الـبِـيضُ تَـأْتَـلِــقُ
هل أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُهُقَدْ بَلَّ أَثْوابَهُ مِن جَوْفِهِ العَلَقُ
وقَدْ غَدَوْتُ أَمامَ الحَيِّ، يَحْمِلُنِي * * * فَهْـدُ الـمَـراكِـلِ فـي أَقْــرابِـــهِ بَـــلَـــقُ
حتَّـى أَنـالَ عـــلـــيه كُـــلَّ مَـــكْـــرُمَة * * * إِذا تَـضَـجَّـعَ عـنـهـا الـواهِـنُ الـحَــمِـــقُ
قال
عمرو بن يربوع الغنوي
يخاطب عمرو بن معد يكرب الزبيدي الأكبر، جاهلي
ولَوْ كنتَ يا عَمرُو أَنتَ الخَبِيرَ * * * بِشِيبِ غَنِـيٍّ وشُـبَّـانِـهَـا
وبالكَرِّ مِنْها على المُعْلِمِـينَ * * * وبالضَرْبِ مِن بَعْد قَطْعانِهـا
لَكُنْتَ نَجَوتَ على سَلْـهَـبٍ * * * تُثِيرُ الغُبارَ بِـصَـوَّانِـهـا
نَكَحْنا نِـسـاءهُـمُ عَـنْـوَةً، * * * بِبِيضِ الصفاحِ ومُرَّانِـهـا
قال
بعض اللصوص
إذا ما كنتُ ذا فَرَسٍ ورُمْحٍ * * * فما أَنا بالفَقِيرُ إِلى الرِّجالِ
لَعَلَّكِ أَنْ يَسُوءكِ أَنْ تَرَيْنِي * * * أُريغُ المالَ بالأَسَلِ الطِّوالِ
ذَرِينِي أَبْتَغِي نَشَباً، فإِنِّـي * * * رَأَيْتُ الفَقْرَ داعِيَةَ السُّؤَالِ
رأَيتُ الفَقْرَ وَيْبَ أَبِيكِ ذُلاًّ * * * ولَمْ أَرَ مَنْ يَعِزُّ بغَيْرِ مالِ
قال
أعشى تغلب
ربيعة بن تجوان، وكان نصرانياً
كأَنَّ بَنِي مَرْوانَ بَعْدَ وَلِـيدِهِـمْ * * * جَلامِيدُ ما تَنْدَى وإِنْ بَلَّها القَطْرُ
وكـانُـوا أُنـاسـاً يَنْـضَـحُـونَ فـأَصْــبَـــحُـــوا * * * وأَكْـثَـرُ مـا يُعْـطُـونَـكَ الـنَّـظَـرُ الـــشَّـــزْرُ
أَلَمْ يَكُ غَدْراً ما فَعَلْتُمْ بشَمْعَلٍوقَدْ خابَ مَنْ كانتْ سَرِيرَتَهُ الغَدْرُ
وكائِنْ دَفَعْنا عنكُمُ مِن عَظِيمةٍ * * * ولـكـنْ أَبَـــيْتُـــمْ، لا وَفـــاءُ ولا شُـــكْـــرُ
فإِنْ تَكْفُرُوا ما قَدْ عَلِمْتُمْ فرُبَّماأُتِيحَ لكنْ قَسْراً بأَسْيافِنا النَّصْـرُ
قال
لقيط بن مرة الأسدي
وأَبْقَتْ لِيَ الأَيَّامُ بَعْدَك مُـدْرِكـاً * * * ومُرَّةَ، والدُّنْيا قَلِيلٌ عِتـابُـهـا
قَزِينَيْنِ كالذِّئْبَيْنِ يَقْتَسِمَـانِـنِـي * * * وشَرُّ صَحاباتِ الرِّجالِ ذِئابُهـا
إِذا رَأَيا لِي غَفْلَةً آسَـدا لـهـا * * * أَعادِيَّ، والأَعْداءُ كَلْبَي كِلابُهـا
فقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَطِيبُ لِضَغْمَةٍ * * * لِضَغْمِهِمَاهَأ يَقْرَعُ العَظْمَ نابُهـا
فَلَوْلاَ رَجاءٌ أَنْ تَثُوبـا، ولا أَرَى * * * عُقُولَكُما إِلاَّ بَعِيداً ذَهـابُـهـا
سَقَيْتُكُما قَبْلَ التَّـفَـرُّقِ شَـرْبَةً * * * شَدِيداً على باغِي الظِّلامِ طِلابُها
قال
ضابئ بن أرطاة البرجمي
وقـــائِلَة لا يُبْـــعِـــدُ الـــلّـــهُ ضـــابــــئاً * * * إِذا الـقِـرْنُ لَـمْ يُوجَـــدْ لـــه مَـــنْ يُنـــازلُـــهْ
هَمَـمْـتُ، ولَـمْ أَفْـعَـلْ، وكِـــدْتُ، ولَـــيْتَـــنـــي * * * تَرَكْـتُ عـلـى عُـثْـمـانَ تَـبْـكِـــي حَـــلائِلُـــهْ
فلا يُعْطِيَنْ بَعْدِي امْرُوءٌ ضَيْمَ خُطَّةحِذارَ لِقاءِ المَوْتِ، والموتُ قاتِلُهْ
قال
عبد الله بن الزبير الأسدي
أَقـولُ لإِبـراهــيمَ لـــمَّـــا لَـــقِـــيتُـــهُ: * * * أَرَى الأَمْـرَ أَمْـسَـى هـالِـكـاً مُـتَـشَـعِّـــبـــا
تَخَيَّرْ، فإِمَّا أَنْ تَزُورَ ابنَ ضابِىءٍعُمَيْراً، وإِمَّا أَنْ تَزُورَ المُهَلَّبا
هُما خُطَّتا خَسْفٍ، ننَجاؤُكَ مِنْهُما * * * رُكُـوبُـكَ حَـوْلِـيّاً مِـن الـثَّـلْـجِ أَشْــهَـــبـــا
وإِلاَّ فما الحَجَّاجُ مُغْمِدَ سَيْفِهِيَدَ الدَّهْرِ، حتَّى يَنْزِلَ الطِّفْلُ أَشْيَبا
قال
عبد الله بن الزبعري
مخضرم
كُلُّ بُـؤْسٍ ونَـعِـــيمٍ زائِلٌ * * * وبَناتُ الدَّهْرِ يَلْعَبْـنَ بـكُـلّ
والعَطِيَّاتُ خِسـاسٌ بَـيْنَـنـا * * * وسَواءٌ قَبْرُ مُـثْـرٍ ومُـقِـلْ
لَيْت أَشْياخِي بِبَـدْرٍ شَـهِـدُوا * * * جَزَعَ الخَزْرَجِ مِن وَقَعِ الأَسَلْ
حِينَ حَكَّتْ بِقَنـاةٍ بَـرْكَـهـا * * * واسْتَحرَّ القَتْلُ في عَبد الأَشَلْ
فقَبِلْنا النِّصْفَ من سـادَتِـهـمْ * * * وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْرٍ فـاعْـتَـدَلْ
قال
خفاف بن ندبة
جاهلي
فإِنْ تَكُ خَيْلِي قد أُصِيبَتْ صَمِيمُها * * * فعَمْداً على عَيْنِي تَيَمَّمْتُ مالِكـا
وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقَدُ خامَ صُحْبَتِي * * * لأَبْنِيَ مَجْداً أَو لأَثْأَرَ هـالِـكـا
لَدُنْ ذَرَّ قَرْنُ الشَّمسِ حينَ رَأَيْتُهُمْ * * * سِراعاً على خَيْلٍ تَؤُمُّ المَسالِكـا
تَيَمَّمْتُ كَبْشَ القَوْمِ لمَّا عَرَفْـتُـهُ * * * وجانَبْتُ شُبَّانَ الرِّجال الصَّعالِكـا
وجادَتْ له مِنِّي يَمِينِي بطَـعْـنَةٍ * * * كَسَتْ مَتْنَهُ مِن أسْوَدِ اللَّونِ حالِكا
وقلتُ له، والرُّمْحُ يَأْطِرُ مَتْـنَـهُ: * * * تَأَمَّلْ خُفافاً، إِنَّنِـي أَنـا ذَلِـكـا
فَخَرَّ صَرِيعاً، وانْتَقَـذْنـا جَـوادَهُ * * * وحالَفَ بَعْدَ الأَهْلِ صُمّاً دَكادِكـا
قال
آخر
أَلَمْ نُطْلِقْكُمُ فَكَفَرْتُـمُـونـا * * * ولَيْسَ الكُفْرُ مِن شِيَمِ الكِرام
فَخافُوا عَوْدَةً للدَّهْرِ فِـيكُـمْ * * * فإِنَّ الدَّهْرَ يَغْدُرُ بـالأَنـامِ
قال
سحيم بن وثيل الرياحي
إسلامي
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّـنـايا * * * مَتى أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُونِي
صَلِيبُ العُودُ مِن سَلَفَىْ نِزارٍ * * * كنَصْلِ السَّيفِ وضَّاحُ الجَبِينِ
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُـدِّي * * * ونَجَّذَنِي مُعاوَدَةُ الـشُّـئُونِ
عَذَتُ البُزْلَ إِذْ هيَ قَارَعَتْنِي * * * فما شَأْنِي وشَأْنُ بَنِي اللَّبُـونِ
قال
رشيد بن رميض العنزي
نامَ الحُداةُ وابن* * * هِنْدٍ لم يَنَمْ
هذا أوانَ الشَّدِّ* * * فاشْتَدِّي زِيَمْ
باتَ يُقاسِيها* * * غُلامٌ كالزَّلَمْ
خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ* * * خَفَّافُ القَدَمْ
قد لَفَّها اللَّيلُ * * * بسَوَّاقٍ حُطَمْ
لَيْس بِراعِي* * * إِبِلٍ ولا غَنَمْ
ولا بجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ
مَنْ يَلْقَنِي يُودِ * * * كما أَوْدَتْ إِرَمْ
قال
آخر
وكائِنْ مِن عَدُوٍّ ظِلْتُ أُبْـدِي * * * له وُدّاً بـه الـقَـنِــيصُ
أُكاشِرُهُ، وأَعْلَـمُ أَنْ كِـلانـا * * * على ما ساء صاحِبَهُ حَريصُ
قال
آخر
أَيا قَوْمَنا قد ذُقْتُمُ حَرْبَ قَوْمِكُـمْ * * * وجَرَّبْتمُوها، والسُّيوف تَوَقَّـدُ
وحاوَلْتمُ صُلْحاً، ولَسْنـا نـريدُهُ * * * ولكنْ رَأَيْنا البَغْيَ عاراً يُخَلَّـدُ
وفِينا، وإِنْ اصْطَلَحْنا، ضَغـائِنٌ * * * فإِنْ عُدْتمُ للحَرْبِ، فالعَوْدُ أَحْمَدُ
قال
شقيقي بن جزء الباهلي
أَتوعِدُنِي بقَوْمِكَ يا ابنَ جَحْـل * * * أُشاباتٍ يُخالونَ الـعِـبـادا
بما جَمَّعْتَ مِن حَضَنٍ وعَمْرٍو * * * وما حَضَنٌ وعَمْرٌو والجيادا
قال
النجاشي الحارثي
أموي الشعر
أَبْـلِـغْ شِـهـابـاًن وخَـيْرُ الـــقَـــوْلِ أَصْـــدَقـــهُ * * * إِنَّ الـكَـتـائِبَ لا يُهْـزَمْـــنَ بـــالـــكـــتـــب
تُهْدِي الوَعِيدَ بأَعْلَى الرَّمْلِ مِن إِضَمٍفإِنْ أَرَدْتَ مِصاعَ القَوْمِ فاقْتَرب
وإِنْ تَغِبْ في جُمادَى عن وقَائِعِنا * * * فسَـوْفَ نَـلْـقـاكَ فـي شَـــعْـــبـــانَ أَو رَجَـــب
قال
بشر بن عوانة
جاهلي
أَفاطِمَ لو شَهِدْتِ ببَطْنِ خَـبْـتٍ * * * وقد لاقَى الهِزَبْرُ أَخاكِ بِشْـرا
إِذَنْ لَـرَأَيْتِ لَـيْثـاً أَمَّ لـيثــاً * * * هِزَبْراً أَغْلَباً يَبْغِـي هِـزَبْـرا
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عنه مُـهْـرِي * * * مُحاذَرَةً فقلْت: عُقِرْتَ مُـهْـر
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْـرَ الأَرْضِ إِنِّـي * * * وَجَدْت الأَرْضَ أَثْبَتَ منكَ ظَهْرا
وقلتُ لهُ وقَـدْ أَبْـدى نِـصـالاً * * * مُحَدَّدَةً ووَجْهـاً مُـكْـفَـهِـرا
يُدِلُّ بِمخْـلَـبٍ وبـحَـدِّ نـابٍ * * * وباللَّحَظاتِ تَحْسَبُهـنَّ جَـمْـرا
وفِي بُمْنايَ ماضِي الحَدِّ أَبْـقَـى * * * بمَضَرِبِهِ قِراعُ الخَطْـبِ أُثْـرا
أَلَمْ يَبْلغْكَ ما فَعَـلَـتْ ظـبـاهُ * * * بكاظِمَةٍ غداةَ لَقِـيت عَـمْـرا
وقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ كيفَ يَخْـشَـى * * * مُصاوَلَةً، ولَسْت أَخاف ذُعْـرا
وأَنتَ تَرُومُ للأَشْـبـالِ قـوتـاً * * * ومطَّلَبِي لِبنْتِ الـعَـمِّ مَـهْـرا
ففيم تَـرُمُ مِـثْـلِـي أَنْ يُوَلـى * * * وَيَتْرُكَ في يَدَيكَ النَّفْسَ قَسْـرا
نَصَحْتكَ فالْتَمِسْ يا لَيْث غَـيْرِي * * * طَعاماً، إِنَّ لَحْمِي كـانَ مـرَّا
فلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـي * * * وخالَفَنِي كأَنِّي قلْـت هُـجْـرا
مَشَى ومَشَيْت مِن أَسدَيْننِ رامـا * * * مَراماً كانَ إِذْ طَلَـبـاهُ وَعْـرا
يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـدَى يَدَيْهِ * * * ويَبْسُطُ للوُثُوب عَلَـيَّ أُخْـرَى
هَزَزْتُ له الحُسامَ فخِلْـتُ أَنِّـي * * * شَقَقْتُ به لَدَى الظَّلْماءِ فَـجْـرا
وجُـدْتُ لـه بـجـائِشَةٍ رَآهـا * * * بأَنْ كَذَبَتْهُ ما مَـنَّـتْـهُ غَـدْرا
وأَطْلَقْتُ المُهَنَّـدَ مِـن يَمِـينِـي * * * فقَدَّ له مِن الأَضْلاعِ عـشْـرا
بضَرْبَةِ فَيْصَلٍ تَرَكَتْهُ شَفْـعـاً * * * وكانَ كأَنَّه الجُلْـمُـودُ وَتْـرا
فخَرَّ مُضَرَّجـاً بِـدَمٍ كـأَنِّـي * * * هَدَمْت به بناءً مُشْـمَـخِـرَّا
وقلتُ له: يَعِزُّ عَـلَـيَّ أَنِّـي * * * قَتلتُ مُناسِبِي جَلَداً وقَـهْـرا
ولكنْ رُمْتَ شَـيْئاً لَـمْ يَرُمْـهُ * * * سِواكَ، فَلَمْ أَطِقْ يا لَيْثُ صَبْرا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمَـنِـي فِـراراً * * * لَعَمْرُ أَبِي لَقدْ حاولتَ نُكْـرا
فلا تَبْعَدْ فَقَـدْ لاقَـيْتَ حُـرّاً * * * يُحاذِرُ أَنْ يُعابَ فمُـتَّ حُـرّا
قال
قيس بن زهير
جاهلي
تَعَلَّمْ أَنَّ خَيْرَ النَّـاسِ مَـيْتـاً * * * على جَفْر الهَبـاءةِ لا يَريمُ
ولولا ظُلْمَهُ ما زلْتُ أَبْكِـي * * * عليه الدَّهْرَ ما طَلَعَ النُّجُومُ
ولكنَّ الفَتَى حَمَلَ بنَ بنَ بَدْرٍ * * * بَغَى، والبَغْيُ مَرْتَعُهُ وَخِـيمُ
أَظُنُّ الحِلْمَ دَلَّ عليَّ قَوْمِـي * * * وقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُلُ الحَلِـيم
ومارَسْتُ الرِّجالَ ومارَسُونِي * * * فمُعْوَجٌّ عليَّ ومُسْـتَـقِـيمُ
قال
عطارد بن قران
خَلِيلَيّ مِن عُلْيا نِزارٍ سُقِـيتُـمـا * * * وأُعْفِيتُما مِن سَيِّىءِ الحَـدَثـان
أَلَمْ تُخْبراني اليومَ أَنْ قد عَرَفْتُمـا * * * بذِي الشِّيحِ داراً ثم لا تَـقِـفـان
لقَدْ هَزئَتْ منِّي بنَجْرانَ أَنْ رَأَتْ * * * مَقامِيَ في الكَبْـلَـيْن أُمُّ أَبَـانِ
كأَنِّي جَوادٌ ضَمَّهُ القَيْدُ بَعْـدَمـا * * * جَرَى سابقاً في حَلْـبَةٍ ورهـان
كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلِي أَسِيراً مُكَـبَّـلاً * * * ولا رَجُلاً يُرْمَى به الـرَّجَـوان
خَلِيلَيَّ لَيْس الرَّأْيُ في صَدْر واحِدٍ * * * أَشِيرا عليَّ الـيومَ مـا تَـرَيان
أَأَرْكَبُ صَعْبَ الأَمْر، إِنَّ ذَلُولَـهُ * * * بنَجْرانَ لا يُقْضَى لـحِـين أَوان
قال
شمعلة بن الأخضر
ويومَ شَقِيقَةِ الحَسَنَـيْنِ لاقَـتْ * * * بَنُو شَيْبانَ أَعْماراً قِـصـارا
هَزَمْنا جَيْشَهُمْ لمَّا التَـقَـيْنـا * * * وما صَبَرُوا لنـا إِلاَّ غِـرارا
شَكَكْنا بالرِّماحِ وهُنَّ صُـورٌ * * * صِماخَيْ شَيْخِهِمْ حتَّى اسْتَدارا
فخَرَّ على الأَلاءةِ لَـمْ يُوسَّـدْ * * * وقَدْ صارَ الدِّماءُ له خِمـارا
تَرَكْناهُ يَمُجُّ دمـاً نَـجِـيعـاً * * * يَرَى لِبُطُونِ راحَتِهِ اصْفِرارا
قال
نصر بن سيار
أموي الشعر
أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ * * * ويُوشِكُ أَنْ يكُونَ لـه ضِـرامُ
فإِنْ لَمْ يُطْفِـهِ عُـقَـلاءُ قَـوْمٍ * * * فإِنَّ وَقُـودَهُ جُـثَـثٌ وهـامُ
فإِنَّ النَّارَ بالـعُـودَيْنِ تُـذْكَـى * * * وإِنَّ الحَـرْبَ أَوَّلُـهـا كَـلامُ
فقلتُ مِن التَّعَجُّب: لَيْتَ شِعْرِي! * * * أَأَيْقـاظٌ أُمَــيَّةُ أَمْ نِـــيَامُ
فإِنْ يَكُ قَوْمُنا أَمْسَـوْا رُقُـوداً * * * فقُلْ: هُبُّوا، فَقَدْ حانَ الـقِـيامُ
تَعَزَّوْا عن زَمانِكُمُ وقُـولُـوا: * * * على الإسْلامِ والعَرَبِ السَّـلامُ
قال
أبو مسلم الخراساني
أَدْرَكْتُ بالحَزْمِ والكِتْمان ما عَـجَـزَ * * * تْ عنه مُلُوكُ بني مَرْوانَ إِذْ حَشَدُوا
مازِلْتُ أَسْعَى عليهـمْ فـي دِيارهُـمُ * * * والقَوْمُ في مُلْكِهِمْ في الشَّام قَدْ رَقَدُوا
حتَّى ضَرَبْتُهُم بالسَّيفِ فانْـتَـبَـهُـوا * * * مِن رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْها قَبْـلَـهُـمْ أَحَـدُ
ومَنْ رَعَى غَنَماً في أَرْضِ مَسْبَـعَةِ * * * ونامَ عَنْها تَوَلَّـى رَعْـيَهـا الأَسَـدُ
قال
ماجد بن مخارق الغنوي
إِذا مـا وُتِـرْنـا لَـمْ نَـنَــمْ عـــن تِـــراتِـــنـــا * * * ولَـمْ نَـكُ أَوْغـــالاً نُـــقِـــيمُ الـــبَـــواكِـــيا
ولـكـنَّـنـا نَـعْـلُـــو الـــجِـــيادَ شَـــوازِبـــاً * * * فنَـرْمِـي بـهـا نـحـوَ الـتِّـراتِ الـــمَـــرامِـــيا
وقـائِلةٍ، خَـــوْفـــاً عـــلـــيَّ مِـــن الـــرَّدَى * * * وقَـدْ قـلـتُ: هـاتِـي نـاولِــينـــي سِـــلاحـــيا
لكَ الخَيْرُ، لا تَعْجَلْ إِلى حَرْبِ مَعْشَرٍفَريداً وَحِيداً، وابْغِ نَفْسَكَ ثانِيا
فقلتُ: أَخِي سَيْفِي، ورُمْحِي نَاصِرِي * * * ودِرْعِـيَ لِـي حِـصْـنٌ، ومُــهْـــرِي قِـــلاعِـــيا
ولَـسْـتُ بـبـاقٍ حـينَ تَـــدْنُـــو مَـــنِـــيَّتِـــي * * * ولا هـالِـكٍ مِـن قَـبْــل يَدْنُـــو حِـــمـــامِـــيا
سأُتْـلِـفُ نَـفْـسِـي أَو سـأَبْـلُـــغُ هِـــمَّـــتِـــي * * * فأَغْـنَـى وأُغْـنِـــي مَـــن أَرَدْتُ بِـــمـــالِـــيا
وأَظْـلِـمُ نَـفْـسِـي لــلـــصَّـــدِيقِ حَـــفِـــيظَةً * * * وتَــظْـــلِـــمُ أَعْـــدائِي يَدِي ولِـــســـانـــيا
ومـا الـنَـقْـرُ أَنْـجـانِـي، ولا الـعَـجْـزُ عـافَــنِـــي * * * ولـكـنَّ مـالِـي ضـاقَ بِـي عــن فَـــعـــالِـــيا
قال
السليك بن السلكة
فلا يَغْرُرْكَ صُعْلُـوكٌ نَـؤُومٌ * * * إِذا أَمْسَى يُعَدُّ مِن الـعِـيالِ
إِذَا أَضْحَى تَفَقَّدَ مَنْـكِـبَـيْهِ * * * وأَبْصَرَ لَحْمَهُ حَذَرَ الهُـزالِ
ولكنْ كُلُّ صُعْلُوكٍ ضَـرُوبٍ * * * بنَصْلِ السَّيفِ هاماتِ الرِّجالِ
قال
عروة الصعاليك
جاهلي
إِذا المَرْءُ لَمْ يَطْلُبُ مَعاشاً لِنَفْسِهِشَكا الفَقْرَ أَو لامَ الصَّدِيقَ فأَكْثَرا
وصارَ على الأَدْنَيْنَ كَلاِّ وأَوْشَكَتْ * * * قُلُـوبُ ذَوِي الـقُـرْبَـى لـــه أَنْ تَـــنَـــكَّـــرا
ومـا طـالِـبُ الـحـاجـاتِ مِـنْ حَـيْثُ تُـبْـتَــغَـــى * * * مِن الـــنَّـــاسِ إلاَّ مَـــنْ أَبَـــرَّ وشَـــمَّـــرا
فسِـرْ فـي بـلادِ الـلّـهِ والـتَـمِـسِ الــغِـــنَـــى * * * تَعِـشْ ذا يَسـارٍ أَو تَـــمُـــوتَ فـــتُـــعْـــذَرا
ولا تَـرْضَ مِـــنْ عَـــيْشٍ بـــدُونٍ ولا تَـــنَـــمْ * * * وكَـيْف ينـامُ الـلـيلَ مَـن كــانَ مُـــعْـــسِـــرا
قال
عبيد بن أيوب
بن ضرار العنبري، وكان لصاً
تقـولُ، وقَـدْ أَلْـمَـمْـتُ بــالـــجِـــنِّ لَـــمَّةً * * * مُخَـصَّـبَةُ الأَطْـرافِ خُـرْسُ الـــخَـــلاخِـــلِ
أَهَـذا خَــدِينُ الـــذِّئْبِ والـــغُـــولِ والـــذي * * * يَهِـيمُ بِـرَيَّاتِ الـحِـجـــالِ الـــهَـــراكِـــلِ
رَأَتْ خَلَقَ الدِّرْسَيْنِ أَسْوَدَ شاحِباًمِن القَوْمِ بَسَّاماً كَرِيمَ الشَّمائِلِ
تَعَوَّدَ مِن آبائِهِ فَتَكاتِهِمْ * * * وإِطْـعـامَـهُـمْ فـي كُـلِّ غَــيْراء مـــاحِـــلِ
إِذا صــادَ صَـــيْداً لـــفـــه بـــضِـــرامَةٍ * * * وَشِـيكـاًن ولَـمْ يُنْـظِـرْ لِـغَـلْـيِ الـمَــراجِـــلِ
فَنَـهْـسـاً كـنَـهْـسِ الـصَّـقْـرِ ثُـم مِــراسَـــهُ * * * بكَـفَّـيْهِ رَأْسَ الـشِّـيخَةِ الـــمُـــتـــمـــايِلِ
إِذا مـــا أَرادَ الـــلّـــهُ ذُلَّ قَـــبِـــــــيلَةٍ * * * رَمـاهـا بـتَـشْـتِـيتِ الـهَـوَى والـتَّـــخَـــاذُلِ
وأَوَّلُ عَـجْـزِ الـقَـوْمِ عَـمَّــا يَنُـــوبُـــهُـــمْ * * * تَدافُـعُـهُـمْ عـنـه وطُــولُ الـــتَّـــواكُـــلِ
قال
أيضاً
لقَدْ خِفْتُ، حتَّى لو تَمُرُّ حَمـامةٌ * * * لَقلتُ: عَدُوٌّ أَو طَلِيعَةُ مَعْـشَـرِ
وخِفْتَ خَلِيلِي ذا الصَّغاءِ ورابَنِي * * * وقِيلَ: فُلانٌ أَو فُلانَةُ فـاحْـذَرِ
فأَصْرَحْتُ كالوَحْشِيِّ يَتْبَعُ ما خَلا * * * ويترُك مَأْنُوسَ البلادِ المُدَعْثَـرِ
إِذا قِيلَ خَيْرٌ، قلتُ: هَذِي خَدِيعَةٌ، * * * وإِنْ قِيلَ شَرٌّ، قلتُ: حَقٌّ فشمِّرِ
قال
عمرو بن براقة
الهمداني، جاهلي
تقولُ سُلَيْمَى لا تَعَرَّضْ لِتَلْـفَةٍ * * * ولَيْلُكَ عن لَيْلِ الصَّعالِيكِ نـائِمُ
وكَيْف يَنامُ الليلَ مَن جُلُّ مالِـهِ * * * حُسامٌ كلَوْنِ المِلْحِ أَبْيَضُ صارِمُ
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهـمْ * * * قَلِيلٌ إِذا نامَ الخَلِيُّ المُسـالِـمُ
كَذَبْتُمْ، وبَيْتِ اللّهِ لا تَأْخُـذُونَـهـا * * * مُراغَمَةً ما دامَ للـسَّـيفِ قـائِمُ
متى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكِيَّ وصارماً * * * وأَنْفاً حَمِيّاً تَجْتَنِبْكَ الـمَـظـالِـمُ
متى تَجْمَعِ المالَ المُمَنَّعَ بالقَـنـا * * * تَعِشْ ماجِداً أَو تَخْتَرِمْكَ المَخارِمُ
وكنتُ إِذا قَوْمٌ غَزَوْنِي غَزَوْتُهـمْ * * * فهَلْ أَنا في ذا يالَ هَمْدانَ ظالِـمُ
فلا صُلْحَ حتَّى تُقْرَعَ الخيلَ بالقَنـا * * * وتُضْرَبَ بالبيضِ الرِّقاق الجَماجم
قال
عروة بن الورد
العبسي، جاهلي
قلتُ لِقَوْمٍ بالكَـنِـيفِ: تَـرَوَّحُـوا * * * عَشِيَّةَ بِتْنا عـنـدَ مـاوانَ رُزَّحِ
تَنالُوا الغِنَى، أَو تَبْلُغُوا بنُفُوسِـكُـم * * * إِلى مُسْتراحٍ مِن حِمامٍ مُـبَـرِّحِ
ومَن يَكُ مِثْلِي ذا عِيالٍ ومُقْـتِـراً * * * مِن المالِ يَطْرَحْ نَفْسَه كلَّ مَطْرَحِ
لِيَبْلُغَ عُذْراً أَو يُصِـيبَ غَـنِـيمَةً * * * ومُبْلِغُ نَفْس عُذْرَها مِثْلُ مُنْـجِـحِ
قال
أبو النشناش النهشلي
أموي الشعر
وســـائِلَةٍ أَيْنَ ارْتِـــحـــالِــــــي وســـــــائِلٍ * * * ومَـن يَسـأَلُ الـصُّـعْـــلُـــوكَ أَينَ مَـــذاهِـــبُـــهْ
إِذ المَرْءُ لَمْ يَسْرَحْ سَواماً ولَمْ يُرِحْسَواماً ولَمْ تَعْطِفْ عليهِ أَقـاربُـهْ
فَللْمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى مِن قُعُودِهِ * * * عَدِيمـاً ومِـن مَـــوْلـــىً تَـــدِبُّ عَـــقـــارِبُـــهْ
فلَـمْ أَرَ مِـثْـلَ الـفَـقْـرِ ضـاجَـعَــهُ الـــفَـــتَـــى * * * ولا كَـسَـوادِ الـلَّـــيلِ أَخْـــفَـــقَ طـــالِـــبُـــهْ
فمُتْ مُعْدِماً أَوْ عِشْ كَرِيماً فإِنَّنِيأَرَى المَوْتَ لا يَنْجُو مِن الموتِ هارِبُهْ
ودَعْ عنكَ مَوْلَى السَّوْءِ والدَّهْرَ إِنَّهُ * * * سَيَكْـــفِـــيكَـــهُ أَيَّامُـــهُ وتَـــجـــارِبُـــــهْ
قال
جابر بن الثعلب الطائي
وقامَ إِليَّ العـاذِلاتُ يَلُـمْـنَـنِـي * * * يَقُلْنَ: أَلاَ تَنْفَكُّ تَرْحَلُ مَـرْحَـلا
فإِنَّ الفَتَى ذا الحَزْمِ رامٍ بنَفْـسِـهِ * * * جَواشِنَ هذا الليلِ كَـيْ يَتَـمَـوَّلا
ومَنْ يَفْتَقِر في قَوْمِهِ يَحْمَدِ الغِنَـى * * * وإِنْ كانَ فيهِمْ واسِطَ العَمِّ مُخْولا
كأَنَّ الفَتَى لَمْ يَعْرَ يوماً إِذا اكْتَسَـى * * * ولم يَكُ صُعْلُوكاً إِذا ما تَـمَـوَّلا
ولَمْ يَكُ في بُؤْسٍ إِذا نـامَ لَـيْلَـهُ * * * يُناغِي غَوالاً فاتِرَ الطَّرْفِ أَكْحَلا
ويُزْري بعَقْلِ المرءِ قِـلَّةُ مـالِـهِ * * * وإِنْ كان أَسْرَى مِن رجالٍ وأَحْوَلا
إِذا جانِبٌ أَعْياكَ فاعْمِدْ لجـانِـبٍ * * * فإِنَّكَ لاقٍ فـي بِـلاد مُـعَـوَّلا
قال
أحمر بن سالم
إسلامي
مُقِـــلٌ رَأَى الإِقْـــلالَ عـــارً، فـــلَــــمْ يَزَلْ * * * يَجُـوبُ بِـلادَ الــلّـــهِ حـــتَّـــى تَـــمَـــوَّلا
إِذا جـابَ أَرْضـاً يَنْـــتَـــوِيهـــا رَمَـــتْ بـــه * * * مَهـامِـهَ أُخْـرَى عِـيسُـهُ فـتَـــغَـــلْـــغَـــلا
ولَـــمْ يثْـــنِـــهِ عـــمَّـــا أَرادَ مَـــهـــابَةٌ * * * ولـكـنْ مَـضَـى قُـدْمـاً وإِنْ كـانَ مُــبْـــسَـــلا
يُلاقِي الرَّزايا عَسْكَراً بَعْدَ عَسْكَرٍويَغْشَى المَنايا جَحْفَلاً ثُمَّ جَحْفَلا
على ثِقَةٍ أَنْ سَوْفَ يَغْدُو مُجَدِّلاً * * * علـى الـمــالِ قِـــرْنـــاً أَو يَرُوحُ مُـــجَـــدَّلا
فلـمَّـا أَفـادَ الـمـالَ جــادَ بـــفَـــضْـــلِـــهِ * * * لِمَـــنْ جـــاءهُ يَرْجُـــو جَـــداهُ مُـــؤَمَّـــلا
وإِنَّ امْـرَءاً قـد بـاعَ بـالـمـــالِ نَـــفْـــسَـــهُ * * * وجـــاد بـــه أَهْـــلٌ لأَنْ لا يُبـــخَّـــــــلا
قال
الحريش السعدي
أموي الشعر
آلا خَلِّنِي أَذْهَبْ لِشَـأَنِـي، ولا أَكُـنْ * * * على النَّـاسِ كَـلاًّ، إِنَّ ذا لَـشَـدِيدُ
أَرَى الضَّرْبَ في البُلْدانِ يُغْنِي مَعاشِراً * * * ولَمْ أَرَ مَن يُجْدِي عـلـيه قُـعُـودُ
أَتَمْنَعُنِي خَوْفَ المَنايا، ولَمْ أَكُنْ * * * لأَهْرُبَ مِمَّا لَيْس عنه مَحِـيدُ
فلَوْ كنتُ ذا مالٍ لَقُرِّبَ مَجْلِسِي * * * وقِيلَ إِذ أَخْطَأْتُ أَنـتَ سَـدِيدُ
فدَعْنِي أُطَوِّفْ في البلادِ لَعَلَّنِي * * * أَسُرُّ صَدِيقاً أَو يُساءُ حَسُـودُ
قال
هدبة بن خشرم
ولَسْتُ بِمفْراحٍ إِذا الدَّهْرُ سَـرَّنِـي * * * ولا جازِعٍ مِن صَرْفِهِ المُتَقَـلِّـب
ولستُ بِباغِي الشَّرِّ والشَّرُّ تارِكِـي * * * ولكنْ مَتى أُحْمَلْ على الشَّرِّ أَرْكَب
قال
بعض بني سليم
فإِنْ تَسْأَلِينِي كَيْف أَنتَ فإِنَّـنِـي * * * صَبُورٌ على رَيْبِ الزَّمانِ صَلِيبُ
يَعِزُّ عليَّ أَنْ تُـرَى بِـي كـآبَةٌ * * * فيَشْمَتُ عادٍ أَو يُسـاءُ حَـبِـيبُ
قال
الوليد بن عقبة
أَلاَ أَبْلِغْ مُعاوِيَةً بن حَـرْبٍ * * * فإِنَّكَ مِن أَخِي ثِقَةٍ مُسلـيمُ
قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّى * * * تُهَدِّرُ مِن دمَشْقَ ولا تَـرِيمُ
فإِنَّكَ والكِتابَ إِلى عـلـيٍّ * * * كَدابِغَةٍ وقَـدْ حَـلِـمَ الأَدِيمُ
فلَوْ كنتَ القَتِيلَ وكانَ حَـيّاً * * * لَشَمَّرَ لا أَلَـفُّ ولا سَـؤُومُ
قال
آخر
لولا ابنُ عَفَّانَ الإِمـامُ لـقَـدْ * * * أَغْضَيْتَ مِن شَتْمِي على رَغْمِ
كانتْ عُقُوبَةُ ما صَنَعْتَ كمـا * * * كانَ الزِّناءُ عُقُوبَةَ الـرَّجْـمِ
قال
عبد العزيز بن زرارة
وكان معاوية بن أبي سفيان ينشدها كثيراً
قد عِشْتُ في النَّاسِ أَطْواراً على خُلُق * * * شَتَّى، وقاسَيْتُ فِيها اللِّينَ والفَظَـعـا
كُلاًّ بَلَوْتُ، فلا النَّعْماءُ تُبْـطِـرُنِـي * * * ولا تَخَشَّعْتُ مِن مَكْرُوهَةٍ جَـزَعـا
لا يَمْلأُ الهَوْلُ صَدْري قَبْلَ مَوْقِـعِـهِ * * * ولا أَضِيقُ بـه ذَرْعـاً إِذا وَقَـعـا