الحمد لله لا جاه ومال

الحمد لله لا جاه ومال

​الحمد لله لا جاه ومال​ المؤلف عبد الغني النابلسي


الحمد لله لا جاه ومال
وإنما هو علم الله والحال
فلا أخاف على جاه يزول ولا
مال عليه يد تبغى وتحتال
عندي علوم وما عندي لها أحد
في عصرنا اليوم بين الناس حمال
أبثها بين أقوام فيوهمني
بعض بإيمانه والبعض نقال
وهم يلومون في إفشائها وأنا
أخاف تدركني بالكتم أنكال
لعن من الله في القرآن جاء لمن
أخفى بيانا له في الذكر إنزال
وإنما أنا أبديها فيؤمن ذو
هدى وينكرها من فيه إضلال
يا ويحهم كلما أصغوا لها وجدوا
قبولها فدهتهم منه أثقال
فيعرضون اكتفاء بالذي فهموا
والفهم فيها بدون الذوق بطال
وغاية الأمر أن البعض ليس له
منها على الجدّ إلا القيل والقال
عقيدتي كلها القرآن جملته
وسنة المصطفى علم وأعمال
والله لي منهما بالكشف يوضح ما
لم تستعدّ له في القوم إبطال
ذوق أكاد به أدرى الغيوب بلا
دراية لكن الإيمان فعال
والذل والانكسار القلب مشتمل
عليهما دائما ما فيه إخلال
وفي الأذية لي صبر ولي جلد
وليس لي في انتظار النصر إهمال
عندي التفاصيل من علم الإله ترى
وغيرنا عنده في العلم إجمال
دين هو الشرع باد والحقيقة قد
دارت به فأحاطت وهي أحوال
برّ وبحر هما دين الإله فلا
تكفر بواحدة منهنّ تغتال
كن مؤمنا بهما إن لم يكن لهما
فيك اقتدار فللرحمن إقبال
بالشرع مؤمنهم لا بالحقيقة قل
أو بالحقيقة لا بالشرع دجال
ومؤمن بهما في جنة وعلى
لكن له عن تجلي الحق أشغال
لأنه ماله ذوق يحققه
بالحق والقلب منه فيه إغفال
وصاحب الذوق سرّ لا يباح به
ما عنده قط في الأشياء إشكال
الله أكبر هذا الدين فهت به
جميعه ولغيري فيه أقوال
فمن يجد عنده رشدا يدين به
أولا فذلك للباغين تمثال