الدر المنثور/سورة الشعراء


بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الشعراء

مكية وآياتها سبع وعشرون ومائتان

مقدمة سورة الشعراء

أخرج ابن ضريس وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة طسم الشعراء بمكة

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزلت سورة الشعراء بمكة

وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: سورة الشعراء نزلت بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة والشعراء يتبعهم الغاوون ؟ إلى آخرها

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معدي كرب قال: أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء قال: ليست معي ولكن عليكم ممن أخذها من رسول الله عليكم بأبي عبد الله خباب بن الأرت - طسم

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: اسم من أسماء القرآن

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله طسم قال: الطاء من ذي الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن

قوله تعالى: تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيزالرحيم

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لعلك باخع نفسك قال: لعلك قاتل نفسك ان لا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوى أحدهم عنقه إلى معصية الله وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث يقول: ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه فسيأتيهم يعني يوم القيامة أنباء ما استهزأوا به من كتاب الله وفي قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال: حسن

وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: العنق الجماعة من الناس قال: وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال: نعم أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل: يخبرنا المخبر ان عمرا امام القوم من عنق مخيل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: ذليلين

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الخاضع: الذليل

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال: من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال: الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: كل شيء في الشعراء من قوله عزيز رحيم فهو ما هلك ممن مضى من الامم يقول عزيز حين انتقم من أعدائه رحيم بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه

قوله تعالى: وإذ نادى ربك موسى أن إئت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئنا لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال أآمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحرفلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إن كنا أول المؤمنين

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه واذ نادى ربك موسى قال: حين نودي من جانب الطور الايمن

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولهم على ذنب قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله وفعلت فعلتك التي فعلت قال: قتل النفس ايضا وفي قوله فعلتها إذا وأنا من الضالين قال: من الجاهلين

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولهم على ذنب قال: قتل النفس وفي قوله ألم نربك فينا وليدا قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا وفعلت فعلتك التي فعلت قال: قتلت النفس التي قتلت وأنت من الكافرين قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: فعلتها إذا وأنا من الضالين قال: من الجاهلين قال: وهي في بعض القراءة اذن وأنا من الجاهلين فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال: من فرعون على موسى حين رباه يقول: كفرت نعمتي

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل قال: قهرتهم واستعملتهم

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال: للنعمة ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر ؟ وفي قوله قال فعلتها إذا وأنا من الضالين قال: من الجاهلين

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود فعلتها اذن وأنا من الجاهلين

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله فوهب لي حكما قال: النبوة

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وتلك نعمة تمنها علي قال: يقول موسى لفرعون: أتمن علي يا فرعون بان اتخذت بني اسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله ان كنتم تعقلون قال: فلم يزده إلا رغما

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فألقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين يقول: مبين له خلق حية ونزع يده يقول:

وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للناظرين ينظر إليها ويراها

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتىأتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها ؟ الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت ؟ قال: أنا موسى فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى: يا هرون انطلق بي إلى فرعون فان الله قد أرسلنا اليه قال هرون: سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت: أنشدكما بالله ان لا تذهبا الىفرعون فيقتلكما فابيا فانطلقا اليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون: من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة ؟ فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى: أنا رسول رب العالمين ففزع البواب فأتى فرعون فأخبره فقال: ان ههنا انسانا مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين فقال: أدخله فدخل فقال: انه رسول رب العالمين قال فرعون: وما رب العالمين قال: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى طه الآية 50 قال: ان كنت جئت بآية فائت بها ان كنت من الصادقين فألقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين الأعراف الآية 106 والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الاسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فاحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح: يا موسى خذها وأنا أوؤمن بك وأرسل معك بني اسرائيل فأخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم ان هذين لساحران يريدان ان يخرجاكما من أرضكم بسحرهم طه الآية 63 فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى: أرأيت ان غلبتك غذا أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق ؟ قال الساحر: لآتين غدا بسحر لا يغلبه شيء فو الله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن انك حق وفرعون ينظر اليهما

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وقيل للناس هل أنتم مجتمعون قال: كانوا بالاسكندرية قال: ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال: وهزموا وسلم فرعون وهمت به فقال: خذها يا موسى وكان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الأرض شيئا فاحدث يومئذ تحته وكان ارساله الحية في القبة الخضراء

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون قال: فوجدوا الله أعز منه

وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور قال: بلغني انه لما تكلم ببعض هذا وقالوا بعزة فرعون قالت الملائكة: قصمه ورب الكعبة فقال الله تالون علي قد أمهلته أربعين عاما

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله لا ضير قال: يقولون لا يضرنا الذي تقول وان صنعت بنا وصلبتنا انا إلى ربنا منقلبون يقول: انا إلى ربنا راجعون وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله ان كنا أول المؤمنين قال: كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها

قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن أسري بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فاتبعوهم مشرقين فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: ثم ان الله أمر موسى ان يخرج ببني اسرائيل فقال أسر بعبادي ليلا فأمر موسى بني اسرائيل أن يخرجوا وأمرهم أن يستعيروا الحلى من القبط وأمر ان لا ينادي أحد منهم صاحبه وان يسرجوا في بيوتهم حتى الصبح وان من خرج منهم امام بابه يكب من دم حتى يعلم انه قد خرج وان الله قد أخرج كل ولد زنا في القبط من بني اسرائيل إلى بني اسرائيل

وأخرج كل ولد زنا في بني اسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم ثم خرج موسى ببني اسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فاصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية وتبعهم فرعون على مقدمة هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله فارسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشر ذمة قليلون فكان موسى على ساقه بني اسرائيل وكان هرون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى: أين أمرت ؟ قال: البحر فأراد ان يقتحم فمنعه موسى فنظرت بنو اسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا: يا موسى انا لمدركون قال موسى كلا ان معي ربي سيهدين يقول: سيكفين فتقدم هرون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال: من هذا الجبار الذي يضربني ؟ حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يقول: كالجبل العظيم فدخلت بنو اسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط: قد قتل أصحابناز فلما رأى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال: ألا ترون إلى البحر منفلقا قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحم فنزل على ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم أمر الله البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ان هؤلاء لشر ذمة قليلون قال: ذكر لنا أن بني اسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل وعشرين الفا فصاعدا واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ان هؤلاء لشر ذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير عن أبي عبيدة مثله

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان هؤلاء لشر ذمة قليلون قال: كانوا ستمائة ألف

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لشرذمة قال: قطعة

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه لشرذمة قال: الفريد من الناس

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله " كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبط فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب عليه السلام "

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال: هم يومئذ ستمائة ألف ولا يحصى عدد أصحاب فرعون

وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله " كان فرعون عدو الله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائد مع كل قائد سبعون ألفا وكان موسى مع سبعين ألفا حين عبروا البحر "

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال: أوحى الله إلى موسى: أن أجمع بني اسرائيل كل أربعة أبيات من بني اسرائيل في بيت ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها على كل باب فاني سآمر الملائكة ان لا تدخل بيتا على بابه دم وسآمر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم ثم اخبزوا خبز فطيرا فانه أسرع لكم ثم سر حتى تأتي البحر ثم قف حتى يأتيك أمري فلما ان أصبح فرعون قال: هذا عمل موسى وقومه قتلوا ابكارنا من أنفسنا وأهلينا

وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال: ان الله أمر موسى أن يسير ببني اسرائيل وقد كان موسى وعد بني اسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ فلما سار موسى ببني اسرائيل أذن فرعون في الناس ان هؤلاء لشرذمة قليلون

وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال: خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني اسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون: ان هؤلاء لشر ذمة قليلون وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل أدهم سوى ألوان الخيل وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول: ليس القوم بأحق بالطريق منكم وفرعون على فرس أدهم حصان وجبريل على فرس أنثى فاتبعها فرس فرعون وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول: الحقوا أصحابكم حتى دخل آخرهم وأراد أولهم أن يخرجوا فاطبق عليهم البحر

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال: لما أراد موسى أن يخرج ببني اسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال: أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فأتوهم فلم يصح في تلك الليلة الديك فخرج موسى ببني اسرائيل وغدا فرعون فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتي بها فأمر بها أن تذبح ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس فاجتمعوا اليه فاتبعهم فلما انتهى موسى إلى البحر قال له: وصيه يا نبي الله أين أمرت ؟ قال: ههنا في البحر

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيهم أحد إلا على بهيم

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها وكانت جريدته مائة ألف حصان

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال: اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انسانا ذكرهم وأنثاهم فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة الف ونيف وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل وحالت الريح الشمال وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة إلا ضمه فقال القوم: يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف ان صنعا ما صنعنا فاين الملجأ ؟ قال: البحر

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ وانا لجميع حاذرون قال: مؤدون مقرون

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الاسود بن يزيد انه كان يقرأها وانا لجميع حاذرون يقول: رادون مستعدون

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ وانا لجميع حاذرون يقول: ما دون في السلاح

وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال: قرأ عبيد وانا لجميع حاذرون

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك وانا لجميع حاذرون يعني شاكي السلاح

وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود وانا لجميع حاذرون قال: مؤدون مقوون في السلاح والكراع

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم انه كان يقرأها وانا لجميع حاذرون

وأخرج ابن الانباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله وانا لجميع حاذرون ما الحاذرون ؟ قال: التامون السلاح قال فيه النجاشي: لعمر أبي أتاني حيث أمسى لقد تأذت به أبناء بكر خفيفة في كتاب حاذرات يقودهم أبو شبل هزبر

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم قال: كانوا في ذلك في الدنيا فاخرجهم الله من ذلك وأورثها بني اسرائيل

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومقام كريم قال: المنابر

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فاتبعوهم مشرقين قال: اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس قال أصحاب موسى انا لمدركون قال موسى وكان أعلمهم بالله كلا ان معي ربي سيهدين

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فاتبعوهم مشرقين مهموزة مقطوعة الألف

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فاتبعوهم مشرقين قال: خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا وأظلمت الأرض فقال أصحابه: ان يوسف كان أخبرنا: انا سننجى من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا سألها على قبره فأخرجته له بحكمها فكان حكمها ان قالت له: احملني فاخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا

وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري: ان مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال: يا نبي الله أين أمرت ؟ قال: امامك قال: وهل امامي إلا البحر ؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت ثم سار ساعة فقال مثل ذلك فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله كلا ان معي ربي سيهدين

قوله تعالى: فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالطود قال: كالجبل

وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كالطود قال: كالجبل

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال الطود الجبل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وازلفنا ثم الآخرين قال: هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله " إلا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت: بلى قال: اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله " قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام: ان موسى لما انتهى إلى البحر قال: يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء والكائن بعد كل شيء اجعل لنا مخرجا فأوحى الله اليه أن اضرب بعصاك البحر

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر

وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال: لما انتهى موسى ببني اسرائيل إلى البحر قالت بنو اسرائيل لموسى: أين ما وعدتنا ؟ هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا فقال موسى للبحر: انفرق أبا خالد فقال: لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودي أن أضرب بعصاك البحر

وأخرج أبو العباس محمد بن إسحاق السراج في تاريخه وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو ؟ والثاني والثالث والرابع وعن أكرم الخلق على الله وأكرم الأنبياء على الله وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم وعن قبر سار بصاحبه وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخزاه الله وما علمي ما ههنا ! فقيل له: اكتب إلى ابن عباس فسله فكتب اليه يسأله فكتب اليه ابن عباس: ان أفضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل إلا بها والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام وأكرم اماء الله مريم وأما الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذي فدى به اسمعيل وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة فباب السماء وأما القوس فانها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني اسرائيل فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال: لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف ومعه عصا فضحك فرعون فالقى عصاه فانطلقت نحوه كانها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون: خذها واسلم فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا فأمر موسى أن يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر فلما رآه هابه وهو على حصان له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني اسرائيل وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى موسى: أن اسر بعبادي ليلا انكم متبعون فاسرى موسى ببني اسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث وكان موسى في ستمائة ألف فلما عاينهم فرعون قال ان هؤلاء لشر ذمة قليلون وانهم لنا لغائطون وانا لجميع حذرون الشعراء الآية 54 - 56 فاسرى موسى ببني اسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فاذا هم برهج دواب فرعون فقالوا: يا موسى أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعدما جئتنا الأعراف الآية 129 هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال: عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون الأعراف الآية129 فأوحى الله إلى موسىأن اضرب بعصاك البحر وأوحى إلى البحر: أن اسمع لموسى وأطع إذا ضربك فثاب البحر له أفكل يعني رعدة لا يدري من أي جوانبه يضرب فقال يوشع لموسى: بماذا أمرت ؟ قال: أمرت أن أضرب البحر قال: فاضربه: فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: ما لنا لا نرى أصحابنا فقالوا لموسى: ان أصحابنا لا نراهم ؟ قال: سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا: لن نؤمن حتى نراهم قال موسى: اللهم أعني على أخلاقكم السيئة فأوحى الله اليه: ان قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى خرجوا من البحر فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان اقتحم خلفها وقيل لموسى اترك البحر رهوا الدخان الآية 24 قال: طرقا على حاله ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فاغرقوا

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان موسى حين أسرى ببني اسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع الي ستمائة ألف من القبط فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق فقال له البحر: لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم ؟ ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبي الله بهؤلاء ؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال: اين أمرت يا نبي الله ؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه قال: ما كذبت ولا كذبت فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق يترأون فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم

وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي موسى عن رسول الله قال: " ان موسى لما أراد ان يسير ببني اسرائيل أضل الطريق فقال لبني اسرائيل: ما هذا ؟ فقال له علماء بني اسرائيل: ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى: أيكم يدري اين قبره ؟ فقالوا: ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني اسرائيل فارسل اليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي قال: وما حكمك ؟ قالت: أن أكون معك في الجنة فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له: اعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم: انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت: احفروا فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار "

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب ان رسول الله قال: " لما أسرى موسى ببني اسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه وقيل لموسى: لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف قال: واين موضعها ؟ قالوا: ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت: موسى ؟ قال: موسى قالت: ما وراءك ؟ قال: أمرت أن أحمل عظام يوسف قالت: ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم قال: دليني على عظام يوسف قالت: لا أفعل إلا ان تعطيني ما سألتك قال: فلك ما سألت قالت: خذ بيدي فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطىء النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت: انا دفناه من ذلك الجانب فاخصب ذلك الجانب وأجدب ذاك الجانب فحولناه إلى هذا الجانب وأجدب ذاك فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناه في وسط النيل فاخصب الجانبان جميعا فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فالحقها بالعسكر وقال لها: سلي ما شئت قالت: فاني أسألك أن أكون انا وأنت في درجة واحدة في الجنة ويرد علي بصري وشبابي حتى اكون شابة كما كنت قال: فلك ذلك "

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبي من بعدي فقولوا له: يخرج عظامي من هذه القرية فلما كان من أمر موسى ما كان يوم قرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف فسأل عن قبره فلم يجد أحد يخبره فقيل له: ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف فجاءها موسى عليه السلام فقال لها: تدليني على قبر يوسف ؟ فقالت: لا أفعل حتى تعطيني ما اششترط عليك فأوحى الله إلى موسى: ان اعطها شرطها قال لها: وما تريدين ؟ قالت: أكون زوجتك في الجنة فاعطاها فدلته على قبره فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه: الحمل يحمل على اليمين ! قال: صدقت هو على الشمال وانما فعلت ذلك كرامة ليوسف

وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر قال: فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم موسى: انما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها ؟ فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آي بن يعقوب: أنا رأيت عمي يوسف حين دفن فما تجعل لي ان دللتك عليه ؟ قال: حكمك فدلته عليه فأخذ عظام يوسف ثم قال: احتكمي قالت: أكون معك حيث كنت في الجنة

وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان الله أوحى إلى موسى: أن اسر بعبادي وكان بنو اسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا أن لنا عيدا نخرج اليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف فذلك قول فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس فذلك قولهل فاتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر ففعل فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يعني الجبل فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا: انا نخاف ان توحل فيه الخيل فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا: انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: ان موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله واترك البحر رهوا الدخان الآية 24 يعني كما هو فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البر وكان فرعون يومئذ على حصان فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم التقى البحر عليهم فغرقوا فسمع بنو اسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا ؟ قال موسى: غرق فرعون وأصحابه فرجعوا ينظرون فالقاهم البحر على الساحل

وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان جبريل بين الناس بين بني اسرائيل وبين آل فرعون فيقول: رويدكم ليلحقكم آخركم فقالت بنو اسرائيل: ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا وقال آل فرعون: ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا فلما انتهى موسى وبنو اسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون يا نبي الله أين أمرت ؟ هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال: أمرت بالبحر فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار فجعل موسى لا يدري كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر: ان أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصا فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فدخل بنو اسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بني اسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء

وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن أبي الدرداء قال " جعل النبي يصفق بيديه ويعجب من بني اسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم جاؤا موسى فقالوا: قد حضرنا العدو فماذا أمرت ؟ قال: ان أنزل ههنا فاما ان يفتح لي ربي ويهزمهم وأما ان يفرق لي هذا البحر فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال: هذا من سلطان ربي فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم "

قوله تعالى: واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فنظل لها عاكفين قال: عابدين قال هل يسمعونكم إذ تدعون يقول: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله اذ يسمعونكم قال: هل يسمعون أصواتكم

قوله تعالى: الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم

أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال: قوله اني سقيم الصافات الآية 29 وقوله بل فعله كبيرهم هذا الأنبياء الآية 63 وقوله لسارة: انها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأحلقني بالصالحين يعني أهل الجنة

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واجعل لي لسان صدق في الآخرين قال: يؤمن بإبراهيم كل ملة

وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله " إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج: بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه: لصواب الاعمال - والذي هو يطعمني ويسقين أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة واذا مرضت فهو يشفين شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين أحياه الله حياة السعداء وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي واجعل لي لسان صدق في الآخرين كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم جعل الله له القصور والمنازل في الجنة " وكان الحسن يزيد فيه - واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت: يا رسول الله أن ابن جدعان كان يقري الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل أينفعه ذلك ؟ قال: لا انه لم يقل يوما قط: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين

قوله تعالى: واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واغفر لأبي قال: امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تخزني يوم يبعثون قال: ذكر لنا ان نبي الله قال: " ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى يقطعه النار ويرجو أن يدخله الجنة فيناديه مناد: انه لا يدخل الجنة مششرك فيقول: رب أبي ووعدت أن لا تخزيني قال: فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في سورة ضبعان فاذا رآه كذلك تبرأ منه وقال: لست بأبي قال: فكنا نرى أنه يعني إبراهيم وما سمى به يومئذ "

وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن النبي قال: " يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصيني ؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم: رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الابعد فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فاذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار "

وأخرج أحمد عن رجل من بني كنانة قال: صليت خلف النبي عام الفتح فسمعته يقول " اللهم لا تخزني يوم القيامة "

قوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله إلا من أتى الله بقلب سليم قال: شهداة أن لا إله إلا الله

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله إلا من أتى الله بقلب سليم قال: كان يقال: سليم من الشرك

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله إلا من أتى الله بقلب سليم قال: من الشرك ليس فيه شك في الحق

وأخرج عبد بن حميد عن عون قال: ذكروا الحجاج عند ابن سيرين فقال: غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت: وما هو ؟ قال: ان كان لقي الله بقلب سليم فقد أصاب الذنوب خير منه قلت: وما القلب السليم ؟ قال: ان يعلم انه لا إله إلا الله

قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون

أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأزلفت الجنة للمتقين قال: قربت لأهلها

وأخرج ابن أبي شيبه عن نبيح ابن امرأة كعب قال: تزلف الجنة ثم تزخرف ثم ينظر اليها من خلق الله من مسلم أو يهودي أو نصراني إلا رجلان رجلا قتل مؤمنا متعمدا أو رجلا قتل معاهدا متعمدا

قوله تعالى: فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فكبكبوا فيها قال: جمعوا فيها هم والغاوون قال: مشركوا العرب والآلهة

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد فكبكبوا قال: رموا

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي فكبكبوا فيها قال: في النار هم قال: الآلهة والغاوون قال: مشركو قريش وجنود ابليس قال: ذرية ابليس ومن ولد

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والغاوون قال: الشياطين

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله " ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط: والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق فبينما هم كذلك إذا جاءهم نداء من الرحمن: عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا ؟ فيقولون: رب أنت تعلم انا اياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط: عبادي حق علي ان لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم ورضيت عنكم فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين إبراهيم الآية 43 قال الله فكبكبوا فيها هم والغاوون قال ابن عباس: ادخروا فيها إلى آخر الدهر

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله " ان أمتي ستحشر يوم القيامة فبينما هم وقوف اذ جاءهم مناد من الله: ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها فيميزون على حدة فيسيل عندهم سيل من دم ثم يقول لهم الداعي: اعيدوا هذه الدماء في أجسادها ؟ فيقول: احشروهم إلى النار فبينما هم يجرون إلى النار اذ نادى مناد فقال: ان القوم قد كانوا يهللون فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد ثم يكبكبون في النار هم والغاوون وجنوده ابليس أجمعون "

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي امامة أن عائشة قالت: يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله " نعم في ثلاث مواطن عند الميزان وعند النور والظلمة وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت: يا رسول الله وما الصراط ؟ قال: طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى والملائكة صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون: سلم سلم وأفئدتهم هواء إبراهيم الآية 43 فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار "

قوله تعالى: وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله وما أضلنا إلا المجرمون يقول: الاولون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة وما أضلنا إلا المجرمون قال: ابليس وابن آدم القاتل

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج فما لنا من شافعين قال: من أهل السماء ولا صديق حميم قال: من أهل الأرض

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ولا صديق حميم قال: شفيق

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلو أن لنا كرة قال: رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين قال: حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء والله أعلم

قوله تعالى: كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين فاتقوا الله وأطيعون قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج ابن المنذر عن ابن عباس قالوا أنؤمن لك قالوا: أنصدقك

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واتبعك الارذلون قال: الحواكون

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله واتبعك الارذلون قال: سفلة الناس وأراذلهم

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة واتبعك الارذلون قال: الحواكون

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ان حسابهم إلا على ربي قال: هو أعلم بما في أنفسهم

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لتكونن من المرجومين قال: بالحجارة

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن لتكونن من المرجومين قال: بالشتيمة

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فافتح بيني وبينهم فتحا قال: اقض بيني وبينهم قضاء

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح مثله

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل الفلك المشحون قال: السفينة الموقورة الممتلئة قال: وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال: نعم أما سمعت قول عبيد بن الأبرص: شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: تدرون ما المشحون ؟ قلنا: لا قال هو الموقر

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الفلك المشحون قال: الممتلىء

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الفلك المشحون قال: المملوء المفروغ منه تحميلا

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الفلك المشحون قال: المحمل

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الفلك المشحون كنا نحدث: انه الموقر

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي في الفلك المشحون قال: المثقل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله

وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في الفلك المشحون قال: سفينة نوح

قوله تعالى: كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العلمين أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال: طريق آية قال: علما تعبثون قال: تلعبون

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال: شرف

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أتبنون بكل ريع قال: طريق

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أتبنون بكل ريع قال: بكل فج بين جبلين آية قال: بنيانا وتتخذون مصانع قال: بروج الحمام

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله تعبثون قال: تلعبون

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وتتخذون مصانع قال: قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وتتخذون مصانع قال: مآخذ للماء قال: وكان في بعض القراءة وتتخذون مصانع كأنكم خالدون

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لعلكم تخلدون قال: كأنكم تخلدون

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واذا بطشتم بطشتم جبارين قال: بالسوط والسيف

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بطشتم جبارين قال: أقوياء

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بطشتم جبارين قال: أقوياء

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا إلا خلق الاولين قال: دين الاولين

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا إلا خلق الاولين قال: أساطير الأولين

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ ان هذا إلا خلق الاولين يقول شيء اختلقوه وفي لفظ يقول اختلاق الاولين

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ان هذا إلا خلق الأولين قال: كذبهم

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن علقمة ان هذا إلا خلق الأولين قال: اختلاقهم

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان هذا إلا خلق الأولين مرفوعة الخاء مثقلة

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان هذا إلا خلق الاولين قال: هكذا خلقت الاولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب وما نحن بمعذبين أي إنما نحن مثل الاولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث

قوله تعالى: كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتتركون فيما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين وأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ونخل طلعها هضيم قال: معشب

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل طلعها هضيم قال: منضم بعضه إلى بعض قال: وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال: نعم أما سمعت قول أمرىء القيس: دار لبيضاء العوارض طفلة مهضومة الكشحين ريا المعصم

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن يزيد بن أبي زياد ونخل طلعها هضيم قال: هو الرطب وفي لفظ قال: المذنب الذي قد رطب بعضه

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة طلعها هضيم قال: لين

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن طلعها هضيم قال: الرخو

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال الهضيم إذا بلغ البسر في عذوقه فعظم فذلك الهضم

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد طلعها هضيم قال: يتهشم تهشما

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد طلعها هضيم قال: الطلعة إذا مسستها تناثرت

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن طلعها هضيم قال: ليس فيه نوى

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال الهضيم الرطب اللين

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وتنحتون بكسر الحاء الجبال بيوتا فارهين بالالف

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين قال: حاذقين

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله فرهين قال: حاذقين بنحتها

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة فرهين قال: حاذقين

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين قال: أشرين

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فرهين قال: شرهين

وأخرج عبد بن حميد عن عطية في قوله فارهين قال: متجبرين

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد في قوله فارهين قال: يتجبرون

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فرهين قال: معجبين بصنعكم

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا تطيعوا أمر المسرفين قال: هم المشركون وفي قوله انما أنت من المسحرين قال: هم الساحرون

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انما أنت من المسحرين قال: المسحورين

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس في قوله انما أنت من المسحرين قال: من المخلوقين ثم أنشد قول لبيد بن ربيعة: ان تسألينا فيم نحن فاننا عصافير من هذا الانام المسحر

وأخرج ابن الانباري في الوقف والابتداء عن أبي صالح ومجاهد في قوله من المسحرين قالا: من المخدوعين

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انما أنت من المسحرين مثقلة وقال: المسحر: السوقة الذي ليس بملك

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان صالحا بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ثم انه لما مات كفر قومه ورجعوا عن الإسلام فاحيا الله لهم صالحا وبعثه اليهم فقال: أنا صالح فقالوا: قد مات صالح ان كنت صالحا فائت بآية ان كنت من الصادقين فبعث الله الناقة فعقروها وكفروا فاهلكوا وعاقرها رجل نساج يقال له قدار بن سالف

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال: كانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله فاذا كان يوم شربهم كان لانفسهم ومواشيهم وأرضهم

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاؤا

قوله تعالى: كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأنون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من الخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال: ما أصلح لكم يعني القبل

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يقول: ترك أقبال النساء إلى أدبار الرجال

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بل أنتم قوم عادون قال: متعدون

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال: في قراءة عبد الله وواعدناه أن نؤمنه أجمعين إلا عجوزا في الغابرين

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة إلا عجوزا في الغابرين قال: هي امرأة لوط غبرت في عذاب

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له: اخبرني عن قوله في الغابرين قال: في الباقين قال: وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال: نعم أما سمعت قول عبيد بن الابرص ؟: ذهبوا وخلفني المخلف فيهم فكانني في الغابرين غريب

قوله تعالى: كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر أن أجري إلا على رب العالمين وأوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين قالوا إنما أنتمن المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين قال ربي أعلم بما تعملون فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

أخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليكة قال الايكة

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله كذب أصحاب الايكة المرسلين قال: كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين وقد أهلكوا فيما ياتون وكان أصحاب الايكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين فقال لهم شعيب اني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم على ما أدعوكم عليه أجرا في العاجل في أموالكم ان أجري إلا على رب العالمين واتقوا الذي خلقكم والجبلة يعني وخلق الجبلة الأولين يعني القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم قالوا انما أنت من المسحرين يعني من المخلوقين وما أنت إلا بشر مثلنا وان نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء يعني قطعا من السماء فأخذهم عذاب يوم الظلة أرسل الله عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى انضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فتغشتهم حتى تقلقلت فيها جماجمهم وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم ثم أنشأت لهم ظلة كالسحابة السوداء فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها حتى إذا كانوا تحتها جميعا أطبقت عليهم فهلكو ونجى الله شعيبا والذين آمنوا به

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والجبلة الاولين قال: الخلق الاولين

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد والجبلة الاولين قال: الخليقة

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فاسقط علينا كسفا من السماء قال: قطعا من السماء

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: ان أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا عليهم فارسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل قال: ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا ابرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا

وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: أصحاب الايكة أصحاب شجر وهم قوم شعيب وأصحاب الرس: أصحاب آبار وهم قوم شعيب

وأخرج ابن المنذر عن السدي قال: بعث شعيبا إلى أصحاب الايكة - والايكة غيضة - فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة قال: فتح الله عليهم بابا من أبواب جهنم فغشيهم من حره ما لم يطيقوه فتبردوا بالماء وبما قدروا عليه فبينما هم كذلك إذا رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة فلما وجدوا بردها ساروا نحو الظلة فاتوها يتبردون بها فخرجوا من كل شيء كانوا فيه فلما تكاملوا تحتها طبقت عليهم بالعذاب فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال: سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح فجعلوا يدعوا بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم نارا فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة فقال: بعث الله عليهم وهدة وحرا شديدا فاخذ بانفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فاخذ بانفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا فذلك قوله عذاب يوم الظلة

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شيء فبعث الله عليهم سحابة فلحقوا اليها يلتمسون الروح في ظلها فجعلها الله عليهم عذابا فاحرقتهم بعثت عليهم نارا فاضطرمت فاكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة

وأخرج عبد بن حميد عن علقمة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا ورفعت لهم سحابة فانطلقوا اليها فلما استظلوا بها أرسلت اليهم فلم ينفلت منهم أحد

وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال: كان ينهاهم عن قطع الدراهم فاخذهم عذاب يوم الظلة حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: ظلل من العذاب اتاهم

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال: من حدثك من العلماء: ما عذاب يوم الظلة فكذبه

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال: من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة ؟ قال: أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم فانشئت لهم سحابة فاتوها فصيح بهم فيها والله أعلم

قوله تعالى: وإنه لتنزيلرب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ولو أنزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وانه لتنزيل رب العالمين قال: هذا القرآن نزل به الروح الامين قال: جبريل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نزل به الروح الامين قال: الروح الامين: جبريل رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها فهم مثل ريش الطواويس

وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال: قال النبي " الاوان الروح الامين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وان ابطا عليها "

وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله " أيها الناس انه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به وانه ليس شيء يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه وان الروح الامين نفث في روعي انه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوه بمعاصي الله فانه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته "

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بلسان عربي مبين قال: بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه

وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس والبيهقي في شعب الايمان عن بريدة في قلوه بلسان عربي مبين قال: بلسان جرهم

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بريدة مثله

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال: كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على قوم من يهود من بني قريظة لبعض حوائجهم فوجدوهم يقرأون التوراة فقال القرشيون: ماذا نلقى ممن يقرأ توراتكم هذه ؟ لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه فقال اليهود: نحن من أولئك برآء وأولئك يكذبون على التوراة وما أنزل الله في الكتب انما أرادوا عرض الدنيا فقال القرشيون: فاذا لقيتموهم فسودوا وجوههم وقال المنافقون: وما يعلمه إلا بشر مثله وأنزل الله وانه لتنزيل رب العالمين إلى قوله وانه لفي زبر الأولين يعني النبي وصفته ونعته وأمره

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد وأنه لفي زبر الاولين يقول: في الكتب التي أنزلها على الاولين

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأنه لفي زبر الاولين قال: كتب الاولين أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل قال: يعني بذلك اليهود والنصارى كانوا يعلمون أنهم يجدون محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل انه رسول الله

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أو لم يكن لهم آية بالياء

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني اسرائيل قال: عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سلام من علماء بني اسرائيل وكان من خيارهم فآمن بكتاب محمد فقال لهم الله أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني اسرائيل

وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي في قوله أو لم يكن لهم آية يقول: أو لم يكن لهم القرآن آية

وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي في قوله أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني اسرائيل قال: كانوا خمسة أسد وأسيد وابن يامين وثعلبة وعبد الله بن سلام

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال: يقول لو نزلنا هذا القرآن على بعض الاعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه لا يفهمونه ولا يدرون ما هو

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال: لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر الناس به لانهم لا يعرفون العجمية

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ولو نزلناه على بعض الاعجمين قال: الفرس

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله كذلك سلكناه قال: الشرك جعلناه في قلوب المجرمين

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال " رؤي النبي كانه متحير فسألوه عن ذلك فقال: ولم ! رأيت عدوي يلون أمر أمتي من بعدي فنزلت افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون فطابت نفسه "

وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان لا يدع ان يقول في خطبته كل جمعة: انما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجعاتها ولا يبقى فيها شيء ثم يتلو أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون قال: الرسل

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون قال: ما أهلك الله من قرية إلا من بعد ما جاءتهم الرسل والحجة والبيان من الله ولله الحجة على طلقة ذكرى قال: تذكرة لهم وموعظة وحجة لله وما كنا ظالمين يقول: ما كنا لنعذبهم إلا من بعد البينة والحجة والعذر حتى نرسل الرسل وننزل الكتب وفي قوله وما تنزلت به الشياطين يعني القرآن وما ينبغي لهم أن ينزلوا به وما يستطيعون يقول لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه انهم عن السمع لمعزولون قال: عن سمع السماء

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وما تنزلت به الشياطين قال: زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد فاخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تسطيعه وما ينبغي لهم ان ينزلوا بهذا وهو محجور عليهم

قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين

أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين دعا رسول الله قريشا وعم وخص فقال " يا معشر قريش أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني كعب بني لؤي أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني قصي أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا بني عبد المطلب أنقذوا انفسكم من النار فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فاني لا أملك لك ضرا ولا نفعا إلا ان لكم رحما وسابلها ببلالها "

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين قام رسول الله فقال " يا فاطمة ابنة محمد يا صفية ابنة عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم "

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عروة مرسلا مثلا

وأخرج مسدد ومسلم والنسائي وابن جرير والبغوي في معجمه والباوردي والطحاوي وأبو عوانة وابن قانع والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن قبيصة بن مخارق وزفير بن عمرو قالا: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين انطلق رسول الله إلى ربوة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم قال " يا بني عبد مناف أني نذير لكم انما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشي أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه أتيتم أتيتم "

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن أبي موسى الاشعري قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين وضع رسول الله إصبعيه في اذنيه ورفع صوته وقال " يا بني عبد مناف يا صباحاه "

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين بكى رسول الله ثم جمع أهله فقال " يا بني عبد مناف أنقذوا انفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ثم التفت إلى فاطمة فقال: يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني لا اغنى عنكم من الله شيئا غير ان لكم رحما سابلها ببلالها "

وأخرج ابن مردويه عن البراء قال: لما نزلت على النبي وأنذر عشيرتك الاقربين صعد النبي ربوة من جبل فنادى " يا صباحاه فاجتمعوا فحذرهم وانذرهم ثم قال: لا أملك لكم من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني لا أملك من الله شيئا "

وأخرج ابن مردويه عن الزبير بن العوام قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين صاح على أبي قبيس " يا آل عبد مناف أني نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم "

وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم ان النبي ذكر قريشا فقال وانذر عشيرتك الاقربين يعني: قومي

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين جعل يدعوهم قبائل قبائل

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين خرج النبي حتى صعد على الصفا فنادى " يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف ؟ قالوا: محمد فاجتمعوا اليه فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال: أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال: فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ! فنزلت تبت يدا أبي لهب وتب المسد

الآية 1 - 2

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وأنذر عشيرتك الاقربين قال: ذكر لنا أن نبي الله نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته فخذا فخذا يدعوهم إلى الله فقال في ذلك المشركون: لقد بات هذا الرجل يهوت منذ الليلة قال: وقال الحسن رضي الله عنه: جمع نبي الله أهل بيته قبل موته فقال " إلا ان لي عملي ولكم عملكم إلا اني لا أغني عنكم من الله شيئا إلا ان أوليائي منكم المتقون ألا لا أعرفنكم يوم القيامة تاتون بالدنيا تحملونها على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد اعملا فاني لا أغني عنكما من الله شيئا "

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله قال " يا بني هاشم ويا صفية عمة رسول الله اني لا أغني عنكم من الله شيئا اياكم ان يأتي الناس يحملون الآخرة وتأتون أنتم تحملون الدنيا وانكم تردون على الحوض ذات الشمال وذات اليمين فيقول القائل منكم: يا رسول الله أنا فلان بن فلان فاعرف الحسب وانكر الوصف فاياكم ان يأتي أحدكم يوم القيامة وهو يحمل على ظهره فرسا ذات جمعمة أبو بعيرا له رغاء أو شاة لها ثغاء أو يحمل قشعا من أدم فيختلجون من دوني ويقال لي: أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فاطيبوا نفسا واياكم ان ترجعوا القهقرى من بعدي " قال عكرمة رضي الله عنه: انما قال لهم رسول الله هذا القول حيث انزل الله عليه وأنذر عشيرتك الاقربين

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين جمع رسول الله بني هاشم فاجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فاجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فقال " يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم أو افتكوها بانفسكم من الله فاني لا أملك لكم من الله شيئا ثم أقبل على أهل بيته فقال: يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فاني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني فبكت عائشة رضي الله عنها وقالت: وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنا شئيا ؟ قال: نعم في ثلاثة مواطن يقول الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الأنبياء الآية 47 فعند ذلك لا أغني عنكم من الله شيئا ولا أملك لكم من الله شيئا وعند النور من شاء الله أتم له نوره ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها فلا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني عنكم من الله شيئا وعند الصراط من شاء الله سلمه ومن شاء أجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت: عائشة قد علمنا الموازين: هي الكفتان فيوضع في هذه اليسرى فترجح احداهما وتخف الاخرى وقد علمنا النور والظلمة فما الصراط ؟ قال: طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليها وهو مثل حد الموس والملائكة حفافه يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون: رب سلم سلم وافئدتهم هواء فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه فيها "

وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله وأنذر عشيرتك الاقربين دعاني رسول الله فقال " يا علي ان الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين فضقت ذرعا وعرفت اني مهما أبادئهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره قصمت عليها حتى جاء جبريل فقال: يا محمد انك ان لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول النبي بضعة من اللحم فشقها باسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: كلوا بسم الله فاكل القوم حتى تهلوا عنه ما ترى إلا آثار أصابعهم والله ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال: اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا وايم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد النبي ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي فلما كان الغد قال: يا علي ان هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل ان أكلمهم فعد لنا بمثل الذي صنعت بالامس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالامس فاكلوا وشربوا حتى نهلوا ثم تكلم النبي فقال: يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم أحدا في العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله ان أدعوكم اليه فايكم يوازرني على أمري هذا فقلت وأنا احدثهم سنا: انه أنا فقام القوم يضحكون "

وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين جمع رسول الله بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا منهم العشرة ياكلون المسنة ويشربون العس وامر عليا برجل شاة صنعها لهم ثم قربها إلى رسول الله فاخذ منها بضعة فاكل منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال " ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فاكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منها جرعة فناولهم فقال: اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا عن آخرهم فقطع كلامهم رجل فقال لهم: ما سحركم مثل هذا الرجل فاسكت النبي يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم بدرهم بالكلام فقال: يا بني عبد المطلب اني انا النذير اليكم من الله والبشير قد جئتكم بما لم يجيء به احد جئتكم بالدنيا والآخرة فاسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا "

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأنذر عشيرتك الاقربين قال: امر الله محمدا ان ينذر قومه ويبدأ باهل بيته وفصيلته قال: وكذب به قومك وهو الحق الانعام الآية 66

وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة أنه كان يقرأ وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر والديلمي عن عبد الواحد الدمشقي قال: رأيت ابا الدرداء يحدث الناس ويفتيهم وولده وأهل بيته جلوس في جانب الدار يتحدثون فقيل له: يا أبا الدرداء ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس لاهين ؟ فقال: اني سمعت نبي الله يقول " أن ازهد الناس في الانبياء واشدهم عليهم الاقربون وذلك فيما انزل الله وأنذر عشيرتك الاقربين إلى آخر الآية ثم قال رسول الله : ان أزهد الناس في العالم أهله حتى يفارقهم وانه يشفع في أهله وجيرانه فاذا مات خلا عنهم من مردة الشياطين اكثر من عدد ربيعة ومضر قد كانوا مشتغلين به فاكثروا التعوذ بالله منهم "

وأخرج ابن عساكر عن محمد بن جحادة ان كعبا لقي أبا مسلم الخولاني فقال: كيف كرامتك على قومك ؟ قال: اني عليهم لكريم قال: اني أجد في التوراة غير ما تقول قال: وما هو ؟ قال: وجدت في التوراة انه لم يكن حكيم في قوم إلا كان أزهدهم فيه قومه ثم الاقرب فالاقرب وان كان في حبسه شيء عيروه به وان كان عمل برهة من دهره ذنبا عيروه به

وأخرج البيهقي في الدلائل عن كعب انه قال لابي مسلم: كيف تجد قومك لك ؟ قال: مكرمين مطيعين قال: ما صدقتني التوراة اذن ما كان رجل حكيم في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه

قوله تعالى: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربين بدأ بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وأخفض جناحك لمن اتبعك يقول ذلك لهم وفي قوله فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون وقال: أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم

قوله تعالى: الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذي يراك حين تقوم قال: للصلاة

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك الذي يراك حين تقوم قال: من فراشك أو من مجلسك

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد الذي يراك حين تقوم قال: أينما كنت

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير الذي يراك حين تقوم قال: في صلاتك وتقلبك في الساجدين قال: كما كانت تقلب الانبياء قبلك

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال: قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي يراك حين تقوم قال: يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك وتقلبك في الساجدين قال: قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي يراك حين تقوم قال: يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك وتقلبك في الساجدين قال: في الصلاة يراك وحدك ويراك في الجميع

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وتقلبك في الساجدين قال: في المصلين

وأخرج الفريابي عن مجاهد مثله

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يقول: قيامك وركوعك وسجودك

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال: يراك وأنت مع الساجدين تقوم وتقعد معهم

وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال: كان رسول الله يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال: كان النبي إذا قام إلى الصلاة رأى من خلفه كما يرى من بين يديه

وأخرج مالك وسعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " هل ترون قبلتي ههنا فو الله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم واني لا راكم من وراء ظهري "

وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده والبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال: من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا

وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مرديوه والبيهقي في الادئل عن مجاهد وتقلبك في الساجدين قال: كان رسول الله يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله وتقلبك في الساجدين قال: ما زال النبي يتقلب في أصلاب الانبياء حتى ولدته أمه

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: سألت رسول الله فقلت: بأبى أنت وأمي أين كنت وآدم في الجنة ؟ فتبسم حتى بدت نواجده ثم قال " اني كنت في صلبه وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه وركبت السفينة في صلب أبي نوح وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ولم يلتق أبواي قط على سفاح لم يزل الله ينقلني من الإصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي وبالاسلام هداني وبين في التوراة والانجيل ذكري وبين كل شيء من صفتي في شرق الأرض وغربها وعلمني كتابه ورقي بي في سمائه وشق لي من أسمائه فذو العرش محمود وانا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر وأنا أو شافع وأول مشفع ثم أخرجني في خير قرون أمتي وأمتي الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "

قوله تعالى: هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون

أخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد عن سعيد بن وهب قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له: ان المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال ابن الزبير: صدق ثم تلا هل انبئكم على من تنزل الشياطين على كل أفاك أثيم

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله على كل أفاك أثيم قال: كذاب من الناس يلقون السمع قال: ما سمعه الشيطان ألقاه على كل أفاك كذاب من الناس

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تنزل على كل أفاك أثيم قال: الافاك: الكذاب وهم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الأنس وفي قوله يلقون السمع وأكثرهم كاذبون قال: كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع وتخلط الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس فأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا وأما ما خلطوا به من الكذب فيكون كذبا

وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن عائشة قالت: سأل أناس النبي عن الكهان فقال " انهم ليسوا بشيء فقالوا: يا رسول الله انهم يحدثوننا أحيانا بالشيء يكون حقا قال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة "

وأخرج البخاري وابن المنذر عن عائشة عن النبي قال " الملائكة تحدث في العنان - والعنان: الغمام - بالأمر في الأرض فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة "

قوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: تهاجى رجلان على عهد رسول الله أحدهما من الانصار والآخر من قوم آخرين وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات

وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عروة قال: لما نزلت والشعراء إلى قوله ما لا يفعلون قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله قد علم الله أني منهم فأنزل الله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله ينقلبون

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال: لما نزلت والشعراء جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا ؟ فأنزل الله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله فتلاها عليهم

وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن أبي الحسن مولى بني نوفل أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ والشعراء يتبعهم الغاوون حتى بلغ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: أنتم وذكروا الله كثيرا قال: أنتم وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: أنتم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال: الكفار

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال: هم الكفار يتبعون ضلال الجن والانس في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون وأنهم يقولون ما لا يفعلون أكثر ولهم مكذبون ثم استثنى منهم فقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا في كلامهم وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: ردوا على الكفار الذين كانون يهجون المؤمنين

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس والشعراء قال: المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي يتبعهم الغاوون غواة الجن في كل واد يهيمون في كل فن من الكلام يأخذون ثم استثنى فقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعني حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن النبي وأصحابه هجاء المشركين

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال: هم الرواة

وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال الشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى فقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا قال: أبو بكر وعمر وعلي وعبد الله بن رواحة

وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن مردويه عن كعب بن مالك أنه قال للنبي : ان الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل فكيف ترى فيه ؟ فقال " ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه - والذي نفسي بيده - لكانما بوجههم مثل نضج النبل "

وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي سعيد قال: بينما نحن نسير مع رسول الله اذ عرض شاعر ينشد فقال النبي " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلىء شعرا "

وأخرج الديلمي عن ابن مسعود مرفوعا: الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله أن يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لازواجهن في الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " ان من الشعر حكمة قال: وأتاه قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت فقالوا: انا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية فقال رسول الله اقرأوا والشعراء إلى قوله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: أنتم هم وذكروا الله كثيرا قال: أنتم هم وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: أنتم هم "

وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله والشعراء يتبعهم الغاوون قال: كان الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون قال: هم عصاة الجن

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والشعراء يتبعهم الغاوون قال: الشياطين ألم تر انهم في كل واد يهيمون قال: يمدحون قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل

وأخرج الفريابي وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد والشعراء يتبعهم الغاوون قال: الشياطين ألم تر أنهم في كل واد يهيمون قال: في كل فن يفتنون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: عبد الله بن رواحة وأصحابه

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم ذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قال: في بعض القراءة وانتصروا بمثل ما ظلموا قال: نزلت هذه الآية في رهط من الانصار هاجوا عن رسول الله منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وسيعلم الذين ظلموا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: نزلت في عبد الله بن رواحة وفي شعراء الانصار

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله لحسان بن ثابت " أهج المشركين فان جبريل معك "

وأخرج ابن سعد عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال " قيل يا رسول الله ان أبا سفيان بن الحرث بن عبد المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله أئذن لي فيه قال: أنت الذي تقول ثبت الله ؟ قال: نعم يا رسول الله قلت: ثبت الله ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا قال: وأنت يفعل الله بك مثل ذلك ثم وثب كعب فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه فقال: أنت الذي تقول همت ؟ قال: نعم يا رسول الله قلت: همت سخينة ان تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب قال: أما ان الله لم ينس لك ذلك ثم قام حسان الحسام فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه وأخرج لسانا له اسود فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه فقال: اذهب إلى أبي بكر فليحدثك القوم وأيامهم وأحسابهم واهجهم وجبريل معك "

وأخرج ابن سعد عن ابن بريدة ان جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النبي بسبعين بيتا

وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبي هريرة قال: مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه فنظر إليه فقال: قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك فسكت ثم التفت حسان إلى أبي هريرة فقال: أنشدك بالله هل سمعت رسول الله يقول " أجب عني اللهم أيده بروح القدس " ؟ قال: نعم

وأخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال: قال رسول الله ليلة وهم في سفر " أين حسان بن ثابت ؟ فقال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: أحد فجعل ينشده ويصغي إليه حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله لهذا أشد عليهم من وقع النبي "

وأخرج ابن عساكر عن حسن بن علي قال: قال رسول الله " لعبد الله بن رواحة ما الشعر ؟ قال: شيء يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا "

وأخرج ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال: قال عبد الله بن رواحة: قال لي رسول الله : كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول - كأنه يتعجب لذاك - ! قلت: انظر في ذاك ثم أقول قال: فعليك بالمشركين

وأخرج ابن سعد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله " من يحمي أعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة: أنا وقال كعب بن مالك: أنا فقال رسول الله : انك تحسن الشعر وقال حسان بن ثابت: أنا فقال رسول الله : أهجهم فان روح القدس سيعينك "

وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه أن النبي قال " إذا نصر القوم بسلاحهم أنفسهم فالسنتهم أحق فقام رجل فقال: يا رسول الله أنا قال: لست هناك فجلس فقام آخر فقال: يا رسول الله أنا فقال بيده معنى أجلس فقام حسان فقال: يا رسول الله ما يسرني به مقولا بين صنعاء وبصرى وانك ما سببت قوما قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني فأمر به إلى أبي بكر "

وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: هجا رسول الله وأصحابه ثلاثة من كفار قريش أبو سفيان بن الحرث وعمرو بن العاص وابن الزبعري قال قائل: لعلي أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال علي: ان أذن لي رسول الله فعلت فقال: الرجل: يا رسول الله أئذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا فقال: ليس هناك ثم قال للانصار: ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ فقال حسان بن ثابت: أنا لها يا رسول الله وأخذ بطرف لسانه فقال: والله ما يسرني بهم مقولا بين بصرى وصنعاء فقال له رسول الله : وكيف تهجوهم وأنا منهم ؟ فقال: اني أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين فكان يهجوهم ثلاثة من الانصار يجيبونهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والايام والمآثر ويعيرونهم بالمناقب وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم أنه ليس فيهم شيء شرا من الكفر وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة

وأخرج ابن أبي شيبه عن بريدة قال: قال رسول الله " ان من الشعر حكما "

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن عباس ان النبي كان يقول " ان من الشعر حكما "

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود عن النبي قال " ان من الشعر حكما وان من البيان سحرا "

وأخرج ابن أبي حاتم عن فضالة ابن عبيدة في قوله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال: هؤلاء الذين يخربون البيت

وأخرج أحمد عن أبي أمامة بن سهل حنيف قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي يقول: أتركوا الحبشة ما تركوكم فانه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة

وأخرج ابن أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان النبي قال " يبايع رجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فاذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه "

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو ان النبي قال " اتركوا الحبشة ما تركوكم فانه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة "

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت فيتوجه المسلمون نحوهم فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس

وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي قال " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة "

وأخرج ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها

وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأني به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: كتب أبي في وصيته سطرين بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب اني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فان يعدل فذلك ظني به ورجائي فيه وان يجر ويبدل فلا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن رباح قال: كان صفوان بن مجرز إذا قرأ هذه الآية بكى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

الدر المنثور في التفسير بالمأثور
مقدمة المؤلف | سورة الفاتحة | سورة البقرة | سورة آل عمران | سورة النساء | سورة المائدة | سورة الأنعام | سورة الأعراف | سورة الأنفال | سورة التوبة | سورة يونس | سورة هود | سورة يوسف | سورة الرعد | سورة إبراهيم | سورة الحجر | سورة النحل | سورة الإسراء | سورة الكهف | سورة مريم | سورة طه | سورة الأنبياء | سورة الحج | سورة المؤمنون | سورة النور | سورة الفرقان | سورة الشعراء | سورة النمل | سورة القصص | سورة العنكبوت | سورة الروم | سورة لقمان | سورة السجدة | سورة الأحزاب | سورة سبأ | سورة فاطر | سورة يس | سورة الصافات | سورة ص | سورة الزمر | سورة غافر | سورة فصلت | سورة الشورى | سورة الزخرف | سورة الدخان | سورة الجاثية | سورة الأحقاف | سورة محمد | سورة الفتح | سورة الحجرات | سورة ق | سورة الذاريات | سورة الطور | سورة النجم | سورة القمر | سورة الرحمن | سورة الواقعة | سورة الحديد | سورة المجادلة | سورة الحشر | سورة الممتحنة | سورة المعارج | سورة الصف | سورة الجمعة | سورة المنافقون | سورة التغابن | سورة الطلاق | سورة التحريم | سورة الملك | سورة القلم | سورة الحاقة | سورة نوح | سورة الجن | سورة المزمل | سورة المدثر | سورة القيامة | سورة الإنسان | سورة المرسلات | سورة النبأ | سورة النازعات | سورة عبس | سورة التكوير | سورة الانفطار | سورة المطففين | سورة الانشقاق | سورة البروج | سورة الطارق | سورة الأعلى | سورة الغاشية | سورة الفجر | سورة البلد | سورة الشمس | سورة الليل | سورة الضحى | سورة الشرح | سورة التين | سورة العلق | سورة القدر | سورة البينة | سورة الزلزلة | سورة العاديات | سورة القارعة | سورة التكاثر | سورة العصر | سورة الهمزة | سورة الفيل | سورة قريش | سورة الماعون | سورة الكوثر | سورة الكافرون | سورة النصر | سورة المسد | سورة الإخلاص | سورة الفلق | سورة الناس