الرأي الصواب
الرأي الصواب
يا نفس هذا منزل الأحباب
فانسي عذابك في النّوى و عذابي
و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى
و تألّقي كالخمر في الأكواب
و لتمسح البشرى دموعك مثلما
يمحو الصباح ندى عن الأعشاب
و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى
فالدهر عاد تضاحكا و تصابي
أنا بين أصحابي الذين أحبّهم
ما أجمل الدنيا مع الأصحاب
قد كنت مثل الطائر المحبوس في
قفص، و مثل النجم خلف ضباب
يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي
و يطول في أذن الزمان عتابي
و أهزّ أقلامي فترشح حدّة
و أسى، و يندى بالدموع كتابي
حتى لقيتكم فبت كأنّني
لمسرّتي استرجعت عصر شبابي
ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى
و تروح في خرق من الأثواب
لكنه إنقاذ نفس معذّب
من ربقة الآلام و الأوصاب
ليس التعبد عزلة وتنسكا
في الدير أو في الغاب
لكنه ضبط الهوى في عالم
فيه الغوايه جمّة الأسباب
و حبائل الشيطان في جنباته
و المال فيه أعظم الأرباب
هذا هو الرأي الصواب و غيره
مهما حلا للناس غير صواب