الشعر يعلم أيها الشعراء

الشعر يعلم أيها الشعراءُ

​الشعر يعلم أيها الشعراءُ​ المؤلف ابراهيم الأسود


الشعر يعلم أيها الشعراءُ
في العصر انكمُ له الامراءُ
لبنان ان يزه بكم فدمشق كم
باهت ومصر واختها الزوراء
ولانتم مهما تناءت داركم
وتخالفت اديانكم خلصاء
دين العروبة دينكم ولانتم
ابداً على عليائها امناء
ان السياسة وهي اقليميةٌ
ما فرقتكم لا ولا الاهواء
ولانتم مهما يكن ما بينكم
من ميزة وتفاوت نظراء
عذراً اذا انا لم احط علماً بكم
او خانني في عهدكم احصاء
فلانتم كالشهب منها طالع
ولربما ستر العظيم خفاء
اني لاهوى الشاعرين تهزهم
ذكرى الجدود وعزةٌ واباء
رقت عواطفهم فما بقلوبهم
بغض لانسان ولا شحناء
صقلتهم الآداب صقل مهند
لكن لهم كرم الطباع مضاء
انا في خليلهم المفدى مولعٌ
من في الكنانة بدره وضاءُ
هو تلو شوقي في القريض وحافظٍ
وهمُ بحلبة سبقه اكفاء
شعراءُ مصر كم مجلٍ منهمُ
في السبق قد عزت له النظراء
وبشعر اخطلهم غدوت متيماً
وسكرت منه كانه الصهباء
وعلى وداد حبيبهم انا ثابت
وبشعر شبلي لي شذا وطلاء
وحليم دموس يزين قريضه
وبيانه الانشاد والالقاء
وبشعر ابرهيم منذر روعة
وملاحة وطلاوةٌ ورواء
وبخالدات للامين اخي الصفا
وامين نخلة لي يرق صفاء
ونسيبنا عيسى المؤرخ ذو النهى
من لم يحط في وصفه الاطراء
يكفيه ان الفوز كان لنجله
فوزي وشأو السبق والغلواء
وكانما شعر الرياض مطارف
منه استعارت وشيها صنعاء
ولقيصر المعلوف غر قصائد
طابت ومنها للنفوس غذاء
ونجيبهم ما زال فيهم مشرقاً
ولئن طوته عنهم الغبراء
وله بخالد شعره وبفضله
ان ادرك الجسم الفناء بقاء
وليوسف الحج المفدى روعة
في شعره شهدت به الادباء
وكذا حليم سعادة في طبه
الشافي وفي الشعر الطريف سواء
في السمع يحلو شعره وبيانه
وبطبه لذوي السقام شفاء
وكذاك سابا ناظم الدرر التي
كالماء فيها رقة وصفاء
وكذا ابو شبكي بدر نظامه
تتنافس الشعراء والعلماء
ونجيب اليان لنا في نظمه
من نظم احمد قد بدت سيماء
ولنا بفارس فارس في شعره
عن شوطه قد ضاقت البيداء
وبصور للشيخ البلاغي رتبة
في شعره وبيانه علياء
ولكم تفوق في كلمب شاعر
وله الاداة غريزة وزكاء
فيها ابو ماضي يغرد شادياً
فيروق سمع الدهر منه غناء
والشاعر القروي در قريضه
ودت لو ازدانت به الحسناء
والفذ فرحات بوارع نظمه
للشاعرين الروضة الغناء
وشكيب رسلان سما بنظيه
ونثيره الانشاد والانشاء
وخطيب لبنان فؤاد كم له
غرراً تفوق الدر وهو وضاء
والزركلي والبزم ثم خليل مر
دم من بهم قد باهت الفيحاء
وابن التقي اديب من في شعره
قد هامت الشعراء والادباء
ولقلما من عامل من لم يجد
نظماً عليه رقة وبهاء
عبد الحسين له بغر قريضه
وهو المجلي الرتبة القعساء
والمحسن الحر الامين ومن له
في كل مكرمة يد بيضاء
والعيلم الحسن الامين له به
وبكل فضل كم يرف لواء
اما سليمان فما في ظاهر
من فضله وقريضه اخفاء
عمرت قصائده ولولا ما بنى
للشعر فيها ما استطال بناء
هو شاعر فذٌ له في شعره
شأوٌ تقصر دونه البلغاء
وابن الرضى ذوب اللجين قريضه
وكأنما هو في الصفاء الماء
وعليّ شمس الدين كم رويت بعذ
ب قريضه وهو الزلال ظماء
وابو الرضى يكفيه نقد مسوسه
فضلاً وتبريزاً به حواء
اما فتى الجبل الاغر فشعره
كالروض قد حفت به الانداء
ولهاشم في الشعر روعة شاعر
ينجاب فيها الهم والبرحاء
ولكم لموسى الزين من غرر بها
للركب ان مل المسير حداء
اما الفتى عبد المسيح فشعره
كالصبح فيه تنجلي الظلماء
وبكامل ان تزه عاملة فلا
عجب بان تزهى به صيداء
ولكم ببنت جبيل حلق شاعر
وتجاوبت لقريضه النبغاء
اما العراق فكم له من دولة
في الشعر وهي الدولة الغراء
نداوته معمورة فيه وما
برحت وايكتها به خضراء
ان رمت ان احصى نوابغهم به
اعياني التعداد والاحصاء
جلى الشبيبيون فيه وعنهم
قد قصر الانداد والقرناء
وعلي الشرقي ببارع شعره
يتنافس الفضلاء والادباء
وكأنما الصافي له ابدت بما
اخفته من اسرارها الاشياء
اما الرصافي فهو فيه بشدوه
ولئن اطال سكوته الورقاء
ولكم بوارع للزهاوي لم يزل
في مسمع الدنيا له اصغاء
بذ المعري في روائع شعره
وله عليه رفعة وعلاء
وعلا بمرقص شعره حتى غدت
تنحط عن عليائه الجوزاء
وكذلك البدوي نفح قريضه
العالي به تتأرج الارجاء
شعراء هذا العصر انتم شهبه
وله سنى اشعاركم وسناء
لولا بوارع شعركم لم تنقشع
عن جوه الضراء والغماء
كلا ولم تنزل بقلبٍ سلوة
يوماً ولم يك في الخطوب عزاء
بكم يداوي كل مجتمع اذا
فتكت به الاسقام والادواء
ولانتم في كل عصر قدوة
ولاهله السفراء والحكماء
ولئن تغب اعيانكم عن ناظري
فلأنتم في خاطري نزلاء