العقد الفريد (1953)/الجزء الأول/كتاب اللؤلؤة في السلطان/اختيار السلطان لأهل عمله


اختيار السلطان لأهل عمله

لابن هبيرة يوصي مسلم بن سعيد حين وجهه إلى خراسان

لما وجّه عمر بن هبيرة مسلم بن سعيد إلى خراسان قال له: أوصيك بثلاثة:

حاجبك، فإنه وجهك الذي به تلقى الناس: إن أحسن فأنت المحسن، وإن أساء فأنت المسيء؛ وصاحب شرطتك، فإنه سوطك وسيفك: حيث وضعتهما فأنت الجزء الأول وضعتهما ؛ وال القدر (۱) قال : وما عمال القدر ؟ قال : أن تختار من كل كورة رجالا لعملك ، فإن أصابوا فهو الذي أردت ، وإن أخطئوا فهم المخطئون وأنت المصيب .) اختیار این أرطاة بين إياس والقاسم به (۲) أشارا ۱۰ Not To Take Cue وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة : أن أجمع بين إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة الجوشی فول القضاء أنفذهما ؛ فمع بينهما ، فقال له إياس : أيها الرجل ، ل عني وعن القامتم فقيهي البصرة : الحسن وابن سیرین - وكان القاسم يأتي الحسن وابن سيرين وكان إياس لا يأتيهما - فعل القاسم أنه إن سألهي به . فقال القاسم :

لا تسأل عني ولا عنه ؛ فوالله الذي لا إله إلا هو إن

إياس بن معاوية أفقه منى وأعلم بالقضاء ؛ فإن كنت كاذبا فيما ينبغي أن توليني ، وإن كنت صادقا فينبغي لك أن تقبل قولي . فقال له إياس : إنك جئت برجل فوقفته على شفير جهنم فنجي نفسه منها بيمين كاذية يستغفر الله منها وينجو مما يخاف . فقال له عدي : أما إذ فهمتها فأنت لها. فأستقضاه وقال عدي بن أرطاة الإياس بن معاوية : دلني على قوم من القرا، أولهم . فقال له : القراء ضربان : فضرب يحملون الآخرة ولا يعملون لك، وضرب يعملون للدنيا . فما ظنك إذا أمكنتهم منها ؟ ولكن عليك بأهل البيوتات الذين يستحيون لأحسابهم قولهم أيوب السختياني ، قال : طلب أبو قلابة لقضاء البصرة ، فهرب إلى الشام فأقام حينا ثم رجع . قال أيوب : فقلت له : لو أنك وليت القضاء وعدلت كان لك أجران . قال : يا أيوب ، إذا وقع السابح في البحر فكم عسى أن يسبح . وقال عبد الملك بن مروان لجلسائه : دلوني على رجل أستعمله . فقال له روح ابن زنباع : أدلك يا أمير المؤمنين على رجل إن دعوتموه أجابكم ، وإن تركتموه این عدي و إياس في القراء ۱۵ أبو قادية والقضاء ۲۰ توليد عبد الملاك الشعبي على قضاء البشرة (1) عمال القدر : ذوو الشرف والحسب . وفي محاضرات الأدباء و عليك بأهل القدر الذين إن عدلوا فذلك مارجوت فيهم ) (۳) في الأصول والجرشي ، وهو أصحیف من العقد الفريد 10 (۱) لم يأتكم ، ليس بالدف طلبة ، ولا بالمين هريا : عامر الشعي؛ فولاه قضاء البصرة . وسأل عمر بن عبد العزيز أبا مجل" عن رجل یولیه خراسان . فقال له : عمر بن عبدالعز بنز ألأ با مجلز عمن ما تقول في فلان ؟ قال : مصنوع له وليس بصاحبها . قال : فلان ؟ قال : سریع یولیه خراسان الغضب بعيد الرضا ، يسأل الكثير ويمنع القليل ، يجسد أخاه وينافس أباه ويحقر مولاه. قال : ففلان ؟ قال : يكافي الأكفاء ويعادي الأعداء و يفعل ما يشاء .. قال : ما في واحد من هؤلاء خير . وأراد عمر بن الخطاب أن يستعمل رجلا ، فبدر الرجل يطلب منه العمل فقال عمر : والله لقد أردتك لذلك ، ولكن من طالب هذا الأمر لم يكن عليه وطلب رجل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعمله . فقال : إنا لا نستعمل عمر ورجل طلب عملا 14 على شه عملنا من بريده .

۱۵ () . وطلب العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي ولاية . فقال : يا عم، = تنفس تحبها خير من ولاية لا تحصيها . وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لخالد بن الوليد: ف من الشرف يتبعك الشرف ؛ وأحرص على الموت توهب لاء الحياة . وتقول النصارى : لا يختار للجلفة (۳) إلا زاهد فيها غير طالب لها وقال إياس بن معاوية : أرسل إلى ابن هبيرة فأتيته ، فيساكني (۳) فسكت، تولية ابن هبيرة الإياس فلما أطلت قال : هيه . قلت : سل عما بدا لك . قال : أتقرأ القرآن ؟ قلت : نعم . قال :

أتفرض الفرائض ؟ قلت : نعم . قال : أتعرف من أيام العرب شيئا ؟

قلت :

نعم

. قال : أتعرف من من أيام العجم شيئا ؟ قلت : أنا بها أعرف . قال : أريد أن أستعين بك على عملى . قلت : إن في خلالا ثلاثا لا أصلح معها للعمل . قال : ما هي ؟ قلت : أنا دميم كما ترى ، وأنا حديد ، وأنا عي . قال : (۱) في الأصول رأيا مخلد ، والتصويب من الطبری . (۲) الجثلقة : رياسة للنصارى دينية (3) كذا في عيون الاخبار ؛ وفي الأصول ، فسألي ،... . أما دمامتك فإني لا أريد أن أحاسن الناس بك، وأما العيّ فإني أراك تعرب عن نفسك، وأما الحدّة فإن السوط يقوّمك. [قم قد ولّيتك]1 قال: فولّاني وأعطاني مائة درهم2، فهي أوّل مال تموّلته.

وقال الأصمعي: ولي سليمان بن حبيب المحاربي قضاء دمشق لعبد الملك والوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام.

وأراد عمر بن عبد العزيز مكحولا على القضاء فأبى عليه. قال له: وما يمنعك قال مكحول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يقضي بين الناس إلا ذو شرف في قومه، وأنا مولى»

توليه ابن الخطاب للمغيرة مكان ابن أبي وقاص على الكوفة

ولما قدم رجال الكوفة على عمر بن الخطاب يشكون سعد بن أبي وقّاص، قال: من يعذرني من أهل الكوفة، وإن وليت عليهم التقيّ ضعّفوه، وإن وليت عليهم القويّ فجّروه «1» ؟ فقال له المغيرة: يا أمير المؤمنين، إن التقيّ الضعيف له تقواه وعليك ضعفه، والقويّ الفاجر لك قوّته وعليه فجوره. قال: صدقت، فأنت القويّ الفاجر فاخرج إليهم. فلم يزل عليهم أيام عمر وصدرا من أيام عثمان وأيام معاوية، حتى مات المغيرة3.


  1. التكملة من عيون الأخبار.
  2. في عيون الأخبار «ألفي درهم».
  3. الخبر في شرح نهج البلاغة، ومحاضرات الأدباء.