العلم أولى ما ابتع

العلمُ أولى ما ابتعْ

​العلمُ أولى ما ابتعْ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


العلمُ أولى ما ابتعْ
والعبدُ عبدُ ما اتبعْ
هذا هو الحقُّ بدا
فخذ بقولي أو فَدَعْ
من وسع الحق فما
يعجز عن شي يسع
ما أشرفَ العبد الذي
لكلِّ شيٍ قدْ وضعْ
من نازلٍ وصاعدٍ
وخافضٍ ومرتفع
ميزانُهُ في يدهِ
كالحقِّ يُعلي ويضع
إنْ قالَ قولاً هائلاً
فما يقول من جَزع
لأنَّهُ يعلمُ أنَّ
القولَ بالحقِّ صَدَع
عبادَه فاعتبروا
في هولِ يومِ المطلع
إذا أتى العبدُ به
إلى الجحيمِ فاطلعْ
لكي يرى صاحبَهُ
عنه الأمان قد نُزع
فقال: تالله لقد
كِدت لتردينْ ومعْ
هذا فإني شافعٌ
فيكَ إنَّ اللهَ شفعْ
فالحمدُ لله الذي
خلصني مما وقع
فيهِ الجهول إذْ أتا
ه رادعٌ فما ارتدع
في سورةِ الصفِّ أتتْ
آيتهُ لوِ اطلعْ
على المعاني نلتُها
نيلَ الذي بها انتفعْ
في منزلِ الدنيا الذي
لكلِّ خيرٍ قد جَمَع
والشكر لله الذي
منَّ عليَّ ودفعْ
عني ما احذره
يومَ النشور والفَزَع
وجاءَ في توقيعهِ
هذا جزاءُ منْ تبعْ
بعقده وفعله
رسولَنا فيما شرعْ
وكلُّ ما جاء به
إليه من شرعٍ نزع
وما توانى ساعةً
وما افترى وما ابتدع
فوجههُ النورُ إذا
ما النورُ في الحشرِ سطعْ
فالحمدُ لله الذي
يحمدُ أعطى أو منعْ
بذا أتانا وحيُه
فألسنُ الخلقِ تبع
بأنه قال على
لسانِهِ ما قدْ شرعْ
لهُ بما يقولهُ
على مُصلٍّ متبع
إمامِ قومٍ مقتدٍ
ليسَ بشخصٍ مبتدعْ
وأيُّ مجدٍ مثلُ ذا
وأيُّ فخرٍ قدْ سمعْ
أصبح عبداً تائباً
عني إذا قال سمعْ
اللهُ واللهِ لمنْ
حمدُه كذا وقع