العود
العود
محلل القلب أنغاما وألحانا
وملهم الوحي إسرارا وإعلانا
وموقظ النفس إن طافت بها سنة
وأنت تهمس بالأنغام وسنانا
ومطلق الروح تسمو في معارجها
وتطرق العالم العلوي أحيانا
وباعث الذكر اللائي إذا اشتجرت
أثرن في النفس آلاماً وأشجانا
وواهب الحس لطفا في مداركه
وموحي الشعر إحساسا وأوزانا!
أسلتَ نفسي بالألحان تنشدها
إنشاد ذي شجن قد هام تحنانا
كأن ألحانك اللائي ترددها
أطياف ذكرى، توارت، ترجعُ الآنا
كأنها خطرات في مخيلة
نحسّها، ثم لا نسطيع تبيانا
كأنها همس جن او ملائكة
أسرّ عن عالم الإنسان كتمانا
تسيل في النفس والأسماع مرهفة
وإن للنفس مثل الجسم آذانا!
وتستحث خيالا كان في دعة
فيذرع الكون آفاقا وأزمانا
وتملأ النفس باطمئنانها ثقة
وتغمر القلب إخلاصا وإيمانا
حديث أي فؤاد انت تذكرهُ
أباسمٌ فرح؟ أم كان حزنانا؟
وأي وحي لنا تروي رسالته
فيؤمن الناس أفكارا ووجدانا؟
عن القلوب جميعا أنت تخبرنا
عن الأناسي ما خصصت إنسانا
عن الحياة وما فيها تحدثنا
فكلنا مؤمن يزداد إيقانا
عن الطبيعة تروي وهي تلهمنا
هذا الحديث، فما نحتاج برهانا!