الفقيه والمتفقه/الجزء الأول



كتاب الفقيه والمتفقه الجزء الأول

مقدمة المؤلف

الحمد لله على نعمه وأسأله المزيد من فضله واحسانه . . . الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي البغدادي الخطيب رحمه الله قال :

الحمد لله الذي شيد منار الدين وأعلامه ، وأوضح للخلق شرائعه وأحكامه ، وبعث صفوته وخصائص أوليائه ، المصطفين لتبليغ رسالته من أنبيائه ، يدعون إلى توحيده وترك ما خالفه من الملل ، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، وختم الدعوة بنبينا محمد سيد المرسلين ، وفضله على من سبق وغبر من الأولين والآخرين ، وجعل شريعته مؤيدة إلى يوم الدين ، ووكل بحفظها من الصحابة والتابعين من تقوم به الحجة ، وترتفع بقوله الشبهة ، وهم الفقهاء الذين ألزمهم حراسة شريعته ، والتفقه في دينه ؛ فقال تبارك وتعالى ({ كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } ) 1 . وقال سبحانه : ( { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } ) 2 . فجعلهم فرقتين أوجب على إحداهما الجهاد في سبيله ، وعلى الأخرى التفقه في دينه لئلا ينقطع جميعهم إلى الجهاد فتندرس الشريعة ، ولا يتوفروا على طلب العلم فتغلب الكفار على الملة فحرس بيضة الإسلام بالمجاهدين ، وحفظ شريعة الإيمان بالمتعلمين ، وأمر بالرجوع إليهم في النوازل ومسألتهم عن الحوادث ؛ فقال عز وجل : ( { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ) 3 . وقال تعالى : ( { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } ) 4 . وقال سبحانه وتعالى ({ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) 5 . وبين أن العلماء هم الذين يخشون ربهم فقال : ( { إنما يخشى الله من عباده العلماء } ) 6 . وجعلهم خلفاءه في أرضه ، وحجته على عباده ، واكتفى بهم عن بعثة نبي وارسال نذير ، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته ، فقال : ( { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم } ) 7

باب ذكر الروايات عن النبي في فضل التفقه والأمر به والحث عليه والترغيب فيه

قوله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان إملاء ، قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، أنا أبو على الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزار ( وأنا ) أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا أحمد ابن محمد بن أيوب ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله ، قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري بمكة ، أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ، حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني ( وأخبرنا ) أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني بها ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبان السراج البغدادي ، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قالا : نا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا معمر ، وقال الأصبهاني : عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم الفقيه السرخا باذي بالري ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم ابن أيوب بن ماسي ، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر وأخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم التميمي بدمشق ، أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، أخبرنا محمد بن منهال أخو حجاج الأنماطي ، قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا معمر وقال التميمي : عن معمر عن الزهري عن سعيد زاد التميمي ابن المسيب ، ثم اتفقا عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله . وقال السرخا باذي عن النبي قال  : «إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين » .

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدثنا إسماعيل ابن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدثنا سعيد بن سليمان ( وأخبرني ) أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي ، حدثنا علي بن عبد الحميد الغضايري بحلب ، حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، قالا : حدثنا إسماعيل بن جعفر زاد الجوهري المدني ، ثم اتفقا عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس عن النبي . وفي حديث الجوهري عن عبد الله بن عباس ، ان رسول الله قال  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسن بن عمر بن برهان الغزال البغدادي بصور ، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث سنة إحدى وثلاثمائة ( وأخبرنا ) محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الحذاء ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدثنا عبد الله بن سليمان ( وأخبرنا ) أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني بها أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ماهبزذ الأصبهاني ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدثنا أحمد بن صالح المصري ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ان عباد بن سالم ، حدثه أن سالم بن عبد الله ، حدثه عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه » .

هذا لفظ حديث ابن برهان ، وقال الحذاء عن عباد بن سالم عن سالم ، وقال ابن روح ان سالماً حدثه عن ابن عمر عن عمر ، أن رسول الله قال  : «من يرد الله أن يهديه يفقهه » .

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ ، أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج المعدل ، حدثنا محمد بن أيوب ، حدثنا سليمان بن زيد هو مولى بني هاشم ، حدثنا علي بن يزيد يعني الصدائي ، عن أبي شيبة عن أنس قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرني أبو الحسين علي بن عبد الوهاب بن أحمد السكري ، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الجزار ، قال : قُرىء على جعفر بن أحمد المروزي وأنا أسمع ، قال : حدثنا أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن حماد بالكوفة ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي ، عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده » .

أخبرنا الحسين بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي الحراني ، حدثنا الفضل بن محمد العطار ، حدثنا سليم بن منصور بن عمار ، حدثنا أبي ، حدثنا المنكدر بن محمد ابن المنكدر عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله  : «إذ أراد الله بأهل بيت خيراً فقههم في الدين ورزقهم الرفق في معيشتهم ووقر صغيرهم كبيرهم » .

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الفقيه الخوارزمي المعروف بالبرقاني ، قال : قرأنا على عمر بن نوح البجلي وقرأته على أبي حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات ، أخبركم جعفر الفريابي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( وأخبرنا ) البرقاني قال : قرأت على أحمد بن محمد بن حسنويه أخبركم الحسين بن إدريس ، نا عثمان هو ابن أبي شيبة ، قالا : نا زيد بن الحباب ، أخبرني معاوية بن صالح قال : حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية يقول على منبر دمشق سمعت رسول الله يقول  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن برهان الغزال ، حدثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا أحمد بن الخليل البغوي ، وأخبرنا الحسين بن أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القارىء حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي ، قالا : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية ابن أبي سفيان يقول سمعت رسول الله يقول : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، حدثنا حسين بن أبي معشر ، أخبرنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن كعب القرظي ، قال : قال معاوية على المنبر رضي الله عنه : «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » . سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله على المنبر .

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي الحيري بنيسابور ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، أخبرنا أبو العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، قال : أخبرني محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي حكيم الهمذاني ، عن مكحول أنه حدثه عن معاوية بن أبي سفيان قال وهو يخطب على المنبر : سمعت رسول الله يقول  : «يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وإنما يخشى الله من عباده العلماء ولن تزال أمة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون من خالفهم ولا من ناوأَهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون » .

أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق البزاز ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي ، حدثنا أبو بدر ، حدثنا عثمان بن حكيم ( وأخبرنا ) القاضي أبو بكر الحيري ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي حدثنا شجاع بن الوليد عن عثمان بن حكيم الأنصاري عن زياد بن أبي زياد مولى الحارث بن عياش ، قال قال معاوية : سمعت رسول الله يقول على هذه الأعواد : اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد من يرد الله به الخير وقال الحيري خيراً يفقهه في الدين .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا معاذ بن المثني ، حدثنا عبد الله بن سوار بن عبد الله أبو السوار العنبري ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا جبلة بن عطية عن عبد الله محيريز عن معاوية بن أبي سفيان قال : سمعت رسول الله يقول  : «إذا أراد الله بعبد خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا علي بن عياش وأبو اليمان ، قالا : حدثنا إسماعيل ابن عياش عن راشد بن داود عن أبي أسماء عن معاوية ، قال : قال رسول الله  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدثنا يونس بن بكير عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن معاوية ، قال : سمعت رسول الله يقول  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أنا علي بن أحمد بن عمر المقري ، أنا محمد بن الحسين الآجري الفريابي ، نا أبو مسعود المصيصي ، نا علي بن الحسن بن شقيق ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ، قال : سمعت معاوية يخطب يقول : سمعت رسول الله يقول  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أنا القاضي أبو بكر الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصم ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أحمد بن عبد الله بن يونس ، نا يزيد بن عبيد الله بن جراد بن مجالد عن رجاء بن حيوة ، قال : كان معاوية ينهى عن الحديث يقول : لا تحدثوا عن رسول الله ، فسمعته يوماً يقول على المنبر ما سمعت منه قط غيره يقول قال : رسول الله  : «إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين » .

أنا عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو زرعة الدمشقي ، نا علي بن عباس الحمصي ، نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أيفع بن عبد عن معاوية ، أنه سمع رسول الله يقول  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني ، نا أبو سليمان محمد بن الحسين الجراني ، نا الفضل بن محمد العطار بأنطاكية ، نا هشام بن عمار ، نا الوليد يعني ابن مسلم ، نا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت معاوية يحدث عن رسول الله قال  : «الخير عادة والشر لجاجة ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن الحسن بن علي الحربي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد الهروي ، نا أبو أيوب سليمان بن محمد بن إسماعيل الخزاعي ، نا محمد بن الوزير ، نا الوليد بن مسلم ، نا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يعني منبر دمشق يقول : سمعت رسول الله يقول  : «الخير عادة والشر لجاجة ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » .

أنا محمد بن أحمد ابن رزقويه البزار ، نا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا أحمد بن علي الخزار ، نا أبو الأزهر محمد بن عاصم ، نا هارون بن مسلم العجلي ، نا أبو القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن أبيه ، قال : خطبنا معاوية بن أبي سفيان ، قال : سمعت رسول الله يقول : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين يا أيها الناس تفقهوا » .

أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ، نا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي ، نا سويد هو ابن سعيد ، حدثني الوليد بن محمد الموقري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاوية ، أن النبي قال  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ومن لم يبال به لم يفقهه » .

أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قالا : أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا حسين بن أبي معشر ، أنا وكيع ( وأنا ) القاضي أبو بكر الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا يونس بن بكير كلاهما عن الأعمش عن تميم بن سلمة زاد وكيع السلمي ثم اتفقا عن أبي عبيدة ، قال : قال عبد الله وفي حديث الحيري عن عبد الله قال  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين » موقوف .

أنا ابن رزقويه وابن بشران قالا : أنا عثمان بن أحمد ، نا الحسين بن أبي معشر ، نا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير ، قال  : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده » .

ذكر قول النبي تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا

أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معسر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله  : «تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا » .

أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور ، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن حمدان السلمي ، نا جعفر بن محمد بن سوار ، أنا قتيبة بن سعيد ، نا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، أن النبي قال  : «الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا » .

أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا أحمد بن محمد الجعفي ، نا عبد العزيز بن أبان ، نا سفيان عن أبي الزبير عن جابر ، قال : قال رسول الله  : «الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا » .

أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ، أنا أبو عبد الله بن زيد بن علي بن مروان الكوفي ، نا علي بن أحمد العجلي ، نا جبارة ، نا حماد بن شعيب عن أبي الزبير عن جابر ، قال : قال رسول الله  : «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا » .

فضل مجالس الفقه على مجالس الذكر

أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار ، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي ، نا محمد بن بكار ، نا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي عن عبد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : دخل النبي المسجد قال فرأى مجلسين أحد المجلسين يذكرون الله ويرغبون إليه والآخرون يتعلمون الفقه فقال رسول الله  : «كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وان شاء منعهم وأما هؤلاء فيعلمون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلماً فجلس معهم » .

كذا في كتابي عن عبد الله بن أبي رافع وهو خطأ صوابه عبد الرحمن بن رافع .

كذلك رواه أبو داود الطيالسي وحبان بن موسى والحسين بن الحسن المروزيان عن ابن المبارك .

أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو ، قال : دخل النبي المسجد وقوم يذكرون الله وقوم يتذاكرون الفقه فقال النبي  : «كلا المجلسين على خير أما الذين يذكرون الله ويسألون ربهم فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وهؤلاء يعلمون وإنما بعثت معلماً وهذا أفضل » فقعد معهم .

أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ببغداد وأبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور ، قالا : أنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي ، نا جدي ، نا حبان بن موسى ، أنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو ، قال : دخل رسول الله المسجد فرأى مجلسين أحدهما يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يتعلمون الفقه فقال رسول الله ؛ : «كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلماً هؤلاء أفضل » ثم جلس معهم .

أنا الحسن بن علي الجوهري ، نا محمد بن العباس الخزاز ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن المروزي ، أنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو قال دخل النبي المسجد فذكر نحوه .

رواه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي عن ابن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو .

كذلك أنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقري أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبيري الفقيه المالكي . نا أبو عروبة الحسين بن محمد مودود بحران ، نا جدي عمرو بن أبي عمرو ، نا أبو يوسف القاضي ، نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خرج رسول الله فإذا في المسجد مجلسان مجلس يتفقهون ويتعلمون ومجلس يدعون الله ويسألونه فقال  : «كلا المجلسين إلى خير أما هؤلاء فيدعون الله ويسألونه وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل هؤلاء أفضل ، بالتعليم أرسلت » ثم قعد معهم .

أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي ، نا علي بن محمد بن عبد الله البرني بواسط ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا لوين ، نا حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله  : «لأن أجلس مع قوم يذكرون الله من غدوة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ومن العصر إلى غروبها أحب إلي من كذا وكذا » .

وقال حماد بن زيد : عن المعلى بن زياد عن يزيد الرقاشي ، قال : كان أنس إذا حدث هذا الحديث أقبل علي وقال : والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك ولكنهم قوم يتعلمون القرآن والفقه .

أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار ، نا أبو بكر بن النعمان ، نا ابن

الأصبهاني ، نا عفيف بن سالم ، وأنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه إمام المسجد الجامع بأصبهان ( أيضاً أنا ) أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار المديني نا أحمد بن مهدي نا محمد بن سعيد بن الأصبهاني أنا عفيف بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى : ( { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } ) 8 قال : مجالس الفقه وفي حديث أحمد بن مهدي قال : مجالس الفقه .

ذكر الرواية ان حلق الفقه هي رياض الجنة

حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب العجلي الدسكري لفظاً بحلوان ، حدثنا جبريل بن محمد القلانسي العدل بهمذان ، نا محمد بن عبد بن عامر السمرقندي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا مالك بن أنس عن نافع عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله  : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا » قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال  : «حلق الذكر » .

أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، نا عبيد الله بن عمر الجشمي ، نا زايدة بن أبي الرقاد ، حدثني زياد النميري عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا » قالوا : يا رسول الله وأين لنا برياض الجنة في الأرض ؟ قال  : «حلق الذكر فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم » .

أنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو زرعة الدمشقي ( وكتب إلي ) أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ابن أبي نصر الدمشقي ، وحدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري ، عنه قال : أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ، أنا أبو زرعة ، نا أبو عبد الملك بن الفارسي ، نا يزيد بن سمرة أبو هزان ، أنه سمع عطاء الخراساني يقول : مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام ، وهذا آخر حديث الطبراني . وزاد ابن راشد : كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا .

أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحمصي بحمص ، نا عبيد بن جناد صدوق ، نا عطاء بن مسلم الحلبي عن زيد العمي عن القاسم يعني ابن محمد عن عبد الله يعني ابن عمرو ابن العاص ، عن النبي قال  : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا » يعني حلق الذكر أما إني لا أقول حلق القصاص ولكن حلق الفقه » .

هكذا روى هذا الحديث الأصم بهذا الإسناد وعلى هذا اللفظ ، وروي عن موسى بن مروان الرقي عن عطاء بن مسلم بخلافه .

أناه أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد ابن أبي عثمان الدقاق ، أنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب ، نا أبو محمد بن الربيع الأنماطي ، نا عمر بن شبة ، نا موسى بن مروان ، نا عطاء بن مسلم عن زيد بن حبان عن القاسم بن الوليد ، قال : قال عبد الله بن مسعود : قال رسول الله رضي الله عنه : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا أما إني لا أعني حلق القصاص ولكني أعني حلق الفقه » .

أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، نا بشر بن موسى ، نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن القاسم بن الوليد أراه عن الضحاك ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا أما إني لا أعني حلق القصاص ولكن حلق الذكر . وعن أبي إسحاق ، قال : قال سفيان وقال الضحاك في هذه الآية : ( { بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } ) 9 قال : هو هذا مجلسهم يتفقهون .

فضل الفقه على كثير من العبادات

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق الأزجي ، نا علي بن عمرو الجزيري ، نا علي بن الحسن التنيسي ، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي ، نا إسحاق بن راهويه ، قال : نا بقية بن الوليد عن عبد الحميد عن أبي صالح عن الضحاك بن مزاحم عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله  : «من خرج يطلب بابا من العلم ليرد به ضالا إلى هدى أو باطلاً إلى حق كان كعبادة متعبد أربعين عاماً » .

رواه غيره عن بقية عن السري بن عبد الحميد عن أبي صالح .

أنا أبو محمد الجوهري وأبو القاسم التنوخي ، قالا : أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجراحي ، نا محمد بن موسى بن سهل البربهاري ، نا إبراهيم بن سويد الجدوعي بالبصرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، نا عبد الله بن أذينة ، نا عبد الوهاب بن مجاهد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله  : «لا خير في قراءة إلا بتدبر ولا عبادة إلا بفقه ، ومجلس فقه خير من عبادة ستين سنة » .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد القطان ، نا إبراهيم بن إسحاق السراج ، وأنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، نا صالح بن محمد بن موسى الازاذ وارس ، قالا : نا يحيى بن يحيى ، نا خارجة عن عبد الله بن عطاء عن إسحاق بن عبد الرحمن عن أبي سلمة ، زاد صالح بن عبد الرحمن بن عوف ثم اتفقا ، عن أبيه عن النبي قال  : «يسير الفقه خير من كثير العبادة ، وخير أعمالكم أيسرها » .

أنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عنزة الموصلي ، أنا أبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي ، نا محمد بن بسام ، نا حمدون الأشبيلي ، نا أبي عن خارجة يعني بن مصعب ( وأنا ) محمد بن أحمد بن رزق ، نا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر النيسابوري ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ، نا إسحاق بن إبراهيم الطلقي ، أنا محمد بن خالد الرازي ، نا خارجة عن عبد الله بن عطاء بن يسار عن محمد بن زيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ، ان رسول الله قال  : «يسير الفقه خير من كثير العبادة » وقال ابن عنزة  : «من كثير من العبادة » . ثم اتفقا  : «وخير أعمالكم أيسرها » .

أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد بن موسى البزار ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ، نا أبو الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير ، نا أبي حدثني الليث بن سعد عن إسحاق بن أسيد عن ابن رجاء بن حيوة عن أبيه عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله يقول  : «قليل الفقه خير من كثير العبادة وكفى بالمرء فقها إذا عَبَدَ الله وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه ، إنما الناس رجلان فمؤمن وجاهل فلا تؤذين المؤمن ولا تجاور الجاهل » .

أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبد الله بن الهيثم الأصبهاني ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، نا نعيم بن حماد ، نا عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي قال  : «تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلمه ممن يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو منار سبيل أهل الجنة والأنس في الوحدة والصاحب في الغربة والدليل في الظلمة والمحدث في الخلوة والسنان على الأعداء يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وفي الهدى أئمة يقتدى بهم وترمق أعمالهم وترغب الملائكة في إخائهم فبأجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس يستغفر لهم حتى حيتان البحر وهو أم الأرض وسباع الرمل ونجوم السماء ، ألا إن العلم حياة القلوب من العمى ونور البصر من الظلم به يطاع الله وبه يعبد الله وبه يحمد الله وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام هو أمام العقل والعمل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء ولا خير في عبادة بغير تفقه ولا خير في قراءة بغير تعبد وتدبر ، والقليل من التفقه خير من كثير عبادة ولمجلس ساعة تفقه خير من عبادة سنة » .

أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق ، نا أبو سعد عبد الكبير بن عمر الخطابي ، نا أبو بدر هو عباد بن الوليد الغيري ، حدثني حجاج بن نصير ، نا هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر ، قالا : باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا ، وباب من العلم نُعَلِّمُهْ عمل به أو لم يعمل أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا . وقالا سمعنا النبي يقول رضي الله عنه : «إذا جاء الموت طالب العلم وهو على هذه الحال مات وهو شهيد » .

أنا أبو سعيد بن حسنوية الأصبهاني ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد السمسار ، نا يحيى بن مطرف ، نا سليمان بن داود ، قال أخبرني شيخ لنا يقال له أبو عبد الله الأزدي عن محمد بن مطرف عن إسماعيل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ، قال : لأن أعلم بابا من العلم في أمر ونهي أحب إلى من سبعين غزوة في سبيل الله عز وجل .

وأنا أبو سعيد ، قال : نا أحمد بن جعفر بن معبد ، نا أبو الهيثم يحيى بن مطرف ، نا سليمان بن داود ، نا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن ، قال : لأن أتعلم بابا من العلم فأعلمه مسلماً أحب إلي من أن تكون لي الدنيا كلها أجعلها في سبيل الله تعالى .

وقال يحيى بن مطرف : نا محمد بن بكر ، نا عبد الله بن المبارك عن معمر ، قال : بلغنا عن أبي الدرداء ، قال : مذاكرة للعلم ساعة خير من قيام ليلة .

أنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القاري ، أنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني بها نا محمد بن علي الفرقدي ، نا إسماعيل بن عمرو ، نا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي ، قال : قال أبو الدرداء : لأن أذكر الفقه ساعة أحب إلي من قيام ليلة .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، نا الحسن بن علي بن زياد ، نا أبو نعيم ضرار بن صرد ، نا المعتمر حدثني أبي ، قال : قال رجل لأبي مجلز وهم يتذاكرون الفقه والسنّة : لو قرأت علينا سورة من القرآن ؛ فقال : ما أنا بالذي أزعم ان قراءة القرآن أفضل مما نحن فيه .

أنا أبو بكر البرقاني قال : قرأت على محمد بن محمد الحجاجي ، أخبركم محمد بن إسحاق بن خزيمة ، نا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة ، نا محمد بن زكريا ، نا حميد الكندي ، قال : سمعت يحيى بن أبي كثير يقول : تعليم الفقه صلاة ودراسة القرآن صلاة .

كتب إلي أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمرالمري من دمشق ، ان أبا سليمان محمد بن عبد الله الربعي حدثهم قال : نا عبد الله بن محمد البغوي ببغداد قال : حدثني إبراهيم بن هانيء قال : قلت لأحمد بن حنبل أي شيء أحب إليك أجلس بالليل أنسخ أو أصلي تطوعا ؟ فقال إذا كنت تنسخ فأنت تعلم به أمر دينك فهو أحب إلي .

تفضيل الفقهاء على العباد

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرىء ، أنا محمد بن الحسين الآجري ، نا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان ، نا هشام بن عمار الدمشقي ، نا حفص بن عمر عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله يقول  : «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء لهم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذ يعني به أخذ بحظ وافر .

أنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد الله بن عمر ابن سعيد الطالقاني ، نا عمار بن عبد المجيد ، نا محمد بن مقاتل الرازي عن أبي العباس جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان بن المهدي عن أنس ، قال : جاء رجل إلى رسول الله فسأله عن العباد والفقهاء فقال يا رسول الله العباد أفضل عند الله أم الفقهاء فقال رسول الله  : «فقيه أفضل عند الله من ألف عابد .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة نا صفوان بن صالح ، نا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال قال رسول الله رضي الله عنه : «لو أن هذه وقعت على هذه يعني السماء على الأرض وزال كل شيء عن مكانه ما ترك العالم علمه ولو فتحت الدنيا على عابد لترك عبادة ربه تبارك وتعالى » .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة ، نا صفوان بن صالح ، نا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ، قال : قال رسول الله رضي الله عنه : «لو أن هذه وقعت على هذه يعني السماء على الأرض وزال كل شيء عن مكانه ما ترك العالم علمه ولو فتحت الدنيا على عابد لترك عبادة ربه تبارك وتعالى » .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، نا الحسن بن علي السري ، نا أحمد بن الحسين اللهبي ، حدثني أبو ضمرة أنس بن عياض ، قال : حدثني المغيرة عن أبي الدرداء ، قال : قال رجل لرسول الله رجلان أحدهما مقبل على عبادة ربه والآخر لا يزيد على الفرائض إلا أنه يعلم الناس . قال رسول الله  : «فضل هذا العالم كفضلي على أدنى رجل منكم » . ) ==9 ( : (

قلت : ولا تصح العبادة إلا بعد التفقه .

أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، نا هارون بن سليمان الأصبهاني ، نا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن النضر الحارثي ، قال : كان الربيع بن خثيم يقول : تفقه ثم اعتزل . .

أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ، نا جعفر بن محمد الصائغ ، نا عبد الرحمن بن هاني أبو نعيم النخعي ، نا العلاء بن كثير عن نافع ، قال : جاء رجل إلى ابن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن علمني شيئاً أنال به خيراً . قال : تفقه في الدين . قال : ما أراه فهم عني فعاوده قال : إنما

أسألك أن تعلمني شيئاً أنال به خيراً . قال ابن عمر : ويح الآخر أليس الفقه في الدين خيراً من كثير العمل ؟ ان قوماً لزموا بيوتهم فصاموا وصلوا حتى يبست جلودهم على أعظمهم لم يزدادوا بذلك من الله إلا بعداً .

أنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الجناني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ، قالا : نا أحمد بن سلمان النجاد ، نا محمد بن عبد الله بن سليمان ، نا هشام بن يونس ، نا المحاربي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو ، قال : ان قوماً تركوا العلم ومجالسة أهل العلم صلوا وصاموا حتى بلي جلد أبدانهم على عمه وخالفوا السنة فهلكوا ، قال : والذي لا إله غيره ما عمل عامل قط على جهل إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح .

نا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ، أنا يوسف بن إبراهيم السهمي بجرجان ، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ، أنا أحمد بن منصور الرمادي ، نا فهد بن عوف ، نا حماد بن زيد ، نا سفيان الثوري عن رجل من أهل مكة عن عمر بن عبد العزيز ، قال : من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح .

أنا محمد بن أحمد بن أبي طاهر ، نا أحمد بن سلمان النجاد ، نا محمد بن عبد الله بن سليمان ، نا يحيى عن شريك عن نصير بن هريم المحاربي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ( وأنا ) الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني ، نا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، نا محمد بن القاسم بن خلاد ، قال : قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : العلم أفضل من العمل ، ألا ترى أن الراهب يقوم الليل فإذا أصبح وقال الجوهري حتى إذا أصبح أشرك .

ذكر الرواية انه يقال للعابد أدخل الجنة ويقال للفقيه إشفع

أنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد الله بن عمر بن سعيد الطالقاني ، نا عمار بن عبد المجيد ، نا محمد بن مقاتل الرازي عن أبي العباس جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان بن المهدي عن أنس ، قال : قال رسول الله  : «إذا كان يوم القيام يقول تعالى للعابد أدخل الجنة ، فإنما كانت منفعتك لنفسك ، ويقال للعالم إشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس » .

حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف بلفظه ، وابنه أبو طاهر أحمد بقراءتي عليه ، قال محمد : نا وقال إبنه أحمد ، أنا أبو الحسين عبد الله بن القاسم بن سهل الصواف الفقيه بالموصل ، نا موسى بن محمد ، نا حفص بن عمر يعني الدوري ، نا محمد بن مروان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه ، فيقال يعني للعابد أدخل الجنة ، ويقال للفقيه اشفع .

ذكر الرواية عن النبي انه قال : ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في دين

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزار ، نا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد العسكري إملاء في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، نا إبراهيم بن حرب بن عمر العسكري ، نا عيسى بن إبراهيم البركي ، نا يوسف بن خالد عن مسلمة بن قعنب ( وحدثني ) أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال ، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي ، نا إسماعيل بن يونس بن ياسر ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا يوسف بن خالد ( وأنا ) الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي ، نا محمد بن صالح الأشج ، نا عيسى بن زياد الدورقي قالا : أنا مسلمة بن قعنب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله  : «ما عبد الله بشيء وقال الخلال : في شيء أفضل من فقه في دين » .

أخبرني أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرىء النقاش ، نا الحسن بن منصور الرماني ، نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، نا بقية عن إسماعيل الكندي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله  : «أفضل العبادة الفقه » .

أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، نا ظاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن سعيد الزاهد الجلودي ، نا إسحاق بن عبد الله الخشك ، نا حفص يعني ابن عبد الله نا المعلى عن محمد بن عبد الرحمن عن الشعبي عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله يقول  : «أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع » .

أخبرني علي بن يحيى بن جعفر الإمام ، أنا سليمان ابن أحمد الطبراني ، نا محمد بن يحيى بن المنذر القزاز البصري ، نا هانىء بن يحيى ، نا يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : «ما عبد الله تعالى بمثل التفقه في الدين » .

أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي ، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، نا أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح بالكوفة ، قال : وجدت في كتاب جدي ، نا محمد بن أبي عثمان الأزدي ، نا الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله  : «ما عبد الله بشيء أفضل من الفقه في الدين » .

أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري الصيرفي ، نا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثني أحمد بن إسحاق الموسايي أخبرني إسحاق بن العباس قال . حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي ، أن رجلاً من الأنصار قال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال  : «العلم بالله والفقه في دينه » ، فظن الرجل أن رسول الله لم يفهم قوله فسأله الثانية فقال له مثل قوله الأول ، فقال : يا رسول الله أسألك عن العمل فتخبرني عن العلم ؟ فقال رسول الله  : «نعم إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره وان الجهل لا ينفعك معه قليله ولا كثيره » .

أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان ، نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل ، نا أبو سفيان عبد الرحيم بن مطرف السروجي ، نا أبو عبيد الله العذري عبد الرحمن بن يحيى عن يونس عن الزهري عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : «حسن العبادة الفقه » .

كذا قال لنا الماليني في روايته ( أبو عبيد الله العذري ) ورواه غير واحد عن أبي سفيان ، نا أبو عبد الله العذري .

أخبرناه أبو سعد الماليني ، نا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ، نا علي بن إبراهيم بن مطر ، نا محمد بن عوف ، نا عبد الرحيم بن مطرف السروجي ، نا أبو عبد الله العذري واسمه عبد الرحمن بن يحيى عن يونس ، ( وأناه ) أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني ، نا محمد بن إسماعيل الفارسي ، نا عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي ، نا عبد الرحيم بن مطرف ، نا أبو عبد الله العذري رجل من بني عذرة عن يونس الإيلي عن الزهري عن أنس زاد الحربي ابن مالك ثم اتفقا قال : قال رسول الله  : «خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه » .

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الحربي ، نا أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد ، نا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، أنا مروان بن محمد عن عطاف بن خالد المخزومي عن صالح بن محمد الليثي .

هذا والله هو العبادة قال فقال لي سعيد : اسكت فإن عبادة الله ليست بالصوم والصلاة ولكن بالفقه في دينه والتفكر في أمره .

أنا أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران ، قالا : أنا عثمان بن محمد الدقاق ، نا الحسين بن أبي معشر ، أنا وكيع عن ياسين بن معاذ عن عبد القوى عن مكحول ، قال : قال رسول الله  : «ما عبد الله تعالى بمثل الفقه » .

أخبرني أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري ، قال : حدثني أبو شاكر عثمان بن محمد بن حجاج البزار ، نا أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي بمدينة منبج ، نا عبد الله بن حبيق الأنطاكي ، نا يوسف بن إسباط عن ياسين الزيات عن عبد القوي عن مكحول ، قال : ما عبد الله بشيء أفضل من الفقه ، ان الله وملائكته ودواب الأرض وحيتان البحر يستغفرون لمعلم الخير وللمتعلم . .

أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر عن الزهري ، قال : ما عبد الله بمثل الفقه .

ذكر الرواية عن النبي ان فقيهاً واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد

أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، نا هشام ابن عمار ، نا الوليد ( وأنا ) أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي القصري ، قال أحمد : نا وقال محمد أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز ، أنا إسحاق خالويه ، نا علي بن بحرنا الوليد هو ابن مسلم نا أبو سعد روح بن جناح عن مجاهد ، انه سمع ابن عباس يقول : قال رسول الله . وفي حديث السواق عن مجاهد عن ابن عباس ، عن النبي قال  : «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد » .

أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا إسماعيل بن عبد الله العبدي ، نا هشام بن عمار ، نا الوليد ( وأنا ) أبو أحمد عبد الوهاب بن الحسن بن علي الحربي ، أنا الحسين بن أحمد بن محمد الهروي ، نا أبو أيوب سليمان بن محمد بن إسماعيل الخزاعي ، نا محمد بن الوزير يعني الدمشقي نا الوليد بن مسلم ، نا روح بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله  : «فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد » .

أنا أبو محمد عبد الله بن أبي الحسين بن بشران المعدل ، أنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني بانتقاء أبي الحسن الدارقطني ، نا عمر بن سعيد بن سنان ، نا هشام بن عمار ، نا الوليد بن مسلم ، نا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله  : «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد » . .

قال الدارقطني كذا في أصل أبي جعفر هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا المتن . قلت : والأول هو المحفوظ ( عن روح عن مجاهد عن ابن عباس ) وما أرى الوهم وقع في هذا الحديث إلا من اليقطيني والله أعلم . وذلك أن عمر بن سنان عنده عن هشام بن عمار عن الوليد عن روح ، حديث في ذكر البيت المعمور عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، أناه أبو سعد الماليني فيما أذن أن نرويه عنه ، أنا عبد الله بن علي الحافظ ، نا أبو العلاء الكوفي وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان ، أنا هشام بن عمار ، نا الوليد بن مسلم ، نا أبو سعد روح بن جناح عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ، عن النبي قال  : «في السماء الدنيا بيت يقال له البيت المعمور حيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان فيدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض إنتفاضة ، فيخر عليه سبعون ألف قطرة فيخلق الله من كل قطرة ملكاً يومرون أن يأتوا البيت المعمور فيلجون فيه فيقفون ثم يخرجون منه فلا يعودون إليه أبداً . يولى عليهم أحدهم يومر أن يقف بهم من السماء موقفاً يسبحون الله إلى يوم القيامة » .

واللفظ للماليني ، فيشبه أن يكون هذا الحديث وحديث مجاهد عن ابن عباس كانا في كتاب ابن سنان عن هشام يتلو أحدهما الآخر ، فكتب اليقطيني إسناد حديث أبي هريرة ثم عارضه سهو أو زاغ نظره فنزل إلى متن حديث ابن عباس فتركب متن هذا على إسناد هذا ، وكل واحد من عمر بن سنان اليقطيني ثقة مأمون بريء من تعمد الخطأ ، ولا أعرف لحديث اليقطيني وجهاً غير هذا التأويل والله أعلم .

أنا أبو سعد الماليني قراءة عليه ، أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ بجرجان ، نا أبو أيوب محمد بن سعيد بن مهران بالأبله ، نا شيبان ، نا أبو الربيع السمان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : «لكل شيء دعامة . ودعامة الإسلام الفقه في الدين . والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد » .

أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري ، نا أحمد بن الهيثم البزار ، نا هانىء بن يحيى ، نا يزيد بن عياض ، نا صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله  : «ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين » .

قال : وقال أبو هريرة : لأن أفقه ساعة أحب إلي من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح ، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد ، ولكل شيء دعامة ودعامة الدين الفقه .

أنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان ، قالا : نا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا محمد بن خلف المروزي ، وقال ابن الفضل محمد بن خلف بن عبد السلام : نا مسلم بن المغيرة الأزدي أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عمر بن الخطاب ، قال قال رسول الله  : «إن الفقيه أشد على الشيطان من ألف ورع وألف مجتهد وألف متعبد » .

أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر الصابوني ، أنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الحراني ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني بمصر ، قال : قال المزني يعني أبا إبراهيم إسماعيل بن يحيى : روى عن ابن عباس رضي الله عنهما ، انه قال : ان الشياطين قالوا لإبليس : يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد والعالم لا تصيب منه والعابد تصيب منه ، قال : انطلقوا فانطلقوا إلى عابد فأتوه لعبادته فقالوا إنا نريد أن نسألك فانصرف فقال له أبليس : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقال : لا أدري ، فقال : أترونه كفر في ساعة . ثم جاؤا إلى عالم في حلقته يضاحك أصحابه ويحدثهم فقال له : إنا نريد أن نسألك فقال سل ، فقال : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ قال : نعم ، قال : وكيف ؟ قال يقول : كن فيكون . فقال : أترون ذلك لا يعدو نفسه وهذا يفسد علي عالماً كثيراً .

تأويل قول الله تعالى : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) 10 انهم الفقهاء

أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أنا دعلج بن أحمد ، نا محمد بن إبراهيم الكناني ، نا أحمد ابن محمد بن سعيد الهمذاني ، نا القاسم بن الحكم قاضي همذان ، نا محمد بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : طاعة الله اتباع كتابه ، وطاعة الرسول اتباع سنته ، وأولي الأمر منكم قال : العلماء حيث كانوا وأين كانوا .

أنا ابن الفضل القطان وعلي بن أحمد الرزاز ، قال القطان : أنا ، وقال الرزاز : نا عثمان بن أحمد الدقاق جعفر بن محمد الرزاز زاد الرزاز : أبو يحيى ثم اتفقا ، نا محمد بن حميد ، نا إبراهيم بن المختار عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر : ( { وأولي الأمر منكم } ) قال : أولوا الفقه .

أنا ابن رزقويه ، أنا علي بن عبد الرحمن الكاتب ، نا إبراهيم بن عبد الله العبسي ، أنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن كعب شك الأعمش ، مثل حديث قبله عن مجاهد : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) يعني الفقهاء .

أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا الحسين بن عمر الضراب ، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، نا محمد بن عبد الله بن نمير ، نا وكيع ، نا الأعمش عن مجاهد : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : الفقهاء .

أنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنا دعلج بن أحمد ، أنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، أن سعيد بن منصور حدثهم ، قال : أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد قال : ' هم الفقهاء والعلماء ' ( وأخبرني ) الجوهري ، أنا محمد بن محمد بن الجراح الخزاز ، نا أحمد بن عبد الله بن النيربي ، نا أبو سعيد الأشج ، نا تليد عن منصور عن مجاهد : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : الفقهاء . .

وقال أبو سعيد ، نا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد ، قال : أولى العلم والفقه .

أنا ابن الفضل ، أنا علج ، أنا محمد بن علي بن يزيد ، أن سعيد ابن منصور حدثهم ، قثنا إسماعيل بن زكريا ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : ' أولي الفقه والعلم '

أنا أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن هشام الفارسي ، نا أبي ، نا أحمد بن سهل الأشناني ، نا الحسين يعني ابن علي بن الأسود العجلي نا يحيى بن آدم ، نا مندل العنزي عن ليث عن مجاهد في قوله : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : أولي العلم والفقه .

أنا القاضي أبو بكر الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصم ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا معاوية ابن عمرو عن أبي إسحاق عن عبد الملك بن أبي سليمان عن مجاهد : هم أولوا الفهم والعلم يعني : ( { أولي الأمر منكم } ) قال عبد الملك وكان عطاء يقول : هم أولوا الفقه والعلم وقال : طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة .

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا نصر بن القاسم بن نصر ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا عثام بن علي عن عبد الملك عن عطاء ، في قوله : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : أولوا الفقه وأولوا العلم ، وطاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة .

أخبرني مكي بن علي الجزيري ، حدثني أبو شاكر عثمان بن محمد البزاز ، نا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري ، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، نا سعيد بن محمد عن عبد الملك عن عطاء في قوله : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال هم أهل العلم وأهل الفقه ، وطاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة . وقال علي بن موسى بن يعقوب الدورقي : نا هشيم ، أنا منصور عن الحسن ، في قوله : ( { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ) قال : العلماء والفقهاء .

تأويل قوله تعالى : ( { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } ) 11 انها الفقه

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، نا إدريس بن عبد الكريم المقري ، نا خلف بن هشام ، نا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد ، في قوله تعالى : ( { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } ) قال : ليست بالنبوة ولكن الفقه والعلم .

أنا أحمد بن علي بن يزداد القارىء ، أنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني بها ، نا محمد ابن علي الفرقدي ، نا إسماعيل بن عمرو ، نا جرير عن ليث عن مجاهد ، في قوله تعالى : ( { يؤتى الحكمة من يشاء } ) قال : ليست بالنبوة ولكن العلم والقرآن والفقه .

أنا علي بن الحسين بن محمد بن أبي عثمان الدقاق ، أنا علي بن محمد بن سعيد الرزاز ، نا أبو شعيب الحراني ، نا مروان بن عبيد ، نا فضل ، عن ليث عن مجاهد ، في قوله : ' يؤتي الحكمة من يشاء ' 12 قال ' العلم والفقه '

أنا ابن الفضل القطان ، أنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ، نا أحمد بن علي الخزاز ، نا فضيل ابن عبد الوهاب ، نا محمد بن يزيد عن جوبير عن الضحاك ، قال : القرآن والفقه فيه .

أخبرني الجوهري ، أنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز ، أنا عبد الرحمن بن محمد الزهري ، قال : سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن قوله : ( { وآتيناه الكتاب والحكمة } ) 13 فقال : الحكمة فقه الشيء قيل له : الكتاب غير الحكمة ؟ فقال : لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه ، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما ، معناه : يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه .

ذكر الرواية ان الله يبعث يوم القيامة كل عبد على مرتبته التي مات عليها

أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله  : «من مات على شيء بعثه الله عليه » .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر النرسي ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا إسحاق بن الحسن الحربي ، نا أبو نعيم ، نا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ، عن النبي قال  : «يبعث الله كل عبد على ما مات عليه » .

أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد ، قالا : أنا أحمد بن يوسف بن الخلال ، نا الحارث بن محمد التميمي ، نا أبو عبد الرحمن المقريء ، نا حيوة ، حدثني أبو هانىء حميد بن هاني الخولاني ، أن أبا علي الحبني حدثه : أنه سمع فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه ، يحدث عن رسول الله أنه قال  : «من مات على مرتبة من هذه المراتب بعثه الله عليها يوم القيامة » .

أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي ، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني ، نا أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي ، نا محمد بن الحسن عن هارون بن صالح الهمذاني عن الحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : يحشر الناس يوم القيامة على أعمالهم ، إن كان زامراً حشر زامراً ، وإن كان مغنياً حشر مغنياً ، ولا يعرف العمال يوم القيامة إلا بالأعمال في أعناقهم .

ذكر الرواية ان الله تعالى لا يخلي الوقت من فقيه أو متفقه

أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي ، نا الجراح ابن مليح الحمصي أبو عبد الرحمن ، نا بكر زرعة الخولاني عن أبي عنية الخولاني ، وكان ممن أكل الدم في الجاهلية وصلى القبلتين مع رسول الله : لا يزال الله تعالى يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعة أو يستعملهم بطاعته .

أخبرني علي بن يحيى بن جعفر الأصبهاني ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا يحيى بن عثمان بن صالح ، نا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي قال  : «لا يزال في هذه الأمة عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك » .

ذكر من ارتفع من العبيد بالفقه حتى جلس مجالس الملوك

أنا القاضي أبو القاسم التنوخي ، نا علي بن الحسن بن علي الرازي املاء ، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة المصيصي بالمصيصة ، نا يوسف بن سعيد بن مسلم ، نا عمرو بن حمزة القيسي ، نا صالح المري عن الحسن عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله قال  : «أن الحكمة لتزيد الشريف شرفا ، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك » .

أنا الحسن بن محمد عبد الله بن حسنويه ، نا أحمد بن جعفر بن معبد السمسار ، نا أبو سليم محمد بن حميد ، نا القاسم بن محمد ، نا العلاء بن عمرو الحنفي ، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، نا أبو خلدة عن أبي العالية ، قال : كنت آتي ابن عباس وهو على سريره وحوله قريش فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير فيغامزني قريش ، ففطن لهم ابن عباس فقال : كذاك هذا العلم يزيد الشريف شرفاً ويجلس المملوك على الأسرة .

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، نا محمد بن العباس الخزاز ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، قال : قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي : كان عطاء بن أبي رباح عبداً أسود لإمرأة من أهل مكة وكان أنفه كأنه باقلاة ، قال : وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وإبناه فجلسوا إليه وهو يصلي ، فلما صلى انفتل إليهم فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه : قوما فقاما ، وقا : يا ابني لاتنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود .

قال أبو إسحاق وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخل في بدنه ، وكان منكباه خارجين كأنهما زوجان فقالت له أمه : يا بني لا تكون في قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور به فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك ، قال : فطلب العلم ، قال : فولي قضاء مكة عشرين سنة ، وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرعد حتى يقوم ، قال ومرت به امرأة يوماً وهو يقول : اللهم اعتق رقبتي من النار قال فقالت له : يا ابن أخي فأي رقبة لك ؟

أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا محمد بن العباس ، نا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، نا محمد بن القاسم بن خلاد ، قال : كان الأوقص قصيراً ذميماً قبيحاً قال : فقالت لي أمي وكانت عاقلة : يا بني انك خلقت خلقة لا تصلح لمعاشرة الفتيان فعليك بالدين فإنه يتم النقيصة ويرفع الخسيسة ، فنفعني الله بقولها وتعلمت الفقه فصرت قاضياً .

أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن عمران المرزباني ، نا أحمد بن محمد بن عيسى ، نا محمد بن القاسم ابن خلاد ، قال : يقال : لا خسيسة في الإسلام الفضل في الدين والتقوى ، وإذا اجتمع إلى ذلك الشرف فذاك التام الكامل .

ذكر أحاديث وأخبار شتى يدل جميعها على جلالة الفقه والفقهاء

أنا أبو بشر محمد بن السري الوكيل ، نا محمد بن المظفر الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول ، حدثني أبي ، حدثني الهيثم بن موسى المروزي ( وأنا ) الحسن بن علي الجوهري ، أنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق ، نا عبد الله بن ناجية ، حدثني إسحاق بن بهلول ، نا الهيثم بن موسى المروزي ، نا عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، نا إسرائيل ، وفي حديث أبي بشر عن عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ، قال : قال : رسول الله  : «الأنبياء قادة والفقهاء سادة ، ومجالستهم زيادة » .

أنا الحسين بن عمر الغزال وعبد الله بن يحيى السكري ، قالا : أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عباس بن عبد الله الترقفي ، نا أبو عبد الرحمن القري ، نا سعيد يعني ابن أبي أيوب عن عبد الله بن الوليد عن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه ، قال : كان عبد الله بن مسعود يقول : المتقون سادة والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة .

أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري ، نا عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي ، نا علي بن الفضل بن طاهر البلخي ، نا عبد الصمد بن الفضل ، ان جعفر بن محمد العدني حدثهم عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : من آذى فقيهاً فقد آذى الرسول ، ومن آذى الرسول فقد آذى الله عز وجل .

أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، نا الحسين بن صفوان البرذعي ، نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، أنا سليمان بن أبي الأشج ، نا محمد بن الحجاج اللخمي ، أن زياداً خطب الناس بالكوفة ، فقال : إني بت ليلتي هذه مهتماً بثلاثة ، بذي الشرف وذي العلم وذي السن ، والله لا أوتي برجل رد على ذي علم ليضع بذلك علمه إلا عاقبته ، ولا أوتي برجل رد على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته ، إنما الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم .

أنا علي بن محمد بن عبد الله ، أنا إسماعيل الصفار ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر عن أبي هارون ، قال : كنا حيناً ندخل على أبي سعيد فيقول مرحباً بوصية رسول الله قال  : «انه سيأتيكم قوم من الآفاق يتفقهون فاستوصوا بهم خيراً » .

أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الطرفي المعدل بالكرخ ، نا عمر بن إبراهيم بن مردويه الكرخي ، نا ابن جعفر النجيرمي ، نا أحمد بن سعيد الثقفي ، نا أبو روح الهيثم بن برزخ ، نا إبراهيم بن ميسرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله  : «إن لكل أمة رهبانية ، وإن رهبانية أمتي الجماعات والجمعات وتعليم بعضهم بعضاً شرائع الدين » .

أنا عبد الغفار بن محمد المؤدب ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد الله بن عمر بن سعيد الطالقاني ، نا عمار بن عبد الحميد ، نا محمد بن مقاتل الرازي عن أبي العباس جعفر بن هارون عن سمعان بن المهدي عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله  : «أفضل العلم الذي يحتاج إليه الناس » .

قلت : وأعظم ما بالناس الحاجة إليه من العلوم الفقه فلا علم أفضل منه .

أنا أبو القاسم : علي بن محمد بن عيسى البزار ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ، نا حسين بن حميد العكي ، نا محمد بن رمح ، عن رجل ، عن سفيان ، عن زبيد اليامي ، عن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسمل : ' الإيمانُ عُرْيانٌ ، ولِبَاسُهُ التَّقْوَى ، وزينَتُهُ الحَيَاءُ ، ومَالُهُ الفِقْهُ ، وثَمَرَتُه العِلْم )

أخبرنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر الغزال ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق العكبري ، حدثنا محمد بن صالح بن ذريح ، نا أحمد بن بديل ، نا عمرو بن حميد ، نا يحيى ابن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الزعراء عن عبد الله ، قال : الإيمان عريان فلباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وكنزه التفقه .

أنا التنوخي ، نا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبو بكر أحمد بن عبد الله البدري ، قالا : نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال : حدثني رجل عن قيس بن حفص الديربي ، قال : حدثني مسعود بن سليم ( وأنا ) أبو علي محمد بن الحسين الجازري ، نا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري ، نا محمد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه ، قال : ابتنى معاوية بالأبطح مجلساً فجلس عليه ومعه إبنه قرظة فإذا هو بجماعة على رحال لهم وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى :

من يساجلني يساجل ماجدا …….. اخضر الجلدة في بيت العرب

قال : من هذا قالوا : عبد الله بن جعفر قال خلّوا له الطريق : فليذهب ، ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يتغنى :

بينما يذكرنني أبصرنني……….. عند قيد الميل يسعى بي الأغر

قلن تعرفن الفتى قلن نعم……….. قد عرفناه وهل يخفى القمر

قال : من هذا قالوا : عمر بن أبي ربيعة وفي حديث التنوخي عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة قال خلّوا له الطريق فليذهب قال : ثم إذا هو بجماعة وإذا فيهم رجل فقال الجازري : رجل منهم يسأل فيقال له رميت قبل أن أحلق ؟ وحلقت قبل أن أرمي ؟ في أشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج فقال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن عمر فالتفت إلى ابنه قرظة فقال : هذا وأبيك الشرف هذا والله شرف الدنيا وشرف الآخرة .

أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي ، أنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، نا ابن منيع ، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي ، نا عبد القدوس بن بكر بن خنيس وكان من خيار الناس ، نا ضرار بن عمرو ، قال عبد القدوس : لقيته بملطية ، وكان يقال : من أطول الناس حزناً وأطولهم بكاء عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم وأهل الجهاد ، قال : فأما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل ، وأما أهل الجهاد فجاهدوا على ما جاءت به الرسل .

أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا أحمد بن القاسم بن عطية ، نا الدامغاني ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : تدرون ما مثل الجهل والعلم مثل دار الكفر ودار الإسلام ، فإن ترك أهل الإسلام الجهاد ، جاء أهل الكفر فأخذوا الإسلام ، وإن ترك الناس العلم صار الناس جهالا .

أنا أبو محمد الجوهري ، أنا علي بن الحسن بن علي الرازي ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، أنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي ، قال : قال سفيان بن عيينة : أرفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء .

وأخبرنا الجوهري ، أنا أبو عبد الله المرزباني ، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، نا محمد بن القاسم بن خلاد ، قال : قال ابن عيينة : أعظم الناس منزلة من كان بين الله وبين خلقه الأنبياء والعلماء .

نا عبد العزيز بن علي الأزجي لفظاً ، قال : أجاز لي أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ( وحدثني ) علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني عنه ، نا محمد بن الحسن بن الصباح ، قال : قال سهل يعني ابن عبد الله التستري : من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء يجيىء الرجل فيقول : يا فلان أي شيء تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا ؟ فيقول طلقت امرأته ، ويجيىء آخر فيقول : ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا ؟ فيقول ليس يحنث بهذا القول وليس هذا إلا لنبي أو لعالم فاعرفوا لهم ذلك .

أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، نا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، نا عبد الله بن علي بن الحسين ، نا أحمد بن الصلت ، نا الفضل بن دكين ، قال : سمعت أبا حنيفة يقول : إن لم يكن أولياء الله في الدنيا والآخرة الفقهاء والعلماء فليس لله ولي .

أنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري ، قال : سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ بهمذان ، يقول : سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي ، يقول : سمعت أبا بكر الحسن بن علي بن دانيار ، يقول : سمعت الربيع بن سليمان ، يقول : سمعت الشافعي ، يقول : إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لله ولي .

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، نا أبو الحسن بن أحمد الصيرفي ، قال : وثنا النيسابوري وهو عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : سمعت المزني ( ونا ) أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظاً بحلوان ، نا أبو عمرويه محمد بن جعفر النصيبي بجرجان ، نا عبد الله بن أبي سفيان بالموصل قال : سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول : من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن نظر في الفقه نبل مقداره ، ومن تعلم اللغة وقال الدسكري : ومن نظر في اللغة رق طبعه ، ومن نظر في الحساب وقال الأزهري : ومن تعلم الحساب تجزل رأيه ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .

أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج ، أنا إسماعيل بن نجيد السلمي ، نا جعفر ابن محمد بن سوار ، أنا قتيبة ، نا مالك ، قال : بلغني أن عيسى بن مريم قال : سيأتي قوم فقهاء علماء كأنهم من الفقه أنبياء .

أنا الحسن بن أبي بكر وعبد الملك بن محمد الواعظ ، قالا : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ( وأنا ) محمد بن عمر النرسي ، أنا محمد بن عبد الله الشافعي ، قال : أنا عبد الله بن روح المدائني ، نا شبابة زاد أبو سهل : ابن سوار ثم اتفقا ، نا أبو زيد ، نا بسر بن عبيد الله زاد الشافعي : الحضرمي ثم اتفقا عن أبي إدريس الخولاني ، قال : كان أبو الدرداء يقول : وما نحن لولا كلمات الفقهاء .

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا حنبل بن إسحاق ، قال : حدثني أبو عبد الله ، نا محمد بن فضيل ، نا أبي عن سماك عن إبراهيم عن علقمة ، انه قال لأصحابه : امشوا بنا نزداد إيمانا يعني تفقهاً .

( وقال ) حنبل حدثنا محمد بن الأصبهاني ، أنا محمد بن فضيل عن أبيه عن شباك عن إبراهيم عن علقمه ، انه كان يقول لأصحابه : امشوا بنا نزداد إيماناً يعني يتفقهون .

أنا الحسين بن عمر الغزال وعبد الله بن يحيى السكري ، قالا : أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عباس بن عبد الله الترقفي ، نا أبو عبد الرحمن المقري ، نا كهمس بن الحسن عن عباس الجريري عن الحسن بن أبي الحسن ، انه قال : ان من الصدقة أن تسمع بالفقه فتحدث .

أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة ، نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادارايي ، أنا أحمد بن حازم ، أنا علي بن قادم ( وأخبرني ) أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري ، أنا أحمد بن الفرج بن منصور ، نا أبو عيسى محمد بن علي ، نا أحمد بن أبي عذرة ، نا علي بن قادم ، نا الربيع بن سهل زاد المادارايي : الفزاري ثم اتفقا عن جويبر عن الضحاك ، قال : قال علي : إنما مثل الفقهاء كمثل الأنف ، إذا قطعت أنف لم تعد مثلها .

أنا محمد بن أبي نصر النرسي ، أنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، نا ابن منيع ، نا إسحاق ابن إبراهيم المروزي ، نا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد ، سمع أبا عمرو الشيباني يقول : سمعت ابن مسعود يقول : إنها قبضات فإذا مات عالم ذهبت قبضة .

وقال إسحاق : نا حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله : هل تدرون كيف ينقص الإسلام ؟ قال ، قالوا : لا ، فقال : كما ينقص صبغ الثوب وكما ينقص سمن الدابة وكما يقسو الدرهم عن طول المكث أن ذلك منه وأكثر من ذاك موت العلماء أو قال ذهاب العلماء .

أنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز ، أنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي ، أنا محمد بن صالح الأشج ، نا يحيى بن نصر بن حاجب ، نا هلال بن خباب ، قال : قلت لسعيد بن جبير : يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك فقهاءهم هلكوا .

أنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني بها ، أنا أبو أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الشيرازي ، أنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن إسحاق السمرقندي ، نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن قعود ، نا إبراهيم بن سفر ، نا أبو محمد عبد الله بن نمر ، قال : سمعت عبد الله بن عثمان يقول : سمعت محمد بن الحسن مراراً يقول : إذا أفنى الرجل قوته وشبيبته في الحسابات فإذا بلغ منها الغاية القصوى في نفسه فوجهها المساحة والقسمة ونحوهما وقد كرهها بعص الفقهاء .

بلغنا أن سعيد بن المسيب قال : الذي يمسح للناس وأخذ عليها أجراً انه لغير طائل . قال محمد وأما نحن فلا نرى بأساً أن يؤدي فيه الأمانة ويأخذ عليها الأجر وأن أفنى أيامه وقوته وحفظه في طلب الشعر ، فإذا بلغ فيه الغاية القصوى في نفسه فقصاراه أن يصير شاعراً يطري من يعطيه شيئاً أو يكرمه .

بلغنا أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يضربان عل الهجاء ضرباً شديداً ويحبسان ، وبلغنا أن رسول الله قال  : «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة شاعر يهجو قبيلة بأسرها »

فهو أبداً حريص مستعط ذليل وما عليه من التبعة في العاقبة أشد وأدهى ، وأن أفنى أيامه في النحو والعويص من الكلام فقصاراه أن يصير مؤدباً يؤدب أولاد الملوك فهو أبداً في المعاذير والمداراة والبلاء ، فربما أصاب من خيرهم ، وربما طرد وحرم ، فإن معاشرتهم شديدة . وإن أفنى أيامه في أحاديث السمر والمغازي وأيام العرب والأنساب ونحو ذلك فإذا بلغ منه الغاية القصوى في نفسه فقصاراه أن ينضم إلى بعض الملوك فيسامره ويؤاتيه على أمره ويساعده على ما أراد طمعاً منه ، فما يحرم من دينه أكثر مما عسى أن يصيب من دنياه . وأن أفنى أيامه في هذه الخطب والرسائل وأشباه ذلك فقصاراه أن يصير خطيباً ، وقد بلغنا أن رسول الله قال  : «ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه يوم القيامة ما أراد بها ما عند الناس » ، وكان سفيان يقول الكلمة خطبة .

قال محمد بن الحسن : ولكن من وفق لهذا العلم الذي فيه الحلال والحرام ، والفرائض والحدود والأحكام ومعالم الدين كلها ، فطلبه في شبيبته قبل تراكم الأشغال عليه فأدرك منه حظاً ، فإن أراد به الآخرة ووفق فيه للخير والصدق أدرك به الدنيا والآخرة إن شاء الله ، وكان مكرماً محموداً عزيزاً منيعاً شريفاً بعيد الصوت مطاعاً في الناس ، وإن أراد به الدنيا ولم يوفق فيه للخير والصيانة وظلف النفس وإلجامها عن هواها لم يستغن عنه الناس ، فإنه ليس في الدنيا خلق يستغنى عن العلم إلا من رضي بالجهالة والخسارة ، فإذا لم يكن لهم غنية يعني عنه فلا بد لهم من إكرامه ومعرفة حقه .

أنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري ، قال : سمعت أبا سعيد الشحام ، يقول : رأيت أبا الطيب سهلا الصعلوكي في المنام ، فقلت : أيها الشيخ فقال : دع التشيخ ، فقلت : وتلك الأحوال التي شاهدتها ؟ فقال لي : لم تغن عنا فقلت ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي بمسائل كانت يسأل عنها العجز .

آخر الجزء الأول من أصل الشيخ يتلوه إن شاء الله ، ذكر ما روي : أن من إدبار الدين ذهاب الفقهاء . والحمد لله حق حمده ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي ، وعلى آله وسلم تسليما ، وحسبي الله وحده .

وفرغ من كتبه عبد العزيز بن علي يوم الأربعاء بعد العصر ، في ربيع الآخر سنة ( 459 ) تسع وخمسين وأربعمائة ، والحمد لله وحده .


هامش

  1. [ آل عمران : 97 ]
  2. [ التوبة : 221 ]
  3. [ الأنبياء : 7 ]
  4. [ النساء : 38 ]
  5. [ النساء : 95 ]
  6. [ فاطر : 82 ]
  7. [ آل عمران ]
  8. [ الكهف : 82 ]
  9. [ آل عمران : 97 ]
  10. [ النساء : 95 ]
  11. [ البقرة : 269 ]
  12. [ البقرة : 269 ]
  13. [ البقرة : 129 ]
الفقيه والمتفقه
الجزء الأول | الجزءالثاني | الجزءالثالث | الجزءالرابع | الجزءالخامس | الجزءالسادس | الجزءالسابع | الجزءالثامن | الجزءالتاسع | الجزءالعاشر | الجزءالحادي عشر | الجزءالثاني عشر