الفنان الأعمى
الفنان الأعمى
لأجلك يشقى بلمح العيون
و يصرع بالنّظرة العابرة
لودّ إلى الأرض لو لم يصخ
أو ارتدّ بالمقلة الحاسره
و كم من فتى عزّها سمعه
و غضّ على حذر ناظره
عصاها، فنادت، فلم يستمع،
فحلّت به لعنة الفاجره؟
لع مقلتان على ما وعى
من الألق الطّهر مختومتنان
ففي عقله حركات الزّمان
مصورة و حدود المكان
و في قلبه أعين ثرّة
بها النّار طاغية العنفوان
و في كلّ خاطرة نيزك
يشقّ سناه حجاب الزّمان
إذا ما هوت ورقات الخريف
أحسّ لها وخزات السّنان
و إن سكبت زهرة دمعة
فمن قلبه انحدرت دمعتان
و من عجب شدوه للرّبيع
و قد يخطئ الطّير شدو الأوان!
و قيثارة الرّيح ما لحنها
سور الريح في جفوة أو حنان
عوالم جيّاشة بالمنى
و دنيا بأهوائها تضطرب
من اللا نهاية ألوانها
مشعشعة بالنّدى المسكب
ففيها الصّباح، و فيها المساء،
و بينهما الشّفق الملتهب
تطوف بها صدحات الطّروب
و تسهو بها أنّه المكتئب