الكآبة المجهولة

أنا كئيب
أنا غريب
كآبتي خالفت نظائرها
غريبة في عوالم الحزن
كآبتي فكرة مغردة
مجهولة من مسامع الزمن
لكنني قد سمعت رنتها
بمهجتي في شبابي الثمل
سمعتها فانصرفت مكتئبا
أشدو بحزني كطائر الجبل
سمعتها أنة يرجعها
صوت الليالي ومهجة الأزل
سمعتها صرخة مضعضعة
كجدول في مضايق السبل
سمعتها رنة يعانقها
شوق إلى عالم يضعضعها
ضعيفة مثل أنة صعدت
من مهجة هدها توجعها
كآبة الناس شعلة ومتى
مرت ليال خبت مع الأمد
أما اكتئابي فلوعة سكنت
روحي وتبقى بها إلى الأبد
أنا كئيب أنا غريب
وليس في عالم الكآبة من
يحمل معشار بعض ما أجد
كآبتي مرة وإن صرخت
روحي فلا يسمعنها الجسد
كآبتي ذات قسوة صهرت
مشاعري في جهنم الألم
لم يسمع الدهر مثل قسوتها
في يقظة قط لا ولا حلم
كآبتي شعلة مؤججة
تحت رماد الكون تستعر
سيعلم الكون ما حقيقتها
ويطلع الفجر يوم تنفجر
كآبة الناس شعلة ومتى
مرت ليال خبت من الأمد
أما اكتئابي فلوعة سكنت
روحي وتبقى بها إلى الأبد