الكتاب الأخضر/الفصل الثالث/التعليم


العلم أو التـعليم ليـس ذلك المنـهج المنظم ، وتلك المواد المبّوبة التي يجبر الشباب على تعلمها خلال سـاعات محدودة على كراس مصفوفة وفي كتب مطبوعة . إن هذا النوع من التعليم _هو السائد في جميع أنحاء العالم الآن-هو أسلوب مضاد للحرية .. إن التعليم الإجباري الذي تتباهى دول العالم به كلما تمكنت من فرضه على شبيبتها هو أحد الأساليب القامعة للحرية .. إنه طمس إجباري لمواهب الإنسان .. وهو توجيه إجباري لاختيارات الإنسان .. إنه عمل دكتاتوري قاتل للحرية لأنه يمنع الإنسان من الاختيار الحر والإبداع والتألق .. أن يجبر الإنسان على تعلم منهج ما ، عمل دكتاتوري .. أن تفرض مواد معينة لتلقينها للناس عمل دكتاتوري . إن التعليم الإجباري .. والتعليم المنهجي المنظم هو تجهيل إجباري في الواقع للجماهير . إن جميع الدول التي تحدد مسـارات التـعليم عن طريق مناهج رسمية .. وتجبر الناس على ذلك وتحدد رسمياً المواد والمعارف المطلوب تعلمها هي دول تمارس العسف ضد مواطنيها . إن كافة أساليب التعليم السائدة في العالم يجب أن تحطمها ثورة ثقافية عالمية تحرر عقلية الإنسان من مناهج التعصب والتكييف العمدي لذوق ومفهوم وعقلية الإنسان . إن هـذا يعني إقفال أبواب دور العـلم كما يبدو للسطحيين عند قراءتهم له ، وانصراف الناس عن التعلم . إنه على العكس من ذلك ، يعني أن يوفر المجتمع كل أنواع التعليم ، ويترك للناس حرية التوجه إلى أي علم تلقائياً، وهذا يتطلب أن تكون دور التعليم كافية لكل أنواع المعارف . وإن عدم الوصول إلى الكفاية منها هو حد لحرية الإنسان ، وإرغام له على تعلم معارف معينة،وهي المتوفرة، وحرمانه من حق طبيعي نتيجة غياب المعارف الأخرى . فالمجتمعات التي تمنع المعرفة والتي تحتكرها هي مجتمعات رجعية متعصبة للجهل معادية للحرية .وهكذا فالمجتمعات التي تمنع معرفة الدين كما هو هي مجتمعات رجعية متعصبة للجهل معادية للحرية .. والمجتمعات التي تحتكر المعرفة الدينية هي أيضاً مجتمعات رجعية متعصبة للجهل معادية للحريـة ..والمجـتمعـات التي تشوه دين الغيـر وحضارة الغير وسلوك الغير في حالة تقديمها كمـعرفة لنفسها هي كذلك مجتمعات متعصبة رجعية.. معادية للحرية. والمجتمعات التي تمنع المعرفة المادية هي مجتمعات رجعية متعصبة للجهل معادية للحرية. والمجتمعات التي تحتكر المعرفة المادية هي مجتمعات رجعية متعصبة للجهل معادية للحرية. المعرفة حق طبيعي لكل إنسان وليس لأحد الحق في أن يحرمه منه بأي مبرر إلا إذا ارتكب الإنسان نفسه من الفعل ما يمنعه من ذلك. إن الجهل سينتهي عندما يقدم كل شيء على حقيقته.. وعندما تتوفر معرفته لكل إنسان بالطريقة التي تناسبه .