الكتاتيب
يا سادتي، عفواً، قِفوا بِيَ ساعةً
ننظُرْ إلى ماضي البلادِ قليلا
كانت بحالٍ يُستحى من ذِكْرها
عَرَضاً، فكيف أعيدها تفصيلا
تلك الكتاتيب كيف تُخرِج أمةً
ترجو إلى أوج الحياة وصولا
حُشِرَتْ بها أولادُكُم كحظيرةٍ
مُلِئت ضجيجاً منهُم وعويلا
وبها معلِّمٌ غارقٌ بِسُباتِهِ
ومتى صحا أنكى بهم تنكيلا
وَيُلقَّنونَ مِنَ القراءةٍ نَبْذةً
كالببّغاءِ تُعيدُ ما أخَذَتْ قيلا
وإذا وعى سورَ الكتاب قراءةً
طافوا بِهِ مُتَزَيِّناً محمولا
تحدوهُ زغردةُ النساءِ كأنَّه
بَطَلٌ يُكلُّ في الوغى إكليلا
فيجيءُ معْتَرَكَ الحياةِ كَأَعْزَلٍ
لا يهتدي نَحْوَ المعاشِ سَبيلا
واليومَ للعمِّ الشريفِ مناهلُ
كما أنفقت طالبين غليلا
قد أنبتت زرعاً فأخرج شطأه
ولسوف يجني الخير منه جزيلا