اللمع في اللغة

بِسمِ الله الرحمَنِ الرَّحيم [ وصلِّ اللَّهمَّ على محمدٍ وآلهِ وصحبه أجمعين] كتاب اللُّمَع في اللغة لأبي الفتح بن جني الموصلي النحوي (230-292) قال أبو الفتح عثمان بن جني رحمه الله.

  • أضرب الكلام

الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى. فالاسم: ما حسن فيه حرف من حروف الجر أو كان عبارة عن شخص فحرف الجر نحو : قولك من زيد وإلى عمرو وكونه عبارة عن شخص نحو قولك:هذا رجل، وهذه امرأة. والفعل: ما حسن فيه قد أو كان أمرا فأما قد فنحو، قولك: قد قام، وقد قعد، وقد يقوم، وقد يقعد وكونه أمراً نحو: قم واقعد. والحرف: ما لم تحسن فيه علامة من علامات الأسماء، ولا علامات الأفعال، وإنما جاء لمعنى في غيره نحو: هلْ، وبلْ، وقد لا تقول: من هلَ ولا قد هلَ ولا تأمر به .قولك قد قام ، وقد قعد ، وقد يقوم ، وقد يقعد ، وكونه أمرا نحو : قم واقعد.

1.باب المعرب والمبني الكلام في الإعراب ، والبناء على ضربين: معرب ، ومبني.

  المعرب

فالمعرب على ضربين: أحدهما الاسم المتمكن ، والآخر الفعل المضارع ، وما عداهما من سائر الكلام فمبني غير معرب. فالاسم المتمكن: ما تغير آخره لتغير العامل فيه ، ولم يشابه الحرف نحو : قولك هذا زيد ٌ، و ورأيت زيداً ، ومررت بزيدٍ . والفعل المضارع: ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع ، وهي الهمزة ، والنون ، والتاء ، والياء. فالهمزة للمتكلم وحده نحو : أقوم أنا، والنون للمتكلم إذا كان معه غيره نحو: نقوم نحن ، والتاء للمذكر الحاضر نحو : تقوم أنت ، وللمؤنث الغائبة نحو : تقوم هي ، والياء للمذكر الغائب نحو : يقوم هو. وحرف الإعراب من كل معرب آخره نحو : الدال من زيدٍ ، والميم من يقومُ. 2 باب الإعراب والبناء الإعراب ضد البناء في المعنى، ومثله في اللفظ، والفرق بينهما زوال الإعراب لتغير العامل وانتقاله ، ولزوم البناء الحادث عن غير عامل وثباته.

الإعراب

فالإعراب أربعة أضرب: رفع ، ونصب ، وجر ، وجزم. فالرفع والنصب يشترك فيهما الاسم والفعل ، والجر يختص بالأسماء ، ولا يدخل الأفعال ، والجزم يختص بالأفعال ، ولا يدخل الأسماء.

البناء

والبناء أربعة أضرب: ضم ، وفتح ، وكسر ، ووقف. فالضم يكون في الاسم نحو: حيثُ ومن قبلُ ومن بعدُ، و في الحرف في مُنْذُ في لغة من جر بها، ولا ضم في الفعل. والفتح يكون في الاسم نحو: أينَ، وكيفَ، و في الفعل نحو: قامَ، وقعدَ، و في الحرف نحو: إنَّ وثمَّ. والكسر يكون في الاسم نحو: أمسِ، وهؤلاءِ، و في الحرف في جيرِ ِ، و في لام الإضافة، وبائها نحو: قولك لزيد وبزيد، ولا كسر في الفعل. والوقف يكون في الاسم نحو: منْ وكمْ، و في الفعل نحو: خذْ وُكلْ، و في الحرف نحو: هلْ وبلْ.

3.باب إعراب الاسم الواحد

عدل

الاسم المعرب على ضربين: صحيح ومعتل. 1.الأسماء الصحيحة فالصحيح في هذا الباب ما لم يكن حرف إعرابه ألفاً ، ولا ياءً قبلها كسرة نحُو : زيدٌ ، وعمٌرو ، وهو على ضربين منصرف ، وغير منصرف. فالمنصرف ما لم يشابه الفعل من وجهين ، وتدخله الحركات الثلاث الضمة ، والفتحة ، والكسرة ، والتنوين ، ويكون آخره في الرفع مضموماً ، و في النصب مفتوحاً ، و في الجر مكسوراً ، تقول في الرفع: قامَ زيدُ يا فَتَى ، و في النصب رأيتُ زيداً يَا فَتَى ، و في الجر مررتُ بزيدِ يا فتى. فضمة الدال علامةًُ الرفع ، وفتحتها علامةً النصب ، وكسرتها علامة الجر ، ودخل التنوين الكلام علامة للأخف عليهم ، والأمكن عندهم ، وهو الواحد النكرة. والمضاف كالمفرد فيما ذكرنا، يعرف الأول بما يستحقه من الإعراب إلا أنك تحذف منه التنوين للإضافة، وتجر الثاني بإضافة الأول إليه على كل حال، تقول: هذا غلامُ زيدٍ، ورأيت غلامَ زيدٍ، ومررت بغلامِ زيدٍ.

وغير المنصرف ما شابه الفعل من وجهين ، وتدخله الضمة ، والفتحة ، ولا يدخله جر ، ولا تنوين ، ويكون آخره في الجر مفتوحا ، فإن أضيف أو دخلته الألف  واللام فأمن فيه الثقل دخله الجر في موضع الجر ، تقول في الرفع: هذا أحمدُ ، وعمرُ ، و في النصب رأيت أحمدَ وعمَر ، و في الجر مررت بأحمدَ ، وعمرَ ،و تقول: مع الإضافة عجبت من أحمدِكم ، وعمرِكم ، ومع الألف  واللام: عجبت من الفرس الأشقرِِ ، ونظرت إلى الرجل الأسمرِِ.

2.الوقف على الصحيح فإن وقفت على المرفوع ، والمجرور من هذا الباب حذفت التنوين لأنه زائد لا يوقف عليه ، وأسكنت آخرهما لأن العرب إنما تبتدئ بالمتحرك ، وتقف على الساكن ، تقول في الوقف :هذا زيدْ ومررت بزيدْ ، فإن ، وقفت على المنصوب المنون أبدلت من تنوينه في الوقف ألفا ، تقول في الوقف :رأيت زيدَا ، فإن لم يكن المنصوب منونا كان الوقف عليه ساكنا كالمرفوع، والمجرور، تقول في الوقف :ضربت عمرْ وأكرمت الرجلْ.

  • إعراب الاسم المعتل
الأسماء المعتلة: الاسم المعتل على ضربين: منقوص ، ومقصور.

1.المنقوص:

فالمنقوص: كل اسم وقع في آخره ياء قبلها كسرة نحو : القاضي ، والداعي ، وهذه الياء لا تدخلها ضمة ، ولا كسرة ، وإن لقيها ساكن بعدها حذفت لالتقاء الساكنين ، تقول في الرفع: هذا قاضٍ يا فتى ، و في الجر: مررت بقاضٍ يا فتى ، وكان الأصل فيه هذا قاضي ، ومررت بقاضي فأسكنت الياء استثقالا للضمة ، والكسرة عليها ، وكان التنوين بعدها ساكنا فحذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وبقيت الكسرة قبلها تدل عليها، فإن نصبت المنقوص جرى مجرى الصحيح لخفة الفتحة ، تقول في النصب: رأيت قاضياً يا فتى، ففتحة الياء علامة النصب.

 فإن وقفت على المجرور ، والمرفوع من هذا الباب حذفت الياء ، ووقفت على ما قبلها ساكنا ، تقول في الوقف: هذا قاضْ ومررت بقاض ، ويجوز أن تقف بالياء فتقول: هذا قاضي ، ومررت بقاضي ، و تقول في النصب: رأيت قاضيَا تقف بالألف كما تقول: رأيت زيدَا، فإن زال التنوين عن هذه الأسماء بالألف ، واللام أو الإضافة كانت الياء ساكنة في الرفع ، والجر مفتوحة في النصب ، و تقول في الرفع: هذه القاضي ، وهذا قاضيك ، و في الجر: مررت بالقاضي ، ومررت بقاضيك ، وكان الأصل فيه هذا القاضي ، ومررت بالقاضي ، وهذا قاضيك ، ومررت بقاضيك، فأسكنت الياء استثقالا للضمة ، والكسرة عليها ، وبقيت ساكنة ،و تقول في النصب: رأيت القاضي ، ورأيت قاضيك ففتحة الياء علامة النصب.

، فإن وقفت على ما لا تنوين فيه وقفت بالياء ساكنة تقول في الوقف :هذا القاضي ، ومررت بالقاضي ، ويجوز أن تقف بلا ياء، فتقول: هذا القاض ، ومررت بالقاض ، و تقول في النصب: رأيت القاضي تقف بالياء لا غير. 2.المقصور

أما المقصور فكل اسم وقعت في آخره ألف مفردة نحو : عصا ، ورحى ، والمقصور كله لا يدخله شيء من الإعراب لأن في آخره ألفا ، والألف لا تكون إلا ساكنة ، تقول في الرفع: هذه عصا يا فتى ، و في النصب: رأيت عصا يا فتى ، و في الجر: مررت بعصا يا فتى كله بلفظ واحد وسقطت الألف من اللفظ لسكونها وسكون التنوين بعدها وبقيت الفتحة قبلها تدل على الألف المحذوفة.

فإن وقفت على المرفوع من هذا، والمجرور حذفت التنوين كما فعلت في الصحيح، ووقفت على الألف التي هي حرف الإعراب تقول في الوقف:هذه عصا ومررت بعصا.
فإن وقفت على المنصوب المنون أبدلت من تنوينه ألفا في الوقف وحذفت الألف الأولى التي هي حرف الإعراب لسكونها وسكون الألف التي هي عوض من التنوين بعدها، تقول في الوقف:رأيت عصا، فإن لم يكن المقصور منونا كانت ألفه.

3.الممدود

وأما الممدود فكل اسم وقعت في آخره همزة قبلها ألف نحو : كساء ورداء والإعراب جار عليه ، تقول: هذا كساء ورداء ورأيت كساء ورداء ومررت بكساء ورداء. 4.المهموز

والمهموز كله يجري عليه الإعراب كما يجري على الصحيح ، تقول: هذا قارئ ومنشئ ومبتدئ ، ورأيت قارئا ومنشئا ، ومبتدئا ، ومررت بقارئ ومنشئ ومبتدئ . وإذا سكن ما قبل الياء جرت مجرى الصحيح، تقول: هذا ظبيٌّ ونحيٌّ، ورأيت ظبيًا ونحياً، ومررت بظبيٍّ ونحيٍّ وكذلك الياء المشددة، تقول: هذا كرسيٌّ وصبيٌّ ورأيت كرسيًّا وصبيًّا، ومررت بكرسيٍّ وصبيٍّ الأسماء الستة

واعلم أن في الأسماء الآحاد ستة أسماء تكون في الرفع بالواو ، و في النصب بالألف ، و في الجر بالياء وهي أبوك وأخوك ، وحموك  ، وهنوك ، وفوك ، وذو مال.
تقول في الرفع: هذا أبوك ، وأخوك ، وحموك ، وهنوك ، وفوك ، وذو مال. ، و في النصب رأيت أباك ، وأخاك ، وحماك ، وهناك ، وفاك ، وذا مال.، و في الجر مررت بأبيك ، وأخيك ، وهنيك ، وحميك ، وفيك ، وذي مال. والواو حرف الإعراب وهي علامة الرفع ، والألف حرف الإعراب ، وهي علامة النصب ، والياء حرف الإعراب ، وهي علامة الجر.

باب التثنية اعلم أن التثنية للأسماء دون الأفعال ، والحروف ، فإذا ثنيت الاسم المرفوع زدت في آخره ألفا ونونا ، تقول في الرفع: قام الزيدَانِ والعمران فالألف حرف الإعراب وهي علامة التثنية ، وعلامة الرفع ، ودخلت النون عوضا مما مع الاسم الواحد من الحركة ، والتنوين اللذين كانا في الواحد وكسرت لسكونها وسكون الألف قبلها ، فإن جررت أو نصبت جعلت مكان الألف ياء مفتوحا ما قبلها ، تقول: مررت بالزيدين ، وضربت الزيدين فالياء حرف الإعراب ، وهي علامة التثنية ، وعلامة الجر والنصب ، والنون مكسورة بحالها في الرفع. والمؤنث كالمذكر في التثنية ، تقول: قامت الهندان ، و ومررت بالهندَين ، ورأيت الهندَين.

فإن أضفت المثنى أسقطت نونه للإضافة، تقول: قام غلاما زيد مررت بغلامي زيد ورأيت غلامي زيد، وكان الأصل فيه غلامان، وغلامين فسقطت النون للإضافة.

ذكر الجمع

اعلم أن الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف وهو على ضربين جمع تصحيح ، وجمع تكسي.
 فجمع التصحيح ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه وهو على ضربين جمع تذكير ، وجمع تأنيث.

باب جمع التذكير

وهو الذي يكون في الرفع بالواو والنون ، و في الجر ، والنصب بالياء  والنون ، وإنما يكون هذا الجمع للمذكرين ممن يعقل نحو :  زيد وعمرو ، تقول في الرفع: قام والزيدون والعمرون فالواو حرف الإعراب ، وهي علامة الجمع ، وعلامة الرفع وفتحت النون لسكونها وسكون الواو قبلها ، فإن جررت أو نصبت جعلت مكان الواو ياء مكسورا ما قبلها ، تقول: مررت بالزيدِينَ ، وضربت الزيدِينَ فالياء حرف الإعراب ، وهي علامة الجمع ، وعلامة الجر والنصب ، فإن أضفت هذا الجمع أسقطت نونه للإضافة ، تقول: هؤلاء مسلمو زيد ومررت بمسلمي زيد ، ورأيت مسلمي زيد ، وكان و الأصل فيه مسلمون ومسلمين فسقطت النون للإضافة.

باب جمع التأنيث

إذا جمعت الاسم المؤنث زدت في آخره ألفا وتاء وتكون التاء مضمومة في الرفع مكسورة في النصب والجر ، تقول في الرفع: هؤلاء الهنداتُ ، و في الجر مررت بالهنداتِ ، و في النصب رأيت الهندات فالألف  والتاء علامة الجمع ، والتأنيث والتاء حرف الإعراب وضمتها علامة الرفع وكسرتها علامة الجر والنصب.
فإن كان في الاسم المؤنث هاء التأنيث حذفتها في الجمع ، تقول: في جمع مسلمةٌ مسلماتٌ ، و في جمع قائمةٌ قائماتٌ وكان الأصل مسلمتات وقائمتات فحذفت التاء الأولى لئلا تجتمع في الاسم الواحد علامتا تأنيث.     
فإن كانت فيه ألف التأنيث المقصورة قلبت في الجمع ياء ، تقول: في جمع سُعدَى سعديَاتٌ ، و في جمع حبارى حباريات     فإن كانت فيه ألف التأنيث الممدودة قلبت الهمزة في الجمع واوا ، تقول: في جمع صحراء صحراوات ، و في جمع ُخنفساء خُنْفساوات.

باب جمع التكسير وهو كل جمع تغير فيه نظم الواحد وبناؤه وإعرابه جار على آخره كما يجري على الواحد ، تقول: هذه دور وقصور ورأيت دورا وقصورا ، ومررت بدور وقصور. باب الأفعال وهي ثلاثة أضرب:[ و] تنقسم بأقسام الزمان ماض، وحاضر، ومستقبل. 1. فالماضي: ما قرن به الماضي من الأزمنة نحو: قولك قام أمس وقعد أول من أمس. 2. والحاضر: ما قرن به الحاضر من الأزمنة نحو : قولك هو يقرأ الآن ، وهو يصلي الساعة ، وهذا اللفظ أيضا يصلح للمستقبل إلا أن الحال أولى به من الاستقبال ، تقول: هو يقرأ غدا ويصلي بعد غد، فإن أردت إخلاصه للاستقبال أدخلت فيه السين أو سوف قلت سيقرأ غدا ، وسوف يصلي بعد غد. 3. والمستقبل: ما قرن به المستقبل من الأزمنة نحو: قولك سينطلق غداً وسوف يقوم غداً وسوف يصلي غدا وكذلك جميع أفعال الأمر والنهي نحو قولك: قم غدا، ولا تقعد غدا.

باب معرفة الأسماء المرفوعة

وهي خمسة أضرب: مبتدأ، وخبر مبتدأ، وفاعل، ومفعول، و جعل الفعل حديثا عنه وهو ما لم يسم فاعله ، ومشبه بالفاعل في اللفظ وهو قسمان: اسم كان وأخواتها  وأخبار إن وأخواتها.

باب المبتدأ

 اعلم أن المبتدأ كل اسم ابتدأته وعريته من العوامل اللفظية ، وعرضته لها ، وجعلته أولا  لثان يكون الثاني خبرا عن الأول ومسندا إليه. وهو مرفوع بالابتداء، تقول: زيدُ قائمٌ، ومحمد منطلقٌ ف زيد، ومحمد مرفوعان بالابتداء وما بعدهما خبر عنهما.

باب خبر المبتدأ

وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ وحدثت به عنه وذلك على ضربين: مفرد ، وجملة.

1. الإخبار بالمفرد

فإذا كان الخبر مفردا فهو المبتدأ في المعنى وهو مرفوع بالمبتدأ، تقول: زيد أخوك ومحمد صاحبك، فزيد هو الأخ ومحمد هو الصاحب.     
فإن اجتمع في الكلام معرفة، ونكرة جعلت المبتدأ هو المعرفة، والخبر هو النكرة، تقول: زيدٌ جالسٌ ف زيدٌ هو المبتدأ لأنه معرفة، وجالسٌ هو الخبر لأنه نكرة.
فإن كانا جميعا معرفتين كنت فيهما مخيرا أيهما شئت جعلته المبتدأ ، وجعلت الآخر  الخبر ، تقول: زيدٌ أخوكَ ، وإن شئت قلت أخوك زيد.

2. الإخبار بالجملة

وأما الجملة فهي كل كلام مفيد مستقل بنفسه ، وهي على ضربين:

جملة مركبة من مبتدأ وخبر، وجملة مركبة من فعل وفاعل ، ولا بد لكل واحدة من هاتين الجملتين إذا وقعت خبرا عن مبتدأ من ضمير يعود إليه منها ، تقول: زيدٌ قامَ أخوه، ف زيد مرفوع بالابتداء ، والجملة بعده خبر عنه ، وهي مركبة من فعل وفاعل، فالفعل قام والفاعل أخوه والهاء عائدة على زيد، ولولا هي لما صحت المسألة ، وموضع الجملة رفع بالمبتدأ، و تقول: زيد أخوه منطلق ،فَ زيد مرفوع بالابتداء ، والجملة بعده خبر عنه ، وهي مركبة من مبتدأ وخبر ، والمبتدأ أخوه والخبر منطلق والهاء عائدة على زيد أيضا ، ولو قلت زيد قام عمرو لم يجز لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على المبتدأ فإن قلت إليه أو معه أو نحو ذلك. صحت المسألة لأجل الهاء العائدة.

 فأما قولهم السمن ِمنْوَانٌ بِدِرْهَمٍ فإنما تقديره السمن منوان منه بدرهم ، ولكنهم حذفوا منه للعلم به ، وكذلك قولهم البر الكر بستين أي الكر منه بستين.

3. الإخبار بالظرف

واعلم أن الظرف قد يقع خبرا عن المبتدأ ، وهو على ضربين: ظرف زمان ، وظرف مكان.

والمبتدأ على ضربين: جثة وحدث فالجثة ما كان عبارة عن شخص نحو : زيد وعمرو ، والحدث هو المصدر نحو : القيام والقعود.

فإذا كان المبتدأ جثة ووقع الظرف خبرا عنه لم يكن ذلك الظرف إلا من ظروف المكان ، تقول: زيد خلفك ف زيدٌ مرفوع بالابتداء والظرف بعده خبر عنه ،  والتقدير: زيد مستقر خلفك فحذف اسم الفاعل تخفيفا وللعلم به وأقيم الظرف مقامه فانتقل الضمير الذي كان في اسم الفاعل إلى الظرف ، وارتفع ذلك الضمير بالظرف كما كان يرتفع باسم الفاعل ، وموضع الظرف رفع بالمبتدأ.     

ولو قلت زيد يومَ الجمعة أو نحو ذلك، لم يجز، لأن ظروف الزمان لا تكون أخباراً عن الجثث لأنه لا فائدة في ذلك فأما قولهم الليلةَ الهلالُ، فعلى معنى فإنما تقديره الليلةَ حدوثَ الهلال أو طلوعَ الهلال فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه. قال الله تعالى:{ واسأل القريةَ التي كنا فيها} ، أي: أهلَ القريةِ ومثله قول الشاعر من الرجز:

        أكل عام نعم تحوونه    يلقحه قوم وتنتجونه 
أي:  أكل عام حدوث نعم أو إحراز نعم .
فإن كان المبتدأ حدثا جاز وقوع كل واحد من الظرفين خبرا عنه ، تقول: قيامُك خلفَ زيدٍ ، وقعودك يوم الجمعة  ، والتقدير: قيامك كَاِئنٌ خلف زيد، وقعودك كائن يوم الجمعة، فحذف اسما الفاعلين وأقيم الظرفان مقامهما فانتقل الضميران إليهما، وتقام حروف الجر مقام الظروف، وذلك قولك: زيد من الكرام، و قفيز البر بدرهمين ، والتقدير: زيد كائن من الكرام ، وقفيز البر كائن بدرهمين، ثم عمل فيهما كما عمل في الظروف ، والظرف وما أقيم مقامه جاريان مجرى المفرد الذي تقدم ذكره.

4. جواز تقديم الخبر ويجوز تقديم خبر المبتدأ عليه، تقول: قائم زيد وخلفك بكر، والتقدير: زيد قائم وبكر خلفك فقدم الخبران اتساعا، وفيهما ضمير لأن النية فيهما التأخير. 5. حذف المبتدأ أو الخبر

واعلم أن المبتدأ قد يحذف تارة، ويحذف الخبر أخرى ، وذلك إذا كان في الكلام دلالة على المحذوف، فإذا قال لك القائل: من عندك؟ قلت زيدٌ، أي:  زيدٌ عندي،  فحذفت عندي وهو الخبر، وإذا قال لك: كيف أنت؟ قلت: صالحٌ ، أي:  أنا صالح فحذفت أنا وهو المبتدأ قال الله سبحانه : {  طاعة وقول معروف } ، أي:  طاعة وقول معروف أمثل من غيرهما ، وإن شئت كان التقدير أمرنا طاعة وقول معروف.
قال الشاعر:
    فقالت  على اسم الله أمرك طاعة     وإن كنت قد كلفت ما لم أعود  (  الطويل)

باب الفاعل اعلم أن الفاعل عند أهل العربية كل اسم ذكرته بعد فعل وأسندت ونسبت ذلك الفعل إلى ذلك الاسم ، وهو مرفوع بفعله، وحقيقة رفْعِهِ بإسناد الفعل إليه ، والواجب وغير الواجب في ذلك سواء ، تقول في الواجب: قام زيد ، و في غير الواجب: ما قام زيد ، وهل يقوم زيد؟. 1. أحكام الفعل وفاعله

واعلم أن الفعل لا بد له من الفاعل، ولا يجوز تقديم الفاعل على الفعل، فإن لم يكن مُظْهَرًا بعده، فهو مُضْمَرٌ فيه لا محالة ، تقول: زيد قام، ف زيد مرفوع بالابتداء ، و في قام ضمير زيد ، وهو مرفوع بفعله.
 فإن خلا الفعل من الضمير لم تأت فيه بعلامة تثنية  ولا جمع، لأنه لا ضمير فيه ، تقول: قام زيد ،وقام الزيدان ، وقام الزيدون كله  بلفظ واحد في قام، فإن كان فيه ضمير جئت بعلامة  التثنية والجمع ، تقول: الزيدان قاما ، والزيدون قاموا فالألف في قاما علامة التثنية والضمير والواو في قاموا علامة الجمع والضمير.
فإن كان الفاعل مؤنثا جثت في الفعل بعلامة التأنيث ، تقول: قامت هند، وقعدت جُمْلٌ،  فالتاء علامة التأنيث ،فإن كان التأنيث غير حقيقي كنت في إلحاق التاء وتركها مخيرا ، تقول: حسنتْ دارك ، واضطرمت نارك ، وإن شئت حَسُنَ واضطرمَ إلا أن إلحاقها أحسن من حذفها ، فإن فصلت بين الفعل  والفاعل ازداد ترك العلامة حسنا ، تقول: حَسُنَ اليومَ دارُك واضطرم الليلةَ نارُكن وقد يجوز مع الفصل تذكير الفعل مع التأنيث الحقيقي. قال الشاعر:
        إنَّ امرأً غرًهُ منكن واحدةٌ    بعدي وبعدِكَ في الدنيا لَمَغْرُورُ   ( البسيط).
ولم يقل غرته، ولك في كل جماعة تذكير فعلها وتأنيثه ، تقول: قامَ الرجالُ وقامتْ الرجالُ ، وقامَ النساءُ ، وقامتْ النساء، فمن ذكر أراد الجمعَ ، ومن أنث أراد الجماعةَ.

2. نائب الفاعل

و اعلم أن المفعول به في هذا الباب يَرْتَفِعُ من حيث يرتفع الفاعل، لأن الفعل قبل كل واحد منهما حديث عنه ومسند إليه، وذلك قولك: ُضرًبَ َزْيٌد، وشُتٍمَ بِكْرٌ.

3. المتعدي إلى مفعولين.

فإن كان الفعل يتعدى إلى مفعولين أقمت الأول منهما مقام الفاعل فرفعته وتركت الثاني منصوبا بحاله، تقول: أُعْطيتُ زيدًا درهمًا، فإن لم تسم الفاعل قلت أُعْطٍيَ زيدٌ درهماً.

4. المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل

فإن كان الفعل يتعدى إلى ثلاثة مفعولين أقمت الأول منهما مقام الفاعل فرفعته ونصبت المفعولين بعده، تقول: أعلم اللهُ زيداً عمراً خيرَ الناسٍ، فإن لم تسم الفاعل قلت أعلم زيدٌ عمراً خيرَ الناسٍ.

5. اللازم

فإن لم يكن الفعل متعديا؛ لم يجز إلا أن  تذكر الفاعل، لئلا يكون الفعل حديثا عن غير محدث عنه ، وذلك نحو :  قام زيد ، وقعد عمرو لا  تقول: قيم ،ولا قعد، ِلما ذكرت لك ،فإن اتصل به حرف جر أو ظرف أو مصدر جاز أن تقيم كل واحد منهما مقام الفاعل ، تقول: سرت بزيد فرسخين يومين سيرا شديدا ، فإن أقمت الباء وما عملت به مُقام الفاعل قلت: ِسيرَ بزيدٍ فرسخين يومين سيراً شديداً، فالباء وما عملت فيه في موضع رفع ، فإن أقمت الفرسخين مقام الفاعل قلت: ِسيرَ بزيد فرسخان يومين سيرا شديدا ، فإن أقمت اليومين مقام الفاعل قلت: سير بزيد فرسخين يومان سيرا شديدا ، فإن أقمت المصدر مقام الفاعل قلت: سير بزيد فرسخين يومين سيرٌ شديدٌ ترفع الذي تقيمه مقام الفاعل لا غير.
 فان كان هناك مفعول به صحيح لم يقم مقام الفاعل غيره، تقول: ضربت زيدا يوم الجمعة ضربا شديدا، فإن لم تسم الفاعل قلت ضرب زيد يوم الجمعة ضربا شديدا ترفع زيدا لا غير.

باب كان وأخواتها

وهي كان ، وصار ، وأمسى ، وأصبح ، وظل ، وبات ، وأضحى ، وما دام ، وما زال ، وما انفك ، وما فتئ ، وما برح ، وليس. وما تصرف منهن ، وما كان في معناهن مما يدل على الزمان المجرد من الحدث.

1. عمل كان وأخواتها

فهذه الأفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ ويصير اسمها ، وتنصب الخبر ويصير خبرها ، واسمها مشبه بالفاعل ، وخبرها مشبه بالمفعول ، تقول: كان زيدٌ قائماً ، وصار محمدٌ كاتباً ، وأصبح الأميرُ مسروراً ، وظل جعفرُ جالساً ، وبات أخوك لاهياً ، و وما دام سعيدٌ كريماً ، وما زال أبوك عاقلاً ، وما انفك قاسمُ مقيماً ، وما فتئ عمرُو جاهلاً ، وليس الرجلُ حاضراً ، وكذلك ما تصرف منها ، تقول: يكون أخوك منطلقاً ، وليصبَحَنَّ الحديثُ شائعاً.
فإذا اجتمع في الكلام معرفة ونكرة، جعلت اسم كان المعرفة، وخبرها النكرة ، تقول: كان عمرو كريماً ، ولا يجوز: كان كريم عمرا إلا في ضرورة الشعر قال القطامي:
        قفي قبل التفرق يا ضباعا    ولا يك موقف منك الوداعا   ( الوافر)     
فجعل موقف وهو نكرة اسمها والوداع وهو معرفة خبرها.
فان كانا جميعا معرفتين كنت فيها مخيرا أيهما شئت جعلته اسم كان وجعلت الآخر الخبر ، تقول: كان زيد أخاك، وإن شئت قلت: كان أخوك زيدا.

2. تقديم خبر كان

ويجوز تقديم أخبار كان وأخواتها على أسمائها وعليها أنفسها ، تقول: كان قائماً زيدُ، وقائماً كان زيدُ، وكذلك ليس قائما زيد، وقائما ليس زيد.

3. كان التامة

وتكون كان دالة على الحدث فتستغني عن الخبر المنصوب، تقول: قدْ كانَ زيدُ، أي:  قد حدث وخلق كما، تقول: أنا

مذ كنت صديقُك، أي: أنا صديقك مذ خلقت. قال الشاعر:

         إذا كان الشتاءُ فأدفئوني     فإن الشيخ يهدمُه الشتاءُ    ( الوافر)     
 أي:  إذا حدث الشتاء ووقع، وكذلك أمسى زيد، وأصبح عمرو، وكقولك أمسينا وأصبحنا.

4. إضمار اسم كان

وقد يضمر فيها اسمها، وهو ضمير الشأن والحديث، فتقع الجمل بعدها أخبارا عنها، تقول: كان زيد قائم، أي:  كان الشأن والحديث زيد قائم قال الشاعر:
        إذا مت كان الناسُ نصفان شامتٌ    وآخر مثنٍ بالذي كنت أصنع   ( الطويل)      

أي: كان الشأن والحديث الناس نصفان.


5. كان الزائدة

وقد تزاد كان مؤكدة للكلام فلا تحتاج إلى خبر منصوب ، تقول: مررت برجل كان قائم ، أي:  مررت برجل قائم وكان

زائدة لا اسم لها ولا خبر،و تقول: زيد كان قائم قال الشاعر:

        سراة بني أبي بكر تسامى    على كان المسومة العراب    (الوافر)      

أي: على المسومة العراب وألغى كان، وأخبار كان وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف ، تقول في المفرد: كان زيد قائما ، و في الجملة: كان زيد وجههُ حسنٌ ، و في الظرف: كان زيدٌ في الدار. 6. زيادة الباء في خبر ليس

وتزاد الباء في خبر ليس مؤكدة فيقال: ليس زيد بقائمٍ،  وليس محمد بمنطلقٍ ، أي:  ليس محمد منطلقاً.

7. ما الحجازية

وتشبه ما ب ليس في لغة أهل الحجاز فيقولون: ما زيدٌ قائماً، وما عمرو جالسًا، وأما بنو تميم فيجرونها مجرى هل

وبل فلا يعملونها فيقولون، ما زيدٌ قائمٌ، فإن قدمت الخبر أو نقضت النفي ب إلا لم يجز فيه إلا الرفع،

تقول: ما قائمٌ زيد، ُوما زيدُ إلا قائمُ، ترفع في اللغتين جميعا.

باب إن وأخواتها 1. عمل إن وأخواتها

وهي إن، وأن، وكأن، ولكن، وليت، ولعل، فهذه الحروف كلها تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويصير اسمها وترفع الخبر ويصير خبرها، واسمها مشبه بالمفعول، وخبرها مشبه بالفاعل ، تقول: إن زيداً قائمٌ، وبلغني أن عمراً منطلقٌ، وكأن أباك الأسد، وما قام زيد لكن جعفراً قائم، وليت أباك قادم، ولعل أخاك واقف.

2. معنى إن وأخواتها

ومعاني هذه الحروف مختلفة فمعنى إن وأن جميعا التحقيق، ومعنى كأن التشبيه، ومعنى لكن الاستدراك، ومعنى ليت التمني ومعنى لعل التوقع والرجاء

3. تقديم خبر إن

     وأخبار إن وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف، ولا يجوز تقديم أخبارها على أسمائها إلا أن يكون الخبر  ظرفاً أو حرف جر ، تقول: إن في الدار زيدا، ولعل عندك عمرا 
 اللام المزحلقة         

وتدخل اللام المفتوحة في خبر إن المكسورة دون سائر أخواتها زائدة مؤكدة ، تقول: ِإنَّ َزيْدًا َلقًائِمٌ، ولو قلت ليت زيدا لقائم أو نحو : ذلك لم يجز. 4. إن وأن

وتكسر إن في كل موضع لو طرحتها منه لكان ما بعدها مرفوعا بالابتداء ، تقول: إٍنَّ أخاكَ قائمٌ، فتكسر إن لأنك لو طرحتها من هناك لقلت: أخوك قائم، وتفتح أَنَّ في كل موضع لو طرحتها منه وما عملت فيه، لصلح في موضع الجميع ذاك، ومعنى الكلام المصدر ، تقول: بلغني أن زيدا قائم، فتفتح أن لأنك لو طرحتها وما عملت فيه لقلت بلغني ذاك ،ومعنى الكلام بلغني قيام زيد.

5. إن بمعنى نعم

وتكون إن بمعنى نعم، فلا تقتضي اسما ولا خبرا قال الشاعر:
       بكر العواذل في الصبوح     يلمنني وَأَلُومُـــهُنَّهْ
      ويقلن شـــــــيب قد علاك    وقد كبرت فقلت ِإنَهْ   ( مجزوء الكامل)     
أي نعم هو كذاك، والهاء لبيان الحركة وليست اسما.

6. العطف على اسم إن وأخواتها

فان عطفت على اسم إن ولكن بعد خبرهما جاز لك النصب على اللفظ ،والرفع على موضع الابتداء ، تقول: إن زيدا لقائم وعمراً، وإن شئت قلت وعمرُو، وكذلك لكن جعفراً منطلق وبِشْرًا ، وإن شئت قلت وبشرٌ، ولا يجوز العطف على معنى الابتداء مع بقية أخواتها لزوال معنى الابتداء وتشبه لا ب إن




باب لا في النفي 1. عمل لا النافية للجنس

اعلم أن لا تنصب النكرة بغير تنوين، ما دامت تليها وتبنى معها على الفتح ك: خمسةَ عشرَ ، تقول: لا رجلَ في الدار، ولا غلامَ لَك ، فإن فصلت بينهما بطل عملها ، تقول: لا لك غلامٌُ ولا عندك جاريةٌُ ، فإن عطفت وكررت لا جازت لك فيه عدة أوجه ، تقول: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، قال الله سبحانه: {لا بيعَ فيه ولا خلالَ} . ويجوز: لا حولَ ولا قوةً إلا بالله.
قال الشاعر:
         لا نسبَ اليوم ولا خلةً     اتسع الخرق على الراقع     (السريع)     
ويجوز: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله.  قال الشاعر:
    وما هجرتك حتى قلت معلنة    لا ناقةٌ لي في هذا ولا جملُ   ( البسيط)

ويجوز: لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله . قال الشاعر:

         هذا لعمركم الصغار بعينه     لا أمَّ لي إن كان ذاك ولا أبُ     (الكامل)     
ويجوز: لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله. قال الشاعر:
        فلا لغوٌ ولا تأثيمَ فيها    وما فاهوا به أبدا مقيم   ( الوافر)  

و تقول: لا غلامَ وجاريةً لك بالتنوين لا غير. قال الشاعر:

      فلا أبَ وابناً مثل مروان وابنه    إذا هو بالمجد ارتدى وتأزَّرَا   ( الطويل)    
فان وصف اسم لا كان لك فيه ثلاثة أوجه النصب بالتنوين ، تقول: لا رجل ظريفاً عندك، وبغير التنوين ، تقول: لا رجلَ ظريفَ عندك، والرفع بالتنوين لا غير ، تقول: لا غلامَ ظريفُ عندك، ويثنى بالنون ف، تقول: لا غلامين لك ولا جاريتين عندك ،و تقول: لا رجلَ أفضلُ منك، ترفع أفضل لأنه خبر لا، كما يرتفع خبر إن.


معرفة الأسماء المنصوبة

وهي على ضربين مفعول ومشبه بالمفعول والمفعول على خمسة أضرب: مفعول مطلق، ومفعول به، ومفعول فيه، ومفعول له، ومفعول معه.

باب المفعول المطلق وهو المصدر

و اعلم أن المصدر كل اسم دل على حدث وزمان مجهول، وهو وفعله من لفظ واحد والفعل مشتق من المصدر ، فإذا ذكرت المصدر مع فعله فضلةً فهو منصوب ، تقول: قمت قياماً وقعدت قعودًا.

1. أغراض المفعول المطلق

وإنما يذكر المصدر مع فعله لأحد ثلاثة أشياء: وهي توكيد الفعل، وبيان النوع، وعدد المرات، نقول في التوكيد : قمت قياما وقعدت قعودا ، و تقول: في التبيين قمت قياماً حسناً، وجلست جلوسا طويلاً ، و تقول: في عدد المرات قمت قَوْمَتَينِ وقعدت قعدتين وضربت ثلاثُ ضرباتٍ.

2. تثنية المصدر وجمعه ولا يجوز تثنية المصدر ولا جمعه لأنه اسم الجنس، ويقع بلفظه على القليل والكثير، فجرى لذلك مجرى الماء والزيت والتراب، فان اختلفت أنواعه جازت تثنيته وجمعه ، تقول: قمت قيامين وقعدت قعودين. 3. عمل الفعل في المصدر

واعلم أن الفعل يعمل في جميع ضروب المصادر من المبهم والمختص ، تقول في المبهم: قمت قياماً وانطلقت انطلاقاً ، و تقول في المختص: قمت القيامَ الذي تعلم، وذهبت الذهابَ الذي تعرف.

4. ما ينوب عن المصدر

ويعمل أيضا فيما كان ضربا من فعله الذي أخذ منه ، تقول: قعد القُرْفُصَاءَ، واشتمل الصَمَّاءَ، ورجع القَهْقَرَى، وسار الجَمْزَى ،وعدا البَشَكَى. 
وما أضيف إلى المصدر مما هو وصف له في المعنى بمنزلة المصدر ، تقول: سرت أشدَّ السيرٍ، وصمت أحسنَ الصيامِ، فتنصب أشد وأحسن نصب المصادر ، و تقول: إنه ليعجبني حبًّا شديدًا؛ ِلأَنَّ أَعجبني وأحببته في معنى واحد. قال الشاعر:
        يعجبه السخون والبرود    والتمر حباً ما له مزيدُ   ( الرجز)    
تنصب حباً على المصدر بما دل عليه يعجبه ، وكذلك إني لأبغضه كراهيةً وإني لأشنؤه بغضاَ

باب المفعول به

الفعل في التعدي إلى المفعول به على ضربين: فعل متعد بنفسه، وفعل متعد بحرف جر، فالمتعدي بحرف الجر نحو  قولك: مررت بزيد، ونظرت إلى عمرو، وعجبت من بكر، ولو قلت:" مررت زيدا" ،و"عجبت بكرا"، فحذفت حرف الجر لم يجز ذلك إلا في ضرورة شعر غير أن الجار والمجرور جميعا في موضع نصب بالفعل الذي قبلهما.
والمتعدي بنفسه على ثلاثة أضرب: متعد إلى مفعول واحد، ومتعد إلى مفعوَلْينِ، ومتعد إلى ثلاثة مفعوِلينَ.

1. المتعدي إلى مفعول واحد فالمتعدي إلى مفعول واحد نحو قولك: ضربت زيدا، وكلمت عمراً 2. المتعدي إلى مفعولَين

و والمتعدي إلى مفعولين على ضربين أيضا: متعد إلى مفعولين ولك الاقتصار على أحدهما دون الآخر.
ومتعد إلى مفعولين وليس لك الاقتصار على أحدهما.
الأول نحو  :  قولك أعطيتُ زيداً درهماً، وكسوت عمرا ثوبا، ولك أن ، تقول: أعطيت زيداً، وكسوت عمراً.

3. ظن وأخواتها

الثاني منهما: أفعال الشك واليقين مما كان داخلا على المبتدأ وخبره، فكما لا بد للمبتدأ من خبره فكذلك لابد للمفعول الأول من الثاني، وتلك الأفعال: ظننتُ، وحسبت، وخلت، وزعمت، ووجدت بمعنى علمت، ورأيت بمعنى علمت ، تقول: ظننت زيداً قائماَ، وحسبت محمدا جالسا، وخلت أباك كريما، وزعمت أخاك عاقلا، ووجدت الله غالبا، وعلمت أبا الحسن عفيفا، ورأيت محمدا ذا مال، وكذلك ما تصرف من هذه الأفعال نحو  :  أظن يحسب وتخال ويعلم.
  والمفعول الثاني من ظننت وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف ، تقول: في المفرد ظننت زيدا قائما ، و في الجملة ظننت زيدا يقوم أخوه ، و في الظرف ظننت زيدا في الدار، وكما لا تقول: "زيد قام عمرو"، فكذلك لا تقول: "ظننت زيدا قام عمرو" حتى تقول: في داره  أو عنده أو نحو ذلك.

4. إعمال ظن وإلغاؤها.

فإذا تقدمت هذه الأفعال لم يكن بد من إعمالها، تقول: ظننت زيداً كريماً، فإن توسطت بين المبتدأ وخبره كنت في إعمالها وإلغائها مخيرا، تقول في الإعمال:  زيداً أظن قائماً، و في الإلغاء: زيدٌ أظن قائمٌ. قال الشاعر:
    أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني    ، و في الأراجيزِ خلتُ اللؤمُ واْلخَوَرُ    (البسيط)
فإن تأخرت اختير إلغاؤها، وجاز إعمالها ، تقول: زيدٌ قائمٌ ظننتٌ، ولو قلت: زيداً قائماً ظننت جاز

5. المتعدي إلى ثلاثة مفعولِين. والمتعدي إلى ثلاثة مفعولين نحو قولك: أعلمَ اللهُ زيداَ عمراً عاقلاًن وأنبأ اللهُ بِْشرًا بِكْرًا كريماًن، وأرى الله أباك أخاك ذا مال. [ومعنى الكلام: أعلم الله زيدا أن عمرا عاقل] باب المفعول فيه وهو الظرف . اعلم أن الظرف: كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يُرادُ فيه معنى " في" وليست في لفظه كقولك: قمت اليومَ، وجلست مكاَنك، لأن معناه: قمت في اليوم ، وجلست في مكانك .

فإن ظهرت" في" في اللفظ كان ما بعدها اسما صريحا وصار التضمن ل "في"، تقول: سرت في يومَ الجمعة، وجلست في الكوفة.

والظرف على ضربين: ظرف زمان، وظرف مكان. باب ظرف الزمان

و اعلم أن الزمان مرور الليل والنهار نحو:  اليومَ، والليلة، والساعة، والشهر، والسنة، قال الشاعر:
    هل الدهر إلا ليلةً ونهارُها    وإلا طلوعُ الشمس ثم غَيارُهَا   ( الطويل)
  وجميع أسماء الزمان من المبهم والمختص يجوز أن تكون ظرفا، تقول: سرت شهرا، وصمت يوما، وأقمت عندك حولا، وصمت الشهر الذي تعرف ،وزرتك صفرا، ولقيتك يوم الجمعة ، فإن قلت: يومُ الجمعةِ مباركٌ رفعته؛ لأنه ليس في معنى "في" فَقسْ عليه.

باب ظروف المكان المكان: ما استُقِرَّ فيه أو تصرف عليه، وإنما الظرف منه ما كان مبهما غير مختص مما في الفعل دلالة عليه.

والمبهم: ما لم تكن له أقطار تحصره، ولا نهايات تحيط به نحوُ:  خلفك، وأمامك، وقدامك ،ووراءك ، وإزاءك،  و تلقاءك [وتجاهك، وقربك، وقريبا منك، وصددك، وصقبك ] ، تقول: جلست عندك، وسرت أمامك ووراءك، وأنا قريبا منك، وزيد دونك، ومحمد حيالك، فتنصب هذا كله على أنه ظرف، والعامل فيه ما قبله من الأفعال الُمظْهِرَة  أو المقدرة، وكذلك ما أشبهه. وكذلك سرت فرسخاً،  وشيعتك ميلاً، ولو قلت: "سرت البصرة"، و"جلست الكوفة"، لم يجز لأنهما مخصوصتان وليس في الفعل دليل عليهما ، فإن قلت سرت إلى البصرة، وجلست في الكوفة صحت المسألة، لأجل دخول "في" فيها.

باب المفعول له (لأجله)

اعلم أن المفعول له لا يكون إلا مصدرا، ويكون العامل فيه فعلا من غير لفظه، وإنما يذكر المفعول له؛ لأنه عذرٌ وعلةٌ لوقوع الفعل، تقول: زرتك طمعاً في ِبِّركَ، وقصدتك ابتغاءً لمرضاتك، أي:  زرتك للطمع، وقصدتك للابتغاء.
 قال الله عز وجل: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذرَ الموت}  ، أي:  لحذر الموت.
قال حاتم الطائي:
      وأغفر عوراء الكريم ادخارَه    وأعرض عن شتم اللئيم تكرمَا  (  الطويل)    
 أي:  لادخاره [وللتكرم] ، فلما حذف اللام نصبه بالفعل الذي قبله.

باب المفعول معه

وهو كل ما فعلت معه فعلا،[وجاز أن يكون معطوفا]  ، وذلك قولك: قمت وَزيدا ، أي:  مع زيد، و استوى الماءُ َوالخشبةُ ، أي:  مع الخشبة، وجاء البرد الطيالسة * ، أي:  مع الطيالسة وما زلت أسير والنيل ، أي:  مع النيل ولو تركت الناقة و فصيلها لرضعها ، أي:  مع فصيلها، ولو خليت والأسد لأكلك ، أي:  مع الأسد وكيف تكون وقَصْعَةٍ من ثريدٍ ، أي:  مع قصعة.  قال الشاعر:
         فكونوا أنتم َوبني أبيكم    مكان الكليتين من الطحال   ( الوافر)

أي: مع بني أبيكم فلما حذف مع أقام الواو مقامها وأوصل الفعل الذي قبلها إلى الاسم الذي بعدها لأنها قوته فأوصلته إليه فانتصب. المشبه بالمفعول [المشبه بالمفعول: هو خمسة أضراب: حال، وتمييز ، واستثناء ، أسماء إن وأخواتها، وأخبار كان وأخوتها وقد مضى ذكرهما.] باب الحال

الحال وصف هيئة الفاعل أو المفعول به، وأما لفظها: فإنها نكرة تأتي بعد معرفة، قد تم عليها الكلام، وتلك النكرة هي المعرفة في المعنى.

1. تقديم الحال والعامل في الحال على ضربين: متصرف وغير متصرف ، فإذا كان العامل متصرفاً؛ جاز تقديم الحال عليه ، تقول: جاء زيد راكباً، وجاء راكباً زيدُ، وراكباً جاء زيد، كل ذلك جائز، لأن جاء متصرف والتصرف هو التنقل في الأزمنة ، تقول: جاء يجيء مجيئا فهو جاء، وكذلك أقبل محمد مسرعاً، وأقبل مسرعاً محمد، ومسرعًا أقبل محمد، لأن أقبل متصرف ، فإن لم يكن العامل متصرفا لم يجز تقديم الحال عليه ، تقول: هذا زيد قائماً، فتنصب قائما على الحال، بما في هذا من معنى الفعل لأن ها للتنبيه، وذا للإشارة فكأنك قلت أنبه عليه قائماً ، وأشير إليه قائماً.

ولو قلت:" قائما هذا زيد"، لم يجز لأن هذا لا يتصرف ، و تقول: زيد في الدار قائماً، فتنصب قائما على الحال بالظرف ولو قلت:" زيد قائما في الدار"، لم يجز لأن الظرف لا يتصرف ، و تقول: مررت بزيد جالسا ،ولو قلت: "مررت جالسا بزيد"، والحال لزيد، لم يجز ، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه ، و تقول: مررت بهند جالسةً، ولا يجوز:" مررت جالسة بهند"، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه.

باب التمييز

ومعنى التمييز: تخليص الأجناس بعضها من بعض، ولفظ المميز اسم نكرة يأتي بعد الكلام التام يراد به تبيين الجنس، وأكثر ما يأتي بعد الأعداد والمقادير.

1. تمييز الأعداد

فالأعداد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين كقولك عندي أحد عشر رجلاً واثنا عشر غلاماً، وثلاثون جاريةً، وخمسون درهماً.

2. تمييز المقادير وأما المقادير: فَعَلَى ثلاثة أَضْرُبِ: ممسوح ، ومكيل، وموزون؛ فالممسوح نحو قولك: ما في السماء قدر راحة سحاباً، وما في الثوب مصر درهم نسيجاً، والمكيل نحو قولك: عندي قفيزان براً، وعشيران شعيرًا ، ومكوكان دقيقاً.

والموزون نحو  قولك:  عندي منوان سمناً، واشتريت رطلين عسلاً، ومن المنصوب على التمييز قولك طبت به نفساً، وضقت به ذرعاً، وعلى التمرة مثلها زبداً، وهذا راقود خلاً، وحسبك به فارساً، ولله درك شجاعاً، فلا بد في جميع التمييز من معنى من ، أي:  من شجاع، ومن فارس.

باب الاستثناء

ومعنى الاستثناء: أن تخرج شيئا مما أدخلت فيه غيره أو تدخله فيما أخرجت منه غيره، وحرفه المستولي عليه "إلا"، وتشبه به أسماء وأفعال وحروف فالأسماء: غير، وسوى، والأفعال: ليس، ولا يكون، وعدا، وخلا، وحاشا، والحروف: حاشا، وخلا .

1. الاستثناء ب إلا

فإذا استثنيت ب إلا من موجب، كان ما بعدها منصوبا على كل حال ، تقول: قام القوم إلا زيداً، ورأيتهم إلا زيداً، ومررت بهم إلا زيداً، نصبت المستثنى ، فإن كان ما قبلها غير موجب، أبدلت ما بعدها منه ، تقول: ما قام أحد إلا زيدٌ، وما رأيت أحدا إلا زيداً،  وما مررت بأحد إلا زيدُ، ويجوز النصب على أصل الباب، فتقول: ما قام أحد إلا زيداً.

فإن كان ما بعدها ليس من جنس ما قبلها فالنصب هو الباب على كل حال ، تقول: ما بالدار أحد إلا وتداً، وما مررت بأحد إلا حماراً.

قال النابغة:
         وقفت فيها أُصَيْلاَ لاً أُسَائِلُهَا     أعيت جوابا وما بالربع من أحد
        إلا أواري لأيا ما أبينها    والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد   ( البسيط )    
فنصب إلاَّ أواريَ لما ذكرنا،  وقد يجوز البدل وإن لم يكن الثاني من جنس الأول، فتقول: ما بالدار أحد إلا وتد وذلك في لغة بني تميم وينشدون قول النابغة إلا أواري بالرفع.

2. تقديم المستثنى

فإن تقدم المستثنى لم يكن فيه إلا النصب، تقول: ما قام إلا زيداً أحدٌ، وما مررت إلا زيداً بأحدٍ. قال الكميت:
       فما لي إلا آل أحمد شيعةٌ    وما لي إلا مشعب الحق مشعبُ   ( الطويل)     
فإن فرغت العامل قبل إلا عمل فيما بعدها لا غير، تقول: ما قام إلا زيدُ، وما رأيت إلا زيداً، فترفعه بفعله وتنصبه بوقوع الفعل عليه.

3. الاستثناء ب غير

وأما غير فإعرابها في نفسها إعراب الاسم الواقع بعد إلا وما بعدها مجرور بإضافتها إليه ، تقول: قام القوم غيرَ زيدٍ، كما تقول: إلا زيداً، وما قام أحد غيرُ زيدٍ ، كما تقول: إلا زيدُ، وما بالدار أحد غيرَ زيدٍ، و كما تقول: إلا زيدا

4. الاستثناء ب سوى وأما سوى فمنصوبة على الظرف وما بعدها مجرور بإضافتها إليه، تقول: قام القوم سوى أبيك، وما رأيت أحدا سوى أخيك 5. الاستثناء ب ليس ولا يكون وعدا.

 وأما ليس ولا يكون وعدا فما بعدهن منصوب أبدا ، تقول: قام القوم ليس زيداً، وانطلقوا لا يكون بكراً، وذهبوا عدا جعفراً.   

6. الاستثناء ب حاشا وخلا

وأما حاشا وخلا فيكونان حرفين فيجران، ويكونان فعلين فينصبان ، تقول: قام القوم خلا زيدٍ، وخلا زيداً، وحاشا عمرٍ وحاشا عمراً، قال الشاعر:
      حاشا أبي ثوبان إن به     ضنا على الملحاة والشتم     (الكامل)    
 فإن قلت ما خلا زيدا نصبت مع ما لا غير. قال الشاعر:
    ألا كل شيء ما خلا اللهَ باطلُ    وكل نعيم لا محالةَ زائلُ   ( الطويل)

معرفة الأسماء المجرورة وهي على ضربين: مجرور بحرف جر. ومجرور بإضافة اسم مثله إليه باب حروف الجر

وهي : من ، وإلى، وعن،  وعلى، ورب، والباء، واللام،  والكاف الزوائد،  والواو، والتاء، ويذكران في باب القسم، وحاشا وخلا، وقد مضى ذكرهما، ومذ، ومنذ،ولهما باب، وحتى ولها باب.
فهذه الحروف كلها تجر ما تتصل به وتضاف إليه، تقول: عجبت من زيدٍ، ونظرت إلى عمرٍو، ورغبت في أبي محمد وانصرفت عن جعفر، وزيد على الفرس، ورب رجل رأيت، ومررت بسعيد، والمال لقاسم، وأنت كعمرو؛  ومعانيها مختلفة   من       
فمعنى من: الابتداء ، تقول: سرت من البصرة  إلى بغداد، أي:  ابتدأت السير من البصرة وتكون تبعيضا: كقولك أخذت من المال ، أي:  بعضه وشربت من الماء ، أي:  بعضه، وتكون زائدة وهي للتوكيد،قال الله تعالى: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ }  ،أي خيرٍ، دخولها كخروجها نحو  قولك:  ما جاءنا من أحد ، أي:  أحد وما رأيت من أحد ، أي:  أحدا .

1. إلى

ومعنى إلى: الانتهاء ، تقول: خرجت من الكوفة إلى بغداد ، أي:  ابتدأت السير من الكوفة وانتهيت إلى بغداد.

2. في

ومعنى في الوعاء والظرفية ، تقول: زيد في الدار والمال في الكيس.

3. عن

 ومعنى عن: المجاوزة والانتقال ، تقول: انصرفت عن زيد ، أي:  جاوزته إلى غيره

4. على

ومعنى على: الاستعلاء، تقول: زيد على الفرس ، أي:  قد ركبه وعلاه.

5. رب وكم

ومعنى رب: التقليل وهي مختصة بالنكرات دون المعارف، تقول: رب رجل لقيته، أي:  ذلك قليل وضدها: كم، تقول: كم عبد ملكت، أي:  ذلك كثير.

6. الباء ومعنى الباء: الإلصاق ، تقول: أمسكت الحبل بيدي ، أي: ألصقتها به وتكون الباء زائدة كقولك ليس زيد بقائم ، أي: ليس زيد قائما. 7. اللام ومعنى اللام: الملك والاستحقاق، تقول: المال لزيد، أي: هو مالكه ومستحقه. 8. الكاف

ومعنى الكاف: التشبيه، تقول: زيد كعمرو، أي:  هو يشبهه وقد تكون الكاف زائدة. قال الله عز وجل :  ليس كمثله شيء     أي:  ليس مثلهُ شيءً.  قال رؤبة:
        لواحق الأقراب فيها كالمقق     (  الرجز)     
المقق الطول ، أي:  فيها طول.

باب مذ ومنذ

اعلم أن كل واحدة منهما يصلح أن تكون اسما رافعا، وأن تكون حرفا جاراً، والأغلب على مذ أن تكون اسما رافعا، والأغلب على منذ أن تكون حرفا جارا ، فإذا كان معنى الكلام، بيني وبينه كذا وكذا فارفع بهما ، تقول: ما رأيته منذ يومان، وما زارنا مذ ليلتان، فترفع لأن معنى الكلام بيني وبين الرؤية يومان، وبيني وبين الزيارة ليلتان ، و تقول: أنت عندنا منذ اليومِ، وما فارقتنا منذ الليلةِ، فتجرَّ، لأن المعنى : في اليوم ، و في الليلة.
ومنذُ مبنية على الضم، ومذْ مبنية على الوقف، فإن لقيَها ساكن بعدها ضمت الذال لالتقاء الساكنين، تقول: مذ ُ اليومِ ومذ ُ الليلةِ، وأصل مذْ منذ فحذفت النون تخفيفاً.

باب حتى اعلم أن حتى في الكلام على أربعة أضرب: تكون غايةً، فتجر الأسماء على معنى إلى، وتكون عاطفة كالواو ويبتدأ بعدها الكلام، ويضمر بعدها أن فتنصب الفعل المستقبل على أحد معنيين: معنى كي: ومعنى إلى أن. 1. حتى الجارة

تقول:  إذا كانت غاية قام القوم حتى زيدٍ، ورأيت القوم حتى بكرٍ، ومررت بالقوم حتى جعفرٍ.

2. حتى العاطفة

وإذا كانت عاطفة قلت قام القوم حتى زيدٌ، ورأيت القوم حتى زيداً، ومررت بالقوم حتى زيدٍ.

3. حتى الاستئنافية

وإذا ابتدئ بعدها الكلام قلت: قام القوم حتى زيدٌ قائم، ومررت بالقوم حتى جعفرٌ مَمْرُورٌ  به.    
ويروى هذا البيت على ثلاثة أوجه
      ألقى الصحيفة كي يخفف رحله    والزاد حتى نعلهَ ُ ِ ألقاها   ( الكامل  )  
 يروى برفع النعل ونصبها وجرها، فمن رفعها فبالابتداء وجعل ألقاها خبرا،عنها، ومن نصبها عطفها على الزاد وجعل ألقاها توكيدا له، وإن شاء نصبها بفعل مضمر وتكون ألقاها تفسيرا له، ومن جرها، فب حتى وجعل ألقاها توكيدا أيضا     قال جرير
      فما زالت القتلى تمج دماءها    بدجلة حتى ماءُ دجلةََ أَشْكَلُ   ( الطويل) 

فصرف ما بعدها على الابتداء.

 و تقول: إذا كانت بمعنى:" كي" أطع الله حتى يدخلك الجنة معناه: كي يدخلك الجنة، وإذا كانت بمعنى، إلى أن: قلت لأنتظرنه حتى يقدم معناه: إلى أن يقدم، وتقديرهما في الإعراب: حتى أن يدخلك الجنة، وحتى أن يقدم ،إلا أنه لا يجوز إظهار أن هاهنا لأنه أصل مرفوض .

باب الإضافة

وهي في الكلام على ضربين: أحدهما ضم اسم إلى اسم  هو غيره بمعنى اللام، والآخر هو ضم اسم إلى اسم هو بعضه بمعنى من الأول منهما نحو  قولك:  هذا غلامُ زيدٍ ، أي:  غلام له وهذه دار عبد الله ، أي:  دار له والثاني نحو  قولك:  هذا ثوب خز والثوب بعض الخز ، أي:  ثوب من خز، وهذه جبة صوف ، أي:  جبةٌ منْ صوفٍ.    
واعلم أن المضاف قد يكتسي من المضاف إليه كثيرا من أحكامه نحو:  التعريف، والاستفهام، والجزاء، ومعنى العموم، ويأتي هذا في أماكنه بإذن الله.


معرفة ما يتبع الاسم في إعرابه

 وهو خمسة أضرب: وصف، وتوكيد ،وبدل، وعطف بيان، وعطف[بحرف] ، فأربعة من هذه تتبع الأول بلا توسط حرف، وواحد منها يتبع الأول بتوسط حرف وهو العطف المسمى نسقاً

باب الوصف اعلم أن الوصف لفظ يتبع الاسم الموصوف تجلية له، وتخصيصا ممن له مثل اسمه بذكر معنى في الموصوف أوفي شيء من سببه ولا يكون الوصف إلا من فعل أو راجعا إلى معنى فعل. والمعرفة توصف بالمعرفة، والنكرة توصف بالنكرة، ولا توصف معرفة بنكرة ولا نكرة بمعرفة، والأسماء المضمرة لا توصف، لأنها إذا أضمرت فقد عرفت فلم تحتج إلى الوصف لذلك ، تقول في النكرة: جاءني رجلٌ عاقل، ورأيت رجلا عاقلا ومررت برجل عاقلٍ ، و تقول في المعرفة: هذا زيد العاقل، ورأيت زيدا العاقل، ومررت بزيد العاقل، و تقول فيما تصفه بشيء من سببه: هذا رجل عاقل أخوه، ومررت بزيد الكريم أبوه، ولو قلت: مررت بزيد ظريف على الوصف لم يجز، لأن المعرفة لا توصف بالنكرة ، و تقول: هذا رجل مثلكَ، ونظرت إلى رجل شبهك، وشَرْعَكَ من رجل، وهذا رجل ضارب زيدٍ، وشاتم بكر، فتجري هذه الألفاظ أوصافا للنكرات؛ وإن كن مضافات إلى المعارف لتقديرك فيهن الانفصال، وأنهن لا يخصصن شيئا بعينه. باب التوكيد واعلم أن التوكيد لفظ يتبع الاسم المؤكد لرفع اللبس وإزالة الاتساع؛ وإنما تؤكد المعارف دون النكرات، ُمظْهَرُهَا ومُضْمَرُهَا. 1. التوكيد المعنوي والأسماء المؤكد بها تسعة وهي: نفسه، وعينه، وكله، وأَجْمَعُ، وأجمعون، و جَمْعَاءُ، وجمع وكلا وكلتا ، تقول: قام زيد نفسُه، ورأيت زيدا نفسَه، ومررت بزيد نفسِه، وكذلك قام أخوك عينه، ورأيته عينه، ومررت به عينه ، و تقول: جاء الجيش كلُّه أجمعُ، ورأيته كلَّه أجمعَ، ومررت به كلِه أجمعَ، وجاء القوم كلهم أجمعون، ورأيتهم كلهم أجمعين، ومررت بهم كلهم أجمعين، وجاءت القبيلة كلها جمعاءُ، ورأيتها كلها جمعاءَ، ومررت بها كلها جمعاءَ، وجاء النساء كلهن جُمَعُ، ورأيتهن كلهن جمع، ومررت بهن كلهن جمعَ، ويتبع أجمع: أكتع، أبصع، ويتبع أجمعين: أكتعون، أبصعون، ويتبع جمعاء: كتعاءَ بصعاء، ويتبع جمع: كتع بصع. ومعنى هذه التوابع كلها شدة التوكيد، ولا يجوز تقديم بعضها على بعض، وكذلك لو قلت جاء القوم أجمعون كلهم لم يجز أن تقدم "أجمعين" على كل لضعفها وقوة "كل" عليها.

وتقول: في التثنية قام الرجلان كلاهما، ورأيتهما كليهما، ومررت بهما كليهما، وقامت المرأتان كلتاهما، ومررت بهما كلتيهما، ورأيتهما كلتيهما.

إضافة كلا وكلتا

وكِلاَ وكلتا متى[إذا] أضيفتا إلى المضمر كانتا في الرفع بالألف، و في النصب والجر بالياء، على ما مضى وإن أضيفتا إلى المظهر.  كانتا بالألف على كل حال ، تقول: وجاءتني كلا أخويك، وجاءتني كلتا أختيك، ومررت بكلتا أختيك، لأن كلا وكلتا اسمان مفردان غير مثنيين وإن أفادا معنى التثنية.

باب البدل

اعلم أن البدل يجري مجرى التوكيد في التحقيق والتشديد ومجرى الوصف في الإيضاح والتخصيص، وهو في الكلام على أربعة أضرب: بدل الكل، وبدل البعض، وبدل الاشتمال، وبدل الغلط والنسيان.

1. البدل والمبدل منه

ويجوز أن تبدل المعرفة من المعرفة، والنكرة من النكرة، والمعرفة  من النكرة، والنكرة من المعرفة، والمظهر من المضمر والمضمر من المظهر، والمضمر من المضمر، والمظهر من المظهر، فبدل المعرفة من المعرفة: قام أخوك زيد، وبدل النكرة من النكرة: مررت برجل غلامَ رجلٍ، والمعرفة من النكرة: مررت برجل زيدٍ، والنكرة من المعرفة: ضربت زيداً رجلاً صالحاً والمظهر من المضمر نحو  قولك:  مررت به أبي محمد، قال الشاعر:
     على حالة لو أن في القوم حاتما    على جوده لضن بالماء حاتم ِ   ( الطويل)     
جر حاتما لأنه بدل من الهاء في جوده، والمضمر من المظهر نحو  قولك:  رأيت زيدا إياه، والمضمر من المضمر نحو  قولك:  رأيته إياه، والمظهر من المظهر كقولك: رأيت زيدا أخاك.

2. أنواع البدل وعبرة البدل أن يَصْلُحَ [الكلام] بحذف الأول وإقامة الثاني مقامه ، تقول في بدل الكل: قام زيد أخوك، ورأيت أخاك جعفرا ، و تقول في بدل البعض: ضربت زيداً رأسَه، ومررت بقوِمك ناسٍ منهم ، و تقول: في بدل الاشتمال يعجبني زيدٌ عقلُه وعجبت من جعفرٍ جهلِه وغباوته ، و تقول في بدل لغلط: عجبت من زيد عمروِ، وأكلت خبزاً تمراً، غلطت فأبدلت الثاني من الأول وهذا البدل لا يقع مثله في قرآن ولا شعر، قال الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين} ؛ فهذا بدل الكل ، وأما قوله سبحانه: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} ، فهذا بدل البعض. وقال الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} ، فهذا بدل الاشتمال. باب عطف البيان ومعنى عطف البيان أن تقيم الأسماء الصريحة غير المأخوذة من الفعل مقام الأوصاف المأخوذة من الفعل، تقول: قام أخوك محمدُ، كقولك: قام أخوك الظريفُ، وكذلك: رأيت أخاك محمدا، ومررت بأخيك محمد. باب العطف وهو النسق وحروفه عشرة: وهي الواو، والفاء ، وثم ، أو، ولا، وبل، ولكنْ الخفيفة، وأم، وإِما مكسورة مكررة، وحتى وقد مضى ذكرها، فهذه الحروف تجتمع كلها في إدخال الثاني في إعراب الأول، ومعانيها مختلفة. 1. الواو

فمعنى الواو: الاجتماع، تقول: قام زيد وعمرو، أي:  اجتمع لهما القيام ولا يدرى كيف ترتيب حالهما فيه.

2. الفاء

ومعنى الفاء: التفرق  على مواصلة ، أي:  الثاني يتبع الأول بلا مهلة ، تقول: قام زيد فعمرو ، أي:  يليه لم يتأخر عنه.

3. ثم

ومعنى ثم: المهلة والتراخي، تقول: قام زيد ثم عمرو، أي:  بينهما مهلة.

4. أو

ومعنى أو: الشك، تقول: قام زيد أو عمرو وتكون تخييرا، تقول: اضرب زيدا أو عمرا، أي:  أحدهما وتكون إباحة ، تقول: جالس الحسن أو ابن سيرين ، أي:  قد أبحتك مجالسة هذا الضرب من الناس وأين وقعت أو فهي لأحد الشيئين.

5. لا

ومعنى لا: التحقيق للأول والنفي عن الثاني، تقول: قام زيد لا عمرو.

6. بل

ومعنى بل: الإضراب عن الأول والإثبات للثاني، تقول: قام زيد بل عمرو.

7. لكن

ومعنى لكن: الاستدراك ، تقول: ما قام زيد لكن عمرو، وما رأيت أحدا لكن جعفراً، إلا أنها لا تستعمل في العطف إلا بعد النفي، ولو قلت قام زيد لكن عمرو لم يجز ، فإن جاءت بعد الواجب جاز أن تكون بعدها الجملة ، تقول: قام زيد لكن عمرو لم يقم، ومررت بمحمد لكن جعفر لم أمرر به.

8. أم

ومعنى أم: الاستفهام ولها فيه موضعان : أحدهما أن تقع معادلة همزة الاستفهام على معنى  أي ، والآخر: أن تقع

منقطعة على معنى بل، الأول نحو قولك: أزيد عندك أم عمرو؟، ومعناه أيهما عندك ، و أزيدا رأيت أم عمرا؟، معناه أيهما رأيت، الثاني نحو قولك: هل عندك زيد أم عندك عمر؟ ، معناه بل أعندك عمرو؟، تركت السؤال الأول وأخذت في الثاني، وقد تقع في هذا الوجه بعد الخبر ، تقول: قام زيد أم قعد عمرو، ومعناه بل أقعد عمرو، ومثله من كلامهم: إنها َلِإبِلٌ أم شاءٌ مضى صدر كلامه على اليقين ثم أدركه الشك فاستثبت فيما بعد فقال أم شاء،إلا أن ما بعد بل متحقق وما بعد أم مشكوك فيه مسئول عنه، قال علقمة بن عبدة:

         هل ما علمتَ وما استودعتَ مكتومُ     أم حبلها إذ نَأتْكَ اليومَ مَصْرُومُ
        أم هل كبير بكى لم يقض عَبـــــْرَتَه      إثر الأحبة يوم الَبيــــــــنِ مْشكومُ              ( البسيط)

9. إما وإما

ومعنى إما: كمعنى" أو" في الخبر  والإباحة والتخيير ، تقول: قام إما زيد وإما عمرو، وكل إما تمرا وإما سمكا، إلا أنها أقعد في لفظ الشك من أو ألا تراك تبتدئها شاكا ، فتقول: قام إما زيد وإما عمرو ، أو يمضي صدر كلامك على لفظ اليقين ثم تأتي ب أو فيما بعد فيعود الشك ساريا من آخر الكلام إلى أوله.

واعلم أنك تعطف الاسم على الاسم إذا اتفقا في الحال، والفعل على الفعل إذا اتفقا في الزمان ، تقول: قام زيد و عمرو، لأن القيام يصح من كل واحد منهما ، و لا تقول: مات زيد والشمس ،لأن الشمس لا يصح موتها ، و تقول: قام زيد وقعد، لا تفاق زمانيهما ،و لا تقول: يقوم زيد وقعد لاختلاف زمانيهما 10. المعطوف والمعطوف عليه

وتعطف المظهر على المظهر، والمضمر على المضمر، والمظهر على المضمر، والمضمر على المظهر ، تقول: في عطف المظهر على  المظهر: قام زيد وعمرو ، و في عطف المضمر على المضمر: رأيتك وإياه ، و في عطف المظهر على المضمر: رأيته وزيدا ، و في عطف المضمر على المظهر: قام زيد وأنت.

11. العطف على الضمير

فان كان المضمر مرفوعا متصلا لم تعطف عليه حتى تؤكده ، تقول: قم أنت وزيد، ولو قلت قم وزيد من غير توكيد لم يحسن قال الله سبحانه: {اسكن أنت وزوجك الجنة } . 
وربما جاء  في الشعر غير مؤكد، قال عمر ابن أبي ربيعة:
    قلت إذ أقبلت وزهر تهادى    كنعاج الملا تعسفن رملا  (  الخفيف)
  فإن كان المضمر منصوبا حسن العطف عليه بغير توكيد ، تقول: رأيتك ومحمدا.     
فإن كان المضمر مجرورا لم تعطف عليه إلا بإعادة الجار، تقول: مررت بك وبزيد، ونزلت عليه وعلى جعفر، ولو قلت مررت بك وزيد، كان لحناً على أنهم قد أنشدوه:
             فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا    فاذهب فما بك والأيام من عجب   ( البسيط)

باب النكرة والمعرفة

فالنكرة ما لم تخص الواحد من جنسه نحو:  رجل وغلام.
وتعتبر النكرة باللام وب رب نحو:  الرجل والغلام ورب رجل ورب غلام.

1. درجات النكرة

واعلم أن بعض النكرات أعم وأشيع من بعض فأعم الأسماء وأبهمها شيء، وهو يقع على الموجود والمعدوم جميعا،     قال الله سبحانه:{إن زلزلة الساعة شيء عظيم} ،  فسماها شيئا وإن كانت معدومة.
فموجود إذن أخص من شيء لأنك تقول: كل موجود شيءٌ وليس كل شيءٍ موجوداُ، ومحدثٌ أخص من موجود لأنك تقول: كل محدثٍ موجود وليس كل موجود محدثا، وجسم أخص من محدث لأنك تقول: كل جسم محدث وليس كل محدث جسما، فعلى هذا مراتب النكرة في إيغالها في الإبهام ومقاربتها الاختصاص.

وأما المعرفة فما خص الواحد من جنسه وهي خمسة أضرب: الأسماء المضمرة، والأسماء الأعلام، وأسماء الإشارة، وما تعرف باللام، وما أضيف إلى واحد من هذه المعارف. 2. الضمائر فالأسماء المضمرة على ضربين: منفصل ومتصل. والمنفصل على ضربين: مرفوع ومنصوب. 3. ضمائر الرفع والنصب فالمرفوع: للمتكلم ذكرا كان أو أنثى أنا: والتثنية والجمع جميعا نحن، وللمخاطب أنت، والتثنية أنتما، والجمع أنتم وللمخاطبة أنت، والتثنية أنتما، والجمع أنتن، وللغائب هو و هما، وهم وللغائبة هي وهما وهن. وأما الضمير المنصوب المنفصل ف: إياي للمتكلم والتثنية والجمع إيانا ، وللمخاطب إياك، والتثنية إياكما، والجمع إياكم وللمخاطبة إياك، والتثنية إياكما، والجمع إياكن، وإياه للغائب، وإياهما وإياهم ، وإياها للغائبة، وإياهما ، وإياهن وأما الضمير المتصل فثلاثة أضرب: مرفوع ومنصوب ومجرور

  فالمرفوع للمتكلم التاء نحو:  قمت، والتثنية والجمع جميعا قمنا، وللمخاطب قمت، وقمتما، وقمتم، وللمخاطبة قمت وقمتما وقمتن.     
والضمير للغائب في: قام وقاما وقاموا، وللغائبة في قامت وقامتا وقمن، وكذلك الضمير في اسم الفاعل والمفعول به نحو:  ضارب ومضروب، و في الظرف نحو قولك: زيد عندك وما جرى هذا المجرى.

4. ضمائر النصب المتصلة

وأما الضمير المنصوب المتصل: فالياء في كلمني، والتثنية والجمع جميعا كلمنا.
والكاف للمخاطب نحو قولك:  رأيتك وللتثنية و رأيتكما، وللجمع: رأيتكم، وللمخاطبة: رأيتك، ورأيتكما ورأيتكن.     
وللغائب: رأيته ورأيتهما ورأيتهم، وللغائبة: رأيتها ورأيتهما ورأيتهن.

5. ضمائر الجر والضمير المجرور لا يكون إلا متصلا، وهو: الياء للمتكلم نحو: مررت بي، والتثنية والجمع جميعا: مررت بنا.

وللمخاطب: مررت بك، وبكما، وبكم، وللمخاطبة: مررت بك، وبكما، وبكن.     
وللغائب: مررت به وبهما وبهم، وللغائبة: مررت بها وبهما وبهن، فإذا قدرت على الضمير المتصل لم تأت بالمنفصل، تقول: قمت، و لا تقول: قام أنا لأنك تقدر على التاء، و تقول: رأيتك.  ، و لا تقول: رأيت إياك، لأنك تقدر على الكاف وربما جاء ذلك في ضرورة الشعر قال الراجز:
         أتتك عير تحمل الأراك     إليك حتى بلغت إياك    ( الرجز )   
يريد حتى بلغتك.
 وقال أمية:
        بالوارث الباعث الأموات قد ضمنت    إياهم الأرض في دهر الدهارير    (البسيط )   
أي قد ضمنتهم.

6. العلم

وأما الأعلام فما خص به الواحد فجعل علما له نحو :  عبد الله، وعمرو، وكذلك الكنى نحو :  أبي محمد، وأبي علي، وكذلك الألقاب نحو :  أنف الناقة، وعائذ الكلب.

7. أسماء الإشارة وأما أسماء الإشارة ف: هذا للحاضر والتثنية، في الرفع: هذان ، و في النصب والجر: هذين، وذلك للغائب والتثنية: ذانك ودينك، وهذه، وهاتان، وهاتين، وتلك، وتيك، وتانك، وتينك، والجمع: هؤلاء، وهؤلا، ممدود ومقصور، وأولئك، وأولاك ممدود ومقصور، و "ها" في جميع هذا حرف معناه التنبيه وإنما الاسم ما بعده والكاف في جميع ذلك للخطاب، وهي حرف لا اسم. 8. المعرف بالأداة

وأما ما يعرف باللام فنحو: الرجل والغلام، والطويل والقصير.

9. المضاف إلى المعرفة

وأما ما أضيف إلى واحد من هذه المعارف فنحو: غلامي وصاحب زيد، وجارية هذا، ودار الرجل، وطرف رداء عمرو

باب النداء

الأسماء المناداة على ثلاثة أضرب: مفرد، ومضاف، ومشابه للمضاف لأجل طوله.
والمفرد على ضربين: معرفة ونكرة.
 والمعرفة أيضا على ضربين:
أحدهما: ما كان معرفة قبل النداء، ثم نودي فبقي على تعريفه نحو :  يا زيدُ، ويا عمرو.
والثاني: ما كان نكرة ثم نودي فحدث فيه التعريف بحرف الإشارة والقصد نحو :  يا رجلُ، وكلا الضربين مبني على الضم كما ترى، وأما النكرة فمنصوبة ب" يا" ، لأنه ناب عن الفعل ألا ترى أن معناه أدعو زيدا وأنادي زيدا.
وكذلك المضاف أيضا منصوب نحو :  يا عبدَ الله، ويا أبا الحسن.      

وكذلك المشابه للمضاف من أجل طوله، وهو: كل ما كان عاملا فيما بعده نصبا أو رفعا فالنصب نحو : يا ضارباً زيداًن ويا خيراً من عمرو، ويا عشرين رجلا، والرفع نحو قولك: يا حسناً وجهُه، ويا قائما أخوه، وكذلك العطف نحو : رجل سميته زيدا وعمرا ، تقول: إذا ناديته يا زيداً وعمراً أقبل. 1. أحرف النداء

والحروف التي ينادى بها المدعو خمسة وهي: يا، وأيا، وهيا، وأيْ، والألف تقول: يا زيد، وأيا زيد، وهيا زيد، وأي زيد وأزيد، قال ذو الرمة:
       هيا ظبية الوعساء بين جلاجل     وبين النقا آ أنت أَمْ أُمُّ سالم     (الطويل)     
وقال الآخر:
        أزيد أخا ورقاء إن كنت ثائرا    فقد عرضت أَحْنَاءَ حق فخاصم   ( الطويل)     
يريد يا زيد.

2. حذف حرف النداء

ويجوز أن تحذف حرف النداء مع كل اسم لا يجوز أن يكون وصفا ل- أي:  تقول: زيد أقبل لأنه لا يجوز أن تقول:

يا أيها زيد أقبل ، و لا تقول: رجل أقبل لأنه يجوز أن تقول: يا أيها الرجل أقبل ، و لا تقول: هذا أقبل، لأنه يجوز أن تقول: يا أيُّهذا أقبل قال الله سبحانه :{ يوسف أعرض عن هذا} ، أي: يا يوسف 3. نعت المنادى

فإن نعت الاسم المفرد المضموم بمفرد جاز لك في وصفه وجهان: الرفع والنصب جميعا ، تقول:  يا زيد الظريفُ وإن شئت الظريفَ فمن رفع فعلى اللفظ ومن نصب فعلى الموضع، قال العجاج:
    يا حكم الوارثَ ُ عن عبد الملك      ( الرجز)
  وقال جرير        
فما كعب بن مَامَة وابن سعدى    بأجود منك يا عمر الجوادَا   ( الوافر)
فإن نعته بالمضاف نصبته لا غير ، تقول: يا زيد أخا عمرو، ويا زيد ذا الجمةِ.

4. توكيد المنادى

كذلك التوكيد جار مجرى الوصف ، تقول: يا تميم أجمعون وإن شئت أجمعين ، و تقول: يا تميم كلُّكم وكلَّهم بالنصب لا غير.

5. العطف على المنادى

فإن عطفت على المضموم اسما فيه ألف ولام كنت مخيراً،إن شئت رفعته وإن شئت نصبته ، تقول: يا زيدُ والحارثُ، وإن شئت والحارثَ، قال الله تعالى: { يا جبال أوبي معه والطيرُ}   و والطيرَُ َ يقرءان جميعا بالرفع والنصب، قال الشاعر:
        إلا يا زيد والضحاكُ َ سيرا    فقد جاوزتما خمر الطريق   ( الوافر)
يروى الضحاك بالرفع والنصب.
فإن لم يكن فيه لام التعريف كان له حكمه لو ابتدئ به ، تقول: يا زيد وعمرو، ويا زيد وعبدُ اللهفإن كان المنادى منصوبا لم يجز في وصفه وتوكيده غلا النصب تقول: يا عبد الله الظرفَ، ويا غلمان زيد أجمعين ن ويقول: يا أخانا زيداً أقبل. إذا جعلته بدلاً ضممته ن وإن جعلته عطف بيان نصبتهن وتقول:  يا أيُّها الرجل فتبنى " أيُّ"  على الضم ، لأنها في اللفظ مناداة ، وها للتنبيه، والرجل مرفوع لأنه وصف ، أي:  ولا يجوز فيه غير الرفع.
واعلم أنك لا تنادي اسما فيه الألف واللام لا تقول: يا الرجل، ويا الغلام لأن الألف واللام للتعريف ويا تحدث في الاسم ضربا من التخصيص فلم يجتمعا لذلك، إلا أنهم قالوا يا الله اغفر لي بقطع الهمزة ووصلها فجاء هذا في اسم الله تعالى خاصة لكثرة استعماله ولأن الألف واللام صارتا فيه بدلا من همزة إلاه في الأصل.

6. نداء المضاف إلى المتكلم

فإن ناديت المضاف إليك كانت لك فيه أربعة أوجه، تقول: يا غلام ِ بحذف الياء، ويا غلامي بإسكانها، ويا غلاميَ بفتحها، ويا غلامَا تقلبها للتخفيف ألفا، قال الراجز:
                                فهي ترثى بأبا وابناما      ( الرجز)

وتقول في النداء: اللهم اغفر لين وأصله يا الله ن فحذفت يا من أوله، وجعلت الميم في آخره عوضاً من يا في أوله، ولا يجوز الجمع بينهما غلا أن يضطر إليه الشاعر ن قال:

           إني إذا ما حدثٌ ألمَّا   أقول يَا اللهمَّ يا اللهمَّا

باب الترخيم

اعلم أن الترخيم: حذف يلحق أواخر الأسماء المضمومة في النداء تخفيفا، وهو في الكلام على ضربين: أحدهما: أن تحذف آخر الاسم وتدع ما قبله على ما كان عليه من الحركة والسكون، والآخر: أن تحذف ما تحذف وتجعل ما بقي بعد الحذف اسما قائما بنفسه كأن لم تحذف منه شيئا.

1. لغة من ينتظر

الأول منهما نحو  قولك:  في حارثُ يا حارِ ، و في مالك يا مال ِ ، و في جعفر يا جعف ِ ، و في برثن يا برثِ ، و في قمطر يا قمط ِ؛  قال زهير:
      يا حار ِ لا أرمين منكم بداهية     لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك    ( البسيط)  

2. لغة من لا ينتظر

الثاني نحو  قولك:  في حارث يا حارُ ، و في جعفر يا جعفُ ، و في أحمد يا أحمُ   ترخيم ما في آخره زائدتان .       
فإن كان في آخر الاسم زائدتان زيدتا معا حذفتا للترخيم معا وذلك قولك في حمراء يا حمرُ أقبل ، و في عثمان يا عثمُ أقبل ، و في مروان يا مرُو أقبل.
قال الفرزدق:
    يا مروُ إن مطيتي محبوسة    ترجو الحباء وربها لم ييأس    ( الكامل)
  ، و في زيدون اسم رجل يا زيد أقبل ، و في بصري علما يا بصر أقبل ، و في زيدي علما يا زيد هلم ، و في هندات علما يا هند أقبل   ترخيم ما قبل آخره حرف مد زائد.       
فإن كان آخر الاسم أصلا إلا أن قبله حرف مد زائدا حذفتهما  جميعا لأنهما أشبها الزائدين اللذين زيدا معا فحذفا للترخيم معا، وذلك إذا كان يبقى بعد حذفهما ثلاثة أحرف فصاعدا ، تقول: في ترخيم منصور يا منصُ ، و في عمار يا عمُ ، و في زحليل يا زحلُ، فتحذف الطرف وما قبله لما ذكرت لك.

و تقول: في ترخيم عماد وعجوز وسعيد يا عماَ ويا عجو ويا سعي ولا تحذف حرف اللين لئلا يبقي الاسم على حرفين. 3. ترخيم الاسم المكون من ثلاثة أحرف.

فإن كان الاسم على ثلاثة أحرف، لم يجز أن ترخمه لأنه أقل الأصول فلم يحتمل الحذف لئلا يلحقه الإجحاف به ، فإن كان الثالث هاء التأنيث جاز ترخيمه ، تقول: في ترخيم ثبة يا ثب أقبل، ومن قال: يا حار قال يا ثب .

4. ترخيم المضاف ومشابهه

واعلم أنك لا ترخم مضافا ولا مشابها للمضاف من أجل طوله، ولا جميع ما كان معربا في النداء لأنه لم يكن مبنيا على الضم فيتسلط عليه الحذف.

5. ترخيم أمثلة مختلفة

وتقول: في ترخيم كروان يا كرو أقبل، ومن قال: يا حار قال يا كرا أقبل، يقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وكذلك الياء في نحو :  صميان ، و تقول: في ترخيم ترقوة وعرقوة يا ترقو ويا عرقو ومن قال: يا حار قال يا ترقي ويا عرقي يقلب الواو ياء والضمة قبلها كسرة لأنه ليس في الكلام اسم في آخره واو قبلها ضمة ومثله قولهم: دلو وأدل وحقو وأحق ،والأصل أدلو وأحقو، ففعل بهما من القلب والتغيير ما ذكرته تقول: في ترخيم شقاوة وغباية: يا شقاوَ ويا غبايَ ومن قال: يا حار قال يا شقاءُ ويا غباءُ، أبدل ا لواو والياء همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ، فإن سميت رجلا ب: حبليان تثنية حبلى قلت على يا حار: يا حبلي أقبل، تحذف الألف والنون، وتدع الياء مفتوحة بحالها ومن قال يا حار، لم يجز على قوله ترخيم حبليان لئلا تنقلب الياء ألفا، فتقول: يا حبلا وهذا فاسد لأن ألف فعلى لا تكون أبدا منقلبة إنما هي أبدا زائدة فعلى هذا فقس ، فإن في المسائل طولا.

باب الندبة

اعلم أن الندبة إنما وقعت في الكلام تفجعاً على المندوب، وإعلاماً من النادب أنه قد وقع في أمر عظيم وخطب جسيم، وأكثر من يتكلم بها النساء وعلامتها: يا، و وا لا بد من أحدهما، تزيد ألفا في آخر الاسم و فإذا وقفت ألحقتها هاء ، وإذا وصلت حذفت الهاء، وإن شئت لم تلحق الألف ، تقول: وا زيدُ وا عمرو وإن شئت تلحق الهاء في الذي تقف عليه وذلك قولك:
وا زيداه، وا عمراه .

واعلم أنك لا تندب إلا بأشهر أسماء المندوب ليكون ذلك عذراً لك في تفجعك عليه، ولا تندب نكرة ولا مبهما لا تقول: وا رجلاه ،و لا تقول: وا هذاه ، ولا وا تلكاه، وكذلك لا تقول: وا من لا يعنيني أمرهوه، لما قدمنا ولكن ، تقول: وا من حفر بئر زمزماه لأنه معروف، وإذا ندبت المضاف أوقعت المدة على آخر المضاف إليه ، تقول: وا عبد الملكاه، و وا أبا الحسناه .

 واعلم أن ألف الندبة تفتح أبدا ما قبلها كما تقدم إلا أن تخاف اللبس فإنك تقلبها ياء ، تقول: إذا ندبت غلام امرأة وا غلامكيه، تقلب الألف ياء للكسرة قبلها ولم تقل وا غلامكاه، لئلا يلتبس بالمذكر ، و تقول: إذا ندبت غلامه وا غلامهوه، تقلب الألف واوا لانضمام الهاء قبلها ولم تقل وا غلامهاه، لئلا يلتبس بالمؤنث ، و تقول: إذا ندبت غلامهم وا غلامهموه .

فتبدل أيضا الألف واوا، ولم تقل وا غلامهماه لئلا يلتبس بالتثنية. 1. ندب المضاف إلى المتكلم

وتقول: إذا ندبت غلامك في قول من قال: يا غلام وا غلاماه، بفتح الميم للألف، ومن قال: يا غلامي، بإسكان الياء فله وجهان: إن شاء حذفها لالتقاء الساكنين فقال: وا غلاماه، وإن شاء : حركها للألف فقال وا غلامياه، ومن قال: يا غلامي بتحريكها لم يقل إلا وا غلامياه بإثباتها.

باب إعراب الأفعال وبنائها

وهي على ضربين: مبني ومعرب

1. الأفعال المبنية والمبني على ضربين: مبني على الفتح وهو جميع أمثلة الماضي قلت حروفه أو كثرت نحو : قامَ وجلسَ وذهبَ وضربَ واستخرجَ، ومبني على السكون وهو جميع أمثلة الأمر للمَّواجهِ مما لا حرف مضارعة فيه، وذلك نحو قولك: قمْ وخذْ واضربْ وانطلقْ واستخرجْ.

2. الأفعال المعربة

وأما المعرب: فهو جميع الذي في أوله إحدى الزوائد الأربع:  الهمزة، والنون، والتاء ، والياء، وقد تقدم ذكره، وهذا الفعل المضارع إنما أعرب لمضارعته الأسماء ، وهو مرفوع أبداً لوقوعه موقع الاسم حتى يدخل عليه ما ينصبُه أو يجزُمه،  ويكون في الرفع مضموماً ، و في النصب مفتوحاً ، و في الجزم ساكناً ، تقول: هو يضربُ ولن يضربً ولم يضربْ، هذا هو الصحيح ، وأما المعتل: فهو كل فعل وقعت في آخره ألف أو ياء أو واو نحو :  يخشى ويسعى ويقضي ويرمي ويغزو ويدعو، وهذه الأحرف الثلاثة، تكون في الرفع ساكنة، فأما في النصب فتنفتح الياء والواو وتبقى الألف على سكونها لأنه لا سبيل إلى حركتها ، تقول: هو يقضِي ويرمِي ويغزُو ويدعُو ويخشَى ويسعَى، ولن يقضيَ ولن يرميَ ولن يدعوَ ، فإذا صرت إلى الجزم حذفت الأحرف الثلاثة كلها ، تقول: لم يخشَ ولم يسعَ ولم يرم ِ ولم يغزُ ولم يَخْلُ.

3. الأفعال الخمسة

 فإذا  ثنيت الضمير في الفعل أو جمعته للمذكر أو خاطبت المؤنث كان رفعه بثبات النون ونصبه وجزمه بحذفها ، تقول: أنتما تقومان وهما يقومان، وأنتم تنطلقون وهم ينطلقون، وأنت تذهبين وتنطلقين، ولم تقوما ولم ينطلقا ولم تذهبوا ولم ينطلقوا ولم لم تفعلي، وأحب أن تتفضلي، وكذلك المعتل أيضا ، تقول: أنتما ترميان ولا ترميا ، وأنتم تخشون ولن تخشوا وأنت تغزين، وأحب أن تغزي، َوِلمَ لمْ ترضي.

وإن جمعت الضمير المؤنث كانت علامته نونا مفتوحة ساكنا ما قبلها ثابتة في الأحوال الثلاث، وذلك قولك هن يضربن وأنتن تضربن، ولم يضربن ولم يقمن ولم يقعدن، قال الله تعالى: {إلا أن يعفون} فأثبت النون في موضع النصب لما ذكرت 4. الأمر والجزم

واعلم أن لفظ الوقف كلفظ الجزم سواء ، تقول: اضربْ، كما  تقول: لا تضربْ ، و تقول: قوما، كما  تقول: لا تقوما ، و تقول: قوموا، كما  تقول: لا تقوموا ، و تقول: قومي، كما  تقول: لا تقومي ، و تقول: اغزُ وارمِ واخشَ، كما  تقول: لا تغزُ ولا ترمِ ولا تخشَ.

باب الحروف التي تنصب الفعل المستقل. وهي أربعة: أن ولن وكي وإذن ، تقول: أريد أن تقومَ، ولن تنطلقَ، وقمت كي تقومَ وأما إذن ، فإذا اعتمد الفعل عليها فإنها تنصبه ، تقول: إذا قال لك قائل أنا أزورك، فتقول: إذن أكِرمَك ،وإذن أحسنَ إليك، فتنصب الفعل لاعتماده على إذن ، فإن اعترضت حشوا واعتمد الفعل على ما قبلها سقط عملها ، تقول: أنا إذن أزورُكن فترفع لاعتماد الفعل على أنا. 1. إضمار أَنْ

وتضمر أن بعد خمسة أحرف وهي: الفاء، والواو، و أو، ولام الجر، وحتى.

أ. بعد الفاء فأما الفاء ، فإذا كانت جوابا لأحد سبعة أشياء وهي: الأمر، والنهي، والاستفهام، والنفي، والتمني، والدعاء، والعرض ، فإن الفعل ينتصب بعدها ب أن مضمرة . تقول في الأمر: زرني فأزورَك ، والتقدير: زرني فأن أزورك. ولا يجوز إظهار أن ههنا لأنه أصل مرفوض وكذلك بقية أخواتها قال الشاعر:

                              يا ناق سيري عنقا فسيحا    إلى سليمان فنستريحا     (الرجز)    
وتقول في النهي: لا تشتمه فيشتمَك؛ قال الله تعالى:{ لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب} 
وتقول في الاستفهام: أين بيتك فأزورَك.
وتقول في النفي: ما أنت بصاحبي فأكرمَك
وتقول في التمني: ليت لي مالا فأنفقَه     
وتقول في الدعاء اللهم: ارزقني بعيرا فأحجَّ عليه     
وتقول في العرض: ألا تنزل فنكرمَك.

ب. بعد الواو

وأما الواو: فإذا كانت بمعنى الجمعِ والجوابِ، فإن الفعل أيضا ينتصب بعدها ب أن مضمرة، تقول: لا تأكلْ السمك وتشربَ َاللبن، أي:  لا تجمع بينهما ن فتنصب  قال الشاعر:
    لا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثله    عار عليك إذا فعلت عظيم    (الكامل)

أي لا تجمع بين ان تنهى عن خلق و أن تأتيَ مثلهن فإذا أردت أن تنهاه عن الأكل والشرب على كل حالٍ جزمت فقلت:

لا تأكل ِ السمك وتشربِ اللبن، وكذلك قولك ك لا يسعني شيء ويعجزَ عنك أي:لا يجتمع في شيء أن يسعني وان يعجز عنك.

وأما إذا كانت بمعنى إلا أنْ، فإن الفعل ينتصب بعدها بان مضمرة أيضاً تقول:لأ ضربنه أو يتقيني بحقي، معناه:إلا أن يتقيني، قال الشاعر: فقلت له لا تبكِ عَيُنك إنما نُحَاوِلُ ملكاً أو نموتَ َفنُعْذَرَا

معناه إلا أن نموت فنعذرا وتقديره في الإعراب أو أن نموتَ.

ج. بعد اللام

وأما اللام فنحو قولك:  زرتك ِلُتكْرِمَنِي، معناه: لكي تكرمَني، وتقديره لأن تكرمني، ويجوز إظهار أن هنا؛ قال الله سبحانه         {إنا فتحنا لك فتحا مبينا* ليغفر لك الله }    
أي لأن يغفر لك الله، فإن اعترض الكلام نفي لم يجز إظهار أن مع اللام، وذلك نحو قول الله تعالى:{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}  ، تقديره لأن يعذبهم ولا يجوز إظهار أن مع النفي.
د. بعد حتى         

وأما حتى فقد تقدم ذكرها في بابها.

وجميع هذه الحروف لا يجوز إظهار أن معها إلا اللام في الواجب وقد ذكرناها

باب حروف الجزم وهي خمسة: لم، ولما، ولام الأمر، ولا في النهي، وحرف الشرط، تقول: لم يقمْ زيد، ولما يقمْ زيد، و في الأمر: ليقمْ زيد ، و في النهي: لا يقمْ جعفر باب الشرط وجوابه

وحرفه المستولي عليه إن، وتشبه به أسماء وظروف، فالأسماء: من، وما، و أي،  ومهما والظروف: أين، ومتى، وأي حين، وأنى، وحيثما، و إذما. 

1. ِإنْ وأخواتها.

والشرط وجوابه مجزومان ، تقول: إن تقمْ أقمْ، تجزم تقم ب إن وتجزم أقم ب "إن وتقم" جميعا، وكذلك بقية أخواتها ، تقول: من يقمْ أقمْ معه، وما تصنع أصنع، وأيهم يمشِ أمشِ معه، ومهما تأتِ آتِهِ، وأين تجلس أجلس، ومتى تذهبْ أذهبْ معك، وأي حين ِتَغزُ أغزُ معك، وأنى تنطلقْ أنطلقْ، وحيثما تكنْ أكنْ هناك،  وإذ ما تزْرني  أزرْ ك.
قال الله سبحانه:{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ؛ وقال تعالى : { وما تنفقوا من خير يوف إليكم}.          
وقال زهير
         ومن لا يكِرمْ نفسَه لا يكرَّم ِ                 ومن يغترب يحسب عدوا صديقه
   ومن لا يكرم نفسه لا يكرم    ( الطويل)     
وقال تعالى:{ أينما تكونوا يدرككم الموت} 

2. جواب الشرط

 وجواب الشرط على ضربين: الفعل والفاء.     
فإذا كان الجواب فعلا كان مجزوما على ما تقدم نحو قولك:  إن تذهب أذهب معك.    
وأما الفاء فيرتفع الفعل بعدها نحو قول الله تعالى:  {ومن عاد فينتقمُ الله منه} ؛ وقال تعالى:{ فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}  ؛ إنما جيء بالفاء في جواب الشرط توصلا إلى المجازاة بالجملة المركبة من المبتدأ والخبر.

3. حذف الشرط

وقد حذف الشرط، وأقيمت أشياء مقامه دالة عليه، وتلك الأشياء: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والدعاء، والعرض، ، تقول في الأمر: زرني أزرك ، و في النهي: لا تفعل الشر تنج ، و في الاستفهام: أين بيتك أزرك ، و في التمني: ليت لي مالا أنفقه ، و في الدعاء: اللهم ارزقني بعيرا أحجج عليه ، و في العرض: ألا تنزل تصب خيراً؛ تجزم هذا كله لأن فيه معنى الشرط ألا ترى أن المعنى : زرني فإنك إن تزرني أزرك. قال الله تعالى: { فهب لي من لدنك وليا* يرثني ويرث من آل يعقوب}     يقرأ جزما ورفعا يرثُني ويرْثني فمن جزم فلأنه جواب الدعاء ومن رفع جعله وصفا ل وليٍ.

باب التعجب ولفظه يأتي في الكلام على ضربين:أحدهما: ما أفعلَهُ، والآخر: أفْعِلْ به. أ. ما أفعل

الأول نحو  قولك:  ما أَحْسَنَ زيداً !، وما أجمل بكرا !، وما أظرف أبا عبد الله، وتقديره: شيء أحسن زيدا ف ما مرفوعة بالابتداء، وأحسن خبرها، وفيه ضميرها وذلك الضمير مرفوع ب أحسن لأنه فعل ماض وزيد منصوب على التعجب وحقيقة نصبه بوقوع الفعل قبله عليه.
وتزيد كان، فتقول: ما كان أحسن زيدا ! ، فالإعراب باق على حاله، فإن قلت ما أحسن ما كان زيدُ، رفعته ب كان وهي تامة ونصبت ما الثانية على التعجب، أي:  ما أحسن كون زيد

ب. أفَعْل به . الثاني منهما: نحو قولك: أحسن بزيد ، أي: ما أحسن زيدا وأجمل بجعفر ، أي: ما أجمل جعفرا فالباء وما عملت فيه في موضع رفع ومعناه أحسن زيد ، أي: صار ذا حسن وأجمل ، أي: صار ذا جمال كقولك أَجْرَبَ الرجل ، أي: صار ذا إبل جربى، وأنْحَزَ ، أي: صار ذا مال فيه النحاز، فلفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر، ولهذا قلت في التثنية يا زيدان أَحْسْن بعمرو، ويا زيدون أحسن بعمرو ولم تقل أحسنا، ولا أحسنوا لأنك لست تأمر أحدا بإيقاع فعل، وإنما أنت مخبر فلا ضمير إذن في قولك أحسن ونحوه. 1. بناء فعل التعجب

واعلم أن فعل التعجب إنما مبناه من الثلاثي ، تقول: قام زيد ثم ، تقول: ما أقومه، وقعد وما أقعده ، فإن تجاوز الماضي ثلاثة أحرف لم يجز أن تبني منه فعل التعجب وذلك نحو :  دحرج واستخرج ، فإن أردت ذلك قلت: ما أشد دحرجته، وما أسرع استخراجه وكذلك ما أشبهه، وكذلك الألوان والعيوب الظاهرة لا تقول: من الحمرة ما أحمره ، ولا من الصفرة ما أصفره،  ولا من الحول ما أحوله، ولا من العرج ما أعرجه ، فإن أردت ذلك قلت ما أشد حمرته، وما أقبح حَولَهُ وعرَجَهُ،   

2. ما أفعله وأفعل به وأفعل التفضيل

وكل  ما جاز فيه ما أفعله جاز فيه أفعل به و هو أفعل منك، وما لم يجز فيه ما أفعله لم يجز فيه أفعل به وهو أفعل منك ، تقول: ما أحسن أخاك، وكذلك ، تقول: أحسن به، وهو أحسن منك، وكما لا تقول: ما أحمره فكذلك لا تقول: أحمر به ولا هو أحمر منك ولكن ، تقول: ما أشد حمرته وكذلك ، تقول: أشدد بحمرته، وهو أشد حمرة منك، وأقبح بحوله وهو أقبح حولا منك.

باب نعم وبئس

اعلم أن نعم وبئس فعلان ماضيان غير متصرفين، ومعناهما المبالغة في المدح أو الذم، ولا يكون فاعلاهما إلا اسمين مُعَرَفَيْنِ باللام تعريف الجنس أو مضمرين على شريطة التفسير، ثم يذكر بعد ذلك المقصود بالمدح أو الذم، وذلك كقولك : نعم الرجل زيد، وبئس الغلام جعفر، ف "الرجلُ" مرفوع بفعله، وزيد مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال من هذا الممدوح فقلت زيد ، أي:  هو زيد، وإن شئت كان زيد مرفوعا بالابتداء وما قبله خبر  عنه متقدم عليه.
والمضاف إلى اللام كاللام ، تقول: نعم غلام الرجل زيد، وبئس وافد العشيرة بكر .     
فإن وقعت بعدها النكرة نصبتها على التمييز ، تقول: نعم رجلاً أخوك، وبئس صاحباً صاحبك ، والتقدير: نعم الرجل أخوك فلما أضمرت الرجل فسرته بقولك رجلا، فإن كان الفاعل مؤنثا كنت في إلحاق العلامة وتركها مخيرا ، تقول: نعم المرأة هند، وإن شئت نعمت المرأة هند، فمن ألحق العلامة قال هذا فعل كسائر الأفعال ومن لم يلحقها أراد معنى الجنس فغلب عنده التذكير.

باب حبذا اعلم أن حبذا معناها المدح وتقريب المذكور بعدها من القلب، وهي ترفع المعرفة، وتنصب النكرة التي يحسن فيها "مِنْ" على التمييز ، تقول: حبذا زيد، وحبذا أخوك، ف "حبذا" في موضع اسم مرفوع بالابتداء وزيد في موضع خبره وحقيقة القول أن الأصل فيها حبب ككرم فأسكنت الباء وأدغمت في الثانية، و ذا مرفوع بفعله وزيد يرتفع كما يرتفع بعد نعم وبئس وتقول: حبذا رجلاً زيد ، أي: من رجل تنصبه على التمييز. وحبذا مع الواحد والواحدة والاثنين والاثنتين والجماعة بلفظ واحد لأنه يجري مجرى المثل ، تقول: حبذا زيد، وحبذا هند ولا ، تقول: حَّبذِهِ، وكذلك حبذا الزيدان، وحبذا الهندان، وحبذا الزيدون، وحبذا الهندات كله بصورة واحدة. قال الشاعر:

                يا حبذا القمراء والليل السَّاج    وطرق مثلُ مَلاَءِ النساج  (  الرجز)

باب عسى

اعلم أن عسى فعل ماض غير متصرف، ومعناه المقاربة ، وهو يرفع الاسم وينصب الخبر ككان إلا أن خبره لا يكون إلا فعلا مستقبلا وتلزمه أن وذلك قولك: عسى زيد أَنْ يقومَ ، وعسى جعفر أن ينطلق.
قال الله سبحانه:{ فعسى الله أن يأتي بالفتح} . ويجوز أن تحذف أن، فتقول: عسى زيد يقومُ، قال هدبة بن خشرم
               عسى الهم الذي أمسيت فيه    يكونُ وراءَهُ فرجٌ قريبُ   ( الوافر)
 وتقول: عسى زيد أن يقوم،[ فَأَنْ وما بعدها في موضع رفع بعسى، و زيد رفع ب "يقوم" وَكفَتْ صلة أن من خبر عسى وتقول: زيد عسى أن يقومَ] ، واسم عسى مضمر فيها ، فإن ثنيت  على هذا أو جمعت أو أنثت قلت: الزيدان عسيا أن يقوما، والزيدون عسوا أن يقوموا، وهند عست أن تقوم، والهندان عستا أن تقوما والهندات عسين أن يقمن ف أن الآن وما بعدها في موضع نصب ، فإن لم تجعل في عسى ضميرا كانت بلفظ واحد ، تقول: زيد عسى أن يقوم،  والزيدان عسى أن يقوما، والزيدون عسى أن يقوموا، وهند عسى أن تقوم، والهندان عسى أن يقوما، والهندات عسى أن يقمن، ف أن الآن وما بعدها في موضع رفع ب عسى، واستغني بما ضمنه اسمها من الحدث عن ذكر الحدث في خبرها.

باب كم

اعلم أن كم تكون في الكلام على ضربين: أحدهما الاستفهام، والآخر الخبر، وهي اسم للعدد مبهم ، فإذا كانت استفهاما: نصبت النكرة التي تحسن فيها ِمنْ على التمييز، وإذا كانت خبراً: جرت تلك النكرة ، تقول: في الاستفهام: كم غلاماً لك؟، وكم درهماً في كيسك؟ ، و تقول: في الخبر كم غلام ٍقد ملكت، وكم دارٍ قد دخلت.

1. الفصل بين كم والنكرة بعدها.

فان فصلت بينها وبين النكرة التي تنجر في الخبر نصبتها، تقول: كم قد حصل لي غلاماً، وكم قد زارني رجلاً 

أردت كم غلامٍ قد حصل لي، وكم رجلٍ قد زارني فلما فصلت بينهما نصبت النكرة. قال القطامي :

                                   كم نالني منهم فضلاً على عدم     إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل   (  البسيط  )
ومن العرب من ينصب بها في الخبر بغير فصل قال الفرزدق
                                      كم عمة ً ٌٍ لك يا جرير وخالة    فدعاء قد حلبت علي عشاري  (  الكامل )   
يروى برفع العمة ونصبها وجرها، فمن جرها أو نصبها جعل كم خبرا في الوجهين، وقد يجوز أن يكون من نصبها أراد

الاستفهام بها،[ ولكنه أخرجه مخرج الهُزءِ لأنه هاجٍ والهاجي لا يكون مستفهما] ، ومن رفع العمة ، فإنما سأل عن الَحلَبَات أراد كم حلبةً؟، ورفع العمة بالابتداء وجعل قوله قد حلبت خبرا عنها.

واعلم أن كم لها صدر الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها.

2. إعراب كم

واعلم أن كم اسم، فتكون مرفوعة ومنصوبة ومجرورة ، تقول في الرفع: كمْ مالُك؟، ف كم مرفوعة بالابتداء ومالك خبر عنها، وتقول في النصب: كم إنسانا ضربت؟ ، و تقول: في الجر بكم إنسانٍ مررت.

وتقول: بكم ثوبك مصبوغ ٌ؟، وإن شئت نصبت فقلت مصبوغاً ، فإن رفعت جعلته خبر ثوبك وإذا نصبت جعلت الظرف خبرا عن الثوب، ونصبت مصبوغا على الحال، والظرف مع النصب متعلق بمحذوف لأنه الخبر، وهو مع الرفع متعلق بنفس مصبوغـ وإذا رفعت مصبوغا فالسؤال إنما هو عن ثمن الصبغ، وإذا نصبته فالسؤال إنما عن ثمن الثوب. باب معرفة ما ينصرف وما لا ينصرف اعلم ان حكم جمع السماء في الأصل ان تكون منصرفة، ومعنى الصرف ما تقدم ذكره إلا أن ضربا منها شابه الفعل من وجهين فمنع ما لا يدخل الفعل من التنوين والجر والسباب التي إذا اجتمع في اسم واحد منها سببان منعاه من الصرف تسعة: وهي وزن الفعل الذي يغلب عليه أو يخصه، والتعريف، و التأنيث بغير فرق، والألف، والنون المضارعتان لألفي التأنيث، و الوصف، والعدل، والجمع، والعُجْمَةُ، وأن يُجعل اسمان اسماً لشيءٍ واحدٍ. 1. الأول وزن الفعل الذي يغلب عليه أو يخصه. وهو كل ما كان على مثال أَفْعَل ويَفْعَل وتَفْعَل وفَعَّل وفُعَل وانْفَعَل، وكذلك جميع ما اختص من الأمثلة بالفعل أو كان فيه أكثر منه في الاسم من ذلك: أحمد لا تصرفه معرفة للتعريف ومثل َأْفعَل وتصرفه نكرة لأن السبب الواحد لا يمنع الصرف فتقول: رأيت أحمدَ وأحمداً آخر، وكذلك يزيد وتغلب وأعصر لا تصرف شيئا من ذلك معرفة، وتصرفه نكرة وكذلك كل ما هذه حاله ، فإن سميته جملا أو قلما أو نحو ذلك. صرفته معرفة ونكرة وإن كان على مثال ضرب وقتل لأن مثال فعل يكثر في القبيلين جميعا فلا يكون الفعل أخص به من الاسم. 2. التعريف

ومتى انضم إلى التعريف سبب من الأسباب الباقية منعا الصرف

3. التأنيث

الأسماء المؤنثة على ضربين: مؤنث بعلامة ومؤنث بغير علامة، والعلامة على ضربين: هاء وألف فكل اسم فيه هاء التأنيث فإنه لا ينصرف معرفة، وينصرف نكرة وذلك مثل طلحة وحمزة ، تقول: رأيت طلحةَ وطلحة ً آخر ومررت بحمزة وحمزة ٍ آخر ، وإنما لم ينصرف معرفة لاجتماع التعريف والتأنيث فيه، وأما ألف التأنيث فعلى ضربين: ألف مفردة نحو :  حبلى وسكرى وحبارى وجمادى، وألف وقعت بعد ألف زائدة فحركت لالتقاء الساكنين فانقلبت همزة وذلك نحو :  حمراء وصحراء وأصدقاء وأنبياء وضعفاء وشركاء، فكل اسم وقعت فيه واحدة من ألفي التأنيث فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة وإنما لم ينصرف نكرة لأنه مؤنث وتأنيثه لازم فكأن فيه تأنيثين، وأما المؤنث بغير علامة فعلى  ضربين: ثلاثي وما فوق ذلك.
  فإذا سميت المؤنث باسم مؤنث ثلاثي ساكن الأوسط فأنت في صرفه معرفة وترك صرفه مخير، تقول: رأيت هندَ وإن شئت هنداً ، وكلمت جملَ وإن شئت جملاً، فمن لم يصرف احتج باجتماع التعريف والتأنيث فيه ومن صرف اعتبر قلة الحروف وسكون الأوسط فخف الاسم عنده بذلك فصرفه، فأما في النكرة فهو مصروف البتة ، فإن تحرك الأوسط لم ينصرف معرفة البتة لثقله بتحرك أوسطه وانصرف نكرة نحو :  امرأة سميتها ب قدم أو فخذ أو كبد ، تقول: رأيت قدمَ وقدماً أخرى، ومررت بفخذ وفخذ أخرى، وكبد وكبد أخرى.
فان سميت مذكرا بمؤنث ثلاثي صرفته ساكن الأوسط كان أو متحركا وذلك نحو :  رجل سميته هندا أو قدما أو عجزا فأنت تصرفه البتة لخفة التذكير ، فإن تجاوز المؤنث ثلاثة أحرف لم ينصرف معرفة، وانصرف نكرة مذكرا سميت به أو مؤنثا لأن الحرف الزائد فيه على الثلاثة  ضارع تاء التأنيث وذاك نحو :  رجل أو امرأة.

سميتها سعاد أو زينب أو جَيْأَلَ لا تصرف شيئا من ذلك معرفة وتصرفه نكرة البتة. 4. الألف والنون المضارعتان لألفي التأنيث

كل وصف على فعلان ومؤنثه فعلى فإنه لا ينصرف معرفة، ولا نكرة وذلك نحو :  سكران وغضبان وعطشان لقولك في مؤنثه سكرى وغضبى وعطشى وذلك لأن هاتين الألف والنون ضارعتا ألفي التأنيث في نحو :  حمراء وصفراء لأنهما زائدتان مثلهما ولأن مؤنثهما مخالف لبنائهما كمخالفة مذكر حمراء وصفراء لها ، فإن كان فعلان ليس له فعلى لم ينصرف معرفة حملا على باب غضبان وانصرف نكرة لمخالفته إياه في أنه لا فعلى له وذلك نحو :  حمدان وبكران وكذلك كل مثال في آخره ألف ونون زائدتان لا فعلى له فعلان كان أو غيره نحو :  عمران وعثمان وغطفان وحدرجان وعقربان لا ينصرف شيء من ذلك معرفة وينصرف نكرة.

5. الوصف

 من ذلك أحمر وأصفر وكل أفعل  مؤنثه فعلاء لا ينصرف معرفة للتعريف، ومثال الفعل ولا نكرة للوصف ومثال الفعل ، تقول: اشتريت فرسا أشهبَ، وملكت عبدا أسودَ، وقطعت ثوبا أحمرَ وقميصا أخضرَ، وعلى ذلك لم ينصرف أصرم ولا أكثم اسما رجلين للتعريف، ومثال الفعل ومن الوصف قولك: مررت بامرأة ظريفةًٍ وكريمةٍ ًوقائمةًٍ وقاعدةً، فإن قيل لم صرفت وهناك الوصف والتأنيث فلأن التأنيث هنا إنما هو للفرق بين ظريف وظريفة وقائم وقائمة فلم يعتد به لما ذكرنا.

6. العدل

معنى العدل أن تلفظ ببناء وأنت تريد بناء آخر نحو :  عُمَرَ وأنت تريد عامرًا وزُفَرَ وأنت تريد زافراً من ذلك فعل وهي في الكلام على ضربين :  فإن كانت الألف واللام  تدخلان عليه فليس معدولا وذلك نحو :  جُرَذِ وُصرٍَدٍ ونغر وثقب وغرف ، فإن هذا كله مصروف لقولهم: الصرد والنغر والثَّقْبُ والغرف، وإن لم تكن اللام تدخله فإنه معدول نحو :  ثُعَلٌ وجشم وعمر لا تصرف ذلك معرفة للتعريف والعدل،  وتصرفه نكرة يدل على أنه معدول أنك لا تقول: الجُشَمُ ولا الثُعَلُ ولا العمر كما ، تقول: الصرد والنغر ،  ومن ذلك مثنى وثلاث ورباع لا تصرف، ذلك للوصف وأنه معدول عن اثنين وثلاثة وأربعة. قال الشاعر:
        ولكنما أهلي بواد أنيسُه    ذئاب تَبْغِى الناس مثنى وُموَّحَدُ   (  الطويل)
 فأجراه وصفا كما ترى.
  و تقول: مررت بزيد ورجل آخرَ، فلا تصرفه للوصف ومثال الفعل، وكذلك أخر لا تنصرف للوصف والعدل عن آخر من كذا.

7. الجمع

كل جمع فإنه جار مجرى الواحد على بنائه يمنعه من الصرف ما يمنعه ويوجبه له ما يوجبه له، ف رجال إذن ك كتاب وصبيان إذن ك سرحان، وقفران إذن ك قرطان، وقتلى إذن ك عطشى،  وكذلك جميعه إلا ما كان من الجمع على مثال مفاعل أو مفاعيل.

فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة وذلك لأنه جمع ولا نظير له في الآحاد، فكأنه جُمِعَ مرتين ، تقول: قبضت دراهمَ ودنانيرَ، واشتريت دوابَ ومخادَّ، لأن الأصل دوابب ومخادد ، فإن كانت فيه هاء التأنيث عاد إلى حكم الواحد فلم ينصرف معرفة وانصرف نكرة وذلك نحو : صياقلة، وملائكة، وكيالجة، وموازجة. فإن كانت لامه معتلة انصرف في الرفع والجر لنقصانه ولم ينصرف في النصب لتمامه تقول: هؤلاء جوار ٍ وغواش ٍ، ورأيت جواريَ وغواشيَ، ومررت بجوار ٍ وغواشٍ. 8. العجمة الأسماء الأعجمية على ضربين: أحدهما : ما تدخله الألف واللام ، والآخر: ما لا تدخله الألف واللام الأول نحو : ديباج وفرند ونيروز وآجر وإبريسم وإهليلج وإطريفل، فهذا الضرب كله جار مجرى العربي يمنعه من الصرف ما يمنعه ويوجبه له ما يوجبه ، تقول: في رجل اسمه نيروز وديباج هذا نيروز، لأنه ك قيصوم ومررت بديباج لأنه ك ديماس الثاني من الأعجمية ما لا تدخله الألف واللام وذلك نحو : إبراهيم وإسماعيل وإسحق وأيوب ؛ وخطلخ وهزارمرد فهذا كله لا ينصرف معرفة للعجمة والتعريف، وينصرف نكرة وإنما اعتد فيه بالعجمة لأنك لا تقول: الإبراهيم والخطلخ ونحو ذلك. . 9. التركيب

 كل اسمين ضم أحدهما إلى الآخر على غير جهة الإضافة، فتح الأول منهما لشبه الثاني بالهاء، ولم ينصرف الثاني معرفة للتعريف والتركيب وانصرف نكرة وذلك نحو :  حضرموت  وبعلبك ورامهرمز ودرابجرد وكذلك معديكرب، ومنهم من يضيف معدي إلى كرب فيصرف كربا تارة ولا يصرفه أخرى كأنه إذا لم يصرفه مؤنث عنده وكذلك حضرموت إن شئت ركبت وإن شئت أضفت فقلت هذا حضرموت ونحو ذلك،  على طرائقه إلا أن ياء معد يكرب ساكنة على كل حال ركبت أو أضفت؛
فإن كان الاسم الثاني أعجميا بني على الكسر البتة ولم ينصرف معرفة وانصرف نكرة وذلك قولك: هذا سيبويه ومعه سيبوبه آخر ورأيت عمرويه ومعه عمرويه آخر قال الشاعر:
       يا عمرويه انطلق الرفاق     وأنت لا تبكي ولا تشتاق    ( الرجز ) 

10. البناء على فتح الجزأين

وقد شبهت أشياء من نحو هذا ب خمسةَ عشرَ وبابه لفظا،  وذلك قولهم هو جاري بيتَ بيت و لقيته كفة َ كفة وهو يأتينا صباحَ مساءَ والقوم فيها شغرَ بغرَ ، أي:  متفرقين، وسقط بينَ بين قال عبيد 
                     نحمي حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا      ( مجزوء الكامل)    
ومثله تساقطوا أخولَ أخول ، أي:  متبددين فهذا كله مبني على الفتح ولا يكون إلا فضلة ظرفا أو حالا.

باب العدد أ. من ثلاثة إلى عشرة المذكر من الثلاثة إلى العشرة بالهاء والمؤنث من الثلاث إلى العشر بغير هاء ، تقول: عندي خمسة أبْغُلٍ، وخمس بَغْلات ٍ وأربعة أحْمِرَةٍ، وأربع آتُنٍ؛ قال الله سبحانه:{ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما} . ج. من أحد عشر إلى تسعة عشر

فإن تجاوزت العشرة قلت في المذكر: أحد عشرَ رجلاً، تبني الاسمين على الفتح في كل حال ، و في المؤنث: إحدى عشرةَ امرأةً، كذلك في كل وجه ، و في المذكر عندي اثنا عشر رجلا، ورأيت اثني عشر رجلا ،ومررت باثني عشر رجلا وتجعله في الرفع بالألف ، و في الجر والنصب بالياء وكذلك المؤنث ، تقول: عندي اثنتا عشرة امرأة، ورأيت اثنتي عشرة امرأة، ومررت باثنتي عشرة امرأة، و في المذكر ثلاثة َ عشرَ رجلاً ، و في المؤنث ثلاثَ عشرةَ امرأةً، ُتثْبٍتُ في المذكر الهاء في الاسم الأول وتحذفها من الثاني والمؤنث بضد ذلك على ما ترى، ثم كذلك إلى تسعة عشر وتسع عشرة.

ب. من عشرين إلى تسعة وتسعين

فإذا صرت إلى العشرين استوى فيه المذكر والمؤنث وكان في الرفع بالواو والنون، و في الجر والنصب بالياء والنون، تقول: عندي عشرون غلاما وعشرون جارية، ومررت بعشرين جارية وكذلك إلى التسعين.
فإن زدت على العشرين نيفاً عاملته معاملتك إياه وليس بنيفٍ ، تقول: عندي خمسة وعشرون رجلا، وخمس وعشرون امرأة، وكذلك إلى تسعة وتسعين وتسع وتسعين.


د. مائة

فإذا صرت إلى المائة استوى فيها القبيلان أيضا إلا أنك تضيفها إلى المفرد فتجره ، تقول: عندي مائة غلام ٍ، ومائة جاريةٍ، واشتريت مائةَ عبد ومائة أمةٍ، وكذلك إلى تسعمائة. 

ه. ألف

فإذا صرت إلى الألف كان الأمر كذلك أيضا، تقول: عندي ألفُ قميصٍ وألفُ جبةٍ، واشتريت ألفَ بستانٍ وألف دارٍ ثم، تقول: ثلاثة آلاف، وأربعة آلاف وكذلك إلى العشرة

و. تعريف العدد

فإن أردت تعريف شيء من العدد وكان غير مضاف جئت باللام في أوله فقلت: قبضت الأحدَ عشرَ درهما، وحصلت عندي الثلاثُ عشرة جاريةٍ، واستوفيت العشرون درهماً، والخمسة والستون ألفاً، ولا يجوز العشرون الدرهم ولا الخمسة عشر الدينار ولا نحو ذلك؛ لأن المميز لا يكون إلا نكرة ً على أن الكتاب الآن على طريقة البغداديين فيه وفيه من القبح ما ذكرته     فان كان العدد مضافا عرفت الاسم الآخر فتعرف به المضاف إليه وذلك قولك قبضت خمس المائة  التي تعرف، وما فعلت في سبعة الآلاف التي كانت على فلان، وكذلك إن  تراخى الآخر نحو  قولك:  قبضت خمس مائة ألف الدرهم، وما فعلت أربع مائة ألف الدينار التي كانت لفلان تعرف الآخر فيتعرف به الأول.

باب الجمع أ. جمع" َفعْلُ"

إذا كان الاسم على فعل مفتوح الفاء ساكن العين  ولم تكن عينه واوا ولا ياء فجمعه في القلة على "أَفْعُلِ" ، و في الكثرة على" فِعَال" و"فُعُول" وذلك قولك كلب و أكلب وكعب وأكعب ، و في الكثرة كلاب وكعوب.

ب. جمع القلة

وجمع القلة ما بين الثلاثة إلى العشرة وجمع الكثرة ما فوق ذلك.

ج. جمع الثلاثي غير "فَعْلٌ" جمع قلة

فان كان الاسم الثلاثي على غير مثال "فعل" كسرته في القلة على أفعال وذلك نحو :  قلم وأقلام وجبل و أجبال وكبد وأكباد وعجز وأعجاز وضرس وأضراس وضلع وأضلاع وإبل وآبال وبُرود وأبراد  وطنب وأطناب  وربع وأرباع، وكذلك إن كانت عين فعل معتلة واوا أو ياء وذلك نحو :  سوط و أسواط وبيت وأبيات

د. جمع الثلاثي غير فعل جمع كثرة

 فإذا صرت إلى الكثرة كسرت ذلك كله على فِعال أو فعول وذلك نحو :  جبل وجِبَال وطلل و طلول وكبد و كبود وضرس وضروس وضلع وضلوع وبرد وبرود وبراد وجمد وجماد وربع ورباع.

ه. جمع فعل

وقد اتسع في فُعَل فجمع على فِعلان وذلك نحو :  نغر و نغران  وجرذ وجرذان وجعل وجعلان وصرد وصردان،

و. جمع فعل معتل العين.

فإن كانت عين فعل معتلة واوا أو ياء كسر في القلة على أفعال نحو :  ثوب وأثواب وبيت وأبيات ، فإذا صرت إلى الكثرة كسرت ذلك كله على فعال وفعول نحو :  ثوب وثياب وبيت وبيوت تختص ما عينه واو ب فعال وما عينه ياء ب فعول؛

ز. تداخل الجموع

وقد تتداخل جموع الثلاثي من حيث كان هذا العدد منتظما لجميعها وذلك نحو :  فَرْخ وأفراخ وزَنْدٌ وأزناد وجبل وأجبل  وزمن وَأزْمُن، قال ذو الرمة:
        أمنزلتي مي سلام عليكما    هل الأزمن اللائي مضين رواجع    ( الطويل)    
ونحو،  ضلع وأضلع وذئب وأذؤب وضرس وأضرس وقفل وأقفل وكبد وأكبُد
 وربما اقتصر في بعض ذلك على جمع القلة ، و في بعضه على جمع الكثرة وذلك نحو :  رجل وأرجل ولم يتجاوزوا ذلك وأذن وآذان وقلم وأقلام وقالوا سباع ورجال فاقتصروا عليهما   جمع الرباعي وثالثه حرف مد.       
فان كان الاسم على فَعال أو فِعال أو ُفعال أو َفعيل أو فعول كسر في القلة على أفعلة ، و في الكثرة على فعلان أو فعلان أو فعل وذلك نحو :  حمار وأحمرة ورداء وأردية وجواب وأجوبة وفدان وأفدنة وحوار وأحورة وغراب وأغربة وجريب  وأجربة وقفيز وأقفزة وعمود وأعمدة وخروف وأخرفة وأما الكثرة فنحو،  حمار وحُمُرٌ وقذال وقذل وغزال وغزلان  وغراب وغربان وقضيب وُقضبان وكثيب وكثبان وعتود وعتدان.

ح. جمع فاعل

 فان كان" فاعل" كسر على فواعل نحو :  غارب وغوارب وكاهل وكواهل وخالد وخوالد وحاتم وحواتم، وقد جاء على ُفعلان نحو :  راكب ورُكبان وصاحب وصُحبان.

ط. جمع الرباعي

فإن كان الاسم رباعيا كسر على مثال مفاعل ، أي:  مثال كان نحو :  عَقرب وعَقارب وبْرثَن وبراثن وزبرج وزبارج وسبطر وسباطر ودرهم ودراهم وجخدب وجخادب.

ي. جمع الملحق بالرباعي

وكذلك ما كان ملحقا بالأربعة نحو :  جَوْهَرٌ وجواهر وصيرف وصيارف وخُنفس وخَنافس وجدول وجداول و عثير و عثاير و أرطى و أراط وجذرية وجذار و عنصوة و عناص.

ك. جمع الخماسي

فان كان الاسم خماسيا وكسرته حذفت آخر حروفه لتناهي مثال التكسير دونه وذلك نحو :  سفرجل وسفارج  وجحمرش وجحامر وقرطعب وقراطع؛     
فان كان فيه زائد حذفته أين كان إلا أن يكون رابعه ألفا أو واوا أو ياء ، تقول: في تكسير مدحرج دحارج وتحذف الميم لأنها زائدة وكذلك سميدَع وفَدَوكَس ، تقول: سمادع وفداكس فتحذف الياء والواو وكذلك ألف عذافر ، و تقول: فيما رابعه ألف أو واو أو ياء نحو :  سرداح وسراديح ومفتاح ومفاتيح وشنظير وشناظير ومعطير ومعاطير وجُرموق وجراميق ويعقوب ويعاقيب تقلب الألف والواو ياء لسكونهما وانكسار ما قبلهما.     
فان كان فيه زائدتان متساويتان كنت في حذف أيهما شئت مخيرا ، تقول: في حَبَنْطى فيمن حذف النون حَبَاطٍ وفيمن حذف الألف حبانط وكذلك في سرندى سراد وسراند.    
فإن كانت إحدى الزائدتين لمعنى والأخرى لغير معنى حذفت التي لغير معنى وأقررت التي لمعنى ، تقول: في تكسير مغتسل مغاسل تحذف التاء لأنها لغير معنى وتقر و الميم لأنها لمعنى وكذلك منقطع ، تقول: مقاطع تحذف النون لا غير.
  فان كانت فيه زائدتان متى حذفت إحداهما لزمك حذف الأخرى معها ومتى حذفت صاحبتها لم تضطر إلى حذف الأخرى حذفت التي تأمن مع حذفها حذف صاحبتها وذلك نحو :  عيضموز وعيطموس وعيسجور فالياء والواو فيه زائدتان فإن حذفت الواو لزمك حذف الياء وإن حذفت الياء لم يلزمك حذف الواو، فتقول: عضاميز وعطاميس وعساجير لا غير جمع فعلة.       
فإن كان في الاسم هاء التأنيث فكان على فعلة فجمعته بالألف والتاء حركت العين بالفتح وذلك نحو :  جفنة وجفنات وقصعة وقصعات فإن كانت فعلة وصفا لم تحرك عينها نحو :  صعبة وصعبات وخدلة وخدلات ، فإن كانت العين

معتلة أو مدغمة أقررتها على سكونها وذلك نحو : جوزة وجوزات وبيضة وبيضات وسلة وسلات وملة وملات ، فإذا كسرتها جاءت على فعال نحو : جفان وقصاع. ل. جمع َفعْلَةٍ

فإن كان الاسم على  فعلة جازت فيه فُعُلات بالضم وفَعَلات بالفتح وفعْلات بالسكون وذلك نحو :  غرفة وغرُفات وغرَفات وغرْفات وحُجرة وحُجُرات وحُجَرات وحُجْرات قال الشاعر:
    فلما رأونا باديا ركباتنا    على موطن لا يخلط الجد بالهزل   ( الطويل)

م. جمع ِفعلة

وكذلك فُعْلة يجوز فيها ِفعَلات وِ ِفعُلات وِ ِفعْلات وذلك نحو :  سِدرة و ِِسِدَرات وسِدْرات وسدرات وكسرة وكسرات وكسرات وكسرات .    
فإن كسرتهما جاءت فعلة على فعل و فعلة على فعل وذلك نحو:  ظلمة وظلم وكسرة وكسر.

وأما الصفة، فإن تكسيرها ليس بقوي في القياس على أنه قد جاء ذلك فيها نحو : ا من مجيئه في الأسماء لأنها أسماء ، فإذا مر ذلك بك فقد قدمت ذكره. س. جموع غير قياسية

وقد شذت ألفاظ من الجمع عن القياس قالوا ليلة وليال وشبه ومشابه وحاجة وحوائج وذكر ومذاكير وشد وأشدة

باب القسم

اعلم أن القسم ضرب من الخبر يذكر ليؤكد به خبر آخر ، والحروف التي يصل بها القسم إلى المقسم به ثلاثة: وهي الباء والواو والتاء   الباء .       
فالباء هي الأصل والواو بدل منها والتاء بدل من الواو.     

والباء تدخل كل مقسم به ظاهرا كان أو مضمرا، فالمظهر نحو قولك: بالله لأقومنَّ، والمضمر نحو قولك: به لأنطلقن

 أنشد أبو زيد :        
ألا نادت أمامة باحتمال    لتحزنني فلا بك ما أبالي   _  الوافر)

1. الواو

والواو تدخل على المظهر دون المضمر ، تقول: والله لأذهبن وأبيك لأنطلقن.

2. التاء والتاء تدخل على اسم الله وحده ، تقول: تالله لأركبن قال الله سبحانه: {وتالله لأكيدن أصنامكم} . والأصل في هذا كله أحلف بالله فحذف الفعل تخفيفا. في أكثر الأمر ، فإن حذفت حرف القسم نصبت الاسم بعده بالفعل المقدر ، تقول: اللهَ لأذهبن أباك لأقومن قال امرؤ القيس

       فقالت يمين الله ما لك حيلة    وما إن أرى عنك الغواية تنجلي   ( الطويل)    
 ومن العرب من يجر اسم الله تعالى وحده مع حذف حرف الجر فيقول: اللهِ لأقومن وذلك لكثرة استعمالهم هذا الاسم      وتقول: أي ها لله ذا فتجر الاسم بها لأنها صارت  بدلا من الواو.    
وكذلك قولهم في الاستفهام ألله لتذهبن صارت همزة الاستفهام عوضا من الواو وجررت الاسم؛ وتقول في التعجب: لله لأقومن ، و تقول: من ربي لأذهبن.

3. جواب القسم

 والحروف التي يجاب بها القسم أربعة: وهي إن واللام وكلاهما للإيجاب، وما ولا وكلاهما للنفي ، تقول: والله إنك قائم و والله لتقومن، و والله لقد قام و والله لزيد أفضل من عمرو ، و تقول: والله ما قام و والله لا يقوم وربما حذفت لا وهي مرادة قال امرؤ القيس:
             فقلت يمين الله أبرح قاعدا    ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي    (الطويل)     

، أي: لا أبرح قاعدا. وقد عقدت العرب جملة القسم من المبتدأ والخبر كما عقدتهما من الفعل والفاعل فقالت: لعمرك لأقومن ولأيمن الله لأذهبن، ف عمرك مرفوع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير: لعمرك ما أحلف به وقولك لأقومن جواب القسم وليس بخبر المبتدأ ولكن صار طول الكلام بجواب القسم عوضا من خبر المبتدأ وكذلك القول في: لأيمن الله، قال الشاعر:

        فقال فريق القوم لما نشدتهم    نعم وفريق لايمن الله ما ندري   ( الطويل)    

فإن حذفت اللام نصبت على ما تقدم فقلت:عمرك لا قمت وأيمنك لا انطلقت باب الموصول والصلة

الكلم الموصولة على ضربين: اسم وحرف

1. الأسماء الموصولة

فالأسماء الموصولة الذي والتي وتثنيتهما اللذان واللتان ، و في الجر والنصب اللذين واللتين وجمع الذي الذين بالياء في كل حال والألى وجمع التي اللاتي واللائي واللاء وجمع اللاتي اللواتي .
ومن وما وأي والألف واللام في معنى الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما

2. جملة الصلة

واعلم أن هذه الأسماء لا تتم معانيها إلا بصلات توضحها وتخصصها ولا تكون صلاتها إلا الجمل أو الظروف، ولا بد في الصلة من ضمير يعود إلى الموصول، ولا يجوز تقديم الصلة ولا شيء منها على الموصول، ولا يجوز الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبي، ولا تكون الصلة إلا جملة خبرية تحتمل الصدق والكذب،  ولا تعمل الصلة في الموصول ولا في شيء قبله ، تقول: الذي قام أخوه زيد، والذي أخوه زيد أخوك، ومررت بالذي  في الدار ، والتقدير: مررت بالذي استقر في الدار فحذف الفعل وأقيم الظرف مقامه وانتقل إليه ضميره .
وتقول: جاءني من غلامه زيد، ورأيت ما رأيته ونظرت إلى القائم أخوه ، أي:  الذي قام أخوه، وعجبت من الجالسة أخته ، أي:  الذي جلست أخته قال الله سبحانه : ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها. ، أي:  التي ظلم أهلها ، و تقول:

أضربن أيهم قام صاحبه الذي قام صاحبه 3. حذف العائد فإن كان الضمير في الصلة منصوبا متصلا بالفعل جاز حذفه جوازا حسنا لطول الكلام ، تقول: كلمت الذي كلمت ، أي: الذي كلمته حذفت الهاء لطول الاسم ، فإن انفصلت لم يجز حذفها ، تقول: الذي مررت به زيد ، و لا تقول: الذي مررت زيد لانفصال الضمير من الفعل واتصاله بالباء .

ولو قلت ضربت الذي قامت هند لم يجز، لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على الموصول من صلته ، فإن قلت عنده أو معه أو نحو   ذلك، صحت المسألة لعود الضمير من الصلة.

ولو قلت ضربت التي سوطا أخوها جعفر لم يجز و لأنك فصلت بالسوط وهو أجنبي بين الصلة، و الموصول وصحة المسألة أن تقول: ضربت التي أخوها جعفر سوطا، أو ضربت سوطا التي أخوها جعفر، أو سوطا ضربت التي أخوها. جعفر كل ذلك جائز.

ولكن لو قلت سوطا مررت بالذي ضربته لم يجز لأنك قدمت السوط وهو منصوب بما في الصلة على الموصول.
 4.  جملة الصلة خبرية         

ولو قلت جاءني الذي هل قام غلامه لم يجز، لأن الاستفهام لا يدخله صدق ولا كذب فلذلك لا يكون صلة، وكذلك الأمر والنهي وكذلك لو قلت: الذي يوم الجمعة زيد لم يجز لأن ظروف الزمان لا تكون صلات للجثث، كما لا تكون أخبارا عن الجثث ولكن تقول: عجبت من القيام الذي يوم الجمعة لأن ظروف الزمان تكون صلات للأحداث كما تكون أخبارا عنها ، و تقول: ضربت الذي قام غلامه زيد، وإن شئت زيداً وإن شئت زيدٌ، أما الرفع فعلى أن يكون زيد بدلا من الغلام والنصب على أن يكون بدلا من الذي، وإذا جررت جعلته بدلا من الهاء في غلامه، قال الفرزدق:

                     على حالة لو أن في القوم حاتما    على جوده لضن بالماء حاتم   ( الطويل )    
جر حاتما لأنه بدل من الهاء في جوده.
واعلم أن الصفة  والتوكيد والبدل والعطف إذا جرى واحد منها على الاسم الموصول آذن بتمامه وانقضائه ، تقول: مررت بالضاربين زيدا الظريفين، ولو قلت مررت بالضاربين الظريفين زيدا لم يجز، لأنك لا تصف الاسم وقد بقيت منه بقية ، و تقول: مررت بالضاربين زيدا أجمعين ، فإن قلت مررت بالضاربين أجمعين زيدا لم يجز، لأن الاسم لا يؤكد وقد بقيت منه بقية، فإن قلت مررت بالضاربين أجمعون زيداً جاز تجعل أجمعون توكيدا للضمير في الضاربين، وكذلك لو قلت مررت بالضاربين إخوتك زيدا فجعلت الإخوة بدلا من الضاربين لم يجز، لأنك لا تبدل من الاسم وقد بقيت منه بقية وصحتها أن تقول: مررت بالضاربين زيدا إخوتك ، ولو قلت مررت بالضاربين وزيد هندا لم يجز لأنك لا تعطف  على الاسم وقد بقيت منه بقية ولكن تقول: مررت بالضاربين هندا وزيد ، و تقول: القائمان الزيدان فتثني اسم الفاعل كما تأتي في الفعل بعلامة التثنية في قولك اللذان قاما الزيدان ، و تقول: القائم أخواهما الزيدان فتوحد اسم الفاعل كما تفرد الفعل إذا قلت اللذان قام أخواهما الزيدان ، وكذلك الجمع والتأنيث فاعرفه ألا تراك ، تقول: القائمة أخته  زيد، فتؤنث اسم الفاعل كما تؤنث لفظ الفعل في قولك الذي قامت أخته زيد ، و تقول: الذاهب أخوها هند ، كما تقول: التي ذهب أخوها هند.

5. الحروف الموصولة

الحروف الموصولة ثلاثة: ما وأن الخفيفة وأن الثقيلة ومعاني جميعها بصلاتها المصادر.

5.1 ما المصدرية

 تقول: سرني ما قمت ، أي:  قيامك وعجبت مما قعدت

أي: من قعودك قال الله سبحانه:{ بما كانوا يكذبون} ، أي: بتكذيبهم 5.2 أن المصدرية

 وأما أن الثقيلة فقد مضى ذكرها في بابها أنها تنصب الاسم وترفع الخبر ومعناها معنى المصدر
 5.3 أنْ المصدرية       
وأما أن الخفيفة فهي الناصبة للفعل والفعل بعدها أيضا صلة لها ، تقول: أريد أن تقوم ، ويسرني أن تذهب ، و تقول: أحب أن تذهب فتضرب زيدًا، فتعطف تضرب على تذهب ، و تقول: أريد أن أزورك فيمنعني البواب فترفع يمنعني لأنه ليس معطوفا على أزورك بل هو مستأنف مرفوع، كما قال:
                والشعر لا يسطيعه من يظلمه    إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
               زلت به إلى الحضيض قدمه    يريد أن يعربه فيعجمه    ( الرجز)      

فرفع يعجمه لأنه استأنف ، أي: فإذا هو يعجمه ولو نصب لفسد المعنى.

واعلم أن المصدر إذا كان في معنى أن والفعل ولم يكن مضافا عمِل عمل الفعل في رفعه ونصبه إلا أنه لا يتقدم عليه شيء مما بعده، ولا يفصل بالأجنبي بينه وبينه ، تقول: عجبت من ضرب زيد عمرا، ومن ركوب أخوك الفرس ، أي:  من أن ركب أخوك الفرس قال الله سبحانه{ أو إطعام في يوم ذي مسغبة* يتيما ذا مقربة}  . وقال الشاعر:
              بضرب بالسيوف رءوس قوم     أزلنا هامهن عن المقيل    ( الوافر )    
 أي:  بأن نضرب رءوس قوم.     
فإن كان فيه اللام فكذلك أيضا، تقول: عجبت من الضرب زيد عمرا، أي:  من أن ضرب زيد عمراً.
قال الشاعر:
           لقد علمت أولى المغيرة أنني    كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا   ( الطويل)     
 أي:  عن أن ضربت مسمعا   إضافة المصدر إلى الفاعل أو المفعول به.       
فإن أضفت المصدر إلى الفاعل انتصب المفعول به وإن أضفته إلى المفعول به انجر وارتفع الفاعل به ، تقول: عجبت من أكل زيد الخبز ومن أكل الخبز زيد قال الشاعر:
                  أتى تلادي وما جمعت من نشب    قرع القواقيز أفواه الأباريق    (البسيط)     
يروى أفواه الأباريق وأفواه الأباريق رفعا ونصبا على ما مضى.
وتقول: سرني قيامك يوم الجمعة فتنصب يوم الجمعة ظرفا ل سرني، ولو قلت سرني يوم الجمعة قيامك فجعلت يوم الجمعة ظرفا للقيام لم يجز لتقديمك بعض الصلة على الموصول.

باب النونين

وهما خفيفة وثقيلة فالثقيلة أشد توكيدا من الخفيفة،  والفعل بعدهما مبني على الفتح معهما وأكثر ما تدخلان فيه القسم ، تقول: والله لأقومن وتالله لأذهبن، قال الله تعالى: { لنسفعاً بالناصية} . وقال سبحانه: { لأرجمنك واهجرني مليا}   .

وقد تدخلان في الأمر والنهي . تقول: اضربن زيداً، ولا تشتمن بكرا قال الأعشى:

                             ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا      ( الطويل )   
وقال الآخر
      فلا تضيقن إن السلم آمنة     ملساء ليس بها وعث ولا ضيق    ( البسيط )    
وكذلك المعتل أيضا ، تقول: ارِمَينَّ زيدا، ولا تغزون جعفراً ولا تخشين سوءا قال الشاعر:
                            استقدر الله خيرا وارضين به     فبينما العسر إذ دارت مياسير    (  البسيط)     
وتدخل أيضا في الاستفهام والنفي قال الشاعر:
                   هل ترجعن ليال قد مضين لنا    والدهر منقلب إذ ذاك أفنانا   ( البسيط)
   وتقول في التثنية: لا تضربانِّ زيدا ، و في الجمع : لا تذهبن معه ومع التأنيث: لا تضربن زيدا حذفت النون لزوال الرفع وحذفت الواو والياء لسكونهما وسكون النون الأولى بعدهما، وبقيت الضمة والكسرة تدلان عليهما، ولم تحذف الألف من لتضربان لئلا يشبه الواحد قال الله تعالى: {  لتركبن طبقا عن طبق} ، وقال:  ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون.

وقال تأبط شرا:

            لتقرعن علي السن من ندم    إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي    ( البسيط )   
فإن انفتح ما قبل الواو والياء حركت الواو بالضم والياء بالكسر لالتقاء الساكنين ، تقول: اخشون زيدا ولا ترضين عن عمرو قال الله جل جلاله: {لتبلون في أموالكم}  . وقال عز اسمه : {  فإما ترين من البشر أحدا}  ، و تقول: في جماعة المؤنث إضربنان زيدا ولا تخشينان عمرا تفصل بين النونات بالألف تخفيفا.
ومن كلام أبي مهدية في صلاته اخسأنان عني.

1. الوقف على نون التوكيد الخفيفة

وإذا وقفت على النون الخفيفة أبدلت منها للفتحة قبلها ألفا ، تقول: يا زيد اضربا ويا عمرو قوما، فإن لقيها ساكن بعدها حذفت لالتقائهما قال الشاعر:
   ولا تهينن الكريم علك أن    تركع يوما والدهر قد رفعه   ( المنسرح  )   
أراد تهينن فحذف . وقد تدخل النونان في غير هذه المواضع وليس ذلك بقياس فتركناه

باب النسب

النسب إلى كل اسم بزيادة ياء مشددة مكسور ما قبلها، تقول في النسب إلى زيد: زيدي وإلى محمد: محمدي

1. النسب إلى الثلاثي.

 فإن كان الاسم ثلاثيا مكسور الأوسط أبدلت من كسرته فتحة هربا من توالي الكسرتين والياءين ، تقول: في الإضافة إلى النِمر نمَري وإلى شقرة شقري قال الشاعر:
     لصحوت والنَّمَريُّ يحسبها    عمَّ السِّمَاك وخالة النَّجم    (الكامل)     
فإن تجاوز الاسم ثلاثة أحرف لم تغير كسرته، تقول في الإضافة إلى: تغلب تغلبي، وإلى: المغرب مغربي هذا هو القياس وذلك أن الكسرة سقط حكمها لغلبة كثرة الحروف لها.

2. النسب إلى المقصور

فإن كان الثلاثي مقصورا أبدلت من ألفه واوا؛ لوقوع ياء الإضافة بعدها ، تقول: في الإضافة إلى: قِنَا قِنَوي وإلى: رَحى رحوي وإلى: فتى فتوي.
 فإن كان المقصور رباعيا، وألفه بدل غير زائدة؛  كان الوجه قلبها واوا ، تقول: في مغزى مغزوي ، و في مرمى مرموي ويجوز الحذف ، تقول فيهما: مَغْزِيُّ  ومَرْمِيٌّ.
 فإن تجاوز العدد الأربعة فالحذف للطول لا غير ، تقول: في مرامى مرامي ، و في مرتجى مرتجي وكذلك ما فوقه عددا      فإن كانت ألفه زائدة فالوجه الحذف ، تقول: في سَكْرى سَكْريٌّ ، و في ُحبلى حبلي ويجوز البدل ، تقول: سَكْروي وحبلوي   3. النسب إلى المنقوص       
فإن كان المنقوص ثلاثيا أبدلت من كسرته فتحة، فصارت ياؤه للفتحة قبلها ألفا، ثم أبدلت من ألفه واواً على ما مضى ، تقول في الإضافة إلى: عم عَمَوٌّ وإلى: َشجٌّ شَجَويٌّ.
 فإن كان المنقوص رباعيا اختير حذف يائه ، تقول في: معطٍ معطيٌّ ، و في: قاضٍ قاضي ويجوز الإقرار والبدل ، تقول: مُعطويٌّ وقاضوي.
فإن تجاوز الاسم الأربعة حذفت ياؤه البتة ، تقول في: المشتري ُمشتري ، و في: المُستقصي مُسْتَقْصِيٌّ.

4. النسب إلى ما آخره ياء مشددة

فإن كان في آخر الاسم ياء مشددة نحو :  صبيٌّ وعليٌّ وعَديٌّ، حذفت الأولى الزائدة وأبدلت من الكسرة فتحة فانقلبت الياء  الثانية ألفا لحركة ما قبلها ثم أبدلت الألف واوا لوقوع ياء النسب بعدها فقلت في: صبيٍّ َصَبوِيٌّ ، و في: علي َعَلوِيٌّ ، و في: عَدي عَدَوِيٌّ.

5. النسب إلى ما قبل آخره ياء

فإن كانت الياء المشددة قبل الطرف حذفت المتحركة ، تقول: في أُسَيِّد ُأسََِّيدي ، و في: حُمْيَرٍ حُمَيْرِيٌّ.
 فان كانت قبل الطرف ياء ساكنة زائدة ، و في الكلمة تاء التأنيث حذفت التاء ثم حذفت لحذفها الياء الزائدة ثم أبدلت من الكسرة قبلها إن كانت هناك كسرة فتحة ، تقول: في حَنيفةَ حَنَفِيٌّ ، و في: ربيعةَ ربعيٌّ ، و في: بَُجَيْلَةَ بَََُجَلْيٌّ ، و في: جُهَيْنَةَ جُهَنِيٌّ ، و في: قريظة قُرَظِيٌّ، وربما شذ من ذلك الشيء القليل فلم تحذف ياؤه .
 قالوا في السليقة سليقي ، و في الخُريبة خريبي.
 فإن كان قبل الياء واو لم تحذف الياء قالوا في بني ُحويزة حويزي ومثله في بني َطويلة طَويلي.     
وكذلك إن كانت الكلمة مضعفة لم تحذف ياؤها، تقول: في شديدة شديدي، و في جَليلة جليليٌّ.    
فإن لم يكن في الكلمة تاء التأنيث لم تحذف منها شيئا 54و ، تقول: في سعيد سعيدي ، و في عُقيل ونُمير عقيلي ونميري وربما حذف من ذلك الشيء اليسير قالوا في: َثقيف ثقفي ، و في قريش قُرَشِي والوجه قُرَيْشِي. قال الشاعر:
    بحي قريشي عليه مهابة    سريع إلى داعي الندى والتكرم    (الطويل)

6. النسب إلى الممدود

فإن نسبت إلى الممدود لم تحذف منه شيئا ، فإن كان منصرفا أقررت همزته بحالها فقلت في: كِساء كِسائي ، و في سماء سمائي ، و في قضاء قضائي، وإن كان غير منصرف أبدلت من همزته واواً ، تقول: في حمراء حمراوي ، و في صحراء صحراوي ، و في خُنفُساء خنفساوي، وقد قلبوا في المنصرف أيضا فقالوا في: عِلباء علباوي ، و في كِساء كِساوي ، و في ُقراء قراوي والقول الأول أجود.

7. النسب إلى ما آخره تاء التأنيث

فإن كان في الاسم تاء التأنيث حذفتها لياء النسب لأن علامة التأنيث لا تكون حشوا ، تقول: في طلحة طلحي ، و في: حمزة حمزي.

8. النسب إلى الجماعة

فإن نسبت إلى جماعة أوقعت النسب على الواحد ، تقول في: رِجال  َرجلي ، و في :غلمان ُغلامي وقالوا في: الفرائض َفرَضِي فإن سميت بالجمع واحدا أقررته في النسب على لفظه قالوا في: المدائن مدائني ، و في أنمار أنماري.

9. نسب غير قياسي وقد شذت ألفاظ من النسب لا يقاس عليها قالوا في: الِحيرة حاري ، و في: طيئ طائي ، و في: زبينة زباني ، و في أمس إمسي ، و في: الحرم حرمي ، و في بني الحبلى حي من الأنصار حبلي ، و في بني عبيدة عبدي ، و في: جُذيمة جذمي.


باب التصغير

وأمثلة التصغير ثلاثة: ُ فعَيل وَ فعيعِل وُفعَيعِيل .    
فمثال فُعَيل لما كان على ثلاثة أحرف نحو :  كعب وكُعيب وفرخ وُفرَيْخ.     
ومثال فَعَيعِل لما كان على أربعة أحرف نحو :  جَعْفر وجُعَيفِر وجَدْوَل وجُدَيْوِل.     
ومثال فُعيعيل لما كان على خمسة أحرف رابعها ألف أو ياء أو واو زوائد نحو :  مفتاح ومُفَيْتِيحٌ وقنديل وقُنَيْدِيل وعصفور وعُصَيفِير.

1. تصغير المؤنث

فإن كان في الاسم تاء التأنيث حقرت ما قبلها ثم جئت بها بعد  فتحة ما قبلها ، تقول: في طلحة ُطلَيْحَة ، و في حمزة  حميزة      وكذلك إن كانت فيه ألف التأنيث الممدودة تأتي بها بعد تحقير ما قبلها ، تقول: في حمراء حُمَيرَاء ، و في صفراء صفيراء ، و في أربعاء ُأرِيبْعَاء.     
وكذلك ألف التأنيث إذا كانت رابعة نحو :  حبلى وُحبَيْلَى وسعدى وسُعَيْدَى.  

2. تصغير ما في آخره ألف ونون زائدتان

وكذلك ما فيه الألف والنون الزائدتان إذا لم تكسر الكلمة عليهما ، تقول: في سكران سُكيران لأنك لا تقول: سكارين ، و في سرحان ُسريحين لقولك: َسراحين.

3. تصغير الثلاثي معتل الأوسط

فإن كانت عين الثلاثي واوا أو ياء ظهرتا في التحقير ، تقول: في جوزة جُوَيزِة ، و في بيضة ُبَيْيَضة ، فإن كانت الياء منقلبة عن واو رددتها في التحقير إلى أصلها ، تقول: في ريح  رُوَيحة ، و في دِيمة ُدوَيْمة إلا أنهم قالوا في عيد عُيَيد وأعياد فألزموه البدل وقياسه عويد وأعواد لأنه من عاد يعود .
فإن كانت العين ألفا رددتها إلى أصلها واوا كانت أو ياء فالتي من الواو قولك في: مال مُوَيل ، و في: حال حويل والتي  من الياء نحو :  قولك في عاب عُيَيب ، و في ناب نُيَيب ، تقول: عيوب وأنياب ، فإن كانت الألف عينا مجهولة حملتها على الواو لكثرة الواو هنا ، تقول في تحقير: صاب ُصوَيب ، و في آءة أُوَيأة  .  ولك في كل ما كان من الياء نحو :  هذا أن تكسر أوله بدلا من ضمته فتقول: في عاب عِييب ، و في شيخ ِشييخ ، و في بيت ِبييت.

4. ُتصغير الرباعي معتل الثالث

فإن كانت العين واوا متحركة في أفعل ووقعت ياء التحقير قبلها قلبتهاء ياء ، تقول: في أسود ُأسِّيد ، و في أحول أحيل، والأصل أسيود وأحيول فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وقد يجوز الإظهار فتقول: أُسَيِود وأحيِول تحمل التصغير على التكسير في قولك أساود وأحاول وكذلك الواو الزائدة المتحركة في نحو :  هذا ، تقول: في جدول جُديوِلٌ ، و في قسور قسيِور لقولك جداول وقساور والوجه الجيد ُقسِّير وجدّيِّل.     
فإن كانت الواو ساكنة قبلها ضمة قلبتها لضعفها ياء البتة ، تقول: في عجوز عُجَيِّز ، و في عمود عُمَيِّد.   
فإن كانت الواو لاما قلبتها لضعفها ياء البتة ، تقول: في تحقير عروة عرية ، و في: نسوة نُسيَّة ، و في شكوة شكية   5. 5. تصغير الخماسي.           
فإن حقرت بنات الخمسة حذفت الحرف الأخير لتناهي مثال التحقير دونه اعتبارا بحاله في التكسير ، تقول: في سفرجل ُسفَيِرج ، و في فرزدق ُفَريِزد، حملا على سفارج وفرازد، وذلك أن التحقير هنا والتكسير من واد واحد.    
فإن كانت فيه زيادة واحدة حذفتها إن لم تكن حرف لين رابعا ، تقول: في مدحرج دُحَيْرِج ، و في: جحنفل جحيفل ، و في فدَوكَس فُدَيْكِس حملا على دحارج وجحافل وفداكس ، فإن كانت فيه مدة رابعة لم تحذفها وقلبت الواو والألف ياء لانكسار ما قبلها تقول: في قرطاس ُقرََيْطِيس ، و في: جرموق جريميق ، و في: دهليز دهيليز.
فإن كان في الاسم زائدتان متساويتان حذفت أيتهما شئت ، تقول: في تحقير حبنطى فيمن حذف الألف حُبَينِط وفيمن حذف النون ُحَبيط ، و في دلنظى دليظ ودلينظ.     
فإن كانت إحداهما لمعنى والأخرى لغير معنى حذفت التي لغير معنى وأثبت التي لمعنى ، تقول: في تحقير  مقتطع ُمقَيطِع تحذف التاء وتقر الميم ، كما تقول: في التكسير مقاطع ، و تقول: في حبارى فيمن حذف الألف الأولى حُبيرى وفيمن حذف الأخيرة حُبَير.
فإن كان في الاسم زائدتان متى حذفت إحداهما لزمك حذف الأخرى معها ومتى حذفت الأخرى لم يلزمك حذف صاحبتها حذفت التي تأمن لحذفها حذف صاحبتها .    

تقول في: تحقير عيطموس عطيميس فتحذف الياء دون الواو لأنك لو حذفت الواو للزمك حذف الياء معها فعلى هذا فقس ذلك. ولك في كل ما حذفت منه حرفا أن تعوض منه ياء قبل الطرف ، تقول: في مغتسل مُغَيسل وإن عوضت مغيسيل ، و في حبنطى فيمن حذف النون وعوض حبيطي ومن حذف الألف وعوض قال: حبينيط وكذلك التكسير حباط وحبانط ومع التعويض حباطي وحبانيط. 6. تصغير الثلاثي المؤنث

فإن كان الاسم المحقر ثلاثيا مؤنثا ألحقت في تحقيره الهاء ، تقول: في شمس شُمَْيسَة ، و في: قدر قديرة ، و في: دار دويرة، وقد قالوا مع ذاك في: قوس ونعل وفرس قويس ونعيل وفريس: والجيد قويسة ونعيلة وفريسة.

7. تصغير المؤنث فوق الثلاثي فإن تجاوز المؤنث ثلاثة أحرف لم تلحقه تاء التأنيث، لطول الاسم بالحرف الرابع ، تقول: في عَنَاق عنيق ، و في: عُقاب عقيب ، و في: زينب زيينب إلا أنهم قالوا في وراء وُرَيِّئة ، و في: قدام قديديمة ، و في: أمام أُمَيِّمة، قال القطامي:

         ُ قدَيْدِيمَة التجريب والحلم إنني    أرى غفلات العيش قبل التجارب   ( الطويل) 

8. تصغير الأسماء المبهمة

وتقول: في تحقير الأسماء المبهمة في ذا ذيا ، و في تا وذه جميعا تيا ، و في تحقير الذي اللذيا والتي اللتيا ، و في ذاك ذياك ، و في ذلك ذيالك قال الشاعر:
       لتقعدن مقعد القصي     مني ذي القاذورة المقلي
       أو تحلفي بربك العلي    أني أبو ذَيَّالك الصبي       ( الرجز)  

9. تصغير غير قياسي وقد شذ شيء من التحقير لا يقاس عليه قالوا في: عشية عشيشية ، و في: مغرب مغيربان ، و في: إنسان أنيسيان ، و في: الأصيل أصيلان، وأبدلوا من النون لاما فقالوا: أصيلال فاعرف هذا ولا تقسه. باب ألفات القطع وألفات الوصل

الألفات في أوائل الكلم على ضربين:  همزة قطع وهمزة وصل؛  فهمزة القطع: هي التي ينقطع باللفظ بها ما قبلها عما بعدها؛ وهمزة الوصل: هي التي تثبت في الابتداء وتحذف في الوصل لأنها إنما جيء بها توصلا إلى النطق بالساكن لما لم يمكن الابتداء به ، فإذا اتصل ما بعدها بما قبلها حذفت للاستغناء عنها.
1. همزة القطع       
فكل همزة وقعت في أول كلمة فهي همزة قطع إلا ما أستثنيه لك، وذلك نحو :  أَخذ و ُأخذ وإصر وأكرم وأصلح وإطريح وإسنام وأمخاض

2. همزة الوصل

وأما همزة الوصل فتدخل في الكلم الثلاث : الاسم والفعل والحرف، فدخولها في الأسماء في موضعين: اسم غير مصدر واسم مصدر .

2. في الأسماء غير المصادر

فأما الأسماء غير المصادر فعشرة وهي: ابن وابنة وامرؤ وامرأة واثنان واثنتان واسم واست وابنم وايمن
3. في الأسماء المصادر       
وأما الأسماء المصادر فهي: كل مصدر ماضيه متجاوز لأربعة أحرف في  وله همزة وذلك استخراج وانطلاق واصفرار واحمرار لأن الماضي متجاوز للأربعة ، و في أوله همزة وذلك: استخرج وانطلق واحمر واصفر فهذا دخولها  في الاسم   4. في الأفعال.

وأما دخولها في الأفعال ففي موضعين : أحدهما الماضي: إذا تجاوزت عدته أربعة أحرف ، و في أوله همزة فهي همزة وصل وذلك نحو : استخرج واقتطع واشترى واستقصى وانطلق واصفر واحمر.

والآخر: مثال الأمر للمواجه من كل فعل يفتح فيه حرف المضارعة ويسكن ما بعده وهو نحو   قولك: في الأمر اضرب

انطلق اقتطع ، لأنك تقول يضرب ويقتطع وينطلق فتفتح حرف المضارعة ويسكن ما بعده إلا أنهم قد حذفوا في بعض المواضع تخفيفا فقالوا: خذ و كل ومر ، وقياسه: اؤخذ اؤكل اؤمر، وقد جاء ذلك في بعض الاستعمال في الحرف .

وأما دخولها الحرف ففي موضع واحد وهو لام التعريف نحو :  الغلام والجارية واللام وحدها للتعريف والألف قبلها همزة وصل .

5. حذف همزة الوصل

ومتى استغنيت عن همزة الوصل بغيرها حذفتها ، تقول في الاستفهام: أَ بن زيد عندك؟ حذفت همزة الوصل استغناء عنها بهمزة الاستفهام قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
      فقالت أبْنَ قيس ذا     وبعض الشيب يعجبها    ( مجزوء الوافر)     
وتقول: في الاستفهام أشتريت لزيد ثوبا؟ أستخرجت له مالا؟ فتفتح لأنها همزة الاستفهام،  قال ذو الرمة:
                َأستحدث الركب عن أشياعهم خبراً    َأم راجع القلب من أطرابه طرب    ( البسيط  )  
فإن كانت الهمزة التي مع لام التعريف لم تحذفها مع همزة الاستفهام لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام ، تقول: آلرجل قال ذاك؟ آلغلام ذهب بك؟  قال الله سبحانه:{آلذكرين حرم أم الأنثيين}  .وقال:{ آلله أذن لكم} 
  وقالوا في القسم: آلله لأذهبن فلم يحذفوها لأنها صارت عوضا من واو القسم.     
وقالوا في النداء: يا ألله اغفر لي فأثبتوها لأن الألف واللام هناك بدل من همزة إله.

6. حركة همزة الوصل وهمزة الوصل أبدا مكسورة نحو : اضرب ، اذهب، استخرج، ابن امرؤ، إلا أن ينضم ثالثها ضما لازما فتضم هي، فتقول: ادخل، اخرج، انطلق بزيد، اشتري له ثوب، وقالوا: اغزي يا امرأة، فضموا لأن الأصل اغزوي ، و تقول: ارموا فتكسر لأن الأصل ارميوا، وألف التعريف مفتوحة وكذلك ألف أيمن لا غير قال الشاعر:

                  فقال فريق القوم لما نشدتهم    نعم وفريق لايمنُ الله ما ندري   ( الطويل)    
فإذا ابتدأت قلت ايمنَ الله بالفتح.

باب الاستفهام

ويستفهم بأسماء غير ظروف وبظروف وبحروف؛ فالأسماء :من وما وأي وكم؛ والظروف: متى وأين وكيف وأي حين وأيان وأنى ؛ والحروف: الهمزة وأم وهل.

1. مواضع أسماء الاستفهام

ولكل واحدة من هذه الكلم موضع:     
ف من: سؤال عمن يعقل ؛    
وم:ا سؤال عما لا يعقل  ؛  
وأي: سؤال عن بعض من كل وتكون لمن يعقل ولما لا يعقل؛
وكم: سؤال عن العدد؛     
ومتى: سؤال عن الزمان؛     
وأين: سؤال عن المكان ؛    
وكيف: سؤال عن الحال؛     
وأي: حين ك متى؛     
وأيان: كذلك أيضا ؛    
وأنى: ك أين أيضا؛      

تقول: من عندك؟ فجوابه زيد أو عمرو أو نحو ذلك ، و لا تقول: حمار ولا فرس ولا نحو ذلك.

وإذا قال: ما معك؟ قلت: دراهم أو نحو   ذلك.

وإذا قال: أيهم عندك؟ قلت: محمد.

وإذا قال: أي الدواب ركبت؟ قلت: الأشقر.     
وإذا  قال: كم مالك؟ قلت: ألفان ونحو  ذلك.
وإذا قال: متى جئت؟ قلت: يوم الجمعة.
وإذا قال: أين كنت؟ قلت: عند زيد  .
 وإذا قال: كيف أنت؟ قلت: صالح.     
وإذا قال: أي حين قمت؟ قلت: أمس     
وكذلك أيان انطلاقك؟ فتقول: غدا. قال الله سبحانه:{ يسألونك عن الساعة أيان مرساها} .     

أي متى ظهورها وحلولها. وقال تعالى: يا مريم أني لك هذا . أي من أين لك هذا قالت هو من عند الله . 2. أحرف الاستفهام

وأما الهمزة وأم فقد تقدم ذكرهما في باب العطف.
وأما هل فكقولك: هل قام زيد؟ وهل يقوم جعفر؟ فجوابه: نعم أو لا، وقد تكون هل بمعنى" قد"
قال لله تعالى :{ هل أتى على الإنسان حين من الدهر}  أي قد أتى عليه حين من الدهر.
قال الشاعر: 
       سائل فوارس يربوع بشدتنا    أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم   ( البسيط)    
أي قد رأونا.
واعلم أن من وما وأيا في الاستفهام نكرات غير موصولات.  
أي معربة وبقية أخواتها مبنية.       
وجميع الأسماء والظروف المستفهم بها مبني لتضمنه معنى حرف الاستفهام إلا أيا وحدها  فإنها معربة حملا على البعض أو الكل وحركت الفاء في كيف والنون من أيان ومن أين لسكونهما وسكون ما قبلهما.

3. إعراب السؤال والجواب

وإعراب الجواب على إعراب السؤال، إن رفع رفعت، وإن نصب نصبت، وإن جر جررت يقول: من هذا؟، فتقول: زيدٌ فترفع لأن من مرفوعة بالابتداء وإذا قال: من ضربت: قلت زيداً، وإذا قال بمن مررت؟ قلت: بزيدٍ، فتأتي بحرف الجر لأن حرف الجر لا يضمر.

باب ما يدخل على الكلام فلا يغيره

 وهو كل ما دخل على الاسم والفعل جميعا، وذلك إنما وكأنما ولكنما وليتما ولعلما وإذ وإذا وهل وهمزة الاستفهام وجميع الظروف المستفهم بها إذا كانت ملغيات غير مستقرات.     
تقول: إنما قام زيد، وإنما زيد أخوك ، وكأنما أخوك الأسد، ولكنما جعفر منطلق، ولعلما أنت حالم   ليتما.

وأما ليتما خاصة، فإن جعلت ما فيها كافة بطل عملها وإن جعلتها زائدة للتوكيد لم يتغير نصبها، تقول: ليتما أخوك قائم، وإن شئت: ليتما أخاك قائم ، وينشد بيت النابغة على وجهين بالرفع والنصب:

                       قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا    إلى حمامتنا ونصفه فقد   ( البسيط )    
وتقول: قمت إذ زيد جالس، وأقوم إذا قعد محمد ، و تقول: أين زيد قائم، وقائما وكيف زيد جالس وجالسا إن جعلت أين وكيف لغوا رفعت الخبر وإن علقتهما بمحذوف وجعلتهما مستقرا نصبت قائما وجالسا على الحال.    
وإذا قلت: متى زيد قائم؟ رفعت قائما البتة لأن متى ظرف زمان وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث ولكن لو قلت متى انطلاقك سريع، وسريعاً، فرفعت أو نصبت كان مستقيما لأن الانطلاق حدث وظروف الزمان تكون أخبارا عن الأحداث

باب الحكاية إذا استفهمت ب من عن الأعلام والكنى ، فإن شئت رفعت على الظاهر وإن شئت حكيت الإعراب إذا قال: رأيت زيدا قلت من زيٌد؟ وإن شئت قلت: من زيداً؟ وإذا قال مررت بزيد قلت من زيدًٌ؟ وإن شئت من زيدٍ؟ وإذا قال لقيت أبا محمد و قلت: من أبو محمدٍ؟ وإن شئت من أبا محمد؟

ولو قال؟ رأيت أخاك أو كلمت غلامك أو نحو ذلك.  لرفعت فقلت من أخوك؟ ومن غلامك؟ لأن أخاك وغلامك ليسا علمين ولا كنيتين.
 فإن عطفت فقلت ومن زيد أو فمن زيد رفعت مع العطف البتة.     
فإن سألت ب من عن نكرة حكيت الإعراب في من نفسها إذا قال: رأيت رجلا قلت: منا، وإذا قال جاءني رجل قلت منو ومررت برجل قلت مني وجاءني رجلان، فتقول: منان وعندي امرأة، فتقول: منه، وعندي امرأتان، فتقول: منتان ورأيت رجلين، فتقول: منين، ومررت بامرأتين، فتقول: منتين وعندي رجال، فتقول: منون مررت بنساء، فتقول: منات.
فإن وصلت أسقطت العلامة من الجميع، فتقول: إذا قال: رأيت نساء أو كلمني نساء أو مررت بامرأة أو كلمني رجل من يا فتى في هذا كله.

وإذا سألت ب أي أعربتها في الوصل والوقف يقول جاءني رجل، فتقول: أي يا فتى؟ ولقيت امرأة ، فتقول: أية؟ ومررت برجلين، فتقول: أيين؟ ولقيت نساء، فتقول: أيات يا فتى؟ باب الخطاب

إذا خاطبت إنسانا فاجعل أول كلمة للمذكور الغائب وآخرها للحاضر المخاطب ، تقول: إذا سألت رجلا عن رجل كيف ذلك الرجل يا رجل ؟ فإن سألته عن امرأة كيف تلك المرأة يا رجل؟ وإن سألته عن رجلين كيف ذانك الرجلان يا رجل؟ وعن امرأتين كيف تانك المرأتان يا رجل؟ وعن رجال أو نساء كيف أولئك الرجال أو النساء يا رجل؟
 وإذا سألت رجلين عن رجل قلت كيف ذلكما الرجل يا رجلان؟ وعن امرأة كيف تلكما المرأة يا رجلان؟ وعن رجلين كيف ذانكما الرجلان يا رجلان؟ وعن امرأتين كيف تانكما المرأتان يا رجلان؟ وكذلك ما أشبه هذا.     

وتقول: قبضت ذينك الدرهمين، واستوفيت تينك المائتين، وهل حصلت عندكما تانكما الجاريتان؟ ومتى تقبضن ذينكن الألفين يا نسوة قال الله سبحانه:{ فذلكن الذي لمتنني فيه} ؛ وقال تعالى:{ ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} ؛ فاعرف وقس.

باب الإمالة معنى الإمالة: هو أن تنحو بالفتحة نحو الكيسرةن فتميل الإلف نحو الياء، لضرب تجانس الصوت، وذلك قولك في عالم : عالِم ٍ وفي سالم:سالمِ وفي جالسَ: جالسٍ، وفي رمَى: رمى، وفي: سعى : سَعَى. 1. أسباب جواز الإمالة و الأسباب التي تجوز لها الإمالة ستة: وهي الكسرة، والياء ،ان تكون الألف منقلبةً عن الياء، أو لأن الحرف الذي قبل الألف قد ينكسر على حال، أو إمالة لإمالة الكسرة، نحو قولك: في حائد:حائد، أو عابد، أملت الألف لكسرة الهمزة بعدها. و كذلك واحد وعالم، وكذلك كتاب وحساب. والياء نحو قولك في شيبان وفي قيس عيلان: قيس عَيلاَن. والألف المنقلبة عن الياء نحو قولك في سعى: سعى وفي يدعو: يدعي، وفي يشقى: يشقى لقولك: سعيت، ويُدعيان ويشقيان، و كذلك نحوه. 2. والألف التي بمنزلة المنقلبة عن الياء والألف التي بمنزلة المنقلبة عن الياء، نحو قولك في حبلَى:حبلِي ،وفي سكرى:سكِري وفي حبارى:حباِرى،لأنك لو اققتَ منه فعلا بالزيادة لقلت: حبَليت وسكريت وحبريت. وكذلك كل ألف تجاوزت الثلاثة. الألف التي يكسر ما قبلها في بعض الأحوال نحو قولك في خاف:خِاف، وفي صار: صِار، لقولك خفت وصِرت. الإمالة للإمالة نحو قولك: رأيت عماداً،أملت فتحة الميم لكسرة العين، ثم أملت فتحة الدال للإمالة قبلها، وكذلك كتب كِتابا وعملت حِسابا. 3. الحروف المانعة للإمالة واعلم أن في الحروف حروفا تمنع الإمالة في كثير من المواضع، وهي: حروف الإستعلاء وعدَّتها سبعة وهي : الضاد ، والصاد، والطاء،والظاء، والغين، والخاء، والقاف،إذا كان واحد منةهذه الحروف قبل الألف أو بعدها مفتوحاً أو مضموما منع الإمالة، فالذي هو قبل اللف نحو قولك: صالحن وضامن، وطالب، زظالم، وغالب، و خالد و لا قاسم، وقول العامة قاعد خطا منهم فاحش. أما إذا وقعت هذه الحروف بعد اللف فنحو: حاصل، وفاضل ، وعاطل ، ومتعاظم، وساحل، وشاغل،نافق،وكذلك: التواصل، والتواقع، والتنافق، فإن كان شيء من هذه الحروف مكسوراً ما قبل الألف لا بعدها جازت معها إمالة، وذلك نحو ِضفَافٍ، وقفاف، وخفاف، وطلاب غلاب. فإن كانت بعد الألف راء مكسورة؛ جازت إمالة اللف،وإن كانت قبل الألف هذه الحروف غير مكسورة وذلك نحو:ضارب،وصارم، وطارد، وظافر، وخارب، وغارم، وقادر،؛ قال الشاعر: عسى الله يُغني عن بِلادٍ ابن قادرٍ بِمُنْهَمِرٍ جَون الرِّباب سَكوبِ فإن كانت الراء مضمومة أو مفتوحة، منعت الإمالة كما تمنع المستعلية وذلك نحو: رأيت فراشاً، وهذا سراج، وهذا حِمارٌ، و رأيت حِماراً فإن كانت قبل الألف راء مفتوحة، وبعدها راء مكسورة، غلبت المكسورة المفتوحة فجازت الإمالة، وذلك قولك: حئت في سِرار الشهر، وهذا من شرار الناس، قال الله سبحانه وتعالى:{ وإن الآخرة هي دار القرار} . 4. الإمالة في الفعل وقد اطردت الإمالة في الفعل، وإن كانت فيه حروف الاستعلاء لتمكن الفعل في الاعتلال، وذلك نحو: سقى وقضى و غزى ودعا،وهو يشقى و الشقي 5. الحروف والإمالة لا ُتمال الحروف لبعدها عن الاشتقاق، إلا أنهم قالوا: "بلى" لأنها قويت لما قامت بنفسها، وقالوا: يا زيدُ، فأمالوا أيضاً، لأنها قويت لما نابت عن الفعل أي : أدعو زيداً أو أنادي زيداً، وكذلك السماء الموغلة في شبه الحرف نحو: إذا ولدا وعلى، وأنى، وأمالوا: متى، وأنى، وذا، فأمالوا حملا على الأسماء. 6. الإمالة على غير قياس وقد أمالوا بعض الكلام على غير قياس، قالوا: عندي ناسٌ، وقال العجاج والحجاج وذلك لكثرة الاستعمال لا غير.