الليلات المبعوثة
الليلات المبعوثة
أ هو البعث يا ليالي الخلـود؟
أم ترى أنت خلقة من جديد؟
أم ترى صورة منك صيغت
بين وحي الإلهام والتجويد؟
يا لياليّ ما أراك سوى أنت
كما كنت مرة في الوجود
هاهنا والزمان يحلم وسنـا
ن سعيد لها بحلم سعيد!
ورنا البدر في حيـاء وديع
وهو راض رضاه طفل وليد
ورفاقي هم الرفاق، ونفسي
هي نفسي، وعالمي، وعهودي
ما أرى معلماً تغيّر أو رسما
محته يد الزمان الكنود
أنت ليلاتنا! فقصي علينا
كيف أفلتّ من زمان القيود!
قد تسللن خفية في الظلام
بينما الدهر سادر الأوهام!
ثم وافيننا وهن سكارى
حالمات أغرقن في الأحلام
هامسات لنا: لقد بعث العهد
فهيا من كل لهفان ظام
فأجبنَ دعائهن سراعاً
وخلعنا دنيا الحجا والحطام
ورقينا مدارج الخلد و الكو
ن مسجى في غفلة وظلام
هاهنا كنت منذ عام ولكن
يا لنفسي، فها هنا أي عام!؟
ما أرى للزمان رسماً! فهذا
كل شيء هنا كرمز الدوام
إيه ليلاتنا، أعيدي علينا
قصة الخلد، فالأماني ظوام
خيم الليل في خشوع رهيبٍ
غير لمح الرؤى، وخفق القلوب
وسرينا نرتاد سر الليالي
وهي تفضي بسرها المرهوب
وتُجلّي لنا زمانا زمانا
وعجيبا وراء ستر عجيب!
ومتاعا من الحياة نفيسا
ضمنه آلاف عهد خصيب
قد رشفنا خلاصة منه تعنى
عن حياة الورى وعيش الشعوب
وسرى في النفوس معنى جديد
عبرت عنه بالغناء الرتيب
وتسامت أرواحنا في نجاء
وتهادت قلوبنا في دبيب
تلك ليلاتنا وهذي صداها
إيه ليلاتنا؛ اخلدي لا تغيبي!