المجد بين موروث ومكتسب
المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ
المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ
والقطرُ في الأرضِ لا كالقطر في السحُبِ
وما الفتى من رأى أباءَه نجباً
ولم يكن هو إنْ عدوهُ في النُّجبِ
وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً
من نفسه ومِنَ الأمجادِ في نسبِ
فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا
يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ
وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما
للمجدِ في درجاتِ العزِّ والحَسَبِ
ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا
بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ
لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له
ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ
وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ
وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ
ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها
ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ
ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ
فربما راحةٌ جاءت من التعبِ
ويلٌ لمن عاش في لهوٍ وفي لعبٍ
فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ
ألم ترَ الشمس في الميزانِ هابطةً
لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ