باب السداسي

قال النبي ستة اشياءٍ هُنَّ غريبة فى ستة مواضع المسجد غريب فيما بين قوم لا يصلون فيه والمصحف غريب في منزل قوم لا يقرؤن فيه والقرآن غريب في جوف الفاسق والمرأة المسلمة الصالحة غريبة في يد رجل ظالم سيئِ الخلق والرجل المسلم الصالح غريب في يد امرأة رديَّةٍ سيئةٍ الخلق والعالم غريب بين قوم لا يسمعون اليه ثم قال النبي عليه السلام ان الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيمة نظرَ الرحمة * وقال النبي ستة لَعِنتُهم ولعنهم الله تعالى وكلَّ نبى مجابُ الدعوات الزائد في كتاب الله تعالى والمكذب بقدر الله تعالى والمتسلط بالجبروت ليعز من اذله الله ويذل من اعزه الله والمستحل لحرم الله تعالى والمستحل من عترتى ما حرم الله والتارك لسنتى فان الله تعالى لا ينظر اليهم يوم القيمة نظر الرحمة * قال ابو بكر الصديق رضى الله عنه ان ابليس قائم امامك والنفس عن يمينك والهوى عن يسارك والدنيا عن خلفك والاعضاء عن حولك والجبار فوقك يعنى بالقدرة لا بالمكان فإبليس لعنه الله يدعوك الى ترك الدين والنفس تدعوك الى المعصية والهوى يدعوك الى الشهوة والدنيا تدعوك الى اختيارها على الآخرة والاعضاء تدعوك الى الذنوب والجبار يدعوك الى الجنة والمغفرة قال الله تعالى (والله يدعو الى الجنة والمغفرة) فمن اجاب ابليس ذهب عنه الدين ومن اجاب النفس ذهب عنه الروح ومن اجاب الهوى ذهب عنه العقل ومن اجاب الدنيا ذهب عنه الآخرة ومن اجاب الاعضاء ذهبت عنه الجنة ومن اجاب الله تعالى ذهبت عنه السيئات ونال جميع الخيرات * وقال عمر رضى الله تعالى عنه ان الله تعالى كتم ستة فى ستة كتم الرضاء فى الطاعة وكتم الغضب فى المعصية وكتم اسمه الاعظم فى القرآن وكتم ليلة القدر فى شهر رمضان وكتم الصلوة الوسطى فى الصلوات وكتم يوم القيمة فى الايام * وقال عثمان رضى الله عنه ان المؤمن فى ستة أنواع من الخوف احدها من قِبَل الله تعالى ان يأخذ منه الايمان والثانى من قِبَل الحفظة ان يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيمة والثالث من قبل الشيطان ان يبطل عمله والرابع من قبل ملك الموت ان يأخذه فى غفلته بغتة والخامس من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة والسادس من قبل الاهل والعيال ان يشتغل بهم فيَشغلونه عن ذكر الله تعالى * وعن على رضى الله عنه انه قال من جمع ستة خصال لم يَدَعْ للجنة مطلبا ولا عن النار مهربا اولها عرف الله تعالى فاطاعه وعرف الشيطان فعصاه وعرف الآخرة فطلبها وعرف الدنيا فرفضها وعرف الحق فاتَّبعه وعرف الباطل فاجتنبه * وقال ايضا النعم ستة اشياء الاسلام والقرآن ومحمد رسول الله والعافية والستر والغنى عن الناس * وعن يحيى بن معاذ الرازى رحمه الله العلم دليل العمل والفهم وعاءُ العلم والعقل قائد للخير والهوى مَرْكَب للذنوب والمال رداءُ المتكبرين والدنيا سوق الآخرة * قال ابو ذُرْ جِمِهْرَ ست خصال تعدل جميع الدنيا الطعام المَرىء والولد الصالح والزوجة الموافقة والكلام المحكم وكمال العقل وصحة البدن * وعن الحسن البصرى رحمه الله لولا الابدال لخسفت الارض وما فيها ولولا الصالحون لهلك الطالحون ولولا العلماءُ لصار الناس كلهم كالبهائم ولولا السلطان لاهلك بعضهم بعضا ولولا الحُمَقاءُ لخربت الدنيا ولولا الريح لَاَنْتَنَ كل شئ * وعن بعض الحكماء انه قال من لم يخش الله لم ينج من زلة اللسان ومن لم يخش قدومه على الله لم ينج قلبه من الحرام والشبهة ومن لم يكن آيسا عن الخلق لم ينج من الطمع ومن لم يكن حافظا على عمله لم ينج من الرياء ومن لم يستعن بالله على احتراس قلبه لم ينج من الحسد ومن لم ينظر الى من هو أفضل منه علما وعملا لم ينج من العُجب * وعن الحسن البصرى انه قال ان فساد القلوب عن ستة اشياء يذنبون برجاء التوبة ويتعلمون العلم ولا يعملون به واذا عملوا لايخلصون ويأكلون رزق الله ولا يشكرون ولايرضون بقسمة الله ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون * وقال ايضا من اراد الدنيا واختارها على الآخرة عاقبه الله بست عقوبات ثلث في الدنيا وثلث في الآخرة اما الثلث التى هى فى الدنيا فامل ليس له مُنْتَهىً وحرص غالب ليس له قناعة واُخِذَ منه حلاوة العبادة واما الثلث التى هى فى الآخرة فهول يوم القيمة والحساب الشديد والحسرة الطويلة * وقال احنف بن قيس لا راحة للحسود ولا مروَّة للكذوب ولا حيلة للبخيل ولا وفاء للملوك ولا سودد لسيئ الخلق ولا راد لقضاء الله * وسئل عن بعض الحكماء هل يعرف العبد اذا تاب ان توبته قبلت ام ردت قال لا احكم في ذلك ولكن لذلك علامات احديها ان يرى نفسه غير معصومة من المعصية ويرى في قلبه الفرح غائبا والحزن شاهدا ويقرب أهل الخير ويباعد أهل الشر ويرى القليل من الدنيا كثيرا ويرى الكثير من عمل الآخرة قليلا ويرى قلبه مشتغلا بما ضمن من الله تعالى فارغا عما ضمن الله تعالى منه ويكون حافظ اللسان دائم الفكرة لازم الغم والندامة * وقال يحيى ابن معاذ رحمه الله من أعظم الاغترار عندي التمادي في الذنوب على رجاء العفو من غير ندامة وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة وانتظار زرع الجنة ببذر النار و طلب دار المطيعين بالمعاصي وانتظار الجزاء بغير عمل والتمنى على الله عز وجل مع الافراط

شعر
يرجو النجاة ولايسلك مسلكها
ان السفينة لاتجرى على اليبس

وقال احنف بن قيس حين سئل ما خير ما يعطى العبد قال عقل عزيزي قيل فان لم يكن قال أدب صالح قيل فان لم يكن قال صاحب موافق قيل فان لم يكن قال قلب مرابط قيل فان لم يكن قال طول الصمت قيل فان لم يكن قال موت حاضر