الموت للناس كالجزار للغنم

الموتُ للناسِ كالجزَّارِ للغَنَمِ

​الموتُ للناسِ كالجزَّارِ للغَنَمِ​ المؤلف وردة اليازجي


الموتُ للناسِ كالجزَّارِ للغَنَمِ
فليسَ يتركُ من طفلٍ ولا هَرِمِ
كاسٌ يدورُ علينا ساقِياً ابداً
وليسَ يتركُ انساناً من الأممِ
سقى الكريمَ الذي قد كانَ يؤنسُنا
وخَلَّفَ الحزنَ بينَ النوح والأَلمِ
ذابت لفرقتهِ الأكبادُ والتهبت
أَجفاننا من دموعٍ ضُرّجَت بدمِ
يا ليت لا كان يومٌ أَلبَسُوهُ بهِ
ثوب البِلَى فلبسنا حُلَّةَ السَقَمِ
قد لازمَ الجفنُ منا السهدَ إذ لزمت
جفونهُ النومَ دهراً غير منصرمِ
قد كانت الناسُ ترجو أن تراهُ غداً
فسابَقَتها المنايا ربَّةُ الهمم
أبكى الشعيرةَ دمعاً فاضَ منسجماً
وأيُّ دمعٍ عليهِ غيرُ منسجمِ
هو الفريدُ الذي قد بات منفرداً
في اللحد بينَ هوام الأرض والرِممِ
من كان بالأمسِ في الأَبراج منتصباً
كيف ارتضى اليومَ تحتَ الارض بالرُجَمِ
تبكي عليهِ القوافي والصحائف وال
أقلامُ حزناً مع الآداب والكرمِ
آهاً من البينِ كم أجرَى مدامعنا
لقصفهِ غصن بانٍ كان كالعَلَمِ
لا تجزعوا يا بني النقاش واصطبروا
فأَحسَنُ الصبرِ عند الحادث الحَطِمِ
هذا الذي حَسنُت في الأرض سيرتهُ
واليومَ في العرش لاقَى مُختَتَمِ