الموده

​الموده​ المؤلف إيليا أبو ماضي


ما لهند و كلّ حسناء هند
كلّ يوم تبدو بزيّ جديد
تلبس الثوب يومها و هي تطريه،
و تطريه عندها كلّ خوذ
فإذا جاء غيره أنكرته
فرأينا الحميد غير الحميد
أولعت نفسها بكل طرف
ليتها أولعت ببعض التليد
أصبحت تعشق المشدّ و لم أبصر
طليقا متيّما بالقيود
رحمة بالخصور أيّتها الغيد
و رفقا رفقا بتلك القدود
ما جنته الزنود حتى ينال العري
منها، يا عاريات الزنود؟
لهف نفسي على المعاصم تغدو
غرض الحرّ عرضة للجليد
علام الأذيال أمست طوالا
كليالي الصدود أو كالبنود؟
لو تكون الذيول أعمار قوم
لضمنّا لهم نوال الخلود
قصرت همّها الحسان على اللهو
و يا ليت لهوها بالمفيد
ساء حال الأزواج في عصرنا هذا،
و ساءت أحوال كلّ وليد
كلّ زوج شاك، و كلّ صغير
دامع الطرف كاره للوجود
يظلم الدهر حين يعزو إليه
البؤس، و البؤس كلّ أم كنود
لا رعى الله زوجة تنفق الأموال
و العمر في اقتناء البرود
ليس في اللهو و البطالة فخر
إنّما الفخر كلّ عرس كدود