النشر في القراءات العشر/الجزء الثاني

​النشر في القراءات العشر​ المؤلف ابن الجزري


باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها

الترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم وفي اللام التلغيظ كما سيأتي وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الداني وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح في الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن ولكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم. ومن الدليل أيضا على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التي هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك بذكرا المذكر وقفا إذا رققت ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنث غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالا بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم. وقال الداني في كتابه التجريد: الترقيق في الحرف دون الحركة إذا كان صيغته والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها وهي تخفيف كالإدغام سواء انتهى. وهذا حسن جدا.

وأما كون الأصل في الراء التفخيم أو الترقيق فسيجيء الكلام على ذلك في التنبيهات آخر الباب (إذا علم ذلك) فليعلم أن الراآت في مذاهب القراء عند لأئمة المصريين والمغاربة وهم الذين روينا رواية ورش من طريق الأزرق من طرقهم على أربعة أقسام: قسم اتفقوا على تفخيمه وقسم اتفقوا على ترقيقه وقسم اختلفوا فيه عن كل القراء وقسم اختلفوا فيه عن بعض القراء. فالقسمان الأولان اتفق عليهما سائر القراء وجماعة أهل الأداء من العراقيين والشاميين وغيرهم فهما مما لا خلاف فيهما والقسمان الآخران مما انفرد بهما من ذكرنا وسيأتي الكلام على المختلف فيه والمتفق عليه من ذلك. واعلم أن هذا التقسيم إنما يرد على الراآت التي لم يجر لها ذكر في باب الإمالة فأما ما ذكر هناك نحو (ذكرى، وبشرى، والنصارى والأبرار، والنار) فلا خلاف أن من قرأها بالإمالة أو بين اللفظين يرققها ومن قرأها بالفتح يفخمها. وسترد عليك هذه مستوفاة إن شاء الله تعالى (فاعلم) أن الراء لا تخلو من أن تكون متحركة أو ساكنة (فالمتحركة) لا تخلو من أن تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة (فالمفتوحة) تكون أول الكلمة ووسطها وآخرها وهي في الأحوال الثلاثة تأتي بعد متحرك وساكن والساكن يكون ياء وغير ياء.

(فمثالها) أول الكلمة بعد الفتح (ورزقكم، وراعنا، وقال ربكم) وبعد الكسر (برسولهم، لربك) وبعد الضم (رسل ربنا وبعد الساكن الياء (في ريب) وغير الياء (بل ران، ولا رطب، وعلى رجعه، والراجفة) ومثالها وسط الكلمة بعد الفتح (فرقنا، وعرفوا، وتراض) وبعد الضم (غرابا، وفرأتا وكبرت، وفرادى) وبعد الكسر (فراشا، وسراجا، وكراما، ودراستهم، قردة آخرة، وأزر، صابرة، مسفرة، والذاكرات؛ ولأستغفرن؛ ولا يشعرن، وبطرت وأحضرت) وبعد الساكن الياء (حيران؛ والخيرات، وخيرا) وغيره ونحو (صغيرة وكبيرة. ومصيركم) وغير الياء عن ضم (العمرة. وغفرانك. وسورة. ويورث وعن فتح (أغرينا. وأجرموا. وزهرة. والحجارة. ومباركة) وعن كسر (إكراه والإكرام. وإجرامي. وإصرا. وإخراجا. ومدرارا) (ومثلها) آخر الكلمة بعد الفتح منونة (سفرا، وبشرا. ونفرا ومحضرا) وغير منونة (البقر والحجر والقمر، ولتفجر) وبعد الكسر منونة (شاكرا وحاضرا. وظاهرا. ومبصرا. ومنتصرا. ومستقرا) وغير منونة (كبائر وبصائر، وأكابر، والحناجر فلا ناصر وليغفر. وخسر) وبعد الساكن الياء منونة (خيرا. وطيرا. وسيرا) ونحو (قديرا. وخبيرا. وكبيرا. وكثيرا. وتقديرا. وتطهيرا. ومنيرا. ومستطيرا) وغير منونة (الخير. والطير. وغير. ولا ضير) ونحو (الفقير. والحمير. والخنازير) وبعد الساكن غير الياء عن فتح منونة (أجرا. وبدارا) وغير منونة (وفار. واختار وخر) وعن ضم (عذرا. وغفورا. وقصورا) وغير منونة (فمن اضطر) وعن كسر منونة (ذكرا. وسترا. ووزرا وأمرا. وحجرا. وصهرا) وليس في القرآن غير هذه الستة. وغير منونة (السحر. والذكر، والشعر. ووزر أخرى وذكرك، والسر والبر) (فهذه) أقسام الراء المفتوحة بجميع أنواعها. وأجمعوا على تفخيمها في هذه الأقسام كلها إلا أن تقع بعد كسرة أو ياء ساكنة والراء مع ذلك وسط كلمة أو آخرها فإن الأزرق له فيها مذهب خالف سائر القراء وهو الترقيق مطلقا. واستثنى من ذلك أصلين الأول أن لا يقع بعد الراء حرف استعلاء. فمتى وقع بعد الراء حرف استعلاء فإنه يفخمها كسائر القراء ووقع ذلك بعد المتوسطة في أربعة ألفاظ وهي (صراط) كيف جاء رفعا ونصبا وجرا منونا وغير منون نحو (هذا صراط على. اهدنا الصراط. إلى صراط مستقيم. وهذا صراط ربك مستقيما، وفراق) وهو في الكهف والقيامة. والثاني إن تكرر الراء بعد ووقع ذلك في ثلاث كلمات (ضرارا. وفرارا. والفرار) وكذلك يرققها إذا حال بين الكسرة وبينها ساكن فإنه يرققها أيضا بشروط أربعة: أحدها أن لا يكون الفاصل الساكن حرف استعلاء ولم يقع من ذلك سوى أربعة أحرف الأول الصاد في قوله تعالى (إصرا) في البقرة (وإصرهم) في الأعراف (ومصرا) منونا في البقرة وغير منون في يونس موضع وفي يوسف موضعان. وفي الزخرف موضع. الثاني الطاء في قوله (قطرا) في الكهف (وفطرت الله) في الروم. الثالث القاف: وهو (وقرا) في الذاريات. وقد فخمها الأزرق عند هذه الثلاثة الأحرف في المواضع المذكورة بلا خلاف. والحرف الرابع الخاء في (إخراج) حيث وقع ولم يعتبره حاجزا وأجراه مجرى غيره من الحروف المستقلة فرقق الراء عنده من غير خلاف. الشرط الثاني أن لا يكون بعده حرف استعلاء ووقع ذلك في كلمتين (إعراضا) في النساء (وإعراضهم) في الأنعام واختلف عنه (الإشراق) في ص~ من أجل كسر القاف كما سيأتي. والشرط الثالث أن لا تكرر الراء في الكلمة فإن تكرر فإنه يفخمها. والذي في القرآن من ذلك (مدرارا وإسرارا) والشرط الرابع أن لا تكون الكلمة أعجمية والذي في القرآن من ذلك (إبراهيم. وعمران. وإسرائيل) ولم يختلف في تفخيم الراء من هذه الألفاظ المذكورة وقد اختلف الرواة بعد ذلك عن الأزرق فيما تقدم من هذه الأقسام في أصل مطرد وألفاظ مخصوصة.

(فالأصل المطرد) أن يقع شيء من الأقسام المذكورة منونا فذهب بعضهم إلى عدم استثنائه مطلقا على أي وزن كان وسواء كان بعد كسرة مجاورة أو مفصولة بساكن صحيح مظهر أو مدغم أو بعد ياء ساكنة. فالذي بعد كسرة مجاورة ثمانية عشر حرفا وهي (شاكرا، وسامرا، وصابرا، وناصرا، وحاضرا، وطاهرا، وغافرا، وطائرا، وفاجرا، ومدبرا، ومبصرا، ومهاجرا، ومغيرا، ومبشرا، ومنتصرا، ومقتدرا، وخضرا، وعاقرا) والمفصول بساكن صحيح مظهر ومدغم ثمانية أحرف وهي (ذكرا، وسترا، ووزرا، وأمرا، وحجرا، وصهرا، ومستقرا، وسرا) والذي بعد ياء ساكنة فتأتي الياء حرف لين وحرف مد ولين فبعد حرف لين في ثلاثة أحرف وهي (خيرا، وطيرا، وسيرا) وبعد حرف المد واللين منه ما يكون على وزن فعيلا وجملته اثنان وعشرون حرفا وهي (قديرا، وخبيرا، وبصيرا، وكبيرا، وكثيرا، وبشيرا، ونذيرا، وصغيرا، ووزيرا، وعسيرا، وحريرا، وأسيرا). ومنه ما يكون على غير ذلك الوزن وجملته ثلاثة عشر حرفا وهي (تقديرا؛ وتطهيرا؛ وتكبيرا؛ وتبذيرا؛ وتدميرا؛ وتتبيرا؛ وتفسيرا؛ وقواريرا؛ وقمطريرا؛ وزمهريرا؛ ومنيرا؛ ومستطيرا) فرققوا ذلك كله في الحالين وأجروه مجرى غيره من المرقق. وهذا مذهب أبي طاهر بن خلف صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار صاحب المجتبى وأبي الحسن بن غلبون صاحب التذكرة وأبي معشر الطبري صاحب التلخيص وغيرهم. وهو أحد الوجهين في الكافي وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وهو القياس. وذهب آخرون إلى استثناء ذلك كله وتفخيمه من أجل التنوين الذي لحقه ولم يستثنوا من ذلك شيئا وهو مذهب أبي طاهر ابن هاشم وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله وأبي القاسم الهذلي وغيرهم وحكاه الداني عن أبي طاهر وعبد المنعم وجماعة. وذهب الجمهور إلى التفصيل فاستثنوا ما كان بعد ساكن صحيح مظهر وهو الكلمات الست (ذكرا وسترا) وأخواته ولم يستثنوا المدغم وهو: سرا ومستقرا. من حيث أن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك وهذا مذهب الحافظ أبي عمرو الداني وشيخيه أبي الفتح والخاقاني وبه قرأ عليهما وكذلك هو مذهب أبي عبد الله بن سفيان وأبي العباس المهدوي وأبي عبد الله بن شريح وأبي علي بن بليمة وأبي محمد مكي وأبي القاسم بن الفحام والشاطبي وغيرهم. إلا أن بعض هؤلاء استثنى من المفصول بالساكن الصحيح صهرا. فرققه من أجل إخفاء الهاء كابن شريح والمهدوي وابن سفيان وابن الفحام ولم يستثنه الداني ولا ابن بليمة ولا الشاطبي ففخموه وذكر الوجهين جميعا مكي. وذهب آخرون إلى ترقيق كل منون ولم يستثنوا (ذكرا) وبابه فمنهم أبو الحسن طاهر بن غلبون وغيره وبه قرأ الداني عليه وأجمعوا على استثناء: (مصرا، وإصرا، وقطرا، ووزرا ووقرا) من أجل حرف الاستعلاء.

(تنبيه) قول أبي شامة: ولا يظهر لي فرق بين كون الراء في ذلك مفتوحة أو مضمومة بل المضمومة أولى بالتفخيم لأن التنوين حاصل مع ثقل الضم قال وذلك كقوله تعالى: (هذا ذكر) انتهى (قلت) وقد أخذ الجعبري هذا منه مسلما فغلط الشاطبي في قوله: وتفخيمه (ذكرا وسترا) وبابه - حتى غير هذا البيت فقال ولو قال مثل:

كذكرا رقيق للأقل وشاكرا خبير لأعيان وسرا تعدلا

لنص على الثلاثة فسوى بين ذكر المنصوب وذكر المرفوع وتمحل لإخراج ذلك من كلام الشاطبي فقال: ومثالا الناظم دلا على العموم فذكر (مبارك) مثال للمضموم ونصبها لإيقاع المصدر عليها ولو حكاها لأجاد انتهى. وهذا كلام من لم يطلع على مذاهب القوم في اختلافهم في ترقيق الراآت وتخصيصهم الراء المفتوحة بالترقيق دون المضمومة وأن من مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين (ذكر، وبكر، وسحر، وشاكر، وقادر، ومستمر، ويغفر، ويقدر) كما سيأتي بيانه والله أعلم. ثم اختلف هؤلاء الذين ذهبوا إلى التفصيل فيما عدا ما فصل بالساكن الصحيح فذهب بعضهم إلى ترقيقه في الحالين سواء كان بعد ياء ساكنة نحو (خبيرا، وبصيرا، وخيرا) وسائر أوزانه أو بعد كسرة مجاورة نحو (شاكرا وخضرا) وسائر الباب. وهذا مذهب أبي عمرو الداني وشيخيه أبي الفتح وابن خاقان وبه قرأ عليهما وهو أيضا مذهب أبي علي بن بليمة وأبي القاسم بن الفحام وأبي القاسم الشاطبي وغيرهم وهو أحد الوجهين في الكافي والتبصرة، وذهب الآخرون إلى تفخيم ذلك وصلا من أجل التنوين والوقف عليه بالترقيق كابن سفيان والمهدوي. وهو الوجه الثاني في الكافي وذكره في التجريد عن شيخه عبد الباقي عن قراءته على أبيه في أحد الوجهين في الوقف وانفرد صاحب التبصرة في الوجه الثاني بترقيق ما كان وزنه فعيلا في الوقف وتفخيمه في الوصل وذكر أنه مذهب شيخه أبي الطيب. وأما الألفاظ المخصوصة فهي ثلاثة عشر: أولها (إرم ذات العماد) في الفجر. ذهب إلى ترقيقها من أجل الكسرة قبلها أبو الحسن بن غلبون وأبو الطاهر صاحب العنوان وعبد الجبار صاحب المجتبى ومكي. وبه قرأ الداني على شيخه ابن غلبون وذهب الباقون إلى تفخيمها من أجل العجمة وهو الذي في التيسير والكافي والهداية والهادي والتجريد والتلخيصين والشاطبية. والوجهان صحيحان من أجل الخلاف في عجمتها. وقد ذكرهما الداني في جامع البيان. ثانيها (سراعا، وذراعا، وذراعيه) ففخمها من أجل العين صاحب العنوان وشيخه وطاهر بن غلبون وابن شريح وأبو معشر الطبري. وبه قرأ الداني على أبي الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة وهو الذي في التيسير والتبصرة والهداية والهادي والتجريد والشاطبية. وبه قرأ الداني على فارس والخاقاني وذكر الوجهين ابن بليمة والداني في الجامع. ثالثها (افتراء على الله، وافتراء عليه، ومراء) ففخمها من أجل الهمزة ابن غلبون صاحب التذكرة وابن بليمة صاحب تلخيص العبارات وأبو معشر صاحب التلخيص وبه قرأ الداني على أبي الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة وذكر الداني الوجهين في جامع البيان. رابعها (ساحران، وتنتصران، وطهرا) ففخمها من أجل ألف التثنية أبو معشر الطبري وأبو علي بن بليمة وأبو الحسن بن غلبون وبه قرأ الداني عليه ورققها الآخرون من أجل الكسرة والوجهان جميعا في جامع البيان. خامسها (وعشيرتكم). في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله بن سفيان وصاحب التجريد وأبو القاسم خلف بن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النخاس. قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر بن هلال عنه. قال وأقرأنيه غيره بالإمالة قياسا على نظائره انتهى، ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه. والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات والشاطبية. سابعها (وزرك، وذكرك). في ألم نشرح فخمها مكي وصاحب التجريد والمهدوي وابن سفيان وأبي الفتح فارس وغيرهم من أجل تناسب رؤوس الآي. ورققها الآخرون على القياس. والوجهان في التذكرة والتلخيصين والكافي. وقال إن التفخيم فيهما أكثر. وحكى الوجهين في جامع البيان وقال إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح واختار الترقيق. "ثامنها" (وزر أخرى) فخمه مكي وفارس بن أحمد وصاحب الهداية والهادي والتجريد. وبه قرأ الداني على أبي الفتح وذكر الوجهين في الجامع. ورققه الآخرون على القياس.

"تاسعها" (إجرامي) فخمه صاحب التجريد وهو أحد الوجهين في التبصرة والكافي، ورققه الآخرون ومكي وابن شريح في الوجه الآخر وقال إن ترقيقها أكثر. "عاشرها" (حذركم) فخمه مكي وابن شريح والمهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد وانفرد بتفخيم (حذركم) ورقق ذلك الآخرون وهو القياس. "الحادي عشر" منها (لعبرة، وكبره) فخمها صاحب التبصرة والتجريد والهداية والهادي ورققها الآخرون. "الثاني عشر منها" (والإشراق). في سورة ص~. رققه صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار من أجل كسر حرف الاستعلاء بعد وهو أحد الوجهين في التذكرة وتلخيص أبي معشر وجامع البيان وبه قرأ على ابن غلبون وهو قياس ترقيق (فرق) وفخمه الآخرون وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان. وهو اختياره أيضا وهو القياس. "والثالث عشر" (حصرت صدورهم) فخمه وصلا من أجل حرف الاستعلاء بعده صاحب التجريد والهداية والهادي ورققه الآخرون في الحالين والوجهان في جامع البيان. قال ولا خلاف في ترقيقها وقفا انتهى. وانفرد صاحب الهداية بتفخيمها أيضا في الوقف في أحد الوجهين. والأصح ترقيقها في الحالين ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وللإجماع على ترقيق (الذكر صفحا. ولينذر قوما، والمدثر قم فأنذر) وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال والله أعلم. وبقي من الراآت المفتوحة مما اختص الأزرق بترقيقه حرف واحد وهو (بشرر) في سورة المرسلات وهو خارج عن أصله المتقدم فإنه رقق من أجل الكسرة المتأخرة. وقد ذهب الجمهور إلى ترقيقه في الحالين وهو الذي قطع به في التيسير والشاطبية وحكيا على ذلك اتفاق الرواة وكذلك روى ترقيقه أيضا أبو معشر وصاحب التجريد والتذكرة والكافي. ولا خلاف في تفخيمه من طريق صاحب العنوان والمهدوي وابن سفيان وابن بليمة وقياس ترقيقه ترقيق (الضرر) ولا نعلم أحدا من أهل الأداء روى ترقيقه وإن كان سيبويه أجازه وحكاه سماعا من العرب وعلل أهل الأداء تفخيمه من أجل حرف الاستعلاء قبله. نص على ذلك في التيسير ولم يرتضه في غيره. فقال ليس بمانع من الإمالة هنا لقوة جرة الراء كما لم يمنع منها كذلك في نحو (الغار، وقنطار) انتهى. ولا شك أن ضعف السبب يؤثر فيه قوة الإطباق والاستعلاء بخلاف ما مثل به فإن السبب فيه قوي وسيأتي علة ترقيقه في الوقف آخر الباب. وبقي من الراآت المفتوحة أيضا ما أميل منها نحو (ذكرى، وبشرى، ونصارى، وسكارى) وحكمه في نوعية الترقيق كما تقدم وهذا بلا خلاف والله أعلم. وأما الراء المضمومة فإنها أيضا تكون أول الكلمة ووسطها وآخرها. وتأتي أيضا في الأحوال الثلاثة: بعد متحرك وساكن والساكن يكون ياء وغير ياء فمثالها أولا بعد الفتح (ورُدوا، ورُمان، وأقرب رحُما) وبعد الكسر (لرقيك؛ وبرؤوسكم) وبعد الضم (تأويل رؤياي) وبعد الساكن الياء في (رؤياي) وغير الياء (الرجعى، وهم رقود، ولو ردوا) ومثالها وسط الكلمة بعد الفتح (صبروا، وأمروا، فعقروها) وبعد الضم (يشكرون، فاذكروا، والحرمات) وبعد الكسر (الصابرون، وممطرنا، وطائركم، ويبصرون، ويغفرون، ويشعركم) وبعد الساكن الياء (كبيرهم، وسيروا) وغيره. وغير الياء عن فتح (لعمرك، ويفرط) وعن ضم نحو: (وزخرفا) وعن كسر نحو (عشرون، ويعصرون) ومثالها آخر الكلمة بعد الفتح منونة (بشرٌ، ونفرٌ) وغير منونة (القمر، والشجر) وبعد الضم منونة: (حمرٌ، وسررٌ) وغير منونة (تغنى النذر) وبعد الكسر منونة (شاكرٌ، وكافرٌ، ومنفطرٌ، ومستمرٌ) وغير منونة (الساحر، والآخر، والسرائر، والمدثر، ويغفر، ويقدر) وبعد الساكن الياء منونة (قديرٌ، وخبيرٌ، وحريرٌ) وغير منونة (العير، وتحرير، وأساطير، وعزيز، وغير، والخير) وبعد الساكن غير الياء منونة: (بكرٌ، وذكرٌ، وسحرٌ) وغير منونة (السحر، والذكر، والبر، ويقر) "وهذه أقسام المضمومة مستوفاة" فأجمعوا على تفخيمها في كل حال إلا أن تجيء وسطا أو آخرا بعد كسر أو ياء ساكنة أو حال بين الكسر وبينها ساكن فإن الأزرق عن ورش رققها في ذلك على اختلاف بين الرواة عنه فروى بعضهم تفخيمها في ذلك ولم يجروها مجرى المفتوحة. وهذا مذهب أبي الحسن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة وأبي طاهر إسماعيل بن خلف صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار صاحب المجتبى وغيرهم وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن "وروى" جمهورهم ترقيقها وهو الذي في التيسير والهادي والكافي والتلخيصين والهداية والتبصرة والتجريد والشاطبية وغيرها وبه قرأ الداني على شيخه الخاقاني وأبي الفتح ونقله عن عامة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصريين والمغاربة. قال وروى ذلك منصوصا أصحاب النخاس وابن هلال وابن داود وابن سيف وبكر بن سهل ومواس بن سهل عنهم عن أصحابهم عن ورش (قلت) والترقيق هو الأصح نصا وروايةً وقياسا والله أعلم. واختلف هؤلاء الذين رووا ترقيق المضمومة في حرفين وهما: (عشرون و كبر ما هم ببالغيه) ففخمها منهم أبو محمد صاحب التبصرة والمهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد. ورققها أبو عمرو الداني وشيخاه أبو الفتح والخاقاني وأبو معشر الطبري وأبو علي بن بليمة وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم. وأما الراء المكسورة فإنها مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم وهي تكون أيضا أول الكلمة ووسطها وآخرها، فمثالها أولا (رزق، ورجس، وريح، ورجال، وركز، ورضوان، وربيون) ومثالها وسطا (فارض. وفارهين. وكارهين. والطارق. والقارعة. وبضارهم. ويوارى. وعفريت وأصرى) ومثالها آخرا (إلى النور. وبالزبر. ومن الدهر. والطور. والمعمور. وبالنذر. والفجر. وإلى الطير. والمنير. وفي الحر) وما أشبه ذلك من المجرورات بالإضافة أو بالحرف أو بالتبعية فإن الكسرة في ذلك كله عارضة لأنها حركة إعراب وكذلك ما كسر لالتقاء الساكنين في الوصل نحو (فليحذر الذين. ومما لم يذكر اسم الله) وكذلك ما تحرك بحركة النقل نحو: (وانحر إن شانئك. وانتظر إنهم. وفليكفر إنا اعتدنا. وانظر إلى) فأجمع القراء على ترقيق هذه الراآت المتطرفات وصلا كما أنهم أجمعوا على ترقيقها مبتدأة ومتوسطة إذا كانت مكسورة. فأما الوقف عليها إذا كانت آخرا فنذكره في فصل بعد ذلك إن شاء الله.

وأما الراء الساكنة فتكون أيضا أولا ووسطا وآخرا وتكون في ذلك كله بعد ضم وفتح وكسر. فمثالها أولا بعد فتح (وارزقنا. وارحمنا) وبعد ضم: (اركض) وبعد كسر (يا بني اركب. وأم ارتابوا. ورب ارجعوني، والذي ارتضى، ولمن ارتضى) فالتي بعد فتح لابد أن تقع بعد حرف عطف. والتي بعد ضم تكون بعد همزة الوصل ابتداء وقد تكون كذلك بعد ضم وصلا. وقد تكون بعد كسر على اختلاف بين القراءة كما مثلنا به فإن قوله تعالى: (بعذاب اركض) يقرأ بضم التنوين قبل على قراءة نافع وابن كثير والكسائي وأبي جعفر وخلف وهشام. ويقرأ بالكسر على قراءة أبي عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وابن ذكوان فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك (أم ارتابوا. ويابني اركب. ورب ارجعوني) ونحوه فتفخيمها أيضا ظاهر. وأما قوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا. ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي، وياأيها الذين آمنوا اركعوا. والذين ارتدوا، وتفرحون ارجع إليهم) فلا تقع الكسرة قبل الراء في ذلك ونحوه إلا في الابتداء فهي أيضا في ذلك مفخمة لعروض الكسر قبلها وكون الراء في ذلك اصلها التفخيم.

وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون أيضا بعد فتح وضم وكسر. فمثالها بعد الفتح (برق. وخردل. والأرض ويرجعون. والعرش. والمرجان ووردة وصرعى). فالراء مفخمة في ذلك كله لجميع القراء لم يأت على أحد منهم خلاف في حرف من الحروف سوى ثلاث كلمات وهي (قرية. ومريم، والمرء) فأما (قرية) حيث وقعت (ومريم) فنص على الترقيق فيهما لجميع القراء أبو عبد الله ابن سفيان وأبو محمد مكى وأبو العباس المهدوى وأبو عبد الله بن شريح وأبو القاسم ابن الفحام وأبو علي الأهوازي وغيرهم من أجل سكونها ووقوع الياء بعدها وقد بالغ أبو الحسن الحصرى في تغليط من يقول بتفخيم ذلك فقال:

وإن سكنت والياء بعد كمريم فرقق وغلط من يفخم عن قهر. وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص على أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعليه العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح. وقد غلط الحافظ أبو عمرو الداني وأصحابه القائلين بخلافه وذهب بعضهم إلى الأخذ بالترقيق لورش من طريق الأزرق وبالتفخيم لغيره وهو مذهب أبي على بن بليمة وغيره والصواب المأخوذ به هو التفخيم للجميع لسكون الراء بعد فتح ولا أثر لوجود الياء بعدها في الترقيق ولا فرق بين ورش وغيره في ذلك والله أعلم. وأما (المرء) من قوله تعالى (بين المرء وزوجه، والمرء وقلبه) فذكر بعضهم ترقيقها لجميع القراء من أجل كسرة الهمزة بعدها وإليه ذهب الأهوازي وغيره وذهب كثير من المغاربة إلى ترقيقها لورش من طريق المصريين وهو مذهب أبي بكر الأذفوي وأبي القاسم بن الفحام وزكريا بن يحيى ومحمد بن خيرون وأبي علي بن بليمة وأبي الحسن الحصري وهو أحد الوجهين في جامع البيان والتبصرة والكافي إلا أنه قال في التبصرة إن المشهور عن ورش الترقيق وقال ابن شريح التفخيم أكثر وأحسن وقال الحصري:

ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة …… لدى سورة الأنفال أو قصة السحر

وقال الداني وقد كان محمد بن علي وجماعة من أهل الأداء من أصحاب ابن هلال وغيره يروون عن قراءتهم ترقيق الراء في قوله (بين المرء) حيث وقع من أجل جرة الهمزة وقال وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها وبه قرأت انتهى. والتفخيم هو الأصح والقياس لورش وجميع القراء وهو الذي لم يذكر في الشاطبية والتيسير والكافي والهادي والهداية وسائر أهل الأداء سواه وأجمعوا على تفخيم (ترميهم، وفي السرد، ورب العرش والأرض) ونحوه ولا فرق بينه وبين (المرء) والله أعلم.

ومثالها بعد الضم (القرآن، والفرقان، والغرفة، وكرسيه، والخرطوم وترجى، وسأرهقه، وزرتم) فلا خلاف في تفخيم الراء في ذلك كله. ومثالها بعد الكسرة (فرعون، وشرعة، وشرذمة، ومرية، والفردوس، وأم لم تنذرهم، وأحصرتم، واستأجره، وأمرت، وينقطرن، وقرن) فأجمعوا على ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد كسر. فإن وقع بعدها حرف استعلاء فلا خلاف في تفخيمها من أجل حرف الاستعلاء والذي ورد منها في القرآن ساكنة بعد كسر وبعدها حرف استعلاء (قرطاس) في الإنعام (وفرقة، وإرصادا) في التوبة (ومرصادا) في النبأ و (بالمرصاد) في الفجر؛ وقد شذ بعضهم فحكى ترقيق ما وقع بعد حرف استعلاء من ذلك عن ورش من طريق الأزرق كما ذكره في الكافي وتلخيص ابن بليمة في أحد الوجهين وهو غلط والصواب ما عليه عمل أهل الأداء والله أعلم.

واختلفوا في (فرق) من سورة الشعراء من أجل كسر حرف الاستعلاء وهو القاف فذهب جمهور المغاربة والمصريين إلى ترقيقه وهو الذي قطع به في التبصرة والهداية والهادي والكافي والتجريد وغيرها وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم وهو الذي يظهر من نص التيسير وظاهر العنوان والتلخيصين وغيرها وهو القياس ونص على الوجهين صاحب جامع البيان والشاطبية والإعلان وغيرها. والوجهان صحيحان إلا أن النصوص متواترة على الترقيق.

وحكى غير واحد عليه الإجماع وذكر الداني في غير التيسير والجامع أن من الناس من يفخم راء (فرق) من أجل حرف الاستعلاء قال والمأخوذ به الترقيق لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر انتهى. والقياس إجراء الوجهين في (فرقة) حالة الوقف لمن أمال هاء التأنيث ولا أعلم فيها نصا والله أعلم.

(وأما مرفقا) فقد ذكر بعض أهل الأداء تفخيمها لمن كسر الميم من أهل البصرة والكوفة من أجل زيادة الميم وعروض كسرتها وبه قطع في التجريد وحكاه في الكافي أيضا عن كثير من القراء ولم يرجح شيئا والصواب فيه الترقيق وإن الكسرة فيه لازمة وإن كانت الميم زائدة كما سيأتي ولولا ذلك لم يرقق (إخراجا والمحراب) لورش ولا فخمت (إرصادا، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء وهو مجمع عليه والله أعلم. وسيأتي بيان ذلك آخر الباب.

وأما الراء الساكنة المتطرفة فتكون كذلك بعد فتح وبعد ضم وبعد كسر فمثالها بعد الفتح: يغفر، ولم يتغير، ولا يسخر، ولا تذر، ولا تقهر، و لا تنهر) ومثالها بعد الضم (فانظر، وأن أشكر، فلا تكفر) فلا خلاف في تفخيم الراء في جميع ذلك لجميع القراء. ومثالها بعد الكسر (استغفر، ويغفر، وأبصر، وقدر، واصبر، واصطبر، ولا تصاعر) ولا خلاف في ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعدها في هذا القسم لانفصاه عنها وذلك نحو (فاصبر يبرا؛ وأن أنذر قومك، ولا تصاعر خدك).

فصل في الوقف على الراء

قد تقدم أقسام الراء المتطرفة وهي لا تخلو في الوصل إما أن تكون ساكنة أو متحركة فإن كانت ساكنة نحو (اذكر؛ فلا تنهر، وأنذر قومك) أو كانت مفتوحة نحو (أمر، ولتفجر، ولن نصبر، والسحر، والخير، والحمير) أو كانت مكسورة لالتقاء الساكنين نحو (واذكر اسم ربك، وأنذر الناس) أو كانت كسرتها منقولة نحو (وانحر إن شانئك، وانظر إلى الجبل وفاصبر إن وعد الله حق) فإن الوقف على جميع ذلك بالسكون لا غير. وإن كانت مكسورة والكسرة فيها للإعراب نحو (بالبر، ونجاكم إلى البر. وبالحر. وإلى الخير. ولصوت الحمير) أو كانت كسرتها للإضافة إلى ياء المتكلم نحو (نذر، ونكير) أو كانت الكسرة في عين الكلمة نحو (يسر) في الفجر (والجوار) في الشورى. والرحمن. والتكوير (وهار) في التوبة. على ما فيه من القلب كما قدمنا. ونحو ذلك مما الكسرة فيه ليست منقولة ولا لالتقاء الساكنين جاز في الوقف عليها الروم والسكون كما سيأتي في بابه. وإن كانت مرفوعة نحو (قضى الأمر، والكبر. والأمور والنذر. والأشر. والخير. والغير) جاز الوقف في جميع ذلك بالروم والإشمام والسكون كما سنذكره في موضعه. إذا تقرر هذا فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها. فإن كان قبلها كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء ساكنة أو فتحة ممالة أو مرققة نحو (بعثر. والشعر، والخنازير؛ ولا ضير ونذير، ونكير، والعير، والخير وبالبر. والقناطير؛ وإلى الطير؛ وفي الدار وكتاب الأبرار) عند من أمال الألف و (بشرر) عند من رقق الراء رققت الراء وإن كان قبلها غير ذلك فخمتها. هذا هو القول المشهور المنصور. وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف كما سيأتي في التنبيهات آخر الباب. ولكن قد يفرق بين الكسرة العارضة في حال واللازمة بكل حال كما سيأتي والله أعلم، ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها للكل وإن كانت ضمة نظرت إلى ما قبلها فإن كان كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء ساكنة رققتها لورش وحده من طريق الأزرق وفخمتها للباقين وإن لم يكن قبلها شيء من ذلك فخمتها للكل إلا إذا كانت مكسورة فإن بعضهم يقف عليها بالترقيق. وقد يفرق بين كسرة البناء وكسرة الإعراب كما سنذكره آخر الباب (فالحاصل) من هذا أن المرء المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت مجرى الراء الساكنة في وسط الكلمة تفخم بعد الفتحة والضمة نحو (العرش وكرسيه) وترقق بعد الكسرة نحو (شرذمة) وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة وأجرى الإشمام في المرفوعة مجرى السكون وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل والله أعلم.

تنبيهات

(الأول) إذا وقعت الراء طرفا بعد ساكن هو بعد كسرة وكان ذلك الساكن حرف استعلاء ووقف على الراء بالسكون وذلك نحو (مصر. وعين القطر) فهل يعتد بحرف الاستعلاء فتفخم أم لا يعتد فترق؟ رأيان لأهل الأداء في ذلك فعلى التفخيم نص الإمام أبو عبد الله بن شريح وغيره وهو قياس مذهب ورش من طريق المصريين وعلى الترقيق نص لحافظ أبو عمرو الداني في كتاب الراآت وفي جامع البيان وغيره وهو الأشبه بمذهب الجماعة لكنى أختار في (مصر) التفخيم، وفي (قطر) الترقيق نظرا للوصل وعملا بالأصل والله أعلم.

(الثاني) إذا وقفت بالسكون على (بشرر) لمن يرقق الراء الأولى رققت الثانية وإن وقعت بعد فتح وذلك أن الراء الأولى إنما رققت في الوصل من أجل ترقيق الثانية فلما وقف عليها رققت الثانية من أجل الأولى فهو في الحالين ترقيق لترقيق كالإمالة للإمالة.

(الثالث) إذا وقفت على نحو (الدار، والنار، والنهار، والقرار، والأبرار) لأصحاب الإمالة في نوعيها رققت الراء بحسب الإمالة وشذ مكى بالتفخيم لورش مع إمالة بين بين فقال في آخر باب الإمالة في الوقف لورش بعد أن ذكر أنه يختار له الروم قال ما نصه: فإذا وقفت له بالإسكان وتركت الاختيار وجب أن تغلظ الراء لأنها تصير ساكنة قبلها فتحة قال ويجوز أن تقف بالترقيق كالوصل لأن الوقف عارض والكسر منوى.

وقال في آخر باب الراآت: فأما (النار) في موضع الخفض في قراءة ورش فتقف إذا سكنت بالتغليظ والاختيار أن تروم الحركة فترقق إذا وقفت انتهى.

وهو قول لا يعول عليه ولا يلتفت إليه بل الصواب الترقيق من أجل الإمالة سواء أسكنت أم رمت لا نعلم في ذلك خلافا وهو القياس وعليه أهل الأداء والله أعلم.

(الرابع) إذا وصلت: ذكرى الدار. لورش من طريق الأزرق رققت الراء من أجل كسرة الذال فإذا وقفت رققتها من أجل ألف التأنيث وهذه مسألة نبه عليها أبو شامة رحمه الله وقال: لم أر أحدا نبه عليها فقال إن (ذكرى الدار) وإن امتنعت إمالة ألفها وصلا فلا يمتنع ترقيق رائها في مذهب ورش على أصله لوجود مقتضى ذلك وهو الكسر قبلها ولا يمنع ذلك حجز الساكن بينهما فيتحد لفظ الترقيق وإمالة بين بين في هذا فكأنه أمال الألف وصلا انتهى. وقد أشار إليها أبو الحسن السخاوي وذكر أن الترقيق في (ذكرى الدار) من أجل الياء لا من أجل الكسر انتهى. ومراده بالترقيق الإمالة وفيما قاله من ذلك نظر بل الصواب أن ترقيقها من أجل الكسر.

(الخامس) الكسرة تكون لازمة وعارضة فاللازمة ما كانت على حرف أصلي أو منزل منزلة الأصلي يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك.

وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد. وإليه ذهب صاحب التجريد وغيره وتظهر فائدة الخلاف في (مرفقا) في قراءة من كسر الميم وفتح الفاء وهم أبو عمرو ويعقوب وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كما تقدم، فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم والأول هو الصواب لإجماعهم على ترقيق (المحراب وإخراجا) لورش دون تفخيم (مرصادا، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل كما قدمنا.

(السادس) اختلف القراء في أصل الراء هل هو التفخيم وإنما ترقيق لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق آخر

فذهب الجمهور إلى الأول واحتج له مكى فقال: إن كل راء غير مكسورة فتغليظها جائز وليس كل راء فيها الترقيق؛ ألا ترى أنك لو قلت (رغدا، ورقود) ونحوه بالترقيق لغيرت لفظ الراء إلى نحو الإمالة؟ قال وهذا مما لا يمال ولا علة فيه توجب الإمالة انتهى، واحتج غيره على أن أصل الراء التفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها في تقدير فتحتين كما حكموا للكسرة فيها بأنها في قوة كسرتين.

وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدهما فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها وأيضا فقد وجدناها ترقق مفتوحة ومضمومة إذا تقدمها كسرة أو ياء ساكنة فلو كانت في نفسها مستحقة للتفخيم لبعد أن يبطل ما تستحقه في نفسها لسب خارج عنها كما كان ذلك في حروف الاستعلاء. وأيضا فإن التكرار متحقق في الراء الساكنة سواء كانت مدغمة أو غير مدغمة. أما حصول التكرار في الراء المتحركة الخفيفة فغير بين لكن الذي يصح فيها أنها تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان فترقق إذ ذاك أو تمكنها في ظهر اللسان فتغلظ ولا يمكن خلاف هذا فلو نطفت بها مفتوحة أو مضمومة من ظرف اللسان وأردت تغليظها لم يمكن نحو (الآخرة، ويسرون) فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يكن ترقيقها ولا يقوى لكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في المنطق لذلك لا يستعمله معتبر ولا يوجد إلا في ألفاظ العوام والنبط. وإنما كلام العرب على تمكينها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة والضمة. وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب كما يتبين في هذا الباب في رواية ورش ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان لئلا يحصل التغليظ المنافر للكسرة فحصل من هذا أنه لا دليل فيما ذكروه على أن أصل الراء المتحركة التفخيم وأما الراء الساكنة فوجدناها ترقق بعد الكسرة اللازمة بشرط أن لا يقع بعدها حرف استعلاء نحو (فردوس) وتفخم فيما سوى ذلك فظهر أن تفخيم الراء وترقيقها مرتبط بأسباب كالمتحركة ولم يثبت في ذلك دلالة على حكمها في نفسها فأما تفخيمها بعد الكسرة العارضة في نحو (أم ارتابوا) فلم لا يكون حملا على المضارع إذ قلت (يرتاب) بناء على مذهب الكوفيين في أن صيغة الأمر مقتطعة من المضارع أو بناء على مذهب البصريين في أن الأمر يشبه المقطع من المضارع فلم يعتد بما عرض لها من الكسرة في حال الأمر وعند ثبوت هذا الاحتمال لم يتعين القول بأن أصلها التفخيم (قلت) والقولان محتملان والثاني أظهر لورش من طرق المصريين ولذلك أطلقوا ترقيقها واتسعوا فيه كما قدمنا. وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعا، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت. والأول أحسن. وممن ذهب إلى الترقيق في ذلك صريحا أبو الحسن الحصري فقال:

وما أنت بالترقيق واصِلُهُ فقف عليه به إذ لست فيه بمضطر

وقد خص الترقيق بورش أبو عبد الله بن شريح وأبو علي بن بليمة وغيرهما وأطلقوه حتى في الكسرة العارضة. واستثنى بعضهم كسرة النقل قال في الكافي وقد وقف قوم عن ورش على نحو (واذكر اسم ربك، وفليحذر الذين) بالترقيق كالوصل واستثنوا (فليكفر إنا، وانحر إن) قال ولا حجة لهم إلا الرواية وكذا قال ابن بليمة وزاد فقال: ومنهم من يقف بالترقيق ويصل بالترقيق ولا خلاف أنها مرققة في الوصل انتهى. وقد قدمنا أن القول بالتفخيم حالة السكون هو المقبول المنصور وهو الذي عليه عمل أهل الأداء. وقد يفرق بين كسرة الإعراب وكسرة البناء كما أسرنا إليه فيما تقدم وننبه عليه بعد هذا والله أ‘لم. وتظهر أيضا فائدة الخلاف إذا نطقت بالراء ساكنة بعد همزة الوصل في حكاية لفظ الحرف إذا قلت (أرْكما) تقول -أب أتْ؛ فعلى القول بأن صلها التفخيم تفخم وعلى القول الآخر ترقق وكلاهما محتمل إذ لا نعلم كيف ثبت اللفظ في ذلك عن العرب؟ والحق في ذلك أن يقال إن من زعم أن أصل الراء التفخيم إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقا من حيث إنها راء فلا دليل عليه لما مر وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو الضم وأنها لم عرض لها التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك على التفخيم فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذ يتصور فيها رعى السبب فترفق ورفضه فتبقى على ما استحقه من التفخيم بسبب حركتها فهذا كلام جيد والله أعلم.

(السابع) الوقف بالسكون على (أن اسر) في قراءة من وصل وكسر النون يوقف عليه بالترقيق. أما على القول فإن الوقف عارض فظاهر وأما على القول الآخر فإن الراء قد اكتنفها كسرتان، وإن زالت الثانية وقفا فإن الكسرة قبلها توجب الترقيق. فإن قيل إن الكسر عارض فتفخم مثل (أم ارتابوا) فقد أجابَ بما تقدم أن عروض الكسر هو باعتبار الحمل على أصل مضارعه الذي هو يرتاب. فهي مفخمة لعروض الكسر فيه بخلاف هذه. والأولى أن يقال كما أن الكسر قبل عارض فإن السكون كذلك عارض وليس أحدهما أولى بالاعتبار من الآخر فيلغيان جميعا ويرجع إلى كونها في الأصل مكسورة فترقق على أصلها. وأما على قراءة الباقين وكذلك (فأسر) في قراءة من قطع ووصل فمن لم يعتد بالعارض أيضا رقق وأما على القول الآخر فيحتمل التفخيم للعروض ويحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء وحذفت الياء للبناء فبقي الترقيق دلالة على الأصل وفرقا بين ما أصله الترقيق وما عرض له وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى. والوقف على (والفجر) بالتفخيم أولى والله أعلم.

باب ذكر تغليظ اللامات

تقدم أن تغليظ اللام تسمين حركتها. والتفخيم مرادفه، إلا أن التغليظ في اللام والتفخيم في الراء. والترقيق ضدهما. وقد تطلق عليه الإمالة مجازا. وقولهم: الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم في الراء إن أصلها التفخيم وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها إذ ذاك بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء اللازم. وقد اختص المصريون بمذهب عن ورش في اللام ولم يشاركهم فيها سواهم. ورووا من طريق الأزرق وغيره عن ورش تغليظ اللام إذا جاورها حرف تفخيم واتفق الجمهور منهم على تغليظ اللام إذا تقدمها صاد أو طاء أو ظاء بشروط ثلاثة وهي: أن تكون اللام مفتوحة وأن يكون أحد هذه الحروف الثلاثة مفتوحا أو ساكنا واختلفوا في غير ذلك. وشذ بعضهم فيما بما لم يروه غيره وسيرد عليك جميع ذلك مبينا.

(أما الصاد) المفتوحة فتكون اللام بعدها مخففة ومشددة فالوارد من المخففة في القرآن (الصلاة، وصلوات، وصلاتهم، وصلح، وفصلت ويوصل؛ وفصل طالوت، وفصل، ومفصلا، ومفصلات، وما صلبوه) والوارد من المشددة (صلى، ويصلى، ومصلى، ويصلبوا) ووردت مفصولا بينها وبين الصاد بألف في موضعين (يصالحا، وفصالا).

(والصاد) الساكنة الوارد منها في القرآن (تصلى. وسيصلى. ويصلاها. وسيصلون ويصلونها واصلوها وفيصلب. ومن أصلابكم. وأصلح. وأصلحوا. وإصلاحا والإصلاح وفصل الخطاب).

(وأما الطاء) المفتوحة فتكون اللام بعدها أيضا خفيفة وشديدة. فالوارد في القرآن من الخفيفة (الطلاق. وانطلق وانطلقوا. واطلع. وفاطلع. وبطل، ومعطلة، وطلبا) والوارد من الشديدة (المطلقات. وطلقتم وطلقكن. وطلقها) ووردت مفصولا بينها وبين اللام في حرف واحد وهو (طال) والطاء الساكنة الوارد منها في القرآن موضع واحد وهو (مطلع الفجر) فقط.

(وأما الظاء) فتكون اللام بعدها أيضا خفيفة وشديدة، فالوارد من الخفيفة في القرآن (ظلم، وظلموا، وماظلمناهم) ومن المشددة (ظلام، وظللنا وظلت، وظل وجهه. "والظاء الساكنة" ورد منها في القرآن (ومن أظلم، وإذا أظلم، ولا يظلمون، فيظللن فغلظ ورش من طريق الأزرق اللام في ذلك كله. وروى بعضهم ترقيقها مع الطاء عنه كالجماعة وهو الذي في العنوان والمجتبي والتذكرة وإرشاد ابن غلبون وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن بن غلبون وبه قرأ مكى على أبي الطيب إلا أن صاحب التجريد استثنى من قراءته على عبد الباقي من طريق ابن هلال (الطلاق، وطلقتم) ومنهم من رققها بعد الظاء وهو الذي في التجريد وأحد الوجهين في الكافي. وفصل في الهداية فرقق إذا كانت الظاء مفتوحة نحو: (ظلموا، وظللنا) وفخمها إذا كانت ساكنة نحو: (أظلم، ويظللن). وذكر مكى ترقيقها بعدها إذا كانت مشددة من قراءته على أبي الطيب قل وقياس نص كتابه يدل على تغليظها وإن كانت مشددة. وقال الحافظ أبو عمرو الداني ما نصه: وجماعة من أصحاب ابن هلال كالأذفوي لا يفخمها إلا مع الصاد المهملة. واختلفوا فيما إذا وقع بعد اللام ألف ممالة نحو: (صلى، وسيصلى، ومصلى، ويصلاها). فروى بعضهم تغليظها من أجل الحرف قبلها. وروى بعضهم ترقيقها من أجل الإمالة ففخمها في التبصرة والكافي والتذكرة والتجريد وغيرها ورققها في المجتبي وهو مقتضى العنوان والتيسير وهو في تلخيص أبي معشر أقيس. والوجهان في الكافي وتلخيص ابن بليمة والشاطبية والإعلان وغيرها. وفصل آخرون في ذلك بين رؤوس الآى وغيرها فرققوها في رؤوس الآى للتناسب وغلظوها في غيرها لوجود الموجب قبلها وهو الذي في التبصرة وهو الاختيار في التجريد والأرجح في الشاطبية والأقيس في التيسير وقطع أيضا به في الكافي إلا أنه أجرى الوجهين في غير رؤوس الآى والذي وقع من ذلك رأس آية ثلاث مواضع: (فلا صدق ولا صلى) في القيامة (وذكر اسم ربه فصلى) في سبح (إذا صلى) في العلق. والذي وقع منه غير رأس آية سبعة مواضع (مصلى) في البقرة حالة الوقف، وكذا: (يصلى النار) في سبح (ويصلاها) في الإسراء والليل (ويصلى) في الانشقاق، و (تصلى) في الغاشية (وسيصلى) في المسد. واختلفوا فيما إذا حال بين الحرف وبين اللام فيه ألف وذلك في ثلاثة مواضع: موضعان مع الصاد وهما (فصالا، ويصالحا) وموضع مع الطاء وهو (طال). في طه (أفطال عليكم العهد) وفي الأنبياء (حتى طال عليهم العمر) وفي الحديد (فطال عليهم الأمد) فروى كثير منهم ترقيقها من أجل الفاصل بينهما وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة وتلخيص ابن بليمة والتبصرة وأحد الوجهين في الهداية والهادي والتجريد من قراءته على عبد الباقي وفي الكافي وتلخيص أبي معشر. وروى الآخرون تغليظها اعتدادا بقوة الحرف المستعلى وهو الأقوى قياسا والأقرب إلى مذهب رواة التفخيم. وهو اختيار الداني في غير التيسير. وقال في الجامع: إنه الأوجه. وقال صاحب الكافي: إنه أشهر. وقال أبو معشر الطبري: إنه أقيس. والوجهان جميعا في الشاطبية والتجريد والكافي والتلخيص وجامع البيان إلا أن صاحب التجريد أجرى الوجهين مع الصاد وقطع بالترقيق مع الطاء على أصله. واختلفوا أيضا في اللام المتطرفة إذا وقف عليها وذلك في ستة أحرف وهي (أن يوصل) في البقرة والرعد (ولما فصل) في البقرة (وقد فصل لكم) في الإنعام، (وبطل) في الأعراف (وظل) في النحل والزخرف (وفصل الخطاب) في ص. فروى جماعة الترقيق في الوقف وهو الذي في الكافي والهداية والهادي والتجريد وتلخيص العبارات. وروى آخرون التغليظ وهو الذي في العنوان والمجتبي والتذكرة وغيرها والوجهان جميعا في التيسير والشاطبية وتلخيص أبي معشر. وقال الداني إن التفخيم أقيس في جامع البيان أوجه (قلت) والوجهان صحيحان في هذا الفصل والذي قبله.

والأرجح فيهما التغليظ لأن الحاجز في الأول ألف وليس بحصين ولأن السكون عارض وفي التغليظ دلالة على حكم الوصل في مذهب من غلظ والله أعلم. واختلفوا أيضا في تغليظ اللم من (صلصال) وهو في سورة الحجر والرحمن وإن كانت ساكنة لوقوعها بين الصادين فقطع بتفخيم اللام فيهما صاحب الهداية وتلخيص العبارات والهادي وأجرى الوجهين فيها صاحب التبصرة والكافي والتجريد وأبو معشر وقطع بالترقيق صاحب التيسير والعنوان والتذكرة والمجتبي وغيرها وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن. وقد شذ بعض المغاربة والمصريين فرووا تغليظ اللام في غير ما ذكرنا فروى صاحب الهداية والكافي والتجريد تغليظها بعد الظاء والضاد الساكنتين إذا كانت مضمومة أيضا نحو (مظلوما وفضل الله) وروى بعضهم تغليظها إذا وقعت بين حرفي استعلاء نحو (خلطوا، وأخلصوا. واستغلظ، والمخلصين والخلطاء وأغلظ) ذكره في الهداية والتجريد وتلخيص ابن بليمة وفي وجه في الكافي ورجحه وزاد أيضا تغليظها في (فاختلط، وليتلطف) وزاد في التلخيص تغليظها في (تلظى) وشذ صاحب التجريد من قراءته على عبد الباقي فغلظ اللام من لفظ (ثلاثة) حيث وقع إلا في قوله عز وجل (ثلاثة آلاف، وثلاث ورباع وظلمات ثلاث، وظل ذي ثلاث شعب).

فصل

أجمع القراء وأئمة أهل الأداء على تغليظ اللام من اسم الله تعالى إذا كان بعد فتحة أو ضمة سواء كان في حالة الوصل أو مبدوءا به نحو قوله تعالى (شهد الله، وإذ أخذ الله؛ وقال الله، وربنا الله، وعيسى ابن مريم اللهم) ونحو (رسل الله، وكذبوا الله، ويشهد الله. وإذ قالوا اللهم) فإن كان قبلها كسرة فلا خلاف في ترقيقها سواء كانت الكسرة لازمة أو عارضة زائدة أو أصلية نحو (بسم الله، والحمد لله، وإنا لله، وعن آيات الله، ولم يكن الله ليغفر لهم، وإن يعلم الله، وإن شاء الله، وحسيبا الله، وأحد الله وقل اللهم) فإن فصل هذا الاسم مما قبله وابتدئ به فتحت همزة الوصل وغلظت اللام من أجل الفتحة؛ قال الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه حدثني الحسن بن شاكر البصري. قال ثنا أحمد بن نصر يعني الشذائي قال: التفخيم في هذا الاسم يعني مع الفتحة والضمة ينقله قرن عن قرن وخالف عن سالف قال وإليه كان شيخنا أبو بكر بن مجاهد وأبو الحسن بن المنادى يذهبان انتهى وقد شذ أبو علي الأهوازي فيما حكاه من ترقيق هذه اللام يعني بعد الفتح والضم عن السوسي وروح وتبعه في ذلك من رواه عنه كابن الباذش في إقناعه وغيره وذلك مما لا يصح في التلاوة ولا يؤخذ به في القراءة والله تعالى أعلم.

تنبيهات

(الأول) إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة وإذا أميلت الألف المنقلبة في ذلك إنما تمال مع ترقيق اللام سواء كانت رأس آية أم غيرها إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان وهذا مما لا خلاف فيه.

(الثاني) قال أبو شامة: أما (من مقام إبراهيم مصلى) ففيه التغليظ في الوصل لأنه منون وفي الوقف الوجهان السابقان، قال ولا تترجح الإمالة وإن كان رأس آية إذ لا مؤاخاة لآي قبلها ولا بعدها انتهى، فجعل (مصلى) رأس آية وليس كذلك بل لا خلاف بين العادين أنه ليس برأس آية فاعلم ذلك.

(الثالث) إذا وقعت اللام من اسم الله تعالى بعد الراء الممالة في مذهب السوسي وغيره كما تقدم من قوله تعالى (نرى الله جهرة، وسيرى الله) جاز في اللام التفخيم والترقيق فوجه التفخيم عدم وجود الكسر الخالص قبلها وهو أحد الوجهين في التجريد وبه قرأ على أبي العباس بن نفيس وهو اختيار أبي القاسم الشاطبي وأبي الحسن السخاوي وغيرهم وهو قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين السامري. ووجه الترقيق عدم وجود الفتح الخالص قبلها وهو الوجه الثاني في التجريد وبه قرأ صاحب التجريد على شيخه عبد الباقي وعليه نص الحافظ أبو عمرو في جامعه وغيره وبه قرأ على شيخه أبي الفتح في رواية السوسي عن قراءته على أبي الحسن يعني عبد الباقي بن الحسن الخراساني وقال الداني إنه القياس. وقال الأستاذ أبو عمرو ابن الحاجب إنه الأولى لأمرين. أحدهما أن أصل هذه اللام الترقيق وإنما فخمت للفتح والضم ولا فتح ولا ضم هنا فعدنا إلى الأصل، قال والثاني اعتبار ذلك بترقيق الراء في الوقف بعد الإمالة (قلت) والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء والله أعلم.

(الرابع) إذا رققت الراء لورش من طريق الأزرق في نحو قوله تعالى (أفغير الله أبتغي، أغير الله تدعون، ولذكر الله، ويبشر الله) وجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها بلا نظر لوقوعها بعد فتحة وضمة خالصة ولا اعتبار بترقيق الراء قبل اللام في ذلك؛ وممن نص على ذلك الإمام الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن شريح قال في كتابه الكافي من باب اللامات بعد ذكر مذهب ورش ما نصه: وكذلك لم يختلف في تفخيم لام اسم الله إذا كانت قبلها فتحة أو ضمة نحو (فالله هو الولي، ولذكر الله أكبر) والإمام العلامة المحقق أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي سامة في باب اللامات أيضا من شرحه قال والراء المرققة غير المكسورة كغير المرققة يجب بعدها التفخيم لأن الترقيق لم يغير فتحها ولا ضمها. وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري في الباب المذكور وهذه اللام - يعني من اسم الله - إذا وقعت بعد ترقيق خال من الكسر فهي على تفخيمها نحو (يبشر الله عباده) أو بعد إمالة كبرى فوجهان. وقال الأستاذ أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي في كتابه الكنز في القراآت العشر: فإن أتى - يعني اسم الله - بعد حرف مرقق لا كسرة فيه نحو (ذلك الذي يبشر الله) في قراءة من رقق فليس إلا التفخيم وإن كان بعد إمالة كقوله تعالى (حتى نرى الله جهرة) ففيه وجهان انتهى. وهو مما لا يحتاج إلى زيادة التنبيه عليه وتأكيد الإشارة إليه لظهوره ووضوحه ولولا أن بعض أهل الأداء من أهل عصرنا بلغنا عنه أنه رأى ترقيق اسم الله تعالى بعد الراء المرققة فأجرى الراء المرققة في ذلك مجرى الراء الممالة وبنى أصله على أن الضمة تمال كما تمال الفتحة لأن سيبويه رحمه الله حكى ذلك في (مذعور، والسمر، والمنقر) واستدل بإطلاقهم على الترقيق إمالة واستنتج من ذلك ترقيق اللام بعد المرققة وقطع بأن ذلك هو القياس الذي لا ينبغي أن يخالف مع اعترافه بأنه لم يقرأ بذلك على أحد من شيوخه ولكنه شيء ظهر له من جهة النظر فاتبعه لعدم وجود النص بخلافه على ما ادعاه وذلك كله غير مسلم له ولا موافق عليه. فأما ادعاؤه أن الضمة تمال في مذعور فإنه غير ما نحن فيه فإن حركة الضمة التي هي على العين قربت إلى الكسر ولفظ بها كذلك وذلك مشاهد حسا والضمة التي هي على الراء في (يبشر) لم تقرب إلى الكسرة ولا غيرت عن حالتها ولو غيرت ولفظ بها كما لفظ بمذعور على لغة من أمال لكان لحنا وغير جائز في القراءة وإنما التغيير وقع على الراء فقط لا على حركتها وهذا هو الذي حكاه ابن سفيان وغيره من أن الراء المضمومة تكون عند ورش بين اللفظين فعبروا عن الراء ولم يقولوا إن الضمة تكون بين اللفظين ومن زعم أن الضمة في ذلك تكون تابعة للراء فهو مكابر في المحسوس وأما كون الترقيق إمالة أو غير إمالة فقد تقدم الفرق بين الترقيق والإمالة في أول باب الراآت وإذا ثبت ذلك بطل القياس على (نرى الله) وأما ادعاؤه عدم النص فقد ذكرنا نصوصهم على التفخيم وقول ابن شريح إنه لم يختلف في تفخيم اللام في ذلك. والناس كلهم في سائر الأعصار وأقطار الأمصار ممن أدركناهم وأخذنا عنهم وبلغتنا روايتهم ووصلت إلينا طرقهم لم يختلفوا في ذلك ولا حكوا فيه وجها ولا احتمالا ضعيفا ولا قويا فالواجب الرجوع إلى ما عليه إجماع الأئمة وسلف الأمة والله يوفقنا جميعا لفهم الحق واتباعه وسلوك سبيله بمنه وكرمه.

(الخامس) إن قيل: لم كان التفخيم في الوقف على اللام المغلظة الساكنة وقفا أرجح وكان ينبغي أن لا يجوز البتة كما سبق في الراء المكسورة أنها تفخم وقفا ولا ترقق لذهاب الموجب للترقيق وهو الكسر وههنا قد ذهب الفتح الذي هو شرط في تغليظ اللام وكلا الذهابين عارض؟

(فالجواب) أن سبب التغليظ هنا قائم وهو وجود حرف الاستعلاء وإنما فتح اللام شرط فلم يؤثر سكون الوقف لعروضه وقوة السبب فعمل السبب عمله لضعف المعارض في باب الوقف على الراء المكسورة أن السبب زال بالوقف وهو الكسر فافترقا.

(السادس) ولو قيل: لم كانت الكسرة العارضة والمفصولة وجب ترقيق من اللام اسم الل ولا توجب ترقيق الراء؟

(فالجواب) أن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضا لم يستعملوه فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ وهو الكسر فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها. وأما الراء المتحركة بالفتح أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها فإذا كانت الكسرة لازمة أثرت في لغة دون أخرى فرققت الراء لذلك وفخمت، وقيل الفرق أن المراد من ترقيق الراء بإمالتها وذلك يستدعي سببا قويا للإمالة. وأما ترقيق اللام فهو الإتيان بها على ماهيتها وسجيتها من غير زيادة شيء فيها وإنما التغليظ هو الزيادة فيها ولا تكون الحركة قبل لام اسم الله إلا مفصولة لفظا أو تقديرا. وأما الحركة قبل الراء فتكون مفصولة وموصولة فأمكن اعتبار ذلك فيها بخلاف اللام.

(السابع) اللام المشددة نحو (يصلبوا، وطلقتم، وظل وجهه)، لا يقال فيها إنه فصل بينها وبين حرف الاستعلاء فاصل فينبغي أن يجرى الوجهان لأن ذلك الفاصل أيضا لام أدغمت في مثلها فصار حرفا واحدا فلم تخرج اللام عن كون حرف الاستعلاء وليها. وقد شذ بعضهم فاعتبر ذلك فصلا مطلقا، حكاه الداني. وبعضهم قد أثبته فيما تقدم والله أعلم.

باب الوقف على أواخر الكلم

تقدم أول الكتاب حد الوقف وأن له حالتين: الأولى ما يوقف عليه وتقدمت ثم. الثانية ما يوقف به وهو المقصود هنا "فاعلم" أن للوقف في كلام العرب أوجها متعددة والمستعمل منها عند أئمة القراءة تسعة وهو: السكون، والروم، والإشمام، والإبدال، والنقل، والإدغام، والحذف، والإثبات، والإلحاق.

(فالإلحاق) لما يلحق آخر الكلم من هاآت السكت.

(والإثبات) لما يثبت من الياآت المحذوفات وصلا وسنذكر هذين النوعين في الباب الآتي بعد.

(والحذف) لما يحذف من الياآت الثوابت وصلا كما سيأتي في باب الزوائد.

(والإدغام) لما يدغم من الياآت والواوات في الهمز بعد إبداله كما تقدم في باب وقف حمزة.

(والنقل) لما تقدم في الباب المذكور من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وقفا.

(والبدل) يكون في ثلاثة أنواع: أحدهما الاسم المنصوب المنون يوقف عليه بالألف بدلا من التنوين، الثاني الاسم المؤنث بالتاء في الوصل يوقف عليه بالهاء بدلا من التاء إذا كان الاسم مفردا. وقد تقدم في باب هاء التأنيث في الوقف، الثالث إبدال حرف المد من الهمزة المتطرفة بعد الحركة وبعد الألف كما تقدم في باب وقف حمزة أيضا. وهذا الباب لم يقصد فيه شيء من هذه الأوجه الستة، وإنما قصد فيه بيان ما يجوز الوقف عليه بالسكون وبالروم وبالإشمام خاصة.

(فأما السكون) فهو الأصل في الوقف على الكلم المتحركة وصلا لأن معنى الوقف الترك والقطع من قولهم وقفت عن كلام فلان. أي تركته وقطعته.

ولأن الوقف أيضا ضد الابتداء فكما يختص الابتداء بالحركة كذلك يختص الوقف بالسكون فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وذلك لغة أكثر العرب وهو اختيار جماعة من النحاة وكثير من القراء.

(وأما الروم ) فهو عند القراء عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها وكلا القولين واحد وهو عند النحاة عبارة عن النطق بالحركة بصوت خفي. وقال الجوهري في صحاحه روم الحركة الذي ذكره سيبويه هو حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف قال وهي أكثر من الإشمام لأنها تسمع وهي بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همزة بين بين انتهى. والفرق بين العبارتين سيأتي وفائدة الخلاف بين الفريقين ستظهر.

(وأما الإشمام) فهو عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت وقال بعضهم: إن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة. وكلاهما واحد، ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف. وهذا مما لا يختلف فيه "نعم" حكي عن الكوفيين أنهم يسمون الإشمام روما والروم إشماما؛ قال مكي: وقد روي عن الكسائي الإشمام في المخفوض. قال وأراه يريد به الروم لأن الكوفيين يجعلون ما سميناه روما إشماما وما سميناه إشماما روما. وذكر نصر بن علي الشيرازي في كتابه الموضح أن الكوفيين ومن تابعهم ذهبوا إلى أن الإشمام هو الصوت وهو الذي يسمع لأنه عندهم بعض حركة. والروم هو الذي لا يسمع لأنه روم الحركة من غير تفوه به، قال: والأول هو المشهور عند أهل العربية انتهى. ولا مشاحة في التسمية إذا عرفت الحقائق. وأما قول الجوهري في الصحاح: إشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع وإنما يتبين بحركة الشفة العليا ولا يعتد بها حركة لضعفها، والحرف الذي فيه الإشمام ساكن أو كالساكن انتهى؛ وهو خلاف ما يقوله الناس في حقيقة الإشمام وفي محله فلم يوافق مذهبا من المذهبين. وقد ورد النص في الوقف إشارتي الروم والإشمام عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف بإجماع أهل النقل واختلف في ذلك عن عاصم فرواه عنه نصا الحافظ أبو عمرو والداني وغيره. وكذلك حكاه عنه ابن شيطا عن أئمة العراقيين. وهو الصحيح عنه وكذلك رواه الشطوي نصا عن أصحابه عن أبي جعفر وأما غير هؤلاء فلم يأت عنهم في ذلك نص إلا أن أئمة أهل الأداء ومشايخ الإقراء اختاروا الأخذ بذلك لجميع الأئمة فصار الأخذ بالروم والإشمام إجماعا منهم سائغا لجميع القراء بشروط مخصوصة في مواضع معروفة وباعتبار ذلك انقسم الوقف على أواخر الكلم ثلاثة أقسام: قسم لا يوقف عليه عند أئمة القراءة إلا بالسكون ولا يجوز فيه روم ولا إشمام وهو خمسة أصناف (أولها) ما كان ساكنا في الوصل نحو (فلا تنهر، ولا تمنن، ومن يعتصم، ومن يهاجر، ومن يقاتل فيقتل أو يغلب) (ثانيها) ما كان في الوصل متحركا بالفتح غير منون ولم تكن حركته منقولة نحو (لا ريب، وإن شاء الله، ويؤمنون، وآمن، وضرب) (ثالثها) الهاء التي تلحق الأسماء في الوقف بدلا من تاء التأنيث نحو (الجنة، والملائكة، والقبلة، ولعبرة، ومرة) (رابعها) ميم الجمع في قراءة من حركه في الوصل ووصله وفي قراءة من لم يحركه ولم يصله نحو (عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم، وفيهم؛ ومنهم، وبهم، وأنهم، وعلى قلوبهم، وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم) وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه. وهو قياس غير صحيح لأن هاء الضمير كانت متحركة قبل الصلة بخلاف الميم بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء في الوقف معاملة ثائر الحركات ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون فهي كالذي تحرك لالتقاء الساكنين (خامسها) المتحرك في الوصل بحركة عارضة إما للنقل نحو (وانحر إن، ومن استبرق، فقد أوتي، قل أوحى، وخلوا إلى، وذواتي أكل) وإما لالتقاء الساكنين في الوصل نحو (قم الليل وأنذر الناس. ولقد استهزئ، ولم يكن الذين، ومن يشاء الله، واشتروا الضلالة، وعصوا الرسول) ومن (يومئذ، وحينئذ) لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين فإذا زال التنوين في الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون وهذا بخلاف كسرة (هؤلاء) وضمة (من قبل ومن بعد) فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف لأنه من نفس الكلمة.

(القسم الثاني) ما يجوز فيه الوقف بالسكون وبالروم ولا يجوز بالإشمام وهو ما كان في الوصل متحركا بالكسر سواء كانت الكسرة للإعراب أو البناء نحو (بسم الله الرحمن الرحيم، ومالك يوم الدين، وفي الدار، ومن الناس، فارهبون وارجعون، وأف وهؤلاء، وسبع سموات، وعتل، وزنيم) وكذلك ما كانت الكسرة فيه منقولة من حرف حذف من نفس الكلمة كما في وقف حمزة في نحو: (بين المرء، ومن شيء، وظن السوء، ومن سوء) وما لم تكن الكسرة فيه منقولة من حرف في كلمة أخرى نحو: (ارجع إليهم) أو لالتقاء الساكنين مع كون الساكن من كلمة أخرى نحو (وقالت اخرج) في قراءة مَن كَسَر التاء (وإذا رجت الأرض) في قراءة الجميع أو مع كون الساكن الثاني عارضا للكلمة الأولى كالتنوين في (حينئذ) فإن هذا كله لا يوقف عليه إلا بالسكون كما تقدم.

(القسم الثالث) ما يجوز الوقف عليه بالسكون وبالروم وبالإشمام. وهو ما كان في الوصل متحركا بالضم ما لم تكن الضمة منقولة من كلمة أخرى أو لالتقاء الساكنين. وهذا يستوعب حركة الإعراب وحركة البناء والحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة. فمثال حركة الإعراب (الله الصمد، ويخلق، وعذاب عظيم) ومثال حرّق البناء: (من قبل ومن بعد، ويا صالح) ومثال الحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة (دفء، والمرء) كما تقدم في وقف حمزة ومثال الحركة المنقولة من كلمة أخرى ضمة اللام في (قل أوحى) وضمة النون في (من أوتى)، ومثال حركة التقاء الساكنين ضمة التاء في وقالت أخرج) وضمة الدال في (ولقد استهزئ. في قراءة من ضم. وكذلك الميم من (عليهم القتال. وبهم الأسباب) عند من ضمها. وكذلك نحو (ومنهم الذين، وأنتم الأعلون) وهو المقدم في الصنف الخامس مما لا يجوز فيه وقفا سوى السكون.

(وأما هاء الضمير) فاختلفوا في الإشارة فيها بالروم والإشمام فذهب كثير من أهل الأداء إلى الإشارة فيها مطلقا وهو الذي في التيسير والتجريد والتلخيص والإرشاد والكفاية وغيرها واختيار أبي بكر بن مجاهد. وذهب آخرون إلى منع الإشارة فيها مطلقا من حيث إن حركتها عارضة وهو ظاهر كلام الشاطبي.

والوجهان حكاهما الداني في غير التيسير وقال الوجهان جيدان. وقال في جامع البيان إن الإشارة إليها كسائر المبنى اللازم من الضمير وغيره أقيس انتهى

وذهب جماعة من المحققين إلى التفصيل فمنعوا الإشارة بالروم والإشمام فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسرة أو ياء ساكنة نحو (يعلمه، وأمره، وخذوه، وليرضوه) ونحو (به، وبربه، وفيه، وإليه، وعليه) طلبا للخفة لئلا يخرجوا من ضم أو واو إلى ضمة أو إشارة إليها. ومن كسر أو ياء إلى كسرة؛ وأجازوا الإشارة إذا لم يكن قبلها ذلك نحو (منه، وعنه، واجتباه، وهداه، وأن يعلمه، ولن تخلفه، وأرجئه) لابن كثير وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب (ويتقه) لحفص محافظة على بيان الحركة حيث لم يكن ثقل وهو الذي قطع به أبو محمد مكى وأبو عبد الله بن شريح والحافظ أبو العلاء الهمذاني وأبو الحسن الحصري وغيرهم. وإليه أشار الحصري بقوله:

وأشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة ولا كسرة أو بعد أمْهما فادرِ

وأشار إليه أبو القاسم الشاطبي والداني في جامعه وهو أعدل المذاهب عندي والله أعلم. وأما سبط الخياط فقال: اتفق الكل على روم الحركة في هاء ضمير المفرد الساكن ما قبلها نحو (منه، وعصاه، وإليه، وأخيه، واضربوه) ونحوه. قال واتفقوا على إسكانها إذا تحرك ما قبلها نحو (ليفجر أمامه. فهو يخلفه) ونحو ذلك فانفرد في هذا المذهب فيما أعلم والله أعلم.

تنبيهات

(الأول) قالوا: فائدة الإشارة في الوقف بالروم والإشمام هي بيان الحركة التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها. وهذا التعليل يقتضى استحسان الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته. أما إذا لم يكن بحضرته أحد يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذا ذاك بالروم والإشمام لأنه غير محتاج أن يبين لنفسه، وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع فإن كان السامع عالما بذلك علم بصحة عمل القارئ. وإن كان غير عالم كان في ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو في الوصل وإن كان القارئ متعلما ظهر عليه بين يدي الأستاذ هل أصاب فيقره أو أخطأ فيعلمه. وكثير ما يشتبه على المبتدئين وغيرهم ممن لم يوقفه الأستاذ على بيان الإشارة أن يميزوا بين حركات الإعراب في قوله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم، وإني لما أنزلت إلى من خير فقير) فإنهم إذا اعتادوا الوقف على مثل هذا بالسكون لم يعرفوا كيف يقرؤن (عليم وفقير) حالة الوصل هل هو بالرفع أم بالجر وقد كان كثير من معلمينا يأمرنا فيه بالإشارة. وكان بعضهم يأمر بلوصل محافظة على التعريف به وذلك حسن لطيف والله أعلم.

(الثاني التنوين) في (يومئذ، وكل، وغواش) تنوين عوض من محذوف والإشارة في (يومئذ) ممتنعة وفي (كل وغواش) جائزة لأن أصل الذال من (يومئذ) ساكنة وإنما كسرت من أجل ملاقاتها سكون التنوين فلما وقف عليها زال الذي من أجله كسرت فعادت الذال إلى أصلها وهو السكون وذلك بخلاف (كل، وغواش) لأن التنوين فيه دخل على متحرك فالحركة فيه أصلية فكان الوقف عليه بالروم حسنا والله أعلم.

(الثالث) تظهر فائدة الخلاف بين مذهب القراء والنحويين في حقيقة الروم في المفتوح والمنصوب غير المنون. فعلى قول القراء لا يدخل على حركة الفتح لأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها خرج سائرها لأنها لا تقبل التبعيض كما يقبله الكسر والضم بما فيهما من الثقل. والروم عندهم بعض حركة. وعلى قول النحاة يدخل على حركة الفتح كما يدخل على الضم والكسر لأن الروم عندهم إخفاء الحركة فهو بمعنى الاختلاس. وذلك لا يمتنع في الحركات الثلاث ولذلك جاز الاختلاس عند القراء في هاء (يهدى) وخاء (يخصمون) المفتوحين ولم يجز الروم عندهم في نحو (لا ريب، وأن المساجد) وجاز الروم والاختلاس عند النحاة في نحو (أن يضرب) فالروم وقفا والاختلاس وصلا وكلاهما في اللفظ واحد. قال سيبويه في كتابه: أما ما كان في موضع نصب أو جر فإنك تروم فيه الحركة. فأما الإشمام فليس إليه سبيل انتهى. فالروم عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء أيضا. والاختلاس والإخفاء عندهم واحد ولذلك عبروا بكل منهما عن الآخر كما ذكروا في (أرنا، ونعما، ويهدى، ويخصمون) وربما عبروا بالإخفاء عن الروم أيضا كما ذكر بعضهم في (تأمنا) توسعا. ووقع في كلام الداني في كتابه التجريد أن الإخفاء والروم واحد وفيه نظر.

(الرابع) قولهم لا يجوز الروم والإشمام في الوقف على هاء التأنيث إنما يريدون به إذا وقف بالهاء بدلا من هاء التأنيث لأن الوقف حينئذِ إنما هو على حرف ليس عليه إعراب بل هو بدل من الحرف الذي كان عليه الإعراب. أما إذا وقف عليه بالتاء اتباعا لخط المصحف فيما كتب من ذلك بالتاء كما سيأتى في الباب الآتي فإنه يجوز الوقف عليه بالروم والإشمام بلا نظر لأن الوقف إذ ذاك على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له فيسوغ فيه الروم والإشمام والله أعلم.

(الخامس) يتعين التحفظ في الوقف على المشدد المفتوح بالحركة نحو: (صواف، ويحق الحق. ولكن البر، ومن صد. وكأن. وعليهن) فكثير ممن لا يعرف يقف بالفتح من أجل الساكنين وهو خطأ لا يجوز بل الصواب الوقف بالسكون مع التشديد على الجمع بين الساكنين إذ الجمع بينهما في الوقف مغتفر مطلقا.

(السادس) إذا وقف على المشدد المتطرف وكأن قبله أحد حروف المد أو اللين نحو (دواب، وصواف) واللذان، ونحو (تبشرون، واللذين وهاتين) وقف بالتشديد كما يوصل وإن اجتمع في ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك، وربما زيد في مده وقفا لذلك كما قدمنا في آخر باب المد وقد قال الحافظ أبو عمرو الداني في سورة الحجر من جامع البيان عند ذكره (فيم تبشرون) ما نصه: والوقف على قراءة ابن كثير غير ممكن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت والتقائهن ممتنع وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذي تقع الألف قبله نحو (الدواب، وصواف، وغير مضار، ولا جان) وما أشبهه، وكذلك (اللذان وهذان) على قراءته أن الألف للزوم حركة ما قبلها قوى المد بها فصارت لذلك بمنزلة المتحرك، والواو والياء بتغير حركة ما قبلهما وانتقالهما خاص السكون بهما فلذلك تمكن التقاء الساكنين بعد الألف في الوقف ولم يتمكن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما وكون الألف بمنزلة حرف متحرك انتهى، وهو مما انفرد به ولم أعلم أحدا وافقه على التفرقة بين هذه السواكن المذكورة ولا أعلم له كلاما نظير هذا الكلام الذي لا يخفي ما فيه، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد والروم فلا يجتمع السواكن المذكورة، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان في زنة الساكنين فإن اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسه النطق به لذلك وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو (صواف، ودواب) بالإسكان ولم يسغ الوقف على (أرأيت) ونحوه في وجه الإبدال كما تقدم في آخر باب الهمز المفرد والله أعلم

باب الوقف على مرسوم الخط

وهو خط المصاحف العثمانية التي أجمع الصحابة عليها كما تقدم أول الكتاب، واعلم أن المراد بالخط الكتابة. وهو على قسمين قياسي واصطلاحي فالقياسي ما طابق فيه الخط اللفظ، والاصطلاحي ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو فصل وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها، وبيان ذلك مستوفى في أبواب الهجاء من كتب العربية، وأكثر خط المصاحف موافق لتك القوانين لكنه قد جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها ولا يتعدى إلى سواها؛ منها ما عرفنا سببه، ومنها ما غاب عنا، وقد صنف العلماء فيها كتبا كثيرة قديما وحديثا كأبي حاتم ونصير وأبي بكر بن أبي داود وأبي بكر بن مهران وأبي عمرو الداني وصاحبه أبي داود والشاطبي والحافظ أبي العلاء وغيرهم، وقد أجمع أهل الأداء وأئمة الإقراء عل لزوم مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا واضطرارا فيوقف على الكلمة الموقوف عليها أو المسؤول عنها على وفق رسمها في الهجاء وذلك باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات؛ وتفكيك الكلمات بعضها من بعض من وصل وقطع، فما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منهما مفصولا نحو (ران) يوقف على كل واحدة منهما هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمصار في كل الإعصار، وقد ورد ذلك نصا وأداء عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر وخلف ورواه كذلك نصا الأهوازي وغيره عن ابن عامر، ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء وهو المختار عندنا وعند من تقدمنا للجميع وهو الذي لا يوجد نص بخلافه وبه نأخذ لجميعهم كما أخذ علينا وإلى ذلك أشار أبو مراحم الخاقاني بقوله:

وقف عند إتمام الكلام موافقا لمصحفنا المتلو في البر والبحر

إذا تقرر هذا فليعلم أن الوقف على المرسوم ينقسم إلى متفق عليه ومختلف فيه وهانحن نذكر المختلف فيه من ذلك قسما قسما فإنه مقصود هذا الباب ثم نذكر المتفق عليه آخر كل قسم لتتم الفائدة على عادتنا فنقول:

تنحصر أقسام هذا الباب في خمسة أقسام: الأول والإبدال، الثاني الإثبات الثالث الحذف، الرابع الوصل، الخامس القطع.

(فأما الإبدال) فهو إبدال حرف بآخر وهو من المختلف فيه ينحصر في أصل مطرد، وكلمات مخصوصة.

(فالأصل المطرد) كل هاء التأنيث رسمت تاء نحو (رحمت، ونعمت، وشجرت، وجنت، وكلمت) وهو على قسمين: قسم اتفقوا على قراءته بالإفراد وقسم اختلفوا فيه. فالقسم المتفق على إفراده جملته في القرآن أربع عشرة كلمة تكرر منها ستة (الأول) (رحمت) في سبعة مواضع. في البقرة (أولئك يرجون رحمت الله) وفي الأعراف (إن رحمت الله قريب) وفي هود (رحمت الله وبركاته عليكم) وفي مريم (ذكر رحمت ربك) وفي الروم (إلى آثار رحمت الله) وفي الزخرف (أهم يقسمون رحمت ربك، ورحمت ربك خير) (الثاني) (نعمت) في أحد عشر موضعا. في البقرة (نعمت الله عليكم وما أنزل) وفي آل عمران (نعمت الله عليكم إذ كنتم) وفي المائدة (نعمت الله عليكم إذ همْ) وفي إبراهيم (بدلوا نعمت الله كفرا، وإن تعدوا نعمت الله) وفي النحل: (وبنعمت الله هم يكفرون، ويعرفون نعمت الله، واشكروا نعمت الله) وفي لقمان (في البحر بنعمت الله) وفي فاطر (نعمت الله عليكم هل من خالق) وفي الطور (فذكر فما أنت بنعمت ربك) (الثالث) (امرأت) في سبعة مواضع في آل عمران (إذ قالت امرأت عمران) وفي يوسف (قالت امرأت العزيز) في الموضعين. في القصص (وقالت امرأت فرعون) وفي التحريم (امرأت نوح وامرأت لوط وامرأت فرعون) (الرابع) (سنت) في خمسة مواضع في الأنفال (فقد مضت سنت الأولين) وفي فاطر (فهل ينظرون إلا سنت الأولين. فلن تجد لسنت الله تبديلا، ولن تجد لسنت الله تحويلا) وفي غافر: (سنت الله التي قد خلت في

عباده) (الخامس) (لعنت) في موضعين: أحدهما في آل عمران (فنجعل لعنت الله على الكاذبين، وأن لعنت الله) في النور (السادس) (معصيت الرسول) في الموضعين من المجادلة وغير المكرر سبعة وهي (كلمت ربك الحسنى) في الأعراف (وبقيت الله خير لكم) في هود.

(وقرت عين) في القصص (وفطرت الله) في الروم (وشجرت الزقوم) في الدخان (وجنت نعيم) في الواقعة (وابنت عمران) في التحريم. فوقف على هذه المواضع بالهاء خلافا للرسم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.

هذا هو الذي قرأنا به ونأخذ به وهو مقتضى نصوصهم ونصوص أئمتنا المحققين عنهم وقياس ما ثبت نصا عنهم وإن كان أكثر المؤلفين لم يتعرضوا لذلك فيقتضى عدم ذكرهم له والكثير من هذا الباب أن تكون الجماعة كلهم فيه على الرسم فلا يكون فيه خلاف الوقف عليه بالتاء. فإن من حفظ حجة على من لم يحفظ وغاية من لم يذكر ذلك السكوت ولا حجة فيه وفي الكافي الوقف في ذلك بالهاء لأبي عمرو والكسائي وفي الهداية للكسائي وحده وفي الكنز لابن كثير وأبي عمرو والكسائي فلم يذكر يعقوب.

والقسم الذي قرئ بالإفراد وبالجمع ثمانية أحرف وهي (كلمت ربك) في الإنعام (وتمت كلمت ربك صدقا) وفي يونس (وكذلك حقت كلمت ربك، وإن الذين حقت عليهم كلمت ربك) وفي غافر (وكذلك حقت كلمت ربك، وآيات للسائلين) في يوسف (وفي غيابت الجب) في الموضعين من يوسف (وآيت من ربه) في العنكبوت، وفي الفرقان (آمنون) وفي سبأ (وعلى بينت منه) في فاطر (وما تخرج من ثمرات) في فصلت (وجمالت) في المرسلات. فمن قرأ شيئا من ذلك بالإفراد وكان من مذهبه الوقف بالهاء كما تقدم وقف بالهاء وإن كان من مذهبه الوقف بالتاء وقف بالتاء. من قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع. وسيأتي الكلام على ذلك مفصلا في أماكنه إن شاء الله تعالى. وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء إلا ما ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في الحرف الثاني من يونس وهو إن الذين حقت عليهم كلمت ربك) قال تأملته في مصاحف أهل العراق فرأيته مرسوما بالهاء؛ وكذلك اختلف أيضا في قوله في غافر (وكذلك حقت كلمة ربك) فكتابته بالهاء على قراءة الإفراد بلا نظر. وكتابته بالتاء على مراد الجمع. ويحتمل أن يراد الإفراد ويكون كنظائره مما كتب بالتاء مفردا. ولكن الذي هو في مصاحفهم بالتاء قرؤه بالجمع فيما نعلمه والله أعلم. ويلتحق بهذه الأحرف (حصرت صدورهم) في النساء. قرأ يعقوب بالتنوين والنصب على أنه اسم مؤنث. وقد نص عليه أبو العز القلانسي وأبو الحسن طاهر بن غلبون والحافظ أبو عمرو الداني وغيرهم أن الوقف عليه بالهاء. وذلك على أصله في الباب. ونص أبو طاهر بن سوار وغيره على أن الوقف بالتاء لكلهم وذلك يقتضى التاء له وسكت آخرون فلم ينصوا فيه كالحافظ أبي العلاء وغيره وقال سبط الخياط في المبهج: والوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك في المصحف. قال ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب مثل كلمة ووجلة وهذا يقتضى الوقف عنده على ما كتب تاء بها كما قدمنا والله أعلم.

(وأما الكلمات المخصوصة) فهي ست: (يا أبت وهيهات. ومرضات، ولات، واللات، وذات بهجة) (أما يا أبت) وهي في يوسف. ومريم. والقصص. والصافات. فوقف عليها بالهاء خلافا للرسم: ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب. ووقف الباقون بالتاء على الرسم (وأما هيهات) وهو الحرفان في المؤمنون فوقف عليها بالهاء. الكسائي والبزي. واختلف عن قنبل فروى عنه العراقيون قاطبة الهاء كالبزي وهو الذي في الكافي والهداية والهادي والتجريد وغيرها، وقطع له بالتاء فيهما صاحب التبصرة والتيسير والشاطبية والعنوان والتذكرة وتلخيص العبارات وغيرها. وبذلك قرأ الباقون. إلا أن الخلاف في العنوان والتذكرة والتلخيص لم يذكر في الأول، وانفرد صاحب العنوان عن أبي الحارث بالتاء في الثانية كالجماعة (وأما مرضات) وهو أربعة مواضع موضعان في البقرة وموضع في النساء. وموضع في التحريم (ولات حين مناص) في ص (واللات) في النجم (وذات بهجة) في النمل. فوقف الكسائي على الأربعة بالهاء. هذا هو الصحيح عنه وقد اختلف في بعضها في بعض الكتب فلم يذكر في تلخيص العبارات (اللات، وذات بهجة) وخص الدوري عنه في لات بالهاء وفي التبصرة روى عن الكسائي في غير مرضات الهاء والمشهور عنه التاء ولم يذكر في التجريد (ذات بهجة، ولات حين) ووقف من قراءته على الفارسي يعني في الروايتين على اللات بالهاء. ولم يذكر أبو العز ولا كثير من العراقيين (ذات بهجة) وقطع له في (مرضات) بالهاء وفي التبصرة حكى عن حمزة وحدة الوقف فيه بالهاء وكذا حكى غيره. وقد ورد الخلاف عنه والصواب التاء قال الداني في الجامع: وهذ هو الصحيح عنه وقول ابن مجاهد في سبعته حمزة وحده يقف على مرضاة بالتاء. والباقون بالهاء. وقال الداني يعني ابن مجاهد إن النص لم يرد عنهم بالوقف على ذلك بالتاء إلا عن حمزة ومن سواه غير الكسائي. فالنص فيه معدوم عنه إذا كان نافع وغيره ممن لا نص فيه عنه يقف على ذلك بالتاء على حال رسمه وذكر صاحب الكافي وصاحب الهداية الوقف على (ذات بهجة، وذات الصدور) وشبهه عن الكسائي بالهاء. والمراد بشبهه (ذات بينكم، وذات الشوكة، وذات اليمين، وذات الشمال، وذات حمل، وذات قرار، وذات الحبك، وذات ألواح وذات الأكمام، وذات البروج، وذات الوقود، وذات الرجع، وذات الصدع وذات العماد، وذات لهب) ووقع (ذات الصدور) في موضعي آل عمران وفي المائدة والأنفال وهود ولقمان وفاطر والزمر والشورى والحديد والتغابن والملك. وهو ضعيف لمخالفته الرسم ولأن عمل أهل الأداء على غيره وزعم ابن جبارة أن ابن كثير وأبا عمرو والكسائي ويعقوب يفون على (ذات الشوكة، وذات لهب، وبذات الصدور) بالهاء تفرق بينه وبين أخواته ونص عمن لا نص عنه ولا أعلمه إلا قاسه على ما كتب بالتاء من المؤنث وليس بصحيح بل الصواب الوقف عليه بالتاء للجميع اتباعا للرسم والله أعلم.

(والقسم المتفق عليه من الإبدال) نوعان: أحدهما المنصوب لمنون غير المؤنث يبدل في الوقف ألفا مطلقا كما تقدم في الباب قبله نحو: (أن يضرب مثلا، وكنتم أمواتا، وكان حقا، وللناس إماما) والثاني الاسم المفرد المؤنث ما لم يرسم بالتاء تبدل تاؤه وصلاها وقفا سواء كان منونا أو غير منون نحو: (ومن يبدل نعمة الله، وتلك الجنة، ومن الجنة، وعلى أبصارهم غشاوة، ومثلا ما بعوضة، وكمثل جنة بربوة) وشذ جماعة من العراقيين فرووا عن الكسائي وحده الوقف على مناة بالهاء وعن الباقين بالتاء. ذكر ذلك ابن سوار وأبو العز وسبط الخياط وهو غلط وأحسب أن الوهم حصل لهم من نص نصير على كتابته بالهاء. ونصير من أصحاب الكسائي فحملوا الرسم على القراءة وأخذوا بالضد للباقين. ولم يرد نصير إلا حكاية رسمها كما حكى رسم غيرها في كتابة مما لا خلاف في رسمه ولا تعلق له بالقراءة والعجب من قول الأهوازي: وأجمعت المصحف على كتابتها منوة بواو والوقف عليه عن الجماعة بالتاء. فالصواب الوقف عليه عن كل القراء بالهاء على وفق الرسم والله أعلم.

(وأما الإثبات) فهو على قسمين أحدهما إثبات ما حذف رسما، والثاني إثبات ما حذف لفظا. فالذي ثبت من المحذوف رسما ينحصر في نوعين الأول وهو من الإلحاق كما تقدم في الباب قبله هاء السكت، الثاني أحد حروف العلة الواقعة قبل ساكن فحذفت لذلك. أما هاء السكت فتجئ في خمسة أصول مطردة وكلمات مخصوصة.

(الأصل الأول) ما الاستفهامية المجرورة بحرف الجر. ووقعت في خمس كلمات (عم، وفيم، وبم، ولم، ومم) فاختلفوا في الوقف عليها بالهاء عن يعقوب والبزي. فأما يعقوب فقطع له في الوقف بالهاء أبو محمد سبط الخياط وأبو الفضل الرازي والشريف عن الشرف العباسي. وقطع له الجمهور كأبي العز وابن غلبون والحافظ أبي العلاء وابن سوار والداني بالهاء في الحرف الأول وهو (عم) وقطع له الأكثرون بذلك في الحرف الثاني وهو: فيم نحو: (فيم كنتم، وفيم أنت) وهو الذي في الإرشاد والمستنير. وزاد أيضا الحرف الثالث وهو: بم نحو (فيم تبشرون) وقطع له الداني بالهاء في الحرف الأخير وهو (مم) وقطع من قراءته على أبي الفتح في لم وبم وفيم، وقطع آخرون بذلك لرويس خاصة في الأحرف الخمسة كأبي بكر بن مهران، وقطع أبو العز بذلك لرويس في الأحرف الثلاثة الأخيرة وجعل الحرفين الأولين ليعقوب بكماله كما تقدم آنفا ولم يذكره عنه في الكامل ولا في الجامع ولا في كثير من الكتب.

(قلت) وبالوجهين آخذ ليعقوب في الأحرف الخمسة لثبوتها عندي عنه من روايتيه. وأما البزي فقطع له بالهاء في الأحرف الخمسة صاحب التيسير والتبصرة والتذكرة والكافي وتلخيص العبارات وغيرها ولم يذكره أكثر المؤلفين وهو الذي عليه العراقيون. وانفرد في الهداية بالهاء عن ابن كثير بكماله في (عم) ولم فقط. وأطلق للبزي الخلاف في الخمسة أبو القاسم الشاطبي والداني في غير التيسير وبالهاء قرأ على أبي الحسن بن غلبون وبغير هاء قرأ على أبي الفتح فارس بن أحمد وعبد العزيز بن جعفر الفارسي وهو من المواضع التي خرج صاحب التيسير فيها عن طرقه فإنه أسند رواية البزي عن الفارسي هذا وقطع فيه بالهاء عن البزي ولم يقرأ بالهاء إلا على ابن غلبون كما نص عليه في جامع البيان "وهاء" السكت مختارة في هذا الأصل عند علماء العربية عوضا عن الألف المحذوفة.

(الأصل الثاني) هو وهي حيث وقعا وكيف جاءا نحو (وهو، ولهو، وأن يمل هو، فإنه هو، ولا إله إلا هو) ونحو (ماهي، ولهى، وهي) فوقف على ذلك بالهاء يعقوب من غير خلاف عنه.

(الأصل الثالث) النون المشددة من جع الإناث سواء اتصل به شيء. أو لم يتصل نحو (هن أطهر. ولهن مثل الذي عليهن، وأن يضعن حملهن، ومن الأرض مثلهن، وبين أيديهن وأرجلهن) فاختلف عن يعقوب في الوقف على ذلك بالهاء فقطع في التذكرة بإثبات الهاء عن يعقوب في ذلك كله.

وكذلك الحافظ أبو عمرو الداني وذكره أبو طاهر بن سوار وقطع به أبو العز القلانسي لرويس من طريق القاضي وأطلقه في الكنز عن رويس وقطع به ابن مهران لروح. والوجهان ثابتان عن يعقوب بهما قرأت وبهما آخذ، وقد أطلقه بعضهم وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلوا به ولم أجد أحدا مثل بغير ذلك فإن نص على غيره أحد يوثق به رجعنا إليه وإلا فالأمر كما ظهر لنا.

(الأصل الرابع) المشدد المبنى نحو (أن لا تعلوا علىّ، وإلا ما يوحى إلى وخلقت بيدي. وما أنتم بمصرخي. ما يبدل القول لدىّ) اختلف فيه عن يعقوب أيضا فنص على الوقف عليه بالهاء ليعقوب بكماله أبو الحسن طاهر بن غلبون والحافظ أبو عمرو الداني والأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو بكر بن مهران عن روح وحده. والأكثرون على حذف الهاء وقفا وكلاهما ثابت عن يعقوب.

والظاهر أن ذلك مقيد بما كان بالياء كما مثلنا به ومثل به المثبتون فإن ثبت غير ذلك أصبر إليه والله أعلم. وانفرد الداني بالهاء في لكن وإن يعنى المفتوحة والمكسورة وقياس ذلك كأن والله أعلم.

(الأصل الخامس) النون المفتوحة نحو (العالمين، والذين، والمفلحون وبمؤمنين، فروى بعضهم عن يعقوب الوقف على ذلك كله بالهاء، وحكاه أبو طاهر بن سوار وغيره ورواه ابن مهران عن رويس، وهو لغة فاشية مطردة عند العرب، ومقتضى تمثيل ابن سوار إطلاقه في الأسماء والأفعال فإنه مثل بقوله (ينفقون) وروى ابن مهران عن هبة الله عن التمار تقييده بما لم يلتبس بهاء الكناية ومثله بقوله: وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؛ وبما كنتم تدرسون. قال ومذهب أبي الحسن بن أبي يعنى شيخه ابن مقسم إن هاء السكت لا تثبت في الأفعال (قلت) والصواب تقييده عند من أجازه كما نص عليه علماء العربية، والجمهور على عدم إثبات الهاء عن يعقوب في هذا الفصل وعليه العمل والله أعلم "وأما الكلمات المخصوصة" فهي أربع (ويلتي؛ وأسفي وياحسرتي وثم الظرف) فاختلف فيها عن رويس فقطع ابن مهران له بالهاء وكذلك صاحب الكنز ورواه أبو العز القلانسي عن القاضي أبي العلاء عنه. ونص الداني على ثم ليعقوب بكماله ورواه الآخرون عنه بغير هاء كالباقين والوجهان صحيحان عن رويس قرأت بهما وبهما آخذوا انفرد الداني عن يعقوب بالهاء في هلم وانفرد ابن مهران بالهاء في إياي وقياسه مثواى، ومحياى؛ وكذلك في أبي وقياسه أخي، ولا يتأتى ذلك إلا مع فتح الياء، وليست قراءة يعقوب، وروى عن أبي الحسن بن أبي بكر المذكور تستفتيان بالهاء من الأفعال خاصة فخالف في ذلك سائر الرواة مع ضعفه والله أعلم. وهاء السكت في هذا كله وما أشبهه جائزة عند علماء العربية سماعا وقياسا والله أعلم.

(وأما النوع الثاني) وهو أحد أحرف العلة الثلاثة: الياء، والواو، والألف فأما الياء فمه ما حذف لالتقاء الساكنين وما هو لغير ذلك كما يأتي في باب الزوائد فالمحذوفة رسمً للساكن على قسمين أحدهما ما حذف لأجل التنوين، والثاني ما حذف لغيره: فالذي حذف التنوين ثلاثون حرفا في سبعة وأربعين موضعا (باغ ولا عاد) وكلاهما في البقرة والإنعام والنحل (ومن موص) في البقرة (وعن تراض) في البقرة والنساء (ولا حام) في النئدة (ولات) في موضعين في اأنعام والعنكبوت (ومن فوقهم غواش ولهم أيد) كلاهما في الأعراف (ولعال) في يونس (وأنه ناج) في يوسف وهاد) في خمسة مواضع اثنان في الرعد وكذلك في الزمر، وآخر في المؤمن (وواق) في ثلاثة مواضع اثنان في الرعد. وآخر في المؤمن (ومستخف) في الرعد (ومن وال) فيها (وواد) في موضعين (بواد) في إبراهيم (وواد) في الشعراء (وما عند الله باق) في النحل (وأنت مفتر) فيها (وليال) في ثلاثة مواضع: مريم والحافة والفجر (وأنت قاض) في طه (وإلا زان) في النور (وهو جاز) في لقمان (وبكاف) في الزمر (ومعتد) في ثلاثة مواضع: ق ونون والمطففين (وعليها فإن) في الرحمن (وبين حميم آن) فيها (ودان) فيها أيضا (ومهتد) في الحديد (وملاق) في الحافة (ومن راق) في القيامة، وتتمة الثلاثين (هار) في التوبة؛ على أنه مقلوب كما قدمنا في الإمالة فأثبت ابن كثير الياء في أربعة أحرف في عشرة مواضع وهي (هاد) في الخمسة (وواق) في الثلاثة (ووال. وباق) هذا هو الصحيح عنه وانفرد فارس بن أحمد من قراءته على السامري عن ابن مجاهد عن قنبل بإثبات الياء في موضعين آخرين وهما (فان) في الرحمن (وراق) في القيامة. فيما ذكره الداني في جامع البيان. وقد خالف فيهما سائر الناس. وكأن الداني لم يرتضه فإنه لم يعول عليه في التيسير ولا في غيره مع أنه أسند رواية قنبل في هذه المؤلفات من هذه الطرق. وانفرد الهذلي في الكامل عن ابن شنبوذ عن قنبل بالوقف بالياء على سائر الباب. وكذا حكاه ابن مجاهد عن قنبل في جامعه وانفرد ابن مهران عن يعقوب بإثبات الياء في الجميع وقفا ولا أعلمه رواه غيره وانفرد الهذلي أيضا عن ابن شنبوذ عن النحاس عن أبي عدي عن ابن سيف كلاهما عن الأزرق عن ورش بإثبات الياء في قاض وفي باغ مخير فخالف سائر الرواة والله أعلم.

والذي حذف لغير تنوين أحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا وهي (يؤت) في موضعين (يؤت الحكمة) في البقرة في قراءة يعقوب (وسوف يؤت الله) في النساء (واخشون اليوم) في المائدة (ويقض الحق) في الأنعام. في قراءة أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. (وننج المؤمنين) في يونس (والواد) في أربعة مواضع (بالواد المقدس طوى) في طه والنازعات (وعلى واد النمل. والواد الأيمن) في القصص (وهاد) في موضعين (لهاد الذين) في الحج (وبهادي العمى) في الروم (ويردن الرحمن) في يس (وصال الجحيم) في الصافات (ويناد المناد) في ق~ (وتغن النذر) في اقتراب (والجوار) في موضعين (الجوار المنشآت) في الرحمن (والجوار الكنس) في كورت (وأما: آتان الله) في النمل، (وفبشر عباد الذين) في الزمر: فسيأتيان في باب الزوائد من أجل فتح يا أيها وصلا وأما (يا عباد الذين آمنوا) أول الزمر. فلا خلاف في حذفهما في الحالين للرسم والرواية والأفصح في العربية إلا ما ذكره الحافظ أبو العلاء عن رويس كما سيأتي. فوقف يعقوب في المواضع السبعة عشر بالياء هذا هو الصحيح من نصوص أئمتنا في الجميع، وهو قياس مذهبه وأصله. وقد نص على الجميع جملة وتفصيلا أبو القاسم الهذلي وأبو عمرو الداني. ونص على يؤت الحكمة صاحب المبهج والمستنير والإرشاد والكفاية والكنز وأبو الحسن بن فارس والحافظ أبو العلاء وغيرهم. ونص على (يؤت الله) هؤلاء المذكورون وسواهم ونص على (واخشون اليوم) في المبهج والتذكرة والجامع والمستنير وغاية الاختصار والإرشاد والكفاية والكنز وغيرها ونص على (يقض الحق) هؤلاء المذكورون وغيرهم إلا أنه جعله في الكفاية قياسا مع تصريحه بالنص في الإرشاد. ونص على (ننج المؤمنين) سبط الخياط وابن سوار وأبو العز وأبو الحسن الخياط وأبو العلاء الهمداني وغيرهم. ونص على (بالواد المقدس) في الموضعين أبو الحسن ابن غلبون وأبو محمد سبط الخياط وأبو طاهر بن سوار وذكره الحافظ أبو العلاء قياسا. ونص على واد النمل صاحب المستنير والإرشاد والكفاية والمبهج والتذكرة والغاية وغيرهم. ونص على (الوادي الأيمن) أبو الحسن بن غلبون وذكره في المبهج والمستنير وغاية الاختصار قياسا. ونص على (لهادي الذين آمنوا) أبو طاهر بن سوار والحافظ أبو العلاء وأبو الحسن بن فارس وأبو العز القلانسي وغيرهم. ونص على (بهادي العمى) في الروم صاحب المستنير وصاحب غاية الاختصار وصاحب التذكرة وصاحب الكنز وغيرهم. ونص على (يردن الرحمن) الجمهور كابن سوار وأبي العز وأبي العلاء والسبط وغيرهم ولم يذكره له في التذكرة وسيأتي ذكره في الزوائد من أجل أبي جعفر وصلا. ونص على (صال الجحيم) ابن سوار وسبط الخياط وأبو العلاء الهمداني وأبو الحسن بن فارس وأبو العز القلانسي وغيرهم ونص على (ينادي المناد) هؤلاء المذكورون وسواهم ونص على تغن النذر صاحب المستنير وابو الحسن الخياط صاحب الجامع وذكره أبو العلاء الحافظ قياسا ونص على الموضعين في الكفاية والإرشاد والكنز وغيرها وذكره في غاية الاختصار قياسا وكل من لم ينص على شيء مما ذكرنا فإنه ساكت، ولا يلزم من سكوته ثبوت رواية ولا عدمها والنص يقدم على كل حال لاسيما وقد عضدها القياس وصح بها الأداء فوجب الرجوع إليها. ووافقه على (وادي النمل) الكسائي فيما رواه الجمهور عنه وهو الذي قطع به الداني وطاهر بن غلبون وأبو القاسم الهذلي وأبو عبد الله ابن شريح وأبو العباس المهدوي وأبو عبد الله بن سفيان وأبو علي بن بليمة وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي وزاد ابن غلبون وابن شريح وابن بليمة عن الكسائي أيضا الواد المقدس في الموضعين وذكر الثلاثة في التبصرة عنه وقال والمشهور الحذف وبه قرأت وزاد ابن بليمة وابن غلبون (الوادي الأيمن) ولم يذكر كثير من العراقيين في الأربعة سوى الحذف (قلت) والأصح عنه هو الوقف بالياء على وادي النمل دون الثلاثة الباقية وإن كان الوقف عليه بالحذف صح عنه أيضا لأن سورة بن المبارك روى عنه نصا أنه قال الوقف على (وادي النمل) بالياء. قال الكسائي ولم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء. قال الداني في جامعه وهذه علة صحيحة مفهومة لأنها تقتضي هذا الوضع خاصة قال وقال عنه يعني سورة ابن المبارك الواد المقدس بغير ياء لأنه غير مضاف ووافقه أيضا على (بهادي العمى) في الروم الكسائي على اختلاف عنه فيقطع له بالياء أبو الحسن بن غلبون وأبو عمرو الداني في التيسير والمفردات وصاحب الهداية والهادي والشاطبية وغيرهم وقطع له بالحذف أبو محمد مكي وابن الفحام وابن شريح على الصحيح عنده وأبو طاهر ابن سوار والحافظ أبو العلاء وغيرهم وذكر الوجهين أبو العز القلانسي والداني في جامعه ثم روى عنه نصا أنه يقف عليه بغير ياء. ثم قال وهو الذي يليق بمذهب الكسائي وهو الصحيح عندي عنه (قلت) والوجهان صحيحان نصا وأداء وعلى الحذف جمهور العراقيين. واختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته له (تهدي العمى) فبالياء قطع له أبو الحسن في التذكرة والداني في جميع كتبه وابن بليمة والحافظ أبو العلاء وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي. وقطع له بالحذف المهدوي وابن سفيان وابن سوار وغيرهم. ولم يتعرض له أكثر العراقيين وأما الذي في سورة النمل فلا خلاف في الوقف عليه بالياء في القراءتين من أجل رسمه كذلك والله أعلم. ووافقه ابن كثير على (ينادي المنادي) فوقف بالياء على قول الجمهور وبه قطع صاحب التجريد والمبهج وغاية الاختصار والمستنير والإرشاد والكفاية وابن فارس وغيرهم وهو الذي في التيسير وروى عنه آخرون الحذف. وهو الذي

في التذكرة والتبصرة والهداية والهادي والكافي وتلخيص العبارات وغيرها من كتب المغاربة. والوجهان جميعا في الشاطبية والإعلان وجامع البيان وغيرها. والأول أصح وبه ورد النص عنه والله أعلم. وانفرد أبو العلاء الهمداني عن رويس بإثبات (يا عباد الذين آمنوا). أول الزمر في الوقف وخالف سائر الرواة وهو قياس (يا عباد فاتقون). وانفرد الهذلي عن ابن عدي عن ابن سيف عن الأزرق بالياء في (لصال الجحيم) مثل يعقوب فخالف سائر الرواة. وأما ما حذف من الواوات رسما للساكن وهو أربعة مواضع (ويدع الإنسان. في سبحان. ويمح الله الباطل) في الشورى، (ويوم يدع الداع). في القمر، و (سندع الزبانية) في العلق. فإن الوقف عليها للجميع على الرسم. وقد قال مكي وغيره لا ينبغي أن يعتمد الوقف عليها ولا على ما يشابهها لأنه إن وقف بالرسم خالف الأصل وإن وقف بالأصل خالف الرسم انتهى. ولا يخفي ما فيه فإن الوقف على هذه وأشباهها ليس على وجه الاختيار والفرض أنه لو اضطر إلى الوقف عليها كيف يكون. وكأنهم إنما يريدون بذلك ما لم تصح فيه رواية وإلا فكم من موضع خولف فيه الرسم وخولف فيه الأصل. ولا حرج في ذلك إذا صحت الرواية. وقد نص الحافظ أبو عمرو الداني عن يعقوب على الوقف عليها بالواو على الأصل. وقال هذه قراءتي على أبي الفتح وأبي الحسن جميعا وبذلك جاء النص عنه (قلت) وهو من انفراده وقد قرأت به من طريقه. وانفرد ابن فارس في جامعه بذلك عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس ذكره في سورة القمر (وأما نسوا الله فنسيهم) فقد ذكر القراء أنه حذف أيضا رسما وسائر الناس على خلافه وعدوا ذلك وهما منه فيوقف عليه بالواو للجميع. وأما وصالح المؤمنين فليس حذف واوه من هذا الباب إذ هو مفرد فاتفق اللفظ والرسم والأصل على حذفه. وحكم (هؤم اقرؤا) كذلك كما ذكرنا في آخر باب وقف حمزة فيوقف عليهما بالحذف بلا نظر كما يوقف على (أولم يرى الذين) بحذف الألف وعلى (ومن تقي السيآت ومن يهدي الله) بحذف الياء والله أعلم. وأما ما حذف من الألفات لساكن فهو من المختلف فيه كلمة واحدة وهي (أيه) وقعت في ثلاثة مواضع. (أيه المؤمنون) في النور (ويا أيه الساحر) في الزخرف (وأيه الثقلان) في الرحمن فوقف عليه بالألف في المواضع الثلاث على الأصل خلافا للرسم أبو عمرو والكسائي ويعقوب ووقف عليها الباقون بالحذف اتباعا للرسم إلا أن ابن عامر ضم الهاء على الإتباع لضم الياء قبلها.

(وأما القسم الثاني) من الإثبات وهو من الإلحاق أيضا وهو إثبات ما حذف لفظا وهو مختلف فيه ومتفق عليه (فالمختلف فيه) سبع كلمات وهي (يتسنه) في البقرة (واقتده) في الأنعام (وكتابيه) في الموضعين (وحسابيه) كذلك. وماليه (وسلطانيه) الأربعة في الحاقة (وماهيه) في القارعة.

أما (يتسنه واقتده) فحذف الهاء منهما لفظا في الوصل وأثبتهما في الوقف للرسم حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وأثبتها الباقون في الحالين وكسر الهاء من اقتده وصلا ابن عامر. واختلف عن ابن ذكوان في إشباع كسرتها فروى الجمهور عنه الإشباع وهو الذي في التيسير والمفردات والهادي والهداية والتبصرة والتذكرة والتجريد والتلخيصين والغايتين والجامع والمستنير والكفاية الكبرى وسائر الكتب إلا اليسير منها. وروى بعضهم عنه الكسر من غير إشباع كرواية هشام. وهي طريق زيد عن الرملي عن الصوري عنه كما نص عليه أبو العز في الإرشاد ومن تبعه على ذلك من الواسطيين كابن مؤمن والديواني وابن زريق الحداد وغيرهم وكذا رواه ابن مجاهد عن ابن ذكوان فيكون ذلك من رواية الثعلبي عن ابن ذكوان. وكذا رواه الداجواني عن أصحابه عنه. وقد رواها الشاطبي عنه ولا أعلمها وردت عنه من طريق ولا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا والله أعلم. وأما كتابيه فيهما وحسابيه. كلاهما فحذف الهاء منهما وصلا وأثبتها وقفا يعقوب. والباقون بإثباتها في الحالين. وأما (ماليه وسلطانيه) الأربعة في الحاقة. و (ماهيه) فحذف الهاء من الثلاثة في الوصل حمزة ويعقوب وأثبتها الباقون في الحالين. وبقي من المختلف فيه سبعة أحرف وهي: (لكنا هو) في الكهف (والظنونا والرسولا والسبيلا) في الأحزاب. (وسلاسلا وقواريرا قواريرا) في الإنسان نذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى والمتفق عليه لفظ أنا حيث وقع نحو (أنا لكم، وأنا نذير، وإني أنا الله لا إله إلا أنا) أجمعوا على حذف ألفه وصلا وإثباتها وقفا. هذا ما لم يلقه همزة قطع فإن لقيه همزة قطع فاختلفوا في حذفها في الوصل وسيأتي في البقرة إن شاء الله تعالى ومن المتفق عليه ما حذف من الياءات والواوات والألفات لالتقاء الساكنين وهو ثابت رسما نحو: (يؤتي الحكمة، ويأتي الله بقوم، وأوفي الكيل، وبهادي العمى) في النمل (وادخلي الصرح، وحاضري المسجد الحرام، وآتي الرحمن، وأولي الأيدي، ويا أولي الألباب، ويا أولي الأبصار، ومحلي الصيد، ومهلكي القرى) ونحو (يمحو الله ما يشاء، وقالوا الآن، وأن تضلوا السبيل، فاستبقوا الخيرات، وإذ تسوروا المحراب، وجابوا الصخر، ولا تسبوا الذين، فيسبوا الله، وملاقو الله، وألو الفضل، وصالو الجحيم، وصالو النار، ومرسلو الناقة) ونحو: (وقالا الحمد لله، واستبقا الباب، وأدخلا النار، وأنا الله) فالوقف على جميع ذلك وما أشبهه بالإثبات لثبوتها رسما وحكما وهذا أيضا مما لم يختلف فيه والله أعلم. وأما ثمود من قوله تعالى (ألا إن ثمود) في هود (وعادا وثمود) في الفرقان وفي العنكبوت والنجم في قراءة من لم ينونه فسيأتي بيان الوقف عليه في سورة هود إن شاء الله.

(وأما الحذف) فهو أيضا على قسمين أحدهما حذف ما ثبت رسما: والثاني حذف ما ثبت لفظا

(فالأول) من المختلف فيه كلمة واحدة وهي: (وكأين) وقعت في سبعة مواضع: في آل عمران ويوسف، وفي الحج موضعان وفي العنكبوت والقتال والطلاق. فحذف النون منها ووقف على الياء أبو عمرو ويعقوب ووقف الباقون بالنون وهو تنوين ثبت رسما من أجل احتمال قراءة ابن كثير وأبي جعفر كما سيأتي والله أعلم. ومن المتفق عليه ما كتب بالواو والياء صورة للهمزة المتطرفة وهو؛ يتفيؤا، وتفتؤا، وأتوكؤا. ويعبؤا وما ذكر معه في باب وقف حمزة على الهمزة وكذلك من: نبائ. وتلقائ وإيتائ وما معه مما ذكرناه في الباب المذكور فلم يختلف في الوقف بغير ما صورة الهمزة به إلا ما ذكر عن حمزة وقد بيناه

(والقسم الثاني) وهو حذف ما ثبت لفظا لم يقع مختلفا فيه ووقع من المتفق عليه أصل مطرد وهو: الواو والياء الثابتتان في هاء الكناية لفظا مما حذف رسما وذلك فيما وقع قبل الهاء فيه متحرك نحو: إنه وبه كما تقدم أول باب هاء الكتابة ويلتحق بذلك ما وصل بالواو والياء مما اختلف فيه في مذهب ابن كثير وغيره وكذلك صلة ميم الجمع كما تقدم والله أعلم.

وأما وصل المقطوع رسما فوقع مختلفا فيه في أياما في قوله تعالى (أياما تدعوا) في آخر سورة سبحان ومال في أربعة مواضع (مال هؤلاء القوم) في النساء (ومال هذا الكتاب) في الكهف (ومال هذا الرسول) في الفرقان (ومال الذين كفروا) في سأل (وآل ياسين) في الصافات (أما: أياما) فنص جماعة من أهل الأداء على الخلاف فيه كالحافظ أبي عمرو الداني في التيسير وشيخه طاهر بن غلبون وأبي عبد الله بن شريح وغيرهم ورووا الوقف على أيا دون ما عن حمزة والكسائي. وأشار ابن غلبون إلى خلاف عن رويس ونص هؤلاء عن الباقين بالوقف على ما دون أيا. وأما الجمهور فلم يتعرضوا إلى ذكره أصلا بوقف ولا ابتداء أو قطع أو وصل كالمهدوي وابن سفيان ومكي وابن بليمة وغيرهم من المغاربة وكأبي معشر والأهوازي وأبي القاسم بن الفحام وغيرهم من المصريين والشاميين وكأبي بكر بن مجاهد وابن مهران وابن شيطا وابن سوار وابن فارس وأبي العز وأبي العلاء وأبي محمد سبط الخياط وجده أبي منصور وغيرهم من سائر العراقيين. وعلى مذهب هؤلاء لا يكون في الوقف عليها خلاف بين أئمة القراءة وإذا لم يكن فيها خلاف فيجوز الوقف على كل من (أيا) ومن (ما) لكونهما كلمتين انفصلتا رسما كسائر الكلمات المنفصلات رسما وهذا هو الأقرب إلى الصواب وهو الأولى بالأصول وهو الذي لا يوجد عن أحد منهم نص بخلافه وقد تتبعت نصوصهم فلم أجد ما يخالف هذه القاعدة ولاسيما في هذا الموضع وغاية ما وجدت النص عن حمزة وسليم والكسائي في الوقف على (أيا) فنص أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير صاحب سليم واليزيدي وإسحاق المسيبي وغيرهم على ذلك. قال ابن الأنباري: ثنا سليمان بن يحيى يعني الضبي؛ ثنا ابن سعدان قال: كان حمزة وسليم يقفان جميعا على (أيا) ثم قال ابن سعدان والوقف الجيد على (ما) لأن (ما) صلة لأي. ونص قتيبة كذلك عن الكسائي قال الداني: ثنا أبو الفتح عبد الله يعني عبد الله بن أحمد بن على بن طالب البزاز ثنا إسماعيل يعني ابن شعيب النهاوندي، ثنا أحمد يعني أحمد بن محمد بن سلمويه الأصبهاني. ثنا محمد بن يعقوب بن يزيد بن إسحاق القرشي الغزالي. ثنا العباس ابن الوليد بن مرداس. ثنا قتيبة قال: كان الكسائي يقف على الألف من (أيا) انتهى وهذا غاية ما وجدته وغاية ما رواه الداني ثم قال الداني بأثر هذا والنص عن الباقين معدوم في ذلك والذي نختاره في مذهبهم الوقف على (ما) وعلى هذا يكون حرفا زيد صلة للكلام فلا يفصل من (أي) قال وعلى الأول يكون اسما لا حرفا وهي بدل من (أي) فيجوز فصلها وقطعها منها انتهى؛ فقد صرح الداني رحمه الله بأن النص عن غير حمزة والكسائي معدوم وأن الوقف على (ما) اختيار منه من أجل كون (ما) صلة لا غير وذلك لا يقتضي أنه لا يجوز لهم الوقف على (أي) وكيف يكون ذلك غير جائز وهو مفصول رسما وما الفرق بينه وبين (مثلا ما؛ وأين ما كنتم تدعون، وأين ما كنتم تشركون) وأخواته مما كتب مفصولا وقد نص الداني نفسه على أن ما كتب من ذلك وغيره مفصولا يوقف لسائرهم عليه مفصولا وموصولا؛ هذا هو الذي عليه سائر القراء وأهل الأداء؛ فظهر أن الوقف جائز لجميعهم على كل من كلمتي (أيا؛ وما) كسائر الكلمات المفصولات في الرسم وهذا الذي نراه ونختاره ونأخذ به تبعا لسائر أئمة القراءة والله أعلم. وأما (مال) في المواضع الأربعة فنص على الخلاف فيه أيضا الجمهور من المغاربة والمصريين والشاميين والعراقيين كالداني وابن الفحام وأبي العز وسبط الخياط وابن سوار والشاطبي والحافظ أبي العلاء وابن فارس وابن شريح وأبي معشر فاتفق كلهم عن أبي عمرو على الوقف على (ما) واختلف بعضهم عن الكسائي فذكر الخلاف عن الكسائي في الوقف عليها أو على اللام بعدها أبو عمرو الداني وابن شريح وأبو القاسم الشاطبي والآخرون منهم اتفقوا عن الكسائي على الوقف على (ما) وانفرد منهم أبو الحسن بن فارس فذكر في جامعه عن يعقوب أيضا وعن ورش الوقف على (ما) كأبي عمرو والكسائي. وانفرد أيضا أبو العز فذكر في كفايته الوقف على (ما) كذلك من طريق القاضي أبي العلاء عن رويس ولم يذكر ذلك في الإرشاد واتفق هؤلاء على أن الباقين يقفون على اللام ولم يذكرها سائر المؤلفين ولا ذكروا فيها خلافا عن أحد ولا تعرضوا إليها كأبي محمد مكي وأبي علي بن بليمة وأبي الطاهر ابن خلف صاحب العنوان وأبي الحسن بن غلبون وأبي بكر بن مهران وغيرهم وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو اظهر قياسا ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر ولام الجر لا تقطع مما بعدها وأما الواقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظا وحكما ورسما وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم والأقيس على أصولهم وهو الذي أختاره أيضا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا. أما الكسائي فقد ثبت عنه الوقف على (ما) وعلى اللام من طريقين صحيحين وأما أبو عمرو فجاء عنه بالنص على الوقف على (ما) أبو عبد الرحمن وإبراهيم ابنا اليزيدي وذلك لا يقتضي أن لا يوقف على اللام ولم يأت من روايتي الدوري والسوسي في ذلك نص. وأما الباقون فقد صرح الداني في جامعه بعدم النص عنهم فقال: وليس عن الباقين في ذلك نص سوى ما جاء عنهم من اتباعهم لرسم الخط عند الوقف قال وذلك يوجب في مذهب من روي عنه أن يكون وقفه على اللام (قلت) وفيما قاله آخرا نظر فإنهم إذا كانوا يتبعون الخط في وقفهم فما المانع من أنهم يقفون أيضا على (ما) بل هو أولى وأحرى لانفصالها لفظا ورسما، على أنه صرح بالوجهين جميعا عن ورش فقال إسماعيل النخاس في كتابه كان أبو يعقوب صاحب ورش يعني الأزرق يقف على (فمال، وقالوا مال) وأشباهه كما في الصحف. وكان عبد الصمد يقف على (فما) ويطرح اللام انتهى.

فدل هذا على جواز الوجهين جميعا عنه وكذا حكم غيره والله أعلم. وأما (آل ياسين) في الصافات فأجمعت المصاحف على قطعها فهي على قراءة من فتح الهمزة ومدها وكسر اللام كلمتان مثل (آل محمد، وآل ابراهيم) فيجوز قطعهما وقفا وأما على قراءة من كسر الهمزة وقصرها وسكن اللام فكلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع إحداهما عن الأخرى وتكون هذه الكلمة على قراءة هؤلاء قطعت رسما اتصلت لفظا ولا يجوز اتباع الرسم فيها وقفا إجماعا ولم يقع لهذه الكلمة نظير في القراءة والله أعلم "والمتفق عليه" من هذا الفصل جميع ما كتب مفصولا سواء كان اسما أو غير فإنه يجوز الوقف فيه على الكلمة الأولى والثانية عن جميع القراء. واعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا أن تكتب منفصلة من التي بعدها سواء كانت حرفا أو فعلا أو اسما إلا آل المعرفة فإنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء مما دخلت عليه فوصلت وإلا يا وها فإنهما لما حذفت ألفهما بقيا على حرف واحد فانفصلا بما بعدهما وإلا أن تكون الكلمة الثانية ضميرا متصلا فإنه كتب موصولا بما قبله للفرق وإلا أن يكونا حرفي هجاء إنهما وصلا رعاية للفظ وسيأتي ذلك كله مبينا في الفصل بعده. والذي يحتاج إلى التنبيه عليه ينحصر في ثمانية عشر حرفا وهي: أن لا، وأن ما، وإن ما، المخففة المكسورة، وأين ما، وأن لم وإن لم، وأن لن، وعن ما، ومن ما، وأم من، وعن من، وحيث ما وكل ما، وبئس ما، وفي ما، وكي لا، ويوم هم.

(فأما: أن لا) فكتب مفصولا في عشرة مواضع: في الأعراف (أن لا أقول على الله) وفيها أيضا (أن لا يقولوا على الله) وفي التوبة (أن لا ملجأ من الله) وفي هود (أن لا إله إلا هو) وفيها (أن لا تعبدوا إلا الله) في قصة نوح. وفي الحج (وأن لا تشرك بي شيئا) وفي يس (أن لا تعبدوا الشيطان) وفي الدخان (أن لا تعلوا على الله) وفي الممتحنة (أن لا يشركن بالله) وفي ن~ (أن لا يدخلنها اليوم) فهذه العشرة لم يختلف فيها. واختلف المصاحف في قوله تعالى في سورة الأنبياء (أن لا إله إلا أنت سبحانك ففي أكثرها مقطوع وفي بعضها موصول (وإن ما) المكسور المشدد كتب مفصولا في موضع واحد وهو في الأنعام (إن ما توعدون لآت) واختلف في موضع ثان وهو (إن ما عند الله) في النحل فكتب في بعضها مفصولا (وأن ما) المفتوحة المشددة فكتب مفصولا في موضعي الحج ولقمان (وإن ما تدعون من دونه) واختلف في موضع ثالث وهو (أنما غنمتم) في الأنفال فكتب في بعضها مفصولا أيضا (وإن ما) المكسورة المخففة فكتب مفصولا في موضع واحد (إن ما نرينك) في الرعد (وأين ما) كتب مفصولا نحو (أين ما كنتم تدعون، أين ما كنتم تشركون) إلا في البقرة (فأينما تولوا فثم وجه الله) وفي النحل (أينما يوجهه لا يأت بخير) فإنه كتب موصولا. واختلف في (أين ما تكونوا يدرككم الموت) في النساء (وأين ما كنتم تعبدون) في الشعراء (وأين ما ثقفوا) في الأحزاب.

ففي بعض المصاحف مفصولا وفي بعضها موصولا والله أعلم. (وأن لم) المفتوح كتب مفصولا في جميع القرآن نحو (ذلك إن لم يكن ربك، إن لم يره أحد) وكذلك (إن لم) المكسور كتب أيضا مفصولا نحو: (فإن لم تفعلوا، فإن لم يستجيبوا لك) في القصص إلا موضع واحد وهو (فإلم يستجيبوا لكم) في هود ووهم من ذكر وصل موضع القصص (وإن لن) كتب مفصولا حيث وقع نحو: (أن لن يقدر، وأن لن يحرر) إلا في موضعين وهما (ألن نجعل لكم موعدا) في الكهف (وألن نجمع عظامه) في القيامة (وعن ما) كتب مفصولا في موضع واحد وهو (عن ما نهوا عنه) في الأعراف (ومن ما) كتب مفصولا في موضعين وهما (من ما ملكت إيمانكم) في النساء (ومن ما ملكت إيمانكم) في الروم. واختلف في موضع ثالث وهو (مما رزقناكم) في المنافقين فكتب في بعضها مفصولا وفي بعضها موصولا (وأم من) كتب في أربعة مواضع مفصولا وهي (أم من يكون عليهم) في النساء (أم من أسس بنيانه) في التوبة (أم من خلقنا) في الصافات (أم من يأتي آمنا) في فصلت (وعن من) كتب مفصولا في موضعين وهما (عن من يشاء) في النور (وعن من تولى) في النجم (وحيث ما) كتب مفصولا حيث وقع نحو (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم، وحيث ما كنتم فولوا) (وكل ما) كتب مفصولا في موضع واحد وهو (من كل ما سألتموه) في ابراهيم. واختلف في (كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها) في النساء ففي بعض المصاحف مفصول وفي بعضها موصول.

وكتب في بعضها أيضا (كل ما دخلت أمة) في الأعراف (وكل ما جاء أمة) في المؤمنين (وكل ما ألقى فيها) في تبارك والمشهور الوصل (وبئس ما) كتب موصولا في خمسة مواضع وهي في البقرة (ولبئس ما شروا) وفي المائدة (وأكلهم السحت لبئس ما كانوا) في الموضعين (وعن منكر فعلوه لبئس ما كانوا، ويتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت) واختلف في (قل ئبس ما يأمركم به إيمانكم) في البقرة ففي بعضها موصول وفي بعضها موصول (وفي ما) كتب موصولا في أحد عشر موضعا منها موضع واحد لم يختلف فيه وهو (في ما ههنا آمنين) في الشعراء وعشرة اختلف فيها والأكثرون على فصلها وهي (في ما فعلن في أنفسهن) وهو الثاني من البقرة (وفي ما آتاكم) في المائدة والأنعام (وفي ما أوحى إلى) في الأنعام أيضا (وفي ما اشتهت أنفسهم) في الأنبياء (وفي ما أفضتم) في النور (وفي ما رزقناكم) في الروم وفي الزمر موضعان (أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون، وفي ما هم فيه يختلفون) وفي ما لا تعلمون في الواقعة (وكي لا) كتب مفصولا ولا نحو (لكي لا يكون على المؤمنين حرج، كي لا يكون دولة) إلا أربعة مواضع وستأتي في الفصل الآتي (ويوم هم) مفصول في موضعين (يوم هم بارزون في غافر (ويوم هم على النار) في الذاريات. وتقدم فصل لام الجر في مال الأربعة مواضع. وأما (ولات حين) فإن تاءها مفصولة من (حين) في مصاحف الأمصار السبعة فهي موصولة بلا زيدت عليها لتأنيث اللفظ كما زيدت في (ربت وثمت) وهذا هو مذهب الخليل وسيبويه والكسائي وأئمة النحو والعربية والقراءة، فعلى هذا يوقف على التاء أو على الهاء بدلا منها كما تقدم. وقال أبو عبيد القاسم ابن سلام إن التاء مفصولة من (لا) موصولة بحين. قال فالوقف عندي على (لا) والابتداء (تحين) لأني نظرتها في الإمام (تحين) التاء متصلة ولأن تفسير ابن عباس يدل على أنها أخت ليس والمعروف: لا-لا-لات قال والعرب تلحق التاء بأسماء الزمان حين والآن وأو وأن فتقول كان هذا تحين كان لك، وكذلك تاوان ذاك واذهب تالان فاصنع كذا وكذا ومنه قول السعدي.

العاطفون تحين لا من عاطف والمطعمون زمان أين المطعم

قال وقد كان بعض النحويين يجعلون الهاء موصولة بالنون فيقولون: العاطفونه، قال وهذا غلط بين لأنهم صيروا التاء هاء ثم أدخلوها في غير موضعها وذلك أن الهاء إنما تقحم على النون موضع القطع والسكون فأما مع الاتصال فلا وإنما هو تحين، قال ومنه قول ابن عمر حين سئل عن عثمان رضي الله عنه ذكر مناقبه ثم قال اذهب بهذه تالان إلى أصحابك ثم ذكر غير ذلك من حجج ظاهرة وهو مع ذلك إمام كبير وحجة في الدين وأحد الأئمة المجتهدين مع أني أنا رأيتها مكتوبة في المصحف الذي يقال له الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه (لا) مقطوعة والتاء موصولة بحين ورأيت به أثر الدم وتبعت فيه ما ذكره أبو عبيد فرأيته كذلك وهذا المصحف هو اليوم بالمدرسة الفاضلية من القاهرة المحروسة.

وأما قطع الموصول فوقع مختلفا فيه في (ويكأن. ويكأنه) وفي (ألا يسجدوا فأما ويكأن، وويكأنه، وكلاهما في القصص فأجمعت المصاحف على كتابتهما كلمة واحدة موصولة واختلف في الوقف عليهما عن الكسائي وأبي عمرو فروى جماعة عن الكسائي أنه يقف على الياء مقطوعة من الكاف وإذا ابتدأ ابتدأ بالكاف كأن وكأنه وعن أبي عمرو أنه يقف على الكاف مقطوعة من الهمزة وإذا ابتدأ ابتدأ بالهمزة أن وأنه وهذان الوجهان محكيان عنهما في التبصرة والتيسير والإرشاد والكفاية والمبهج وغاية أبي العلاء الحافظ والهداية وفي أكثرها بصيغة الضعف وأكثرهم يختار اتباع الرسم ولم يذكر ذلك عنهما بصيغة الجزم غير الشاطبي وابن شريح في جزمه بالخلاف عنهما وكذلك الحافظ أبو العلاء ساوى بين الوجهين عنهما وروى الوقف بالياء نصا الحافظ الداني عن الكسائي من رواية الدوري عن شيخه عبد العزيز وإليه أشار في التيسير وقرأ بذلك عن الكسائي على شيخه أبي الفتح وروى أبو الحسن بن غلبون ذلك عن الكسائي من رواية قتيبة ولم يذكر عن أبي عمرو في ذلك شيئا وكذلك الداني لم يعول على الوقف على الكافي عن أبي عمرو في شيء من كتبه وقال في التيسير وروى بصيغة التمريض ولم يذكره في المفردات البتة ورواه في جامعة وجادة عن ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو من طريق بي طاهر ابن أبي هاشم وقال: قال أبو طاهر لا أدري عن أي ولد اليزيدي ذكره. ثم روى عنه من رواية اليزيدي أنه يقف عليهما موصلتين. وروى من طريق أبي معمر أبا عمرو يقول: ويكأن الله ويكأنه مقطوعة في القراءة موصولة في الإمام، قال الداني وهذا يدل على أنه يقف على الياء منفصلة. ثم روى ذلك صريحا عن أبي حاتم عن أبي زيد عن أبي عمرو، والآخرون لم يذكروا شيئا من ذلك عن أبي عمرو ولا الكسائي كابن سوار وصاحبي التلخيصين وصاحب العنوان وصاحب التجريد وابن فارس وابن مهران وغيرهم فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها وهذا هو الأولى والمختار في مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور وأخذا بالقياس الصحيح والله أعلم. وأما (أن لا يسجدوا) فسيأتي الكلام عليها في موضعها من سورة النمل إن شاء الله تعالى، والمتفق عليه من هذا الفصل جميع ما كتب موصولا سواء كان اسما أو غيره كلمتين أو أكثر فإنه نما يجوز الوقف على الكلمة الأخيرة منه من أجل الاتصال الرسمي وهذا أصل مطرد في كل ما كتب موصولا فإنه لا يجوز فصله بوقف إلا برواية صحيحة ولذلك كان المختار عند أكثر الأئمة عدم فصل ويكأن وويكأنه مع وجود الرواية بفصله والذي يحتاج إلى التنبيه عليه ينصر في أصول مطردة وكلمات مخصوصة مطردة وغير مطردة. فالأصول المطردة أربعة (الأول) كل كلمة دخل عليها حرف من حروف المعاني وهو على حرف واحد نحو (بسم الله، وبالله، ولله ولرسوله، كمثله، لأنتم، أأنت، أبا لله وآياته ورسوله، سيذكر فلقا تلوكم) وسل، فسل، وأمر، وفآت ولقد، ولسوف) (الثاني) كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء كان على حرف واحد أو أكثر مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا نحو (قلت وقلنا وربي وربكم ورسله ورسلنا ورسلكم ومناسككم وميثاقه وفأحياكم ويميتكم ويحييكم وأنلزمكموها) (الثالث) حروف المعجم المقطعة في فواتح السور سواء كانت ثنائة أو ثلاثية أو أكثر من ذلك، نحو (يّس)، حم، الم، الر، المص، كهعص) إلا أنه كتب (حم عسق) مفصولا بين الميم والعين (الرابع) إذا كان أول الكلمة الثانية همزة وصورت على مراد التخفيف واوا وياء كتبت موصلتين نحو (هؤلاء، ولئلا، ويومئذ، وحينئذ).

(والكلمات المطردة ال) التعريفية وياء النداء وها التنبيه وما الاستفهامية إذا دخل عليه حرف جر وأم مع ما وأن المفتوحة المخففة م ما وإن المكسورة المخففة مع لا، وكالوهم، ووزنوهم (أما: أل) فإنها إذا دخلت على كلمة أخرى كتبتا موصلتين كلمة واحدة سواء كانت هي حرفا نحو: (الكتاب، العالمين، الرحمن، الرحيم، الأرض، الآخرة، الاسم) أو اسما نحو (الخالق البارئ، المصور، والمقيمين، والمؤتون، والمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والقاتنين، والقاتنات) (وأما يا) وهي حرف النداء فإنها حذفت الألف منها في جميع المصاحف فصارت على حرف واحد فإذا دخلت على منادى اتصلت به من أجل كونها على حرف نحو (يبنى، يموسى؛ يادم، يأيها يقوم، ينساء، يابنؤم) وكتبت الهمزة في (يابنؤم) واوا ثم وصلت بالنون فصارت كلها كلمة واحدة. وقد تقدم التنبيه على ذلك في باب وقف حمزة (وأما: ها) وهي الواقعة حرف تنبيه فإن ألفها كذلك حذفت من جميع المصاحف ثم اتصلت بما بعدها من كونها صارت على حرف واحد ووقعت في القرآن في (هؤلاء وهذا) وبابه و (ها أنتم) وبابه وقد صورت الهمزة في (هؤلاء) واوا ثم وصلت بالواو فصارت كلمة كما تقدم في وقف حمزة (وأما: ما) الاستفهامية فإنها إذا دخل عليها حرف الجر حذف الألف من آخرها واتصل بها فصارت كلمة واحدة سواء كان حرف الجر على حرف واحد أو أكثر ووقعت في القرآن (لم، وبم، وفيم، ومم، وعم) وكذلك إذا دخل عليها إلى أو على أو حتى، فإن الألف المكتوبة ياء في هذه الأحرف الثلاثة تكتب ألفا على اللفظ علامة للاتصال وتجيء الميم بعدها مفتوحة على حالها مع غيرها فتقول علام فعلت كذا، وإلام أنت كذا؛ وحتام تفعل كذا، وإنما كتبت على اللفظ خوف الاشتباه صورة (وأما: أم - مع - ما) فإنها كتبت مصوولة في جميع القرآن نحو (أما شتملت، أماذا كنتم، أما تشركون) (وأما إن المكسورة المخففة مع لا) فإنها كتبت موصولة في جميع القرآن نحو (إلا تفعلوه، إلا تنصروه) (وأما كالوهم، ووزنوهم) فإنهما كبتا في جميع المصاحف موصولين بدليل حذف الألف بعد الواو منهما. وقد اختلف في كون ضميرهم مرفوعا منفصلا أو منصوبا متصلا والصحيح أنه منصوب لما بيه في غير هذا الموضع ولاتصالهما رسما بدليل حذف الألف بينهما فلا يفصلان. والكلمات التي هي غير مطردة فهي، إلا وإنما وإن المكسورة المخففة مع ما. وأينما، وإن المكسورة المخففة مع لم، وأن لن، وعما، ومما وأمن، وعمن، وكلما، وبئسما وفيما وكيلا ويومهم. (فأما: ألا) فإنه كتب متصلا في غير العشرة المتقدمة في الفصل قبله نحو (ألا تعلوا على) في النمل (وألا عبدوا) أول هود. واخلف في موضع الأنبياء كما تقدم "وإنما" كتب موصولا في غير الأنعام نحو: (إنما نملى لهم. وإنما أنت منذر) واختلف في حرف النحل "وإنما" كتب متصلا في غير الحج ولقمان نحو: (إلا أنما أنا منذر) في ص~. و (كأنما يساقون) واختلف في (أنما غنمتم) "وإما" موصول في غير الرعد نحو (وإما تخافن وإما نرينك، فإما تذهبن، فإما ترين من البشر أحدا) "وأينما" كتب موصولا في موضعين (فأينما تولوا) في البقرة، (وأينما يوجهه) في النحل.

واختلف في النساء والشعراء والأحزاب كما تقدم "وإن لم" موصول في موضع واحد وهو (فإلم يستجيبوا لكم) في هود "وألن" كتب موصولا في موضعين: الكهف والقيامة كما تقدم "وعما" موصول في غير موضع الأعراف نحو (عما تعملون، عما جاءك) "ومما" كتب موصولا في غير النساء والروم نحو (مما أمسكن عليكم. مما رزقكم الله) واختلف في المنافقين كما تقدم "وأمن" كتب موصولا في غير المواضع الأربعة المتقدمة نحو (أمن يملك السمع، أمن خلق السموات، أمن يجيب المضطر) "وعمن" موصول في غير النور والنجم ولا أعلمه وقع في القرآن "وكلما" كتب موصولا في غير سورة إبراهيم نحو (كلما دخل عليها، وكلما خبت) واختلف في النساء والأعراف والمؤمنين وتبارك كما تقدم (وبئسما) كتب موصولا في موضعين (بئسما اشتروا به) في البقرة (وبئسما خلفتموني) في الأعراف واخلف في (قل بئسما يأمركم) كما تقدم وفيما" كتب موصولا في غير الشعراء نحو (فيما فعلن في أنسهن بالمعروف) وهو الأول من البقرة فيما إن مكنا كم فيه) واختلف في العشرة المواضع كما تقدم (وكيلا) كتب موصولا في أربعة مواضع في آل عمران (لكيلا تحزنوا على مافاتكم) وفي الحج (لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) وفي الأحزاب (لكيلا يكون عليك حرج) وهو الموضع الثاني منها. والقول بأن الأول موصول ليس بصحيح وفي الحديد (لكيلا تأسوا على مافاتكم) "ويومهم" موصول في غير غافر والذاريات نحو (يومهم الذي يوعدون) فجميع ما كتب موصولا لا يقطع وقفا إلا برواية صحيحة ولا أعلمه ورد إلا فيما تقدم التنبيه عليه في (ويكأن، ويكأنه وألا يسجدوا) وقد ورد عن الكسائي التوسع في ذلك والوقف على الأصل فنقل الداني عن قتيبة عنه الوقف على (أن ماغنمتم) بالقطع (وأمن هو قانت، وأمن هذا الذي) الوقف على ميم أم قال الداني وهذه المواضع في الرسم موصولة من غير نون ولا ميم وأصلها الانفصال على ما ذهب إليه فيها الكسائي قل وقد خالف قتيبة عن الكسائي في (أنما غنمتم) خلف "فحدثنا" محمد بن أحمد قل حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن القاسم عن أصحابه عن خف قال قال الكسائي في قوله (أنما غنمتم) حرف واحد من قبل من شيء قال خلف وقد قال الكسائي نعما حرفان لأن معناه نعم الشيء قال وكبا بالوصل ومن قطعهما لم يخطئ قال خلف وحمزة يقف عليهما على الكتاب بالوصل قال خلف واتباع الكتاب في مثل هذا أحب إلينا إذ صار قطعه ووصله صوابا انتهى وهو يقتضى أن مذهب الكسائي التوسعة في ذلك بحسب المعنى كما ذكر ويقتضى أن ذلك غير محتم عند خلف وأنه على الأولوية والاستحباب وذلك غير معمول به عند أهل الاتقان ولا معول عليه عند أئمة التحقيق بل الذي استقر عليه عمل أئمة الأداء ومشايخ الإقراء في جميع الأمصار هو ما قدمنا أول الباب فإنه هو الأحرى والأولى بالصواب وأجدر باتباع نصوص الأئمة قديما وحديثا وقد روى الأعمش عن أبي بكر عن عاصم (كالوهم أو وزنوهم) حرف واحد وروى سورة عن الكسائي حرف مثل قولك ضربوهم قال الداني في جامعه وذلك قياس قول نافع ومن وافقه على اتباع المرسوم ثم روى عن حمزة بجعلهما حرفين ثم قال الداني ولا أعلم أحدا روى ذلك عن حمزة إلا عبد الله بن صالح العجلي قال وأهل الأداء عل خلافه (قلت) وهذا من الداني حكاية اتفاق من أهل الأداء على ما ذكرنا وقد نص في غير موضع من كئبه وصرح به في غير مكان وكذلك من بعده من الأئمة وهلم جرا ولا نعلم له مخالفا في ذلك وهذا معنى قول الجعبري رحمه الله في المنفصلين وقف على آخر كل منهما وفي المتصلتين وقف آخر الثانية، ثم قال: وجه لوقف على كل من المنفصل أصالة الاستقلال ووجه منع الوقف على المتصل آخر التنبيه على وضع الخط. قال واختياري استفسار المسؤل السائل عن غرضه فإن كان بيان الرسم وقف كما تقدم أو بيان الأصل وقف على كل من المنفصلين والمتصلين ليطابق. قال ولا يلزم منه مخالفة الرسم في المتصلين وإلا لخالف، وأصل المنفصلتين واللازم منتف انتهى. ولعل ما حكى عمن أجاز قطع المتصل أن يكون مراده هذا والله أعلم كما سيأتي في التنبيه الآتي.

تنبيهات

(الأول) إن ما ذكرناه من المختلف فيه والمتفق عليه وما يشبهه لا يجوز أن يتعمد الوقف عليه لكونه غير تام ولا كاف ولا سن ولا يجوز أن يتعمد الوقف إلا على لما كان بهذه الصفة وما خرج عن ذك كان قبيحا كما قدمنا في باب الوقف والابتداء، وإنما القصد بتعريف الوقف هنا على سبيل الاضطرار والاختيار. وهذا معنى قول الداني رحمه الله في باب الوقف على مرسوم الخط من جامع البيان. وإنما نذكر الوقف على مثل هذا على وجه التعريف بمذاهب الأئمة فيه عند انقطاع النفس عنده لخبر ورد عنهم أو لقياس بوجبة قولهم لا على سبيل الإلزام والاختيار إذ ليس الوقف على ذك ولا على جميع ما قدمناه في هذا الباب تام ولا كاف وإنما هو وقف ضرورة وامتحان وتعريف لا غير انتهى.

(الثاني) ليس معنى قول صاحب المبهج وغيره عن أبي عمرو والكسائي أنهما يفقان على (ما) من (مال) في المواضع الأربعة ويبتدئان باللام متصلة بما بعدها من الأسماء وعن الباقين أهم يقفن على (مال) باللام ويبتدئون بالأسماء المجرورة منفصلة من الجاران يتعمد الوقف عليها ويبتدأ بما بعدها كسائر الأوقاف الاختيارية بل المعنى ن الابتداء يكون في هذه الكلمات عند من ذكر على هذا الوجه أي فلو ابتدأت ذلم لابتدأه على هذا الوجه عند هؤلاء فكما أن الوقف في ذلك على وجه الاضطرار والاختيار كذلك الابتداء يكون على هذا الوجه لهذا الكتاب لا أنه يجوز الوقف على (ما) ثم يبتدئ (لهذا الكتاب) أو يجوز الوقف على (مال) ثم يبتدئ (هذا الرسول) كما يوقف على سائر الأوقاف التامة أو الكافية، هذا مما لا يجيزه أحد وكذلك القول في (ويكأن وويكأن) وفي سائر ما ذكر من هذا الباب إذا وجد فيه قول بعض أصحابنا يوقف على كذا ويبتدأ بكذا إنما معناه ما ذكرنا والله تعالى أعلم.

(الثالث) قد تكون الكلمتان منفصلتين على قراءة متصلتين على قراءة أخرى وذلك نحو (أو من أهل القرى) في الأعراف (و: أو آباؤنا) في الصافات والواقعة فإنهما على قراءة من سكن الواو منفصلتان إذ "أو" فيهما كلمة مستقلة حرف عطف ثنائية كما هي في قولك ضربت زيدا أو عمرا فوجب فصلها لذلك، وعلى قراءة من فتح الواو متصلتان فإن الهمزة فيهما همزة الاستفهام دخلت على واو العطف كما دخلت على الفاء في (أفأمن أهل) وعلى الواو في (أولم يهد، أو كلما عاهدوا) فالهمزة والواو على قراءة السكون كلمة واحدة وعلى قراءة الفتح كلمتان ولكنهما اتصلتا لكون كل منهما على حرف واحد والله أعلم.

(الرابع) إذا اختلقت المصاحف في رسم حرف فينبغي أن تتبع في تلك المصاحف مذاهب أئمة أمصار تلك المصاحف فينبغي إذ كان مكتوبا مثلا في مصاحف المدينة أن يجري ذلك في قراءة نافع وأبي جعفر وإذا كان في المصحف المكي فقراءة ابن كثير، والمصحف الشامي فقراءة ابن عامر، والبصرى فقراءة أبي عمرو ويعقوب، والكوفي فقراءة الكوفيين، هذا هو الأليق بمذاهبهم والأصوب بأصولهم والله أعلم.

(الخامس) قول أئمة القراءة إن الوقف على اتباع الرسم يكون باعتبار الأواخر من حذف وإثبات وغيره إنما يعنون بذلك الحذف المحقق لا المقدر مما حذف تخفيفا لاجتماع المثلين أو نحو ذلك أجمعوا على الونف على تنحو (ماء ودعاء وملجأ) بالألف بعد الهمزة وكذلك على الوقف على (تراء ورأي) ونحوه مما حذفت منه الياء وكذا الوقف على نحو (يحيى ويستحي) بالياء وكذلك يريدون الإثبات المحقق لا المقدر فيوقف على نحو (وإيتاء ذا القربي) على الهمزة وكذا على نحو (قال الملوا) لا على الياء والواو إذ الياء والواو في ذلك صورة الهمزة كما قدمنا. ومن وقف على اتباع الرسم في ذلك وكان من مذهبه تخفيف الهمز وقفا يقف بالروم بالياء وبالواو على اتباع الرسم كما تقدم النص عليه في بابه ولهذا لو وقفوا على نحو: (ولؤلؤا) في سورة الحج لا يقف عليه بالألف إلا من يقرأ بالنصب ومن يقرأ بالخفض وقف بغير ألف مع إجماع المصاحف على كتابتها بالألف وكذا الوقف على نحو (وعادا ثمودا) لا يقف عليه بالألف إلا من نون وإن كان قد كتب بالألف في جميع المصاحف فأعلم ذلك والله أعلم.

(السادس) كل ما كنب موصولا من كلمتين وكان آخر الأولى منهما حرفا مدعما فإنه حذف إجماعا واكتفى بالحرف المدغم فيه عن المدغم سواء كان الإدغام بغنة أم بغيرها كما كتبوا (أما اشتملت، وإما تخافن، وعما تعملون، وأمن يملك السمع، ومما أمسكن) بميم واحدة وحذفوا كلا من الميم والنون المدغمتين. وكتبوا (إلا تفعلوه، وفإلم يستجيبوا لكم، وألا تعلوا على، وألن نجمع). بلام واحدة من غير نون فقصد بذلك تحقيق الاتصال بالإدغام ولذلك كان الاختيار في مذهب من روى الغنة عند اللام والراء حذفها مما كتب متصلا عملا بحقيقة اتباع الرسم كما تقدم في بابه والله أعلم.

(السابع) لا بأس بالتلبيه على ما كتب موصولا لتعرف أصول الكلمات وتفكيك بعضها من بعض فقد يقع اشتباه بسب الاتصال على بعض الفضلاء فكيف بغيرهم؟ فهذه إمام العربية أبو عبد الله بن مالك رحمة الله جعل إلا في قوله تعالى: (إلا تنصروه فقد نصره الله) من أقسام إلا الاستثنائية فجعلها كلمة واحدة، ذكر ذلك في شرح التسهيل وذهل عن كونهما كلمتين: إن الشرطية، ولا النافية. والأخفش إمام النحو أعرب: (ولا الذين يموتون وهم كفار) أن اللام لام الابتداء ولاذين مبتدأ وأولئك الخبر؛ ورأيت أبا البقاء في إعرابه ذكره أيضا ولا شك أنه إعراب مستقيم لولا رسم المصاحف فإنها كتبت ولا فهي لا النافية دخلت على (الذين) و (الذين) في موضع جر عطف على (الذين) في قوله (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) وأعرب ابن الطراوة (أيهم أشد على الرحمن) فزعم أن "أيا" مقطوعة عن الإضافة فلذلك بنيت وأن "هم أشد" مبتدأ وخبر وهذا غير صحيح لرسم الصحيح متصلا بأي ولإجماع النحاة على أن أيا إذا لم تضف كانت معربة وأعرب بعض النحاة: (أن هذان لساحران) على أن: (ها) من (هذان) ضمير القصة والتقدير حينئذ (أنها ذان لساحران) ذكره أبو حيان ولولا رسم المصاحف لكان جائزا وأعرب بعضهم (ومما رزقناهم ينفقون) ما مصدرية وهم ضمير مرفوع منفصل مبتدأ وينفقون الخبر أي (ومن رزقناهم ينفقون) وللا رسم المصاحف محذوفة الألف متصلة نونها بالضمير لصح ذلك والله أعلم.

(الثامن) قد يقع في الرسم ما يحتمل أن يكون كلمة واحدة وأن يكون كلمتين ويختلف فيه أهل العربية نحو (ماذا) يأتي في العربية على ستة أوجه (الأول) ما استفهام وذا إشارة (والثاني) ما استفهام وذا موصولة (الثالث) أن يكون كلاهما استفهام على التركيب (الرابع) ما ذا كله اسم جنس بمعنى شيء.

(الخامس) ما زائدة وذا إشارة (السادس) ما استفهام وذا زائدة. وتظهر فائدة ذلك في مواضع منها قوله تعالى (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو).

فمن قرأ العفو بالرفع وهو أبو عمرو يترجح أن يكون ماذا كلمتين. ما استفهامية وذا بمعنى الذي: أي الذي ينفقون العفو فيجوز له الوقف على ما وعلى ذا وعلى قراءة الباقين يترجح أن يكون مركبة كلمة واحدة أي ينفقون العفو فلا يقف إلا على ذا، وقوله في سورة النحل (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) فهي كقراءة أبي عمرو (العفو) أي ما الذي أنزل، قالوا الذي أنزل أساطير الأولين فتكون كلمتين يجوز الوقف على كل منهما لكل من القراءة (وقوله) (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) هي كقراءة غير أبي عمرو (العفو) بالنصب فيترجح أن تكون كلمة واحدة فيوقف على "ذا" دون "ما" وأما قوله تعالى: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا) نذكر فيها قولين أحدهما أن "ما" استفهام موضعها رفع بالابتداء و"ذا" بمعني الذي وأراد صلته والعائد محذوف والذي وصلتها خبر المبتدأ. والثاني أن ما اسم واحد للاستفهام وموضعه نصب بأراد (قلت) ويحتمل أن يكون ما استفهاما وذا إشارة كفولهم ماذا التواني وكقول الشاعر:

ماذا الوقوف على نار وقد خمدت يا طال ما أوقدت للحرب نيران

فعلى هذا وعلى الأول هما كلمتان يوقف على كل منهما، وعلى الثاني يوقف على الثاني لأنهما كلمة واحدة وذلك حالة الاضطرار والاختيار لا على التعمد والاختيار (نعم) على التقدير الثالث يجوز اختيارا ويكون كافيا على أن يكون في موضع نصب بيقولون ويكون أراد الله استئنافا وجوابا لقولهم.

(التاسع) قال الأستاذ أبو محمد علي بن سعيد العماني في كتابه المرشد في الوقف والابتداء (ومالي لا أعبد الذي فطرني) في سورة يس~ "ما" كلمة واحدة وهي حرف نفي و"لي" كلمة أخرى فهما كلمتان (مالي لا أرى الهدهد مالي كلمة واحدة للاستفهام. انتهى.

وقال الشيخ أبو البقاء العكبري في إعرابه في سورة يس~ "ومالي" الجمهور على فتح الياء لأن ما بعدها في حكم المتصل بها إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء (ومالي لا أرى الهدهد) بعكس ذلك انتهى. وكلا الكلامين لا يظهر فليتأمل ولكن لكلام أبي البقاء فيما ذكره في الوقف والابتداء والله وجه أعلم.

باب مذاهبهم في ياآت الإضافة

وياء الإضافة عبارة عن ياء المتكلم وهي ضمير متصل بالاسم والفعل والحرف فتكون مع الاسم مجرورة المحل، ومع الفعل منصوبته، ومع الحرف منصوبته ومجرورته بحسب عمل الحرف نحو (نفسي وذكري وفطرني وليجزني وإني ولي) وقد أطلق أئمتنا هذه التسمية عليها تجوزا مع مجيئها منصوبة المحل غير مضاف لإليها نحو (إني وآتاني) والفرق بينها وبين ياآت الزوائد أن هذه الياآت تكونثابتة في المصاحف وتلك محذوفة. وهذه الياآت تكون زائدة على الكلمة أي ليست من الأصول فلا تجيء لا ما من الفعل أبدا فهي كهاء الضمير وكافه فتقول في: نفسي: نفسه ونفسك، وفي فطرني فطره وفطرك؛ وفي يحزني: يحزنه ويحزنك، وفي إني: إنه وإنك، وفي لي: له ولك. وياء الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما من الفعل نحو (إذا يسر، ويوم يأت، والداع، والمناد، ودعان، ويهدين، ويؤتين) وهذه الياآت الخلف فيها جار بين الفتح والإسكان. وياآت الزوائد الخلاف فيها ثابت بين الحذف والإثبات، إذا تقرر ذلك فأعلم أن ياآت افضافة في القرآن على ثلاثة أضرب.

(الأول) ما أجمعوا على إسكانه وهو الأكثر لمجيئه على الأصل نحو (إني جاعل، واشكروا لي، وأني فضلتكم، فمن تبعنى فإنه من عصاني، الذي خلقني، ويطعمني، ويميتني، لي عملي، يعبدوني لا يشركون بي) وجملته خمسمائة وست وستون ياء.

(الثاني) ما أجمعوا على فتحه وذلك لموجب إما أن يكون بعدها ساكن لام تعريف أو شبهه، وجملته إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعا (نعمتي التي) في المواضع الثلاثة (وبلغني الكبر، وحسبي الله) في الموضعين (وبي الأعداء ومسنى السوء. ومسنى الكبر، وولي الله، وشركائي الذين) في الأربعة المواضع (وأروني الذين، وربي الله، وجاءني البينات، ونبأني العليم) حركت بالفتح حملا على النظير فرارا من الحذف أو قبلها ساكن ألف أو ياء فالذي بعد ألف ست كلمات في ثمانية مواضع (هاي) في الموضعين (وإياي فإياي، رؤياي) في الموضعين (ومثواي وعصاي) وسيأتي ذكر (بشراي وحسرتاي) في موضعه والذي بعد الياء تسع كلمات وقعت في اثنتين وسبعين موضوعا وهي: إليّ وعليّ ويدي ولدي وبني ويا بني وابنتي ووالدي ومصرخي؛ وحركت الياء في ذلك فرارا من التقاء الساكنين وكانت فتحة حملا على النظير وأدغمت الياء في نحو (إليّ وعليّ للماثل. وجاز في (مصرخي) الكسر لغة وكذلك في (يا بني) مع الإسكان كما سيأتي وجملة ذلك من الضربين المجمع عليهما ستمائة وأربع وستون ياء.

(والضرب الثالث) ما اختلفوا في إسكانه وفتحه وجملته مائتا ياء واثنتا عشرة ياء وقد عدها الداني وغيره وأربع عشرة فزادوا اثنتين وهما (آتاني الله) في النمل (فبشر عبادي الذين) في الزمر: وزاد آخرون ثنين آخرين وهما (ألا تتبعن) في طه (أن يردن الرحمن) في يس فجعلوها مائتين وست عشرة وذكر هذه الأربع في باب الزوائد أولى لحذفها في الرسم وإن كان لها تعلق بهذا الباب من حيث فتحها وإسكانها أيضا ولذلك ذكرناهم ثم. وأما (يا عبادي لا خوف عليكم) في الزخرف فذكرناها في هذا الباب تبعا للشاطي وغيره من حيث إن المصاحف لم تجتمع على حذفها كما سنذكره.

وينحصر الكلام على الياآت المختلف فيها ست فصول

الفصل الأول في الياآت التي بعدها همزة مفتوحة

وجملة الواقع من ذلك في القرآن تسع وتسعون ياء. ومن ذلك في البقرة ثلاث (إني أعلم ما، إني أعلم غيب، فاذكروني أذكركم) وفي آل عمران ثنتان (اجعل لي آية، أني أخلق لكم من الطين) وفي المائدة ثنتان (إني أخاف، لي أن أقول) وفي الأنعام ثنتان (إني أخاف، إني أراك) وفي الأعراف: ثنتان (إني أخاف، من بعدي أعجلتم) وفي الأنفال ثنتان (إني أرى، إني أخاف) وفي التوبة (معي أبدا) وفي يونس اثنتان (لي أن أبدله، إني أخاف) وفي هود: إحدى عشرة (فإني أخاف) موضعان ولكني أريكم، إني أعظك، إني أعوذ بك، فطرني أفلا، ضيفي أليس، إني أريكم، شقاقي أن، أرهطى أعز) وفي يوسف ثلاث عشرة: ليحزنني أن، ربي أحسن، إني أراني أعصر، إني أربني أحمل، إني أرى سبع بقرات، لعلى أرجع، إني أنا أخوك، يأذن لي أبي أو، إني أعلم، سبيلي أدعوا) وفي إبراهيم (إني أسكنت) وفي الحجر ثلاث (نبئ عبادي أني، وقل إني أنا) وفي الكهف خمس (ربي أعلم. بربي أحدا) موضعان (فعسى ربي أن، من دوني أولياء) وفي مريم ثلاث (اجعل لي آيه، إني أعوذ، إني أخاف) وفي طه ست (إني آنست، لعلي آتيكم، إني أنا ربك، إنني أنا الله، ويسر لي أمري: حشرتني أعمى) وفي المؤمنون (لعلي أعمل) وفي الشعراء ثلاث (إني أخاف) موضعان (وربي أعلم) وفي النمل ثلاث (إني آنست، أوزعني أن، ليبلوني أأشكر) وفي القصص تسع (ربي أن يهدني، إني آنست؛ لعلي آتكم، إني أنا الله، إني أخاف، ربي أعلم بمن؛ لعلي أطلع، عندي أولم، ربي أعلم من) وفي يس~ (إني آمنت) وفي الصافات ثنتان (إني أرى، إني أذبحك) وفي ص (إني أحببت) وفي الزمر ثنتان. (إني أخاف، تأمروني أعبد) وفي غافر سبع (ذروني أقتل، إني أخاف) ثلاثة مواضع (لعلى أبلغ، مالي أدعوكم، أدعوني أستجب لكم) وفي الزخرف (من تحتى أفلا) وفي الدخان (إني آتيكم) وفي الأحقاف أربع (أوزعني أن، أتعدانني أن، إني أخاف ولكني أريكم) وفي الحشر (إني أخاف) وفي الملك (معي أو رحمنا) وفي نوح (ثم إني أعلنت) وفي الجن (ربي أمدا) وفي الفجر ثنتان (ربي أكرمن، ربي أهانن).

(فاختلفوا) في فتح الياء وإسكانها من هذه المواضع ففتح الياء منهن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأسكنها الباقون إلا أنهم اختلفوا في خمس وثلاثين ياء على غير هذا الاختلاف. فاختص ابن كثير بفتح ياءين منها وهما (فاذكروني أذكركم) في البقرة (وأدعوني أستجب لكم) في غافر. واختص هو الأصبهاني بفتح باء واحدة وهي (ذروني أقتل) في غافر، واتفق ابن كثير ونافع وأبو جعفر على فتح أربع ياآت وهن (حشرتني أعمى). في طه و (ليجزي) في يوسف، و (تأمروني) في الزمر، و (اتعدانني) في الأحقاق واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر على فتح ثمان ياآت وهن (اجعل لي آية) في آل عمران ومريم (وضيفي أليس) في هود و (إني أراني) كلاهما في يوسف و (يأذن لي أبي) فيها أيضا و (من دوني أولياء) في الكهف (ويسر لي أمري) في طه. واتفق معهم البزي على فتح أربع ياآت وهن (ولكني أريكم) في هود والأحقاف و (إني أريكم) في هود ومن (تحتى أفلا) في الزخرف. وانفرد الكارزيني عن الشطوي عن ابن شنبوذ عن قنبل بفتح (تحتى أفلا) فحالف سائر الرواة عنه واتفق نافع وأبو جعفرر على فتح ياءين وهما (سبيلي أدعو) في يوسف، و (ليبلوني أأشكر) في النمل واتفق معهما البزي على فتخح (فطرني أفلا) في هود. وانفرد أبو تغلب عبد الوهاب عن القاضي أبي الفرج عن ابن شنبوذ عن قنبل بفتحها فحالف سائر الرواة عن ابن شنبوذ وغيره. واتفق نافع وأبو جعفر وأبو عمرو أيضا على فتح (عندي أولم) في القصص. واختلف فيها عن ابن كثير فروي جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه. وهو الذي في التبصرة والتذكرة والهداية والهادي والتخليصي والكافي والعنوان وغيرها وهو ظاهر التيسير وهو الذي قرأ به الداني من روايتي البزي وقنبل إلا من طريق أبي ربيعة عنهما فالإسكان وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح وهو الذي في المستنير والإرشاد والكفاية الكبرى والتجريد وغاية الاختصار وغيرها. والإسكان عن قنبل من هذا الطريق عزيز. وقد قطع به سبط الخياط في كفايته من طريق ابن شنبوذ وفي مبهجه من طريق ابن. ولذلك قطع به أبو القاسم الهذلي له من هذين الطريقين وغيرهما. وهو رواية أبي ربيعة عنه وكذا روى عنه محمد ابن الصباح وأبو الحسن بن بقرة وغيرهم. وأطلق الخلاف عن ابن كثير أبو القاسم الشاطبي والصفراوي وغيرهما وكلاهما صحيح عنه؛ غير أن الفتح عن البزي لم يكن من طريق الشاطبية والتيسير وكذلك الإسكان عن قنبل والله تعالى أعلم واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر على فتح (لعلي) حيث وقعت وذلك في ستة مواضيع في يوسف وطه المؤمنين وموضعي القصص وفي غافرواتفق حفص مع الخمسة المذكورين على فتح (معي) في الموضعين: التوبة والملك: وانفرد الهذلي عن الشذائي عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بإسكان موضعي القصص. وانفرد أيضا عن زيد عنه بإسكان موضع طه واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام على فتح (مالي أدعوكم) في غافر واختلف عن ابن ذكوان فروأها الصورى كذلك. وهو الذي في الإرشاد والكفاية وغاية الاختصار والجامع لابن فارس والمستنير وغيرها وهو رواية التغلبي وابن المعلي وابن الجنيد وابن أنس عن ابن ذكوان. ورواها الأخفش بالإسكان وهو الذي قطع به في العنوان والتجريد والتيسير والتذكرة والتبصرة والكافي وسائر المغاربة وبه قطع في المبهج من جميع طرقه وكلاهما صحيح عن ابن ذكوان؛ واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان على فتح (أرهطى أعز) في هود. اختلف عن هشام فقطع الجمهور له بالفتح كذلك وهو الذي في المبهج وجامع الخياط والمستنير والكامل والكفاية الكبرى وسائر كتب العراقيين. وبه قرأ صاحب التجريد على غير عبد الباقي وهو طريق الدجواني فيه وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح وهو من المواضع التي خرج فيها عن طريق التيسير وقطع بالإسكان له صاحب العنوان والتذكرة والتبصرة والتخليصيين والكافي والتيسير والشاطبية وسائر المغاربة والمصريين وهو اختيار الداني وقال إنه هو الذي عليه العمل.

وذلك مع كونه قرأ بالفتح على أبي الفتح وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني والوجهان صحيحان والفتح أكثر وأشهر والله أعلم. واختص البزي والأزرق عن ورش بفتح ياء (أوزعني) في النمل والأحقاف وانفرد بذلك الهذلي عن أبي نشيط فخالف سائر الناس؛ والباقي من الياآت وهو أربع سنوات ياء فهم فيها على أصولهم المذكورة في أول فصل. واتفقوا على إسكان أربع ياآت من هذا الفصل وهي (أرني أنظر إليك) في الأعراف (ولا تنفتني ألا) في التوبة (وترحمني أكن) في هود (فإتبعني أهدك) في مريم، فلم يأت عنهم فيها خلاف. فقيل للتناسب من حيث إنها وقعت بعد مسكن إجماعا وقيل غير ذلك. واتفقوا أيضا على فتح (عصاي أتوكؤ، وإياي أتهلكنا) ونحو (بيدي استكبرت) لضرورة الجمع بين الساكنين والله أعلم.

الفصل الثاني في الياآت التي بعدها همزة مكسورة

وجملة المختلف فيه من ذلك اثنتان وخمسون ياء في البقرة (مني إلا) وفي آل عمران ثنتان (مني إنك، وأنصاري إلى الله) وفي المائدة ثنتان (يدي إليك وأمي إلهين) وفي الأنعام (ربي إلى صراط) وفي يونس ثلاث (نفسي إن أتبع وربي إنه، وأجرى إلا) وفي هود ست (عنى إنه، أجرى إلا) في موضعين (إني إذا، نصحي إن، توفيقي إلا) وفي يوسف ثمان (ربي إني تركت، آبائي إبراهيم؛ نفسي إن النفس، رحم ربي إن، وحزني إلى الله، ربي إنه هو، بي إذ أخرجني، وبين إخوتي إن) وفي الحجر (هؤلاء بناتي إن) وفي الأسراء (رحمة ربي إذا) وفي الكهف (ستجدني إن). وفي مريم (ربي إنه كان) وفي طه ثلاث (لذكرى إن، وعلى عيني إذ، ولا برأسي إني خشيت) وفي الأنبياء (إني إله) وفي الشعراء ثمان (بعبادي إنكم، عدوا لي إلا، ولأبي إنه، أجرى إلا) في خمسة مواضع. وفي القصص (ستجدني إن) وفي البعنكبوت (إلى ربي أنه) وفي سبأ ثنتان (أجري إلا، ربي إنه) وفي يس (إني إذ) وفي الصافات (ستجدني إن) وفي ص~ ثنتان (بعدي إنك، لعنتي إلى) وفي غافر (أمري إلى الله) وفي فصلت (إلى ربي أن) وفي المجادلة (ورسلي إن الله) وفي الصف: (أنصاري إلى الله) وفي نوح (دعائي إلا فرارا) "فاختلفوا" في فتح الياء وإسكانها من هذه المواضع. ففتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأسكنها الباقون إلا أنهم اختلفوا في أربع وعشرين ياء على غير هذا الاختلاف. ففتح نافع وأبو جعفر حدهما ثماني ياآت وهن (أنصاري إلى) في الموضعين في آل عمران والصف (وبعبادي إكم) في الشعراء (وستجدني إن) في الثلاثة: الكهف، والقصص والصافات (وبناتي إن) في الحجر (لعنتي إلى) في ص واتفق نافع وأبو جعفر وابن عامر على فتح (رسلي إن) في المجادلة.

واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وحفص على فاتح إحدى عشرة ياء وهي أجرى في المواضع التسعة يونس وموضعي وهود وخمسة الشعراء وموضع سبأ ( أمي، وأجري) واتفق نافع وابن كثير وأبو جعفر وابن عامر على فتح ياءين وهما (آبائي إبراهيم) في يوسف و (دعائي إلا) في نوح، واتفق نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر على فتح (توفيقي إلا) في هود و (حزني إلى الله) في يوسف واختص أبو جعفر والأزرق عن ورش بفتح ياء واحدة وهي (إخوتي إن) في يوسف وانفرد أبو علي العطار فيما ذكره ابن سوار عن النهر وإني عن هبة الله بن جعفر من طريق الأصبهاني عن ورش وعن الحلواني عن قالون بفتحها أيضا فخالف سائر الرواة من الطريقين. والعجب من الحافظ أبي العلاء كيف ذكر فتحها من طريق النهرواني على الاصبهاني وهو لم يقرا بهذه الطريق إلا على أبي العز القلانسي ولم يذكر الفتح أبو العز في كتبه والله أعلم. وأما (إلى ربي إن) في فصلت فهم فيها على أصولهم إلا أنه اختلف فيها عن قالون فروى الجمهور عنه فتحها على أصله وهةو الذي لم يذكر العراقيون قاطبة عنه سواه وهو الذي في الكامل أيضا والكافي والهداية والهادي والتجريد وغير ذلك من كتب المغاربة وروى عنه الآخرون إسكانها وهوى الذي في تلخيص العبارات والعنوان؛ وأطلق الخلاف في التيسير والشاطبية والتذكرة وغيرهم وقال في التبصرة روى عن قالون الإسكان والذي قرأت له بالفتح. وقال أبو الحسن بن غلبون في التذكرة واختلف فيها عن قالون فروى أحمد بن صالح المصري عن قالون بالفتح وروى إسماعيل القاضي عن قالون بالإسكان قال وقد قرأت له بالوجهين وبهما آخذ. وقال الداني في المفردات وأقرأني أبو الفتح وأبو الحسن عن قراءتهما (إلى ربي إن لي عنده) بالفتح والإسكان جميعا. ونص على الفتح عن قالون أحمد بن صالح وأحمد بن يزيد ونص على الإسكان إسماعيل بن إسحاق القاضي إبراهيم بن الحسين الكسائي. وقال في جامع البيان وقرأتها على أبي الفتح في رواية قالون من طريق الحلواني والشحام وأبي نشط بالوجهين (قلت) والوجهان صحيحان عن قالون قرأت بهما وبهما آخذ غير أن الفتح أشهر وأكثر وقيس بمذهبه والله أعلم الباقي من ياآت هذا الفصل سبع وعشرين ياءهم فيها على أصولهم المذكورة أولا (واتفقوا) على إسكان تسع ياآت من هذا الفصل وهي في الأعراف (أنظرني إلى) وفي الحجر (فأنظرني إلى) ومثلها في ص~. وفي يوسف (يدعونني إليه) وفي القصص (يصدقني إني) وفي المؤمن ثنتان (وتدعونني إلى، وتدعونني إليه) وفي الأحقاف (ذريتي إني) وفي المنافقين (أخرتني إلى) ثقيل لثقل كثرة الحروف وقيل غير ذلك. واتفقوا أيضا على فتح (أحسن مثواي إنه، ورؤياي إن) ونحو (فعل إجرامي) من أجل ضرورة الجمع بين الساكنين والله أعلم.

الفصل الثالث في الياآت التي بعدها همزة مضمومة

والمختلف فيه من ذلك عشر ياآت وهي في آل عمران (وإني أعيذها) وفي المائدة ثنتان (إني أريد، فإني أعذبه) وفي الأنعام (إني أمرت) وفي الأعراف (عذابي أصيب) وفي هود (إني أشهد) وفي يوسف (أني أوفي) وفي النمل (إني ألقي) وفي القصص: (إني أريد) وفي الزمر (إني أمرت) ففتح الياء فيهن نافع وأبو جعفر إلا (أني أوفي) فإنه اختلف فيها عن أبي جعفر فروى عنه فتحها ابن العلاف وابن هارون وهبة الله والحمامي كلهم عن الحلواني عن ابن وردان وكذلك رواه أبو جعفر محمد بن جعفر المغازلي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجوهري وكلاهما عن ابن رزين عن الهاشمي وكذا رواه أبو بكر محمد بن بهرام عن ابن بدار النفاخ وأبو عبد الله ابن نهشل الأنصاري كلاهما عن الدوري كلاهما أغنى الهاشمي والدوري عن إسماعيل بن جعفر ابن جماز وهو الذي قطع به أبو القاسم الهذلي وأبو العز وابن سوار من الطرق لالمذكورة وروى عنه الإسكان أبو الفرج النهرواني من جميع طرقه وأبو بكر بن مهران كلاهما عن الحلواني عن ابن وردان وكذا روى أبو عبد الله محمد بن جعفر الأشنائي وأبو العباس المطوعي كلاهما عن ابن رزين ومحمد بن الجهم الشموني كلاهما عن الهاشمي ورواه المطوعي أيضا عن ابن النفاخ عن الدوري كلاهماعن أبي جعفر عن ابن جماز وهو الذي قطع به الحافظ أبو العلاء وأبو العز بن سوار وأبو الحسن بن فارس وغيرهم من الطرق المذكورة والوجهان صحيحان عن أبي جعفر قرأت بهما له وبهما آخذ والله تعالى أعلم واتفقوا على إسكان ياءين من هذا الفصل وهما في البقرة (بعهدي أوف) وفي الكهف (آتوني أفرغ) قيل لكثرة حروفها والله تعالى أعلم.

الفصل الرابع في الياآت التي بعدها همزة وصل مع لام التعريف

والمختلف فيه من ذلك أربع عشرة ياء: في البقرة ثنتان (لا ينال عهدي الظالمين، وربي الذي يحيي ويميت) وفي الأعراف ثنتان (حرم ربي الفواحش، وسأصرف عن أياني الذين) وفي إبراهيم (قل لعبادي الذين آمنوا) وفي مريم آتاني الكتاب) وفي الأنبياء ثنتان (عبادي الصالحون، ومسني الضر) وفي مريم (آتاني الكتاب) وفي الأنبياء ثنتان (عبادي الصالحون ومسني الضر) وفي العنكبوت (يا عبادي الذين آمنوا) وفي سبأ (عبادي الشكور) وفي ص~ (مسني الشيطان) وفي الزمر ثنتان (إن أرادني الله، و: يا عبادي الذين أسرفوا) وفي الملك (إن أهلكني الله) فاختص حمزة بإسكان ياآتها كله ووافقه حفص في (عهدي الظالمين) وابن عامر في (أياتي الذين) في الأعراف وابن عامر والكسائي وروح في (قل لعبادي الذين) في إبراهيم وأو عمروا والكسائي ويعقوب وخلف في (يا عبادي الذين آمنوا) في العنكبوت والزمر وانفرد الهذلي عن النخاس عن رويس في (عبادي الشكور) في سبأ فخالف سائر الرواة واتفقوا على فتح ما بقي من هذا الفصل وهو ثماني عشرة ياء كما تقدم أول الباب.

الفصل الخامس في الياآت التي بعدها همزة وصل مجردة عن اللام

وجملتها سبع ياآت في الأعراف (إني اصطفيتك) وفي طه ثلاث ياآت (أخي اشدد، ونفسي اذهب) وفي (ذكري اذهبا) وفي الفرقان ثنتان (يا ليتني اتخذت، وإن قومي اتخذوا) وفي الصف (من بعدي اسمه) ففتح ابن كثير وأبو عمرو (أني اصطفيتك، أخي اشدد) وفتح أبو عمرو (يا ليتني اتخذت) وفتح نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر (لنفسي اذهب، في ذكري اذهبا) وفتح نافع وأبو جعفر وأبو عمرو والبزي وروح (إن قومي اتخذوا) وفتح نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو وجعفر ويعقوب وأبو بكر (بعدي اسمه) وانفرد أبو الفتح فارس عن روح فيما ذكره الداني وابن الفحام بإسكانها ولم يأت من هذا الفصل ياء متفق عليه بفتح ولا إسكان؛ وهذا الفصل عند ابن عامر ومن وافقه ست ياآت لقطعه همزة (اشدد) وفتحها فهي عنده تلحق بالفصل الول وسيأتي التنصي عليها في موضعها من سورة طه إن شاء الله.

الفصل السادس في الياآت التي لم يقع بعدها هزة قطع ولا وصل بل حرف من باقي حروف المعجم

وجملة المختلف فيه من ذلك ثلاثون ياء وهي في البقرة ثنتان (بيتي للطائفين، ربي لعلهم يرشدون) وفي آل عمران (وجهي الله) وفي الأنعام أربع (وجهي للذي، وصراطي مستقيما، ومحياي ومماتي لله) وفي الأعراف (معي بي إسرائيل) وفي التوبة (معي عدوا) وفي إبراهيم (وما كان لي عليكم) وفي الكهف ثلاث وهن (معي صبرا) وفي مريم (ورائي وكانت) وفي طه (ولي في مآرب أخرى) وفي الأنبياء (ذكر من معي) وفي الحج (بيتي للطائفين) وفي الشعراء (معي ربي) وفيها من (معي من المؤمنين) وفي النمل (مالي لا أرى) وفي القصص (معي رداءا) وفي العنكبوت (أراضي واسعة) وفي يس (ومالي لا أعبد) وفي صَ ثنتان (ولي نعجة، وما كان لي من علم) وفي فصلت (شركائي قالوا) وفي الدخان (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) وفي نوح (بيتي مؤمنا) وفي الكافرين (ولي دين) وتتمة الثلاثين (ياعبادي لا خوف عليكم) في الزخرف ففتح هشام وحفص (بيتي) في المواضع الثلاثة من البقرة والحج ونوح ووافقهما نافع وأبو جعفر في البقرة والحج وفتح ورش (بي لعلهم) في البقرة و (لي فاعتزلون) في الدخان وفتح نافع وابن عامر وأبو جعفر وحفص (وجهي) في الموضعين وفتح ابن عامر (صراطي) في الأنعام (وأرضى) في العنكبوت وسكن أبو جعفر وقالون والأصبهاني عن ورش الياء من (محياي) وهي مما قبل الياء فيه ألف فلذلك لم يختلف في سواها واختلف عن ورش من طريق الأزرق عنه فقطع بالخلاف له فيها صاحب التيسير والتبصرة والكافي ابن بليمة والشاطبي وغيرهم وقطع له بالإسكان صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار وأبو الحسن بن غلبون وأبو علي الأهوازي والمهدوي ابن سفيان وغيرهم وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي عن والده وبذلك قرأ أيضا أو عمرو الداني على خلف بن إبراهيم الخاقاني وطاهر بن غلبون، قال الداني وعلى ذلك عامة أهل الأداء من المصريين وغيرهم وهو الذي رواه ورش عن نافع أداءا وسماعا قال والفتح اختيار منه اختاره لقوته في العربية قال وبه قرأت على أبي الفتح في رواية الأزرق عنه من قراءته على المصريين وبه كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد صاحب هلال ومن يأخذ عنه فيما بلغني (قلت) وبالفتح أيضا قرأ صاحب التجريد ابن نفيس عن أصحابه عن الأزر5ق وعلى عبد الباقي عن قراءته على أبي حفص عمر بن عراك عن ابن هلال. والوجهان صحيحان عن ورش من طريق الأزرق إلا أن روايته عن نافع بالإسكان واختياره لنفسه الفتح كما نص عليه غير واحد من أصحابه. وقيل بل لأنه روى عن نافع أنه أولا كان يقرأ (ومحياي) ساكنة الياء ثم رجع إلى تحريكها وروى ذلك الحمراوي عن أبي الأزهر عن ورش وانفرد ابن بليمة بإجراء الوجهين عن قالون هو ظاهر التجريد وذلك غير معروف عنه بل الصواب عنه بالإسكان. وانفرد أبو العز القلانسي عن شيخه أبي علي الواسطي عن النهرواني عن أبي وردان بفتح الياء كقراءة الباقين فخالف في ذلك سائر الرواة عن النهرواني كأبي الحسن بن فارس وأبي علي الشرمقاني وأبي علي العطار وعبد الملك بن شابور وأبي علي المالكي وغيرهم بل الذين رووا ذلك عن أبي العز نفسه خالفوه في ذلك كالحافظ أبي العلاء الهمداني وغيره فالصحيح روايته عن أبي جعفر هو الإسكان كما قطع به ابن سوار والهذلي وابن مهران وابن فارس وأبو العلاء وأبو علي البغدادي والشهرزوري وابن شيطا وغيرهم والله أعلم. وفتح نافع وأبو جعفر (ومماتي لله) وفتح حفص أربع عشرة ياء وهي (معي) في المواضع التسعة في الأعراف والتوبة، وثلاثة في الكهف وفي الأنبياء وموضعي الشعراء وفي القصص و (لي) في خمسة مواضع: في إبراهيم وطه وموضعي صَ وفي الكافرين وافقه ورش في (ومن معي) في الشعراء. ووافقه في (ولي فيها مآرب) في طه الأزرق عن ورش. وافقه في (ولي نعجة) واحدة في ص~ هشام باختلاف عنه فقطع له بالإسكان صاحب العنوان والكافي والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والتيسير والشاطبية والهداية والهادي والتجريد والتذكرة وسائر المغاربة والمصريين وقطع به للدجواني عنه أبو العلاء الحافظ وابن فارس وأبو العز وكذلك ابن سوار من غر طريق ابن العلاف عن الحلواني وقطع له بالفتح صاحب المبهج والمفيد وأبو معشر الطبري وغيرهم وكذلك قطع به له من طريق الحلواني غير واحد كالحافظ أبي العلاء وأبي العز وابن فارس وابي بكر الشذائي وغيرهم ورواه ابن سوار عن ابن العلاف من طريق الحلواني. والوجهان صحيحان عن هشام والله أعلم. ووافقفي (ولي دين) في الكافرين نافع وهشام. واختلف عن البزي فروى عنه الفتح جماعة وبه قطعى صاحب العنوان والمجتبي وبه قطع صاحب العنوان والمجتبي و الكامل من طريق أبي ربيعة وابن الحباب وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته عن السامري عن ابن الصباح عن أبي ربيعة عنه وهي رواية اللهبيين ومضر بن محمد عن البزي. وروى عنه الجمهور الإسكان وبه قطع العراقيون من طريق أبي ربيعة وهو رواية ابن مخلد وغيره عن البزي وهو الذي نص عليه أبو ربيعة في متابه عن البزي وقنبل جميعا وبه الداني على الفارسي عن قراءته بذلك عن النقاش عن أبي ربيعة عنه وهذه طريق التيسير وقال فيه وهو المشهور به وآخذ. وقطع به أيضا ابن بليمة وغيره وقطع بالوجهين جميعا صاحب الهداية والتذكرة والبصرة والكافي والتجريد وتلخيص أبي معشر والشاطبية وغيره وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون. والوجهان صحيحان عنه والإسكان أكثر وأشهر والله أعلم. وفتح ابن كثير ياءين وهما (من ورائي وكانت) في مريم، (وشركائي قالوا) في فصلت. وفتح ابن كثير وعاصم والكسائي (مالي لا أرى الهدهد) في النمل. واختلف عن هشام وابن وردان. أما هشام فروى الجمهور عنه الفتح وهو عند المغاربة قاطبة وهو رواية الحلواني عنه وبه قطع في المبهج والتلخيصين وغيرها وقرأ في التجريد على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني وروى الآخرون عنه الإسكان وهو رواية الدجواني عن أصحابه عنه وهو الذي قطع به ابن مهران ونص على الوجهين جميعا من الطريقين المذكور بن صاحب قطع ابن مهران ونص على الوجهين جميعا من الطريقين المذكورين صاحب الجامع والمستنير والكفاية والحافظ أبو العلاء وصاحب التجريد وغيرهم وبه قرأ في التجريد على الفارسي من طريقي الحلواني والدجواني وشذ النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان ففتحها فخالف سائر الرواة وخالفه أيضا جميع أهل الداء حتى الآخرين عنه والصواب عنه هو السكون كما أجمع الرواة عليه وأما ابن وردان فروى الجمهور عنه افسكان وروى النهرواني عن أصحابه عنه الفتح وعلى ذلك أصحابه قاطبة كأبي علي البغدادي وأبي علي الواسطي وأبي علي المالكي وأبي الحسن ابن فارس وعبد الملك بن شابور العطار والشرمقاني وغيرهم ونص عليه من الطريق المذكورة أبو العز القلانسي وابن سوار وصاحب الجامع والكامل والحافظ وأبو العلاء وغيرهم والوجهان صحيحان عنه غير أن الإسكان أشهر وأكثر والله أعلم. وسكن حمزة ويعقوب وخلف (مالي لا أعبد) في يس. واختلف عن هشام فروى الجمهور عنه الفتج وهو الذي لا تعرف المغاربة غيره. وروى جماعة عنه الإسكان وهو الذي قطع به جمهور العراقيين من طريق الدجواني كأبي طاهر ابن سوار وأبي العز القلانسي وأبي علي البغدادي وأبي الحسن بن فارس وأبي الحسين بن نصر بن عبد العزيز الفارسي وبه عليه صاحب التجريد وانعكس على أبي القاسم الهذلي فذكره من طريق الحلواني عنه وصوابه من طريق الدجواني وأن الفتح من طريق الحلواني كما ذكرناه الجماعة والله أعلم. وأما (ياعبادي لا خوف) في الزخرف فاختلفوا في إثبات بائها وفي حذفها وفي فتحها وإسكانها وذلك تبع لرسمها في المصاحف فهي ثابتة في مصاحف أهل المدينة والشام محذوفة في المصاحف العراقية والملكية. فأثبت الياء ساكنة وصلا نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطبيب ووقفوا عليها كذلك وأثبتها مفتوحة وصلا أبو بكر وأبو الطبيب عن رويس ووقفا أيضا عليها بالياء وحذفها الباقون في الحالين وهم أكثر وحمزة الكسائي وخلف وحفص وروح وانفرد ابن مهران عن روح بإثباتها ةتبعه على ذلك الهذلي وهو خلاف ما عليه أهل الأداء قاطبة. وشذ الهذلي بحذفها عن أبي عمرو وقفا وهو وهم فإنه ظن أنها عنده من الزوائد فأجراها مجرى الزوائد في مذهبه وليست عنده من الزوائد بل هي عنده من ياآت الإضافة فإنه نص على أنه رآها ثابتة في مصاحف المدينة والحجاز كما سنذكره في موضعه وإذا كانت عنده ثابتة وجب أن تكون من ياآت الإضافة وإذا كانت كذلك وجب إثباتها في الحالين والله أعلم. واتفقوا على إسكان ما بقي من هذا الفصل وهو خمسمائة وست وستون ياء كما تقدم والله أعلم.

تنبيهات

(الأول) إن الخلاف المذكور في هذا الباب هو مخصوص بحالة الوصل وإذا سكنت الياء أجريت مع همزة القطع مجرى المد المنفصل حبما تقدم الخلاف فيه بابه فإذا سكنت مع همزة الوصل حذفت وصلا لالتقاء الساكنين.

(الثاني) من سكن الياء من (محياي) وصلا مد اللف مدا مشبعا من أجل التقاء الساكنين وكذلك إذا وقف كما قدمنا في باب المد. وأما من فتحها فإنه إذا وقف جازت له الثلاثة الأوجه من أجل عروض السكون لأن الأصل في مثل هذه الياء الحركة لالتقاء الساكنين وإن كان الأصل في ياء الإضافة الإسكان فإن حركة هذه الياء صارت أصلا آخر من أجل سكون ما قبلها وذلك نظير (حيث وكيف) فإن حركة الثاء والفاء صارت أصلا وإن كان الأصل فيهما السكون.

فلذلك إذا وقف عليهما جازت الأوجه الثلاثة وهذه الحركة من (محياي) غير الحركة من نحو (دعائي إلا فرارا) فإن الحركة في مثل هذا عرضت لالتقاء الياء بالهمزة فإذا وقف عليها زال الموجب فعادت إلى سكونها الأصلي. فلذلك جاء لورش من طريق الأزرق في (دعائي) في الوقف ثلاثة دون الوصل كما بيننا ذلك وأوضحناه آخر باب المد والله أعلم.

(الثالث) ما تقدم من أن ورشا روى عن نافع أنه كان أولا يقرأ (محياي) بالإسكان ثم رجع إلى الحركة تعلق به بعض الئمة فضعف قراءة الإسكان حتى قال أبو شامة هذه الرواية تقضي على جميع اتلروايات لفإنها أخبرت بالأمرين جميعا ومعها زيادة علم بالرجوع عن الإسكان إلى التحريك فلا تعارضها رواية افسكان فإن الول معترف بها ومخبر بالرجوع عنها، إن رواية إسماعيل بن جعفر وهو أجل رواة نافع موافقة لما هو المختار. ثم قال أبو شامة فلا ينبغي لذى لب إذا نقل له عن إمام روايتان إحداهما أصوب وجها من الأخرى أن يعتقد في ذلك إلا أن رجع عن الضعيف إلى الأقوى انتهى (وفيه مالا يخفي) أما قوله إن رواية الفتح تقضي على جميع الروايات فغير مسلم أن رواية شخص انفرد بها عن الجم الغفير تقضي عليهم مع إعلال الأئمة لها وردها. وأما قوله إن رواية إسماعيل بن جعفر عن نافع الفتح فهذا مما لا يعرف في كتاب من كتب القراآت وهذه الكتموجودة لم يذكر فيها أحد عن إسماعيل ذلك ولم يذكر هذا عن إسماعيل إلا ابن مجاهد في كتاب الياآت له وهو مما عدة الأئمة غلطا كما سيأتي. وأما قوله فلا ينبغي لذى لب إلى آخرة فظاهر في البطلان بل لا ينبغي لذى لب قوله فإنه يلزم منه ترك كثير من الروايات ورفض غير ما حرف من القراآت المتواترة عن كل واحد من الأئمة والله أعلم. وقد رد أبو إسحاق الجعبري عليه وأجاب بأن الصحيح إن كان يعني في قوله كان نافع أولا يكن ثم رجع إلى الفتح يدل على الثبوت من غير انقطاع فيستمر قال وقوله ثم رجع إلى تحريكها معناه انتقل. وهذا يدل على المرين لأن الانتقال لا يلزم منه إبطال المنتقل عنه إلا إذا امتنع فلم يقل نافع رجعت ولم يقل أحد رجع عن الإسكان إلى الفتح. قال وقوله هذه حاكمة على الإسكان فإنها أخبرت بالأمرين ومعها زيادة علم بالرجوع لا يدل على الرجوع لعدم التعدية بعن والتعارض وزيادة العلم إنما يعتبر فيما سبيله الشهادات لا في الروايات. قال وقوله إحدهما أصوب من الأخرى يفهم منه أن الأخرى صواب فهذا مناقض لقوله غير صحيحة. وإن أراد إحداها صواب والأخرى خطأ فخطا لما قدمنا وأخذ القوى من قولي إمام إنما هو في المجتهدات لا في المنصوصات إذ اليقين لا ينقض باليقين قال وقوله الرجوع عن الضعيف إلى الأقوى متناقض من من وجهين ويلزم منه رفع كل وجهين متفاوتين قوة وضعيفا انتهى (قلت) أما رواية أن نافعارجع إلى الفتح فقد رده أعرف الناس به الحافظ الحجة أبو عمرو الداني فقال بعد أن أسنده وأسند رواية الإسكان في جامع البيان هو خبر باطل لا يثبت عن نافع ولا يصح من جهتين: إحداهما أنه مع انفراده وشذوذه معاؤرض للأخبار المتقدمة التي رواها من تقوم الحجة بنقله ويحب المصير إلى قوله والانفراد والشذوذ لا يعارضان التواتر ولا يردان قول الجمهور. قال والجهة الثانية أن نافعا لو كان قد زال عن افسكان إلى الفتح لعلم ذلك من بالحضرة من أصحابه الذين رووا اختياره ودونوا عنه حروفه كإسحاق بن محمد المسيبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري وسليمان بن جماز الزهري وعيسى بن مينا وغيرهم ممن لم يزل ملازما له ومشاهدا لمجلسه من لدن تصدره إلى حين وفاته ولرووا ذلك عنه أو رواه بعضهم إذا كان محالا أن يغير شيءا من اختيار ويزول عنه إلى غيره وهم بالحضرة معه وبين يديه ولا يعرفهم بذلك ولا يوقفهم عليه ويقول لهم كنت أخترت كذا ثم زلت الآن عنه إلى كذا فدونوا ذلك عني وغيروا ما قد زلت عنه من اختياري فلم يكن ذلك وأجمع كل أصحابه على رواية الإسكان عنه نصا وأداء دون غيره فثبت أن الذي رواه الحمراوي عن أبي الأزهر عن ورش باطل لا شك في بطلانه فوجب إطراحه ولزم المصير إلى سواه بما يخالفه ويعارضه. قال الداني رحمة الله والذي يقع في نفسي وهو الحق إن شاء الله تعالى أن أبا الأزهر حدث الحمراوي الخبر موقوعا على ورش كما رواه عنه من قدمنا ذكره من جملة أصحابه وثقات رواته دون اتصاله بنافع وإسناد الزوال عن الإسكان إلى الفتح إليه بل لورش دون فنسي ذلك على طول الدهر من اليام فلما أن أحدث به أسند إلى نافع ووصله به وأضاف القصة إليه فحمله الناس عنه كذلك وقبله جماعة من العلماء وجعلوه حجة وقطعوا بدليلة على صحة الفتح ومثل ذلك قد يقع لكثير من نقل الأخبار ورواة السنن فيسندون الخبار الموقوفة والأحاديث المرسلة والمقطوعة لنسيان يدخلهم أو لغفلة تلحقهم فإذا رفع ذلك إلى أهل المعرفة ميزرة ونبهوا عليه وعرفوا بعلته وسبب الوهم فيه وإذا كان المر كذلك فلا سبيل إلى التعليق في صحة الفتح بدليل هذا الخبر إذ هو عن مذهب نافع واختيار بمعزل. قال ومما يؤيد جميع ما قلناه ويدل على صحة ماتأولناه ويحقق قول الجماعة عن ورش ما أخبرنا عبد العزيز ابن محمد المقري. حدثنا عبد الواحد بن عمر حدثنا أبو بكر شيخنا حدثنا الحسن ابن علي حدثنا أحمد بن صالح عن ورش أنه أكره إسكان الياء من: (محياي) ففتحها قال الداني وهذا مما لا يحتاج فيه معه إلى زيادة بيان ويدل على أن السبب كان ما ذكرناه ما رواه ابن وضاح عن عبد الصمد أنه قال أنا أتبع نافعا على إسكان الياء من (محياي) وأدع ما اختاره ورش من فتحها. حدثنا الفارسي أبو طاهر ابن أبي هاشم. حدثنا ابن مجاهد عن ابن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع أنه فتح ياء (محياي) قال الداني وذلك وهم من ابن الجهم من جهتين: إحداهما أن الهاشمي لم يذكر ذلك في كتابه بل ذكر فيه في مكانين إسكان الياء. والثانية أن إسماعيل نص عليهما في كتابه المصنف في قراءة المدنيين وهو الذي رواه عنه الهاشمي وغيره بالإسكان. حدثنا الخاقاني حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أبو عمر قال حدثنا ابن منيع حدثنا جدي حدثنا حسين بن محمد بن أحمد المروزي حدثنا إسماعيل عن نافع (ومحياي) مجزومة الياء انتهى، وكذا يكون كلام الأئمة المقتدي بهم قولا وفعلا وفرحة الله من إمام لم يسمح الزمان بعده يمثله. وفاله في كتاب الإيجاز أيضا والله أعلم.

باب مذاهبهم في ياآت الزوائد

وهي الزوائد على الرسم تأتي في أواخر الكلم وتنقسم على قسمين

(أحدهما) ما حذف من آخر اسم منادى نحو (يا قوم لقد أبلغتكم، يا قوم إن كنتم، يا عبادي، ياأبت، يا رب إن هؤلاء، رب إني نذرت) وهذا القسم مما لا خلاف في حذف الياء منه في الحالين والياء من هذا القسم ياء إضافة كلمة برأسها استغني بالكسرة عنها ولم يثبت في المصاحف من ذلك سوى موضعين بلا خلاف وهما (يا عبادي الذين آمنوا) في العنكبوت (ويا عبادي الذين أسرفوا) آخر الزمر، وموضع بخلاف وهو (يا عباد لا خوف عليكم) في الزخرف وتقدمت الثلاثة في الباب المتقدم. والقراء مجمعون على حذف سائر ذلك إلا موضعا اختص به رويس وهو (ياعباد فاتقون كما سنذكره في الباب

(والقسم الثاني) تقع على الياء فيه الأسماء والأفعال نحو (الداعي، والجواري، والمنادى، والتنادي، ويأتي، ويسري، ويتقي، ويبغي) فهي في هذا وشبهه لام الكلمة وتكون أيضا ياء إضافة في موضع الجر والنصب (دعائي، وأخرتني) وهذا القسم هو المخصوص بالذكر في هذا الباب. وضابطه أن تكون الياء محذوفة رسما مختلفا في إثباتها وحذفها وصلا أو وصلا ووقفا فلا يكون أبدا بعدها إذا ثبتت ساكنة إلا متحرك. وضابطه ما ذكر في باب الوقف على أوخر الكلم أن تكون الياء مختلفا في إثباتها وحذفها في الوقف فقط إذ لا يكون بعدها إلا ساكن. ثم إن هذا القسم ينقسم أيضا قسمين (الأول) ما يكون في شحو الآي (والثاني) يكون في رأسها. فاما الذي في حشو الاي فهو خمس وثلاثون يا منها ما الياء فيه أصلية وهي ثلاث عشرة ياء وباقيها وهو اثنان وعشرون ياء وقعت الياء ياء المتكلم زائدة فالياء الصلية (الداعي) في البقرة موضع وفي القمر موضعان (ويوم يأتي) في هو (والمهتدي) في سبحان والكهف (وما كنا نبغي) في الكهف (والبادي) في الحج (وكالجوابي) في عسق (والمنادى) في ق (ونرتعي) في يوسف (ومن يتقي) فيها أيضا وياء المتكلم ثنتان وعشرون ياء: وهي في البقرة ياآن (إذا دعاني، واتقون يا أولى الألباب) وفي آل عمران ياآن (ومن اتبعن وقل، وخافون إن) وفي المائدة (وأخشون ولا) وفي الأنعام (وقد هدان ولا) وفي الأعراف (ثم كيدون فلا) وفي هود ياآن (فلا تسألن ما) عند من كسر النون (ولا تخزون) وفي يوسف (حتى تؤتون) وفي إبراهيم (بما أشركتمون) وفي الإسراء (لئن أخرتن) وفي الكهف أربع وهي (أن يهدين، وإن ترن، وأن يؤتين، وأن تعلمن) وفي طه (إلا تتبعن) وفي النمل موضعان (أتمدونن، و: فما آتان الله) وفي الزمر موضعان (يا عباد فاتقون، فبشر عباد) في غافر (أتبعون أهدكم) (وفي) الزخرف (أتبعون هذا) وأما التي في رؤوس الآي فست وثمانين ياء منها خمس أصلية وهي (المتعال) في الرعد (والتلاق، والتناد) في غافر (ويسر، وبالواد) في الفجر. والباقي وهو إحدى وثمانون الياء فيه للمتكلم وهي ثلاث في البقرة (فارهبون، فاتقون، ولا تكفرون) وفي آل عمران (وأطيعون) وفي الأعراف (فلا تنظرون) وفي يونس مثلها. وفي هود (ثم لا تنظرون) وفي يوسف ثلاث (فأرسلون، ولا تقربون، ولولا أن تفندون) وفي الرعد ثلاث (متاب، وعقاب، ومآب) وفي إبراهيم ثنتان (وعيد، وتقبل دعاء) وفي الحجر ثنتان (فلا تفضحون، ولا تخزون) وفي النحل ثنتان (فاتقون، فارهبون) وفي النبياء ثلاث (فاعبدون) موضعان (فلا تستعجلون) وفي الحج (نكير) وفي المؤمنين ست (ما يكذبون) موضعان (فاتقون، أن يحضرون، رب أرجعون، ولا تكلمون) وفي الشعراء ست عشرة (أن يكذبون، أن يقتلون، سيهدين، فهو يهدين، ويسقين فهو يشفين ثم يحيين)، (وأطيعون) ثمانية مواضع اثنتان في قصة نوح ومثلها في قصة هود وقصة صالح وموضع قصة لوط ومثله في قصة شعيب (وإن قومي كذبون) وفي النمل (حتى تشهدون) وفي القصص ثنتان (أن يقتلون، أن يكذبون) وفي العنكبوت (فاعبدون) وفي سبأ (نكير) وفي فاطر مثله وفي يس ثنتان (لا ينقذون، فاسمعون) وفي الصافات ثنتان (لتردين، سيهدين) وفي ص ثنتان (عقاب، وعذاب) وفي الزمرة (فاتقون) وفي غافر (عقاب) وفي الزخرف ثنتان (سيهدين، وأطيعون) والدخان ثنتان (أن ترجمون فاعتزلون) وفي ق~ ثنتان (وعيد) كلاهما. وفي الذاريات ثلاث (ليعبدون، وأن يطمعون، فلا تستعجلون) وفي القمر ست جميعهن (نذر) موضع في قصة نوح وكذا في قصة هود وموضعان في قصة صالح وكذا في قصة لوط. وفي الملك ثنتان (نذير ونكير) وفي نوح (واطعيون) وفي المرسلات (فيكدون) وفي الفجر ثنتان (أكرمن، وأهانن) وفي الكافرين (ولي دين).

فالجملة مائة وإحدى وعشرين ياء اختلفوا في إثباتها وحذفها كما سنبين وإذا أضيف إليها (تسئلني) في الكهف تصير مائة واثنتين وعشرين ياء ولهم في إثبات هذه الياآت وحذفها قواعد نذكرها. فأما نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر فقاعدتهم إثبات ما يثبتون به منها وصلا لا وقفا. وأما ابن كثير ويعقوب فقاعدتهما الإثبات في الحالين والباقون وهم: ابن عامر وعاصم وخلف فقاعدتهما الحذف في الحالين وربما خرج بعضهم عن هذه القواعد كما سنذكره. فأما اختلافهم في ذلك ونبدأ أولا بما وقع في سبط الآي فنقول: إن نافعا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ويعقوب وهؤلاء الخمسة اتفقوا على إثبات الباء في أحد عشرة موشعا وهي (أخرتن) في الإسراء، (ويهدين وتعلمن ويؤتين) وثلاثتها في الكهف. (والجوار) في عسق (والمناد) في قّ، (وإلى الداع) في القمر، (ويسر) في الفجر وكذلك (ألا تتبعن أفعصيت) في طه (وكذلك يأت) في هود. (ونبغ) في الكهف وهم في هذه المواضع الأحد عشر على قواعدهم المتقدمة إلا أن أبا جعفر فتح الياء وصلا من (ألا تتبعن) وأثبتها في الوقف. ووافقهم الكسائي في الحرفين الأخيرين وهما (يأت ونبغ) على قاعدته في الوصل. ووقعت الياء في هذه المواضع العشرة في وسط الاي إلا (يسر) فإنها من رؤوس الآي كما ذكرنا. واتفق الخمسة المذكورون أولا ومعهم حمزة على إثبات الياء في (أتمدونني بمال) في النمل على قاعدتهم المذكورة إلا أن حمزة خالف أصله فأثبتها في الحالين مثل ابن كثير ويعقوب وقد تقدم اتفاق حمزة ويعقوب على إدغام النون منها في آخر باب الإدغام الكبير واتفق الخمسة أيضا سوى الأزرق عن ورش على الإثبات في حرفين وهما (إن ترن) في الكهف (واتبعون أهدكم) في غافر على قاعدتهم المذكورة، واتفق الخمسة أيضا سوى قالون على الياء في موضع واحد وهو (الباد) في الحج على أصولهم. واتفق هؤلاء سوى أبي جعفر - أعني ابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وورشا- على إثبات الياء في حرف واحد وهي (كالجواب) في سبأ على أصولهم وانفرد الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان بإثباتها وقد تابعه الأهوازي على ذلك فخالف سائر الرواة في ذلك والله أعلم.

واتفق ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب على الإثبات في (تؤتون) في يوسف على ما تقدم من أصولهم إلا أن الهذلي ذكر عن ابن شنبوذ في رواية قنبل حذفها في الوقف وهو وهْم. واتفق أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب وورش والبزي على الإثبات في (يدع الداعي إلى) وهو الأول من القمر وذكر الهذلي الإثبات أيضا على قنبل وهو وهم. واتفق أبو عمرو وأبو جعفر و يعقوب وورش على الإثبات في (الداع إذا دعاني) كليهما في البقرة. واختلف الذى في التيسير والكافي والهداية والهادي والتبصرة والشاطبية والتلخيصيين والإرشاد والكفاية الكبرى والغاية وغيرها. وقطع بالإثبات فيهما من طريق أبي بشيط الحافظ أبو العلاء وفي غايته وأبو محمد في مبهجه وهي رواية العثماني عن قالون وقطع بعضهم له بالإثبات في (الداع) والحذف في (دعان) وهو الذي في الكفاية في الست والجامع لابن فارس والمستنير والتجريد من طريق أبي نشط وفي المبهج من طريق ابن بويان عن أبي نشط وعكس آخرون فقطعوا له بالحذف في (الداع) والإثبات في (دعان) وهو الذي في التجريد من طريق الحلواني وهي طريق أبي عون وبه قطع أيضا صاحب العنوان (قلت) والوجهان صحيحان عن قالون إلا أن الحذف أكثر وأشهر والله أعلم. وذكر في المبهج افثبات في (الداع) من طريق الشذائي عن ابن شنبوذ عن قنبل وفيه نظر. وذكر ابن شنبوذ عن ورش من طريق الأزرق الحذف في (دعان) قال الداني وهو غلط منه (قلت) قاله في الكامل ولا يؤخذ به. واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب على الإثبات في (المهتد) في الإسراء والكهف على أصولهم. وذكر في المستنير والجامع لابن شنبوذ عن قنبل إثباتها فيهما وصلا وعدوهما واتفق أبو جعفر ويعقوب وورش على الإثبات في (تسئلن) في هود. وانفرد في المبهج بإثباتها عن أبي نشيط فخالف سائر الرواة عنه وهم في الإثبات على أصولهم. واتفق أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب على إثبات ثماني ياآت وهي (واتقون يأولى الألباب) في البقرة، (وخافون إن) في آل عمران (واخشون ولا) في المائدة، (وقد هدان) في الأنعام (وثم كيدون) في الأعراف (ولا تخزون) في هود، (وبما أشركتمون) في إبراهيم، (واتبعون هذا). في الزخرف وهم فيها على أصولهم. ووافقهم هشام في كيدون على اختلاف عنه فقط له الجمهور بالياء في الحالين وهو الذي في الكافي والتبصرة والهداية والعنوان والهادي والتلخيصيين والمفيدج والكامل والمبهج والغايتين والتذكرة وغيرها. وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي يعني من طريقي الحلواني والدجواني جميعا عنه وبذلك قرأ الداني على شيخه أبي الفتح وأبي الحسن من طريق الحلواني عنه كما نص عليه في جامعه وهو الذي في طرق التيسير ولا ينبغي أن يقرأ من التيسير بسواه وإن كان قد حكى فيها خلافا عنه فإن ذكره ذلك على سبيل الحكاية. ومما يؤيد ذلك أنه قال في المفردات ما نصه: قرأ يعني هشاما (ثم كيدون فلا) بياء ثابتة في الوصل والوقف وفيه خلاف عنه وبالأول آخذ انتهى وإذ كان يأخذ بلإثبات فهل يؤخذ من طريقه بغير ما كان ياخذ وكذا نص عليه صاحب المستنير والكفاية من طريق الحلواني وروى الآخرون عنه افثبات في الوصل دون الوقف وهو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه وهو الذس قطع به في المستنير والكفاية عن الدجواني عنه وهو الظاهر من عبارة أبي عمرو الداني في المفردات حيث قال بياء ثابتة في الوصل والوقف ثم قال وفيه خلاف عنه إن جعلنا ضمير وفيه عائد على الوقف كما هو الظاهر وعلى هذا ينبغي أين يحمل الخلاف المذكور في التيسير أن يأخذ به وبمقتضى هذا يكون الوجه الثاني من الخلاف المذكور في الشاطبية في غاية البعد وكأنه تبع فيه ظاهرة التيسير فقط والله أعلم. وروى بعضهم عنه الحذف في الحالين ولا أعلمه نصا من طرق كتابنا لأحد من

أئمتنا ولكنه ظاهر التجريد من قراءته على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني نعم هي رواية ابن عبد الرزاق عن هشام نصا ورواية إسحاق بن أبي حسان وأحمد بن أنس أيضا وغيرهم عنه (قلت) وكلا الوجهين صحيحان عنه نصا وأداء حالة الوقف وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتابنا والله أعلم. وروى بعض أئمتنا إثبات الياء فيها وصلا عن ابن ذكوان وهو الذي في تلخيص ابن بليمة وجها واحدا فقال فيه وابن ذكوان كأبي عمرو وقال في الهداية وعن ابن ذكوان الحذف في الحالين والإثبات في الوصل وكذا في الهادي وقال في التبصرة والأشهر عن ابن ذكوان الحذف به قرأت له وروى عنه إثباتها (قلت) وإثباتها عن ابن ذكوان من رواية أحمد بن يوسف وروينا عنه أنه قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه رأ على أيوب بإثبات الياء في الكتاب والقراءة وبعض أصحابه هذا هو عبد الحميد بن بكار الدمشقي صاحب أيوب ابن تميم شيخ ابن ذكوان، وقوله في الكتاب يعني في المصحف فإن الياء في هذا الحرف ثابتة في المصحف الحمصي نص على ذلك أبو عمرو الداني والحذف عن ابن ذكوان هو الذي عليه العمل وبه آخذ والله تعالى الموفق. وروى بعضهم أيضا إثبات الياء في هذه المواضع الثمانية عن ابن شنبوذ عن قنبل واضطربوا عنه في ذلك فنص سبط الخياط في كفايته على الإثبات عنه وصلا في (واتقون) ونص في المبهج على إثباتها له في الحلين وكذلك قطع في كفايته على إثبات (أشركتمون) في الوصل واختلف عنه في المبهج وكذلك قط في المبهج عنه بإثبات كيدون في الحالين ولم يذكرها في كفايته وقطع له بإثبات وتخزون في الحالين في الكفاية ولم يذكرها في المبهج واتفق نَص المبهج والكفاية على الإثبات عنه في الحالين في (خافون واخشون) وعلى حذف (واتبعون) واتفق ابن سوار وابن فارس على إثبات (خافون واخشون وهدان وكيدون وتخزون) في الحالين (واتبعون) على إثبات (أشركتمون) وصلا وفقا واختلفا في (فاتقون) فإثبتها في الحالين وحذفها ابن سوار وكذلك اختلفوا عنه في حرف (المهتد) وفي (المتعال وعذاب وفاعتزلون وترجمون) فبعضهم ذكرها له وبعضهم وصلا وبعضهم في الحالين ولم يتفقوا على شيء من ذلك ولا شك أن ذلك مما يقتضي الاختلال والاضطراب وقد نص الحافظ أبو عمرو الداني على أن ذلك في هذه الياآت غلط قطع بذلك وجزم به وكذلك ذكره غير وقال الهذلي كه فيه خلل (قلت) والذي أعول عليه في ذلك هو ما عليه العمل وصح عن قنبل ونص عليه الأئمة الموثوق بهم والله تعالى هو الهادي الصواب. وانفرد الهذلي عن الشذائي عن أبي نشيط بإثبات الياء في (واتبعون) فخالف سائر الناس عنه وعن أبي نشيط وإنما ورد ذلك عن قالون من طريق أبي مروان وأبي سليمان والله تعالى أعلم واختص رويس بإثبات الياء من المنادى في قوله (يا عباد فاتقون) في الزمر أعني الياء من العراقيين وغيرهم وهو الذي في الإرشاد والكفاية وغاية أبي العلاء والمستنير والجامع والمبهج وغيرها. ووجه لإثباتها خصوصا مناسبة فاتقون. وروى الآخرون عن الحذف وأجروه مجرى سائر الناس المنادى وهو الذي مشى عليه ابن مهران في غايته وابن غلبون في تذكرته وأبو معشر في تلخيصه وصاحب المفيد والحافظ وأبو عمرو الداني وغيرهم وهو القياس وبالوجهين جميعا آخذ لثبتهما رواية وأداء وقياسا والله أعلم. واختص قنبل بإثبات الياء في موضعين وهما: (نرتعي ونلعب، ويتقي ويصبر) كلاهما في يوسف (وهما) من الأفعال المجزومة وليس في هذا الباب من المجزوم سواهما وفي الحقيقة ليسا من هذا الباب من كون حذف الياء منها لازما للجازم وإنما أخلناهما في هذا الباب لأجل كونهما محذوفي الياء رسما ثابتين ي قراءة من رواهما لفظا فلحقا في هذا الباب من أجل ذلم، وقد اختلف في كل منهما عن قنيل. فأما (نرتعي) فأثبت الياء فيها عنه ابن شنبوذ من جميع طرقه وهي رواية أبي ربيعة وابن الصباح وابن بقرة والزينبي ونظيف غيرهم عنه. وروى عنه الحذف أبو بكر بن مجاهد وهي رواية العباس ابن الفضل وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن محمد اليقطيني وإبراهيم بن عبد الرزاق وابن ثوبان وغيرهم والوجهان جميعا صحيحان عن قنبل وهما في التيسير والشاطبية وإن كان الإثبات ليس من طريقهما وهذا من المواضع التي خرج فيها التيسير عن طرقه والله أعلم. وأما يتقى فروى إثبات الياء فيها عن قنبل ابن مجاهد من جميع طرقه إلا ما شذ منها ولذلك لم يذكر في التيسير والكافي والتذكرة والتبصرة والتجريد والهداية وغيرها سواه وهي طريق أبي ربيعة وابن الصباح وابن ثوبان وغيرهم كلهم عن قنبل وروى حذفها ابن شنبوذ وهي رواية الزينبي وابن عبد الرزاق واليقطيني وغيرهم عنه. ةالوجهان صححان عنه إلا أن ذكر الحذف في الشاطبية خروج عن طرقه والله أعلم.

مجري الصحيح وذلك لغة لبعض العرب وانشدوا عليه: ألم يأتيك والأنباء تنمى، وقيل إن الكسرة أشبعت فتولد منها الياء. وقيل غير ذلك والله أعلم.

(فهذا جميع ما وقعت الياء في وسط آية قبل متحرك وبقي مع ذلك ثلاث كلمات وقع بعد الياء فيهن ساكن وهي (آتان الله) في النمل (وإن يردن الرحمن) في يس (فبشر عباد الذين يستمعون) في الزمر (أما آتان الله) فأثبت الياء فيها مفتوحة وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وحفص ورويس وحذفها الباقون في الوصل لالتقاء الساكنين. واختلفوا في إثبات الياء في الوقف فأثبتها يعقوب وابن شنبوذ عن قنبل. واختلف عن أبي عمرو وقالون وحفص فقطع في الوقف بالياء أبو محمد مكي وأبو علي بن بليمة وأبو الحسن بن غلبون وغيرهم وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي الفتح فارس لمن فتح الياء وقطع لهم بالحذف جمهور العراقيين وهو الذي في الإرشادين والمستنير والجامع والعنوان وغيرها. وأطلق لهم الخلاف في التيسير والشاطبية والتجريد وغيرها وقد قيد الداني بعض أطلاق التيسير في المفردات وغيرها فقال في المفردات في قراءة أبي عمرو وأثبتها ساكنة في الوقف على خلاف عنه في ذلك بالإثبات وقرأت به آخذوا قال في رواية حفص واختلف علينا عنه في إثباتها في الوقف فروى لي محمد بن أحمد عن ابن مجاهد إثباتها فيه وكذا روى أبو الحسن عن قراءته وكذلك روى لي عبد العزيز عن أبي غسان عن أبي طاهر عن أحمد بن موسى يعني ابن مجاهد. وروى لي فارس بن أحمد عن قراءته أيضا حذفها فيه وقال في رواية قالون يقف عليها بالياء ثابتة ولم يزد على ذلك. قال بن شريح في الكافي روى الأشنائي عن حفص إثباتها في الوقف وقد روى ذلك عن أبي عمرو وقالون. وقال في التجريد والوقف عن الجماعة بغير ياء يعني الجماعة الفاتحين للياء وصلا قال إلا ما رواه الفارسي أن أبا طاهر روى عن حفص أنه وقف عليها بياء قال وذكر على عبد الباقي أن أباه أخبره في حين قراءته أن من فتح الياء وقف عليها بياء. انتهى. ولم يذكر سبط الخياط في كفايته افثبات لغير حفص. ووقف الباقون بغير ياء وهم ورش والبزي وابن مجاهد حفص عن قنبل وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف. وانفرد صاحب المبهج من طريق الشذائي عن ابن شنبوذ عن قنبل بفتح الياء وصلا أيضا كرويس ولم يذكر لابن شنبوذ في كفايته إثباتا في الوقف فخالف سائر الرواة. وأما (إن يردن) فأثبت الياء مفتوحة في الوصل أبو جعفر وأثبتها ساكنة في الوقف أبو جعفر أيضا هذا الذي توافرت نصوص المؤلفين عليه عنه وبعض الناس لم يذكر له شيئا في الوقف بعضهم جعله قياسا وتقدم مذهب يعقوب في الوقف عليها بالياء من باب الوقف وحذفها الباقون في الحالين. وأما (فبشر عباد الذين) فاختص السوسي بإثبات الياء وفتحها وصلا بخلاف عنه في ذلك فقطع له بالفتح والإثبات حالة الوصل صاحب التيسير ومن تبعه وبه قرأ على فارس أحمد من طريق محمد بن إسماعيل القرشي لا من طريق ابن جرير كما نص عليه في المفردات فهو في ذلك خارج عن طريق التيسير. وقطع له بذلك أيضا الحافظ أبو العلاء وأبو معشر الطبري وأبو عبد الله الحضري وأبو بكر بن مهران وقطع له بذلك جمهور العراقيين من طريق ابن حبش وهو الذي في كفاية أبي العز ومستنير ابن سوار وجامع ابن فارس وتجريد ابن الفحام وغيرها ورواه صاحب المبهج عنه من طريق المطوعي وهذه طريق أبي حمدون وابن واصل وابن سعدون وإبراهيم بن اليزيدي ورواية شجاع والعباس عن أبي عمرو. واختلف في الوقف عن هؤلاء الذين أثبتوا الياء وصلا فروى عنهم الجمهور الإثبات أيضا في الوقف كالحافظ أبي العلاء وأبي الحسن بن فارس وسبط الخياط وأبي العز القلانسي وغيرهم. وروى الآخرون حذفها وبخ قطع صاحب التجريد وغيره وهو ظاهر المستنير وقطع به الداني أيضا في التيسير وقال هو عندي قياس قول أبي عمرو في الوقف على المرسوم. وقال في المفردات بعد ذكره الفتح والإثبات في الوصل فالوقف في هذه الرواية بإثبات الياء ويجوز حذفها والإثبات أقيس فقد يقال أن هذا مخالف لما في التيسير وليس كذلك كما سنبينه في التنبيهات آخر الباب وقال ابن مهران وقياس من فتح الياء أن يقف بالياء ولكن ذكر أبو حمدون وابن اليزيدي أنه يقف بغير ياء لأنه مكتوب بغير ياء وذهب الباقون عن السوسي إلى حذف الياء وصلا ووقفا وهو الذي قطع به في العنوان والتذكرة والكافي وتلخيص العبارات وهو المأخوذ به من التبصرة والهداية والهادي وأبو علي الأهوزي وهو طريق أبي عمران وابن جمهور كليهما عن السوسي وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون في رواية السوسي وعلى أبي الفتح من غير طريق القرشي وهو الذي ينبغي أن يكون في التيسير كاقادمنا وكل من الفتح وصلا والحذف وفقا ووصلا صحيح عن السوسي ثابت عنه رواية وتلاوة ونصا وقياسا. ووقف يعقوب عليها بالياء على أصله والباقون بالحذف في الحالين والله الموفق وأما الياآت المحذوفة من رؤوس الاي ةجملتها بمافيه أصل وإضافي ست وثمانون ياء كما قدمنا ذكرنا منه ياء واحدة استطرادا وهي:

(يسرى) في الفجر. بقي خمس وثمانون ياء أثبت الياء في جميعها يعقوب في الحالين على اصله. ووافقه غيره في ست عشرة كلمة وهي (دعاء، والتلاق، والتناد، وأكرمن، وأهانن، وبالواد، والمتعال، ووعيد ونذير، ونكير، ويكذبون، وينقذون، ولتردين، وفاعتزلون، وترجمون ونذر) أما دعاء وهو في إبراهيم فوافقه في الوصل أبو عمرو وحمزة وورش ووافقه البزي في الحالين واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين وروى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل والحذف في الوقف هذا الذي هو من طرق كتابنا. وقد ورد عن ابن مجاهد مثل ابن شنبوذ وعن ابن شنبوذ الإثبات في الوقف أيضا ذكره الهذلي وقال هو تخلط (قلت) وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووافقا وبه آخذوا الله تعالى أعلم. وأما (التلاق، والتناد) وهما في غافر فوافقه في الوصل ورش وابن وردان. ووافقه في الحالين ابن كثير. وانفرد أبو الفتح فارس بن أحمد من قراءته على الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالوجهين الحذف والإثبات في الوقف وتبعه في ذلك الداني من قراءته عليه وأثبته في التيسير كذلك فذكر الوجهين جميعا عنه وتبعه الشاطبي على ذلك وقد خالف عبد الباقي في هذين سائر الناس ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشط ولا الحلواني بل ولا عن قالون أيضا في طريق إلا من طريق أبي مروان عنه وذكره الداني في جامعه عن العثماني أيضا وسائر الرواة عن قالون على خلافه كإبراهيم وأحمد ابني قالون وإبراهيم بن دازيل وأحمد بن صالح وإسماعيل القاضي والحسن بن علي الشحام والحسين بن عبد الله المعلم وعبد الله ابن عيسى المدني وعبيد الله بن محمود العمري ومحمد بن عبد الحكم ومحمد بن هرون المروزي ومصعب بن إبراهيم والزبير بن محمد الزبيري وعبد الله بن فليح وغيرهم وأما (أكرمن وأهانن) وهما في الفجر فوافقه على إثبات الياء فيهما وصلا نافع وأبو جعفر وفي الحالين البزي. واختلف عن أبي عمرو فذهب الجمهور عنه إلى التخيير وهو الذي قطع به في الهداية والهادي والتلخيص للطبري والكامل وقال فيه وبه قال الجماعة وعول الداني على حذفهما وكذلك الشاطبي وقال التيسير وخير فيهما أبو عمرو وقياس قوله في رؤوس الآي يوجب حذفهما وبذلك الوصل والمشهور عنه بالحذف. وقطع في الكافي له بالحذف وكذلك في التذكرة لابن فرح وكذلك سبط الخياط في كفايته لابن مجاهد عن أبي الزعراء من طريق الحمامي ولم يذكر في الإرشاد عن أبي عمرو سوى الإثبات وكذلك في المبهج من طريق ابن فرح وزاد فقال وهاتين الياءين عن أبي عمرو اختلاف نقله أصحابه وكذلك أطلق الخلاف عن أبي عمرو وأبو علي بن بليمة في تلخيصه والوجهان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر والله أعلم.

وفي الجامع لابن فارس إثباتهما في الحالين لابن شنبوذ عن قنبل. وأما (بالواد) وهي في الفجر أيضا فوافقه على إثباتها وصلا ورش وفي الحالين ابن كثير، واختلف عن قنبل عنه في الوقف فروى الجمهور حذفها وهو الذي قطع به صاحب العنوان والكافي والهداية والتبصرة والهادي والتذكرة. وهو اختيار أبي طاهر بن أبي هاشم وبه كان يأخذ وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وهو ظاهر التيسير حيث قطع به أولا ولكن طريق التيسير هو الإثبات فإنه قرأ به على فارس بن أحمد وعنه أسند رواية قنبل في التيسير. بالإثبات أيضا قطع صاحب المستنير من غير طريق أبي طاهر. وكذلك ابن فارس في جامعه وكذلك سبط الخياط في كفايته ومبهجه من غير طريق ابن مجاهد م أنه قطع بالإثبات له في الحالين في سبعته وذكر في كتاب الياآت وكتاب المكيين وكتاب الجامع عن قنبل الياء في الوصل وإذا وقف بغير باء قال الداني وهو الصحيح عن قنبل (قلت) وكلا والوجهين صحيح عن نبل نصا وأداء حالة الوقف بهما قرأت وبهما آخذ والله أعلم. وأما (المتعال) وهو الرعد فوافقه على الإثبات في الحالين ابن كثير من روايتيه من غير خلاف. وقد ورد عن ابن شنبوذ عن قنبل من طريق ابن الطبر حذفها في الحالين ومن طريق الهذلي حذفها وقفا والذي نأخذ به هو الأول والله أعلم: وأما عيد. وهي في إبراهيم وموضعي ق~ (ونكير) في الحج وسبأ وفاطر والملك (ونذير) وهي في الستة المواضع من القمر (وأن يكذبون) في القصص (لا ينقذون) وفي يس (ولتردين) في الصافات (وأن ترجمون وفاعتزلون) في الدخان (ونذير) في الملك فواقفه على إثبات الياء في هذه الثماني عشرة ياء من الكلم التسع حالة الوصل ورش. واختص يعقوب بما بقي من الياآت في رؤوس الآي وهي ستون ياء تقدمت مفصلة وستأني منصوصا عليها آخر كل سورة عقيب ياآت الإضافة معادا ذكر الخلاف في ذلك كله مبينا مفصلا إن شاء الله وبالله التوفيق.

تنبيهات

(الأول) أجمعت المصاحف على إثبات الياء رسما في خمسة عشر موضعا مما وقع نظيره محذوفا مختلفا فيه مذكور في هذا الباب وهي (واخشوني ولأتم) في البقرة (فإن الله يأتي بالشمس) فيها أيضا (وفاتبعوني) في آل عمران. و (فهو المهتدي) في الأعراف (وفكيدوني) في هود (وما نبغي. وفي يوسف ومن اتبعني) فيها (وفلا تسئلني) في الكهف (وفاتبعوني، وأطيعون) في طه (وأن يهديني) في القصص (وياعبادي الذين آمنوا) في العنكبوت و (أن اعبدوني) في يس، و (يا عبادي الذين أسرفوا) آخر الزمر (وأخرتني إلى) في المنافقين (ودعائي إلا) في نوح. لم تختلف المصاحف في هذه الخمس عشرة ياء إنها ثابتة. وكذلك لم يختلف القراء في إثباتها أيضا ولم يجيء عن أحد منهم خلاف إلا في (تسئلني) في الكهف اختلف فيها عن ابن ذكوان كما سنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، ويلحق بهذه الياآت (بهادي العمى) في النمل لثبوتها في جميع المصاحف لا شتباهها بالتي في سورة الروم إذ هي محذوفة من جميع المصاحف كما ذكرنا في باب الوقف.

(الثاني) بني جماعة من أئمتنا الحذف والإثبات في (فبشر عباد) عن السوسي وغيره عن أبي عمرو على كونها رأس آية فقال عبيد بن عقيل عن أبي عمرو إن كانت رأس آية وقفت على عبادو إن لم تكن رأس آية ووقفت قلت (فبشر عبادي) وإن وصلت قلت (عبادي الذين) قال وقرأته بالقطع وقال ان مجاهد في كتاب أبي عمرو في رواية عباس وابن اليزيدي دليل على أبا عمرو وكان يذهب في العدد مذهب المدني الأول وهو كان عدد أهل الكوفة والأئمة قديما فمن ذهب إلى عدد الكوفي والمدني الأخير والبصريين حذف الياء في قراءة أبي عمرو من عد عدد المدني الأول التي فتحها واتبع أبا عمروا في القراءة والعدد. وقال ابن اليزيدي في كتابه في الوصل والقطع لما ذكر لأبي عمرو الفتح وصلا وإثبات الياء وقفا هذا منه ترك لقوله إنه يتبع الخط في الوقف قال وكأن أبا عمرو وأغفل أن يكون هذا الحرف رأس آية. وقال الحافظ أبو الداني بعد ذكره ما قدمنا قول أبي عمرو لعبيد بن عقيل دليل على أنه لم يذهب على أنه رأس آية في بعض العدد إذ خيره فقال إن عددتها فأسقط الياء على مذهبه في غير الفواصل وإن لم تعدها فأثبت الياء وانصبها على مذهبه في غير الفواصل ةعند استقبال الياء بالألف واللام (قلت) والذي لم يعدها آية هو المكي والمدني الأول فقط وعدها وغيرهما آية فعلى ما قرروا يكون أبو عمروا اتبع في ترك عدها المكي والمدني الول إذ ما كان من أصل مذهبه اتباع أهل الحجاز وعنهم أخذ القراءة أولا واتبع في عدها أهل بلدة البصرة وغيرها وعنهم أخذ القراءة ثانيا فهو في الحالتين متبع القراءة والعدد ولذلك خير في المذهبين واللع تعالى أعلم.

(الثالث) ليس إثباتا هذه الياآت في الحالين أو في حالة الوصل مما يعد مخالفا للرسم خلافا يدخل به في حكم الشذوذ لما بيناه في الركن الرسمي أول الكتاب والله تعالى أعلم.

باب بيان إفراد القراآت وجمعها

لم يتعرض أحد من أئمة القراءة في تواليفهم لهذا الباب. وقد أشار إليه أبو القاسم الصفراوي في إعلانه ولم يأت بطائل وهو باب عظيم الفائدة، كثير النفع، جليل الخطر، بل هو ثمرة ما تقدم في أبواب هذا الكتاب من الأصول، ونتيجة تلك المقدمات والفصول. والسبب الموجب لعدم تعرض المتقدمين إليه هو عظم هممهم، وكثرة حرصهم، ومبالغتهم في الإكثار من هذا العلم واستيعاب رواياته وقد كانوا في الحرص والطلب بحيث أنهم يقرأون بالرواية الواحدة على الشيخ الواحدة عدة ختمات لا ينتقلون إلى غيرها ولقد قرأ الأستاذ أبو الحسن على بن عبد الغني الحصري القيرواني القرآىت السبع على شيخه أبي بكر القصري تسعين ختمة كلما ختم ختمة قرأ غيرها حتى أكمل ذلك في مدة عشر سنين حسبما أشار إليه بقوله في قصيدته:

وأذكر أشياخي الذين قرأتها عليهم فأبدأ بالإمام أبي بكر

قرأت عليه السبع تسعين ختمة بدأت ابن عشر ثم أكملت في عشر

وكان أبو حفص الكتاني من أصحاب ابن مجاهد وممن لازمه كثيرا وعرف به وقرأ عليه سنين لا يتجاوز قراءة عاصم. قال وسألته أن يتقلتى عن قراءة عاصم إلى غيرها فأبى على، وقرأ أبو الفتح فرج بن عمر الواسطى أحد شيوخ ابن سوار القرآن برواية أبي بكر من طريق يحيى العليمي عن أبي الحسن على ابن منصور المعروف بابن الشعير الواسطى عدة ختمات في مدة سنين وكانوا يقرأون على الشيخ الواحدة العدة من الروايات والكثير من القراآت كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها وهذا الذي كان عليه الصدر الأول ومن بعدهم إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وابن شيطا الأهوازي والهذلي ومن بعدهم فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراآت في الختمة لواحدة واستمر إلى زماننا وكان بعض الأئمة يكره ذلك من حيث إنه لم تكن عادة السلف عليه ولكن الذي استقر عليه العمل هو الأخذ به والتقرير عليه وتلقيه باقبول. وإنما دعاهم إلى ذلك فتور الهمم وقصد سرعة الترقي والانفراد ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراآت وأتقن معرفة الطرق والروايات وقرأ لكل قارئ ختمة على حدة ولم يسمح أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة في ختمة واحدة فيما أحسب إلا في هذه الأعصار المتأخرة حتى إن الكمال الضرير صهر الشاطبي لما أراد القراءة على الشاطبي لم يقرأ عليه قراءة واحدة من السبعة إلا في ثلاث ختمات فكان إذا أراد قراءة ابن كثير مثلا يقرأ أوً برواية البزي ختمة ثم ختمة برواية قنبل ثم يجمع البزي وقنبل في ختمة هكذا حتى أكمل القراآت السبع في تسع عشرة ختمة ولم يبق عليه إلا رواية أبي الحارث وجمعه مع الدوري في ختمة، قال فأردت أن أقرأ برواية أبي الحارث فأمني بالجمع فلما انتهيت إلى (سورة الأحقاف) توفي رحمه الله وهذا هو الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ الجمع الأبعد أن يفرد السبعة في إحدى وعشرين ختمة ولعشرة كذلك. وقرأ شيخنا أبو بكر بن الجندي على الصائغ المذكور والمفردات عشرين ختمة وكذلك شيخنا الشيخ شمس الدين ابن اصلائغ وكذلك شيخنا الشيخ تقي الدين البغدادي وكذلك سائر من أدركناهم من أصحابه وقرأ شيخنا عبد الوهاب القروي الأإسكندري على شيخه الشهاب أحمد بن محمد القوصي بمضمن الإعلان في السبع أربعين ختمة وكان الذين يتساهلون في الأخذ يسمحون أن يقرأ وكل قارئ من السبعة بختمة سوى نافع وحمزة فإنهم كانوا يأخذون ختمة لقانون ثم ختمة لورش ثم ختمة لخلف ثم ختمة لخلاد ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك ولما طلبت القراآت أفردتها عل الشيوخ الموجودين بدمشق ووكنت قرأت ختمتين كاملتين على الشيخ أمين الدين عبد الوهاب بن السلار ختمة بقراءة أبي عمرو من روايتيه وختمة بقراءة حمزة من روايتيه أيضا ثم استأذنته في الجمع فلم يأذن لي وقال لم تفرد عل جمع القراآت ولم يسمح بأكثر من أ، أذن لي في جمع قراءة نافع وابن كثير فقط "نعم" كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجير وتأهل فأراد أن يجمع القراآت في ختمة على أحدهم لا يكلفونه بعد ذلك إلى أفراد لعلمهم بأنه قد وصل إلى حد المعرفة والإتقان كما وصل الأستاذ أبو العز القلانسي إلى الإمام أبي القاسم الهذلي حين دخل بغداد فقرأ عليه بمضمن كتابه الكامل في ختمة واحدة. ولما دخل الكمال بن فارس الدمشقي مصر وقصده قراء أهلها لإنفراده بعلو الإسناد وقراءة الروايات الكثيرة على الكندي فقرأوا عليه بالجمع للأثني عشربكل ما رواه عن الكندي من الكتب. ورحل الشيخ علي الديواني من وسط إلى دمشق فقرأ على الشيخ إبراهيم الإسكندري بها بمضمن التيسير والشاطبية في ختمة. ورحل الشيخ نجم الدين بن مؤمن إلى مصر من العراق فقرأ على الشيخ تقي الدين بن الصائغ بمضمن عدة كتب جمعا وكذلك رحل شيخنا أبو محمد بن السلار فقرأ على الصائغ المذكور ختمة جمعا بضمن التيسير والشاطبية والعنوان. ورحل بعده شيخنا أبو المعالي بن اللبان فقرأ ختمة جمعا للثمانية بمضمن عقد اللآلي وغيرها على أبي حيان وأول ما قرات أنا على اللبان قرأ عليه ختمة جمعا بمضمن عشرة كتب ولما رحلت أولا إلى الديار المصرية قرأت جمعا بالقراآت الأثني عشربمضمن عدة كتب على أبي بكر بن الجندي وقرأت على كل من ابن الصائغ والبغدادي جميعا بمضمن الشاطبية والتيسير والعنوان ثم رحلت ثانيا وقرأت على الشيخين المذكورين جمعا للعشرة بمضمن عدة كتب وزدت في جمعى على البغدادي فقرأت لابن محيصن والأعمش والحسن البصري (فهذه) طريقةالقوم رحمة الله وهذا دأبهم. وكانوا أيضا في الصدار الأول لا يزيدون القارئ على عشر آيات ولو كان من كان لا يتجاوزون ذلك وإلى أشار الستاذ أبو مزاحم الخاقاني حيث قال في قصيدته التي نظمها في التجويد وهو أول من تكلم فيه فيما أحسب:

وحكمك بالتحقيق إن كنت آخذا على أحد أن لا تزيد على عشر

وكان من بعدهم لا يتقيد بذلك بل يأخذ بحسب ما يرى من قوة الطالب قليلا وكثيرا إلا أن الذي استقر عليه عمل كثير من الشيوخ هو الأخذ في الأفراد يجزء من أجزاء مائة وعشرين، وفي الجمع يجزء من أجزاء مائتين وأربعين وروينا الأول عن بعض المتقدمين (أخبرني) عمر بن الحسين بقراءتي عليه ظاهر دمشق عن الخطيب أبي العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي أخبرنا الحسين بن أبي الحسن الطيبي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن منصور أخبرنا أبو العز الواسطي. قال قرأت بها يعني قراءة أبي جعفر على الشيخ أبي علي. وأخبرني أنخ قرأ بها أبي علي الحسين ابن علي بن عبيد الله الرهاوي بدمشق. وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي أحمد بن محمد الأصبهاني. وأخبره أنه قرأ بها على أبي عبد صالح بن سعيد الرازي ختمة كاملة في مدة أربعة أشهر كل يوم جزء من أجزاء مائة وعشري وأن صالحا قرا على أبي العباس بن الفضل بن شاذان الرازي ختمة كاملة في مدة أربعة اشهر على هذه الجزاء وأن الفضل قرا على أحمد بن يزيد الحلواني. وأخذ آخرون بأكثر من ذلك ولم يجعلوا للأخذ حدا كما ذكرناه. وكان الإمام علم الدين السخاوي يختاره ويحمل ما ورد عن السلف في تحديد الأعشار على التلقين واستد بأن ابن مسعود رضي الله عنه قرأ على النبي في مجلس واحد من أول سورة النساء حتى بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) كما ثبت في الصحيح. والذي قال واضح فعله كثير من سلفنا واعتمد عليه كثيرا ممن أدركنا من أئمتنا، قال الإمام يعقوب الحضري قرأت القرآن في سنة ونصف على سلام. وقرأت على شهاب الدين بن شريفه في خمسة ايام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب في تسعة ايام وقد قرأ شيخنا أحمد بن الطحان على الشيخ أبي العباس بن نحلة ختمة كاملة بحرف أبي عمرو من روايته في يوم واحد وأخبرت عنه أنه لما ختم قال الشيخ هل رأيت أحدا يقرأ هذه القراءة؟ فقال لا تقل هكذا، قل: هلى رأيت شيخا يسمع هذا السماع؟ ولما رحل ابن مؤمن إلى الصائغ قرأ عليه القراآت جميعا بعدة كتب في سبعة عشر يوما وقرأ على شخص ختمة لابن كثير من روايتيه في أربعة ايام وللكسائي كذلك في سبة أيام. ولما رحلت أولا إلى الديار المصرية وأدركني السفر كنت قد وصلت في ختمة بالجمع إلى سورة الحجر على شيخنا ابن الصائغ فأبتدت عليه من أول الحجر يوم السبت وختمت عليه ليلة الخميس في تلك الجمعة وآخر ما كلن بقي لي من أول الواقعة فقرأته عليه في مجلس واحد وأعظم ما بلغني في ذلك قضية الشيخ مكين الدين عبد الله بن منصور المعروف بالسمر مع الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد وثيق الإشبيلي وهي ما أخبرني به الشيخ الإمام المحدث الثقة أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عرام الاسكندري في كتابه إلى من ثغر الاسكندرية ثم نقلته منخطه بها أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشي بالاسكندرية فوجد شخصا واقفا وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم على الرواح إلى جهة ليسلم عليه ففعل ذلك وغذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور؟ قال: نعم ما جئت من الغرب إلا بسببك لأقرئك القراىت، قيل فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراآت السبع وعند طلوع الفجر إذ به يقول (من الجنة والناس) فختم عليه جميع الختمة جمعا بالقراآت السبع في ليله واحدة. إذا تقرر ذلك فليعلم أنه من يريد تحقيق على القراآت وإحكام تلاوة الحروف فلا بد من حفظه كتابا كاملا يستحضر به اختلاف القراءة وينبغي أن يعرف أولا اصطلاح الكتاب الذي يحفظه ومعرفة طرقه وكذلك إن قصد التلاوة بكتاب غيره ولا بد من إفراد التي يقصد معرفتها قراءة على ما تقدم فإذا أحكم القراآت إفرادا وصار له بالتلفظ بالأوجه ملكة لا يحتاج معها على تكلف وأراد أن يحكمها جمعا فليرض نفسه ولسانه فيما يريد أن يجمعه ولينظر مات في ذلك من الخلاف أصولا وفرشا فما أمكن فيه التداخل اكتفى منه يوجه ومالم يمكن فيه نظر فإن أمكن عطفه على ما قبله بكلمة أو بكلمتين أبو بأكثر من غير تخطيط ولا تركيب اعتمده وإن لم يحسن عطفه رجع إلى موضع ابتدأ حتي يستوعب الأوجه كلها من غير إهمال ولا تركيب ولا إعادة ما دخل فإن الأول ممنوع والثاني مكروه والثالث معيب وذلك كله بعد أن يعرف أحرف الخلاف الجائز فمن ليم يميز بين الخلافين لم يقدر على الجمع ولا سبيل له إلى الوصل إلى القراآت وكذلك يجب أن يميز بين الطريق والروايات ولإلا فلا سبيل له إلى السلامة من التركيب في القراآت وسأوضح لك ذلك كله إيضاحا لا يحتاج معه إلى زيادة بتوفيق الله سبحانه وتعالى وعونه.

(فأعلم) أن الخلاف إما أن يكون للقارئ وهو أحد الأئمة العشرة ونحوهم أو للروي عنه وهو واحد من أصحابه العشرين المذكورين في كتابنا وهذا ونحوهم أو للروي عن واحد من هؤلاء الرواة العشرين أو من بعده وإن أسفل أو لم يكن كذلك فإن كان لواحد من الأئمة بكماله شيء مما أجمع عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة وإن كان للراوي عن الإمام فهو رواية وإن كان لمن بعد الرواية وإن سفل فهو طريق وما كان على غير هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه كان فنقول: مثلا إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير وقراءة الكسائي وقراءة أبي جعفر ورواية قالون عن نافع وطريق الصفهاني عن ورش وطريق صاحب الهادي عن أبي عمرو وطريق صاحب العنوان عن ابن عامر وطريق صاحب التذكرة عن يعقوب وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش ونقول الوصل بين السورتين قراءة حمزة وطريق صاحب المستنير عن خلف وطريق صاحب العنوان عن أبي عمرو وطريق صاحب الهداية عن عامر وطريق صاحب الغاية عن يعقوب وطريق صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش والسكت بينهما طريق صاحب صاحبي التخليص عن ابن عامر وطريق صاحب التذكرة عن الأزرق عن ورش. ونقول لك في البسملة بين السورتين لمن بسمل ثلاثة أوجه ولا نقل ثلاث قراآت ولا ثلاث روايات ولا ثلاث طرق، وفي الوقف على نستعين) للقراءة سبعة أوجه، وفي الإدغام لأبي عمرو في نحو: (الرحيم مالك) ثلاثة أوجه ولا نقل في شيء من هذا روايات ولا قراآت ولا طرق كما نقول لكل من أبي عمرو وابن عامر ويعقوب والأزرق بين السورتين ثلاث طرق ونقول للأزرق في نحو (آمن وآدم) ثلاث طرق يطلق على الطرق وغيرها أوجه أيضا على سبيل العدد لا على سبيل التخيير. إذا علمت ذلك أن الفرق بين الخلافين اختلاف القراآت والروايات والطرق خلاف نص ورواية، فلو أخل القارئ بشيء منه كان نقصا في الرواية فهو وضده واجب في إكمال الرواية خلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير فبأي وجه أتى القارئ أجزأ في تلك الرواية ولا يكوتن إخلالا بشيء منها فهو وضده جائزة في القراءة من حيث إن القارئ مخير في الإتيان بأيه شاء وقد تقدمت الإشارة إلى هذا وذكرنا ما كان يختار فيه بعض أئمتنا وما يراه شيوخنا في التنبيه الثالث من الفصل السباع آخر باب البسملة وذكرنا السبب في تكرار بعض أوجه التخيير والمحافظة على الإتيان به في كل موضع فليرجع من ناك فنه تنبيه فهم يندفع به كثير من الإشكالات ويرتفع شبه التركيب والاحتمالات والله أعلم.

فصل

للشيوخ في كيفية الأخذ بالجمع مذهبان أحدهما الجمه بالحرف وهو أن يشرع القارئ في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي وفراشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف ما بعدها على الحكم المذكور وإلا وصلها بآخر وجه انتهى عليه حتى ينتهي إلى وقف فيقف وإن كان مما يتعلق بكلمتين كمد منفصل والست على ذي كلمتين على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على ذلك الحكم وهذا مذهب المصريين وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ وأحضر ولكنه يخرج عن رونق القراءة وحسن أداء التلاوة. والمذهب الثاني الجمع بالوقف وهو إذا شرع القارئ بقراءة من قدمه لا يزال بذلك الوجه حتى ينتهي إلى وقف يسوغ الابتداء مما بعده فيقف ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن دخل خلفه فيما قبله ولا يزال حتى يقف على الوقف الذي وقف عليه ثم يفعل بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف ويبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم. وهذا مذهب الشاميين وهو أشد في الاستحضار وأشد في الاستظهار وأطول زمانا، وأجود إمكانا، وبه قرأت على عامة من قرأت عليه مصرا وشاما وبه آخذ ولكني ركبت المذهبين مذهبا، فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا. فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من الراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمتين بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف ولما رحلت إلى الديار المصرية ورايت الناس يجمعون بالحرف كما قدمت أولا فكنت أجمع على هذه الطريقة بالوقف وأسبق الجامعين بالحرف مع مراعاة حسن الأداء ووكمال القراءة وسأوضح ذلك كله بأمثلة يظهر لك منها المقصود والله تعالى الموافق. وكان بعض الناس يختار الجمع بالآية فيشرع في الآية حتى ينتهي إلى آخرها ثم يعيدها لقارئ قارئ حتى ينتهي الخلاف وكأنهم قصدوا بذلك فصل كل آية على حدتها بما فيها من الخلاف ليكون أسلم من التركيب وأبعد من التخطيط ولا يخلصهم ذلك إذ كثير من الآيات لا يتم الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعد فكان الذي اخترناه هو الأولى والله أعلم وأما قول الأستاذ أبي الحسن على بن عمرو الأندلسي القيجاطي في قصيدته التكملة المفيدة التي أشرنا إليها في أوائل

كتابنا مما رويناه من كتب القراآت حيث قال فيها: باب كيفية الجمع بالحرف وشروطه ثم قال

على الجمع بالحرف اعتماد شيوخنا فلم أر منهم من رأى عنه معدلا

لأن أبا عمرو ترقاه سلما فصار له مرقا إلى رتب العلا

ولكن شروط سبعة قد وفوا بها فحلوا من الإحسان والحسن منزلا

ثم قال عقيب ذلك كل من لقيت كبار الشيوخ وقرأت عليه كالشيخ الجليل أبي عبد الله بن مسغون والشيخ والجليل أبي جعفر الطباخ والشيخ الجليل أبي علي بن أبي الحوص وغيرهم ممن كان في زمانهم إنما كانوا يجتمعون بالحرف لا بالاية ويقولون إنه كان مذهبا أبي عمرو يعني الداني. قال وأمل الشروط السبعة فترد بعد هذا ثم قال:

فمنها معال يرتقي بارتقائها ومنها معان يتقي أن تبدلا

قال: أما المعالي فما يتعلق بذكر الله تعالى وذكر رسول الله ، وأما المعالي فحيث كان الوقف او الوصل يبدل أحدهما المعنى أو بغيره فيجب أن يتقي ذلك ثم قال:

فتقديس قدوس وتعظيم مرسل وتوفير أستاذ حلا رعيها علا

ووصل عذاب لا يليق برحمة وفصل مضاف لا يروق فيفصلا

وإتمامه الخلف الذي قد تلا به ويريجع للخلف الذي قبل أغفلا

ويبدأ بالراوي الذي بدؤا به ولكن هذا ربما عد أسهلا

قال هذه الشروط السبعة قد ذكرت هنا (فأولها) ما يتعلق بذكر الله سبحانه كقوله تعالى: (وما من إله إلى الله) لا يجوز الوقف قبل قوله (إلا الله) وكذلك في قوله (لا إله إلا الله) لا يجوز الوقف قبل الاستثناء في ذلك فهذا وما أشبه وهو (الشرط الأول) وفي ذكر النبي في نحو قوله (وما أرسلناك إلا كافة الناس، وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا) لا يجوز الوقف قبل الاستثناء في مثل هذا وإن وصل هذا والذي قبله بعد ذلك. وكذلك لا يجوز الابتداء في قوله (ويقول الذين كفروا لست مرسلا). يقوله (لست مرسلا) دون ما قبله وهذا هو (الشرط الثاني) وكذلك يكره أن يقف في قوله: (أو تقطع أيديهم) قبل قوله (أيديهم) وفي قوله (إلا أن تقطع قلوبهم) كذلك وهذا هو (الشرط الثالث) وكذلك لا يجوز أن يقف في مثل قوله: (أولئك أصحاب الميمنة، والذين كفرو) حتى يأتي بما بعده وكذلك (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات) حتى يأتي بما بعده أيضا وهذا هو (الشرط الرابع) وأما قط المضاف من المضاف إليه فما زال الشيوخ يمنعون ذلك حتى كانوا ينكرون ما يججدون في الكتب من قولهم على مثل (رحمت، نعمت، وسنت، وجنت، وشجرت) وما أشبه ذلك بالتاء أو بالهاء. ويقولون كيف يقال هذا وقطع المضاف من إليه لا يجوز؟ ويقولون معتذرين عنهم إنما ذلك لو وقع الوقف لكان هذا، وأما أن يجوز قطع المضاف من المضاف إليه فلا وهذا (الشرط الخامس) وأم إتمام الخلف إلى آخره فلا يجوز عندهم إذا قرأ القارئ ثم قرأ بعد القارئ الآخر ثم عرض له خلف إلا أن يتم قراءة القارئ الثاني إلى انقطاع الآية ثم يستدرك بعد ذلك ما نقص من قراءة القارئ الأول حذرا من أن يقرأ أول الآية لقارئ وآخرها لآخر من غير أن يقف بينهما وهذا هو (الشرط السادس) وأما (الشرط السابع) وهو أن يبدا بورش قبل قالون وبقنبل قبل البزي بحسب ترتيبهم فهذا أسهل الأوجه السبعة فإن الشيوخ رضوان الله عليهم كانوا لا يكرهون هذا كما كانوا يكرهون ما قبله فيجوز ذلك لضرورة ولغير ضرورة. والأحسن أن يبدأ بما بدأ به المؤلفون في كتبهم انتهى قول القيجاطي في هذا الباب نظما ونثرا. وفي الشرط الأخير نظر وكذلك في الاقتصار على السنة الباقية إذ ليست وافية بالقصد تجنب مالا يليق مما يوهم غير المعني المراد كما إذا وقف على قوله (فويل للمصلين) أو ابتدأ بقوله: (وإياكم أن تؤمنوا بالله وربكم) وبلغني عن شيخ شيوخنا الأستاذ بدر الدين محمد بن بضحان رحمه الله وكان كثير التدبير أن شخصا كان يجنمع عليه فقرأ: (تبت يدا أبي) ووقف وأخذ يعيدها حتى يستوفي مراتب المد، فقال له: يستأهل الذي أبرز مثلك (فالحاصل) أن الذي يشترط على جامعي القرآت أربعة شروط لابد منها، وهي رعاية الوقف، والابتداء وحسن الأداء، وعدم التركيب، وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم شخص بعينه أو نحو ذلك فلا يشترط بل الذين أدركناهم من الأستاذين الحذاق المستحضرين لا يعدون الماهر إلا من لا يلتزم تقديم شخص بعينه ولكن من إذا وقف على وجه لقارئ ابتدأ لذلك القارئ فإن ذلك أبعد من التركيب وأملك في الاستحضار والتدريب، وبعضهم كان يراعى في الجمع نوعا آخر وهو التناسب فكان إذا ابتدأ مثلا بالقصراتي بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك حتى ينتهي إلى آخر مراتب المد. وإن ابتدأ بالمد المشبع أتى بما دونه حتى ينتهي إلى القصر: وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده ببين بين ثم المحضر وإن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق ثم السكت القليل ثم ما فوقه ويراعى ذلك طردا وعكسا. وكنت أنوّع بمثل هذه التنويعات حالة الجمع على بي المعالي بن اللبان لأنه كان أقوى من لقيت استحضارا فكان عالما بما أعمل وهذه الطريق لا تسلك إلا مع من كان بهذه المثابة. أما من كان ضعيفا في الاستحضار فينبغي أن يسلك به نوع واحد من الترتيب لا يزول عنه ليكون أقرب للخاطر. وأوعى إلى الذهن الحاضر، وكثير من الناس يرى تقديم قالون أولا كما هو مرتب في هذه الكتب المشهورة. وآخرون يرون تقديم ورش من طريق الأزرق من أجل انفراده في كثير من روايته عن باقي الرواة بأنواع من الخلاف كالمد والنقل والترقيق والتغليظ فإنه يبتدأ له غالبا بالمد الطويل في نحو: آدم وآمن وإيمان) ونحوه مما يكثر دوره ثم بالتوسط ثم بالقصر فيخرج مع قصره في الغالب سائر القراء إلى غير ذلك من وجوه الترجيح يظهر في الاختيار. وهذا الذي أختاره أما إذا أخذت بالترتيب وهو الذي لم أقرأ بسواه على أحد من شيوخي بالشام ومصر والحجاز والإسكندرية وعلى هذا الحكم إذا قدم ورش من طريق الأزرق يتبع بطريق الأصبهاني ثم بقالون ثم بأبي جعفر ثم بابن كثير ثم بأبي عمرو وثم يعقوب ثم ابن عامر ثم عاصم ثم حمزة ثم الكسائي ثم خلف ويقدم عن كل شيخ الراوي المقدم في الكتاب ولا ينتقل إلى من بعده حتى يكمل من قبل وكذلك كان الحذاق من الشيوخ إذا انتقل شخص إلى قراءة قبل إتمام ما قبلها لا يدعونه ينتقل حفظا لرعاية الترتيب وقصدا لاستدراك القارئ ما فاته قبل اشتغال خاطره بغيره وظنه أنه قرأه. فكان بعض شيوخنا لا يزيد على أن يضرب بيده الأرض خفيفا ليتفطن القارئ ما فاته فإن رجع وإلا قال: ما وصلت. يعنى إلى هذا الذي تقرأ له فإن تفطن وإلا صبر عليه حتى يذكره في نفسه فإن عجز قال الشيخ له.

وكان بعض الشيوخ يصبر على القارئ حتى يكمل الأوجه في زعمه وينتقل في القراءة إلى ما بعد فيقول ما فرغت. وكان بعض شيوخنا يترك القارئ يقطع القراءة في موضع يقف حتى يعود ويتفكر من نفسه وكان ابن يصخان إذا رد على القارئ شيئا فاته فلم يعرفه كتبه عليه عنده فإذا أكمل الختمة وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع موضعا موضعا فإن عرفها أجازه وإلا تركه يجمع ختمة أخرى ويفعل معه كما فعل أولا. وذلك كله حرص منهم على الإفادة وتحريض للطالب على الترقي والزيادة، ففي الصحيح أن النبي دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي فرد عليه السلام. فقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى كما صلى ثم جاء فسلم على النبي فقال ارجع فصل فإنك لم تصل - ثلاثا - فقال والذي بعثك بالحق لا أحسن غيره فعلمني فقال "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء الحديث" وقد كان رسول الله قادرا على أن يعلمه من أول مرة ولكنه قصد أن ينبه وينبه به ويكون أرسخ في حفظه وأبلغ في ذكره وحيث انتهى الحال إلى هنا فنذكر بعد هذا فرش الحروف إن شاء الله تعالى.

باب فرش الحروف

ذكر اختلافهم في سورة البقرة

تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على "الْ مْ" وسائر حروف الفواتح في باب السكت،

وتقدم ذكر مد (لا ريب فيه) عن حمزة في باب المد.

وتقدم مذهب ابن كثير في صلة هاء (فيه هدى) في باب هاء الكناية.

وتقدم مذهب أبي عمرو في إدغام المثلين وفي جواز المد قبل والقصر أيضا في باب الإدغام الكبير.

وتقدم مذهب أصحاب الإمالة في الوقف على المنون نحو (هدى) وبابه آخر باب الإمالة.

وتقدم مذهب أصحاب الغنة عند اللام في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.

وتقدم مذهب ورش وأبي جعفر وأبي عمرو في إبدال همز (يؤمنون) من باب الهمز المفرد.

وكذلك مذهب حمزة في الوقف عليه في بابه.

وتقدم مذهب الأزرق عن ورش في تفخيم لام (الصلاة) من باب اللامات.

وتقدم مذهب أبي جعفر وابن كثير وقالون في صلة ميم (رزقناهم ينفقون) في سورة البقرة.

وتقدم اختلافهم في المد المنفصل وقصره ومراتبه في باب المد والقصر.

وتقدم مذهب ورش في نقل (الآخرة) في باب النقل،

وكذلك اختلافهم في السكت على لام التعريف في بابه.

وتقدم مذهب الأزرق في المد والتوسط والقصر بعد الهمزة المنقولة حركتها من (الآخرة) في باب المد والقصر.

وتقدم مذهبه أيضا في ترقيق الراء من (الآخرة) في باب الراآت.

وتقدم مذهب الكسائي في إمالة هاء (الآخرة) من بابه.

وتقدم الاختلاف في مراتب مد (أولئك) وسائر المتصل من باب المد.

وتقدمت الغنة في الراء من (ربهم) في باب أحكام النون الساكنة،

وتقدم مذهب حمزة ويعقوب في ضم هاء (عليهم) في سورة أم القرآن.

وكذلك موافقة ورش في صلة ميم الجمع عند همز القطع لمن وصل الميم في نحو (عليهم أنذرتهم أم لم) وكذلك مذاهبهم في السكت على الساكن في بابه.

وتقدم اختلافهم في تسهيل الهمزة الثانية من (أأنذرتهم) وفي إبدالها وتحقيقها وإدخال الألف بينهما في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم مذاهبهم في إمالة (أبصارهم) من باب الإمالة.

وتقدم مذهب خلف عن حمزة في إدغام (غشاوة ولهم) بغير غنة. وكذلك مذهبه ومذهب بي عثمان الضرير عن الدوري عن الكسائي في الإدغام بلا غنة عند الياء في نحو (من يقول) في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.

وتقدم مذهب الدوري عن أبي عمرو في إمالة (الناس) حالة الجر في باب الإمالة.

واختلفوا في (ومايخادعون) فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال. وقرأ الباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال من غير ألف (واتفقوا) على قراءة الحرف الأول هنا (يخادعون الله) وفي النساء كذلك كراهية التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله تعالى فأخرج المفاعلة لذلك والله أعلم. وتقدم اختلافهم في إمالة (فزادهم).

واختلفوا في (يكذبون) فقرأ الكوفيون بفتح الياء وتخفيف الذال وقرأ الباقون بالضم والتشديد.

(واختفوا) في (قيل، وغيض، وجئ، وحيل، وسيق، وسيء، وسيئت، فقرأ الكسائي وهشام ورويس بإشمام الضم كسر أوائلهن. وافقهم ابن ذكوان في (حيل وسيق وسيء وسيئت) ووافقهم المدنيان في (سيء وسيئت فقط. والباقون بإخلاص الكسر.

وتقدم اختلافهم في إبدال الهمزة الثانية من (السفهاء ألا) في باب الهمزتين من (السفهاء ألا) في باب الهمزتين من كلمتين.

وكذلك مذهب حمزة وهشام في أحد وجهيه في الوقف على السفهاء وكذلك مذهب حمزة من طريق العراقيين في الوقف على (السفهاء ألا) في بابه.

وتقدم مذهب أبي جعفر في حذف همز (مستهزئون) في باب الهمز المفرد.

وكذلك مذهب حمزة في الوقف عليه وعلى (يستهزئ) وعلى (قالوا آمنا) ونحوه من طرق العراقيين وغيرهم في بابه.

وتقدم مذهب الدوري عن الكسائي في إمالة (طغيانهم وآذانهم) في باب الإمالة.

وتقدم مذاهبهم في إمالة (الكافرين) فيه.

وتقدم مذهب الأزرق في تفخيم اللام من (أظلم) في باب اللامات.

وتقدم مذاهبهم في إمالة (شاء) في بابه.

وتقدم مذهب الأزرق في مد (شيء) وتوسطه في باب المد.

وكذلك اختلافهم في السكت عليه. ومذهب حمزة فيه في بابه،

وتقدم مذهب أبي عمرو في إدغام (وخلقكم) وشبهه من المتقاربين في الإدغام الكبير إدغاما كاملا.

وتقدم مذهب الأزرق في ترقيق ياء (كثيرا وصلا ووقفا في باب الراآت.

وتقدم مذهبه في تفخيم لام (يوصل) في الوصل والوقف عليه له في باب اللامات.

وتقدم اختلافهم في إمالة (أحياكم) في بابه.

واختلفوا في (ترجعون) وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة نحو (إليه ترجعون، ويوم يرجعون إليه) سواء كان غبيا أو خطابا وكذلك (ترجع الأمور، ويرجع الأمر) فقرأ يعقوب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن. ووافقه أبو عمرو في (واتقوا يوما ترجعون فيه) آخر البقرة. ووافقه حمزة والكسائي وخلف في (وأنكم إلينا لا ترجعون) في المؤمنين ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف في أول القصص وهو (وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) ووافقه في (ترجع الأمور) حيث وقع ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. ووافقه في (وإليه يرجع الأمر كله) آخر هود: كل القراء إلا نافعا وحفصا فإنهما قرأ بضم حرف المضارعة وفتح الجيم وكذلك قرأ الباقون في غيره.

وتقدمت مذاهبهم في (استوى) وفي (فسواهن) في باب الإمالة.

وكذلك مذهب يعقوب في الوقف على (فسواهن) في باب الوقف على مرسوم الخط.

واختلفوا في هاء هو وهي إذا توسطت بما قبلها فقرأه أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وقالون بإسكان الهاء إذا كان قبلاها واو، أو فاء، أو لام نحو (وهو بكل شيء عليم، فهو خير لكم، لهو خير، وهي تجري، فهي خاوية، لهي الحيوان) قرأ الكسائي بإسكان هاء (ثم هو يوم) في سورة القصص (واختلف) عن أبي جعفر فيه وفي يمل هو) آخر السورة فروى عيسى عنه من غير طريق ابن مهران. وروى الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز سكان الهاء عنه فيهما. وروى ابن جماز سوى الهاشمي عنه وابن مهران وغيره عن ابن شبيب عن عيسى ضم الهاء فيهما عنه. وقطع بالخلاف لأبي جعفر في (ثم هو) ابن فارس في جامعه وكلا الوجهين فيهما صحيح عن أبي جعفر.

واختف أيضا عن قالون فيهما فروى الفرضي عن ابن بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان (يمل هو) وكذلك روى الأستاذ أبو اسحاق الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني ونص عليه الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه عن ابن مروان عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه. وروى سائر الرواة عن قالون الضم كالجماعة وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في (ثم هو) وكذلك روى الحلواني من أكثر طرق العراقيين.

وروى الطبري عنه السكون والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وبهما قرأت له من الطرق المذكورة إ أن الخف فيهما عزيز عن أبي نشيط.

وتقدم وقف يعقوب على: (هو وهي) بالهاء في باب الوقف على مرسوم الخط.

وتقدم الكلام على: (إني أعلم) في باب يا آت الإضافة مجملا وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله آخر السورة مفصلا.

وتقدم الكلام على حذف الهمزة الأولى وتسهيلها من (هؤلاء إن كنتم صادقين). وكذلك على تسهيل الثانية وإبدالها في باب الهمزتين من كلمتين.

وتقدم مذهب حمزة في (أنبئهم) في الوقف وكذلك في همزتي (بأسمائهم) في باب وقف.

واختلفوا في ضم تاء (الملائكة اسجدوا) حيث جاء وذلك في خمسة مواضع هذا أولها. والثاني في الأعراف، والثالث في سبحان، والرابع في الكهف، والخامس في طه. فقرأ أبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن عيسى بن وردان بضم التاء حالة الوصل اتباعا. وروى هبة الله وغيره عن عيسى عنه إشمام كسرتها الضم والوجهان صحيحان عن ابن وردان نص عليهما غير واحد. ووجه الإشمام أنه أشار إلى الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة التي هي همزة الوصل مضمومة حالة الابتداء. ووجه الضم أنهم استثقوا الانتقال من الكسرة إلى الضمة إجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة وذلك لغة أزد شنوءة عللها أبو البقاء أنه نوى الوقف على التاء فسكنها ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف. ومثله ما حكى عن امرأة رأت نساء معهن رجل فقالت: أفي سوءة أتينه بفتح التاء كأنها نوت الوقف على التاء ثم ألقت عليها حركة الهمزة وقيل إن التاء تشبه أف الوصل لأن الهمزة تسقط في الدرج لأنها ليست بأصل وتاء (الملائكة) تسقط أيضا لأنها ليست بأصل وقد ورد (الملائكة) بغير تاء فلما أشبهتها ضمت كما تضم همزة الوصل ولا التفات إلى قول الزجاج ولا إلى قول الزمخشري إنما تستهلك حركة الإعراب بحركة الاتباع إلا في لغة ضعيفة كقولهم الحمد لله: لأن أبا جعفر إمام كبير أخذ قراءته عن مثل ابن عباس وغيره كما تقدم وهو لم ينفرد بهذه القراءة بل قد قرأ بها غيره من السلف ورويناها عن قتيبة عن الكسائي من طريق أبي خالد وقرأ بها أيضا الأعمش وقرأنا له بها من كتاب المبهج وغيره وإذا ثبت مثله في لغة العرب فكيف ينكر؟ وقرأ الباقون بإخلاص كسر التاء في المواضع المذكورة.

وتقدم مذهب أبي عمرو في إدغام (حيث شئتما) في باب الإدغام الكبير وأن الإدغام يمتنع له مع الهمز وأنه يجوز فيه وفي نحوه الإشمام والروم وتركهما والمد والقصر في حرف اللين قبل وأن الإظهار يقرأ مع الهمز والإبدال كل ذلك في باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (فأزلهما) فقر حمزة (فأزلهما) بألف بعد الزاي وتخفيف اللام وقرأ الباقون بالحذف والتشديد.

واختلفوا في (فتلقى آدم من ربه كلمات) فقرأ ابن كثير بنصب (آدم) ورفع (كلمات) وقرأ الباقون برفع (آدم) ونصب (كلمات) بكسر التاء.

وتقدم مذهب أبي عمرو وانفراد عبد الباري عن رويس في إدغام (آدم من) من باب الإدغام الكبير.

وتقدم مذهب الدوري عن الكسائي في إمالة (هداي) وخلاف الأزرق عن ورش في إمالة بين بين من باب الإمالة.

واختلفوا في تنوين (فلا خوف عليهم، ولا خوف عليكم، ولا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، ولا بيع ولا خلة ولا شفاعة) من هذه السورة (ولا بيع ولا خلال) من سورة إبراهيم (ولا لغو ولا تأثيم) من سورة الطور فقرأ يعقوب (لا خوف عليهم) حيث وقعت بفح الفاء وحذف التنوين وقرأ الباقون بالرفع والتنوين وقرأ أبو جعفر وابن كثير والبصريان (فلا رفث ولا فسوق) بالرفع والتنوين كذلك قرأ أبو جعفر (ولا جدال) وقرأ الباقون الثلاثة بالفتح من غير التنوين. وكذا قرأ ابن كثير والبصريان (ولا بيع ولا خلة ولا شفاعة) في هذه السورة (ولا بيع ولا خلال) في إبراهيم (ولا لغو ولا تأثيم) في الطور. وقرأ الباقون بالرفع والتنوين في الكلمات السبع.

وتقدم مذهب أبي جعفر في تسهيل همزة إسرائيل حيث أتى من باب الهمز المفرد.

وكذلك خلاف الأزرق مد الياء بعد الهمزة من باب المد والقصر.

وتقدم مذهب يعقوب في إثبات ياء (فارهبون وفاتقون) في الحالين مجملا، وسيأتي الكلام عليهما آخر السورة مفصلا.

واختلفوا في (ولا يقبل منها شفاعة) فقر ابن كثير والبصريان (تقبل) بالتأنيث. وقرأ الباقون بالتذكير.

واختلفوا في (واعدنا موسى) هنا والأعراف وفي طه (وواعدناكم جانب الطور) فقرأ أبو جعفر والبصريان بقصر الألف من الوعد وقرأ الباقون بامد من الوعدة (واتفقوا) على قراءة (أفمن وعدناه) في القصص بغير ألف أنه غير صالح لهمار وكذ حرف الزخرف.

وتقدم الإدغام والإظهار في: (اتخذتم) كيف وقع في باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في اختلاس كسرة الهمزة وإسكائها من باب (بارئكم) في الموضعين هنا وكذلك اختلاس ضمة الراء وإسكائها من (يأمركم وتأمرهم ويأمرهم وينصركم ويشعركم) حيث وقع ذلك فقرأ أبو عمرو بإسكان الهمزة والراء في ذلك تخفيفا، وهكذا ورد النص عنه وعن أصحابه من أكثر الطرق وبه قرأ الداني في رواية الدوري على شيخه الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر بن أبي هاشم وعلى شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد عن قاءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن وبه قرأ أيضا في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما وهو الذي نص عليه لأبي عمرو وبكماله الحافظ أبو العلاء الهمذاني وشيخه أبو العز والإمام أبو محمد سبط الخياط وابن سوار وأكثر المؤلفين شرقا وغربا. وروى عنه الاختلاس فيها جماعة من الأئمة وهو الذي لم يذكر صاحب العنوان عن أبي عمرو من روايتي الدوري والسوسي سواه وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح أيضا عن قراءته على أبي أحمد السامري وهو اختيار الإمام أبي بكر بن مجاهد، وروى أكث أهل الأداء الاختلاس من رواية الدوري والإسكان من رواية السوسي وبه قرأ الداني على شيخه بي الحسن وغيره وهو المنصوص في كتاب الكافي والهداية والتبصرة والتلخيص والهادي وأكثر كتب المغاربة. وعكس بعضهم فروى الاختلاس عن السوسي والإسكان عن الدوري كالأستاذين أبي طاهر بن سوار وأبي محمد سبط الخياط في (بارئكم وروى بعضهم الإتمام عن الدوري نص على ذلك الأستاذ أبو العز القلانسي من طريق ابن مجاهد وكذلك الشيخ أبو طاهر بن سوار ونص عليه الإمام الحافظ أبو العلاء

من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء ومن طريقأبي عبد الله أحمد بن عبد الله الوراق عن ابن فرح كلاهما عن الدوري إلا أن أبا العلاء خص ابن مجاهد بتمام (بارئكم) وخص الحمامى بإتمام الباقي وأطلق أبو القاسم الصفراوي الخلاف في الإتمام والإسكان والاختلاس عن أبي عمرو بكماله وبعضهم لم يذكر (يشعركم) وبعضهم لم يذكر (ينصركم) وذكر (يصوركم ويحذركم) وبعضهم أطلق القياس في كل راء نحو (يحشرهم، وأنذركم، ويسيركم، وتظهرهم) وجمهور العراقيين لم يذكروا (تأمرهم، ويأمرهم) وبعضهم لم يذكر (يشعركم) أيضا (قلت) الصواب من هذهالطرق اختصاص هذه الكلم المذكورة أولا إذ النص فيها وهو في غيرها معدوم عنهم بل قال الحافظ أبو عمرو الداني إن إطلاق القياس في نظائر ذلك مما توالت فيه الضمات ممتنع في مذهبه وذلك اختياري وبه قرأت على أئمتى. قال ولم أجد في كتاب أحد من أصحاب اليزيدي (وما يشعركم) منصوصا (قلت) قد نص عليه الإمام أبو بكر بن مجاهد فقال كان أبو عمرو ويختلس حركة الراء من (يشعركم) فدل على دخوله في أخواته المنصوصة حيث لم يذكر غيره من سائر الباب المقيس والله أعلم. وقال الحافظ أبو عمرو والإسكان - يعني في هذا الكلم - أصح في النقل وأكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به (قلت) وقد طعن المبرد في الإسكان ومنعه وزعم أن قراءة أبي عمرو ذلك لحن ونقل عن سيبويه أنه قال إن الراوي لم يضبط عن أبي عمرو لأنه اختلس الحركة فظن أنه سكن انتهى. وذلك ونحوه مردود على قائلة ووجهها في العربية ظاهر غير منكر وهو التخفيف وإجراء المنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة نحو إبل وعضد وعنق. على أنهم نقوا أن لغة تميم تسكين المرفوع من (يعلمهم) ونحوه وعزاه الفراء إلى تميم وأسد مع أن سيبويه لم ينكر الإسكان أصلا بل أجازه وأنشد عليه* فاليوم أشرب غير مستحقب* ولكنه قال القياس غير ذلك وإجماع الأئمة على جواز تسكين حركة الإعراب في الإدغام دليل على جوازه هنا وأنشدوا

أيضا:

رحت وفي رجليك ما فيهما وقد بدأ هنْك من الميزر

وقال جرير:

سيروا بني العم فالأهواز موعدكم أو نهر تيري فما تعرفكم العرب

وقال الحافظ الداني رحمه الله قالت الجماعة عن اليزيدي إن أبا عمرو وكان يشم الهاء من (يهدي) والخاء من (يخصمون) شيئا من الفتح. قال وهذا يبطل قول من زعم أن اليزيدي أساء السمع إذ كان أبو عمرو يختلس الحركة في (بارئكم ويأمرهم) فتوهمه الإسكان الصحيح فحكاه عنه لأن ما ساء السمع فيه وخفي عنه لم يضبطه بزعم القائل وقول المتأول وقد حكاه بعينه وضبطه بنفسه فيما لا يتبعض من الحركات لخفته وهو الفتح فمحال أن يذهب عنه ويخفي عليه فيما يتبعض منهن لقوته وهو الرفع والخفض قال ويبين ذلم ويوضح صحته أن ابنه وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا عمر وأبا شعيب وابن شجاع رووا عنه عن أبي عمرو إشمام الراء من (أرنا) شيئا من الكسر قال فلو كان ما حكاه سيبويه صحيحا لكانت روايته في (أرنا) ونظائره كروايته في: بارئكم وبابه سواء ولم يكن يسيء السمع في موضع ولا يسيئه في آخر مثله

هذا مما لا يشك فيه ذو لب ولا يرتاب فيه ذو فهم انتهى. وهو في غاية من التحقيق. فإن من يزعم أن أئمة القراءة ينقلون حروف القرآن من غير تحقيق ولا بصيرة ولا توقيف فقدكان ظن بهم ما هم منه مبرؤن وعنه منزهون. وقد قرأ بإسكان لام الفعل من كل من هذه الأفعال وغيرها نحو (يعلمهم ونحشرهم) وأحدهما محمد ابن عبد الرحمن بن محيض أحد أئمة القراء بمكة وقرأ مسلم بن محارب (وبعولتهن أحق) بإسكان التاء وقرأ غيره (ورسلنا) بإسكان اللام.

وتقدم التنبيه على همز (بارئكم) لأبي عمرو إذا خفف وأن الصواب عدم إبداله في باب الهمز المفرد، وتقدم مذهب الدوري عن الكسائي في إمالة ألفه في باب الإمالة.

وتقدم مذهب السوسي في إمالة راء (ترى الله) آخر باب الإمالة.

وكذلك تقدم ذكر الوجهين في ترقيق اللام من اسم الله تعالى بعدها في باب اللامات.

وتقدم مذهب الأزرق في تفخيم اللام من (وظللنا عليكم الغمام، ما ظلمونا) في باب اللامات أيضا.

(واختفوا) في (نغفر) هنا والأعراف فقرأ ابن عامر بالتأنيث فيهما. وقرأ المدنيان بالتذكير هنا والتأنيث في الأعراف ووافقهما يعقوب الأعراف. واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة وفتح الفاء. وقرأ الباقون بالنون وفتحها كسر الفاء في الموضعين.

وتقدم الخلاف في إدغام الراء من (نغفر) في اللام من باب حروف قربت مخارجها.

وتقدم مذهب الكسائي في إمالة (خطايا) ومذهب الأزرق في تقليلها من باب الإمالة.

وتقدم مذهب أبي جعفر في إخفاء التنوين من نحو قوله (قولا غير الذي) في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.

وتقدم اختلافهم في ضم الهاء والميم وكسرهما من نحو (عليهم الذلة) في سورة أم القرآن.

وتقدم مذهب نافع في همز (الأنبياء والنبيئين والنبوءة).

وكذلك مذهبه ومذهب أبي جعفر في حذف همز (الصابئين والصابئون) في باب الهمز المفرد.

وتقدمت مذاهبهم في إمالة (النصارى) وكذلك مذهب أبي عثمان عن الدوري في إمالة الصاد قبل الألف منها.

وتقدم مذهب أبي جعفر في إخفاء التنوين عند الخاء من (قردة خاسئين) ونحوه على باب النون والتنوين).

وتقدم مذهب أبي عمرو في إسكان (يأمركم) آنفا عند ذكر (بارئكم).

واختلفوا في (هزوا) حيث أتى و (كفوا) في سورة الإخلاص فروى حفص إبدال الهمزة فيهما واوا. وقرأ الباقون فيهما الهمز.

وتقدم حكم وقف حمزة عليهما في وقفه على الهمز.

واختلفوا في إسكان العين وضمها منهما ومما كان على وزنهما أو في حكمهما (كالقدس، وخطوات، واليسر، والعسر، وجزءا، والأكل، والرعب، ورسلنا) وبابه (والسحت، والأذن، وقربة، وجرف، وسبلنا، وعقبا، ونكرا، ورحما، وشغل، ونكر، وعربا، وخشب، وسحقا، وثلثي الليل، وعذرا، ونذرا) فأسكن الزاي من (هزوا) حيث أتى: حمزة وخلف، وأسكن الفاء من (كفوا) حمزة وخلف يعقوب. وأسكن الدال من (القدس) حيث جاء ابن كثير، وأسكن الطاء من (خطوات) أين أتى: نافع وأبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر. واختلف عن البزي فرزى عنه أبو ربيعة الإسكان وروى عنه ابن الحباب الضم. وضم السين من (اليسر، والعسر) أبو عمرو وكذا ما جاء منه نحو (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى، والعسرى، واليسرى) واختلف عن عيسى بن وردان عنه ي (فالجاريات يسرا) في الذاريات فأسكن السين فيها النهرواني عنه وضم الزاي من (جزؤا وجزء) حيث وقع أبو بكر وأسكن الكاف من (أكلها وأكله والأكل وأكل) نافع وابن كثير وافقهما أبو عمرو في (أكلها خاصة وضم العين من (الرعب ورعبا) حيث أتى ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وأسكن السين من (رسلنا ورسلهم ورسلكم) مما وقع مضافا إلى ضمير على حرفين أبو عمرو وأسكن الحاء من (السحت وللسحت) وهو في المائدة نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف. وأسكن الذال من (الأذن وأذن) كيف وقع نحو (في أذنيه، وقل أذن خير) نافع، وضم الراء من (قربة) وهو في التوبة: ورش. وأسكن الراء من (جرف) وهو في التوبة أيضا: حمزة وخلف وابن ذكوان وأبو بكر. واختلف عن هشام فروى الحلواني عنه الإسكان وروى الداجوني عن أصحابه عنه الضم وأسكن الباء من (سبلنا) وهو في إبراهيم والعنكبوت أبو عمرو وأسكن القاف من (عقبا) وهو في الكهف عاصم وحمزة وخلف وضم الكاف من (نكرا) وهو في الكهف والطلاق المدنيان ويعقوب وابن ذكوان وأبو بكر. وضم الحاء من (رحما) وهو في الكهف ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وأسكن الغين من (شغل) وهو

في يس: نافع وابن كثير وأبو عمرو وأسكن الكاف من (نكر) وهو في القمر ابن كثير وأسكن الراء من (عربا) وهو في الواقعة حمزة وخلف وأبو بكر. وأسكن الشين من (خشب) وهي في المنافقين أبو عمرو والكسائي. واختلف عن قنبل فروى ابن مجاهد عنه الإسكان وروى ابن شنبوذ عنه الضم. وضم الحاء من (سحقا) وهو في الملك: ابن جماز عن أبي جعفر. واختلف عن عيسى عنه وعن الكسائي فروىالنهرواني عن عيسى الإسكان وروى غيره عنه الضم. وأما الكسائي فروى المغاربة له قاطبة الضم من روايتيه وكذلك أكثر المشارقة. ونص الحافظ أبو العلاء على الإسكان لأبي الحارث وجها واحدا وعلى الوجهين الدوري عنه وكذلك الأستاذ أبو طاهر ابن سوار وذكر الوجهين جميعا من رواية أبي الحارث أيضا عن شيخه أبي على الشرمقاني. وذكر سبط الخياط الضم عن الدوري والإسكان عن أبي الحارث بلا خلاف عنهما (قلت) والوجهان صحيحان عن الكسائي من روايتيه وقد نص عليهما جميعا عنه الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه فقال قرأ الكسائي فسحقا ضم الحاء وبإسكانها وبالوجهين ونص عليهما أيضا عنه على السواء الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام والأساذ الكبير أبو بكر بن مجاهد. وأسكن اللام من (ثلثي الليل) في المزمل: هشام من جميع طرقه إلا ما نفرد به أبو الفتح فارس من قراءته على أبي الحسن عبد الباقي عن أصحابه عن عبيد الله بن محمد عن الحلواني بضم اللام قال الداني وهو وهم (قلت) ولم تكن هذه الطريق من طرق كتابنا. وضم الذال من (عذرا) في المرسلات خاصة: روح عن يعقوب وأسكن الذال من (نذرا) وهو فيها: أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وتقدم الوقف على هي ليعقوب في باب الوقف على مرسوم الخط.

وتقدم مذهبهم في إمالة (شاء الله) في بابها.

وتقدم مذهب ورش وأبي جعفر في نقل (الآن) في بابه.

وتقدم اختلافهم في كسر هاء (فهي كالحجارة) عند (وهو بكل شيء عليم).

واختلفوا في (عما تعملون أفتطمعون). فقرأ ابن كثير (عما يعملون بالغيب) وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (الأماني) وبابه فقرأ أبو جعفر (إلا أماني، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، في أمنيته) بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوغة والمخفوضة من ذلك وهو على كسر الهاء من (أمانيهم) لوقوعها بعد ياء ساكنة وقرأ الباقون بتشديد الياء فيهن وإظهار الإعراب.

وتقدم اختلافهم في إمالة (بلى) في بابه.

واختلفوا في (خطيئة) فقرأ المدنيان به (خطيئاته) على الجمع وقرأ الباقون على الأفراد.

واختلفوا في (تعبدون) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (لا يعبدون) بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدمت مذاهبهم في إمالة (القربى واليتامى) وكذلك مذهب أبي عثمان عن الدوري عن الكسائي في إمالة التاء قبل الألف في باب الإمالة.

واختلفوا في (حسنا) فقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف (للناس حسنا) بفتح الحاء والسين. وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين.

وتقدم مذهب أبي عمرو في إدغام (الذكاة) ثم والخلاف فيه عن المدغمين عنه في بابه.

واختلفوا في (تظاهرون وتظاهرا فقرأ الكوفيون (تظاهرون عليهم وإن تظاهرا عليه) في التحريم بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد.

واختلفوا في (أسارى) فقرأ حمزة (أسرى) بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف وقرأ الباقون بضم الهمزة وألف بعد السين.

وتقدمت مذاهبهم ومذهب أبي عثمان في الإمالة في بابها.

واختلفوا في (تفدوهم) فقرأ المدنيان وعاصم والكسائي ويعقوب (تفادوهم) بضم التاء وألف بعد الفاء. وقرأ الباقون بفتح التاء وسكون الفاء من غير ألف.

واختلفوا في (يعملون أولئك) فقرأ نافع وابن كثير ويعقوب وخلف وأبو بكر (يعملون) بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدمت قراءة ابن كثير (القدس) عند (أتتخذنا هزؤا).

واختلفوا في (ينزل) وبابه إذا كان فعلا مضارعا أوله تاء أو ياء أو نون مضمومة فقرأه ابن كثير والبصريان بالتخفيف حيث وقع إلا قوله في الحجر (وما ننزله إلا بقدر معلوم) فلا خلاف في تشديده لأنه اريد به المرة بعد المرة، وافقهم حمزة والكسائي وخلف على (ينزل الغيث) في لقمان والشورى وخالف البصريان أصلهما في لأنعام في قوله تعالى (أن ينزل آية) فشدداه ولم يخففه سوى ابن كثير وخالف ابن كثير أصله في موضعي الاسراء وهما (وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا كتابا نقرؤه فشددهما ولم يخفف الزاي فيهما سوى البصريين وخالف يعقوب اصله في الموضع الأخير من النحل وهو قوله (الله أعلم بما ينزل) فشدده ولم يخففه سولا ابن كثير وأبو عمرو.

وأما الأول وهو قوله (ينزل الملائكة) فيأتي في موضعه. والباقون بالتشديد حيث وقع.

واختلفوا في (والله بصير بما يعملون قل من كان) فقرأه يعقوب بالخطاب والباقون بالغيب.

واختلفوا في (جبريل) في الموضعين هنا وفي التحريم فقرأه ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء من غير همزة وقرأه حمزة والكسائي وخلف بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، واختلف عن أبي بكر فرواه العليمي عنه مثل حمزة ومن معه. ورواه يحيى بن آدم عنه كذلك إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وهذا هو المشهور من هذه الطرق ورواه بعضهم عن الصريفيني في التحريم كالعليمي ورواه بعضهم عنه كذلك هنا أيضا وقرأه الباقون بكس الجيم والراء من غير همزة.

واختلفوا في (ميكائيل) فقرأه البصريان وحفص (ميكال) بغير همز ولا ياء بعدها وقرأه المدنيان بهمزة من غير ياء بعدها. واختلف عن قنبل فرواه ابن شنبوذ عنه كذلك ورواه ابن مجاهد عنه بهمزة بعدها ياء كالباقين.

وتقدم مذهب الأصبهاني عن ورش في تسهيل همزة (كأنهم وكأنك وكأنه وكأن لم) في جميع القرآن في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (ولكن الشياطين كفروا) وفي الأولين من الأنفال (ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى) فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف النون من (ولكن) ورفع الاسم بعدها. وكذلك قرأ نافع وابن عامر (ولكن البر من آمن، ولكن البر من اتقى) في الموضعين من هذه السورة، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) من سورة يونس وقرأ الباقون بالتشديد والنصب في الستة.

وتقدم اختلافهم في تشديد (أن ينزل عليكم) قريبا.

واختلفوا في (ننسح من آية) فقرأ ابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام بضم النون الأولى وكسر السين. وقرأ الباقون بفتح النون والسين وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام.

واختلفوا في (ننساها) فقرأه ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. وقرأ الباقون (ننسها) بضم النون وكسر السين من غير همزة.

وتقدم ذكر قراءة أبي جعفر (تلك أمانيهم) من هذه السورة.

واختلفوا في (عليم وقالوا اتخذ الله) فقرأ ابن عامر (عليم) قالوا بغير واو بعد عليم وكذا هو في المصحف الشامي وقرأ الباقون (وقالوا) بالواو كما هو في مصاحفهم (واتفقوا) على حذف الواو من موضع يونس بإجماع القراء واتفاق المصاحف لأنه ليس قبله ما ينسق عليه فهو ابتداء كلام واستئناف خرج مخرج التعجب من عظم جراءتهم وقبيح افترائهم بخلاف هذا الموضع فإن قبله (وقالوا لن يدخل الجنة، وقالت اليهود ليست النصارى) فعطف على ما قبله ونسق عليه والله أعلم.

واختلفوا في (كن فيكون) حيث وقع إلا قوله (كن فيكون الحق من ربك) في آل عمران (وكن فيكون قوله الحق) في الأنعام. والمختلف فيه ستة مواضع، الأول هنا (كن فيكون وقال) والثاني في آل عمران (كن فيكون ويعلمه) والثالث في النحل (كن فيكون والذين) والرابع في مريم (كن فيكون وإن الله) والخامس في يس (كن فيكون فسبحان) والسادس في المؤمن (كن فيكون ألم تر) فقرأ ابن عامر بنصب النون في الستة ووافقه الكسائي في النحل ويس وقرأ الباقون بالرفع فيهما كغيرها (واتفقوا) على الرفع في قوله تعالى (كن فيكون الحق) في آل عمران (وكن فيكون قوله الحق) في الأنعام كما تقدم. فأما حرف آل عمران فإن معناه كن فكان، وأما حرف الأنعام فمعناه الأخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة ولكنه لما كان ما يرد في القرآن من ذكر القيامة كثيرا يذكر بلفظ ماضي نحو: (فيومئذٍ وقعت الواقعة وانشقت السماء) ونحو: (وجاء ربك) ونحو ذلك: فشابه ذلك فرفع؛ ولاشك أنه إذا اختلفت المعاني اختلفت الألفاظ؛ قال الأخفش الدمشقي إنما رفع ابن عامر في الأنعام على معنى سين الخبر أي فسيكون.

واختلفوا في: (ولا تسئل عن أصحاب) فقرأ نافع ويعقوب بفتح التاء وجزم اللام على النهي. وقرأ الباقون بضم التاء والرفع على الخبر.

واختلفوا في ابراهيم في ثلاثة وثلاثين موضعا: من ذلك خمسة عشر في هذه السورة وفي النساء ثلاثة مواضع وهي الأخيرة. (ملة ابراهيم حنيفا، واتخذ الله ابراهيم خليلا، وأوحينا إلى ابراهيم) وفي الأنعام موضع وهو الأخير. (ملة ابراهيم حنيفا) وفي التوبة موضعان وهما الأخيران. (وما كان استغفار ابراهيم لأبيه، وإن ابراهيم لأواه) وفي ابراهيم موضع (وإذ قال ابراهيم) وفي النحل موضعان (إن ابراهيم كان أمة، وملة ابراهيم حنيفا) وفي مريم ثلاث مواضع (في الكتاب ابراهيم، وعن آلهتي يا ابراهيم، ومن ذرية ابراهيم) وفي العنكبوت موضع وهو الأخير (ولما جاءت رسلنا ابراهيم) وفي الشورى موضع. (وما وصينا به ابراهيم) وفي الذاريات موضع (حديث ضيف ابراهيم) وفي النجم موضع (وابراهيم الذي وفى) وفي الحديد موضع (نوحا وابراهيم) وفي الممتحنة موضع وهو الأول (أسوة حسنة في ابراهيم). فروى هشام من جميع طرقه (ابراهام) بألف في المواضع المذكورة واختلف عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء كالجماعة وبه قرأ الداني على شيخه أبي القاسم الفارسي عنه فعنه وعلى أبي الفتح فارس عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش وكذلك روى المطوعي عن الصوري عنه وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام. وكذلك روى أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش. وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على شيخنا أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم وهو الذي لم يذكر الأستاذ أبو العباس المهدوي في هدايته غيره. ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة وكذلك رأيتها في المصحف المدني وكتبت في بعضها في سورة البقرة خاصة وهو لغة فاشية للعرب وفيه لغات أخرى قرئ ببعضها وبها قرأ عاصم الجحدري وغيره وروى عباس ابن الوليد وغيره عن ابن

عامر الألف في جميع القرآن وانفرد ابن مهران فزاد على هذه الثلاثة والثلاثين موضعا ما في سورة آل عمران الأعلى فوهم في ذلك والله أعلم.

واختلفوا في: (واتخذوا) فقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر وقرأ الباقون بكسرها على الأمر.

واختلفوا في: (فأمتعه قليلا) فقرأ ابن عامر بتخفيف التاء وقرأ الباقون بالتشديد.

واختلفوا في الراء من: (أرنا مناسكنا. وأرني كيف تحيى، وأرنا الله جهرة وأرني أنظر إليك. وأرنا اللذين أضلانا) في فصلت فأسكن الراء فيها ابن كثير ويعقوب ووافقهما في فصلت فقط ابن ذكوان وأبو بكر. واختلف عن أبي عمرو في الخمسة وعن هشام في فصلت فروى الاختلاس في الخمسة ابن مجاهد عن أبي الزعراء وفارس والحمامى والنهرواني عن زيد عن ابن فرح كلاهما عن الدوري وكذلك روى الطرسوسي عن السامري وأبو بكر الخياط عن ابن المظفر عن ابن حبش كلاهما عن ابن جرير والشنبوذي عن ابن جمهور كلاهما عن السوسي وروى الإسكان فيها ابن العلاف والحسن بن الفحام والمصاحفي كلهم عن زيد عن ابن فرح عن الدوري وفارس بن أحمد وابن نفيس كلاهما عن السامري وأبو الحسين الفارسي وأبو الحسن الخياط والمسيبي كلهم عن ابن المظفر كلاهما عن ابن جرير والشذائي عن ابن جمهور كلاهما عن السوسي وبه قرأ الداني من رواية الدوري على جميع من قرأ عليه وبالإسكان قرأ من رواية السوسي وعلى ذلك سائر كتب المغاربة ومن تبعهم وكلاهما ثابت عن كل من الروايتين والله أعلم. وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام كسر الراء في فصلت وروى سائر أصحابه الإسكان كابن ذكوان والباقون بكسر الراء في الخمسة.

واختلفوا في (ووصى بها ابراهيم) فقرأ المدنيان وابن عامر (وأوصى) بهمزة مفتوحة صورتها ألف بين الواوين مع تخفيف الصاد وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام، وقرأ الباقون بتشديد الصاد من غير همزة بين الواوين وكذلك هو في مصاحفهم.

واختلفوا في (أم يقولون) فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في رؤوف حيث وقع فقرأ البصريان والكوفيون سوى حفص بقصر الهمزة من غير واو، وقرأ الباقون بواو وبعد الهمزة.

واختلفوا في (عما يعملون ولئن) فقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وروح بالخطاب. وقرأ الباقون بالغيب.

واتفقوا على الخطاب في (عما تعملون تلك أمة قد) المتقدم على هذا.

وإن اختلفوا في (أم يقولون) أو له لأنه جاء بعد (أم تقولون) ما قطع حكم الغيبة، وهو قوله (قل أنتم علم أم الله) والله أعلم.

واختلفوا في (موليها) فقرأ ابن عامر (مولاها) بفتح اللام وألف بعدها أي مصروف إليها. وقرأ الباقون بكسر اللام وياء بعدها على معنى مستقبلها.

واختلفوا في (عما يعملون ومن حيث) فقرأ أبو عمرو بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم مذهب الأزرق في إبدال همزة (لئلا) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (تطوع) في الموضعين فقرأ حمزة والكسائي وخلف (يطوع) بالغيب وتشديد الطاء وإسكان العين على الاستقبال، وافقهم يعقوب في الأول والباقون بالتاء وتخفيف الطاء فيهما وفتح العين على المضى.

واختلفوا في (الرياح) هنا وفي الأعراف وابراهيم والحجر وسبحان والكهف والأنبياء والفرقان والنمل والثاني من الروم وسبأ وفاطر وص والشورى والجائية فقرأ أبو جعفر على الجمع في الخمسة عشر موضعا ووافقه نافع إلا في سبحان والأنبياء وسبأ وص ووافقه ابن كثير هنا هنا والحجر والكهف والجائية، ووافقه هنا والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجائية البصريان وابن عامر وعاصم، واختص حمزة وخلف بإفرادها سوى الفرقان وافقهما الكسائي إلا في الحجر واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان.

(واتفقوا) على الجمع في أول الروم وهو (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات) وعلى الإفراد في الذاريات (الريح العقيم) من أجل الجمع في (مبشرات) والإفراد في (العقيم) واختلف عن أبي جعفر في الحج (أو تهوى به الريح) فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان. وروى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن اسماعيل عن ابن جماز كليهما عنه بالجمع فيه والباقون بالإفراد.

واختلفوا في (ولو ترى الذين) فقرأ نافع وابن عامر ويعقوب بالخطاب واختلف عن ابن وردان عن أبي جعفر فروى ابن شبيب عن الفضل من طريق النهرواني عنه بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (يرون العذاب) فقرأ ابن عامر بضم الياء قرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (إن القوة لله جميعا، وإن الله شديد العذاب) فقرأ أبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيهما على تقدير "لقالوا" في قراءة الغيب أو "لقلت" في قراءة الخطاب ويحتمل أن يكون على الاستئناف على أن جواب "لو"محذوف أي لرأيت أو لرأوا أمرا عظيما. وقرأ الباقون بفتح الهمزة فيهما على تقدير لعلموا أو لعلمت".

وتقدم مذاهبهم في ضم طاء (خطوات) عند (اتتخذنا هزوا).

وتقدم مذهب أبي عمرو في (يأمركم) من هذه السورة.

وتقدم إدغام (بل نتبع) في فصل لام بل وهل.

واختلفوا في (الميتة) هنا والمائدة والنحل ويس (وميتة) في موضعي الأنعام و (ميتا) في الأنعام والفرقان والزخرف والحجرات وق و (لبلد ميت وإلى بلد ميت والحي من الميت، والميت من الحي) فقرأ أبو جعفر بتشديد الياء في جميع ذلك ووافقه نافع في يس (الأرض الميتة) وفي الأنعام (أو من كان ميتا) وفي الحجرات (لحم أخيه ميتا) و (بلد ميت والميت) وافقهما يعقوب في الأنعام ووافقهما رويس في الحجرات إلا أن الكارزيني انفرد بتخفيفه عن النخاس وطاهر بن غلبون من طريق الجوهري كلاهما عن التمار عنه فخالفا سائر الرواة عن التمار وخالف سائر الناس عن رويس والله أعلم. ووافقهما أيضا حمزة والكسائي وخلف وحفص في (ميت والميت) ووافقهم يعقوب في (الميت) وقرأ الباقون بالتخفيف.

(واتفقوا) على تشديد ما لم يمت نحو (وما هو يميت، وإنك ميت وإنهم ميتون) لأنه لم يتحقق فيه صفة الموت بعد بخلاف غيره.

واختلفوا في كسر النون وضمها من (فمن اضطر، وأن أحكم، وأن أشكر) ونحوه الدال من (ولقد استهزئ) والتاء من (وقالت اخرج) والتنوين من (فتيلا انظر، ومتشابه انظروا، وعيون ادخلوها) وشبهه واللام من نحو (قل ادعوا، قل انظروا) والواو من (أو أخرجوا، أو ادعوا، أو انقص) مما اجتمع فيه ساكنان يبتدأ ثانيهما بهمزة مضمومة فقرأ عاصم وحمزة بكسر الساكن الأول وافقهما يعقوب في غير الواو ووافقه أبو عمرو في غير اللام وقرأ الباقون بالضم في ذلك كله واختلف عن ابن ذكوان وقنبل في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا حيث أتى وكذلك نص الحافظ أبو العلاء عن الرملي عن الصوري وكذلك روى العراقيون عن ابن الأخرم عن الأخفش واستثنى كثير من الأئمة عن ابن الأخرم (برحمة ادخلوها الجنة) في الأعراف (وخبيثة اجتثت) في ابراهيم فضم التنوين فيهما وبذلك قرأ الحافظ أبو عمرو من طريقه وهو الذي لم يذكر المهدوي وابن شريح غيره وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا ولم يستثن شيئا "قلت" والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه رواهما عنه غير واحد والله أعلم، وروى ابن شنبوذ عن قنبل كسر التنوين إذا كان عن جر نحو (خبيثة اجتثت، منيب ادخلوها) وضمة في غيره. هذا هو الصحيح من طريق ابن شنبوذ كما نص عليه الداني وسيط الخياط في المبهج وابن سوار وغيرهم وهو رواية الخزاعي ابن فليح ومحمد بن هارون عن البزي ولم يذكره ابن فارس في الجامع. لا السبط في كفايته الست والصواب ذكره. وضم ابن مجاهد عن قنبل جمع التنوين. ولم يستثن شيئا وكذلك صاحب الجامع والكفاية عن ابن شنبوذ.

واختلفوا في (اضطر) فقرأ أبو جعفر بكسر الطاء حيث وقع وكذلك كسرها النهرواني وغيره عن الفضل عن عيسى من (إلا ما اضطررتم إليه) وقرأ الباقون بالضم واختلفوا في (ليس البرأن) فقرأ حمزة وحفص بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

(واتفقوا) على قراءة (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) بالرفع لأن (بأن تأتوا) تعين لأن يكون خبرا بدخول الياء عليه والله أعلم.

وتقدم تخيفف (ولكن البر) ورفعه لنافع وابن عامر.

وتقدم همز (النبيين) لنافع في الهمز المفرد.

وتقدم اختلافهم في إمالة (اليتامى) ومذهب أبي عثمان عن الدوري عن الكسائي في إمالة التاء.

وتقدم مذهب المبدلين في (البأساء والبأس) من الهمز المفرد.

واختلفوا في (موص) فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بفتح الواو وتشديد الصاد وقرأ الباقون بالتخفيف مع إسكان الواو.

واختلفوا في (فدية طعام) فقرأ المدنيان وابن ذكوان (فدية) يغبر تنوين (طعام) بالخفض وقرأ الباقون بالتنوين والرفع.

واختلفوا في (مساكين) فقرأ المدنيان وابن عامر على الجمع وقرأ الباقون (مسكين) على الإفراد.

وتقدم مذهب ابن كثير في نقل همز القرآن حيث وقع في باب النقل.

وتقدم مذهب أبي جعفر في ضم سين (اليسر والعسر) عند (هزوا).

واختلفوا في (ولتكملوا العدة) فقرأ يعقوب وأبو بكر بتشديد الميم وقرأ الباقون بالتخفيف.

واختلفوا في الضم والكسر من بيوت، والغيوب، وعيون، وشيوخا، وجيوب) فقرأ بضم الباء من (البيوت وبيوت) حيث وقع أبو جعفر والبصريان وورش وحفص وقرأ بكسر الغين من (الغيوب) وذلك حيث وقع: حمزة وأبو بكر وقرأ بكسر العين من (العيون وعيون) والشين من (شيوخا) وهو في غافر والجيم من (جيوبهن) وهو في سورة النور ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر إلا أنه اختلف عنه في الجيم من (جيوبهن) فروى شعيب عن يحيى عنه ضمها وكذلك روى عنه العليمي من طريقه وروىأبو حمدون عن يحيى عنه كسرها.

وتقدم الخلاف في (ولكن البر).

واختلفوا في (ولا تقاتلوهم، حتى يقاتلوكم، فإن قاتلوكم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (ولا تقتلوهم، حتى يقتلوكم، فإن قتلوكم) بحذف الألف فيهن وقرأ الباقون بإثباتها.

وتقدم الخلاف في (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال) أوائل السورة عند (فلا خوف عليهم).

وتقدم انفراد الهذلي في تسهيل (تأخر) لأبي جعفر في الهمز المفرد.

وكذا تقدم خلاف الكسائي في إمالة (مرضاة) والوقف عليها في باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (السلم) هنا والأنفال والقتال فقرأ المدنيان وابن كثير والكسائي بفتح السين هنا والباقون بكسرها؛ وقرأ أبو بكر بكسر السين في الأنفال والقتال وافقه في القتال حمزة وخلف وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (والملائكة وقضى الأمر) فقرأ أبو جعفر بالخفض وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم اختلافهم في (ترجع الأمور) عند (ثم إليه ترجعون ) أول السورة ".

واختلفوا في (ليحكم) هنا وآل عمران وموضعي النور فقرأ أبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف فيهن وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الكاف.

واختلفوا في (حتى يقول الرسول) فقرأ نافع بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (إثم كبير) فقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثلة وقرأ الباقون بالباء الموحدة.

واختلفوا في (قل العفو) فقرأ أبو عمرو بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم تسهيل همزة (لأعنتكم) للبزي في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (حتى يطهرن) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بتشديد الطاء والهاء والباقون بتخفيفهما.

وتقدم اختلافهم في إمالة (أنى شئتم) في الإمالة.

وكذلك تقدم إبدال (شئتم ويؤاخذكم) في الهمز المفرد وكذلك استثناء مدة للأزرق عن ورش في باب المد.

واختلفوا في (يخافا) فقرأ بضم الياء أبو جعفر ويعقوب وحمزة وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم مذهب أبي الحارث في إدغام (يفعل ذلك) في باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (لا تضار) فقرأ ابن كثير والبصريان برفع الراء وقرأ الباقون بفتحها. واختلف عن أبي جعفر في سكونها مخففة فروى عيسى من طريق ابن مهران عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي بتخفيف الراء مع إسكانها كذلك (ولا يضار كاتب ولا شهيد) آخر السورة وروى ابن جماز من غير طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران وغيره عن ابن شبيب تشديد الراء وفتحها فيهما ولا خلاف عنهم في مد الألف لالتقاء الساكين.

واختلفوا في (ما آتيتم بالمعروف) هنا (وما آتيتم من ربا) في الروم فقرأ ابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء وقرأ الباقون بالمد من باب الإعطاء "واتفقوا" على المد في الموضع الثاني من الروم وهو قوله تعالى (وما آتيتم من زكوة) لأن المراد به أ‘طيتم وكقوله (وآتى الزكاة) بخلاف هذين الموضعين فإن القصر فيهما على معنى فعلتم وقصدتم ونحوه كقوله تعالى (ولا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا) فهي بخلاف قوله (حتى إذا فرحوا بما أوتوا) والله أعلم.

واختلفوا في (مالم تمسوهن) الموضعين هنا وموضع الأحزاب فقرأ حمزة واكسائي وخلف بضم التاء وألف بعد الميم وقرأ الباقون بفتح التاء من غير ألف في الثلاثة.

واختلفوا في (قدره) الموضعين فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وحفص بفتح الدال فيهما وقرأ الباقون بإسكانها منهما.

وتقدم مذهب رويس في اختلاس كسرة هاء (بيده عقيدة النكاح) و (بيده فشربوا منه) في باب هاء الكناية.

واختلفوا في (وصية) فقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة وحفص (وصية) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (فيضاعفه) هنا والحددي فقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء فيهما وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن (يضعف، ومضعفة) وسائر الباب فقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتشديد مع حذف الألف في جميع القرآن. وقرأ الباقون بالإثبات والتخففي.

واختلفوا في (يبصط) هنا، وفي (الخلق بصطة) في الأعراف فقرأ خلف لنفسه وعن حمزة والدوري عن أبي عمرو وهشام ورويس بالسين في الحرفين. واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد فروى ابن مجاهد عن قنبل بالسين وكذا رواه الكارزيني ابن شنبوذ وهو وهم. وروى ابن شنبوذ عنه بالصاد وهو الصحيح عنه وهي طريقي الزيني وغيره عنه وروى ابن حبش عن ابن جرير عن السوسي بالصاد فيهما ونص على ذلك الإمما أبو طاهر ابن سوار وكذا روى عنه الحافظ أبو العلاء الهمذاني إلا أنه خص حرف الأعراف بالصاد وكذا روى ابن جمهور عن السوسي ووجه الصاد فيهما ثابت عن السوسي وهو رواية ابن اليزيدي وأبي حمدون وأبي أيوب من طريق مدين. وروى سائر الناس عنه السين فيهما وهو في التيسير والشاطبية والكافي والهادي والتبصرة والتلخييصن وغيرها وروى المطوعي عن الصوري والشذائي عن الداجوني عنه عن ابن ذكوان السين فيهما وهي رواية هبة الله وعلى بن المفسركلاهما عن الأخفش وروى يزيد والقباني عن الداجوني وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش فإنه روى عنه السين هنا والصد في الأعراف وبهذا قرأ الداني على شيخه عبد العزيز بن محمد عنه وهي رواية الشذائي عن دلبة البلخي عن الأخفش وبالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان وم يكن وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكرته ولم يقع ذلك للداني تلاوة والعجب كيف عول عليه الشاطبي ولم يكن من طرقه ولا من طرق التيسير وعدل عن طريق النقاش التي لم يذكر في التيسير سواها وهذا الموضع مما خرج فيه عن التيسير وطرقه، فليعلم ولنبه عليه، وروى الولي عن الفيلوزرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما وهي رواية أبي شعيب القواس وابن شاهي وهبيرة كلهم عن حفص وروى عبيد عنه والحضيني عن عمرو عنه بالسين فيهما وهي رواية أكثر المغاربة والمشارقة عنه وبالوجهين جميعا نص له أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله بن شريح ويغرهما لا أن أحمد ابن جبير الأنطاكي روى عن عمرو السين في البقرة والصاد في الأعراف وكذلك أحمد بن عبد العزيز بن بدهن عن الأشناني عن عبيد وروى ابن الهيثم من طريق ابن ثابت عن خلاد الصاد فيهما وكذلك روى أبو الفتح فارس بن أحمد من ريق بن شاذان عنه وهي رواية القاسم الوزان وغيره عن خلاد.

وبذلك قرأ عمرو الداني على شيخه أبي الفتح في رواية خلاد من طرقه وعلى ذلك أكثر المشارقة. وروى القاسم بن نصر عن ابن الهيئم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما وهي قراءة الداني على شيخه أبي الحسن وهو الذي في الكافي والهداية والعنوان والتلخيص وسائر كتب المغاربة.

وانفرد فارس بن أحمد فيما قرأه عليه الداني بالوجهين جميعا السين والصاد في الموضعين من رواية خلف ولا أعلم أحد روى ذلك عن خلف من هذه الطرق سواه والله أعلم. وقرأ الباقون وهم المدنيان والكسائي والبزي وأبو بكر وروح بالصاد في الحرفين. وانفرد ابن سوار عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر وأبو العلاء الحافظ عن أبي الطيبعن التمار عن رويس بالسين في البقرة والصاد في الأعراف. وأماما ذكره أبو العلاء من رواية روح وهو السين فيهما فوهم فليعلم.

واختلفوا في (عسيتم) هنا والقتال فقرأ نافع بكسر السين فيهما وقرأ الباقون بفتحها.

"واتفقوا" على قراءة (بسطة) بالسين من هذه الطرق لموافقة الرسم إلا ما رواه ابن شنبوذ عن قنبل من جميع الطرق عنه بالصاد وهي رواية ابن بقرة عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي ورواية الخزاعي عن أصحابه الثلاثة عن ابن كثير وانفرد صاحب العنوان عن أبي بكر بالصاد فيها بخلاف وهي رواية الأعشى عن أبي بكر. وانفرد الأهوازي عن روح بالصاد فيها والله أعلم.

واختلفوا في (غرفة) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو بفتح الغين. وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم الخلاف في إدغام أبي عمرو (هو والذين).

واختلفوا في (دفاع الله) هنا والحج فقرأ المدنيان ويعقوب بكسر الدال وألف بعد الفاء وقرأ الباقون (دفع) بفتح الدال وإسكان الفاء من غير ألف.

وتقدم (القدس) لابن كثير.

وتقدم (لا بيع فيه ولاخلة ولا شفاعة) لابن كثير والبصريين عند (لا خوف عليهم).

واختلفوا في إثبات الألف من (أنا) وحذفها إذا أتى بعدها همزة مضمومة أو مفتوحةأو مكسورة فقرأ المدنيان بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة نحو (أنا أحيى، أنا أول، أنا أنبئكم، أنا آتيك واختلف عن قالون عند المكسورة نحو (إن أنا إلا) فروى الشذائي عن ابن بويان عن أبي حسان عن أبي نشيط عنه إثباتها عندها وكذلك روى ابن شنبوذ وابن مهران عن أبي حسان أيضا وهي رواية أبي مروان عن قالون ورواها أيضا أبو الحسن ابن ذؤابة القزاز نصا عن أبي حسان وكذلك رواها أبو عون عن الحلواني وروى الفرضي من طرق المغاربة وابن الحباب عن ابن بويان حذفها وكذلك روىابن ذؤابة أداءا عن أبي حسان كلاهما عن أبي نشيط وهي رواية اسماعيل القاضي وأحمد ابن صالح والحلواني في غير طريق أبي عون وسائر الرواة عن قالون وهي قراءة الداني على شيخه أبي الحسن وبالوجهين جميعا قرأ على شيخه أبي الفتح من طريق أبي نشيط (قلت) والوجهان صحيحان عن قالون نصا وأداءا نأخذ بهما من طريق أبي نشيط ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني إذا لم أخذ بهما من طريق أبي نشيط ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني إذا لم نأخذ لأبي عون فإن أخذنا لأبي عون أخذنا بالحذف والإثبات على أن ابن سوار والحافظ أبي العلاء وغيرهما رويا من طريق الفرضي إثباتها في الأعراف فقط دون الشعراء والأحقاف وكذلك روى ابن سوار أيضا عن أبي اسحاق الطبري عن ابن بويان وبه قرأت من طريقيهما وهي طريق المشارقة عن الفرضي والله أعلم وقرأ الباقون بحذف الألف وصلا في الأحوال الثلاثة ولا خلاف في إثباتها وقفا كما تقدم في بابه.

وتقدم اختلافهم في إدغام (لبثت ولبثتم) وإظهاره في باب حروف قربت مخارجها.

وتقدم اختلافهم في حذف الهاء وصلا من (يتسنه) ليعقوب وحمزة والكسائي وخلف في باب الوقف على المرسوم.

وتقدم اختلافهم في إمالة (حمارك) من باب الإمالة.

واختلفوا في (ننشرها) فقرأ ابن عامر والكوفيون بالزاي المنقوطة. وقرأ الباقون بالراء المهملة.

واختلفوا في وصل همزة (قال اعلم) والجزم فقرأحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأمر وإذا ابتدأ كسرا همزة الوصل. وقرأ الباقون بقطع الهمزة والرف على الخبر.

وتقدم انفراد الحنبلي عن هبة الله عن عيسى بن وردان بتسهيل همزة يطمئن وما جاء من لفظه في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (فصرهن إليك) فقرأ أبو جعفر وحمزة وخلف ورويس بكسر الصاد وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم اختلافهم في إسكان (جزءا) عند (هزؤا) وكذلك تقدم مذهب أبي جعفر في تشديد الزاي في باب الهمز المفرد.

وتقدم اختلافهم في إدغام (أنبتت سبع) من فصل تاء التأنيث في الإدغام الصغير.

وتقدم اختلافهم في تشديد (يضاعف) عند (فيضاعفه له) في هذه السورة.

وتقدم مذهب أبي جعفر في إبدال (رياء الناس) في باب الهمز المفرد

واختلفوا في (ربوة) هنا وفي المؤمنون فقرأ ابن عامر وعاصم بفتح الراء وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم اختلافهم في إسكان (أكلها) عند (هزؤا) من هذه السورة.

واختلفوا في تشديد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطا وذلك في إحدى وثلاثين تاء وهي (ولا تيمموا الخبيث) هنا وفي آل عمران (ولا تفرقوا) وفي النساء (الذين توفاهم الملائكة) وفي المائدة (ولا تعاونوا) وفي الأنعام (فتفرق بكم) وفي الأعراف (فإذا هي تلقف) وفي الأنفال (ولا تولوا عنه) وفيها (ولا تنازعوا) وفي براءة (هل تربصون بنا) وفي هود (وإن تولوا فإني أخاف) وفيها (فإن تولوا فقد أبلغتكم) وفيها (لا تكلم نفس) وفي الحجر (ما تنزل الملائكة) وفي طه (ما في يمينك تلقف) وفي النور (إذ تلقونه) وفيها أيضا (فإن تولوا فإنما) وفي الشعراء (فإذا هي تلقف) وفيها (على من تنزل) وفيها (الشياطين تنزل) وفي الأحزاب (ولا تبرجن) وفيها (ولا تجسسوا) وفيها (لتعارفوا) وفي الممتحنة (أن تولوهم)، وفي الملك (تكاد تميز) وفىن (لما تخيرون) وفي عبس (عنه تلهى) وفي الليل (نارا تلظى) وفي القدر (من ألف شهر تنزل) فروى البزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامى عن النقاش عن أبي ربيعة تشديد التاء في هذه المواضع كلها حالة الوصل فإن كان قبلها حرف مدولين نحو (ولا تيمموا، وعنه تلهى) أثبته ومد لالتقاء الساكنين كما تقدم التنبيه عليه في باب المدلان التشديد عارض فلم يعتد به في حذفه. وإن كان ساكنا غير ذلك من تنوين أوغيره جمع بينهما إذا كان الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع لصحة الرواية واستعماله عن الفراء والعرب في غير موضع. وقد ذكر الديواني في شرحه جميع الأصول أن الجعبري أقرأه بتحريك التنوين بالكسر في (نارا تلظى) على القياس ولا يصح (قلت) وقفت على كلام الجعبري في شرحه فقال وفيها وجهان –يعني في العشرة التي اجتمع فيها الساكنان – صحيحان نحو (هل تربصون، وعلى من تنزل، ونارا تلظى) (أحدهما) أن يترك على سكونه وبه أخذ الناظم والداني والأكثر (والثاني) كسرهو إليهما أشرنا في النزهة بقولنا * وإن صح قبل الساكن إن شئت فاكسرا* فظهر أن الديواني لم يغلط فيما نقله عن الجعبري وهذا لا تعلم أحدا تقدم الجعبري إليه ولا دل عليه كلامه ولا عرج عليه من أئمة القراءة قاطبة ولا نقل عن أحد منهم. ولو جاز الكسر لجاز الابتداء بهمزة وصل وهذاوإن جاز عند أهل العربية في الكلام فإنه غير جائز عند القراء في كلام الملك العلام إذ القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول واقرؤا كما علمتم كما ثبت عن النبي . وما أحسن قول إمام العربية وشيخ الأقراء بالمدرسة العادلية أبي عبد الله محمد بن مالك الذي قدم الشام من ابللاد الأندلسية وصاحب الألفية في قصيدته الدالية التي نظمها في القراآت السبع العلية:

ووجهان في كنتم تمنون مع تفكـ … ـهون وأخفى عنه بعض مجودا

ملاقى ساكن صحيح كهل تربـ … ـصون ومن يكسر يحد عن الأقتدا

وإذا ابتدئ بهن ابتدأ بهن مخففات لامتناع الابتداء بالساكن وموافقته الرسم والرواية. والعجب أن الشيخ جمال الدين بن مالك مع ذكره ما حكيناه عنه وقوله ما تقدم في ألفيته قل في شرح الكافية إنك إذا أدغمت يعنى إحدى التاءين الزائدتين أو المضارع اجتلبت همزة الوصل، وتبعه على ذلك ابنه فلا نعلم أحدا تقدمه إلى ذلك، قال شيخ العربية الإمام أبو محمد عبد الله بن هشام في آخر توضيحه: ولم يخلق الله تعالى همزة وصل في أو أول المضاع وإنما إدغام هذا النوع في اوصل دون الابتداء وبذلك قرأ البزي في الوص (ولا تيمموا، ولا تبرجن، وكنتم تمنون) وإذا أردت التحقيق في الابتداء فحذفت إحدى التاءين وهي الثانية لا الأولى خلافا لهشام وذلك جائز في الوصل أيضا انتهى (قلت) وهذا هو الصواب وكن عند أئمة القراءة في ذلك تفصيل فما كتب منه بتاء واحدة ابتدئ بتاء واحدة كما ذكر وما كتب بتاءين نحو: (ثم تتفكروا) أدغم وصلا وابتدئ بتاءين مخففتين اتباعا للرسم والله أعلم. وروى ابن الفحام والطبري والحمامى والعراقيون عنهم قاطبة عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف هذه التاء من هذه المواضع المذكورة وبذلك قرأه الباقون إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من قوله: (لا تناصرون) في الصافات وكذلك وافق رويس على تشديد (نارا تلظى) في الليل. وانفرد أبو الحسن بن فارس في جامعه بتشديد هذه التاآت عن قنبل أيضا من جميع طرقه فخالف سائر الناس والله أعلم. وقد روى الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه جامع البيان فقال وحدثني أبو الفرج محمد ابن عبد الله النجاد المقرى عن أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز بن بدهن عن أبي بكر الزيني عن أبي ربيعة عن البزي عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدد التاء في قوله في آل عمران (ولقد كنتم تمنون الموت) وفي الواقعة (فظلتم تفكهون) قال الداني وذلك قياس قول أبي ربيعة لأنه جعل التشديد في الباب مطردا ولم يحصره بعدد وكذلك فعل البزي في كتابه

(قلت) ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الداني من هذه الطريق. وأما النجاد فهو من أئمة القراءة المبرزين الضابطين ولولا ذلك لما اعتمد الداني على نقله وانفراده بهما مع أن الداني لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه ولم يقع لنا تشديدهما إلا من طريق الداني ولا اتصلت تلاوتنا بهما إلا إليه وهو فلم يسندهما في كتاب التيسير بل قال فيه وزادني أبو الفرج النجاد المقرى عن قراءته على أبي الفتح بن يدهن عن أبي بكر الزينبي وقال في مفرداته: وزادني أبو الفرج النجاد المقرى؛ وهذا صريح في المشافهة (قلت) وأما أبو الفتح بن بدهن فهو من الشهرة والاتقان بمحل ولولا ذلك لم يقبل انفراده عن الزينبي فقد روى عن الزينبي عن عير واحد من الأئمة كأبي نصر الشذائي وأبي الفرج الشنبوذي وعبد الواحد بن أبي هاشم وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولى وأبي بكر أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب فلا نعلم أحدا منهم ذكر هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا بل كل من ذكر طريق الزينبي هذا عن أبي ربيعة كأبي طاهر ابن سوار وأبي على المالكي وأبي العز وأبي العلاء وأبي محمد سبط الخياط لم يذكرهما ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد بقياس النص ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح ودخولهما في ضابط نص البزي لما ذكرتهما لأن طريق الزينبي لم يكن في كتابا. وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار والشاطبي تبع إذ لم يكونا من طرق كتابيهما. وهذا موضع يتعين التنبيه عليه ولا يهتدى إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية والكشف والاتقان والله تعالى الموفق.

واختلفوا في (ومن يؤت الحكمة) فقرأ يعقوب بكسر التاء وهو على أصله في الوقف على الياء كما نص عليه غير واحد وأشرنا إليه في باب الوقف على المرسوم وذلك يقتضى أن تكون "من" عنده موصولة أي والذي يؤتيه الله الحكمة؛ ولو كانت عنده شرطية لوقف بالحذف كما يقف على: (ومن تق السيآت) ونحوه. وقرأ الباقون بفتح التاء ولا خلاف عنهم في الوقف على التاء.

واختلفوا في (نعما) هنا والنساء فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون في الموضعين. وقرأ الباقون بكسرها وقرأ أبو جعفر بإسكان العين "واختلف" عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة قاطبة إخفاء كسرة العين ليس إلا، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين وروى عنهم العراقيون والمشرقيون قاطبة الإسكان ولا يبالون من الجمع بين الساكنين لصحته رواية ووروده لغة وقد اختاره الإمام أبو عبيدة أحد أئمة اللغة وناهيك به وقال هو لغة النبي فيما يروى "نعما المال الصالح للرجل الصالح" وحكى النحويون الكوفيون سماعا من العرب (شهر رمضان) مدغما. وحكى ذلك سيبويه في الشعر وروى الوجهين جميعا عنه الحافظ أبو عمرو الداني ثم قال والإسكان آثر والإخفاء أقيس (قلت) والوجهان صححيان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا يعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي وابن شريح وابن علبون والشاطبي مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي. ولما ذكر ابن شريح الإخفاء عنهم قال وقرأت أيضا لقالون بالإسكان ولا أعلم أحدا فرق بين قالون وغيره سواه. وقرأ الباقون بكسر النون والعين واتفقوا على تشديد الميم.

واختلفوا في (ونكفر عنكم) فقرأ ابن عامر وحفص بالياء وقرأ الباقون بالنون وقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف بجزم الراء وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في (تحسبهم، ويحسبن، ويحسب) كيف وقع مستقبلا. فقرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (فأذنوا) فقرأ حمزة وأبو بكر بقطع الهمزة ممدودة وكسر الذال وقرأ الباقون بفتحها ووصل الهمزة.

وتقدم ضم أبي جعفر سين (عسرة).

واختلفوا في (ميسرة) فقرأ نافع بضم السين وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (وأن تصدقوا) فقرأ عاصم بتخفيف الصاد وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم قراءة البصريين (ترجعون) بفتح التاء وكسر الجيم أوائل السورة.

وتقدم إسكان الهاء من (يمل هو) وصلا لأبي جعفر وقالون بخلاف عنهما.

واختلفوا في (أن تضل) فقرأ حمزة بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (فتذكر) فقرأ حمزة أيضا برفع الراء والباقون بفتحها وقرأه ابن كثير والبصريان بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد.

بالتشديد.

واختلفوا في (تجارة حاضرة) فقرأه عاصم بالنصب فيهما وقرأ الباقون برفعهما.

وتقدم تخفيف راء (يضار) وإسكانها لأبي جعفر والخلاف عنه في ذلك.

واختلفوا في (فرهان) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فرهن) بضم الراء والهاء من غير ألف وقرأ الباقون بكسر الراء وفتحها وألف بعدها.

وتقدم مذهب أبي جعفر وأبي عمرو وورش في إبدال همزة (الذي أؤتمن) من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (فيغفر، ويعذب) فقرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر يعقوب برفع الراء والباء منهما والباقون بجزمها.

وتقدم مذهب الدورى في إدغام الراء في اللام بخلاف والسوسي بلا خلاف.

وتقدم اختلافهم في إدغام الباء في الميم من باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (وكتبه) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (وكتابه) على التوحيد وقرأ الباقون على الجمع.

واختلفوا في (لا نفرق) فقرأ يعقوب بالياء وقرأ الباقون بالنون.

(وفيها من ياآت الإضافة) ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها (إني أعلم) الموضعان فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (عهدي للظالمين) أسكنها حمزة وحفص (بيتي للطائفين) فتحها المدنيان وهشام وحفص (فاذكروني أذكركم) فتحها ابن كثير (وليؤمنوا بي) فتحها ورش (مني إلا) فتحها المدنيان وأبو عمرو (ربي الذي) سكنها حمزة.

(وفيها من ياآت الزوائد) ست تقدم الكلام عليها إجمالا (فارهبون، فاتقون. تكفرون) أثبتهن في الحالتين يعقوب (الداع) إذا أثبت الباء في الوصل أبو عمرو وورش وأبو جعفر واختلف عن قالون كما تقدم وأثبتها يعقوب في الحالين (دعان) أثبت الياء فيها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وورش.

واختلف عن قالون كما تقدم وأثبتها في الحالتين يعقوب (واتقون يا أولي) أثبت الياء وصلا أبو جعفر وأبو عمرو في الحالين يعقوب. والله الموفق.

سورة آل عمران

تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على حروف الفواتح من باب السكت.

وتقدم أيضا الإشارة إلى جواز وجهي المد والقصر عنهم في (م~ الله) حالة الوصل آخر باب المد.

وتقدم اختلافهم في إمالة (التوراة) وبين بين من باب الإمالة.

واختلفوا في (تغلبون. وتحشرون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالغيب فيهما وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم بإبدال (فئة، وفئتين، ويؤيد) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (ترونهم) فقرأ المدنيان ويعقوب بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم اختلافهم في (أونبئكم) من باب الهمزتين من كلمة وكذلك أوجه الوقف عليها لحمزة في بابه.

واختلفوا في رضوان حيث رفع فروى أبو بكر بضم الراء إلا الموضع الثاني من المائدة وهو (من اتبع رضوانه) فكسر الراء فيه من طريق العليمي. واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه فروى أبو عون الواسطي ضمه عن شعيب عنه كسائر نظائره وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الذائي عن نفطوية عن شعيب أيضا (قلت) والروايتان صحيحتان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا فروى الضم فيه كأخواته عن يحيى خلف ومحمد بن المنذر وهي رواية الركسائي والأعشى وابن أبي حماد كلهم عن أبي بكر وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعي والرفاعي وأبو حمدون وهي رواية العليمي والبرجي وابن أبي أمية وعبيد بن نعيم كلهم عن أبي بكر وهي أيضا رواية المفضل وحماد عن عاصم والله أعلم. وقد انفرد النهرواني عن أصحابه عن أبي حمدون بكسر (كرهوا رضوانه) في القتال فخالف سائر الناس وقرأ الباقون بكسر الراء في جميع القرآن والله اعلم.

واختلفوا في (إن الدين) فقرأ الكسائي بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (ويقتلون الذين يأمرون) فقرأ حمزة (ويقاتلون) بضن الياء وألف بعد القاف وكسر التاء من (القتال) وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان القاف وحذف الألف وضم التاء ومن (القتل).

تقدم (وليحكم) لأبي جعفر في البقرة.

وتقدم اختلافهم في تشديد الياء من (الميت) فيهما عند (إنما حرم عليكم الميتة) من البقرة.

(واختلفوا في تقاة) فقرأ يعقوب (تقية) بفتح الياء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة بعدها وعلى هذه الصورة رسمت في جميع المصاحف. وقرأ الباقون بضم التاء وألف بعد القاف في اللفظ.

وتقدم اختلافهم في الإمالة وبين بين في باب الإمالة وكذلك في اختلافهم عن ابن ذكوان في إمالة (عمران) حيث وقع.

واختلفوا في (وضعت) فقرأ ابن عامر ويعقوب وأبو بكر بإسكان العين وضم التاء وقرأ الباقون بفتح العين وإسكان التاء.

واختلفوا في وكلفها ) فقرأ الكوفيون بتشديد الفاء وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (زكريا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالقصر من غير همزة في جميع القرآن وقرأ الباقون بالمد والهمز إلا أن أبا بكر نصبه هنا بعد (كفلها) على أنه مفعول ثاني (لكفلها) ورفعه الباقون ممن خفف.

واختلفوا في (فنادته الملائكة) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (فناداه) بألف على الدال ممالة على أصلهم وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدها.

وتقدم مذهب الأزرق عن ورش في ترقيق (المحراب) في باب الراآت وكذلك مذهب ابن ذكوان في إمالة المجرور منه بلا خلاف والخلاف عنه في غيره في باب الإمالة.

واختلفوا في إن الله يبشرك بيحي) فقرأ ابن عامر وحمزة بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

(واتفقوا) على كسر همزة (إن الله يبشرك بكلمة منه) لأنه بعد صريح القول.

واختلفوا في (يبشرك ونبشرك) وما جاء من ذلك فقرأ حمزة والكسائي (يبشرك) في الموضعين هنا (ويبشر) في سبحان والكهف بفتح الياء وفتح الشين وضمها من البشر وهو البشرى والبشارة، زاد حمزة فخفف (يبشرهم) في التوبة (وإنا نبشرك) في الحجر (وإنا نبشرك، ولتبشر به المتقين) في مريم. وأما الذي في الشورى وهو (ذلك الذي يبشر الله) فخففه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وقرأ الباقون بضم الياء وتشديد الشين مكسورة من (بشر) المضعف على التكثير.

(واتفقوا) على تشديد (فبم تبشرون) في الحجر لمناسبته ما قبله وما بعده من الأفعال المجتمع على تشديدها والبشر والتبشير والإبشار ثلاث لغات فصيحات.

(واختلوا) في (ونعلمه) فقرأ المدنيان وعاصم ويعقوب بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا (أني أخلق) فقرأ المدنيان بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها وقول ابن مهران الكسر لنافع وحدة غلط.

وتقدم الخلاف عن أبي جعفر في (كهيئة) من باب الهمز المفرد وكذلك مذهب الأزرق في مده.

واختلفوا الموضعين هنا وفي المائدة بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد وافقه نافع ويعقوب في (طائرا) في الموضعين. وتقدم أن الحنبلي انفرد عن وهبة الله عن أبيه في رواية عيسى بن وردان بتسهيل الهمزة بين بين في الأربعة وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف ولا همز في أربعة الأحرف على الجمع.

وتقدم إمالة (أنصاري) للدورى عن الكسائي وانفراد زيد عن ابن ذكوان من باب الإمالة.

واختلفوا في (فيوفيهم) فروى حفص ورويس بالياء وانفرد بذلك البروجردي عن ابن أشته عن المعدل عن روح فخالف سائر الطرق عن المعدل وجميع الرواة عن روح وقرأ الباقون بالنون.

وتقدم اختلافهم في (هاأنتم) من باب الهمز المفرد.

وتقدمت قراءة ابن كثير في (أأن يؤتي) بالاستفهام والتسهيل من باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم اختلافهم في الهاء من (يؤده) في الموضعين من باب هاء الكناية وكذا مذهب من أبدل الهمز منه في باب الهمز المفرد.

اختلفوا في (تعلمون الكتاب) فقرأ ابن عامر والكوفيون بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة. وقرأ الباقون بفتح التاء واللام وإسكان العين مخففا.

واختلفوا في ولا يأمركم) فقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب بنصب الراء وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم مذهب أبي عمرو في إسكان الراء وإختلاسها وكذا (أيأمركم) من البقرة عند (بارئكم).

واختلفوا في (لما) فقرأ حمزة بكسر اللام. وقرأ الباقون بفتحها وقرأ الباقون بتاء مضمومة من غير ألف.

وتقدم اختلافهم في (أأقررتم) من باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في تبغون فقرأ البصريان وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (يرجعون) فقرأ يعقوب وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب على أصله في فتح الياء وكسر الجحيم كما تقدم.

وتقدم اختلافهم في نقل (ملء الأرض) من باب نقل حركة الهمزة.

واختلفوا في (حج البيت) فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص بكسر الحاء وقرأ الباقون بفتحها وتقدم مذهب الكسائي في إمالة تقائه ومذهب الأزرق في بين بين من باب الإمالة.

وتقدم تشديد البزي لتاء (ولا تفرقوا) واختلافهم في (ترجع الأمور) من البقرة.

وتقدم إمالة الدورى عن الكسائي (يسارعون وسارعوا) وما جاء منه في باب الإمالة.

واختلفوا في (وما تفعلوا من خير فلن تكفروه) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالغيب فيها واختلف عن الدورى عن أبي عمرو فيهما فروى النهرواني وبكر بن شاذان عن زيد ابن فرح عن الدورى بالغيب كذلك وهي رواية عبد الوارت والعباس عن أبي عمرو وطريق النقاش عن أبي الحارث عن السوسي. وروى أبو العباس المهدوي من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدورى التخيير بين الغيب والخطاب على ذلك أكثر أصحاب اليزيدي عنه وكلهم نص عنه أبي عمرو أنه قال ما أبالي أبا التالي أم الياء قرأتهما إلا أن أبا حمدون وأبا عبد الرحمن قالا عنه وكان أبو عمرو ويختار التاء (قلت) والجهان صحيحان وردا من طريق المشارقة والمغاربة قرأت بهما من الطريقين إلا أن الخطاب أكثر وأشهر وعليه الجمهور من أهل الأداء وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم اختلافهم في (ها أنتم) من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (يضركم) فقرأ ابن عامر والكوفيون وأبو جعفر بضم الضاد ورفع الراء وتشديدها، وقرأ الباقون بكسر الضاد وجزم الراء مخففة.

واختلفوا في (منزلين) فقرأ ابن عامر بتشديد الزاي وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (مسومين) فقرأ ابن كثير والبصريان وعاصم بكسر الواو وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (ولتطمئن) في باب الهمز المفرد وتقدم (مضعفة) في البقرة.

واختلفوا في (وسارعوا) فقرأ المدنيان وابن عامر (سارعوا) بغير واو قبل السين وكذلك هي في مصحف المدينة والشام وقرأ الباقون بالواو وكذلك هي في مصاحفهم.

واختلفوا في (قرح والقرح) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بضم القاف من قرح في الموضعين (وأصابهم القرح) وقرأ الباقون بفتحها في الثلاثة.

واختلفوا في (كأين) حيث وقع فقرأ ابن كثير وأبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وبعدها ياء مكسورة مشددة. وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني عن الأصبهاني في العنكبوت فقرأ كأبي جعفر من المدو التسهيل وقد تقدم تسهيل همزتها لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

وكذلك تقدم اختلافهم في الوقف على الياء من باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (قاتل معه) فقرأ ابن نافع وابن كثير والبصريان بضم القاف وكسر التاء من غير ألف وقرأ الباقون بفتح الكاف والتاء بينهما.

وتقدم اختلافهم في (الرعب) عند (هزوا) من البقرة.

واختلفوا في (يغشى طائفته) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالتأنيث وقرأ الباقون بالتذكير.

وتقدم اختلافهم في الإمالة وبين بين من بابه.

واختلفوا في (كله لله) فقرأ البصريان (كله) بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (والله بما تعملون بصير) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (متم، ومتنا، ومت) حيث وقع فقرأ نافع وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم في ذلك كله، ووافقهم حفص على الكسر إلا في موضعي هذه السورة وقرأ الباقون بضم الميم في الجميع وكذلك حفص في موضعي هذه السورة.

واختلفوا في (مما يجمعون) فروى حفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وكما وتقدم مذهب أبي عمرو في اختلاس راء (ينصركم) وإسكانها من البقرة.

واختلفوا في (يغل) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء وضم الغين. وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين.

وتقدم راء (رضوان) لأبي بكر أول السورة.

واختلفوا في (لو أطاعونا ما قتلوا) بعده (قتلوا في سبيل الله) وآخر السورة (وقاتلوا وقتلوا) وفي الأنعام (قتلوا أولادهم) وفي الحج (ثم قتلوا أو ماتوا) واختلف عن الحلواني عنه فروى عنه التشديد ابن عبدان وهي طريق المغاربة قاطبة وروى عنه سائر المشارقة التخفيف وبه قرأنا من طريق ابن شنبوذ عن الأزرق الجمال عنه وكذلك قرأنا من طريق أحمد بن سلمان وهبة الله بن جعفر وغيرهم كلهم عن الحلواني عنه وبذلك قرأ الباقون. وأما الحرف الذي بعد هذا وهو (قتلوا في سبيل الله) وحرف الحج (ثم قتلوا) فشددا التاء فيهما ابن عامر. وأما حرف آخر السورة. (وقاتلوا وقتلوا) وحرف الأنعام (قتلوا أولادهم) فشدد التاء فيهما ابن كثير وابن عامر وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن.

(واتفقوا) على تخفيف الحرف الأول من هذه السورة وهو: (ماتوا وما قتلوا) إما لمناسبة (ماتوا) ولأن القتل هنا ليس مختصا بسبيل الله بدليل (إذا ضربوا في الأرض) لأن المقصود به السفر في التجارة. وروينا عن ابن عامر أنه قال ما كان من القتل في سبيل الله فهو بالتشديد. وانفرد فارس بن احمد عن السامري عن أصحابه عن الحلواني بتشديده حكاية لا أداء فخالف فيه سائر الناس عن الحلواني وعن هشام وعن ابن عامر ذكر ذلك في جامع البيان وقال لم يرو ذلك عنه إلا من هذا الوجه. ووهم ابن مؤمن في الكنز فذكر الخلاف عن هشام في الحرف الأول وترك (لو أطاعنا ما قتلوا) وهو سهو قلم رأيته في نسخة مصطحبة بخطه والله اعلم واختلفوا في (تحسين الذين) فرواه هشام من طريقيه من طريق العراقيين قاطبة بالغيب واختلف عن الحلواني عنه من طرق المغاربة والمصريين فرواه الزرق الجمال عنه بالغيب كذلك وهي قراءة الداني على أبي القاسم الفارسي من طريقه على أبي الفتح فارس عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن على بن محمد المقري عن قراءته على أبي القاسم مسلم بن عبد الله بن محمد عن قراءته على أبيه عن قراءته على الحلواني وكذلك روى إبراهيم بن عباد عن هشام. ورواه ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على الخطاب وهي قراءة الداني على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن عبدان وغيره عنه وقرأءته على أبي الحسن عن قراءته على أبيه عن أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني وهي التي اقتصر عليها ابن سفيان وصاحب العنوان وصاحب الهداية وصاحب الكافي أبو الطيب بن غلبون في إرشاده وابنه طاهر في تذكرته وغيرهم وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم اختلافهم في كسر السين وفتحها منه ومن (إخوانه) في أواخر البقرة.

واختلفوا في: (وأن الله لا يضيع) فقرأ الكسائي بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في: (يحزنك، ويحزنهم، ويحزن الذين، ويحزنني) حيث أن وقع فقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي من كله إلا حرف الأنبياء (لا يحزنهم الفزع) فقرأ أبو جعفر فيه وحده بضم الياء وكسر الزاي وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي في الجميع وكذلك أبو جعفر في غير الأنبياء ونافع في الأنبياء.

واختلفوا في (ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون) فقرأ حمزة بالخطاب فيهما وقرأ الباقون فيهما بالغيب.

واختلفوا في: (تميز) هنا والأنفال (لميز الله) فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء الأولى وتشديد الياء الأخرى فيهما وقرأ الباقون بالفتح والتخفيف واختلفوا في: (والله بما تعملون خبير) فقرأ ابن كثير والبصريان (بالغيب) وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في: (سنكتب، وقتلهم، ونقول) فقرأ حمزة (سيكتب) بالياء وضمها وفتح التاء (وقتلهم) برفع اللام (ويقول) بالياء وقرأ الباقون (سنكتب) بالنون وفتحها وضم التاء (وقتلهم) بالنصب (ويقول) بالنون.

واختلفوا في (والزبر، والكتاب) فقرأ ابن عامر (وبالزبر) بزيادة باء بعد الواو في (وبالزبر) (واختلف) عن هشام في (وبالكتاب) فرواه عنه الحلواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم بزيادة الباء وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد عن أصحابه عن الحلواني وبه قرأت على أبي الحسن أيضا عن قراءته من طريق الحلواني عنه قال وعلى ذلك جميع أهل الأداء عن الحلواني عنه عن الفضل ابن شاذان والحسن بن مهران وأحمد بن إبراهيم وغيرهم وقال لي فارس بن أحمد قال: قال لي عبد الباقي بن الحسن في ذلك فكتب إلى هشام فيه فأجابه أن الباء ثابته في الحرفين قال الداني وهذا هو الصحيح عندي عن هشام لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدراء صاحب رسول الله . ثم أسند الداني ما اسنده الإمام أبو عبد القاسم بن سلام مما رويناه عنه فقال حدثنا هشام بن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر قال هشام وحدثنا سويد عن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدراء عن أبي الدراء في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران (جاءوا بالبينات وبالزبر وبالكتاب) كلهن بالباء قال الداني وكذا ذكر أبو حاتم سهل ابن محمد السجستاني أن الباء مرسومة في (وبالزبر و بالكتاب) جميعا في مصحف أهل حمص الذي بعث بعه عثمان رضي الله عنه إلى أهل الشام (قلت) وكذا رأيته أنا في المصحف الشامي في الجامع الأموي وكذا رواه هبة الله بن سلامة ابن نصر المفسر عن الدجواني عن أصحابه عنه ولولا رواية الثقات عن هشام حذف الباء أيضا لقطعت بما قطع به الداني عن هشام فقد روى الدجواني من جميع طرقه إلا من شذ منهم عنه عن أصحابه عن هشام حذف الباء. وكذا روى النقاش عن أصحابه عن هشام وكذا روى ابن عباد عن هشام وعبيد الله بن محمد عن الحلواني عنه وقد رايته في مصحف مدينة الباء ثابتة في الأول محذوفة في الثاني وبذلك قرأ الداني أبو العلاء على شيخه أبي الفتح من هذين الطريقين وقطع الحافظ أبو العلاء عن هشام من طريقي الدجواني والحلواني جميعا بالباء فيهما وهو الأصح عندي عن هشام ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طرق كتابي هذا لم أذكره وقرأ الباقون بالحذف فيهما وكذا هو في مصاحفهم.

واختلفوا في (لتبيننه ولا تكتمونه) فقرأ ابن كثير وأبو عمروا وأبو بكر بالغيب فيهما وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (ولا تحسبن الذين يفرحون) فقرأ الكوفيون ويعقوب بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (فلا تحسبنهم) فقرأ ابن كثير وأبو عمروا بالغيب وضم الباء وقرأ الباقون بالخطاب وفتح الباء.

وتقدم اختلافهم في الفتح والإمالة وبين بين (من الأبرار) في بابها.

واختلفوا في (وقاتلوا وقتلوا) وفي التوبة (فيقتلون ويقتلون) فقرأ حمزة والكسائي و خلف بتقديم (قتلوا) وتقديم (يقتلون) الفعل المجهول فيهما. وقرأ الباقون بتقديم الفعل المسمى الفاعل فيهما.

وتقدم تشديد ابن كثير وابن عامر للتاء من (قتلوا).

واختلفوا في (لا يغرنك، ويحطمنكم، ويستخفنك، فإما تذهبن بك، أو نرينك) فروى رويس تخفيف النون من هذه الفعال المسة في الكلمات الخمس. وانفرد أبو العلاء الهمداني عنه بتخفيف (يجرمنكم) لا أعلم أحدا حكاه عنه غيره ولعله سبق قلم إلى رويس من الوليد عن يعقوب فإنه رواه عنه كذلك وتبعه على ذلك الجعبري فوهم فيه كما وهم في إطلاق (يغرن) والصواب تقييده (فلا يغرنك) فقط والله اعلم.

(واتفق) أئمتنا في الوقف له على (تذهبن) أنه بالألف فنص الأستاذ أبو طاهر بن سوار والشيخ أبو العز وغير واحد على الوقف عليه بالألف وليم يتعرض إلى ذلك الحافظان أبو عمرو وأبو العلاء ولا الشيخ أبو محمد سبط الخياط ولا أبو الحسن طاهر بن غلبون ولا أبو القاسم الهذلي وكأنهم تركوه على الأصل المقرر في زنون التوكيد الخفيفة وهو الوقف عليها بلا ألف بلا نظر أو أنهم لم يكن عندهم في ذلك نص وقد ثبت النص بالألف والله اعلم. وقرأ الباقون بالتشديد من الكلم الخمس واختلفوا في (لكن الذين اتقوا) هنا وفي الزمر فقرأ أبو جعفر بتشديد النون فيهما وقرأ الباقون بالتخفيف فيهما.

(وفيها من ياآت الإضافة) ست (وجهي الله) فتحها المدنيان وابن عامر وحفص (مني إنك، ولي آية) فتحهما المدنيان وأبو عمرو (إني أعيذها وأنصاري إلى الله) فتحهما المدنيان (إني أخلق) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

(وفيها من ياآت الزوائد) ثلاث (ومن اتبعن) أثبتها في الوصل المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالتين يعقوب ورويت لابن شنبوذ عن قنبل (وأطيعون) أثبتها في الحالين يعقوب (وخافون) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وإسماعيل ورويت أيضا لابن شنبوذ عن قنبل كما قدمنا والله تعالى الموفق.

سورة النساء

واختلفوا في (تساءلون) فقرأ الكوفيون بتخفيف السين وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (والأرحام) فقرأ حمزة بخفض الميم وقرأ الباقون بنصبها.

وتقدمت إمالة (طاب) لحمزة في بابها.

واختلفوا في (فواحدة) فقرأ أبو جعفر بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (لكم قياما) وفي المائدة (قياما للناس) فقرأ ابن عامر بغير ألف فيهما ووافقه نافع هنا وقرأ الباقون بالألف في الحرفين.

وتقدمت إمالة (ضعافا) لخلف عن حمزة وبخلاف عن خلاد في بابها.

واختلفوا في (سيصلون) فقرأ ابن عامر وأبو بكر بضم الياء وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (وإن كانت واحدة) فقرأ المدنيان بالرفع وقرأ الباقون بين.

وتقدم إمالة (سكاري والناس) في بابها.

واختلفوا في (لا مستم) هنا والمائدة فقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف فيهما وقرأ الباقون فيهما بالألف.

وتقدم اختلافهم في ضم التنوين وكسره من (فتيلا أنظر) في البقرة عند (فمن اضطر).

وكذلك تقدم (أن اقتلوا أو أخرجوا) عندها.

وتقدم (نضجت جلودهم) في فصل تاء التأنيث.

وتقدم اختلافهم في (نعما) في آخرة البقرة.

وتقدم إشمام (قيل لهم) أوائل البقرة.

واختلفوا في (إلا قليلا منهم) فقرأ ابن عامر بالنصب وكذا هو في مصحف الشام وقرأ الباقون بالرفع وكذا هو في مصاحفهم.

وتقدم إبدال أبي جعفر (بتطمئن) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (كأن لم تكن) فقرأ ابن كثير وحفص ورويس بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكي.

وتقدم اختلافهم في إدغام (أو يغلب فسوف) من باب حرف قربت مخارجها.

واختلفوا في (ولا يظلمون فتيلا أينما) فقرأ ابن كثير وأبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف بالغيب.

(واختلف) عن روح فروى عنه أبو الطيب كذلك بالغيب وروى عنه سائر الرواة بالخطاب كالباقين. وقد روى الغيب أيضا العراقيون عن الحلواني عن هشام لكنه من غير طريق التغلبي.

(واتفقوا) على الغيب في قوله تعالى من هذه السورة (بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) فليس فيها خلاف من طريق من الطرق ولا رواية من الروايات لأجل أن قوله (من يشاء) للغيب فرد عليه. والعجب من الإمام الكبير أبي جعفر الطبري مع جلالته أنه ذكر في كتابه "الجامع" الخلاف فيه دون الثاني فجعل المجتمع عليه مختلفا فيه والمختلف فيه مجمعا عليه.

وتقدم اختلافهم في الوقف على مال من بابه.

وتقدم ذكر إدغام (بيت طائفة) لأبي عمرو وحمزة في آخر باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (أصدق وتصديق ويصدفون وفاصدع وقصد ويصدر) وما شبه إذا سكنت الصاد وأني بعدها دال فقرأ حمزة والكسائي وخلف بإشمام الصاد الزاي، وافقهم رويس في يصدر وهو في القصص والزلزلة (واختلف) عنه في غيره فروى عنه النخاس والجوهري كذلك بالإشمام جميع ذلك وبه قطع ابن مهران به وروى عنه أبو الطيب وابن مقسم بالصاد الخالصة وبه قطع الهذلي وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (حصرت صدورهم) فقرأ يعقوب بنصب التاء منونة وهو على أصله في الوقف عليه بالهاء كما تقدم في باب الوقف على المرسوم، كذا نص عليه الأستاذ أبو العز وغيره وهو الصحيح في مذهبه والذي يقتضيه أصله وقد ذر بعض الأئمة الوقف عليها بالتاء لجميع القراء كأين سوار وغيره فأدخل يعقوب في جملتهم إجمالا، والصواب تخصيصه بالهاء على أصله في كل ما كتب من المؤنث بالتاء ويوقف عليه هو وغيره بالهاء على أصولهم المعروفة من غير أن يسكنوا شيئا والباقون بإسكان التاء وصلا ووفقا. وتقدم اختلافهم في إدغام تائها من فصل تاء التأنيث. وكذا مذهب الأزرق في الراء من بابها.

واختلفوا في:. فتبينوا) الموضعين هنا وفي الحجرات فقرأ حمزة والكسائي وخلف في الثلاثة فتثبتوا من التثبت وقرأ الباقون في الثلاثة من التبين.

واختلفوا في (ألقى إليكم السلام لست) فقرأ المدنيان وابن عامر حمزة وخلف بحذف ألف (السلام) وقرأ الباقون بإثباتها في (لست مؤمنا) فروى النهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عن عيسى بن وردان فتح الميم التي بعد الواو كذلك روى الجوهري والمغازلي عن الهاشمي في رواية ابن جماز وكسرها سائر أصحاب أبي جعفر وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في غير أولى فقرأ المدنيان وابن عامر والكسائي وخلف بنصب الراء وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (الذين توفاهم) البزي في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (هاننم) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (فسوف يؤتيه أجرا عظيما ومن) فقرأ أبو عمرو وحمزة وخلف (يؤتيه) بالياء وقرأ الباقون بالنون.

(واتفقوا) على الحرف الأول وهو (فيقتل أو يغلب فسوف يؤتيه) أنه بالنون لبعد الاسم العظيم عن (فسوف يؤتيه) فلم يحسن فيه الغبية كحسنة في الثاني لقربه والله اعلم.

وتقدم اختلافهم في الهاء من (نوله ونصله) من باب هاء الكناية.

واختلفوا في (يدخلون) هنا وفي مريم وفاطر وموضعي المؤمن فقرأ ابن كثيرا وأبو جعفر وأبو بكر وروح بضم الياء وفتح الخاء في هذه السورة ومريم والأول من المؤمن، وافقهم رويس في مريم وأول المؤمن وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ورويس الحرف الثاني من المؤمن وهو قوله (سيدخلون جهنم كذلك) (واختلف) عن أبي بكر فيه فروى العليمي عنه من طريق العراقيين قاطبة فتح الياء وضم الخاء وهو المأخوذ به من جميع طرقه واختلف عن يحيى بن آدم عنه فروى سبط الخياط عن الصريفيني عنه كذلك وجعل من طريق الشنبوذي عن أبي عون عنه الوجهين فإنه قال روى الشنبوذي بإسناده عن يحيى فتح الياء وضم الخاء، قال الكارزيني والذي قرأته بضم الياء فيكون عن الشنبوذي وجهان (قلت) وعلى ضم الياء وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى وقد انفرد النهرواني عن أبي حمدون ن يحيى عنه بفتح الياء وضم الخاء في الأول من المؤمن خاصة، وقرأ أبو عمروا (يدخلونها) في فاطر بضم الياء وفتح الخاء وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء في المواضع الخمسة.

وتقدم (أمانيكم وأماني) لأبي جعفر وكذا (إبرهام) في المواضع الثلاثة الأخيرة من هذه السورة في البقرة.

واختلفوا في (أن يصالحا) فقرأ الكوفيون (يصلحا) بضم الياء وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف وقرأ الباقون بفتح الياء والصاد واللام وتشديد الصاد وألف بعدها.

واختلفوا في (وإن تلووا) تقرأ ابن عامر وحمزة (تلوا) بضم اللام وواو ساكنة بعدها وقرأ الباقون بإسكان اللام وبعدها واو أن أولاهما مضمومة والخرى ساكنة واختلفوا في (والكتاب الذي نزل على رسوله، والكتاب الذي أنزل من قبل) فقرأ ابن كثير وأبو عمروا وابن عامر بضم النون والهمزة وكسر الزاي فيهما وقرأ الباقون بفتح النون والهمزة والزاي فيهما.

واختلفوا في (وقد نزل عليكم) فقرأ عاصم ويعقوب بفتح النون والزاي وقرأ الباقون بضم النون وكسر الزاي.

وتقدم اختلافهم في إمالة (كسالي) ومذهب أبي عثمان عن الدورى عن الكسائي في إمالة السين من باب الإمالة.

واختلفوا في (الدرك) فقرأ الكوفيون بإسكان الراء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم مذهب يعقوب في الوقف على (وسوف يؤت) بالياء من باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (سوف يؤتيهم) فروى حفص بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (تعدوا) فقرأ أبو جعفر بتشديد الدال مع إسكان العين وكذلك روى ورش إلا أنه فتح العين وكذلك قالون إلا أنه اختلف عنه في إسكان العين وكذلك روى ورش إلا أنه فتح العين وكذلك قالون إلا أنه اختلف عنه في إسكان العين واختلاسها فروى عنه العراقيون من طريقيه إسكان العين مع التشديد كابي جعفر سواء وهكذا ورد النصوص عنه وروى المغاربة عنه الاختلاس لحركة العين ويعبر بعضهن عنه بالإخفاء فرارا من الجمع بين الساكنين وهذه طريق ابن سفيان والمهدوي وابن شريح وابن غلبون وغيرهم لم يذكروا سواه. وروى الوجهين عنه جميعا الحافظ أبو عمرو الداني وقال إن الأخفش أقيس والإسكان آثر وقرأ الباقون بإسكان العين والتخفيف.

وتقدم اختلافهم في إدغام (بل طبع الله) في بابه.

واختلفوا في (سنؤتيهم أجرا) فقرأ حمزة وخلف بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (زبورا) هنا وفي سبحان و (الزبور) في الأنبياء فقرأ حمزة وخلف بضم الزاي وقرأ الباقون بفتحها الله المستعان.

سورة المائدة

واختلفوا في (شنآن قوم) في الموضعين من هذه السورة فقرأ ابن عامر وابن وردان وأبو بكر بإسكان النون؛ واختلف عن ابن جماز فروى الهاشمي وغيره عنه الإسكان وروى سائر الرواة عنه فتح النون وبذلك قرأ الباقون فيهما.

واختلفوا في (أن صدوكم) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (ولا تعاونوا) للبزي ومذهب أبي جعفر في تشديد الميتة نتمن سورة البقرة.

وتقدم الخلاف عنه في إخفاء (المنخنقة) من باب النون الساكنة.

وتقدم وقف يعقوب على (واخشون) اليوم.

وتقدم (فمن اضطر) وكسر الطاء من البقرة.

واختلفوا في (وأرجلكم) فقرأ نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص بنصب اللام وقرأ الباقون بالخفض.

واختلفوا في (قاسية) فقرأ حمزة والكسائي بتشديد الياء من غير ألف وقرأ الباقون بالألف وتخفيف الياء.

وتقدم اختلافهم في (رضوان) في الموضعين من آل عمران.

وتقدم اختلافهم في إمالة (جبارين) وبين بين الإمالة وكذلك (ياويلتى) وتقدم مذهب رويس في الوقف عليه بالهاء.

واختلفوا في (من أجل ذلك) فقرأ أبو جعفر بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى نون "من" وقرأ الباقون بفتح الهمزة وهم على أصولهم في السكت والنقل والتحقيق.

وتقدم اختلافهم في إسكان سين (رسلنا) وبابه من البقرة عند (هزؤا).

وتقدم اختلافهم في (يحزنك) من آل عمران.

وتقدم إمالة الدوري عن الكسائي (يسارعون) في بابها.

وتقدم اختلافهم في إسكان (السحت والأذن) من البقرة.

واختلفوا في العين والأنف والأذن والسن والجروح فقرأ الكسائي بالرفع في الخمسة، وافقه في (الجروح) خاصة ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (وليحكم) فقرأ حمزة بكسر اللام ونصب الميم وقرأ الباقون بإسكان اللام والميم على أصولهم في النقل والسكت والتحقيق.

واختلفوا في (يبغون) فقرأ ابن عامر بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (ويقول الذين) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر (يقول) بغير واو كما هو في مصاحفهم وقرأ الباقون (ويقول) بالواو وكذا هو في مصاحفهم وقرأ منهم البصريان بنصب اللام. وقرأ الباقون من القراء بالرفع.

واختلفوا في (من يرتد) فقرأ المدنيان وابن عامر بدالين الأولى مكسورة والثانية مجزومة وكذا هو في مصاحف أهل المدينة والشام وقرأ الباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة وكذا هو في مصاحفهم.

(واتفقوا) على حرف البقرة وهو (ومن يرتد منكم) أنه بدالين لإجماع المصاحف عليه كذلك ولأن طول سورة البقرة يقتضي الإطناب وزيادة الحرف من ذلك ألا ترى إلى قوله تعالى (ومن يشاقق الله ورسوله) في الأنفال كيف أجمع على فك إدغامه وقوله (ومن يشاق الله) في الحشر كيف أجمع عل إدغامه وذلك لتقارب المقامين من الإطناب الإيجاز، والله أعلم.

واختلفوا في (والكفار) فقرأ البصريان والكسائي بخفض الراء وقرأ الباقون بنصبها ومن خفض فهو على أصله في الإمالة والفتح وفقا ووصلا.

واختلفوا في (وعبد الطاغوت) فقرأ حمزة بضم الياء من (عبد) وخفض (الطاغوت) وقرأ الباقون بالفتح والنصب.

واختلفوا في (رسالته) فقرأ المدنيان وابن عامر ويعقوب وأبو بكر (رسالاته) بالألف على الجمع وكسر التاء وقرأ الباقون بغير ألف ونصب التاء على التوحيد.

وتقدم اختلافهم (الصابئون) من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (ألا تكون) فقرأ البصريان وحمزة الكسائي وخلف برفع النون وقرأ الباقون بنصبها.

واختلفوا في عقدتم فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر (عقدتم) بالقصر والتخفيف ورواه ابن ذكوان كذلك إلا أنه بالألف وقرأ الباقون بالتشديد من غير ألف.

واختلفوا في (فجزاء مثل) فقرأ الكوفيون ويعقوب (فجزاء - بالتنوين - مثل) برفع اللام وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض اللام.

واختلفوا في (كفارة طعام) فقرأ المدنيان وابن عامر (كفارة) بغير تنوين (طعام) بالخفض على الإضافة والباقون بالتنوين ورفع (طعام).

"واتفقوا" عل (مساكين) هنا أنه بالجمع لأنه لا يطعم في قتل الصيد مسكين واحد بل جماعة مساكين وإنما اختلف في الذي في البقرة لأن التوحيد يراد به عن كل يوم والجمع يراد به عن أيام كثيرة.

وتقدم (قياما) لابن عامر في أول النساء.

واختلفوا في استحق فروى حفص بفتح التاء والحاء وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وقرأ الباقون بضم التاء وكسر الحاء وإذا ابتدؤا ضموا الهمزة.

واختلفوا في (الأوليان) فقرأ حمزة وخلف ويعقوب وأبو بكر الأولين بتشديد الواو وكسر اللام بعدها وفتح النون على الجمع وقرأ الباقون بإسكان الواو وفتح اللام وكسر النون على التثنية.

وتقدم اختلافهم في (الغيوب) في البقرة عند (وأتوا البيوت).

وتقدم اختلافهم في (الطائر وطائرا) في آل عمران.

واختلفوا في (إلا سحر مبين) هنا وفي أول يونس وفي هو والصف فقرأ حمزة والكسائي وخلف (ساحرا) بألف بعد السين وكسر الحاء في الربعة وافقهم ابن كثير وعاصم في يونس وقرأ الباقون بكسر السين وإسكان الحاء من غير الف في الأربعة.

واختلفوا في (هل يستطيع ربك) فقرأ الكسائي (تستطيع) بالخطاب (ربك) بالنصب وهو على أصله في إدغام اللام في التاء وقرأ الباقون بالغيب وبالرفع.

واختلفوا في (منزلها) فقرأ المدنيان وابن عامر وعاصم بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف.

واختلفوا في (هذا يوم) فقرأ نافع بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

(وفيها من ياءات إضافة) ست (يدي إليك) فتحها المدنيان وأبو عمرو وحفص (إني أخاف، لي أن أقول) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (إني أريد، فإن أعذبه) فتحهما المدنيان (وأمي إلهين) فتحهما المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص.

(ومن الزوائد) ياء واحدة (واخشون، ولا تشتروا) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب ورويت لابن شنبوذ عن قنبل كما تقدم والله تعالى أعلم.

سورة الأنعام

تقدم الخلاف في ضم الدال وكسرها من (ولقد استهزئ) من البقرة وتقدم مذهب أبي جعفر في إبدال همزتها من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في من يصرف فقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأبو بكر (يصرف) بفتح الياء وكسر الراء وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الراء.

وتقدم اختلافهم في (أإنكم لتشهدون) في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (يحشرهم ثم نقول) هنا وسبأ فقرأ يعقوب بالياء في (يحشرهم ويقول) جميعا في السورتين، وافقه حفص في سبأ وقرأ الباقون بالنون فيهما من السورتين.

واختلفوا في (ثم لم تكن) فقرأ حمزة والكسائي ويعقوب والعليمي عن أبي بكر بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا فتنتهم فقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص برفع التاء وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (والله ربنا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بنصب الياء وقرأ الباقون بالخفض.

واختلفوا في (ولا نكذب، ونكون) فقرا حمزة ويعقوب وحفص بنصب الباء والنون فيهما وافقهم ابن عامر في (ويكون) وقرأ الباقون بالرفع فيهما.

واختلفوا في (وللدار الآخرة) فقرأ ابن عامر (ولدار) بلام واحدة وتخفيف الدال (الآخرة) بخفض التاء على الإضافة وكذلك هي في مصاحف أهل الشام وقرأ الباقون بلامين مع تشديد الدال للإدغام وبالرفع على النعت وكذا هو في مصاحفهم ولا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق المصاحف عليه.

واختلفوا في (أفلا تعقلون) هنا وفي الأعراف ويوسف ويس فقرأ المدنيان ويعقوب بالخطاب في الأربعة وافقهم ابن عامر وحفص هنا وفي الأعراف ويوسف ووافقهم أبو بكر في يوسف واختلف ابن عامر في يس~ فروى الدجواني عن أصحابه عن سام من غير طريق الشذائي وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان كذلك الخطاب وروى الحلواني عن هشام والشذائي عن الدجواني عن أصحابه عنه وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب وبذلك قرأ الباقون في الأربعة.

وتقدم قراءة نافع (يحزنك) في آل عمران.

واختلفوا في (يكذبونك) فقرأ نافع والكسائي بالتخفيف وقرأ الباقون التشديد.

وتقدم قراءة ابن كثير (ينزل آية) مخففا.

وتقدم اختلافهم في همزة (أرأيتكم، وأرأيتم) من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (فتحنا) هنا والأعراف والقمر و (فتحت) في الأنبياء فقرأ ابن عامر وابن وردان بتشديد التاء والأربعة، وافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء ووافقهم رويس في الأنبياء واختلف عنه في الثلاثة الباقية فروى النخاس عنه تشديدها وروى أبو الطبيب التخفيف (واختلف) عن ابن جماز هنا والأعراف فروى الأشنائي عن الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه وروى الباقون عنه التخفيف وبذلك قرأ الباقون التخفيف وبذلك قرأ الباقون في الأربعة.

(واتفقوا) على تخفيف (فتحنا عليهم بابا) في المؤمنين لأن (بابا) فيها مفرد والتشديد يقتضي التكثير والله أعلم.

وتقدم ضم الهاء من (به أنظر) للأصبهاني في باب هاء الكناية.

وتقدم إشمام صاد (يصدفون) في سورة النساء.

واختلفوا في (بالغدواة) هنا والكهف فقرأ ابن عامر بالغدوة فيهما بضم الغين وإسكان الدال واو بعدها وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وألف بعدها في الموضعين واختلفوا في (أنه من عمل، فإنه غفور رحيم) فقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بفتح الهمزة فيهما وأتقهم المدنيان في الأولى وقرأ الباقون بالكسر فيهما.

واختلفوا في (ولتستبين) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث أو الخطاب.

واختلفوا في (سبيل) فقرأ المدنيان بنصب اللام وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (يقض الحق) فقرأ المدنيان وابن كثير وعاصم (يقص) بالصاد مهملة مشددة من القصص وقرأ الباقون بإسكان القاف وكسر الضاد معجمة من القضاء ويعقوب على أصله في الوقف بالياء كما تقدم في بابه.

واختلفوا في (توفته رسلنا، واستهوته الشياطين) فقرأ حمزة (توفاه واستهواه) بألف مماثلة بألف مماثلة بعد الفاء والواو وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدهما.

واختلفوا في (من ينجيكم) هنا و (قل الله ينجيكم) بعدها وفي يونس (فاليوم ننجيك، وننجي رسلنا، وننج المؤمنين) وفي الحجر (إنا لمنجوهم) وفي مريم (ننجي الذين) وفي العنكبوت (لننجينه) وفيها (إنا منجوك) وفي الزمر (وينجي الله) وفي الصف (ننجيكم من) فقرأ يعقوب بتخفيف تسعة أحرف منها وهي ما عدا الزمر والصف وافقه على الثاني هنا نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وانفرد المفسر بذلك عن زيد عن الدجواني عن أصحابه عن هشام ووافقه على الثالث من يونس الكسائي وحفص ووافقه في الحجر الأول من العنكبوت حمزة والكسائي وخلف ووافقه على موضع مريم الكسائي وعلى الثاني من العنكبوت ابن كثير وحمزة هو خلف وأبو بكر وأما موضع الزمر فخففه روح وحده وشدد الباقون سائرهن وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه الباقون.

واختلفوا في (خفية) هنا والأعراف فروى أبو بكر بكسر الخاء وقرأ الباقون بضمها.

واختلفوا في (أنجيتنا من هذه) فقرأ الكوفيون (أنجانا) بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء وكذا هو في مصاحفهم وهم في الإمالة على أصولهم وقرأ الباقون بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في مصاحفهم.

"واتفقوا" على (أنجيتنا) في سورة يونس لأنه إخبار عن توجههم إلى الله تعالى بالدعاء فقال عز وجل (دعووا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا) وذلك إنما يكون بالخطاب بخلاف ما في هذه السورة فإنه قال تعالى أولا (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه) قائلين ذلك إذ يحتمل الخطاب ويحتمل حكاية الحال والله أعلم.

واختلفوا في (ينسينك) فقرأ ابن عامر بتشديد السين وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (آزر) فقرأ يعقوب برفع الراء وقرأ الباقون بنصبها.

وتقدم اختلافهم في إمالة (رأى كوكبا، ورأى القمر، ورأى الشمس) من باب الإمالة.

واختلفوا في (أتحاجوني) فقرأ المدنيان وابن ذكوان بتخفيف النون واختلف عن هشام فروى ابن عبدان عن الحلواني والداجوني عن أصحابه من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه كلهم عن هشام بالتخفيف كذلك وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على أبي أحمد وبه قرأ أيضا على أبي الحسن عن قراءته على أصحابه عن الحسن بن العباس عن الحلواني وبذلك قطع له المهدوي وابن سفيان وابن شريح وصاحب العنوان وغيرهم من المغاربة وروى الأزرق الجمال عن الحلواني والمفسر وحده عن الداجوني عن أصحابه تشديد النون وبذلك قطع العرايون قاطبة للحلواني وبذلك قرأ الداني على شيخه الفارسي عن قراءته على بي طاهر عن أصحابه من الطرق المذكورة وبه قرأ أيضا على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عنه وهي رواية ابن عباد عن هشام وبها قرأ من طريقه الداني على أبي الفتح عن أصحابه عنه وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (نرفع درجات) من هنا ويوسف فقرأ الكوفيون بالتنوين فيهما، وافقهم يعقوب على التنوين هنا وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما.

واختلفوا في (اليسع) هنا وفي صْ فقرأ حمزة والكسائي وخلف بتشديد اللام وإسكان الياء في الموضعين وقرأ الباقون بإسكان اللام مخففة وفتح الياء فيهما.

وتقدم اختلافهم في هاء (اقتده) من باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالغيب في الثلاثة وقرأ الباقون بالخطاب فيهن.

واختلفوا في (ولتنذر) فروى أبو بكر بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (تقطع بينكم) فقرأ المدنيان والكسائي وحفص بنصب النون وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم اختلافهم في (الميت) عند (إنما حرم عليكم الميتة) في البقرة.

واختلفوا في (وجاعل الليل سكنا) فقرأ الكوفيون (وجعل) بفتح العين واللام من غير لف وبنصب اللام من (الليل) وقرأ الباقون بالألف وكسر العين ورفع اللام وخفض الليل.

واختلفوا في (فمستقر) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وروح بكسر القاف وقرأ الباقون بفتحها.

(واتفقوا) على فتح الدال من (مستودع) لأن المعنى أن الله استودعه فهو مفعول.

واختلفوا في (إلى ثمره، وكلوا من ثمره) من الموضعين في هذه السورة. وفي (وليأكلوا من ثمره) في يس~ فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الثاء والميم في الثلاثة وقرأ الباقون بفتحهما فيهن.

واختلفوا في (وخرقوا) فقرأ المدنيان بتشديد الراء والباقون بالتخفيف.

واختلفوا في (درست) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بألف بعد الدال وإسكان السين وفتح التاء وقرأ ابن عامر ويعقوب بغير ألف وفتح السين وإسكان التاء وقرأ الباقون بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء.

واختلفوا في (عدوا بغير علم) فقرأ يعقوب بضم العين والدال وتشديد الواو وقرأ الباقون بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو.

وتقدم الخلاف عن أبي عمرو وفي إسكان (يشعركم) واختلاسها.

واختلفوا في (أنها إذا جاءت) فقرأ ابن كثير والبصريان وخلف بكسر الهمزة من (أنها) واختلف عن أبي بكر فروى العلمي عنه كسر الهمزة وروى العراقيون قاطبة عن يحيى عنه الفتح وجها واحدا وهو الذي في العنوان ونص المهدوي وابن سفيان وابن شريح ومكى وأبو الطيب بن غلبون وغيرهم على الوجهين جميعا عن يحيى قال أبو الحسن بن غلبون وقرأت عل أبي ليحيى بالوجهين جميعا وأخبرني أنه قرأ على أبي سهل بالكسر وأن ابن مجاهد أخذ عليه بذلك وأخبرني أنه قرأ على نصر بن يوسف بالفتح وأن ابن شنبوذ أخذ عليه بذلك قل وأنا آخذ بالوجهين في رواية يحيى وقال الداني وقرأت أنا في رواية يحيى على أبي بكر من طريق الصريفيني بالوجهين وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان يختار في رواية يحيى الكسر وبلغني عن ابن شنبوذ أنه كان يختار في يختار في روايته الفتح (قلت) وقد جاء عن يحيى بن آدم أنه قال لم يحفظ أبو بكر عن عاصم كيف قرأ أكسر به أم فتح كأنه شك فيها وقد صح الوجهان جميعا عن أبي بكر من غير طريق يحيى فروى جماعة عنه الكسر وجها واحدا كالعليمي والبرجمي والجعفي وهارون بن حاتم وابن أبي أمية والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والتيمي وروى سائر الرواة عنه الفتح كإسحق الأزرق وأبي كريب والكسائي وصح عنه إسناذ الفتح عن عاصم وجها واحدا فيحتمل أن يكون الكسر من اختياره والله أعلم.

واختلفوا في (لا يؤمنون) فقرأ ابن عامر وحمزة بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (قُبلا ما) فقرأ المدنيان وابن عامر بكسر القاف وفتح الباء وقرأ الباقون بضمهما وتذكر حرف الكهف في موضعه إن شاء الله تعالى.

واختلفوا في (منزل من ربك) فقرأ ابن عامر وحفص يتشديد الزاي وقرأ الباقون بالتخففي.

واختلفوا في (كلمات ربك) هنا وفي يونس وغافر فقرأ الكوفيون ويعقوب بغير ألف على التوحيد في الثلاثة وافقهم ابن كثير وأبو عمرو في يونس وغافر وقرأ الباقون بألف على الجمع فيهن ومن أفرد فهو على أصله في الوقف بالتاء والهاء والإمالة كما تقدم.

واختلفوا في (فصل لكم) فقرأ المدنيان والكوفيون ويعقوب بقتح الفاء والصاد وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر الصاد.

واختلفوا في (حرم عليكم) فقرأ المدنيان ويعقوب وحفص بفتح الحاء والراء وقرأ الباقون بضم الحاء وكسر الراء.

وتقدم كسر الطاء من (اضطررتم) لابن وردان بخلاف من البقرة.

واختلفوا في (ليضلون) هنا (وليضلوا) في يونس فقرأ الكوفيون بضم الياء فيهما وقرأ الباقون بفتحها منهما.

وتقدم تشديد (ميتا) للمدنيين ويعقوب في البقرة.

واختلفوا في رسالاته فقرأ ابن كثير وحفص (رسالته) بحذف الألف بعد اللام ونصب التاء على التوحيد وقرأ الباقون بالألف وكسر التاء على الجمع "واختلفوا في (ضيقا) هنا والفرقان فقرأ ابن كثير بإسكان الياء مخففة وقرأ الباقون بكسرها مشددة.

واختلفوا في (حرجا) فقرأ المدنيان وأبو بكر بكسر الراء وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (يصعد) فقرأ ابن كثير بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف وروى أبو بكر بفتح الياء والصاد مشددة وألف وتخفيف العين وقرأ الباقون بتشديد الصاد والعين من غير ألف.

واختلفوا في (نحشر) هنا وفي الموضع الثاني من يونس (نحشرهم كأن لم يلبثوا) فروى حفص بالياء فيهما وافقه روح هنا وقرأ الباقون فيهما بالنون.

(واتفقوا) على الحرف الأول من يونس وهو قوله تعالى (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) إنه بالنون من أجل قوله (فزيلنا بينهم) والله أعلم.

واختلفوا في (عما يعملون) هنا وآخر هود والنمل فقرأ ابن عامر بالخطاب في الثلاثة وافقه المدنيان ويعقوب وحفص في هود والنمل وقرأ الباقون بالغيب فيهن.

واختلفوا في (مكاناتكم ومكاناتهم) حيث وقعا وهو هنا وفي هود ويس والزمر فروى أبو بكر بالألف على الجمع فيهما وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد.

واختلفوا في (من تكون له عاقبة الدار) هنا والقصص فقرأ حمزة والكسائي وخلف فيهما بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (بزعمهم) في الموضعين فقرأ الكسائي بضم الزاي منهما وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (زين لكثير قتل أولادهم شركاؤهم) فقرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء من (زين) ورفع لام (قتل) ونصب دال (أولادهم) وخفض همزة (شركائهم) بإضافة (قتل) إليهوهو فاعل في المعنى وقد فصل بين المضاف وهو (قتل) وبين (شركائهم) وهو المضاف إليه بالمفعول وهو (أولادهم) وجمهور نحاة المصريين على أن هذا لا يجوز إلا في ضرورة الشعر وتكلم في هذه القراءة بسبب ذلك حتى قال الزمخشري والذي حمله على ذلك أنه رأى في بعض المصاحف (شركائهم) مكتوبا بالياء ولو قرأ بجر (الأولاد والشركاء) لأن الأأولاد شركاؤهم في أموالهم لوجد في ذلك مندوحة (قلت) والحق في غير ما قاله الزمخشري ونعود بالله من قراءة القرآن بالرأي والتشهي وهل يحلم لمسلم القراءة بما يجد في الكتاية من غير نقل؟ بل الصواب جواز مثل هذا الفصل وهو الفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول في الفصيح الشائع الذائع اختيارا ولا يختص ذلك بضرورة الشعر ويكفي في ذلك دليلا هذه القراءة صحيحة المشهورة التي بلغت التواتر كيف وقارئها ابن عامر من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب فكلامه حجة وقوله دليل لأنه كان قبل أن يوجد اللحن ويتكلم به فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وروى وسمع ورأى إذ كانت كذلك في المصحف العثماني المجمع على اتباعه وأنا رأيتها فيه كذلك مع أن قارئها لم يكن خاملا ولا غير متبع ولا في طرف من الأطراف ليس عنده

من ينكر عليه إذا خرج عن الصواب فقد كان في مثل دمشق التي هي إذ ذاك دار الخلافة وفيه الملك والمأتى إليها من أقطار الأرض في زمن خليفة هو أعدل الخلفاء وأفضلهم بعد الصحابة الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عند أحد المجتهدين المتبعين المقتدى بهم من الخلفاء الراشدين وهذا الإمام القارئ أعنى ابن عامر مقلد في هذا الزمن الصالح قضاء دمشق ومشيختها وإمامه جامعها الأعظم الجامع الأموي أحد عجائب الدنيا والوفود به من أقطار الأرض لمحل الخلافة ودار الإمارة هذا ودار الخلافة في الحقيقة حينئذ بعض هذا الجامع ليس بينهما سوى باب يخرج منه الخليفة ولقد بلغنا عن هذا الإمام أنه كان في حلقته أربعمائة عريف يقومون عنه بالقراءة ولم يبلغنا عن أحد من السلف رضي الله عنهم على اختلاف مذاهبهم وتباين لغاتهم وشدة ورعهم أنه انكر على ابن عامر شيئا من قراءته ولا طعن فيها ولا أشار إليها بضعف ولقد كان الناس بدمشق وسائر بلاد الشام حتى الجزيرة الفراتية وأعمالها لا يأخذون إلا بقراءة ابن عامر ولازال الأمر كذلك إلى حدود الخمسمائة وأول من نعلمه أنكر هذه القراءة وغيرها من القراءة الصحيحة وركب هذا المحذور ابن جرير الطبري بعد الثلثلمائة وقد عد ذلك من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي إياك وطعن ابن جرير على ابن عامر، ولله در إمام النحاة أبي عبد الله بن مالك رحمه الله حيث قال في كافيته الشافية:

وحجتي قراءة ابن عامر … فكم لها من عاضد وناصر

وهذا الفصل الذي ورد في هذه القراءة فهو منقول من كلام العرب من فصيح كلامهم جيد من جهة المعنى أيضا أما وروده في كلام العرب فقد ورد في أشعارهم كثيرا أنشد من ذلك سيبويه والأخفش وأبو عبيدة وثعلب غيرهم مالا ينكر مما يخرج به كتابنا عن المقصود وقد صح من كلام رسول الله صلى عليه وسلم "فهل أنتم تاركو لي صاحبي" ففصل بالجار والمجرور بين اسم الفاعل ومفعوله مع ما فيه من الضمير المنوى ففصل المصدر بخلوه من الضمير أولى بالجواز وقرئ (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) وأما قوته من جهة المعنى فقد ذكر ابن مالك ذلك من ثلاثة أوجه (أحدها) كون الفاصل فضلة فإنه لذلك صالح لعدم الاعتداد به (الثاني) أنه غير أجنبي معنى لأنه معمول للمضاف هو والمصدر (الثالث) أن الفاصل مقدر التأخير لأن المضاف ليه مقدم التقديم لأنه فاعل في المعنى حتى أن العرب لو لم تستعمل مثل هذا الفصل لاقتضى القياس استعماله لأنهم قد فصلوا في الشعر بالأجنبي كثيرا فاستحق بغير أجنبي أن يكون له مزية فيحكم بجوازه مطلقا وإذا كانوا قد فصلوا بين المضافين بالجملة في قول بضع العرب: هو غلام إن شاء الله أخيك، فالفصل بالمفرد أسهل.

ثم إن هذه القراءة قد كانوا يحافظون عليها ولا يرون غيرها، قال ابن ذكوان (شركائهم) بياء ثابتة في الكتاب والقراءة قال وأخبرني أيوب يعني ابن تميم شيخه قال قرأت على أبي عبد الملك قاضي الجند (زين لكثير من المشركين أولادهم شركاؤهم) قال أيوب فقلت له إن في مصحفي وكان قديما (شركائهم) فمحى أبو عبد الملك الياء وجعل مكان الياء واوا وقال أيوب ثم قرأت على يحيى بن الحارث (شركاؤهم) فرد على يحيى (شركائهم) فقلت له إنه كان في مصحفي بالياء فحكت وجعلت واوا فقلت يحيى أنت رجل محوت الصواب وكتبت الخطأ فرددتها في المصحف على الأمر الأول وقرأ الباقون (زين) بفتح الزاي والياء (قتل) بنصب اللام (أولادهم) بخفض الدال (شركاؤهم) برفع الهمزة.

واختلفوا في (وإن تكن ميتة) فقرأ أبو جعفر وابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام وأبو بكر بالتاء على التأنيث واختلف عن الداجوني فروى زيد عنه من جميع طرقه التذكير وهو الذي لم يرو الجماعة عن الداجوني غيره وروى الشذائي عنه التأنيث فوافق الجماعة (قلت) وكلاهما صحيح عن الداجوني إلا أن التذكير أشهر عنه وبه قرأ الباقون.

واختلفوا في (ميتة) ابن كثير وأبو جعفر وابن عامر برفع التاء وأبو جعفر على أصله في تشديد التاء وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم اختلافهم في تشديد (قتلوا) لابن كثير وابن عامر في سورة آل عمران.

وتقدم إسكان (أكله) لنافع وابن كثير عند (هزؤا) في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (ثمره) من هذه السورة.

واختلفوا في (حصاده) فقرأ البصريان وابن عامر وعاصم بفتح الحاء وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم اختلافهم في (خطوات) عند (هزؤا) من البقرة.

وتقدم اختلافهم في صفة تسهيل همزة الوصل من (آلذكرين) من باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (المعز) فقرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام بفتح العين وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بسكون العين وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (إلا أن تكون) فقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن عامر وحمزة بالتاء على التأنيث وقد انفرد المفسر عن الداجوني عن أصحابه عن هشام بالياء على التذكيروبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (ميتة) فقرأ أبو جعفر وابن عامر بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم كسر النون والطاء في (فمن اضطر) في البقرة.

وتقدم انفراد فارس بن أحمد في ضم هاء (ببغيهم).

واختلفوا في (تذكرون) إذا كان بالتاء خطابا وحسن معها ياء أخرى فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بتخفيف الذال حيث جاء وقرأ الباقون بالتشديد.

واختلفوا في (وإن هذا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها ألا أن يعقوب وابن عامر خففا النون وقرأ الباقون بالتشديد.

وتقدم مذهب البزي في تشديد تاء (فتفرق) عند ذكر تاآته من البقرة.

واختلفوا في (تأتيهم الملائكة) هنا وفي النحل فقرأهما حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث فيهما.

واختلفوا في (فرقوا) هنا والروم فقرأهما حمزة والكسائي (فارقوا) بالألف مع تخفيف الراء وقرأ الباقون بغير ألف مع التشديد فيهما.

واختلفوا في (عشر أمثالها) فقرأ يعقوب عشر بالتنوين (أمثالها) بالرفع وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض (أمثالها) على الأإضافة.

واختلفوا في (دينا قيما) فقرأ ابن عامر والكوفيون بكسر القاف وفتح الياء مخففة وقرأ الباقون بفتح القاف وكسر الياء مشددة.

وتقدم (ملة ابراهيم) في البقرة لابن عامر.

(وفيها من يا آت الإضافة ثمان) (إني أمرت، ومماتى لله) فتحهما المدنيان (إني أخاف، إني أراك) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (وجهي لله) فتحها المدنيان وابن عامر وحفص (صراطي مستقيما) فتحها ابن عامر، (ربي إلى صراط) فتحها المدنيان وأبو عمرو (ومحياي) أسكنها نافع باختلاف عن الأزرق عن ورش وأبو جعفر على ما تقدم في بابها.

(وفيها من الزوائد واحدة) (وقد هدان ولا) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وأثبتها في الحالتين يعقوب، وكذلك رويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم.

سورة الأعراف

تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من الفواتح في بابه.

واختلفوا في (قليلا ما تذكرون) فقرأ ابن عامر يتذكرون بياء قبل التاء وكذا هو في مصاحف أهل الشام مع تخفيف الذال وقرأ الباقون بتاء واحدة من غير ياء قبلها كما هي في مصاحفهم. وحمزة والكسائي وخلف وحفص على أصلهم في تخفيف الذال.

وتقدم قراءة أبي جعفر (للملائكة أسجدوا) في البقرة.

وتقدم تسهيل همزة (لأملأن) الثانية للأصبهاني في الهمز المفرد.

واختلفوا في (ومنها تخرجون) هنا (وكذلك تخرجون) في أول الروم والزخبرف و (فاليوم لا يخرجون منها) في الجاثية فقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح حرف المضارعة وضم الراء في الأربعة، وافقهم يعقوب وابن ذكوان هنا ووافقهم ابن ذكوان في الزخرف واختلف عنه في حرف الروم فروى الإمام أبو اسحق الطبري وأبو القاسم عبد العزيز الفارسي كلاهما عن النقاش عن الأخفش عنه فتح وضم الراء كروايته هنا والزخرفوكذلك روى هبة الله عن الأخفش وهي رواية ابن خُرزاذ عن ابن ذكوان وبذلك قرأ الداني على شيخه عبد العزيز الفارسي عن النقاش كما ذكره في المفردات ولم يصرح به في التيسير هكذا ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه والله أعلم وروى عن ابن ذكوان سائر الرواة من سائر الطرق حرف الروم بضم التاء وفتح الراء، وبذلك انفرد عنه زيد من طريق الصوري في موضع الزخرف وبذلك قرأ الباقون في الأربعة "واتفقوا" على الموضع الثاني من الروم، وهو قوله تعالى: (إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون) أنه بفتح التاءوضم الراء قال الداني وقد غلط فيه محمد بن جرير قال وذلك منه قلة إمعان وغفلة مع الراء قال الداني وقد غلط فيه محمد بن جرير قال وذلك منه قلة إمعان وغفلة مع تمكنه ووفوره معرفته غلطا فاحشا على ورش فحكى عنه أنه ضم التاء وفتح الراء حملا على قوله تعالى في الإسراء (يوم يدعوكم فتستجيبوا بحمده) وهذا في غاية اللطف ونهاية الحسن فتأمله (قلت) وقد ورد الخلاف فيه من رواية الوليد بن حسان عن ابن عامر وهبيرة من طريق القاضي عن حسنون عنه عن حفص وكذا المصباح رواية أبان بن تغلب عن عاصم والحلواني والجعفي عن أبي بكر عنه طريق ابن ملاعب وهي قراءة أبي السماك وأما عن ورش فلا يعرف البتة بل هو وهم كما نبه عليه الداني.

(واتفقوا) أيضا على حرف الحشر وهو قوله (لا يخرجون معهم) وعبارة الشاطبي موهمة لولا ضبط الرواة لأن منع الخروج منسوب إليهم وصادر عنهم ولهذا قال بعده (ولئن قوتلوا لا ينصرونهم) واتفقوا أيضا على قوله (يوم يخرجون من الأجداث) في "سأل" حملا على قوله (يوفضون) ولأن قوله (سراعا) حال منهم فلا بد من تسمية الفاعل.

وتقدم ذكر (يواري) في باب الإمالة لأبي عثمان الضرير عن الدورى عن الكسائي.

وتقدم الكلام على (سوأتكم) للأزرق عن ورش في باب المد.

واختلفوا في (ولباس التقوى) فقرأ المدنيان وابن عامر والكسائي بنصب السين وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في (خالصة يوم القيامة) فقرأ نافع بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (ولكن لا تعلمون) فروى أبو بكر بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (لا تفتح لهم) فقرأ أبو عمروا بالتأنيث والتخفيف وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالتذكير والتخفيف وقرأ الباقون بالتأنيث والتشديد.

وتقدم إدغام (من جهنم مهاد) لرويس مع إدغام أبي عمرو في الكبير.

واختلفوا في (وما كنا لنهتدي) فقرأ ابن عامر بغير واو قبل (ما) وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. وقرأ الباقون بالواو وكذلك هو في مصاحفهم.

وتقدم اختلافهم في إدغام (أورثتموها) من باب حروف قربت مخارجها.

اختلفوا في (نعم) حيث وقع وهو في الموضعين من هذه السورة وفي الشعراء والصافات فقرأ الكسائي بكسر العين منها وقرأ الباقون بفتحها في الأربعة وتقدم إبدال (مؤذن) لأبي جعفر والأزرق من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (أن لعنة الله) فقرأ نافع والبصريان وعاصم بإسكان النون مخففة ورفع (لعنة) واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوى عن ابن شنبوذ كذلك وهي رواية ابن ثوبان عنه وعليها أكثر العراقيين من طريق ابن الصباح وابن شنبوذ وأبي عون وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه تشديد النون ونصب اللعنة وهي رواية أبي ربيعة الزيني وابن عبد الرزاق والبلخي وبذلك قطع الداني لابن شنبوذ وابن الصباح وسائر الرواة عن القواس وعن ابن شنبوذ وبذلك قرأ الباقون وتقدم اختلافهم في ضم التنوين وكسره من (برحمة ادخلوا).

واختلفوا في (يغشى الليل) هنا والرعد فقرأه يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بتشديد الشين في الموضعين وقرأ الباقون بتخفيفها فيهم.

واختلفوا في (والشمس والقمر ونجوم مسخرات) فقرأ ابن عامر برفعة الأربعة الأسماء وقرأ الباقون بنصبها وكسر التاء من (مسخرات) لأنها تاء جمع المؤنث السالم.

وتقدم (خفية) لأبي بكر في الأنعام.

وتقدم (الرياح) في البقرة.

واختلفوا في (نشرا) هنا والفرقان والنمل فقرأ عاصم بالياء الواحدة وضمها إسكان الشين في المواضع الثلاثة وقرأ ابن عامر بالنون وضمها إسكان الشين وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون وفتحها وإسكان الشين وقرأ الباقون بالنون وضمها وضم الشين.

وتقدم اختلافهم في تشديد (ميت) من البقرة.

وتقدم اختلافهم في تخفيف (تذكرون) من أواخر الأنعام وانفرد الشطوى عن ابن هارون عن الفضل عن أصحابه عن ابن وردان بضم الياء وكسر الراء من قوله (ألا يخرج إلا نكدا) وخالفه سائر الرواة فرووه بفتح الياء وضم الراء وكذلك قرأه الباقون.

واختلفوا في (إلا نكدا) فقرأ أبو جعفر بفتح الكاف وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (من إله غيره) حيث وقع وهو هنا وفي هود والمؤمنون فقرأ أبو جعفر والكسائي يخفض الراء وكسر الهاء بعدها وقرأ الباقون برفع الراء وضم الهاء.

واختلفوا في (أبلغكم) في الموضعين هنا وفي الأحقاف فقرأ أبو عمرو بتخفيف اللام في الثالثة وقرأ الباقون بتشديدها فيها وتقدم اختلافهم في (بصطة) من سورة البقرة.

واختلفوا في (قال الملأ) من قصة صالح فقرأ ابن عامر بزيادة واو قبل (قال) وكذلك هو في المصاحف الشامية وقرأ الباقون بغير واو وكذلك هو في مصاحفهم.

وتقدم اختلافهم في الأخبار والاستفهام والهمزتين من (أثنكم لتأتون) في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (أو أمن) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن كثير وابن عامر بإسكان الواو وورش والهذلي عن الخاشمي عن ابن جماز على أصلهما في إلقاء حركة الهمزة (على) الواو وقرأ الباقون بفتح الواو.

واختلفوا في (حقيق على أن) فقرأ نافع على بتشديد الياء وفتحها على أنها ياء الإضافة وقرأ الباقون (على) على أنها حرف جر؛.

وتقدم اختلافهم في (أرجه) من باب هاء الكناية.

واختلفوا في (بكل ساحر) هنا وفي يونس فقرأ حمزة والكسائي وخلف (سحار) على وزن فعال بتشديد الحاء وألف بعدها في الموضعين وهم على أصولهم في الفتح والإمالة كما تقدم في بابها، وقرأ الباقون في السورتين (ساحر) على وزن فاعل والألف قبل الحاء.

(واتفقوا) على حرف الشعراء أنه (سحار) لأنه جواب لقول فرعون فيما استشارهم فيه من أمر موسى بعد قوله (إن هذا لساحر عليم) فأجابوه بما هو أبلغ من قوله رعاية لمراده بخلاف التي في الأعراف فإن ذلك جواب لقولهم فتتناسب اللفظان وأما التي في يونس فهي أيضا جواب من فرعون لهم حيث قالوا (إن هذا لسحر مبين) فرفع مقامه عن المبالغة والله أعلم.

وتقدم اختلافهم في (إن لنا لأجرا) خبرا واستفهاما وتحقيقا وتسهيلا وغير ذلك من باب الهمزتين من كلمة.

(واختلف) في (تلقف ما) هنا وطه والشعراء فروى حفص بتخفيف القاف في الثلاثة وقرأ الباقون بتشديدها فيهن وتقدم مذهب البزي في تشديد التاء وصلا.

وتقدم اختلافهم في (قال فرعون أآمنتم به) أخبارا واستفهاما وتسهيلا وغير ذلك في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (سنقتل) فقرأ المدنيان وابن كثير بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء من غير تشديد وقرأ الباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها.

واختلفوا في (يعرشون) هنا النحل فقرأ ابن عامر وأبو بكر بضم الراء فيهما وقرأ الباقون بكسها منهما.

واختلفوا في (يعكفون) فقرأ حمزة والكسائي والوراق عن خلف بكسر الكاف واختلف عن إدريس فروى عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بكسرها وروى عنه الشطي بضمها وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (وإذ أنجيناكم) فقرأ ابن عامر بألف بعد الجحيم من غير ياء ولا نون وكذلك هو في مصاحف أهل الشام وقرأ الباقون بياء ونون وألف بعدها وكذلك هو في مصاحفهم والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة.

واختلفوا في (يقتلون أبناءكم) فقرأ نافع بفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء من غير تشديد وقرأ الباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة.

وتقدم اختلافهم في (واعدنا) في البقرة.

واختلفوا في (جعله دكا) هنا والكهف فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالمد والهمز مفتوحا من غير تنوين في الموضعين وافقهم عاصم في الكهف وقرأ الباقون بالتنوين من غير مد ولا همز في السورتين.

واختلفوا في (برسالتي) فقرأ المدنيان وابن كثير وروح (برسالتي) بغير ألف بعد اللام على التوحيد وقرأ الباقون بألف على الجمع.

واختلفوا في (سبيل الرشد) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين.

واختلفوا في (من حليهم) فقرأ حمزة والكسائي بكسر الحاء وقرأ يعقوب بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء وقرأ الباقون بضم الحاء وكلهم كسر اللام وشدد الياء مكسورة سوى يعقوب، وتقدم انفراد فارس عن رويس عنه بضم الهاء.

واختلفوا في (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما ونصب الباء من (ربنا) وقرأ الباقون بالغيب فيهما ورفع الباء.

واختلفوا في (ابن أم) هنا وفي طه يا ابن أم فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بكسر الميم في الوشعين وقرأ الباقون بفنحهما فيهما.

واختلفوا في (إصرهم) فقرأ ابن عامر (آصارهم) بفتح الهمزة والمد والصاد وألف بعدها على الجمع وقرأ الباقون بكسر الهمزة والقصر وإسكان الصاد من غير ألف على الإفراد.

وتقدم الخلاف في (نغفر لكم) من سورة البقرة.

واختلفوا في (خطيئاتكم) بجمع السلامة ورفع التاء وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء وقرأ أبو عمرو (خطاياكم) على وزن عطاياكم بجمع التكسير وقرأ الباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا (واتفقوا) على (خطاياكم) في البقرة من أجل الرسم.

واختلفوا في (معذرة) فروى حفص بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (بعذاب بئيس) فقرأ المدنيان وزيد عن الدجواني عن هشام بكسر الباء وياء ساكنة بعدها من غير همز وقرأ ابن عامر إلا زيدا عن الدجواني كذلك إلا همز الياء.

"واختلف" عن أبي بكر فروى عنه الثقات قال لكي حفظي عن عاصم (بيئس) على مثال فيعل ثم جاءني منها شك فتركت روايتها عن عاصم وأخذتها عن الأعمش (بئس) مثل حمزة وقد روى عنه الوجه الأول وهو فتح الباء ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة أبو حمدون عن يحيى ونفطوية وأبو بكر بن حماد المتقي كلاهما عن الصريفيني عن يحيى عنه وهير رواية الأعشى والبرجي والكسائي وغيرهم عن أبي بكر وروى عنه الوجه الثاني وهو فتح الباء وكسر الهمز وياء بعدها على وزن فعيل العليمي والأصم عن الصريفيني والحربي عن أبي عون عن الصريفيني وروى عنه الوجهين جميعا القافلائي عن الصريفيني عن يحيى وكذلك روى خلف عن يحيى وبهما قرأ أبو عمرو الداني من طريق الصريفيني وبهذا الوجه الثاني قرأ الباقون.

وتقدم تسهيل (تأذن) عن الأصبهاني في باب الهمز المفرد.

وتقدم اختلافهم في (أفلا تعقلون) في الأنعام.

واختلفوا في (يمسكون) فروى أبو جعفر بتخفيف السين وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (ذرياتهم) هنا والموضع الثاني من الطور وهو ألحقنا بهم ذرياتهم وفي يس~ (وآية لهم أنا حملنا ذرياتهم) فقرأ ابن كثير والكوفيون بغير ألف على التوحيد في الثلاثة مع فتح التاء وافقهم أبو عمرو على حرف يس وقرأ الباقون بالألف على الجمع مع كسر التاء في المواضع الثلاثة ونذكر من اختلافهم في الأول من الطور في موضعه إن شاء الله.

واختلفوا في (أن يقولوا، أو تقولوا) فقرأ أبو عمرو بالغيب فيهما وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم اختلافهم في إدغام (يلهث ذلك) من باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (يلحدون) هنا والنحل وحم~ السجدة فقرأ حمزة بفتح الياء وكسر الحاء في ثلاثهن.

واختلفوا في (ويذرهم) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالنون وقرأ الباقون بالياء وقرأ حمزة والكسائي وخلف بجزم الراء وقرأ الباقون برفعها وتقدم الخلاف عن قالون في (إن أنا إلا) عند قوله (أنا أحي) من البقرة.

واختلفوا في (جعلا له شركاء) فقرأ المدنيان وأبو بكر بكسر الشين وإسكان الراء مع التنوين من غير مد ولا همز وقرأ الباقون بضم الشين وفتح الراء والمد وهمزة مفتوحة من غير تنوين.

واختلفوا في (لا يتبعوكم) هنا وفي الشعراء (يتبعهم الغاوون) فقرأ نافع بإسكان التاء وفتح الباء فيهما وقرأ الباقون بفتح التاء مشددة وكسر الباء في الموضعين.

واختلفوا في (يبشطون) هنا (ويبطش الذي) في القصص (ونبطش البطشة الكبرى) في الدخان فقرأ أبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وقرأ الباقون بكسرها فيهن (واختلف) عن أبي عمرو في: (إن ولي الله) فروى ابن حبش عن السوسي حذف الياء وإثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي وهي رواية شجاع عن أبي عمرو وكذا رواه ابن جبير في مختصره عن اليزيدي وكذا رواه أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا وكذا رواه عبد الوارث عن أبي عمرو أداء وكذا رواه الدجواني عن ابن جرير وهذا أصح العبارات عنه أعنى الحذف وبعضهم يعبر عنه بالإدغام وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف وبعضهم أدخله في الإدغام الكبير ولا يصح ذلك لخروجه عن أصوله ولأن رواية يريه مع عدم الإدغام الكبير فقد نص عليه صاحب الروضة لابن حبش عن السوسي مع أن الإدغام الكبير لم يكن في الروضة عن السوسي ولا عن الدوري كما قدمنا في بابه روى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي بكسر الياء المشددة بعد الحذف وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة بعدها كما تقدم واختلف في توجيه هاتين الروايتين فأمام فتح الياء فخرجها الإمام أبو علي الفارسي على حذف لام الفعل في (ولي) وهي الياء الثانية وإدغام ياء فعيل في باء الإضافة وقد حذفت اللام في كلامهم وهو مطرد في اللامات في التحقير نحو (غطى) في تحقير غطاء وقد قيل في تخريجها غير ذلك وهذا أحسن. وأما كسر الياء فوجهها أن يكون المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياآت الإضافة عند لقيها الساكن فقيل فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط وإذا وقف أعادها وليس كذلك بل الرواية الحذف وصلا ووقفا فعلى هذا لا يحتاج إلى إعادتها وقفا بل أجري الوقف مجرى الوصل كما فعل (واخشون اليوم، ويقص الحق) ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة (مصرخي) كما سيجيء إن شاء الله تعالى وقرأ الباقون بياءين الأولى مشددة مكسورة والثانية مخففة مفتوحة وقد أجمعت المصاحف على رسمها بياء واحدة.

واختلفوا في (مسهم طائف) فقرأ البصريان وابن كثير والكسائي (طيف) بياء ساكنة بين الطاء والفاء من غير همزة ولا ألف وقرأ الباقون بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها.

واختلفوا في (يمدونهم) فقرأ المدنيان بضم الياء وكسر الميم وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم.

وتقدم إبدال (قرئ) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

وتقدم نقل (القرآن) لابن كثير في باب النقل.

(وفيها من ياآت الإضافة سبع) (حرم ربي الفواحش) أسكنها حمزة (إني أخاف، من بعدي أعجلتم) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (فأرسل معي) فتحها حفص (إني اصطفيتك) فتحها ابن كثير وأبو عمرو (آبائي الذين) أسكنها ابن عامر وحمزة (عذابي أصيب) فتحها أهل المدينة.

(وفيها من الزوائد ثنتان) (ثم كيدوني) أثبتها في الوصل أبو عمرو وأبو جعفر والدجواني عن هشام وأثبتها في الحالين يعقوب والحلواني عن هشام ورويت عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم. تنظرون أثبتها في الحالين يعقوب والله المستعان.

سورة الأنفال

واختلفوا في (مردفين) فقرأ المدنيان ويعقوب بفتح الدال وما روى عن ابن مجاهد عن قنبل في ذلك فليس بصحيح عن ابن مجاهد لأنه نص في كتابه على أنه قر أ به على قنبل قال وهو وهم وكان يقرأ له ويقرئ بكسر الدال قال الداني وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن قنبل وعلى ذلك أهل الأداء (قلت) وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (يغشيكم النعاس) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والشين وألف بعدها لفظا (النعاس) بالرفع وقرأ المدنيان بضم الياء وكسر الشين، وياء بعدها (النعاس) بالنصب وكذلك قرأ الباقون إلا أنهم فتحوا العين وشددوا الشين.

وتقدم ذكر (الرعب) في البقرة عند (هزؤا).

وكذلك تقدم (ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى) عند (ولكن الشياطين كفروا).

وتقدم اختلافهم في إمالة (رمى) من باب الإمالة.

واختلفوا في (موهن كيد) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمروا (موهن) بتشديد الهاء بالتنوين ونصب (كيد) وروى بالتخفيف من غير تنوين وخفض كيد على الإضافة وقرأ الباقون بالتخفيف وبالتنوين ونصب كيد.

واختلفوا في (وإن الله) فقرأ المدنيان وابن عامر بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

(ولا تولوا) ذكر في البقرة للبزي.

وتقدم للخلاف في (تميز) في أواخر آل عمران.

واختلفوا في (بما تعملون بصير) فروى رويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (بالعدوة) في الموضعين فقرأ ابن كثير والبصريان بكسر العين فيهما وقرأ الباقون بضم فيهما.

واختلفوا من حي فقرأ المدنيان ويعقوب وخلف والبزي وأبو بكر بياءين ظاهرتين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة واختلف عن قنبل فروى عنه ابن شنبوذ كذلك بياءين وكذا روى عنه الزيني وروى عنه ابن مجاهد بياء واحدة مشددة، نص على ذلك في كتابه السبعة وفي كتاب المكيين وأنه قرأ بذلك على قنبل ونص على كتابه الجامع على خلاف ذلك قال الداني إن ذلك وهم منه (قلت) وهي رواية ابن ثوبان وابن الصباح وابن عبد الرزاق وأبي ربيعة كلهم عن قنبل وكذا روى الحلواني عن القوس وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم اختلافهم في إمالة (أراكم) في الإمالة.

وتقدم اختلافهم في (ترجع الأمور) في أوائل البقرة.

وتقدم إبدال همزة (فئة، ورئاء الناس) في باب الهمز المفرد.

وتقدم تشديد تاء (ولا تنابزو) للبزي في أواخر البقرة.

واختلفوا في (إذ يتوفى) فقرأ ابن عامر بالتاء على التأنيث وهشام على أصله في إدغام الذال في التاء وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

واختلفوا في (ولا تحسبن الذين كفروا) هنا والنور فقرأ ابن عامر وحمزة بالغيب فيهما ووافقهما أبو جعفر وحفص هنا، واختلف عن إدريس عن خلف فروى الشطى عنه كذلك فيهما ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي وابن هاشم بالخطاب وكذلك قرأ الباقون فيهما.

واختلفوا في (إنهم لا يعجزون) فقرأ ابن عامر بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (ترهبون) فروى رويس بتشديد الهاء وقرأ الباقون بتخفيفها.

وتقدم كسر السين من (السلم) لأبي بكر في البقرة.

واختلفوا (وإن يكن منكم مائة يغلبوا) فقرأ الكوفيون والبصريان بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (أن فيكم ضعفا) فقرأ عاصم وحمزة وخلف بفتح الصاد وقرأ الباقون بضمها وقرأ أبو جعفر بفتح العين والمد والهمز مفتوحة نصبا ولا يصح ما روى عن الهاشمي من ضم الهمزة وقرأ الباقون بإسمان العين منونا من غير مد ولا همز.

واختلفوا في (فإن يكن منكم مائة صابرة) فقرأ الكوفيون بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في وأن يكون له فقرأ البصريان بالتاء مؤنثا وقرأ الباقون بالياء مذكرا.

واختلفوا في (له أسرى، ومن الأسرى) فقرأ أبو جعفر (أسارى والأسارى) بضم الهمزة فيهما وبألف بعد السين وافقه أبو عمرو في (الأسارى) وقرأ الباقون بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف بعدها فيهما وهم على أصولهم في الإمالة وبين بين كما تقدم من بابه

واختلفوا في (ولايتهم) هنا في الكهف (هنالك الولاية) فقرأ حمزة الواو فيهما، وافقه الكسائي وخلف في الكهف وقرأ الباقون بفتح الواو في الموضعين.

(وفيها من ياآت الإضافة ياآن) (إني أرى، إني أخاف) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وليس فيهما شيئا من الزوائد والله الموفق.

سورة التوبة

تقدم اختلافهم في الهمزة الثانية من أئمة الكفر في باب الهمزتين من كل كلمة.

واختلفوا في (لا أيمان لهم) فقرأ ابن عامر بكسر الهمزة على أنه مصدره وقرأ الباقون على أنه جمع.

وانفرد ابن العلاف عن النخاس عن رويس في (ويتوب الله) بنصب الباء على أنه جواب الأمر من حيث إنه دخل فيه من جهة المعنى؛ قال ابن عطبة يعني أن قتل الكفار والجهاد في سبيل الله توبة لكم أيها المؤمنون؛ وقال غيره: يحتمل أن يكون ذلك بالنسبة إلى الكفار لأن قتال الكفار وغلبة المسلمين عليهم ينشأ عنها إسلام كثير من الناس وهي رواية روح ابن قرة وفهد بن الصقر كلاهما عن يعقوب ورواية يونس عن أبي عمرو وقراءة زيد علي واختيار الزعفراني.

واختلفوا في (أن يعمروا مساجد الله) فقرأ البصريان وابن كثير (مسجد الله) على التوحيد وقرأ الباقون بالجمع.

(واتفقوا) على الجمع بالحرف الثاني (إنما يعمر مساجد الله) لأنه يريد جميع المساجد.

وتقدم الخلاف في (يبشرهم) في آل عمران.

وانفرد الشطوى عن ابن هروان في رواية ابن وردان في (سقاية الحاج وعمارة المسجد) سقاة بضم السين وحذف الياء بعد الألف جمع ساق كرام ورماة وعمرة بفتح العين وحذف الألف جمع عامر مثل صانع وصنعة وهي رواية ميمونة والقورسي عن أبي جعفر وكذا روى أحمد بن جبير الأنطاكي عن ابن جماز وهي قراءة عبد الله الزبير وقد رأيتهما في المصاحف القديمة محذوفي اللف كقيامة وجمالة؛ ثم رأيتها كذلك في مصحف المدينة الشريفة ولم أعلم أحدا نص على إثبات الألف فيهما ولا في إحداهما وهذه الرواية تدل على حذفها منهما: إذ هي محتملة الرسم وقرأ الباقون بكسر السين وبياء مفتوحة بعد اللف وبكسر العين وبألف بعد الميم.

واختلفوا في (عشيرتكم) فروى أبو بكر بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على الفراد.

(واتفقوا) من هذه الطرق على الإفراد في المجادلة لأن المقام ليس مقام بسط ولا إطناب، ألا تراه عدد هنا ما لم يعدده في المجادلة وأتي هنا بالواو وهناك بأو؟ والله أعلم.

واختلفوا في (عزير ابن) فقرأ عاصم والكسائي ويعقوب وكسره حالة الوصل ولا يجوز ضمه في مذهب الكسائي لأن الضمة في (ابن) ضمة إعراب وقرأ الباقون بغير تنوين.

وتقدم همز (يضاهون) لعاصم في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (اثنا عشر وأحد عشر وتسعة عشر) فقرأ أبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة ولا بد من مد ألف (اثنا) لالتقاء الساكنين، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وهي رواية هبيرة عن حفص من طرق فارس بن أحمد وقرأه شيية وطلحة فيما رواه الحلواني عنه. وقد تقدم وجه مده في باب المد وقيل ليس من ذلك بل هو فصيح سمع مثله من العرب في قولهم التقت حلقتا البطان: بإثبات ألف حلقتا وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف اللف وهي لغة أيضا وقرأ الباقون بفتح العين في الثلاثة.

وتقدم (النسئ) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (يضل به) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم الياء وفتح الضاد وقرأ يعقوب بضم الياء وكسر الضاد وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الضاد.

وتقدم (ليواطئوا. وأن يطفئوا) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد،.

وتقدم ذكر (الغار) في باب الإمالة.

واختلفوا في (وكلمة الله) هي فقرأ يعقوب بنصب تاء التأنيث وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم اختلافهم في (كرها) في سورة النساء التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث وما حكاه الإمام أبو عبيد في كتابه من التذكير عن عاصم ونافع فهو غلط، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو.

واختلفوا في (أو مدخلا) فقرأ يعقوب بفتح الميم وإسكان الدال مخففة وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الدال مشددة.

واختلفوا في (يلمزك ويلمزون و تلمزوا) فقرأ يعقوب بضم الميم من الثلاثة وقر أ الباقون بكسرها منها.

وتقدم ذكر إسكان (أذن) لنافع في سورة البقرة عند ذكر (هزوا).

واختلفوا في (ورحمة للذين آمنوا) فقرأ حمزة بالخفض وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (إن يعف عن طائفة منكم يعذب طائفه) فقرأ عاصم (يعف) بنون مفتوحة وضم الفاء نعذب بالنون وكسر الذال (طائفه) بالنصب وقرأ الباقون (يعف) بياء مضمومة وفتح الفاء تعذب بتاء مضمومة وفتح الذال (طائفه) بالرفع.

وتقدم (المؤتفكات) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (وجاء المعذرون) فقرأ يعقوب بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (دائرة السوء) هنا والفتح فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم السين في الموضعين وقرأ الباقون بفتحها فهما وورش من طريق الأزرق على أصله في مد الواو.

(واتفقوا) على فتح السين في قوله تعالى (ما كان أبوك أمرأ سوء، وأمطرت مطر السوء، والظانين بالله ظن السوء) لأن المراد به المصدر وصف به للمبالغة كما تقول هو رجل سوء في ضد قولك رجل صدق.

"واتفقوا" على ضمها في قوله تعالى (وما مسنى السوء. وإن النفس لأمارة بالسوء. وإن أراد بكم سوءا) لأن المراد به المكروه والبلاء ولما صلح كل من ذلك في الموضعين المذكورين اختلف فيهما والله أعلم وتقدم ضم راء (قربة) لورش في البقرة.

واختلفوا في (والأنصار والذين اتبعوهم) فقرأ يعقوب برفع الراء وقرأ الباقون بخفضها.

واختلفوا في (تجري تحتها) وهو المواضيع الأخيرة فقرأ ابن كثير بزيادة كلمة "من" وخفض تاء (تحتها) وكذلك هي في المصاحف المكية وقرأ الباقون بحذف لفظ من وفتح التاء وكذلك هي في مصاحفهم.

(واتفقوا) على إثبات "من" قبل "تحتها" في سائر القرآن فيحتمل أنه إنما لم يكتب من في هذا الموضع لأن المعنى ينبع الماء من تحت أشجارها لا أنه يأتي من موضع وتجري من تحت هذه الأشجار وأما في سائر القرآن فالمعنى أنها تأتي من موضع وتجري هذه الأشجار المعنى خولف في الخط وتكون هذه الجنات معدة لمن ذكر تعظيما لأمرهم وتنويها بفضلهم وإظهارا لمنزلتهم لمبادرتهم لتصديق هذا التي الكريم عليه من الله أفضل الصلاة وأكمل التسليم ولمن تبعهم بالإحسان والتكريم والله تعالى أعلم.

واختلفوا في (أن صلواتك) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (أن صلاتك) على التوحيد وفتح التاء وقرأ الباقون بالجمع وكسر التاء.

وتقدم اختلافهم في همز (مرجون) من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (والذين اتخذوا) فقرأ المدنيان وابن عامر (الذين) بغير واو وكذا هي في مصاحف أهل المدينة والشام وقرأ الباقون بالواو وكذا هي في مصاحفهم.

واختلفوا في (أسس بنيانه) في الموضعين فقرأ نافع وابن عامر بضم الهمزة وكسر السين ورفع النون فيهما و قرأ الباقون بفتح الهمزة والسين ونصب النون منهما.

وتقدم اختلافهم في (جرف) عند (هزؤا) من البقرة.

وتقدم (هار) في باب الإمالة.

واختلفوا في (ألا إن) فقرأ يعقوب بتخفيف اللام فجعله حرف جر وقرأ الباقون بتشديدها على أنه حرف استثناء.

واختلفوا في (تقطع) فقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحمزة وحفص بفتح التاء وقرأ الباقون بمضها.

وتقدم (يقتلون ويقتلون) في أواخر آل عمران.

وتقدم (إبرهام) في البقرة لابن عامر.

وتقدم (ساعة العسرة) فيها عند (هزؤا).

واختلفوا في (كاد تزيغ) فقرأ حمزة وحفص بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

وتقدم (ضاقت) في الإمالة لحمزة.

وتقدم (يطؤن) لأبي جعفر وكذا (موطئا) بخلافه في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (أولا يرون) فقرأ حمزة ويعقوب بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

(وفيها من ياآت الإضافة ثنتان) (معي أبدا) أسكنها يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر (معي عدوا) فتحها حفص والله المستعان.

سورة يونس عليه السلام

تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من الفواتح في بابه.

وتقدم اختلافهم في إمالة الراء في بابها.

وتقدم في (لساحر) في أواخر المائة.

واختلفوا في (حقا إنه) فقرأ أبو جعفر بفتح الهمزةوقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم همز ضياء في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (يفصل الآيات) فقرأ ابن كثير والبصريان وحفص بالياء وقرأ الباقون بالنون وتقدم مذهب ورش من طريق الأصبهاني في تسهيل همزة (واطمأنوا بها) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (لقضي إليهم أجلهم) فقرأ ابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد وقلب الياء ألفا (أجلهم) بالنصب وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء (أجلهم) بالرفع.

واختلفوا في (ولا أدريكم به، ولا أقسم بيوم القيامة) فروى قنبل من طرقه بحذف الألف التي بعد اللام فتصير لام توكيد (واختلف) عن البزي فروى العراقيون قاطبة من طريق أبي ربيعة عنه كذلك في الموضعين وبذلك قرأ أبو عمرو الداني على شيخه عبد العزيز الفارسي عن النقاش لأبي ربيعة روى ابن الحباب عن البزي إثبات اللف فيهما على أنها "لا" النافية، وكذلك وروى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه وبذلك قرأ الداني على شيخه أبي الحسن بن غلبون وأبي الفتح فارس وبذلك قرأ الباقون فيهما.

وتقدم (أتنبئون) لأبي جعفر في الهمز المفرد.

واختلفوا في (عما يشركون) هنا وفي موضعي النحل وفي الروم فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب في الربعة وقرأ الباقون بالغيب فيهن.

واختلفوا في (ما تمكرون) فروى روح بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (يسيركم في البر) فقرأ أبو جعفر وابن عامر بفتح الياء ونون ساكنة بعدها وشين معجمة مضمومة من النشر وكذلك هي في أهل مصاحف أهل الشام وغيرها وقرأ الباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة من التيسير وكذلك هي في مصاحفهم.

واختلفوا في متاع الحيوة فروى حفص بنصب العين وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في قطعا فقرأ ابن كثير ويعقوب والكسائي بإسكان الطاء وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (هنالك تبلو) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بتائين من التلاوة وقرأ الباقون بالتاء والياء من البلوى.

وتقدم اختلافهم في (كلمات) في سورة الأنعام.

واختلفوا في (أمن لا يهدي) فقرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وقرأ أبو جعفر كذلك إلا أنه اسكن الهاء، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال وقرأ يعقوب وحفص بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال وروى أبو إلا أنه بكسر الياء واختلف في الهاء عن أبي عمرو وقالون وابن جماز مع الاتفاق عنه على فتح الياء وتشديد الدال فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عن أبي عمرو اختلاس فتحة الهاء وعبر بعضهم عن ذلك بالإخفاء وبعضهم بالإشمام وبعضهم بتضعيف الصوت وبعضهم بالإشارة. وبذلك ورد النص عنه من طرق كثيرة من رواية اليزيدي قال ابن رومي قال العباس قرأته على أبي عمرو خمسين مرة فيقول قاربت ولم تصنع شيئا قال ابن رومي فقلت للعباس خذه أنت على لفظ أبي عمرو فقلته مرة واحدة فقال أصبت؛ هكذا هكذا كان أبو عمرو يقوله انتهى، وكذا روى ابن فرح عن الدورى وابن حبش عن السوسي أداء وهي رواية شجاع عن أبي عمرو نصا وأداء وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه سواه ولم يأخذ إلا به ولم ينص الحافظ الهمداني وابن مهران على غيره وقال سبط الخياط بهذا صحت الرواية عنه وبه قرأت على شيوخي قالب وكان الرئيس أبو الخطاب أحسن الناس تلفظا به وأنا أعيده مرارا حتى وقفت على مقصوده وقال لي كذا أوقفني عليه الشيخ أبو الفتح بن شيطا قال ابن شيطا والإشارة وسط بين قراءة من سكن وفتح يعني تشديد الدال وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كقراءة ابن كثير وابن عامر سواء وبذلك نص الإمام أبو جعفر أحمد بن جبير وأبو جعفر محمد بن سعدان في جامعه به وكان يأخذ أبو بكر بن مجاهدا تيسيرا على المبتدئين وغيرهم قال الداني ذلك الصعوبة اختلاس الفتح لخفته اعتمادا على من روى ذلك عن اليزيدي قال وحدثني الحسن بن علي البصري قال حدثنا أحمد بن نصر قال ابن مجاهد، قال من رأيته يضبط هذا وسألت مقدما منهم مشهورا عن (يهدي) فلفظ به ثلاث مرات كل واحدة تخالف أختيها (قلت) ولا شك في صعوبة الاختلاس ولكن الرياضة من الأستاذ تذلله والإتمام أحد الوجهين في المستنير والكامل ولم يذكر في الإرشاد سواه وانفرد صاحب العنوان بإسكان الهاء في روايتيه وجها واحدا وهو الذي ذكره الداني عن شجاع وحده وروى أكثر المغاربة وبعض المصريين عن قالون الاختلاس كاختلاس أبي عمرو سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عن قالون بالإسكان ولم يذكر مكي ولا المهدوي ولا ابن سفيان ولا ابنا غلبون غير ألا أن أبا الحسن أغرب جدا في جعله اختلاس قالون دون اختلاس أبي عمرو فقرق بينهما فيما تعطيه عبارته في تذكرته والذي قرأ عليه به أو عمرو الداني الاختلاس كأبي عمرو وهو الذي لا يصح في الاختلاس سواه وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عن قالون الإسكان وهو المنصوص عنه إسماعيل والمسيبي وأكثر رواة نافع عليه نص الداني في جامع البيان ولم يذكر صاحب العنوان له سواه وهو أحد الوجهين في الكافي وروى أكثر أهل الداء عن ابن جماز الاسكان كابن وردان وقالون في المنصوص عنه وهو الذي لم يذكر ابن سوار له سواه وروى كثير منهم له الاختلاس وهي رواية العمر العمري وهو الذي لم يذكر الهذلي من جميع الطرق عنه سواه.

وتقدم اختلافهم في (ولكن الناس) عند (ولكن الشياطين كفروا) من البقرة.

وتقدم (نحشرهم كأن لم) لحفص في الأنعام.

وتقدم ذكر (الآن) في الموضعين من هذه السورة في باب المد وباب الهمزتين من كلمة وباب النقل.

وتقدم (ويستنبئوك) لأبي جعفر.

واختلفوا في فليفرحوا فروى رويس بالخطاب وهي قراءة أبي ورويناهما مسندة عن النبي (ولتأخذوا مصافكم) (أخبرنا) شيخنا أبو حفص عمر بن الحسين بن مزيد قراءة عليه أنا أبو علي بن أحمد بن عبد الواحد أنا عمر بن محمد البغدادي أنا أبو الوليد إبراهيم بن محمد الكرخي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي أنا أبو داوود الحافظ (ثنا) محمد بن عبد الله ثنا المغيرة بن سلمة ثنا ابن المبارك عن الأجلح حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عنة أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي قرأ (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) يعني بالخطاب فيهما، حديث حسن أخرجه أبو داوود كذلك في كتابه وقرأ الباقون بالغيب ر في مما يجمعون فقرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم اختلافهم في همز (أرأيتم) من باب الهمز المفرد (والله آذن لكم) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا وفي (وما يعزب) هنا وفي سبأ فقرأ الكسائي بكسر الزاي وقرأ الباقون بضمها.

واختلفوا في (ولا أصغر ولا أكبر) فقرأ يعقوب وحمزة وخلف برفع الراء فيهما وقرأ الباقون بالنصب.

(واتفقوا) على رفع الحرفين في سبأ لارتفاع (مثقال).

"واختلف" عن رويس في (فأجمعوا) فروى أبو الطيب والقاضي أبو العلاء عن النخاس كلاهما عن التمار عنه بوصل عنه بوصل الهمزة وفتح الميم وبه الحافظ أبو العلاء لرويس في غايته مع أنه خلاف ذلك؛ نعم رواها عن النخاس أيضا أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي فوافق القاضي وهي قراءة عاصم الجحدري ورواية عصمة شيخ يعقوب عن أبي عمرو ووردت عن نافع وهي اختيار ابن مقسم والزعفراني وهي أمر: من جمع، ضد فرق، قال تعالى (فجمع كيده ثم أتى) وقيل جمع وأجمع بمعنى؛ ويقال الإجماع في الأحداث والجمع في الأعيان وقد يستعمل كل مكان الآخر وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم.

واختلفوا في شركاءكم فقرأ يعقوب برفع الهمزة عطفا على ضمير (فأجمعوا) وحسنه الفصل بالمفعول ويحتمل أن يكون مبتدءا محذوف الخبر للدلالة عليه أي وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم وقرأ الباقون بالنصب.

(واختلف) عن أبي بكر في (وتكون لكما الكبرياء) فروى عنه العليمي بالياء على التذكير وهي طريق ابن عصام عن الأصم عن شعيب وكذا روى الهذلي عن أصحابه عن نفطوية وروى سائر أصحاب يحيى بن آدم وأكثر أصحاب أبي بكر بالتاء على التأنيث وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم اختلافهم في (بكل ساحر عليم) في الأعراف.

وتقدم اختلافهم في همزة (آلسحر) في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم اختلافهم في (ليضلوا) في الأنعام.

(واختلف) عن ابن عامر في (ولا تتبعان) فروى ابن ذكوان والدجزاني عن أصحابه عن هشام بتخفيف النون فتكون "لا" نافية فيصير اللفظ لفظ الخبر ومعناه النهي كقوله تعالى (لا تضار والدة) على قراءة من رفعه أو يجعل حالا من (فاستقيما) أي فاستقيما غير متبعين وقيل هي نون التوكيد الخفيفة كسرت كما كسرت الثقيلة أو كسرت للالتقاء الساكنين تشبيها بالنون من رجلا ويفعلان وقد سمع كسرها وقد أجاز الفراء ويونس إدخالها ساكنة نحو أضربان وليضربان زيدا ومنع ذلك سيبويه ويحتمل أن تكون النون هي الثقيلة إلا أنها أستثقل تشديدها فخففت كما خففت رب وإن قال أبو البقاء وغيره هي الثقيلة وحذف النون الأولى منهما تخفيفا ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها حذف نونا محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة أقل تغييرا انتهى. و (تتبعان) على أن النون نون التوكيد خفيفة أو ثقيلة مبني. و"لا" قبله للنهى. وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية ساكنة وفتح الباء مع تشديد النون وكذا روى سلامة بن وهران أداءً عن ابن ذكوان، قال الداني وذلك غلط من أصحاب ابن مجاهد ومن سلامة لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان عن الأخفش سماعا وأداءً بتخفيف النون وتشديد التاء وكذا نص عليه في كتابه وكذلك روى الدجواني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام جميعا (قلت) قد صحت عندنا هذه القراءة أعنى تخفيف التاء مع تشديد النون من غير طريق ابن مجاهد وسلامة فرواها أبو القاسم عبيد الله ابن أحمد بن علي الصيدلاني عن هبة الله بن جعفر عن الأخفش نص عليها أبو طاهر بن سوار وصح أيضا من رواية التغلبي عن ابن ذكوان تخفيف التاء والنون جميعا ووردت أيضا عن أبي زرعة وابن الجنيد عن ابن ذكوان وذلك كله ليس من طرقنا وانفرد الهذلي به عن هشام وهو وهم والله أعلم ولا أعلم بتخفيف التاء وإسكان النون وهي الحقيقة (قلت) وذهب أبو نصر منصور ابن أحمد العراقي إلى أن الوقف عليها في مذهب من خفف النون بالألف وهذا يدل على أنها عنده نون التوكيد الخفيفة ولم أعلم ذلك لغيره ولا يؤخذ به وإن كان قد اختار الهذلي وذلك لشذوذه قطعا وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون وكذلك قرأ الباقون ونص كل أبي طاهر بن سوار والحافظ أبي العلاء على الوجهين جميعا عن الدجواني تخييرا عن هشام واختلفوا في (آمنت به) فقرأ حمزة والكسائي وخلف أنه بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم تخفيف (ننجيك) ليعقوب في الأنعام.

وتقدم (فسل الذين) في باب النقل.

وتقدم (كلمات) في الأنعام.

وتقدم (أفأنت) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (ويجعل الرجس) فروى أبو بكر بالنون وقرأ الباقون بالياء.

وتقدم (ننجي رسلنا) ليعقوب (وننجي المؤمنين) له وللكسائي وحفص كلاهما في الأنعام.

وتقدم وقف يعقوب على (ننج المؤمنين) في باب الوقف على مرسوم الخط.

(وفيها من ياآت الإضافة) خمس (لي أن إبداله من؛ إني خاف) فتحهما للمدنيان وابن كثير وأبو عمرو (نفسي إن وربي إنه) فتحهما المدنيان وأبو عمرو (أجري إلا) فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص.

(وفيها زائدة) (تنظرون) أثبتها في الحالين يعقوب والله تعالى الهادي للصواب.

سورة هود عليه السلام

ذكرت سكت أبي جعفر في بابه.

وتقدم اختلافهم في إمالة الراء في الإمالة.

وتقدم (وإن تولوا) للبزي في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (ساحر مبين) في المائدة.

وتقدم الاختلاف في (يضعف) في البقرة.

واختلفوا في (إني لكم نذير) في قصة نوح فقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة والباقون بفتحها.

وتقدم (بادئ الرأي) لأبي عمرو في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (فعميت عليكم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم العينين وتشديد الميم، وقرأ الباقون بفتح العين وتخفيف الميم.

(واتفقوا) على الفتح والتخفيف من قوله تعالى في القصص (فعميت عليهم الأنباء) لأنها في أمر الآخرة ففرقوا بينها وبين أمر الدنيا فإن الشبهات نزول في الآخرة والمعنى ضلت عنهم حجتهم وخفيت محجتهم والله أعلم.

واختلفوا في (من كل زوجين اثنين) هنا والمؤمنون فروى حفص (كل) بالتنوين فيهما وقرأ الباقون بغير تنوين على الإضافة.

واختلفوا في مجراها فقرأها حمزة والكسائي وخلف وحفص بفتح الميم وقد غلط من حكى فتح الميم عن الدجواني عن أصحابه عن ابن ذكوان من المؤلفين وشبههم في ذلك والله أعلم أنهم رأوا فيها عنه الفتح والإمالة فظنوا فتح الميم وليس كذلك بل إنما أريد فتح الراء وإمالتها فإنه روى عن أصحابه عن ابن ذكوان فيها الفتح والإمالة فالإمالة روايته عن الصورى والفتح روايته عن غيره وقد تقدم ذكرنا له في الإمالة وهذا مما ينبغي أن ينتبه له وهو مما لا يعرف إلا أئمة هذه الصناعة العالمون بالنصوص والعلل المطلعون على أحوال الرواة فلذلك أضرب عنه الحافظ أبو العلاء ولم يعتبره مع روايته له عن شيخه أبي العز الذي نص عليه في كتبه وبهذا يعرف مقدار المحققين وكذا فعل سبط الخياط وهو أكبر أصحاب أبي العز وابن سوار وأجلهم وقرأ الباقون بضم الياء وهم على أصولهم كما أثبتناه منصوصا مفصلا.

"واتفقوا" في (يا بني) حيث وقع وهو هنا وفي يوسف (وثلاثة) في لقمان وفي الصافات فروى حفص بفتح الياء في الستة، وافقه أبو بكر هنا ووافقه في الحرف الأخير من لقمان وهو قوله (يا بني أقم الصلاة) البزي وخفف الياء وسكنها فيه وقنبل وقرأ ابن كثير الأول من لقمان وهو (يا بني لا تشرك) بتخفيف الياء وإسكانها ولا خلاف عنه في كسر الياء مشددة في الحرف الأوسط وهو (يا بني إنها) وكذلك قرأ الباقون في الستة الأحرف.

وتقدم اختلافهم في إدغام (إركب معنا) وإظهاره من باب حروف قربت مخارجها.

وتقدم إشمام (قيل، وغيض) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (إنه عمل غير) فقرأ يعقوب والكسائي (عمل) بكسر الميم وفتح اللام (غير) بنصب الراء وقرأ الباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع الراء واختلفوا في (فلا تسئلن) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون وقرأ ابن كثير والدجواني عن أصحابه عن هشام بفتح النون إلا هبة الله بن سلامة المفسر انفرد عن الدجواني فكسر النون كالحلواني عن هشام وقرأ الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والدجواني إلا المفسرين وهم في إثبات الياء وحذفها على ما تقدم في باب الزوائد وسيأتي آخر السورة إن شاء الله تعالى.

وتقدم فإن (تولوا) للبزي.

واختلفوا في (من خزى يومئذ) هنا (ومن عذاب يومئذ) في المعارج فقرأ المدنيان والكسائي بفتح الميم فيهما وقرأ الباقون بكسرها منهما.

واختلفوا في (ألا إن ثمود) هنا وفي الفرقان (وعادا وثمود) وفي العنكبوت (وثمود وقد وقد تبين لكم) وفي النجم (وثمود فما أبقى) فقرأ وحمزة وحفص (ثمود) في الأربعة وبغير تنوين وافقهم أبو بكر في حرف (النجم) وانفرد أبو علي العطار شيخ ابن سوار عن الكناني عن الحربي عن ابن عون عن الصريفيني عن يحيى عنه فيه بوجهين أحدهما عدم التنوين والثاني بالتنوين وكذا قرأ الباقون في الأربعة وكل من نون وقف بالألف ومن لم ينون وقف بغير ألف وإن كانت مرسومة فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة لا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافا إلا ما أنفرد به أبو الربيع الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف بالألف.

واختلفوا في (ألا بعدا لثمود) فقرأ الكسائي بكسر الدال مع التنوين وقرأ الباقون بغير تنوين مع فتحها.

واختلفوا في (قال سلام) هنا والذريات، فقرأ حمزة والكسائي (سلم) بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف فيهما وقرأ الباقون بفتح السين واللام من غير ألف فيهما وقرأ الباقون بفتح السين واللام وألف بعدها وتقدم اختلافهم في إمالة (رأى) في بابها.

واختلفوا في (يعقوب قالت) فقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بنصب وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم اختلافهم في إشمام (سيء بهم) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (فأسر بأهلك) هنا والحجر، وفي الدخان (فأسر بعبادي) وفي طه والشعراء (أن أسر) فقرأ المدنيان وابن كثير بوصل اللف في الخمسة ويكسرون النون من أن للساكنين وصلا ويبتدئون بكسر الهمزة وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة وهم في السكت والوقف على أصولهم.

واختلفوا في (امرأتك) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع التاء وانفرد محمد ابن جعفر الأشنائي عن الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز بالرفع كذلك وقرأ الباقون بنصبها.

واختلفوا في (أصلواتك) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بحذف الواو على التوحيد وقرأ الباقون بإثباتها على الجمع.

وتقدم ذكر (يجرمنكم) في آخر آل عمران وانفرد أبي العلاء الهمداني بتخفيفه عن رويس ولعله سهو.

وتقدم ذكر (مكاناتكم) كلاها لأبي بكر في الأنعام.

وتقدم (لا تكلم) للبزي.

واختلفوا في (سعدوا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم السين وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (وإن كلا) فقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر بإسكان النون مخففة وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (لما) هنا ويس~ والزخرف والطارق فقرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم هنا والطارق وشددها في يس~ (لما جميع) ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز وشددها في الزخرف (لما متاع) عاصم وحمزة وابن جماز؛ واختلف فيه عن هشام فروى عنه المشارقة قاطبة وأكثر المغاربة تشديدها كذلك من جميع طرقه إلا أن الحافظ أبا عمرو الداني أثبت له الوجهين أعني بالتخفيف والتشديد في جامع البيان وأطلق الخلاف له في التيسير واقتصر له على الخلاف فقط في مفرداته قال في جامعه وبذلك يعني التخفيف قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام وقال لي التشديد اختيار من هشام (قلت) والوجهان صحيحان عن هشام (قلت والوجهان) صحيحان عن هشام فالتخفيف رواه إبراهيم بدن دجيم وابن أبي حسان نصا عن هشام عن ابن عامر ورواه الداني على شيخه أبي القاسم عبد العزيز الفارسي عن أبي طاهر بن عمر عن ابن أبي حسان عن هشام فخرج عن أن يكون من أفراد فارس ولكن الكتب مطبقة شرقا وغربا على التشديد له بلا خلاف وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وأبي القاسم وقرأ الباقون بتخفيف الميم في السور الأربعة ووجه تخفيف إن في هذه السورة أنها المخففة من الثقيلة وإعمالها مع التخفيف لغة البغض لبعض العرب كما نص عليه سيبويه ووجه تخفيف لما هنا أن اللام هي الداخلة في خبر إن المخففة والمشددة و"ما" زائدة واللام في ( ليوفينهم ) جواب قسم محذوف وذلك القسم في موضع خبر إن و (ليوفنيهم) جواب ذلك القسم المحذوف والتقدير: وإن كلا لأقسم ليوفيتهم، ووجه تشديد (لما) أنها لما الجازمة وحذف الفعل المجزوم الدلالة المعنى عليه والتقدير: وإن كلا من جزاء عمله ويدل عليه وله ليوفينهم ربك أعمالهم لما أخبر بانتقاص جزاء أعمالهم أكده بالقسم قالت العرب قاربت المدينة ولما: أي ولما أدخلها فحذف أدخلها الدلالة المعنى عليه والله أعلم.

واختلفوا في (وزلفا من) فقرأ أبو جعفر بضم بضم اللام وهي قراءة طلحة وشيبة وعيسى بن عمرو بن أبي إسحاق ورواية نصر ابن علي ومحبوب بن الحسن عن أبي عمر وقرأ الباقون بفتح اللام وهما لغتان مسموعتان في جمع (زلفة) وهي الطائفة من أول الليل كما قالوا ظلم في ظلمة ويسر في يسرة.

واختلفوا في (بقية) فروى ابن جماز بكسر الباء وإسكان القاف وتخفيف الياء وهي قراءة شيبة ورواية ابن أبي أويس عن نافع ورواها الداني عن إسماعيل عن نافع وقد ترجمها أبو حيان بضم الباء فوهم وقرأ الباقون بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء.

وتقدم اختلافهم في ( يرجع الأمر) في أوائل البقرة.

وتقدم اختلافهم في (عما يعملون) في الأنعام.

(وفيها من ياآت الإضافة ثمان عشرة) (إني أخاف) في الثلاثة (إني أعظك، إني أعوذ بك، شقاقي أن) فتح الستة المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (عني إنه، إني إذا، نصحي إن، ضيفي أليس) فتح الأربعة المدنيان وأبو عمرو (وأجري إلا) في الموضعين فتحهما المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص (أرهطى أعز) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان.

(واختلف) عن هشام (فطرني أفلا) فتحها المدنيان والبزي وانفرد أبو تغلب بذلك عن قنبل من طريق ابن شنبوذ.

كما تقدم (ولكني أراكم) و (إني أراكم) فتحهما المدنيان و البز، (إني أشهد الله) فتحهما المدنيان (وما توفيقي إلا بالله) فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر.

(وفيها من الزوائد أربعة) (فلا تسئلن) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمر وورش وأثبتها في الحالين يعقوب كما تقدم في بابه وانفرد صاحب المبهج عن أبي نشيط عن قالون (ثم لا تنظرون) أثبتها في الحالين يعقوب (ولا تخزون) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب وورد إثباتها لقنبل من طريق ابن شنبوذ، (يوم يأت) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو والكسائي وأثبتها ابن كثير ويعقوب في الحالين وحذفها الباقون في الحالين تخفيفا كما قالوا: لا أدر، ولا أبال؛ وقال الزمخشري إن الاجتزاء عن الياء بالكسر كثير في لغة هذيل.

سورة يوسف عليه السلام

تقدم سكت أبي جعفر على حروف الفواتح في بابه.

وتقدم اختلافهم في الراء في باب الإمالة.

وتقدم نقل الإمالة وتقدم نقل (قرآنا) لا بن كثير في بابه.

واختلفوا في (يا أبت) حيث جاء وهو في هذه السورة ومريم والقصص والصافات فقرأ بفتح التاء في السور أبو جعفر وابن عامر وقرأ الباقون بكسر التاء فيهن وتقدم اختلافهم في الوقف عليه من باب الوقف على الموسوم.

وتقدم مذهب ورش من طريق الأصبهاني في تسهيل همزة (رأيت، ورأيتهم).

وتقدمت قراءة أبي جعفر (أحد عشر) في التوبة.

وتقدم كسر (يا بني) لحفص في هود.

وتقدم (رؤياي، والرؤيا) لأبي جعفر وغيره في باب الهمز المفرد. وتقدمت إمالتها في باب الإمالة.

واختلفوا في (آيات للسائلين) فقرأ ابن كثير بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون بالألف على الجمع.

واختلفوا في (غيابات) في الموضعين فقرأ المدنيان بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد.

وتقدم تأمنا والخلاف فيه في أواخر باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (نرتع ونلعب) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وقرأ الباقون فيهما بالياء وكسر العين من (نرتع) المدنيان وابن كثير وأثبت قنبل فيها من الحالين بخلاف كما تقدم وأسكن الباقون العين.

وتقدم الخلاف في (ليحزيني) في آل عمران.

وتقدم اختلافهم في الذئب في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (يا بشراي) فقرأ الكوفيون (يا بشري) بغير إضافة وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف وتقدم اختلافهم في فتحها وإمالتها وبين اللفظين في بابه.

واختلفوا في (هيت لك) فقرأ المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح ومن غير همز "واختلف" عن هشام فروى الحلواني وحده من جميع عنه كذلك إلا أنه همز وهي التي قطع بها الداني في التيسير والمفردات ولم يذكر مكي ولا المهدوي ولا ابن سفيان ولا ابن شريح ولا صاحب العنوان ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواها وأجمع العراقيون أيضا عليها عن هشام من طريق الحلواني ولم يذكروها سواها وقال الداني في جامع البيان وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمزة وهم لكون هذه الكلمة إذا همزت صارت من التهيء فالتاء فيها ضمير الفاعل المسند إليه الفعل فلا يجوز غير ضمها (قلت) وهذا القول تبع فيه الداني أبا علي الفارسي فإنه قال في كتابه الحجة يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهما من الرواي لأن الخطاب من المرأة ليوسف ولم يتهيأ لها بدليل قوله (وراودته) وكذا تبعه على هذا القول جماعة وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الفارسي والقراءة صحيحة ورأيها غير واهم ومعناها تهيأ لي أمرك لأنها ما كانت تقدره على الخلوة به في كل وقت أو حسنت هيأتك ولك على الوجهين بيان أي لك أقول (قلت) وليس الأمر كما زعم أبو علي ومن تبعه والحلواني ثقة كبير حجة خصوصا فيما رواه عن هشام وقالون على أنه لم ينفرد بها على زعم من زعم بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر وروى الدجواني عن أصحابه عن هشام بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء وهي رواية إبراهيم بن عباد عن هشام قال الداني في جامعه وهذا هو الصواب (قلت) ولذلك جمع الشاطبي بين هذين الوجهين عن هشام في قصيدته فخرج بذلك عن طريق كتابه لتحري الصواب وانفرد

الهذلي عن هشام من طريق الحلواني بعد الهمز كابن ذكوان ولم يتابعه على ذلك أحد ذلك وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وضم التاء من غير همز وقرأ الباقون بفتح الهاء والتاء من غير همز فيها كسر الهاء وضم التاء من غير همز قراءة ابن محيصن وزيد ابن بحرية وغيرهم وفتح الهاء وكسر التاء من غير همز قراءة الحسن ورويناها عن ابن محيصن وابن عباس وغيرهم والصواب أن هذه السبع القراآت كلها في لغات في هذه الكلمة وهي اسم فعل بمعنى هلم وليست في شيء منها وفعلا ولا التاء فيها ضمير متكلم مخاطب وقال الفراء والكسائي (هيت) لغة وقعت لأهل الحجاز فتكلموا بها ومعناها تعال؛ وقال الأستاذ أبو حيان ولا يبعد أن يكون مشتقا من اسم اشتقوا من الحمل نحو سبحل وحمدل ولا يبرز ضميره لأنه اسم فعل بل يتين المخاطب بالضمير الذي يتصل باللام نحو (هيت لك ولك ولكما ولكم ولكن).

وتقدم (مثواي) في باب الإمالة.

واختلفوا في (المخلصين) حيث وقع وفي (مخلصا) في مريم فقرأ الكوفيون بفتح اللام منهما وافقهم المدنيان في (المخلصين) وقرأ الباقون بكسر اللام فيهما.

وتقدم (الخاطئين ومتكأ) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (حاش لله) في الموضعين، فقرا أبو عمرو بألف بعد الشين لفظا في حالة الوصل وقرأ بحذفها، واتفقوا عليها الحذف واتفقوا على الحذف وفقا اتباعا للمصحف واختلفوا في (قال رب السجن) فقرأ يعقوب بفتح السين وقرأ الباقون بكسرها.

(واتفقوا) على كسر السين في قوله تعالى (ودخل معه السجن فتيان، ويا صاحبي السجن) للموضعين وفي (فلبث في السجن بضع) لأن المراد بها والمحبس وهو المكان الذي يسجن فيه ولا يصح أن يراد به المصدر بخلاف الأول فإن إرادة المصدر فيه ظاهرة ولهذا قالوا أراد يعقوب بفتحه أن يفرق بين الاسم والمصدر والله أعلم.

وتقدم (ترزقانه) في باب هاء الكناية.

واختلفوا في (دأبا) فروى حفص بفتح الهمزة وقرأ الباقون بإسكانها.

واختلفوا في (وفيه يعصرون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم اختلافهم في همزتي (بالسوء إلا) في بابها.

واختلفوا في (حيث يشاء) فقرأ ابن كثير بالنون وقرأ الباقون بالياء.

واختلفوا في (لفتيته) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (لفتيانه) بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها وقرأ الباقون بتاء مكسورة بعد الياء من غير ألف.

واختلفوا في (نكتل) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (خير حافظا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (حافظا) بألف بعد الحاء وكسر الفاء وقرأ الباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف.

واختلفوا في (نرفع درجات من نشاء) فقرأ يعقوب بالياء وفيهما وقرأهما الباقون بالنون وتقدم بالنون.

وتقدم تنوين (درجات) للكوفيين في الأنعام.

وتقدم الخلف في (استأيسوا، ولا تأيسوا، إنه لا ييأس، وحتى إذا استيأس الرسل) عن البزي والحنبلي عن ابن وردان في باب الهمز.

وتقدم الخلاف في إمالة (يا أسفي) في باب الإمالة وكذا خلاف رويس في باب الوقف على المرسوم.

وتقدم اختلافهم في (إنك) لأنت يوسف في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم الخلاف في همز (خاطئين ورؤياي وكأين) في باب الهمز المفرد.

وكذا الخلاف في إمالة (رؤياي) في بابها وكذا الخلاف في (كأين) في آل عمران والوقف عليه من باب الوقف على مرسوم الخط.

واختلفوا في (يوحي إليهم) هنا وفي النحل والأول من الأنبياء (ويوحي إليهم) هنا وفي النحل والأول من الأنبياء و (يوحي إليه) ثاني الأنبياء فروى حفص بالنون وكسر الحاء في الأربعة على لفظ الجمع، وافقه في الثاني من الأنبياء حمزة والكسائي وخلف وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله.

وتقدم اختلافهم في (أفلا يعقلون) في الأنعام.

واختلفوا في (قد كذبوا) فقرأ أبو جعفر والكوفيون بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد.

واختلفوا في (فننجي من نشاء) فقرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم بنون واحدة على تشديد الجيم وفتح الياء وقرأ الباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم وتخفيف الجيم وإسكان الياء وأجمعت المصاحف على كنايته بنون واحدة.

(وفيها من ياآت الإضافة اثنان وعشرون) (ليحزنني أن) فتحها المدنيان وابن كثير (ربي أحسن، أراني أعصر، أراني أحمل، إني أرى سبع، إني أنا أخوك، أبي أو، إني أعلم) فتح السبع المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (أني أوفي) فتحها نافع واختلف عن أبي جعفر من روايتيه كما تقدم (وحزني إلى فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر (وبين إخوتي إن) فتحها أبو جعفر والأزرق عن ورش وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني عن الأصبهاني وعن هبة الله بن جعفر بن قالون بفتحها (سبيلي أدعوا) فتحها المدنيان (إني أراني) فيهما، (وربي إني تركت، نفسي إن النفس، رحم ربي إن، لي أبي، بي إنه، بي إذ أخرجني) فتح الثماني: المدنيان وأبو عمرو (آبائي إبراهيم، لعلي أرجع) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.

(وفيها من الزوائد ست) فأرسلون، ولا تقربون، وأن تفندون، أثبتهن في الحالين يعقوب، (حتى تؤتون) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمروا وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (نرتع) أثبتها قنبل بخلاف عنه في الحالين وكذلك (من يتق ويصبر) لقنبل والله أعلم.

سورة الرعد

تقدم سكت أبي جعفر على الفواتح في بابه وتقدم إمالة الراء في بابها.

وتقدم (يغشي) في الأعراف.

واختلفوا في (وزرع ونخيل صنوان) فقرأ البصريان وابن كثير وحفص بالرفع في الأربعة وقرأهن الباقون بالخفض.

واختلفوا في (يسقي) فقرأ يعقوب وابن عامر وعاصم بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (ونفصل) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وقرأ الباقون بالنون.

وتقدم اختلافهم في (الأكل وأكلها) في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (تعجب فعجب) في حروف قربت مخارجها.

وتقدم اختلافهم في (أئذا، أئنا) في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم وقف ابن كثير على (هاد ووال وواق) في باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (أم هل تستوي) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالياء مذكورا وقرأ الباقون بالتاء مؤنثا وتقدم ذكره في فصل اللام هل وبل.

واختلفوا في (ومما يوقدون عليه) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم (أفلم ييئس) للبزي وانفرد الحنبلي عن ابن وردان في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (وصدوا عن السبيل) هنا في المؤمن (وصد عن السبيل) فقرأ بضم الصاد فيهما يعقوب والكوفيون وقرأهما بالفتح الباقون.

واختلفوا في (ويثبت) فقرأ ابن كثير والبصريان وعاصم بتخفيف الباء وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (وسيعلم الكفار) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (الكافر) على التوحيد وقرأ الباقون على الجمع.

(وفيها من الزوائد أربع) (المتعال) أثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب وتقدم ما روى فيها شنبوذ عن قنبل من حذفها في الحالين وأثبتها وصلا في بابها (مآب ومتاب وعقاب) أثبت الثلاثة في الحالين يعقوب.

سورة إبراهيم عليه السلام

تقدم سكت أبي جعفر على الفواتح واختلافهم في إمالة الراء.

(واتفقوا) في (الله الذي) فقرأ المدنيان وابن عامر برفع الهاء في الحالين وافقهم رويس في الابتداء خاصة وقرأ الباقون بالخفض في الحالين.

وتقدم (تأذن) في باب الهمز المفرد.

وتقدم إسكان أبي عمرو (سبلنا) في البقرة.

وتقدم إمالة حمزة (خاف وخاب) في بابها.

وتقدم (الرياح) للمدنيين في البقرة.

واختلفوا في (خلق السموات والأرض) هنا (وخلق كل دابة) في النور فقرأ حمزة والكسائي وخلف (خالق) فيها بألف وكسر اللام ورفع القاف وخفض (السموات والأرض) وكل بعدهما وقرأ الباقون بفتح اللام والقاف من غير ألف ونصب السموات بالكسر والأرض وكل بالفتح.

واختلفوا في (بمصرخي) فقرأ حمزة بكسر الياء وهي لغة بني يربوع، نص على ذلك قطرب وأجازها وهو الفراء وإمام اللغة والنحو والقراءة أبو عمرو بن العلاء وقال أبو القاسم بن معن النحوي وهي صواب ولا عبرة بقول الزمخري وغيره ممن ضعفها أو لحثها فإنها قراءة صحيحة اجتمعت فيها الأركان الثلاثة وقرأ بها أيضا يحيى بن رئاب وسليمان ابن مهران الأعمش وحمران بن أعين وجماعة من التابعين وقياسها في النحو صحيح وذلك أن الياء الأولى وهي ياء الجمع جرت مجرى الصحيح لأجل الإدغام فدخلت ساكنة عليها ياء الإضافة وحركت بالكسر على الأصل في اجتماع الساكنين وهذه اللغة باقية شائعة ذائعة في أفواه أكثر الناس إلى اليوم يقولون ما في كذا يطلقونها في كل ياآت الإضافة المدغم فيها فيقولون ما على منك ولا أمرك إلى بعضهم يبالغ في كسرتها حتى تصير ياء.

وتقدم (أكلها) في البقرة عند (هزؤا) في بابها.

واختلفوا في (ليضلوا عن سبيله) هنا، وفي الحج (ليضل عن سبيل الله) في لقمان (ليضل عن سبيل الله) وفي الزمر (ليضل عن سبيله) فقرأ ابن كثير وأبو عمروا بفتح الياء في الأربعة (واختلف) عن رويس فروى التمار من كل طرقه إلا طريق أبي الطيب كذلك هنا والحج والزمر ومن طريق أبي الطيب بعكس ذلك بفتح الياء في لقمان (ليضل عن سبيل الله) وفي الزمر (ليضل عن سبيله) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء في الأربعة (واختلف) عن رويس فروى التمار من كل طرقه إلا طريق أبي الطبيب كذلك هنا والحج والزمر ومن طريق أبي الطيب بعكس ذلك بفتح في لقمان ويضم في الباقي وقرأ الباقون بالضم فيها.

وتقدم اختلافهم في (لا بيع فيه ولا خلال) عند (فلا خوف عليهم) أوائل البقرة.

وتقدم إمالة (عصاني) للكسائي في بابها.

(واختلف) عن هشام في (أفئدة من الناس) فروى الحلواني عنه من جميع طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة وهي رواية العباس بن الوليد البروتي عن أصحابه عن ابن عامر، قال الحلواني عن هشام هو من الوفود فإن كان قد سمع فعلى غير قياس وإلا فهو على لغة المشبعين من العرب الذين يقولون الدراهيم والصياريف وليست ضرورية بل لغة مستعملة وقد ذكر الإمام أبو عبد الله بن مالك في شواهد التوضيح الإشباع من الحركات الثلاثة لغة معروفة وجعل من ذلك قولهم بينا زيد قائم جاء عمرو أي بين أوقات قيام زيد، فأشبعت فتحة النون فتولد الألف وحكى القراءان من العرب من يقول أكلت لحا شاة أي لحم شاة، وقال بعضهم بل هو ضرورة، وإن هشاما سهل الهمزة كالياء فعبر الراوي عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة والمراد بياء عوض عنها ورد ذلك الحافظ الداني وقال إن النقلة عن هشام كانوا اعلم بالقراءة ووجوهها وليس يفضي بهم الجهل إلى أن يعتقد فيهم مثل هذا (قلت) ومما يدل على فساد ذلك القول أن تسهيل هذه الهمزة كالياء لا يجوز بل تسهيلها إنما يكون بالنقل ولم يكن الحلواني منفردا بها عن هشام بل رواها عنه كذلك أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر البكراوي شيخ ابن مجاهد وكذلك لم ينفرد بها هشام عن ابن عامر بل رواها عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره كما تقدم ورواها الأستاذ أبو محمد سبط الخياط عن الأخفش عن هشام وعن الدجواني عن أصحابه عن هشام وقال ما رأيته منصوصا في التعليق لكن قرأت به على الشريف أنهى. وأطلق الحافظ أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام وروى الدجواني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير وكذلك قرأ الباقون.

(واتفقوا) على قوله تعالى (وأفئدتهم هواء) أنه بغير لأنه جمع فؤاد وهو القلب أي قلوبهم فارغة من العقول وكذلك سائر ما ورد في القرآن ففرق بينهما وكذلك قال هشام هو من الوفود والله أعلم.

وانفرد القاضي أبو العلاء عن النخاس عن رويس (إنما يؤخرهم) بالنون وهي رواية أبي زيد وجبلة عن المفضل وقراءة الحسن البصري وغيره وروى سائر أصحاب النخاس وسائر أصحاب رويس بالياء وبذلك وقرأ الباقون.

واختلفوا فقرأ الكسائي بفتح اللام الأولى ورفع الثانية وقرأ الباقون بكسر الأولى ونصب الثانية.

(فيها من ياآت الإضافة ثلاث) (لي عليكم) فتحها حفص (لعبادي الذين) أسكنها ابن عامر وحمزة والكسائي وروح (إني أسكنت) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

(ومن الزوائد ثلاث) (وخاف وعيد) أثبتها وصلا ورش أثبتها في الحالين يعقوب (أشِركتمون) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب ورويت عن ابن شنبوذ لقنبل (وتقبل دعاء) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وحمزة وورش وأثبتها في الحالين يعقوب والبزي واختلف عن قنبل ولا كما وقفا كما تقدم.

سورة الحجر

تقدم سكت أبي جعفر وإمالة الراء.

واختلفوا في (ربما) فقرأ المدنيان وعاصم بتخفيف الباء وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم خلف رويس في (ويلههم الأمل) في سورة أم القرآن.

واختلفوا في (ما تنزل الملائكة) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي (الملائكة) بالنصب وروى أبو بكر بالتاء مضمومة وفتح النون والزاي (الملائكة) بالرفع وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء، وتقدم مذهب البزي في تشديد التاء وصلا من أواخر البقرة.

واختلفوا في (سكرت) فقرأ ابن كثير بتخفيف الكاف وقرأ الباقون بتشديدها،.

وتقدم (الريح لواقح) لحمزة وخلف في البقرة وتقدم المخلصين في يوسف.

واختلفوا في (صراط على مستقيم) فقرأ يعقوب بكسر اللام ورفع الياء وتنوينها وقرأ الباقون بفتح اللام من غير تنوين.

تقدم (جزء) في البقرة عند (هزؤا) لأبي بكر وفي باب الهمز المفرد لأبي جعفر.

واختلفوا عن رويس في (عيون ادخلوها) فروى القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس وهو أبو الطيب والشنبوذي ثلاثتهم عن التمار عن رويس بضم التنوين وكسر الخاء ما لم يسم فاعله فهي همزة قطع نقلت حركتها إلى تنوين وروى السعيدي والحمامي وكلاهما عن النخاس وهبة الله كلاهما عن التمار عنه بضم الخاء على أنه فعل أمر والهمزة للوصل وكذا قرأ الباقون وهم في عين عيوب والتنوين على أصولهم المتقدمة في البقرة ونقل الحافظ أبو العلاء الهمداني عن الحمامي أنه خير عن النخاس في ذلك.

وتقدم إبدال (نبئ عبادي) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

وتقدم (إنا نبشرك) لحمزة في آل عمران.

واختلفوا في (فيم تبشرون) فقرأ نافع وابن كثير بكسر النون وفتحها الباقون وشددها ابن كثير وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (تقنط وتقنطون وتقنطوا) فقرأ البصريان والكسائي وخلف بكسر النون وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم اختلافهم في (لمنجوهم) في الأنعام.

واختلفوا في (قدرنا إنها) وفي النمل (قدرناها) فروى أبو بكر بتخفيف الدال فيهما وقرأ الباقون بالتشديد فيهما.

وتقدم (جاء آل لوط) في الهمزتين من كلمتين والإدغام الكبير.

وتقدم (فأسر) في هو.

وتقدم (فاصدع) في النساء.

(وفيها من ياآت إضافية أربع) (عبادي إني أنا) (وقل إني أنا) فتح الياء في الثلاثة المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (وبناتي إن كنتم) فتحها المدنيان.

(ومن الزوائد ثنتان) (فلا تفحصون، ولا تخزون) أثُبتهما في الحالين يعقوب.

سورة النحل

تقدم اختلافهم في إمالة (أتى أمر الله) في بابها.

وتقدم اختلافهم في (عما يشركون) كليهما في يونس.

واختلفوا في (ينزل الملائكة) فروى روح بالتاء مفتوحة وفتح الزاي مشددة ورفع (الملائكة) كالمتفق عليه في سورة القدر وقرأ الباقون بالياء مضمومة وكسر الزاي ونصب الملائكة وهم في تشديد الزاي على أصولهم المتقدمة في البقرة فخففها منهم ابن كثير أبو عمرو ورويس.

واختلفوا في (بشق الأنفس) فقرأ أبو جعفر بفتح الشين وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (ينبت لكم) فروى أبو بكر بالنون وقرأ الباقون بالياء.

واختلفوا في (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) فقرأ ابن عامر برفع الأسماء الأربعة وافقه حفص في الحرفين الأخيرين وهما (والنجوم مسخرات) وقرأ الباقون بنصب الربعة وكسر تاء (مسخرات).

(واختلف) في (والذين تدعون) فقرأ يعقوب وعاصم بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

"واتفقوا" على (شركائي الذين) بالهمز وانفرد الداني عن النقاش عن أصحابه عن البزي بحكاية ترك الهمز فيه وهو وجه ذكره حكاية لا رواية وذلك أن الذين قرأ عليهم الداني هي الرواية من هذه الطرق وهم عبد العزيز الفارسي وفارس بن أحمد لم يقرئوه غلا بالهمز حسبما نصه في كتبه "نعم" قرأ بترك فيه على أبي الحسن وكن ومن طريق مضر والجندي عن البزي وقال في مفرداته والعمل على الهمز وبه آخذ ونص على عدم الهمز في أيضا وجها واحدا ابن شريح والمهدوي وابن سفيان وابنا غلبون وغيرهم وكلهم يروه من طريق أبي ربيعة ولا ابن الحباب وقد روى ترك الهمز فيه وما هو من لفظه وكذا (دعائي وورائي) في كل القرآن أيضا ابن فرح عن البزي وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا ولولا حكاية الداني له عن النقاش لم نذكره وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير: البزي بخلاف عنه وهو، خروج من صاحب التيسير ومن الشاطبي عن طرقهما المبنى عليها كتابهما وقد طعن النحاة في هذه الرواية بالضعف من حيث إن الممدود لا يقصر إلا في ضرورة الشعر "والحق" أن هذه القراءة ثبت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا فينبغي أن يكون قصر الممدود جائزا في الكلام على قتله كما قتلته كما قال بعض أئمة النحو وروى سائر الرواة عن البزي وعن ابن كثير إثبات الهمز فيها وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (تشاقون فيهم) فقرأ نافع بكسر النون وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (تتوفاهم الملائكة) في الموضعين فقرأ حمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير وقرأهما الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (يأتهم الملائكة) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء مذكرا وقرأ الباقون بالتاء مؤنثا كما تقدم في الأنعام.

واختلفوا في (لا يهدي من يضل) فقرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال.

(واتفقوا) على ضم الياء وكسر الضاد من (يضل) لأن المعنى أن من أصله الله يهتدي ولا هادي له على القراءتين.

وتقدم (كن فيكون) لابن عامر والكسائي في البقر.

وتقدم لأبي جعفر (لنبوأنهم) في باب الهمز المفرد.

وتقدم (نوحي إليهم) لحفص في يوسف.

وتقدم (فسلوا) في باب النقل.

وتقدم (أفأمن) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (أولم يروا إلى ما) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (يتفيؤا ظلاله عن) فقر البصريان بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

واختلفوا في (مفرطون) فقرأ المدنيان بكسر الراء وقرأ الباقون بفتحها وشددها أبو جعفر وخففها الباقون.

واختلفوا في (نسقيكم) هنا والمؤمنون فقرأ أبو جعفر بالتاء مفتوحة في الموضعين وقرأ الباقون بالنون وفتحها نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر فيها وضمها الباقون منهما "واتفقوا" على ضم حرف الفرقان وهو (ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا) على أنه من الرباعي مناسبة لما عطف عليه وهو قوله (لنحيي به بلدة ميتا) والله اعلم.

وتقدم (للشاربين) في الإمالة.

وتقدم (يعرشون) في الأعراف.

واختلفوا في (يجحدون) فروى أبو بكر ورويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم إدغام (جعل لكم) كل ما في هذه السورة لرويس وفاقا لأبي عمرو في الإدغام الكبير.

وتقدم في: (بطون أمهاتكم) لحمزة والكسائي في النساء.

واختلفوا في (ألم يروا إلى الطير) فقرا ابن عامر ويعقوب وحمزة وخلف بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (يوم ظعنكم) فقرأ ابن عامر والكوفيون بإسكان العين وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (رأى الذين ظلموا، ورأى الذين أشركوا) في باب الإمالة.

وتقدم (باق) لابن كثير في باب الوقف.

واختلفوا في (ليجزين الذين) فقرأ ابن كثير وأبو جعفر وعاصم بالنون واختلف عن ابن عامر فرواه النقاش عن الأخفش والمطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان كذلك وكذلك رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني وهي رواية عبد الله ابن أحمد بن الهيثم المعروف بدلبة عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على شيخه عبد العزيز الفارسي عن النقاش وكذلك روى الدجواني عن أصحابه عن هشام وبه نص سبط الخياط صاحب المبهج عن هشام من جميع طرقه وهذا مما انفرد به فإنا لا نعرف النون عن هشام من غير طريق الدجواني ورأيت في مفرده قراءة ابن عامر للشيخ الشريف أبي الفضل العباسي شيخ سبط الخياط ما نصه:

و (ليجزين) بالياء واختلف عنه والمشهور عنه بالياء وهذا خلاف قول السبط وقد قطع الحافظ أبو عمرو بتوهيم من روى والنون عن ابن ذكوان وقال لا شك في ذلك لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه بالياء وكذلك رواه عنه ابن شنبوذ وابن الأخرم وابن أبي حمزة وابن أبي داود وابن مرشد وابن عبد الرزاق وعامة الشاميين وكذا ذكره ابن ذكوان في كتابه بإسناد (قلت) ولا شك في صلة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة فقد قطع بذلك عنهما الحافظ الكبير أبو العلاء الهمداني كما رواه سائر المشارقة "نعم" نص المغاربة قاطبة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا بالباء وجها واحدا وكذا هو في العنوان والمجتبي لعبد الجبار والإرشاد والتذكرة لابن غلبون وبذلك قرأ الباقون.

(واتفقوا) على النون (ولنجزيهم أجرهم) لأجل (فلنحييه) قبله.

وتقدم تخفيف (بما ينزل) لابن كثير وأبي عمرو وإسكان (روح القدس) في البقرة لابن كثير عند (هزؤا).

وتقدم (يلحدون) في الأعراف.

واختلفوا في (فتنوا) فقرا ابن عامر بفتح الفاء والتاء وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر التاء.

وتقدم (الميتة و: فمن اضطر) لأبي جعفر وإبراهام في البقرة.

واختلفوا في (ضيق) هنا والنمل فقرأ ابن كثير بكسر الضاد وقرأ الباقون بفتحها.

(وفيها من الزوائد ثنتان) (فأرهبون، فاتقون) أثبتهما في الحالين يعقوب.

سورة الإسراء

اختلفوا في (ألا تتخذوا) فقرأ أبو عمرو بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (ليسؤا وجوهكم) فقرأ ابن عامر وحمزة وخلف وأبو بكر بالياء نصب الهمزة على لفظ الواحد وقرأ الكسائي بالنون ونصب الهمزة على لفظ الجمع للمتكلمين وقرأ الباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو الجمع.

وتقدم (ويبشر المؤمنين) لحمزة والكسائي في آل عمران.

واختلفوا في (ونخرج له) فقرأ أبو جعفر بالياء وضمها وفتح الراء وقرأ يعقوب بالباء وفتحها وضم الراء وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الراء.

(واتفقوا) على نصب (كتابا) ووجه نصبه على قراءة أبي جعفر (يخرج) مبنيا للمفعول قيل إن الجار والمجرور وهو له قام مقام الفاعل وقيل المصدر على حد قراءته (ليجزي قوما) فهو مفعول به والأحسن أن يكون حالا أي ويخرج الطائر كتابا وكذا وجه النصب على قراءة يعقوب أيضا فتفق القراءتان في التوجيه على الصحيح الفصيح الذي لا يختلف فيه والله أعلم.

واختلفوا في (ويلقاه) فقرأ أبو جعفر وابن عامر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف، وتقدم اختلافهم في إمالته في بابه.

وتقدم (إقرأ كتابك) لأبي جعفر.

واختلفوا في (أمرنا مترفيها) فقرأ يعقوب بمد الهمزة وقرأ الباقون بقصرها، (محظورا أنظر، ومسحورا أنظر) كلاهما في البقرة عند (فمن اضطر).

واختلفوا في (إما يبلغن) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (يبلغان) بألف مطولة بعد الغين وكسر النون على التثنية وقرأ الباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد.

وتقدم إمالة (كلاهما) في بابها.

واختلفوا في (أف) هنا والأنبياء والأحقاف فقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء من غير تنوين في الثلاثة وقرأ المدنيان وحفص بكسر الفاء مع التنوين وقرأ الباقون بكسر الفاء من غير تنوين فهن.

واختلفوا في (خطأ كبيرا) فقرأ ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها وقرأ أبو جعفر وابن ذكوان بفتح الخاء والطاء من غير ألف ولا مد "واختلف" عن هشام فروى الشذائي عن الدجواني وزيد بن علي من جميع طرقه غلا من طريق المفسر كذلك أعني مثل ابن ذكوان وبذلك قطع له صاحب المبهج من طرقه إلا الأخفش عنه. وروى عنه الحلواني من جميع طريقه وهبة الله المفسر عن الدجواني بكسر الخاء وإن كان الطاء وبذلك قرأ الباقون وحمزة على أصله في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفقا وهو غيره على أصولهم في السكت.

واختلفوا في (فلا يسرف) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (بالقسطاس) هنا والشعراء فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بكسر القاف في الموضعين وقرأ الباقون بضمها فيهما.

واختلفوا في (كان سيئة) فقرأ الكوفيون وابن عامر بضم الهمزة والهاء وإلحاقها الواو في اللفظ على الإضافة والتذكير وقرأ الباقون بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين على التوحيد.

وتقدم تسهيل الهمزة الثانية من (أفأصفيكم) للأصفهاني في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (وليذكروا) هنا والفرقان فقرا حمزة والكسائي وخلف بإسكان الذال وضم الكاف مع تخفيفها في الموضعين وقرأ الباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدها فيهما.

واختلفوا في (كما يقولون) فقرا ابن كثير وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في عما يقولون فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو الطيب عن التمار عن رويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (يسبح) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو الطيب عن التمار عن رويس بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث وتقدم (أئذا، أثنا) في باب الهمزتين في كلمة الموضعين.

وتقدم (زبورا) في النساء.

وتقدم (القرآن) في النقل وتقدم (للملائكة أسجدوا) في البقرة.

وتقدم (أأسجد) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (قال اذهب فمن) في باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (ورجلك) فروى حفص بكسر الجيم وقرأ الباقون بإسكانها.

واختلفوا في (أن يخسف بكم أو يرسل عليكم، أن يعيدكم فيرسل عليكم، فيغرقكم) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنون في الخمسة وقرأ الباقون بالياء إلا أبا جعفر ورويسا في (فيغرقكم) فقرأ بالتاء عى التأنيث وانفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن ابن وردان بتشديد الراء وهي قراءة ابن مقسم وقتادة والحسن في رواية.

وتقدم ذكر (الرياح) لأبي جعفر في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (أعمى) في الموضعين هنا من باب الإمالة.

وانفرد أبو الحسن بن العلاف عن أصحابه عن أبي العباس المعدل عن ابن وهب عن روح في (لا يلبثون) فضم الياء وفتح اللام وشدد الباء فخالف فيه سائر أصحاب روح وأصحاب ابن وهب وأصحاب المعدل وهي قراءة عطاء بن أبي رباح وروى سائر أصحاب روح بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف الياء وبذلك قرأ الباقون ولا خلاف في فتح الياء.

واختلفوا في (خلافك) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر (خلفك) بفتح الخاء وإسكان اللام من غير ألف وانفرد ابن العلاف عن أصحابه عن روح بالتخيير بين هذه القراءة وبين كسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم تخفيف (وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا) لأبي عمرو ويعقوب في البقرة.

واختلفوا في (ونأى) بجانبه هنا وفي فصلت فقرأ أبو جعفر وابن ذكوان بألف قبل الهمزة مثل: وناع، في الموضعين وقرأهما الباقون بألف بعد الهمزة.

وتقدم اختلافهم في إمالة النون والهمزة من باب الإمالة.

واختلفوا في (حتى تفجر لنا) فقر الكوفيون ويعقوب بفتح التاء وإسكان الفاء وضم الجيم وتخفيفها وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم وتشديدها.

"واتفقوا" على تشديد (فتفجر الأنهار) من أجل المصدر بعده والله أعلم.

واختلفوا في (كسفا) هنا والشعراء والروم وسبأ فقرأ المدنيان وابن عامر وعاصم بفتح السين هنا خاصة وكذلك روى حفص في الشعراء وسبأ وقرأ الباقون بإسكان السين في الثلاثة السور وأما حرف الروم فقرأه أبو جعفر وابن ذكوان بإسكان السين واختلف فيه عن هشام فروى الداجوني عن أصحابه عنه فتح السين قال الداني وبه كان يأخذ له وبذلك قرأ الداني من طريق الحلواني على شيخه فارس بن أحمد وهي رواية ابن عباد عن هشام وكذا روى الحافظ أبو العلاء والهذلي من جميع طرقه عن هشام وروى عنه ابن مجاهد من جميع طرقه الإسكان وبه قرأ الداني على شيخه أبي القاسم الفارسي وأبي الحسن بن غلبون وهو الذي لم يذكر ابن سفيان ولا المهدوي ولا ابن شريح ولا صاحب العنوان ولا مكي ولا غيرهم من المغاربة والمصريين عن هشام سواه ونص عليه صاحب المبهج وابن سوار عن هشام بكماله (قلت) والوجهان عنه وقرأ الباقون بفتح السين (واتفقوا) على إسكان السين في سورة الطور من قوله (وإن يروا كسفا) لوصفه بالواحد المذكر في قوله (ساقطا).

واختلفوا في (قل سبحان) فقرأ ابن كثير وابن عامر (قال) بالألف على الخبر وكذا هو في مصاحف أهل مكة والشام وقرأ الباقون (قل) يغبر ألف على الأمر وكذا هو في مصاحفهم.

واختلفوا في (لقد علمت) فقرأ الكسائي بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم اختلافهم في (قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن) في البقرة.

(وفيها من يا آت الإضافة واحدة) (ربي إذا) فتحها المدنيان وأبو عمرو.

(ومن الزوائد) ثنتان (لئن أخرتن) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (فهو المهتد) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب ورويس عن قنبل من طريق ابن شنبوذ.

سورة الكهف

تقدم سكت حفص على عوجا في بابه.

واختلفوا في (من لدنه) فروى أبو بكر بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء اللفظ وانفرد نفطويه عن الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بكسر الهاء من غير صلة وهي رواية خلف عن يحيى وقرأ الباقون بضم الهاء والدال وإسكان النون وابن كثير على أصله في الصلة بواو.

وتقدم (ويبشر المؤمنين) في آل عمران.

وتقدم (وهئ لنا ويهيئ لكم) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (مرفقا) فقرأ المدنيان وابن عامر بفتح الميم وكسر الفاء وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء وذكرنا ترقيق الراء لمن كسر الميم في باب الراآت.

واختلفوا في (تزاور) فقرأ ابن عامر ويعقوب (تزور) بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف مثل تحمر، وقرأ الكوفيون بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزاي.

واختلفوا في (ولملئت) فقرأ المدنيان وابن كثير بتشديد اللام الثانية وقرأ الباقون بتخفيفها وهم على أصولهم في الهمز.

وتقدم (رعبا) في البقرة.

واختلفوا في (بورقكم) فقرأ أبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر وروح بإسكان الراء وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (ثلثمائة سنين) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة؛ وقرأ الباقون بالتنوين.

واختلفوا في (ولايشرك) فقرأ ابن عامر بالخطاب وجزم الكاف على النهي وقرأ الباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر.

وتقدم (بالغدوة) لابن عامر في الإنعام.

وتقدم (متكئين) لأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

وتقدم (أكلها) في البقرة عند (هزؤا).

واختلفوا في (وكان له ثمر وأحيط بثمره) فقرأ أبو جعفر وعاصم وروح بفتح الثاء والميم وافقهم رويس في الأول وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما وقرأ الباقون بضم الثاء والميم في الموضعين.

وتقدم (أنا أكثر، وأنا أقل) عند (أنا أحي) من البقرة.

واختلفوا في (خيرا منها) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر منهما بميم بعد الهاء على التثنية وكذلك هي في مصاحفهم وقرأ الباقون بحذف الميم على الإفراد وكذلك في مصاحفهم.

واختلفوا في (لكنا هو الله) فقرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس (لكنا) بإثبات الألف بعد النون وصلا وقرأ الباقون بغير ألف ولا خلاف في إثباتها في الوقف اتباعا للرسم.

واختلفوا في (ولم تكن له) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

وتقدم اختلافهم في (الولاية) آخر الأنفال.

واختلفوا في (لله الحق) فقرأ أبو عمرو والكسائي برفع القاف وقرأ الباقون يخفضها.

وتقدم اختلافهم في (عقبا) عند (هزؤا) في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (الريح) في البقرة.

واختلفوا في (نسير الجبال) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامربالتاء وضمها وفتح الياء ورفع (الجبال) وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الياء ونصب (الجبال).

وتقدم (مال هذا الكتاب) في باب الوقف على المرسوم.

وتقدم (للملائكة اسجدوا) في البقرة.

واختلفوا في (ما أشهدتهم خلق) فقرأ أبو جعفر (أشهدناهم) بالنون والألف على الجمع للعظمة وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير ألف على ضمير المتكلم.

واختلفوا في (وما كنت متخذ المضلين) فقرأ أبو جعفر بفتح التاء وانفرد أبو القاسم الهذلي عن الهاشمي عن اسماعيل عن ابن جماز عنه بضم التاء وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (ويوم يقول) فقرأ حمزة بالنون وقرأ الباقون بالياء.

واختلفوا في (العذاب قبلا) فقرأ أبو جعفر والكوفيون بضم القاف والباء قرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء.

واختلفوا في (لمهلكهم) هنا وفي النمل (مهلك أهله) فروى أبو بكر بفتح الميم واللام التي بعد الهاء فيهما وروى حفص بفتح الميم وكسر اللام في الموضعين وقرأ الباقون بضم الميم وفتح اللام.

وتقدم (أنسانية) لحفص في باب هاء الكناية وتقدم إمالته في بابها.

واختلفوا في (مما علمت رشدا) فقرأ البصريان بفتح الراء والشين وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين.

(واتفقوا) على الموضعين المتقدمين من هذه السورة وهما (وهئ لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا) أنهما بفتح الراء والشين وقد سئل الإمام أبو عمرو بن العلاء عن ذلك فقال الرشد بالضم هو الصلاح وبالفتح هو العم وموسى عليه السلام وإنما طلب من الخضر عليه السلام العلم وهذا في غاية الحسن، ألا ترى إلى قوله تعالى (فإن آنستم منهم رشدا) كيف أجمع على فتحه؟ ولكن جمهور أهل اللغة على أن الفتح والضم في الرشد والرشد لغتان كالبُخل والبَخَل والسُّقْم والسَقَم والحُزْن والحَزَن فيحتمل عندي أن يكون الاتفاق على فتح الحرفين الأولين لمناسبة رؤس الآى وموزانتها لما قبل ولما بعد نحو (عجبا وعددا وأحدا) بخلاف الثالث فإنه وقع قبله علما وبعده صبرا فمن سكن فللمناسبة أيضا ومن فتح فالحاقا بالنظير والله تعالى أعلم.

واختلفوا في (فلا تسئلني) فقرأ المدنيان وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون وقرأ الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما اختلف عن ابن ذكوان فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريق الأخفش ومن طريق الأخفش ومن طريق الصوري وقد أطلق له الخلاف صاحب التيسير ونص في جامع البيان أنه قرأ بالحذف والإثبات جميعا على شيخه أبي الحسن بن غلبون وبالإثبات على فارس بن أحمد وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير وقد نص الأخفش في كتابه العام على إثباتها في الحالين وفي الخاص على حذفها فيهما وروى زيد عن الرملي عن الصوري حذفها في الحالين وهي رواية أحمد بن أنس واسحاق بن داود ومضر بن محمد كلهم عن ابن ذكوان وروى الإثبات عنه سائر الرواة وهو الذي لم يذكر في المبهج غيره وكذلك في العنوان وقال في الهداية روى عن ابن ذكوان حذفها في الحالين وإثباتها في الوصل خاصة وقال في التبصرة كلهم أثبت الياء في الحالين إلا ما روى عن ابن ذكوان أنه حذف في الحالين والمشهور الإثبات كالجماعة والوجهان جميعا في الكافي والتلخيص والشاطبية وغيرها وقد ذكر بعضهم عنه الحذف في الوصل دون الوقف ورواه الشهرزوري من طريق التغلبي عنه وروى آخرون الحذف فيها من طريق الداجوني عن هشام وهو وهم بلا شك انقلب عليهم من روايته عن ابن ذكوان والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء ووجه الحذف حمل الرسم على الزيادة تجاوز في حروف المد كما قرئ (وثمودا) بغير تنوين ووقف عليه يغبر ألف وكذلك (السبيلا والظنونا والرسولا) وغيرها مما كتب رسما وقرئ بحذفه في بعض القراآت الصحيحة وليس ذلك معدودا من مخالفة الرسم كما نبهنا عليه أول الكتاب وفي مواضعمن الكتاب والله أعلم.

واختلفوا في (لتغرق أهلها) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وفتحها الراء (وأهلها) بالرفع وقر الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء ونصب (أهلها).

واختلفوا في (زاكية) فقرأ الكوفيون وابن عامر وروح بغير ألف بعد الزاي وتشديد الياء وقرأ الباقون بالألف وتخففي الياء.

وتقدم اختلافهم في (نكرا) عند (هزؤا) من البقرة.

واختلفوا على (فلا تصاحبني) إلا ما انفرد به هبة الله بن جعفر عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء وهي رواية زيد وغيره عن يعقوب.

واختلفوا في (من لدني) فقرأ المدنيان بضم الدال وتخفيف النون وروى أبو بكر بتخفيف النون واختلف عنه في ضمة الدال فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها وبه ورد النص عن العليمي وعن موسى بن حزام عن يحيى وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني ولم يذكر غيره في التيسير وتبعه على ذلك الشاطبي وهو الذي في الكافي والتذكرة والهداية وأكثر كتب المغاربة وكذا هو في كتب ابن مهران وكتب أبي العز وسيط الخياط وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال وهو الذي نص عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني والأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو القاسم الهذلي وغيرهم ونص عليهما جميعا الحافظ أبو عمرو الداني في مفرداته وجامعه وقال فيه والإشمام في هذه الكلمة يكون إيماءا بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وقبل كسر النون كما لخصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال فلا يخلص لها سكون بل هي على ذلك في زنة المتحرك وإذا كان إيماءا كانت النون المكسورة نون (لدن) الأصلية كسرت لسكونها وسكون الدال قبلها وأعمل العضو بينهما ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم بل هي المحذوفة تخفيفا لزيادتها وإذا كان إشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب ياء المتكلم لملازمتها إياها كسرت كسر بناء وحذفت الأصلية قبلها للتخففي (قلت) وهذا قول لا مزيد على حسنه وتحقيقه وهذان الوجهان مما اختص بهما هذا الحرف كما أن حرف أول السورة وهو (من لدنه) يختص بالإشمام ليس إلا ومن أجل الصلة بعد النون وكذلك ما ذكره ابن سوار عن أبي بكر في قوله (من لدن حكيم) في سورة النمل وهو مما انفرد به من طرقه عن يحيى والعلمي وهو مختص بالاختلاس ليس إلا من أجل سكون النون فيه فلذلك امتنع فيه الإشمام وقرأ الباقون بضم الدال وتشديد النون.

واختلفوا في (لاتخذت) فقرأ البصريان وابن كثير (لتخذت) بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف وصل وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتح الخاء وألف وصل وتقدم اختلافهم في إظهار ذاله في باب حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (أن يبدلها) هنا وفي التحريم (أن يبدله) وفي ن~ (أن يبدلنا) فقرأ المدنيان وأبو عمرو بتشديد الدال في الثلاثة وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن.

وتقدم اختلافهم في (رحما) عند (هزؤا) من البقرة وكذا (عسرا ويسرا).

واختلفوا في (فأتبع سببا، ثم اتبع سببا) في المواضع الثلاثة فقرأ ابن عامر والكوفيون بقطع الهمزة وإسكان التاء فيهن وقرأ الباقون بوثل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وانفرد بذلك الشذائي عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان لم يروه غيره.

واختلفوا في (عين حامية) فقرأ نافع وابن كثير والبصريان وحفص بغير ألف بعد الحاء وهمز الياء وقرأ الباقون بالألف وفتح الياء من غير همز.

واختلفوا في: (جزاء الحسنى) فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص بالنصب والتنوين وكسره للساكنين وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين.

واختلفوا في (بين السدين) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وقرأ الباقون بضمها.

واختلفوا في (يفقهون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الياءوكسر القاف وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف.

وتقدم اختلافهم في (يأجوج ومأجوج) في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (خراجا) هنا والحرف الأول من المؤمنون فقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الراء وألف بعدها في الموضعين وقرأ االباقون بإسكان الراء من غير ألف فيهما وقرأ ابن عامر (فخرج ربك) ثاني المؤمنين بإسكان الراء وقرأ الباقون بالألف.

واختلفوا في (سدا) هنا وفي الموضعين من يس فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بفتح السين في الثلاثة وافقهم ابن كثير وأبو عمرو هنا وقرأ الباقون بضم السين في الثلاثة.

وتقدم إظهار (مكنني) لابن كثير في آخر باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (ردما آتوني زير، وقال آتوني أفرغ) فروى ابن حمدون عن يحيى وروى العليمي كلاهما عن أبي بكر بكسر التنوين في الأول وهمزة ساكنة بعده وبعد اللام في الثاني من المجيء والابتداء على هذه الرواية بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة الساكنة بعدها ياءا وافقهما حمزة في الثاني وبذلك قرأ الداني أعنى في رواية أبي بكر على فارس بن أحمد وهو الذي اختاره في المفردات ولم يذكر صاحب العنوان غيره وروى شعيب الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من (الإعطاء) هذا الذي قطع به العراقيون قاطبة وبذلك قرأ الباقون فيهما وكذا روى خلف عن يحيى وهي رواية الأعشى والبرجمي وهارون بن حاتم وغيرهم عن أبي بكر وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا وهو الذي في التذكرة وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وبعضهم قطع له بالوصل في الأول وجها واحدا وفي الثاني بالوجهين وهو الذي ذكره في التييسر وتبعه على ذلك الشاطبي وبعضهم أطلق له الوجهين في الحرفين جميعا وهو في الكافي وغيره (قلت) والصواب هو الأول والله تعالى أعلم.

واختلفوا في الصدفين فقرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر بضم الصاد والدال وروى أبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال وقرأ الباقون بفتحهما.

واختلفوا في (فما استطاعوا) فقرأ حمزة بتشديد الطاء يريد (فما استطاعوا) فأدغم التاء في الطاء وجمع بين ساكنين وصلا والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع قال الحافظ أبو عمرو ومما يقوى ذلك ويسوغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعه واحدة صار بمنزلة حرف متحرك فكأن الساكن الأول قد ولى متحركا وقد تقدم مثل ذلك في إدغام أبي عمرو وقراءة أبي جعفر وقالون والبزي وغيرهم فلا يجوز إنكاره.

وتقدم دكا للكوفيين في الأعراف.

واختلفوا في (أن تنفد) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

(وفيها من يا آت الإضافة تسع) (ربي أعلم، بربي أحدا، بربي أحدا) في الموضعين (ربي أن يؤتين) فتح الأربعة المدنيان وابن كثير وأبو عمرو، (وستجدني إن) فتحها المدنيان (معي صبرا) في الثلاثة فتحها حفص (من دوني أولياء) فتحها المدنيان وأبو عمرو.

(ومن الزوائد ست) المهتد أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب ووردت عن ابن شنبوذ عن قنبل (أن يهدين وأن يؤتين وأن تعلمن) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (إن ترن) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وقالون والأصبهاني عن ورش وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (ماكنا نبغ) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو والكسائي وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

(وأما فلا تسئلني فليست من الزوائد وتقدم الكلام على حذفها في موضعها والله الموفق).

سورة مريم عليها السلام

تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على الحروف.

وتقدم اختلافهم في إمالة (ها، و: يا) من باب الإمالة.

وتقدم مذاهبهم في جواز المد والتوسط والقصر في (عين) في باب المد والقصر.

وتقدم اختلافهم في إدغام (صاد ذكر).

وتقدم اختلافهم في همز (زكريا) في آل عمران.

واختلفوا في (يرثني ويرث) فقرأ أبو عمرو والكسائي بجزمهما وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (يبشرك) لحمزة في آل عمران واختلفوا في (عتيا، وجثيا، وصليا، وبكيا) فقرأ حمزة والكسائي بكسر أوائل الأربعة وافقهما حفص إلا في (بكيا) وقرأ الباقون بضم أوائلهن.

واختلفوا في (وقد خلقتك) فقرأ حمزة والكسائي (خلقناك) بالنون والألف على لفظ الجمع وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ التوحيد.

وتقدم إمالة المحراب في بابها.

واختلفوا في (لأهب لك) فقرأ أبو عمرو ويعقوب وورش بالياء بعد اللام واختلف عن قالون فروى ابن أبي مهران من جميع طرقه عن الحلواني عنه كذلك إلا من طريق أبي العلاف والحمامي وكذا روى ابن ذؤابة والقزاز عن أبي نشيط وكذا رواه ابن بويان من جميع طرقه عن أبي نشيط إلا من طريق فارس بن أحمد والكارزيني وهو الذي لم يذكر في الكافي والهادي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات وأكثر كتب المغاربة لقالون سواه خصوصا من طريق أبي نشيط وكذا هو في كفاية سبط الخياط وغاية أبي العلاء لأبي نشيط ورواه ابن العلاف والحمامي عن ابن أبي مهران عن الحلواني وكذا روى ابن الهيثم عن الحلواني وهو الذي لم يذكر في المبهج وتلخيص العبارات عن الحلواني سواه وكذلك رواه فارس والكارزيني من طريق أبي نشيط وهو الذي لم يذكر في التيسير عن أبي نشيط سواه وقال في جامع البيان إنه هو الذي قرأ به في رواية القاضي وأبي نشيط والشحام عن قالون وبذلك قرأ الباقون وقد وهم الحافظ أبو العلاء في تخصيصه الياء بروح دون رويس كما وهم ابن مهران في تخصيصه ذلك برويس دون روح فخالفا سائر الأئمة وجميع النصوص بل الصواب أن الياء فيه ليعقوب بكماله "نعم" الوليد عن يعقوب بالهمزة والله أعلم.

وتقدم اختلافهم في مت من آل عمران.

واختلفوا في (كنت نسيا) فقرأ حمزة وحفص بفتح النون وقر الباقون بكسرها.

واختلفوا في من تحتها فقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف وحفص وروح بكسر اليم وخفض التاء وقرأ الباقون بفتح اليم ونصب التاء.

واختلفوا في تساقط فقرأ حمزة بفتح التاء والقاف وتخفيف السين ورواه حفص بضم التاء وكسر القاف وتخفيف السين أيضا وقرأ يعقوب بالياء على التذكير وفتحها وتشديد السين وفتح القاف واختلف عن أبي بكر فرواه العليمي كقراءة يعقوب وكذا رواه أبو الحسن الخياط عن شعيب عن يحيى عنه ورواه سائر أصحاب يحيىبن آدم عنه عن أبي بكر كذلك إلا أنه بالتأنيث وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم إمالة آتاني وأوصاني في بابه.

واختلفوا في قول الحق فقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب اللام وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (كن فيكون) لابن عامر في البقرة.

واختلفوا في (وأن الله ربي) فقر الكوفيون وابن عامر وروح بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (ابراهيم) في البقرة (ويا أبت) في سورة يوسف وفي باب الوقف على المرسوم.

وتقدم مخلصا في يوسف للكوفيين.

وتقدم (تدخلون الجنة) في النساء.

واختلفوا في نورث فروى رويس بفتح الواو وتشديد الراء وقرأ الباقون بالإسكان والتخفيف.

وتقدم اختلافهم في أإذا مامت في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في أولا يذكر الإنسان فقرأ نافع وابن عامر وعاصم بتخفيف الذال والكاف مع ضم الكاف وقرأ الباقون بتشديدهما وفتح الكاف.

وتقدم (ننجي الذين) في الأنعام ليعقوب والكسائي.

(واختلف) في خير مقاما فقرأ ابن كثير بضم الميم وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم ورئيا في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في ولدا جميع ما في هذه السورة وهو (مالا وولدا. الرحمن ولدا، دعو للرحمن ولدا، أن يتخذ ولدا) أربعة أحرف وفي الزخرف (إن كان للرحمن ولد) فقرأ حمزة والكسائي بضم الواو وإسكان اللام في الخمسة وقرأ الباقون بفتح الواو واللام فيهن ونذكر حرف نوح في موضعه إن شاء الله.

واختلفوا في (تكاد السموات) هنا وفي عسق فقرأ نافع والكسائي بالياء على التذكير فيهما وقرأهما الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (ينفطرن) هنا وفي عسق فقرأ المدنيان وابن كثير والكسائي وحفص هنا بالتاء وفتح الطاء مشددة وكذلك قرأ الجميع في عسق سوى أبي عمرو ويعقوب وأبي بكر فقرؤا بالنون وكسر الطاء مخففة وكذلك قرأ الباقون هنا أعنى غير نافع وأبي جعفروابن كثير والكسائي وحفص.

وتقدم (لنبشر به) لحمزة في آل عمران.

(فيها من يا آت الإضافة ست) (من ورائي وكانت) فتحها ابن كثير (لي آية) فتحها المدنيان وأبو عمرو (إني أعوذ، إني أخاف) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو آتاني الكتاب أسكنها حمزة (ربي إنه كان) فتحها المدنيان وأبو عمرو وليس فيها من الزوائد شيء.

سورة طه

تقدم اختلافهم في إمالة الطاء والهاء رؤوس أي هذه السورة في باب الإمالة.

وتقدم مذهب أبي جعفر في السكت عليهما.

وتقدم ضم هاء (لأهله امكثوا) لحمزة في باب هاء الكناية.

واختلفوا في (إني أنا ربك) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم الوقف على الواد المقدس في باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في طوى هنا والنازعات فقرأ ابن عامر والكوفيون بالتنوين فيهما وقرأ الباقون بغير تنوين في الموضعين.

واختلفوا في (أنا اخترتك) فقرأ حمزة وأنا بتشديد النون اخترناك بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع وقرأ الباقون أنا بتخفيف النون اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف عى لفظ الواحد.

واختلفوا في (أخي اشدد) وفي (واشركه) فقرأ ابن عامر بقطع همزة اشدد وفتحها وضم همزة اشركه مع القطع واختلف عن عيسى بن وردان فروى النهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب عن الفضل كذلك وكذا رواه أبو القاسم الهذلي عن الفضل من جميع طرقه يعني عن ابن وردان وروى سائر أصحاب ابن وردان عنه يوصل همزة اشدد وابتدائها بالضم وفتح همزة اشركه وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم عن رويس إدغام (نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت) موافقة لأبي عمرو في باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (ولتصنع على) فقرأ أبو جعفر بإسكان اللام وجزم العين فيجب له إدغامها وقرأ الباقون بكسر اللام والنصب وقد انفرد الهذلي بذلك لأبي جعفر في غير طريق الفضل نعم هو كذلك للعمري وتقدم إدغام رويس العين موافقة لأبي عمرو في باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (الأرض مهادا هنا) وفي الزخرف فقرأ الكوفيون بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف في الموضعين وانفرد ابن مهران بذلك عن روح وغلط فيه وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها فيها.

(واتفقوا) على الحرف الذي في النبأ أنه كذلك اتباعا لرؤوس الآى بعده.

واختلفوا في (لانخلفه) فقرأ أبو جعفر بإسكان الفاء جزما فتمتنع الصلة له لذلك وقرأ الباقون بالرفع والصلة.

واختلفوا في سوى فقرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم وحمزة وخلف بضم السين وقرأ الباقون بكسرها وتقدم اختلافهم في الوقف عليها في باب الإمالة.

واختلفوا في فيسحتكم فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس بضم الياء وكسر الحاء وقرأ الباقون بفتحهما.

وتقدم إمالة (خاب) لحمزة وابن عامر بخلاف عنه في بابها.

واختلفوا في (قالوا إن) فقرأ ابن كثير وحفص بتخفيف النون وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (هذان) فقرأ أبو عمرو (هذين) بالياء وقرأ الباقون بالألف وابن كثير على أصله في تشديد النون.

واختلفوا في (فأجمعوا كيدكم) فقرأ أبو عمر بوصل الهمزة وفتح الميم وقرأ الباقون بالقطع وكسر الميم.

واختلفوا في (يخيل إليه) فروى ابن ذكوان وروح بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير وأهمل ابن مجاهد وصاحبه ابن أبي هاشم ذكر هذا الحرف في كتبهما فتوهم بعضهم الخلاف في ذلك لابن أبي هاشم ذكر هذا الحرف في كتبهما فتوهم بعضهم الخلاف في ذلك لابن ذكوان وليس عنه فيه خلاف.

واختلفوا في (تلقف) فروى ابن ذكوان رفع الفاء وروى حفص إسكان اللام مع تخفيف القاف كما تقدم في الأعراف وقرأ الباقون بالجزم والتشديد والبزي على أصله في تشديد التاء وصلا كما تقدم.

واختلفوا في (كيد ساحر) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (سحر) بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف وقرأ الباقون بالألف وفتح السين وكسر الحاء.

وتقدم اختلافهم في (أأمنتم) في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم اختلافهم في (يأته مؤمنا) في باب هاء الكناية.

وتقدم (أن أسر) لابن كثير والمدنيين في هود.

واختلفوا في (لاتخاف دركا) فقرأ حمزة (تخف) بالجزم وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (أنجيتاكم وواعدنا ورزقناكم) بالجزم وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (أنجيتاكم وواعدنا وزقناكم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (أنجيتكم وواعدتكم ورزقتكم) بالتاء مضمومة على لفظ الواحد من غير ألف في الثلاثة وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وألف بعدها فيهن.

وتقدم حذف الألف بعد الواو من (واعدناكم) لأبي جعفر والبصريين في البقرة.

واختلفوا في (فيحل عليكم، ومن يحلل) فقرأ الكسائي بضم الحاء من (فيحل) واللام من (يحلل) وقرأ الباقون بكسر الحاء واللام منهما.

(واتفقوا) على كسر الحاء من قوله (أم أردتم أن يحل عليكم) لأن المراد به الجواب لا النزول.

واختلفوا في (على أثرى) فروى رويس بكسر الهمزة وإسكان الثاء وقرأ الباقون بفتحهما.

واختلفوا في (يملكنا) فقرأ المدنيان وعاصم بفتح الميم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضمها وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (حملنا أوزارا) فقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر وروح بفتح الحاء والميم مخففة وقرأ الباقون بضم الحاء وكسر الميم مشددة.

وتقدم (يابنؤم) في الأعراف.

واختلفوا في (يبصروا به) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم اختلافهم في إدغام (فنبذتها) في باب حروف قربت مخارجها وكذا (فاذهب فإن).

واختلفوا في (لن تخلقه) فقرأ ابن كثير والبصريان بكسر اللام وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (لنحرقنه) فقرأ أبو جعفر بإسكان الحاء وتخفيف الراء وقرأ الباقون بفتح الحاء وتشديد الراء وروى ابن وردان عنه بفتح النون وضم الراء وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانفرد ابن سوار بهذا عن ابن جماز كما انفرد ابن مهران بالأولى عن ابن وردان والصواب كما ذكرناه وقرأ الباقون بضم النون وكسر الراء.

واختلفوا في (ينفخ في الصور) فقرأ أبو عمرو بالنون وفتحها وضم الفاء وقرأ الباقون بالياء وضمها وفتح الفاء.

واختلفوا في (فلا يخاف ظلما) فقرأ ابن كثير (يخف) بالجزم وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (يقضي إليك وحيه) فقرأ يعقوب (نقضي) بالنون وكسر الضاد وفتح الياء نصبا على تسمية الفاعل (وحيه) بالنصب وقرأ الباقون (يقضي) بالياء مضمومة وفتح الضاد ورفع (وجيه).

وتقدم (للملائكة اسجدوا) لأبي جعفر في البقرة.

واختلفوا في (إنك لا) فقرأ نافع وأبو بكر بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (ترضى) فقرأ الكسائي وأبو بكر بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (زهرة الحيوة) فقرأ يعقوب بفتح الهاء وقر الباقون بإسكانها.

واختلفوا في (أولم يأتهم) فقرأ نافع والبصريان وابن جماز وحفص بالتاء على التأنيث واختلف عن ابن وردان فرواها ابن العلاف وابن مهران من طريق ابن شبيب عن الفضل عنه كذلك وكذا رواه الحمامي عن هبة الله عنه ورواه النهرواني عن ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عنه بالياء على التذكير وبذلك قرأ الباقون.

"وفيها من ياآت الإضافة ثلاث عشرة) (إني آنست، إني أنا ربك، إنني أنا الله، لنفسي اذهب، في ذكري إذهبا) فتح الخمسة المدنيان وابن كثير وأبو عمروا (لعلي آتيكم) أسكنها الكوفيون ويعقوب، (ولي فيها) فتحها حفص والأزرق عن ورش، لذكري إن، يسر لي أمري، على عيني، إذ تمشي، برأسي إني) فتح الأربعة المدنيان وأبو عمرو، و (أخي أشدد) فتحها ابن كثير وأبو عمرو ومقتضى أصل مذهب أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه ولكني لم أجده منصوصا (حشرتني أعمى) فتحهما المدنيان وابن كثير.

"وفيها من الزوائد واحدة" (ألا تتبعن أفعصيت) أثبتها في الوصل دون الوقف نافع وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا وقد وهم ابن مجاهد في كتابه قراءة نافع حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون وهم في جامعه حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف، نبه على ذلك الحافظ أبو عمرو الداني.

سورة الأنبياء عليهم السلام

واختلفوا في (قل ربي يعلم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (قال) بألف على الخبر والباقون (قل) بغير ألف على الأمر ووهم فيه الهذلي وتبعه الحافظ أبو العلاء فلم يذكرا (قال) لخلف والله أعلم.

وتقدم (نوحي إليهم) لحفص في يوسف (وكذلك نوحي إليه) لحمزة والكسائي وخلف وحفص فيها أيضا.

واختلفوا في (أولم ير الذين كفروا) فقرأ ابن كثير (ألم) بغير واو وقرأ الباقون بالواو.

واختلفوا في (ولا تسمع الصم) فقرأ ابن عامر بتاء مضمومة وكسر الميم ونصب (الصم) وقرأ الباقون بالياء غيبا وفتحها وفتح الميم رفع (الصم) ونذكر حروف النمل والروم في النمل.

واختلفوا في (وإن كان مثقال حبة) هنا وفي لقمان (إنها إن تك مثقال حبة) فقرأ المدنيان برفع اللام في الموضعين وقرأ الباقون بالنصب فيهما.

وتقدم (ضياء) لقنبل في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (جذاذا) فقرأ الكسائي بكسر الجيم وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (فلوهم) في باب النقل.

وتقدم (أف لكم) في سبحان.

وتقدم (أئمة) في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في ليحصنكم فقرأ أبو جعفر وابن عامر وحفص بالتاء على التأنيث ورواه أبو بكر ورويس بالنون وقرأ الباقون بالياء على التذكر.

وتقدم (الرياح) لأبي جعفر في البقرة.

واختلفوا في (أن لن تقدر عليه) فقرأ يعقوب بالياء مضمومة وفتح الدال وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الدال.

واختلفوا في (ننجي المؤمنين) فقرأ ابن عامر وأبو بكر بنون واحدة وتشديد الجيم على معنى ننجي ثم حذفت إحدى المؤمنين تخفيفا كما جاء عن ابن كثير وغيره قراءة (ونزل الملائكة تنزيلا) في الفرقان قال الإمام أبو الفضل الرازي في كتابه اللوامح (نزل الملائكة) على حذف النون الذي هو فاء الفعل من (تنزيل) قراءة أهل مكة وقرأ الباقون بنونين الثانية ساكنة مع تخفيف الميم وقال ابن هشام في آخر توضيحه لما ذكر حذف إحدى التاءين من أول المضارع في نحو (نارا تلظى) وقد يجيء هذا الحذف وفي النون ومنه على الظهر قراءة ابن عامر وعاصم (وكذلك نجي المؤمنين) أصله ننجي بفتح النون الثانية وقيل الأصل ننجي بسكونها فأدغمت كأجاصة وإجانة وإدغام النون في الجيم لا يكاد يعرف انتهى.

واختلفوا في (وحرام على) فقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (وحرم) بكسر الحاء وإسكان الراء من غير ألف والباقون بفتح الحاء والراء وألف بعدها.

وتقدم (فتحت) في الأنعام وتقدم (يأجوج ومأجوج) لعاصم في الهمز المفرد.

وتقدم (يحزنهم) لأبي جعفر في آل عمران.

واختلفوا في (نطوي السماء) فقرأ أبو جعفر بالتاء مضمومة على التأنيث وفتح الواو ورفع السماء وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الواو ونصب (السماء).

واختلفوا في (السجل للكتاب) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (للكتب) بضم الكاف والتاء من غير ألف على الجمع وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء مع الألف على الإفراد.

وتقدم (الزبور) لحمزة وخلف في النساء.

واختلفوا في (قل رب) فروى حفص (قال) بالألف على الخبر وقرأ الباقون على الأمر من غير ألف.

واختلفوا في (رب احكم) فقرأ أبو جعفر بضم الباء ووجهة أنه لغة معروفة جائزة في نحو يا غلامي تنبيها على الضم، وأنت تنوي الإضافة وليس ضمه على أنه منادى مفرد كما ذكره أبو الفضل الرازي لأن هذا ليس من نداء النكرة المقبل عليها وقرأ الباقون بكسرها.

واختلف في (ما تصفون) فروى الصورى عن ابن ذكوان بالغيب وهي رواية التغلبي عنه ورواية المفضل عن عاصم وقراءة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى الأخفش عنه بالخطاب وبذلك قرأ الباقون.

(وفيها من ياآت الإضافة أربع) (إني إله) فتحهما المدنيان وأبو عمرو (ومن معي) فتحها حفص (مسني الضر، عبادي الصالحون) أسكنها حمزة.

(وفيها من الزوائد ثلاث) (فاعبدون) في الموضعين (فلا تستعجلون) أثبتهن في الحالين يعقوب.

سورة الحج

واختلفوا في (سكارى وما هم بسكارى) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (سكري) بفتح السين وإسكان الكاف من غير ألف فيهما وقرأ الباقون بضم السين وفتح الكاف وألف بعدها وهم في الإمالة على أصولهم.

واختلفوا في (ربت) هنا وحم~ السجدة فقرأ أبو جعفر (ربأت) بهمزة مفتوحة بعد الباء في الموضعين وقرأ الباقون بحذف بحذف الهمزة فيهما.

وتقدم (ليضل عن) في إبراهيم وانفرد ابن مهران عن روح بإثبات الألف في (خسر الدنيا) على وزن فاعل وخفض (الآخرة) وكذا روى زيد عن يعقوب وهي قراءة حميد ومجاهد وابن محيصن وجماعة إلا ابن محيصن ينصب (الآخرة).

واختلفوا في (ثم ليقضوا) فقرأ ابن عامر وأبو عمرو وورش ورويس بكسر اللام فيهما وافقهم قنبل في (ليقضوا) وانفرد ابن مهران بكسر اللام فيهما عن روح وكذلك انفرد فيهما الخبازي عن أصحابه عن الهاشمي عن ابن جماز عن أبي جعفر فخالفا سائر الناس في ذلك وقرأ الباقون بإسكان اللام فيهما.

وتقدم (الصابئين) لنافع وأبي جعفر في باب الهمز المفرد.

وتقدم (هذان) لابن كثير.

واختلفوا في (لؤلؤا) هنا وفاطر فقرأ عاصم والمدنيان بالنصب فيهما، وافقهم يعقوب هنا وقرأ الباقون بالخفض في الموضعين اختلافهم في إبدال همزته الساكنة في باب الهمز باب المفرد.

واختلفوا في (سواءً العاكف فيه) فروى حفص بنصب (سواء) وقرأ الباقون بالرفع في (ليوفوا، و ليطوفوا) فروى ابن ذكوان كسر اللام فيهما وقرأ الباقون بإسكانها منهما وروى أبو بكر فتح الواو وتشديد الفاء من (وليوفوا).

واختلفوا في (فتحفظه الطير) فقرأ المدنيان بفتح الخاء وتشديد الطاء وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الطاء.

وتقدم الخلاف عن أبي جعفر في (الريح) في البقرة.

واختلفوا في (منسكا) في الحرفين من هذه السورة فقرأ حمزة والكسائي وخلف بكسر السين فيهما وقرأ الباقون بفتحها منهما.

واختلفوا في (لن ينال الله، ولكن يناله) فقرأ يعقوب بالتاء على التأنيث فيهما وقرأهما الباقون بالياء على التذكير.

واختلفوا في (إن الله يدافع) فقرأ ابن كثير والبصريان (يدفع) بفتح الياء والفاء وإسكانها الدال من غير ألف وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها مع كسر الفاء.

واختلفوا في (أذن للذين) فقرأ المدنيان والبصريان وعاصم بضم الهمزة واختلف عن إدريس عن خلف فروى عنه الشطي كذلك وروى الباقون بفتحها وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (يقاتلون بأنهم) فقرأ المدنيان وابن عامر وحفص بفتح التاء مجهلا وقرأ الباقون بكسرها مسمى.

وتقدم (دفاع) للمدنيين ويعقوب في البقرة.

واختلفوا في (لهدمت صوامع) فقرأ المدنيان وابن كثير بتخفيف الدال وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم اختلافهم في إدغام التاء في فصل تاء التأنيث.

وتقدم اختلافهم في (كأين) وهمزة في الوقف عليه من آل عمران والهمز المفرد والوقف على الرسم.

واختلفوا في (أهلكناها) فقرأ البصريان (أهلكتها) بالتاء مضمومة من غير ألف وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وألف بعدها.

وتقدم إبدال همز (بئر) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (يعدون) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (معاجزين) هنا وفي الموضعين من سبأ فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتشديد الجيم من غير ألف في الثلاثة وقرأ الباقون بالتخفيف والألف فيهن.

وتقدم تخفيف (أمنيته) لأبي جعفر من البقرة.

وتقدم وقف يعقوب على (لهادي الذين) في بابه.

وتقدم تشديد (ثم قتلوا) لابن عامر في آل عمران.

وتقدم انفرادً ابن العلاف عن رويس في إدغام (عاقب بمثل) موافقة لأبي عمرو في الإدغام الكبير.

وتقدم اختلافهم في (مدخلا) من النساء (ورؤف) في البقرة.

(وإنما يدعون) هنا ولقمان فقرأ البصريان وحمزة والكسائي وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (إن الذين تدعون) فقرأ يعقوب بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم ترجع الأمور في أوائل البقرة.

(وفيها من ياآت الإضافة ياء واحدة) (بيتي الطائفين) فتحهما المدنيان وهشام وحفص.

ومن الزوائد (ثنتان) (والباد) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وورش وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (نكير) أثبتها في الوصل وورش وفي الحالين يعقوب.

سورة المؤمنون

واختلفوا في (لأماناتهم) هنا والمعارج فقرأ ابن كثير فيهما بغير ألف على التوحيد وقرأهما الباقون بالألف على الجمع.

(واختلفوافي على صلواتهم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالتوحيد وقرأها الباقون بالجمع (واتفقوا) على الإفراد في الأنعام والمعارج لأنه لم يكتنفها فيهما ما اكتنفها في المؤمنون قبل وبعد من تعظيم الوصف في المتقدم وتعظيم الجزاء في المتأخر فناسب لفظ الجمع وكذلك قرأ به أكثر القراء ولم يكن ذلك في غيرها فناسب الأفراد والله أعلم.

واختلفوا في (عظاما فكسونا العظام) فقرأ ابن عامر وأبو بكر (عظما) و (العظم) بفتح العين وإسكان الظاء من غير ألف على التوحيد فيهما وقرأهما الباقون بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها.

واختلفوا في (طور سيناء) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وبكسر السين وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (تنبت بالدهن) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بضم التاء وكسر الباء وقرأ الباقون بفتح التاء وضم الباء.

وتقدم اختلافهم في (نسقيكم) من النحل.

وتقدم (من إله غيره) كلاهما في الأعراف.

وتقدم (من كل) في هود.

واختلفوا في (أنزلني منزلا) فروى أبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الزاي.

وتقدم (أن اعبدوا الله) في البقرة.

واختلفوا في (هيهات هيهات) فقرأ أبو جعفر بكسر التاء منهما وقرأ الباقون بفتحها فيهما وتقدم مذهبهم في الوقف عليهما في باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (تترا) فقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو بالتنوين وقرأ الباقون بغير تنوين وتقدم مذهبهم في إمالتها من بابه.

وتقدم اختلافهم في (ربوة) في البقرة.

واختلفوا في (وإن هذه أمتكم) فقرأ الكوفيون بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها وأسكن النون من (أن) مخففة ابن عامر وشددها الباقون.

وتقدم (نسارع، ويسارعون، وطغيانهم) في الإمالة،.

واختلفوا في (تهجرون) فقرأ نافع بضم التاء وكسر الجيم وقرأ الباقون بفتح التاء وضم الجيم.

وتقدم اختلافهم في (خراجا) وفي (فخراج ربك) في الكهف.

وتقدم اختلافهم في (إيذا متنا، وإينا لمبعوثون) في باب الهمزتين من كلمة،.

واختلفوا في (سيقولون الله، سيقولون الله) في الأخيرتين فقرأ البصريان بإثبات ألف الوصل قبل اللام فيهما ورفع الهاء من الجلالتين وكذلك رسما في المصاحف البصرية، نص على الحافظ وأبو عمرو وفي جامعه وقرأ الباقون (لله، لله) بغير ألف الهاء وكذا رسما في المصاحف الحجاز والشام والعراق "واتفقوا" على الحرف الأول أنه (لله) لأن قبله (قل لمن الأرض ومن فيها؟) فجاء الجواب على لفظ السؤال.

وتقدم (بيده) في هاء الكناية (تذكرون) وفي الأنعام.

واختلفوا في (عالم الغيب) فقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر برفع الميم واختلف عن رويس حالة الابتداء فروى الجوهري وابن مقسم عن التمار الرفع في حالة الابتداء وكذا روى القاضي أبو العلاء والشيخ أبو عبد الله الكارزيني كلاهما عن النخاس عنه والمنصوص له عليه في المبهج وكتب ابن مهران والتذكرة وكثير من كتب العراقيين والمصريين وروى باقي باقي أصحاب رويس الخفض في الحالين من اعتبار وقف ولا ابتداء وهو الذي في المستنير والكامل وغاية الحافظ أبي العلاء وخصصه أبو العز في إرشادية بغير القاضي أبي العلاء والواسطي وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم إدغام رويس في (فلا أنساب بينهم) موافقة لأبي عمرو في الإدغام الكبير.

واختلفوا في (شقوتنا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الشين والقاف وألف بعدها وقرأ الباقون بكسر الشين وإسكان القاف من غير ألف.

وتقدم (فاتخذتموهم) في الإدغام.

واختلفوا في (سخريا) هنا وص~ فقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف بضم السين في الموضعين وقرأ الباقون بكسرها فيهما "واتفقوا" على ضم السين في حرف الزخرف لأنه من السخرة لا من الهمز.

واختلفوا في (أنهم هم) فقرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (قال لكم) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي قل بغير ألف على الأمر وقرأ الباقون بالألف على الخبر.

واختلفوا في (قال أن) فقرأ حمزة والكسائي قال على الأمر وقرأ الباقون على الخبر.

وتقدم اختلافهم في إدغام (لثبتم) في باب حروف قربت مخارجها.

وتقدم (فسئل) في النقل.

واختلافهم في (يرجعون) أوائل البقرة.

(وفيها من ياآت الإضافة ياء واحدة) (لعلى أعمل) أسكنها الكوفيون ويعقوب.

(ومن الزوائد ست) (بما يكذبون) موضعان (فاتقون، أن يحضرون، رب ارجعون، ولا تكلمون) أثبتهن في الحالين يعقوب.

سورة النور

واختلفوا في (وفرضناها) فقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو بتشديد الراء و قرأ الباقون بتخفيفها.

(تذكرون) تقدم في الأنعام.

واختلفوا في (رأفة) هنا وفي الحديد فروى قنبل بفتح الهمزة واختلف عنه في الحديد فروى عنه ابن مجاهد إسكان الهمزة كالجماعة وروى عنه ابن شنبوذ بفتح الهمزة وألف بعدها مثل رعاف وهي رواية ابن جريح ومجاهد واختيار ابن مقسم واختلف عن البزي هنا فروى عنه أبو ربيعة تحريك الهمز كقنبل وروى عنه ابن الحباب إسكانها وبذلك قرأ الباقون وكلها لغات في المصادر إلا أنهم اتفقوا على الإسكان في الحديد سوى ما تقدم المفرد،

وتقدم (المحصنات) للكسائي في النساء.

واختلفوا في (أربع شهادات) الأول فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص برفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (أن لعنة الله، وأن غضب الله) فقرأ نافع ويعقوب بإسكان النون مخففة فيهما ورفع (لعنة) واختص نافع بكسر الضاد وفتح الباء من (غضب) وقرأ الباقون بتشديد النون فيهما ونصب (لعنة، وغضب).

واختلفوا في (والخامسة) الأخيرة فرواه حفص بالنصب وقرأ الباقون.

واختلفوا في (كبره) فقرأ يعقوب بضم الكاف وهي قراءة أبي رجاء وحميد بن قيس وسفيان الثورى ويزيد بن قطيب وعمرة بنت عبد الرحمن وقرأ الباقون بكسرها وهما مصدران لكبر الشيء أي عظم لكن المستعمل في السن الضم أي وقيل بالضم معظمه وبالكسر البداءة (بالإفك) وقيل الإثم.

وتقدم (إذ تلقونه، فإن تولوا) للبزي في البقرة.

وتقدم (رؤوف) في البقرة.

وتقدم خطوات فيها أيضا عند (هزؤا) ".

واتفقوا" على (ما زكى منكم) بفتح الزاي وتخفيف الكاف إلا ما رواه ابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح من ضم الزاي وكسر الكاف مشددة انفرد بذلك وهي رواية زيد عن يعقوب من طريق الضرير وهي اختيار ابن مقسم ولم يذكر الهذلي عن روح سواها فقلد ابن مهران وخالف سائر الناس وهم.

واختلفوا في (ولا يأتل) فقرأ أبو جعفر (يتأل) بهمزة مفتوحة بين التاء واللام مع تشديد اللام مفتوحة وهي قراءة عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة مولاه زيد بن أسلم وهي من الآلية على وزن فعيله من الألوة بفتح الهمزة وضمها وكسرها وهو الخلف أي ولا يتكلف الخلف أولا يحلف أو لو الفضل أن لا يؤتوا. دل على حذف لا خلو الفعل من النون الثقيلة فإنها تلزم في الإيجاب. وقرأ الباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام خفيفة إما من ألوت أي قصرت أي ولا تقصر أو من آليت أي خلقت يقال آلي وأتلى وتألى بمعنى فتكون القراءتان بمعنى، وذكر الإمام المحقق أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم القراب في كتابة علل القراآت أنه كتب في المصاحف (يتل) قال فلذلك ساغ الاختلاف فيه على الوجهين انتهى وهم في تخفيف الهمزة على أصولهم.

واختلفوا في (يوم تشهد) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

وتقدم (جيوبهن) عند ذكر (البيوت) في البقرة.

واختلفوا في (غيرأولى الأربة) فقرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو بكر بنصب الراء وقرأ الباقون بالخفض.

وتقدم (أيه المؤمنون) لابن عامر وكذلك اختلافهم في الوقف عليه في باب الوقف على الرسم.

وتقدم (إكراههن) لابن ذكوان في باب الإمالة.

وتقدم اختلافهم في (مبينات) كلاهما في سورة النساء.

وتقدم (كمشكاة) للدورى عن الكسائي في باب الإمالة.

واختلفوا في (درى) فقرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال مع المد الهمز وقرأ حمزة وأبو بكر بضم الدال والمد والهمز وقرأ الباقون بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز وحمزة على أصله في تخفيفه وفقا بالإدغام.

واختلفوا في (يوقد) فقرأ ابن كثير والبصريان وأبو جعفر بتاء مفتوحة وفتح الواو والدال وتشديد القاف وقرأ نافع وابن عامر وحفص بياء مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال على التذكير وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (يسبح) فقرأ ابن عامر وأبو بكر بفتح الباء بكسرها مسمى الفاعل.

اختلفوا في (سحاب، ظلمات) فروى البزي سحاب بغير تنوين (ظلمات) بالخفض وروى قنبل (سحاب) بالتنوين (ظلمات) بالخفض بدلا من (ظلمات) المتقدمة ويكون (بعضها فوق بعض) مبتدءا وخبرا في موضع الصفة لظلمات وقرأ الباقون (سحاب) منونا (ظلمات) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف.

واختلفوا في (يذهب بالأبصار) فقرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء فقيل إن ياء (بالأبصار) تكون زائدة كما هي في (ولا تلقوا بأيديكم) والظاهر أنها تكون بمعنى من كما جاءت في قول الشاعر (شرب النزيف ببرد ماء الحشرج) أي من يرد ويكون المفعول محذوفا أي يذهب النور من الأبصار وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء،.

وتقدم (خالق كل دابة) لحمزة والكسائي وخلف في إبراهيم.

وتقدم (ليحكم) الموضعين لأبي جعفر في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (يتقه) من باب هاء الكناية.

واختلفوا في (كما استخلف) فروى أبو بكر بضم التاء وكسر اللام ويبتدئ بضم همز الوصل وقرأ الباقون بفتحهما ويبتدئون بكسرها.

واختلفوا في (وليبدلهنهم) فقرأ ابن كثير ويعقوب وأبو بكر بتخفيف الدال وقرأ الباقون بالتشديد،.

وتقدم (لا تحسبن الذي) لابن عامر وحمزة في الأنفال وفتح السين وكسرها في البقرة.

واختلفوا في (ثلاث عوارات) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر (ثلاث) بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

"واتفقوا" على النصب في قوله (ثلاث مرات) المتقدم لوقوعه ظرفا والله أعلم.

وتقدم (بيوت) في البقرة و (بيوت أمهاتهم) لحمزة والكسائي في النساء.

وتقدم (ترجعون) ليعقوب في البقرة والله سبحانه وتعالى الموفق.

سورة الفرقان

تقدم (مال هذا الرسول) في الوقف.

واختلفوا في (جنة يأكل منها) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون وقرأ الباقون بالياء.

وتقدم اختلافهم في ضم التنوين وكسره من (مسحورا أنظر) في البقرة.

واختلفوا في (ويجعل لك) فقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر برفع اللام وقرأ الباقون بجزمها.

وتقدم ضيقا لابن كثير في الأنعام.

واختلفوا في (ويوم يحشرهم) فقرا أبو جعفر وابن كثير ويعقوب وحفص بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (فيقول) فقرأ ابن عامر بالنون وقرأ الباقون بالياء.

واختلفوا في (أن تتخذ) فقرأ أبو جعفر بضم النون وفتح الخاء وهي قراءة زيد بن ثابت وأبي الدراء وأبي رجاء وزيد بن علي وجعفر الصادق وإبراهيم النخعي وحفص بن عبيد ومكحول فقيل هو متعد إلى واحد كقراءة الجمهور وقيل إلى اثنتين والأول الضمير في (نتخذ) النائب عن الفاعل والثاني من أولياء ومن زائدة والأحسن ما قاله ابن جني وغيره (من أولياء) حالا ومن زائد لمكان النفي المتقدم كما يقول ما أتخذت زيدا من وكيل والمعنى ما كان لنا أن نعبد من دونك ولا نستحق الولاء والعبادة؛ وقرأ الباقون بفتح النون وكسر الخاء.

واختلف عن قنبل في (كذبوكم بما تقولون) فروى عنه ابن شنبوذ بالغيب وهي قراءة ابن حيوة ونص عليها ابن مجاهد عن البزي سماعا من قنبل وروى عنه ابن مجاهد بالخطاب وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (فما تستطيعون) فروى حفص بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (تشقق السماء) هنا وفي ق~ فقرأ أبو عمرو والكوفيون بتخفيف الشين فيهما وقرأ الباقون بالتشديد منهما.

واختلفوا في (ونزل الملائكة) فقرأ ابن كثير نبونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي ورفع اللام ونصب الملائكة وهي كذلك في المصحف المكي وقرا الباقون بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع (الملائكة) وكذلك هي في مصاحفهم واتفقواعلى كسر الزاي.

وتقدم (اتخذت) في الإدغام (ويا ويلتي) في الإمالة والوقف على المرسوم.

وتقدم (وثمودا) وفي هود.

وتقدم (هزؤا) في البقرة.

وتقدم (أفأنت) للأصبهاني و (الريح) لابن كثير في البقرة.

وتقدم اختلافهم في (نشرا) من الأعراف.

وتقدم (بلدة ميتا) لأبي جعفر في البقرة.

وتقدم (ليذكروا) لحمزة والكسائي وخلف في الإسراء.

واختلفوا في (لما تأمرنا) فقرأ حمزة والكسائي بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

(واختلفو) في (سراجا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم السين والراء من غير ألف على الجمع وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها على الأفراد.

واختلفوا في (أن يذكر) فقرأ حمزة وخلف بتخفيف الذال مسكنة وتخفيف الكاف مضمومة وقرأ الباقون بتشديدهما مفتوحين.

واختلفوا في (ولم يقتروا) فقرأ المدنيان وابن عامر بضم الياء وكسر التاء وقرأ ابن كثير والبصريان بفتح الياء وكسر التاء وقرأ الباقون بفتح الياء وضم التاء.

وتقدم (يفعل ذلك) لأبي الحارث في باب الإدغام الصغير.

واختلفوا في (يضاعف ويخلد) فقرأ ابن عامر وأبو بكر برفع الفاء والدال وقرأ الباقون بجزمها.

وتقدم تشديد العين لأبي جعفر وابن كثير ويعقوب وابن عامر من البقرة.

وتقدم (فيه مهانا) لحفص وفاقا لابن كثير في باب هاء الكناية.

واختلفوا في (وذرياتنا) فقرأ المدنيان وابن كثير ويعقوب وابن عامر وحفص بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على الإفراد.

واختلفوا في (ويلقون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بفتح اللام وتخفيف القاف وقرأ الباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.

وفيها من ياآت الإضافة ياآن: (يا ليتني أتخذت) فتحها أبو عمرو (وإن قومي اتخذوا) فتحها المدنيان وأبو عمرو والبزي وروح والله تعالى المستعان.

سورة الشعراء

تقدم اختلافهم في إمالة الطاء في بابها.

وتقدم السكت على الحروف في بابه وإظهار السين عند الميم في باب حروف قربت مخارجها من الإدغام الصغير.

واختلفوا في (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) فقرأ يعقوب بنصب القاف منهما وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (اتخذت) في الإدغام و (أرجه) في هاء الكناية و (أين لنا) في الهمزتين من كلمة.

واختلافهم في (نعم) من الأعراف.

وتقدم اختلافهم في (تلقف) فيها أيضا.

وتقدم اختلافهم في (آمنتم) من باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم أن أسر فى هود.

واختلفوا في (حاذرون) فقرأ الكوفيون وابن ذكوان بألف بعد الحاء واختلف عن هشام فروى عنه الدجواني وكذلك روى عنه الحلواني بحذف الألف وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم (عيون) كلاهما في البقرة عند (البيوت).

وتقدم اختلافهم في تراءى الجمعان من باب الإمالة.

واختلفوا في (واتبعك الأرذلون) فقرأ يعقوب (وأتباعك) بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة وضم العين وألف قبلها على الجمع وقرأ الباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة وفتح العين من غير ألف،.

وتقدم (جبارين) في الإمالة.

واختلفوا في (خلق الأولين) فقرأ أبو جعفر وابن كثير بفتح الخاء وإسكان اللام وقرأ الباقون بضم الخاء واللام.

واختلفوا في (فرهين) فقرأ الكوفيون وابن عامر بألف.

واختلفوا في (أصحاب الأ يكة) هنا وفي ص~ فقرأهما المدنيان وابن كثير وابن عامر بلام مفتوحة من غير ألف وصل قبلها ولا همزة بعدها وبفتح تاء التأنيث في الوصل مثل حيوة وطلحة وكذلك رسما في جميع المصاحف وقرأ الباقون بألف الوصل مع إسكان اللام وهمزة مفتوحة بعدها وخفض تاء التأنيث في الموضعين وحمزة في الوقف على أصله واتفقوا على حرفي الحجر أنهما بهذه الترجمة إجماع المصاحف على ذلك وورش ومن وافقه في النقل على أصلهم.

وتقدم اختلافهم في (بالقسطاس) في الإسراء.

وكذا (كسفا) لحفص فيها.

واختلفوا في (نزل به الروح الأمين) فقرأ يعقوب وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بتشديد الزاي ونصب (الروح والأمين) وقرأ الباقون بالتخفيف ورفعهما.

واختلفوا في (أولم يكن لهم آية) فقرأ ابن عامر (تكن) بالتاء على التأنيث (آية) بالرفع وقرا الباقون بالتذكير والنصب.

واختلفوا في و (توكل على العزيز) فقرأ المدنيان وابن عامر (فتوكل) بالفاء وكذلك هي في مصاحف المدينة والشام وقرأ الباقون بالواو وكذلك هي في مصاحفهم وتقدم (على من تنزل الشياطين تنزل) للبزي في البقرة.

وتقدم (يتبعهم) لنافع في الأعراف.

(وفيها من ياآت الإضافة ثلاث عشرة ياء) (إني أخاف) موضعان (ربي أعلم) فتح الثلاثة المدنيان وأبو عمرو وابن كثير (بعبادي إنكم) فتحهما المدنيان (عدولي إلا، واغفر لأبي إنه) فتحهما أبو عمرو والمدنيان (إن معي) فتحها حفص (ومن معي) فتحها حفص وورش (أجري إلا) في الخمسة فتحها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص.

(ومن الزوائد ست عشرة) (أن يكذبون، أن يقتلون، سيهدين، فهو يهدين. ويسقين، فهو يشفين، ثم يحيين، كذبون، وأطيعون) في ثمانية مواضع أثبت الياء في جميعها يعقوب في الحالين.

سورة النمل

تقدم اختلافهم في إمالة الطاء من بابها وفي السكت على الحرفين من بابه.

واختلفوا في (بشهاب) فقرأ الكوفيون ويعقوب بالتنوين وقرأ الباقون بغير الرسم.

وتقدم (يحطمنكم) لرويس في آل عمران.

واختلفوا في (أو ليأيني) فقرأ ابن كثير بنونين الأولى مشددة والثانية مكسورة مخففة وكذلك في مصاحف أهل مكة وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشددة وكذلك هو في مصاحفهم.

واختلفوا في (فمكث) فقرأ عاصم وروح بفتح الكاف وقرأ الباقون بضمها.

واختلفوا في (من سبأ) وهنا (ولسبأ) في سورة سبأ فقرأ أبو عمرو والبزي بفتح الهمز من غير تنوين فيهما وروى قنبل بإسكان الهمزة منهما وقرأ الباقون في الحرفين بالخفض والتنوين.

واختلفوا في (ألا يسجدوا) فقرأ أبو جعفر والكسائي ورويس بتخفيف اللام ووقفوا في الابتداء (ألا يا) وابتدؤا (أسجدوا) بهمزة مضمومة على الأمر على معنى ألا يا هؤلاء أو يا أيها الناس اسجدوا فحذفت همزة الوصل بعد "يا" وقبل السنين من الخط على مراد الوصل دون الفصل قال الحافظ أبو العلاء أبو عمرو الداني في كتابه الوقف والابتداء كما حذفوها من قوله (ينبؤم) في طه على مراد ذلك (قلت) أما (ينبؤم) فقد قدمت في باب وقف حمزة أني رايته في المصاحف الشامية من الجامع الأموي ورأيته في المصحف الذي يذكر أنه الإمام من الفاضلية بالديار المصرية وفي المصحف المدني بإثبات إحدى الألفين ولعل الداني رآه في بعض المصاحف محذوف الألفين فنقله وكذلك وقرأ الباقون بتشديد اللام و (يسجدوا) عندهم كلمة واحدة مثل (ألا تعولوا) فلا يجوز القطع على شيء منهما.

واختلفوا في (يخفون ويعلنون) فقرأ الكسائي وحفص بالخطاب فيهما وقرأهما الباقون بالغيب.

وتقدم (فألقه) في باب هاء الكناية.

وتقدم إدغام (أتمدونني) ليعقوب وحمزة في باب الإدغام الكبير وكذا حكم يأته في الزوائد وسيأتي آخر السورة أيضا.

وتقدم (آتاني وآتيك وكافرين) في باب الإمالة.

وتقدم (رآه مستقرا) و (رأته حسبته) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (سأقيها، وبالسؤق) في ص~ (وعلى سؤقه) في الفتح وروى قنبل همز الألف والواو فيهن فقيل إن ذلك على لغة من همز الألف والواو وهي لغة أبي حية النميري حيث أنشد (أحب الموقدين إلى مؤسى) وقال أبو حيان بل همزها لغة فيها (قلت) وهذا هو الصحيح والله أعلم. وزاد أبو القاسم الشاطبي رحمة الله عن قنبل واوا بعد همزة مضمومة في حرفي ص~ والفتح فقيل إنما هو مما انفرد به الشاطبي فيهما وليس كذلك بل نص على أن ذلك فيهما طريق بكار عن ابن مجاهد وأبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ وهي قراءة ابن محيصن من رواية نصر بن علي عنه وقد أجمع الرواة عن بكار عن ابن مجاهد على ذلك في (بالسؤق والأعناق) فقط ولم يحك الحافظ أبو العلاء في ذلك خلافا عن ابن مجاهد وقد رواه ابن مجاهد نصا عن أبي عمرو قال سمعت ابن كثير يقرأ (بالسؤق والأعناق).

بواو بد الهمزة ثم قال ابن مجاهد ورواية أبي عمرو هذه عن ابن كثير هي الصواب لأن الواو انضمت فهمزت لانضمامها وقرأ الباقون الأحرف الثلاثة بغير همز.

واختلفوا في (لنبيتنه وأهله ثم لنقولن) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالتاء على الخطاب في الفعلين وضم التاء الثانية من الأول وضم اللام الثانية من الثاني قرأهما الباقون بالنون وفتح التاء واللام.

وتقدم (مهلك أهله) في الكهف.

واختلفوا في (أنا دمرهم، وأن الناس) فقرأ الكوفيون ويعقوب بفتح الهمزة فيهما و قرأ الباقون بكسرها منهما.

وتقدم (قدرناها) لأبي بكر في الحج.

وتقدم (آلله خير) الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في أما يشركون فقرأ البصريان وعاصم بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم ذكر (ذات بهجة) في الوقف على الرسم.

واختلفوا في (قليلا ما تذكرون) فقرأ أبو عمرو وهشام وروح بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب وهم على أصولهم في الذال كما تقدم في الأنعام.

وتقدم (الريح) في البقرة.

وتقدم (نشرا) في الأعراف.

واختلفوا في (بل ادارك) فقرأ ابن كثير والبصريان وأبو جعفر بقطع الهمزة مفتوحة وإسكان الدال من غير ألف بعدها وقرأ الباقون بوصل الهمزة وتشديد الدال مفتوحة وألف بعدها.

وتقدم الاختلاف في (أإذا تركنا ترابا، وأإنا لمخرجون) في باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم في (ضيق) لا بن كثير في النحل.

واختلفوا في (ولا يسمع الصم) فقرأ ابن كثير هنا وفي الروم بالياء وفتحها وفتح الميم (الصم) بالرفع وقرأ الباقون في الموضعين بالتاء وضمها وكسرها الميم ونصب (الصم).

واختلفوا في (نهدي العمى) هنا وفي الروم فقرأهما حمزة (تهدى) بالتاء وفتحها وإسكان الهاء من غير ألف، (العمى) بالنصب وقرأهما الباقون بالباء وكسرها وبفتح الهاء وألف بعدها (العمى) بالخفض في الحرفين.

وتقدم ذكر الوقف عليه في باب الوقف على المرسوم.

واختلفوا وفي (وكل أتوه) فقرأ حمزة وخلف وحفص بفتح التاء وقصر الهمزة وقرأ الباقون بمد الهمزة وضم التاء.

واختلفوا في (بما يفعلون) فقرأ ابن كثير والبصريان بالغيب واختلف عن هشام وابن ذكوان وأبي بكر فأما هشام فروى ابن عبدان عن الحلواني عن هشام كذلك بالغيب وهي رواية أحمد بن سليمان والحسن والعباس وكلاهما عن الحلواني عنه وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال وهي رواية البكراوي كلهم عن هشام وبذلك قرا الحافظ أبو عمرو وبذلك قرأ الحافظ أبو عمروا على شيخه أبي الفتح فارس وأبي الحسن طاهر وبه قرأ أبو طاهر بن سوار على شيخه أبي الوليد وروى النقاش وابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب وهي قراءة الداني على شيخه الفارسي ورواه له أيضا الحلواني وكذا رواه النقاش عن أصحابه وكذا روى الدجواني عن أصحابه عن هشام وهي رواية ابن عباد عن هشام وأما ابن ذكوان فروى الصوري عنه بالغيب وكذلك أبو علي العطار عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش وكذا روى أبو عبد الرزاق عن الأخفش وكذلك رواه هبة الله عن الأخفش وكذا روى سلامة بن هارون عن الأخفش عنه وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وكذا التغلبي عنه وروى سائر الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان جميعا بالخطاب وهو الذي لم يذكر سبط الخياط سواه وكذا روى الوليدان - الوليد بن معلم والوليد بن حسان - وابن بكار عن ابن عمار وأما أبو بكر فروى العليمي بالغيب وهي رواية حسين الجعغي والبرجمي وعبيد بن نعيم والأعشى من غير طريق التيمي كلهم عن أبي بكر وروى عنه يحيى ابن آدم بالخطاب وهي رواية إسحق الأزرق وابن أبي حماد ويحيى الجعغي والكسائي وهارون بن أبي حاتم كلهم عن أبي بكر وكذلك روى التيمي عن الأعشى وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (وهم من فزع يومئذ) فقرأ الكوفيون بتنوين فزع وقرأ الباقون بغير تنوين وقرأ المدنيان والكوفيون بفتح ميم (يومئذ) وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (عما يعملون) في الأنعام.

(وفيها من ياآت الإضافة خمس ياآت) (إني آنست نارا) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (أوزعني أن) فتحها البزي والأزرق عن ورش، (مالي لا أرى) فتحها ابن كثير وعاصم والكسائي واختلف عن ابن وردان وهشام (إني ألقي، لبيلوني أأشكر) فتحهما المدنيان.

(ومن الزوائد ثلاث) (أتمدون بمال) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب وحمزة وإلا أنها يدغمان النون كما تقدم، (آتان الله) أثبتها مفتوحة وصلا المدنيان وأبو عمرو وحفص ورويس وقف عليها بالياء يعقوب واختلف عن أبي عمرو وقالون وقنبل وحفص، (حتى تشهدون) أثبتها في الحالين يعقوب.

سورة القصص

تقدم اختلافهم في إمالة (طا) وسكت أبي جعفر وإظهار السين وأئمة كلاهما في أبوابه.

واختلفوا في (ونرى فرعون وهامان وجنودهما) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وفتحها وإمالة فتحة الراء بعدها ورفع الأسماء الثلاثة وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الراء وفتح الياء ونصب الأسماء الثلاثة.

واختلفوا في (وحزنا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الحاء وإسكان الزاي وقرأ الباقون بفتحهما.

وتقدم (يبطش) لأبي جعفر في الأعراف.

واختلفوا في (يصدر الرعاء) فقرا أبو جعفر وابن عامر بفتح الياء وضم الدال وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال وتقدم إشمام الصاد لحمزة والكسائي وخلف ورويس في سورة النساء.

وتقدم اختلافهم في (يا أبت) في يوسف والوقف وفي (هاتين) لابن كثير في النساء.

وتقدم (لأهله أمكنوا) لحمزة من هاء الكناية.

واختلفوا في (جذوة) فقرأ عاصم بفتح الجيم وقرأ حمزة وخلف بضمها وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (رآها تهتز) للأصبهاني في الهمز المفرد وإمالتها أيضا في الإمالة.

واختلفوا في (الرهب) فقرأ المدنيان والبصريان وابن كثير بفتح الراء والهاء ورواه حفص بفتح الراء وإسكان الهاء وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الهاء.

وتقدم (فذانك) لابن كثير وأبي عمرو ورويس في النساء.

وتقدم (ردءً) لأبي جعفر ولنافع في باب النقل.

واختلفوا في (يصدقني) فقرأ عاصم وحمزة برفع القاف وقرأ الباقون بالجزم.

واختلفوا في (وقال موسى) فقرأ ابن كثير بغير واو قبل (قال) وكذلك هي في مصحف أهل مكة وقرأ الباقون بالواو وكذلك هي في مصاحفهم.

وتقدم (ومن تكون له) لحمزة والكسائي وخلف في الأنعام.

وتقدم (لا يرجعون) في البقرة.

وتقدم (أئمة) في باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (قالوا ساحران) فقرأ الكوفيون (سحران) بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف قبلها وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.

واختلفوا في (يجبي) فقرا المدنيان ورويس بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

وتقدم في أمها لحمزة والكسائي في النساء.

واختلفوا في (أفلا تعقلون) فروى الدوري عن أبي عمرو بالغيب واختلف عن السوسي عنه فالذي قطع له به كثير من الأئمة أصحاب الكتب الغيب كذلك وهو اختيار الداني وشيخه أبي الحسن بن غلبون وابن شريح ومكي وغيرهم وقطع له آخرون بالخطاب كالأستاذ أبي طاهر بن سوار والحافظ أبي العلاء وقطع جماعة له وللدوري وغيرهما عن أبي عمرو بالتخيير بين الغيب والخطاب على السواء كأبي العباس المهدوي وأبي القاسم الهذلي (قلت) والوهان صحيحان عن أبي عمرو من هذه الطرق وغيرهما إلا أن الأشهر عنه بالغيب وبهما آخذ في رواية السوسي لثبوت ذلك عندي عنه نصا وأداء بالخطاب قرأ الباقون، وتقدم ثم هو في أوائل البقرة، وتقدم (أرأيتم، وضياء) من الهمز المفرد.

وتقدم ويكأن وويكأنه فيه أيضا وفي الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (لخسف بنا) فقرأ يعقوب وحفص بفتح الخاء والسين وقرأ الباقون بضم الخاء وكسر السين.

وتقدم (ترجعون) ليعقوب في البقرة.

(وفيها من ياآت الإضافة اثنتا عشرة ياءً) (ربي أن، إني آنست، إني أنا الله، إني أخاف، ربي أعلم) موضعان فتح الست المدنيان وابن كثير وأبو عمرو لعلي موضعان أسكنها فيهما يعقوب والكوفيون، إني أريد، ستجدني إن شاء الله فتحهما المدنيان معي ردءً فتحها حفص، عندي أولم يفتحها المدنيان وأبو عمرو، واختلف ابن كثير كما تقدم.

(ومن الزوائد ثنتان) أن يقتلون أثبت الياء فيها في الحالين يعقوب أن يكذبون أثبتها في الوصل ورش وأثبتها في الحالين يعقوب والله تعالى الموفق.

سورة العنكبوت

تقدم سكت أبي جعفر على حروف (الم).

ونقل ورش ومن وافقه على الميم والسكت عليها في بابه.

و (خطايا) في الإمالة.

و (يرجعون) ليعقوب.

واختلفوا في (أولم يروا كيف) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالخطاب واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم وكذلك روى عنه ابن أبي أمية وروى عنه العليمي بالغيب وكذا روى الأعشى عنه والبرجمي والكسائي غيرهم قرأ الباقون.

واختلفوا في (النشأة) هنا والنجم والواقعة فقرأ ابن كثير وأبو عمرو في الثلاثة بألف بعد الشين وقرأ الباقون بإسكان الشين من غير ألف فيها وهم في السكت على أصلهم وحمزة إذا وقف نقل كما تقدم.

واختلفوا في (مودة بينكم) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس برفع (مودة) من غير تنوين وخفض (بينكم) وكذا قرأ حمزة وحفص وروح إلا أنهم نصبوا (مودة) وقرأ الباقون بنصبها منونة ونصب بينكم.

وتقدم اختلافهم في (إنكم لتأتون) من باب الهمزتين من كلمة.

وتقدم الخلاف في (ولما جاءت رسلنا إبراهام) في البقرة في البقرة.

وتقدم الخلاف في (لننجيه وأنا منجوك) في الأنعام.

وتقدم إشمام (سئ) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (إنا منزلون) فقرأ ابن عامر بتشديد الزاي وقرأ الباقون بتخفيفها.

وتقدم (وثمود وقد) في هود.

واختلفوا في (يعلم ما تدعون) فقرأ عاصم والبصريان (ويدعون) بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب وانفرد به في التذكرة ليعقوب وهو غريب.

واختلفوا في (آيات من ربه) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر (آية) بالتوحيد وقرأ الباقون بالجمع.

واختلفوا في (ويقول ذوقوا) فقرأ نافع والكوفيون بالياء وقرأ الباقون.

واختلفوا في (يرجعون) فروى أبو بكر بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب ويعقوب على أصله وفتح التاء وكسر الجيم.

واختلفوا في (لنبوئتهم من الجنة) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالثاء المثلثة ساكنة بعد النون وإبدال الهمزة ياء من الثواء وهو الإقامة وقرأ الباقون بالباء الموحدة والهمز من (التبوء) وهو المنزل، وتقدم إبدال همزته لأبي جعفر في الهمز المفرد "واتفقوا" على الذي في سورة النحل إنه كذا إذ المعنى لنسكنهم مسكنا صالحا وهو المدينة.

وتقدم اختلافهم في (وكأين) من آل عمران والهمز المفرد وباب الوقف على المرسوم وأن أبا العطار انفرد عن الأصبهاني في هذا الموضع كأبي جعفر.

واختلفوا في (وليتمتعوا) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وقالون بإسكان اللام وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (سبلنا) لأبي عمرو في البقرة.

(وفيها من ياآت الإضافة ثلاث ياآت) (ربي إنه) فتحها المدنيان وأبو عمرو و (عبادي الذين) فتحها ابن كثير والمدنيان وابن عامر وعاصم (أرضى واسعة) فتحها ابن عامر.

(ومن الزوائد ياء واحدة) فاعبدون أثبتها في الحالين يعقوب.

سورة الروم

تقدم مذهب أبي جعفر في السكت على الحروف.

واختلفوا في (عاقبة الذين أساؤا) فقرا المدنيان وابن كثير والبصريان بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (إليه يرجعون) فقرأ أبو عمرو وأبو بكر وروح بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب ويعقوب على أصله.

وتقدم (الميت) في الموضعين عند الميتة في سورة البقرة.

وتقدم (وكذلك تخرجون) في الأعراف.

واختلفوا في (للعالمين) فروى حفص بكسر اللام.

وتقدم (آتيتم من ربا) لابن كثير في البقرة.

واختلفوا في (ليربوا) فقرأ المدنيان ويعقوب بالخطاب وضم التاء وإسكان الواو وقرأ الباقون بالغيب وفتح الياء والواو.

"واتفقوا" على مد: (ما آتيتم من زكاة) من أجل قوله تعالى (وإيتاء الزكاة) وتقدم ذكره في البقرة.

وتقدم (عما تشركون) في يونس.

واختلفوا في (لنذيقنهم) فروى روح بالنون.

(واختلف) عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد وكذلك روى القاضي أبو الفرج عن ابن شنبوذ عنه فانفرد بذلك عنه وهي رواية حمدون بن الصقر بن ثوبان وروى الشطوي عن ابن شنبوذ عنه بالياء وكذا رواه سائر الرواة عن ابن شنبوذ وعن قنبل وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم (يرسل الرياح) في البقرة.

وتقدم (كسفا) في الإسراء لأبي جعفر وابن ذكوان وخلاف هشام.

واختلفوا في (آثار رحمة الله) فقرأ المدنيان والبصريان وابن كثير وأبو بكر (أثر) بقصر الهمزة وحذف الألف بعد الثاء على التوحيد وقرأ الباقون بمد الهمزة وألف بعد الثاء على الجمع وهم في الفتح والإمالة على أصولهم.

وتقدم (ولا يسمع بصرهم) لابن كثير في النمل.

وتقدم (تهدي العمى) في النمل لحمزة وتقدم الوقف عليه في باب الوقف على الرسم.

واختلفوا في (من ضعف، ومن بعد ضعف، وضعفا) فقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد في الثلاثة واختلف عن حفص فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافا لعاصم للحديث لذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية الوفي عن ابن عمر مرفوعا وروينا عنه من طرق أنه قال: ما خالفت عاصما في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف وقد صح عنه والضم جميعا فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه ابن هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو عنه الضم اختيارا قال الحافظ أبو عمرو واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد الآخذ بالوجهين الفتح والضم فأتابع بذلك عاصما على قراءته وأوفق به حفصا على اختياره (قلت) وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ وقرأ الباقون بضم الضاد فيها وأما الحديث فأخبرني به الشيخ المسند الرحلة وأبو عمرو ومحمد بن قدامة الإمام بقرائتي عليه قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقدسي قرءة عليه أخبرنا حنبل بن عبد الله أخبرنا.

أبو القاسم بن الحصين أخبرنا الحسن بن المذهب أخبرنا أو بكر القطيعي عبد الله الرحمن بن أحمد بن محمد الشيباني حدثني أبي قال حدثنا وكيع عن فضيل ويزيد حدثنا فضيل بن أحمد بن مرزوق عن عطية العوفي قال قرأت على ابن عمرو (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا) ثم قال قرأت على رسول الله كما قرأت على فأخذ على كما أخذت عليك. حديث عال جدا كأنا من حيث العدد سمعناه من أصحاب الحافظ أبي عمرو الداني وقد رواه أبو داوود من حديث عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد بنحوه ورواه الترمذي وأبو داود من حديث فضيل بن مرزوق وبه هو أصح وقال الترمذي حديث حسن.

واختلفوا في (لا ينفع) فقرأ الكوفيون بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

وتقدم (ولا يستخفنك الذين) لرويس في آل عمران.

سورة لقمان

تقدم سكت أبي جعفر على الفواتح في بابه.

واختلفوا في (هدى ورحمة) فقرأ حمزة بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم (ليضل) في إبراهيم.

واختلفوا في (ويتخذهما) فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم (هزوا) في البقرة وتقدم (كأن لم يكن وكأن) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

وتقدم (أذينة) لنافع (وأن أشكر) في البقرة.

وتقدم (يا بني لا تشرك) لابن كثير في هود.

وتقدم (يا بني) في الثلاثة لحفص في هود.

وكذا تقدم موافقة البزي له في (يا بني أقم) وإسكان قنبل في هود أيضا.

وتقدم (مثقال) في الأنبياء للمدنيين.

واختلفوا في (ولا تصاعر خدك) فقرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن عامر وعاصم ويعقوب بتشديد العين من غير ألف. وقرأ الباقون بتخفيفها وألف قبلها.

واختلفوا في (عليكم نعمة) فقرأ المدنيان وأبو عمرو وحفص بفتح العين وهاء مضمومة على التذكير والجمع وقرأ الباقون وتاء منونة على التأنيث والتوحيد.

واختلفوا في (والبحر يمده) فقرأ البصريان بنصب الراء وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم (وإنما يدعون من دونه) في الحج.

وتقدم (وينزل الغيث) في البقرة.

وتقدم (بأي) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

سورة السجدة

تقدم سكت أبي جعفر.

واختلفوا في (خلقه) فقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام وقرأ الباقون بإسكانها.

وتقدم (إيذا، وإينا) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (لأملأن) في الهمز المفرد للأصبهاني.

واختلفوا في (ما أخفى) فقرأ يعقوب وحمزة بإسكان الياء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم المأوى في الهمز المفرد.

وتقدم أئمة في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في لما صبروا فقرأ حمزة والكسائي ورويس بكسر اللام وتخفيف الميم وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم.

سورة الأحزاب

تقدم النبئ لنافع مع الهمز المفرد.

واختلفوا في بما يعملون خبيرا، وربما يعملون بصيرا فقرأهما أبو عمرو بالغيب وقرأهما الباقون بالخطاب.

وتقدم اختلافهم في اللائي من باب الهمز المفرد.

واختلفوا في تظاهرون فقرأ عاصم بضم التاء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء مع تخفيفها وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف إلا أنهم بفتح التاء والهاء. وقرأ ابن عامر كذلك أنه بالتشديد الظاء وقرأ الباقون وكذلك إلا أنهم بتشديد الهاء مفتوحة من غير ألف ما قبلها.

واختلفوا في (الظنونا هنالك، والرسولا وقالوا، والسبيلا ربنا) فقرأ المدنيان وابن عامر وأبو بكر بألف في الثلاثة وصلا ووقفا قرأ البصريان وحمزة بغير ألف في الحالين وقرأ الباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف وحفص بألف في الوقف دون الوصل واتفقت المصاحف على رسم الألف في الثلاثة دون سائر الفواصل.

واختلفوا في لا مقام لكم فروى حفص بضم الميم وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (لأتوها) فقرأ المدنيان وابن كثير بغير مد واختلف عن ابن ذكوان فروى عنه الصوري كذلك وهي رواية التغلبي عنه وطريق سلامة بن هارون وغيره عن الأخفش وروى الأخفش من طريقيه عنه بالمد وكذلك قرأ الباقون وشذ فارس بن أحمد عن أبي ربيعة عن البزي بالمد وعده الحافظ أبو عمرو ومن أوهامه.

واختلفوا في (يسئلون عن أنبائكم) فروى رويس بتشديد السين وفتحها وألف بعدها وقرأ الباقون بإسكانها من غير ألف.

واختلفوا في (أسوة) هنا وفي حرفي الممتحنة فقرأ عاصم بضم الهمزة من الثلاثة وقرأ الباقون بكسرها فيهن.

وتقدم (رأي المؤمنون) في الإمالة.

وتقدم (الرعب) في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (تطؤها) في الهمز المفرد.

وتقدم (مبينة) في النساء.

واختلفوا في (يضاعف لها العذاب) فقرأ ابن كثير وابن عامر بالنون وتشديد العين وكسرها من غير ألف قبلها ونصب (العذاب) وقرأ أبو جعفر والبصريان بالياء وتشديد العين وفتحها من غير ألف قبلها ورفع (العذاب) وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم بتخفيف العين وألف قبلها.

واختلفوا في (وتعمل صالحا نؤتها) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء فيهما وقرا الباقون بالتاء على التأنيث في الأول بالنون في الثاني.

واختلفوا في (وقرن في بيوتكن) فقرأ المدنيان وعاصم بفتح القاف وقرأ الباقون بكسرها،

وتقدم (ولا تبرحن) للبزي في البقرة.

وتقدم اختلافهم في باء البيوت في البقرة.

واختلفوا في (أن يكون لهم) فقرأ الكوفيون وهشام بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (وخاتم النبيين) فقرأ عاصم بفتح التاء وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (النبيؤن والنبيء) لنافع في الهمز المفرد.

وتقدم (للنبيء أن، وبيوت النبيء إلا) في الهمزتين من كلمتين لقالون وورش،

وتقدم (تماسوهن) في البقرة،.

وتقدم (ترجئ) في الهمز المفرد.

وتقدم إبدال (تؤوى) لأبي حعفر في الهمز المفرد.

واختلفوا في (لا يحل لك) فقرأ البصريان بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

وتقدم (أن تبدل بهن) للبزي في البقرة.

وتقدم (إناه) في الإمالة.

واختلفوا في (سادتنا) فقرأ يعقوب وابن عامر (سادتنا) بالجمع وكسر التاء وقرا الباقون بالتوحيد ونصب التاء.

واختلفوا في (لعنا كبيرا) فقرأ عاصم بالباء الموحدة من تحت. واختلف عن هشام فروى الدجواني عنه أصحابه بالباء وكذلك روى الحلواني وغيره بالثاء المثلثة وبذلك قرأ الباقون.

سورة سبأ

تقدم إمالة (بلى) في بابها.

واختلفوا في (عالم الغيب) فقرأ المدنيان وابن عامر ورويس برفع الميم وقرأ الباقون بخفضها، وانفرد بذلك رويس في التذكرة وذلك غريب. وقرأ منهم حمزة والكسائي (علام) بتشديد اللام مثل فعال.

وتقدم (يعزب) في يونس،

وتقدم (معاجزين) كلاهما في الحج.

واختلفوا في (من رجز اليم) هنا وفي الجانبية فقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص برفع الميم فيهما وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء في الثلاثة وقرأهن الباقون بالنون.

وتقدم إدغام (نخسف بهم) للكسائي في باب حروف قربت مخارجها.

وتقدم (كسفا) لحفص في الإسراء. وانفرد ابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه عن روح برفع الراء من (طير) وهي رواية زيد عن يعقوب ووردت عن عاصم وأبي عمرو.

واختلفوا في (منساته) فقرأ المدنيان وأبو عمرو بألف بعد السين من غير همز وهذه الألف بدل من الهمزة وهو مسموع على غير قياس. قال أبو عمرو بن العلاء هو لغة قريش وقال الداني أنشدنا فارس بن أحمد شهدا لذلك:

إن الشيوخ إذا تقارب خطوهم دبوا على المنساة في الأسواق

وروى ابن ذكوان بإسكان الهمزة. واختلف عن هشام فروى الدجواني عن أصحابه عنه كذلك. وروى الحلواني عنه بفتح الهمزة وبذلك قرأ الباقون. وقد ثبت إسكان الهمزة في كلامهم وأنشدوا على ذلك:

صريع خمر قام من وكأته كقومه الشيخ إلى منسأته

اختلفوا في (تنبيت الجن) فروى رويس بضم التاء والياء كسر الياء على ما لم يسم فاعله، وقرا الباقون بفتح التاء والباء والياء.

وتقدم (لسبأ) في النمل.

واختلفوا في (مساكنهم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (مسكنهم) بغير على التوحيد، وقرأ الكسائي وخلف بكسر الكاف بفتحها وحمزة وحفص وقرأ الباقون بألف على الجمع مع كسر الكاف.

واختلفوا في (أكل خمط) فقرا البصريان (أكل) بالإضافة من غير تنوين وقرأ الباقون بالتنوين وتقدم إسكان الكاف وضمها في البقرة عند (هزؤا)

واختلفوا في (وهل نجازي إلا الكفور) فقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وحفص بالنون مع كسر الزاي (الكفور) بالنصب والكسائي على أصله في إدغام اللام من (هل) في النون وقرأ الباقون بالياء وفتح الزاي ورفع (الكفور).

واختلفوا في (ربنا باعد) فقرأ يعقوب برفع الباء من (ربنا) وفتح العين والدال وألف ما قبل العين من (باعد) وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام بنصب الباء وكسر العين مشددة من غير ألف مع إسكان الدال وقرأ الباقون وكذلك إلا أنهم بالألف والتخفيف.

واختلفوا في (أذن له) فقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمز وقرأ الباقون بفتحها. وانفرد في التذكرة بالضم ليعقوب فخالف سائر الناس.

واختلفوا في (إذا فزع) فقرأ ابن عامر ويعقوب بفتح الفاء وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر الزاي.

واختلفوا في (لهم جزءا الضعف) فروى رويس (جزاء) بالنصب على الحال مع التنوين وكسره وصلا ورفع الضعف بالابتداء كقولك في الدار زيد قائما في التقدير لهم الضعف جزاءا وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين وحفص (الضعف) بالإضافة.

واختلفوا في (الغرفات) فقرأ حمزة في الغرفة بإسكان الراء من غير ألف على التوحيد وقرأ الباقون بضمها مع الألف على الجمع.

وتقدم (نحشرهم ثم نقول) في الأنعام ليعقوب وحفص.

وتقدم (ثم تتفكروا) لرويس فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالمد والهمز وقرأ الباقون بالواو المحضة بعد الألف من غير المدغم.

وتقدم (وحيل) في أوائل البقرة.

وفقيها من ياآت الإضافة ثلاث ياآت) (إن أجري إلا) فتحهما المدنيان وأبو عمرو وابن عامر وحفص (ربي أنه) فتحهما المدنيان وأبو عمرو (عبادي الشكور) أسكنها حمزة. وانفرد بذلك الهذلي عن النخاس عن رويس كما تقدم.

(من الزوائد ثنتان) كالجواب أثبتها وصلا أبو عمرو وورش انفرد الحنبلي عن عيسى بن وردان بذلك كما تقدم وأثبتها في الحالين ابن كثير في الحالين ابن كثير ويعقوب (نكير) أثبتها في الوصل ورش في الحالين يعقوب.

سورة فاطر

تقدم "يشاء إن" في الهزتين من كلمتين.

واختلفوا في (غير الله) فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص الراء وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (ترجع الأمور) في البقرة.

واختلفوا في (فلا تذهب نفسك) فقرأ أبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء ونصب السين وقرأ الباقون بفتح التاء والهاء ورفع السين من نفسك.

وتقدم (أرسل الرياح) في البقرة.

وتقدم "إلى بلد ميت" فيها أيضا.

واختلفوا في (ولا ينقص) فروى روح بفتح الياء وضم القاف واختلف عن رويس فروى الحمامي والسعيدي وأبو العلاء كلهم ع النخاس عن التمار منه كذلك وروى أبو الطيب وهبة الله والشنبوذي كلهم عن التمار وروى ابن العلاف والكارزيني كلاهما عن النخاس عن التمار بضم الياء وفتح القاف وكذلك قرأ الباقون وانفرد المبهج طريق المعدل عن روح "والذي يدعون" بالغيب وهي قراءة الحسن البصري.

وتقدم "يدخلونها" لأبي عمرو في النساء.

وتقدم نصب "ولؤلؤا" في الحج همزته الساكنة في الهمز المفرد الزاي ورفع كل. وقرا الباقون بالنون وفتحها وكسر الزاي ونصب كل.

واختلفوا في (بينات منه) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وخلف وحفص بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون بالألف على الجمع.

واختلفوا في (ومكر السيء) بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا كما أسكنها أبو عمرو في بارئكم لذلك وكان إسكانها في الطرف أحسن لأنه موضع التغيير وقرأ الباقون بكسرها وقد أكثر الأستاذ أبو علي الفارس في الاستشهاد من كلام العرب على الإسكان ثم قال فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة من التأويل لم يسغ أن يقال لحن "قلت" وهي قراءة الأعمش أيضا. ورواها المنثرى عن عبد الوارث عن أبي عمرو وقرأنا بها من رواية ابن أبي شريح عن الكسائي وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي وإذا وقف حمزة أبدلها ياء خالصة وكذلك هشام إذا خففت من طريق الحلواني إلا أنه يزيد عن حمزة بالروم بين بين كما تقدم في بابه.

(وفيها من الزوائد واحدة) (نكير) أثبتها وصلا ورش. في الحالين يعقوب.

سورة يس

تقدم ذكر إمالة يس~ في بابها.

وتقدم السكت لأبي جعفر في بابه.

وتقدم إدغام النون في حروف قربت مخارجها.

وتقدم نقل ابن كثير القرآن في بابه.

وتقدم في صراط أم القرآن.

واختلفوا في (تنزيل العزيز) فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص بنصب اللم وقرأ الباقون برفعها.

تقدم اختلافهم في (سدا) في الحرفين من الكهف.

واختلفوا في (فعززنا بثالث) فروى أبو بكر بتخفيف الزاي وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (إن ذكرتم) فقرأ أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وهو في تسهيلها والفصل بينهما على أصله وقرأ الباقون بكسرها وهم في التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه على أصولهم.

واختلفوا في ذكرتم، فقرأ أبو جعفر بتخفيف الكاف وانفرد الهذلي عن ابن جماز بتشديدها وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (إن كانت إلا صيحة واحدة) في الموضعين فقرأ أبو جعفر بالرفع فيهن على أن "كان" ناقصة أي ما كانت هي أي الأخذة إلا صيحة واحدة.

"واتفقوا" على نصب ما ينظرون إلا صيحة إذ هو مفعول ينظرون.

وتقدم (لما) لابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز في هود.

وتقدم (الميتة) للمدنيين في البقرة.

وتقدم (العيون) في البقرة عند (للبيوت).

وتقدم (ثمره) في الأنعام.

واختلفوا في (وما عملته أيديهم) فقرا حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر عملت بغير هاء ضمير وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك قرأ الباقون بالهاء ووصلها ابن كثير على أصله وهو في مصاحفهم كذلك.

واختلفوا في (والقمر قدرناه) فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمر وروح برفع الراء وقرأ الباقون بنصبها.

وتقدم (حملنا ذريتهم) في الأعراف.

وتقدم (مرقدنا) لحفص في السكت.

واختلفوا في يخصمون فقرأ حمزة بفتح الياء وإسكان الخاء وتخفيف الصاد وقرأ أبو جعفر كذلك إلا أنه بتشديد الصاد فيجمع بين ساكنين وقرأ ابن كثير وورش كذلك إلا أنه بإخلاص فتحة الخاء. وانفرد ابن مهران بذلك عن روح فلم يوافقه أحد من الأئمة عليه وقرأه يعقوب والكسائي وخلف وابن ذكوان وحفص كذلك إلا أنه بكسر الخاء. واختلف عن قالون وأبي عمرو وهشام وأبي بكر فأما قالون فقط له الداني في جامع البيان بإسكان الخاء فقط كأبي جعفر وهو الذي عليه العراقيون قاطبة ولم يذكر صاحب العنوان له سواه وقطع له الشاطبي باختلاس فتحة الخاء وعليه أكثر المغاربة وهو الذي في التذكرة لابن غلبون نصا وفي التيسير اختارا وذكر له صاحب الكافي الوجهين صحيحا جميعا وذكر له أبو علي الحسن ابن بليمة في تلخيصه وغيره إتمام الحركة كورش وهي رواية أبي عون عن الحلواني عنه فيما رواه القاضي أبو العلاء وغيره ورواية أبي سليمان عن قالون أيضا. وأما أبو عمرو فأجمع المغاربة له على الاختلاس كقالون وهو الذي لم يذكر الداني في كتبه من روايتي الدوري والسوسي سواه وهو الذي في التذكرة والعنوان وأجمع العراقيون له على الإتمام كابن كثير وورش إلا أن بعضهم روى الاختلاس عن ابن حبش عن السوسي كابن سوار وغيره والحافظ وأبو العلاء وروى عنه الاختلاس. وأما هشام فروى الحلواني فتح الخاء مع تشديد الصاد كابن كثير. وروى عنه الدجواني كسر الخاء مع التشديد كابن ذكوان.

وأما أبو بكر فروى عنه العليمي فتح الياء مع كسر الخاء كحفص واختلف عن يحيى بن آدم عنه فروى المغاربة قاطبة عن يحيى كذلك روى العراقيون عنه كسر الياء والخاء جميعا وحفص بعضهم ذلك إلى بطريق أبي حمدون عن يحيى وكلاهما صحيح عنه وروى سبط الخياط في مبهجه الوجهين جينعا عن العليمي.

وتقدم في (شغل) لنافع وابن كثير وأبي عمرو في البقرة.

واختلفوا في (فاكهون وفاكهين) وهو هنا والدخان والطور والمطففين فقرأهن أبو جعفر بغير ألف بعد الفاء ووافقه حفص في المطففين. واختلف فيه عن ابن عامر فروى الرملي عن الصوري الأخفش عنه وهي رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان. وروى الحافظ أبو العلاء عن الدجواني عن هشام كذلك وهي رواية إبراهيم بن عباد عن هشام وروى المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان بالألف، وكذا رواه الحلواني عن هشام وسائر وأصحاب الدجواني عن أصحابه وهشام وهي رواية التغلبي عن ابن ذكوان ورواية ابن أبي حسان والباغندي عن هشام وبذلك قرأ الباقون في الأربعة.

واختلفوا في (ظلال) فقرأ حمزة والكسائي وخلف ظلل بضم الظاء من غير ألف وقرأ الباقون بكسر الظاء وألف.

وتقدم (متكون) في الهمز المفرد

واختلفوا في (جبلا) فقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام وقرا ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس بضم الجيم والباء جميعا وتخفيف اللام. وروى كذلك إلا أنه بتشديد اللام. وقرأ الباقون بكسر الجيم والباء وتشديد اللام.

وتقدم (مكاناتهم) لأبي بكر في الأنعام.

واختلفوا في (ننكسه) فقرأ عاصم بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها وقرأ الباقون بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف المخففة.

وتقدم (أفلا تعقلون) في الأنعام.

واختلفوا في (ليندز) من كان فقرأ المدنيان وابن عامر ويعقوب بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم إمالة (ومشارب) في بابها.

وتقدم (فلا يحزنك) في آل عمران لنافع.

واختلفوا في (بقادر على) هنا وفي الأحقاف فروى رويس (يقدر بياء مفتوحة وإسكان القاف من غير ألف وضم الراء وافقه روح في الأحقاف وقرأ الباقون بالياء وفتح القاف وألف بعدها وخفض الراء منونة في الموضعين.

"واتفقوا" على قوله تعالى في سورة القيامة (بقادر على أن يحيي الموتى) أنه بهذا الترجمة لثبوت ألفه في كثير من المصاحف ولحذف الألف من موشعي سورة يس~ والأحقاف جميع المصاحف واختلفت القراءتان فيهما لذلك دون القيامة ولأن جواب الاستفهام ورد من قوله تعالى في الموضعين واستدعاء الفعل الجواب أمس من الاسم كذا قيل. وعندي أنه لما لم يكن بعد حرف القيامة الجواب (بيلي) حسن الابتداء بالاسم مع الباء الدال على تأكيد النفي بخلاف الحرفين الآخرين فإنهما مع الجواب لا يحتاج إلى تأكيد النفي والله أعلم.

وتقدم (كن فيكون) لابن عامر والكسائي في البقرة، و (بيده) في الكناية،

وتقدم (ترجعون) ليعقوب في البقرة.

(وفيها من ياآت الإضافة ثلاث ياآت) (مالي لا) أسكنها يعقوب وحمزة وخلف وهشام بخلاف عنه (إني إذا) فتحهما المدنيان وأبو عمرو (إني آمنت) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

(ومن الزوائد ثلاث ياآت) (إن يردن الرحمن) أثبتها في الحالين أبو جعفر وفتحها وصلا وافقه في الوقف يعقوب كما تقدم في باب الوقف (ولا ينقذون) أثبتها وصلا ورش وأثبتها في الحالين يعقوب، (فاسمعون) أثبتها في الحالين يعقوب.

سورة الصافات

تقدم موافقة حمزة لأبي عمرو في إدغام (والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا) من باب الإدغام الكبير.

واختلفوا في (بزينة) فقرأ عاصم وحمزة بالتنوين وقرأ الباقون بغير تنوين.

واختلفوا في (لا يسمعون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بتشديد السين والميم وقرا الباقون بتخفيفهما.

وتقدم (فاستفتهم) لرويس في أم القرآن.

واختلفوا في (بل عجبت) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (أإذا متنا، أإنا) في الموضعين من باب الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (أو آباؤهم) هنا وفي الواقعة فقرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون بإسكان الواو فيهما. واختلف عن ورش فروى الأصبهاني عنه كذلك إلا أنه بنقل حركة الهمزة بعدها إليها كسائر السواكن. وروى الأزرق عنه فتح الواو وكذلك قرأ الباقون في الموضعين.

وتقدم نعم الكسائي في الأعراف.

وتقدم (لا تناصرون) لأبي جعفر والبزي في البقرة.

وتقدم (المخلصين) في يوسف.

وتقدم (للشرابين) لابن ذكوان في الإمالة.

واختلفوا في (ينزفون) هنا وفي الواقعة فقرأ حمزة والكسائي وخلف بكسر الزاي فيهما، وافقهم عاصم في الواقعة. وقرأ الباقون بفتح الزاي في الوضعين.

واختلفوا في (إليه يزفون) فقرأ حمزة بضم الياء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم فتح (يا بني) لحفص في سورة هود.

واختلفوا في (ماذا ترى) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر الراء فيصير بعدها ياء وقرأ الباقون بفتحهما فيصير الراء ألف وهم على أصولهم في الإمالة وبين بين.

"واختلف" عن ابن عامر في (وإن إلياس) فروى البغداديون عن أصحابهم عن أصحاب ابن ذكوان كالصوري والتغلبي وأحمد بن أنس والترمذي وابن المعلي بوصل همزة (اليأس) اللفظ بعد نون (أن) بلام ساكنة حالة الوصل وبهذا كان يأخذ النقاش عن الأخفش وكذا كان يأخذ الدجواني وهو إمام قراءة إمام الشاميين عن أصحابه في روايتي هشام وابن ذكوان. كذا روى الكارزيني عمى قرأ عليه من أصحاب أصحاب الأخفش الشاميين وغيرهم كالمطوعي صاحب الحسن بن حبيب وكالشذائي وعلي بن داود الدراني خطيب بدمشق وهؤلاء أصحاب ابن الأخرم وروى الكارزيني الوجهين يعن الوصل والقطع عن المطوعي عن محمد القاسم بن يزيد الاسكندراني عن ابن ذكوان الداراني عن ابن عامر بكمالة. وروى ابن العلاف والنهرواني والوصل أيضا عن هبة الله عن الأخفش وكذا روى عبيد الله بن أحمد الصيدلاني عن الأخفش ونص غيره أحد من العراقيين على ذلك لابن عامر بكمالة وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام ولم يستئن الحافظ أبو العلاء عن ابن عامر فيه سوى الحلواني وابن الأخرم ولم يستئن أبو الحسن بن فارس عن ابن عامر سوى الحلواني وليد وهو الذي لم يذكر مكي عن أئمة المغاربة عن ابن عامر سواه وبه قرأ الحافظ أبو عمرو الداني على عبد العزيز بن محمد الفارسي عن قراءته على النقاش من الشاميين بالهمز والقطع قال وهو الصحيح عن ابن ذكوان قال والوصل غير صحيح عنه وذلك أن ابن ذكوان ترجم عن ذلك في كتابه بغير همز فتأول ذلك على عامة البغداديين وابن مجاهد والنقاش وأبو طاهر وغيرهم يعني همز أول الاسم وسطروا ذلك عنه في كتبهم وأخذوا به مذاهبهم على أصحابهم قال وهو خطأ من تأويلهم ووهم من تقدير وذلك أن ابن ذكوان أراد بقوله بغير همز لا تهمز الألف التي في وسط هذا الاسم كما تهمز في كثير من الأسماء نحو الكأس والرأس والبأس والشأن وما أشبه فقال غير مهموز ليرفع الأشكال ويزيل الألباس ويدل على مخالفته الأسماء المذكورة التي هي

مهموزة ولم يرد أن همزة أوله ساقطة قال والدليل على أنه لم يرد ذلك وأنه ما قلناه إجماع الآخذين عنه من أهل بلده والذين نقلوا القراءة عنه وشاهدوا من لدن تصدره إلى حين وفاته وقاموا بالقراءة عنه على تحقيق الهمزة المبتدأة في ذلك وكذلك من أخذ عنهم إلى وقتنا هذا (قلت) وهذا الذي ذكره الحافظ أبو عمرو متجه وظاهره محتمل لو كانت القراءة تؤخذ من الكتب دون المشافهة وإلا إذا كانت القراءة تؤخذ من الكتب دون المشافهة وإلا إذا كانت القراءة لا بد فيها من المشافهة والسماع فمن البعيد تواطؤ من ذكرنا من الأئمة شرقا أو غربا على الخطأ في ذلك وتلقي الأمة ذلك القبول خلفا عن سلف من غير واصل. وأما قوله إن إجماع الآخذين عنه من أهل بلده على هذه الهمزة المبتدأة فقد قدمنا النقل عن أئمة بلده على وصل الهمزة والناقلون عنهم ذلك ممن أثبت أبو عمرو لهم الحفظ والضبط والإتقان ووافقهم من ذكر عن ابن ذكر وهشام جميعا بل أثبت عندنا ثبوتا قطعيا أخذ الداني نفسه بهذا الوجه. وصحت عندنا قراءة الشاطبي رحمة الله تعالى بذلك على أصحاب أصحابه وهم من الثقبة والعدالة والضبط بمكان لا مزيد عليه حتى أن الشاطبي سوى بين الوجهين جميعا عنده في إطلاقه الخلاف عن ابن ذكوان ولم يشر إلى ترجح أحدهما ولا ضعفه كما هي عاداته فيما يبلغ في الضعف مبلغ الوهم الغلط فكيف بما هو خطأ محض؟ والله تعالى أعلم. والدليل على أن الوهم من الداني فيما فهمه أن ابن ذكوان لو أراد همز الألف التي قبل السين لرفع الألباس كما ذكره لم يكن لذكرك ذلك والنص عليه في هذا الحرف الذي هو في سورة والصافات فائدة بل كان نصه على ذلك في سورة الأنعام عند أول وقوعه هو المتعين كما هي عادته وعادة غيره من الأئمة والقراءة ولما كان آخره إلى الحرف الذي وقع الخلاف في وصل همزته والله تعالى أعلم (قلت) وبالوجهين جميعا آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الأئمة الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية وثبوته بالنص على أنه ليس الوصل مما انفرد به ابن عامر أو بعض رواته فقد أثبتها الإمام أبو الفضل الرازي في كتابه اللوامح أنها قراءة ابن محيصن وأبي الرجاء من غير خلاف عنهما قال وكذلك الحسن وعكرمة بخلاف عنهما وذلك في (وإن اليأس، وعلى الياسين) جميعا وافقهم ابن عامر في (وإن اليأس) قال وهذا مما دخل فيه لام التعريف على (ياس) وكذلك (الياسين) وقال في سورة الأنعام قرأ الحسن وقتادة وابن هرمز (والياس) بوصل الهمزة فاللام للتعريف والاسم (ياس) انتهى. وهو أوضح دليل على أن المراد بالهمزة هي الأولى وأن ذلك على وأن خلاف ما قال الداني والله تعالى أعلم.

هذا حالة الوصل؛ وأما حالة الابتداء فإن الموجهين لهذه القراءة اختلفوا فبعضهم وجهها على أن تكون همزة القطع وصلت والأكثرون على أن أصله (ياس) فدخلت عليه (ال) كاليسع وتظهر فائدة اختلاف التوجيه في الابتداء فمن يقول إن همزة القطع وصلت ابتدأ بكسر الهمزة ومن يقول بالثاني ابتدأ بفتح الهمزة وهو الصواب لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولأن أكثر أثمة القراءة كابن سوار وأبي الحسن بن فارس وأبي الفضل الرازي وأبي العز وأبي العلا الحافظ وغيرهم نصوا عليه دون عيره ولأن الأول في التوجيه ولا نعلم من أئمة القراءة من أجاز الابتداء بكسر الهمزة على هذه القراءة والله تعالى أعلم. وقرأ الباقون بقطع الهمزة مكسورة في الحالين.

واختلفوا في (الله ربكم ورب) فقرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص بالنصب في الأسماء الثلاثة وقرأ الباقون يرفعها.

واختلفوا في (الياسين) فقرأ نافع وابن عامر ويعقوب (آل ياسين) بفتح الهمزة ومد وقطع اللام من الياء وحدها مثل (آل يعقوب) وكذا رسمت في جميع المصاحف وقرأ الباقون بكسر الهمزة وإسكان اللام بعدها ووصلها بالياء كلمة واحدة في الحالين. وانفرد ابن مهران بذلك عن روح فخالف فيه سائر الرواة. وتقدم في الوقف على المرسوم في وصل المقطوع أنها على القراءة هؤلاء لا يجوز قطعها فيوقف على اللام لكونها من نفس الكلمة اتفاقا وذلك مما لا نعلم فيه خلافا والله أعلم.

واختلفوا في (اصطفى) فقرأ أبو جعفر بوصل الهمزة على لفظ الخبر فيبتدئ مكسورة. واختلف عن ورش فروى الأصبهاني عنه كذلك وهي رواية إسماعيل بن جعفر بن نافع وروى عنه الأزرق بقطع الهمزة على لفظ الاستفهام وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم (أفلا تذكرون) في الأنعام.

وتقدم الوقف على (صال الجحيم) ليعقوب في بابه.

(وفيها من الإضافة ثلاث يا آت) (إنى أرى إنى أذبحك) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو، (ستجدني إن شاء الله) فتحها المدنيان.

(ومن الزوائد ياآن) (سيهدين) أثبتها في الحالين يعقوب (لتردين) أثبتها وصلا وورش وأثبتها في الحالين يعقوب.

سورة ص

تقدم سكت أبو جعفر على (ص~) في بابه.

وتقدم (القرآن) لابن كثير في باب النقل.

وتقدم وقف الكسائي على (ولات) بالهاء في بابه.

وتقدم اختلافهم في (أأنزل) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (ليكة) لابن كثير وابن عامر والمدنيين في الشعراء.

واختلفوا في (فواق) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الفاء وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم إمالة (كالفجار) في بابه.

واختلفوا في (ليدبروا) فقرأ أبو جعفر بالخطاب مع تخفيف الدال وقرأ الباقون بالغيب والتشديد.

وتقدم (بالسوق) لقنبل في النمل.

وتقدم (الرياح) في البقرة.

واختلفوا في (بنصب وعذاب) فقرأ أبو جعفر بضم النون والصاد وقرأ يعقوب بفتحها وقرأ الباقون بضم النون وإسكان الصاد.

واختلفوا في (واذكر عبادنا) فقرأ ابن كثير (عبدنا) بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون باللف على الجمع.

واختلفوا في (بخالصة ذكرى) فقرأ المدنيان (بخالصة) بغير تنوين على الإضافة (واختلف) عن هشام فروى عنه الحلواني كذلك وهي رواية ابن عباد عنه وروى عنه الداجوني وسائر أصحابه بالتنوين وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم (والليسع) في الأنعام (ومتكئين) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (هذا ما توعدون) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (بالغيب) وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (غساق) هنا (وغساقا) في النبأ فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بتشديد السين في الموضعين. وقرأ الباقون بتخفيفها فيها.

واختلفوا في (وآخر من شكله) فقرأ البصريان بضم الهمزة من غير مد على الجمع وقرأ الباقون بفتح الهمزة وألف بعدها على التوحيد.

واختلفوا في (من الأشرار اتخذناهم) فقرأ البصريان وحمزة والكسائي وخلف بوصل همز (اتخذناهم) على الخبر والابتداء بكسر الهمزة وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة على الاستفهام.

وتقدم الخلاف في (سخريا) في المؤمنين.

واختلفوا في (إلا إنما أنا) فقرأ أبو جعفر بكسر همزة (إنما) على الحكاية وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم الخلاف في (المخلصين) في يوسف.

واختلفوا في (قال فالحق) فقرأ عاصم وحمزة وخلف بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم (لأملأن) للأصبهاني في الهمز المفرد.

(وفيها بالإضافة ست يا آت) (لي نعجة) فتحها حفص وهشام بخلاف عنه (إني أحببت) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (ومن بعدي إنك) فتحها المدنيان وأبو عمرو (لعنتي إلى) فتحها المدنيان (ما كان لي من علم) فتحها حفص (مسنى الشيطان) أسكنها حمزة.

(ومن الزوائد يا آن) (عقاب وعذاب) أثبتهما في الحالين يعقوب ولا يصح عن قنبل في (عذاب) شيء والله تعالى أعلم.

سورة الزمر

تقدم (بطون أمهاتهم) لحمزة والكسائي في النساء.

وتقدم (يرضه لكم) في هاء الكناية.

وتقدم (ليضل عن سبيله) في إبراهيم.

واختلفوا في (أمن هو قانت) فقرأ ابن كثير ونافع وحمزة بتخفيف الميم وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم (ياعباد الذين آمنوا) في الوقف على المرسوم وأن الوقف عليها بالحذف إجماع إلا ما انفرد به الحافظ أبو العلا عن رويس والله تعالى أعلم،

وتقدم (لكن الذين اتقوا) لأبي جعفر في آخر آل عمران (وهاد) في الوقف على الرسم.

واختلفوا في (ورجلا سلما) فقرأ ابن كثير والبصريان (سالما) بألف بعد السين وكسر اللام وقرأ الباقون بغير ألف وفتح اللام.

(وختلفوا) في (بكاف عبده) فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف (عباده) بألف على الجمع وقرأ الباقون (عبده) بغير ألف على التوحيد.

واختلفوا في (كاشفات ضره وممسكات رحمته) فقرأ البصريان بتنوين (كاشفات وممسكات) ونصب (ضره ورحمته) وقرأ الباقون بغير تنوين فيها وخفض (ضره ورحمته).

واختلفوا في (قضى عليها الموت) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (قضى) بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء (الموت) بالرفع، وقرأ الباقون بفتح القاف والضاد فتصير الياء ألفا ونصب (الموت).

وتقدم (لاتقطنوا) في الحجر.

واختلفوا في (يا حسرتي) فقرأ أبو جعفر (يا حسرتاي) بياء بعد الألف وفتحها عنه ابن جماز (واختلف) عن ابن وردان فروى إسكانها أبو الحسن بن العلاف عن زيد وكذلك ابن الحسين الخبازي عنه عن الفضل ورواه أيضا الحنبلي عن (هبة الله) عن أبيه كلاهما عن الحلواني وهو قياس إسكان (محياي) وروى الآخرون عنه الفته وكلاهما صحيح نص عليهما عنه غير واحد كأبي العز وابن سوار وأبي الفضل الرازي. ولا يلتفت إلى من رده بعد صحة روايته وقرأ الباقون بغير ياء،

وتقدم الوقف عليه لرويس في بابه وتقدم أيضا في الإمالة.

وتقدم (وينجى الله) لروح في الأنعام.

واختلفوا في (بمفازتهم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على الأفراد.

واختلفوا في (تأمروني) فقرأ المدنيان بتخفيف النون وقرأ ابن عامر بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة هذا الذي اجتمع عليه أكثر الرواة في روايتي هشام وابن ذكوان بكر بن شاذان عن زيد عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بنون واحدة مخففة كنافع، شرقا وغربا وكذا هي في المصحف الشامي. واختلف عن ابن ذكوان في حذف إحدى النونين فروى وكذا روى أبو الحسين الخبازي عن الشذائي عن الرملي وكذا روى أبو بكر القباب عن الرملي إلا أن الحافظ أبا العلاء روى التخيير بين كنافع ونون كاملة وكذا روى التغلبي وابن المعلى وابن أنس عن ابن ذكوان وكذا روى سلامة بن هارون عن الأخفش وروى سائر الرواة عن يزيد وعن الرملي وعن الصوري والأخفش بنونين كما قدمناه وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة وسيأتي الخلاف في بابه.

وتقدم (سيء، وسيق وقيل) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (فتحت وفتحت) في الموضعين هنا وفي النبأ فقرأ الكوفيون بالتخفيف في الثلاثة وقرأ الباقون بالتشديد فيهن.

(وفيها من الإضافة خمس يا آت) (إنى أخاف) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (إنى أمرت) فتحها المدنيان (إن أرادني الله) أسكنها حمزة (يا عبادي الذين أسرفوا) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وعاصم (تأمروني أعبد) فتحها المدنيان وابن كثير.

(ومن الزوائد ثلاث) (يا عباد فاتقون) أثبت الياء فيها رويس في الحالين بخلاف عنه في (يا عباد) كما تقدم وافقه روح في (فاتقون. فبشر عباد) أثبتها وصلا مفتوحة السوسى بخلاف عن واختلف في الوقف أيضا عمن أثبتها وصلا كما تقدم مبينا ويعقوب على أصله في الوقف كما تقدم.

سورة المؤمن

تقدم اختلافهم في إمالة الحاء من (حم~) في بابه وتقدم سكت أبي جعفر كذلك في بابه.

وتقدم (كلمات ربك) في الأنعام.

وتقدم الخلاف عن رويس في (وقهم).

واختلفوا في (والذين يدعون) فقرأ نافع وهشام بالخطاب. واختلف عن ابن ذكوان فروى الشريف أبو الفضل من جميع طرقه عن الأخفش عنه كذلك وكذا رواه الصيدلاني وسلامة بن هارون عن الأخفش أيضا وبه قطع له في المبهج وكذا روى المطوعي عن الصوري عن ابن ذكوان من الطرق الخمسة وقطع له الهذلى من طريق الداجوني وهي رواية التغلبي وعبد الرزاق وأحمد بن أنس ومحمد بن إسماعيل الترمذي والحسين بن إسحاق وابن خُرَّزاذ والأسكندراني كلهم عن ابن ذكوان وبه قطع الداني للصوري وكذا رواه الوليد وابن بكار عن ابن عامر ورواه الجمهور عن الأخفش والصوري جميعا بالغيب وهي رواية محمد بن المعلا وإسحاق بن داود بن ابن ذكوان وبذلك قرأ الباقون وانفرد صاحب المبهج بذلك عن هشام بكماله وجعل الحافظ أبو العلاء فيها له وجهين وقد نص الداني بعدم الخلاف له والصحيح والله أعلم.

واختلفوا في (أشد منهم قوة) فقرأ ابن عامر (منكم) بالكاف وكذلك هو في المصحف الشامي وقرأ الباقون بالهاء وكذا هو في مصاحفهم.

واختلفوا في (وان) فقرأ الكوفيون ويعقوب (أو أن) بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو وإسكان الواو وكذلك هي في مصاحف الكوفة. وقرأ الباقون بغير ألف وكذلك في مصاحفهم.

واختلفوا في (يظهر) فقرأ المدنيان والبصريان وحفص (يظهر) بضم الياء وكسر الهاء (الفساد) بالنصب وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء (الفساد) بالرفع.

وتقدم (عذت) في حروف قربت مخارجها.

واختلفوا في (كل قلب) فقرأ أبو عمرو (قلب) بالتنوين في الباء واختلف عن ابن عامر فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام والأخفش عن ابن ذكوان كذلك. وروى الصوري عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام بغير تنوين وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (فاطلع) فروى حفص بنصب العين وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (وصد عن السبيل) في الرعد.

وتقدم (يدخلونها) في النساء.

واختلفوا في (الساعة ادخلوا) فقرأ ابن كثير وابن عمرو وابن عامر وأبو بكر بوصل همزة (ادخلوا) وضم الخاء ويبتدئون بضم الهمزة. وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة في الحالين وكسر الخاء.

واختلفوا في (يوم لا ينفع) فقرأ نافع والكوفيون بالياء على التذكير. وانفرد الشنبوذي عن ابن هارون عن أصحابه عن عيسى بن وردان بذلك وسائر الرواة عنه على التأنيث وبه قرأ الباقون (بالغيب).

وتقدم (سيدخلون) في النساء.

وتقدم (شيوخا) في البقرة عند (البيوت).

وتقدم (كن فيكون) لابن عامر في البقرة وكذا (يرجعون) ليعقوب.

(وفيها من الإضافة ثماني يا آت) (إني أخاف) في ثلاث مواضع فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (ذروني أقتل) فتحها ابن كثير والأصبهاني عن ورش (ادعوني استجب) فتحها ابن كثير (لعلى أبلغ) أسكنها يعقوب والكوفيون (مالي أدعوكم) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وهشام. واختلف عن ابن ذكوان (أمري إلى الله) فتحها المدنيان وأبو عمرو.

(ومن الزوائد أربع يا آت) (عقاب) أثبتها في الحالين يعقوب (التلاق والتناد) أثبتهما في الوصل بن وردان وورش واختلف عن قالون فيما ذكره الداني كما تقدم. وأثبتهما في الحالين ابن كثير ويعقوب، و (اتبعون أهدكم) أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وقالون والأصبهاني عن ورش وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

سورة فصلت

تقدم (حم) في الإمالة والسكت.

وتقدم (آذاننا) للدوري عن الكسائي في الإمالة.

وتقدم (أينكم لتكفرون) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (سواء للسائلين) فقرأ أبو جعفر (سواء) بالرفع وقرأ يعقوب بالخفض وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (نحسات) فقرأ ابن جعفر وابن عامر والكوفيون بكسر الحاء وقرأ الباقون بإسكانها وما حكاه الحافظ أبو عمرو عن أبي طاهر بن أبي هاشم عن أصحابه عن أبي الحارث من إمالة فتحة السين فإنه وهم وغلظ لم يكن محتاجا إليه فإنه لو صح لم يكن من طرقه ولا من طرقنا.

واختلفوا في (يحشر أعداء الله) فقرأ نافع ويعقوب بالنون وفتحها وضم الشين (أعداء) بالنصب وقرأ الباقون بالياء وضمها وفتح الشين ورفع (أعداء) وتقدم (يرجعون وأرنا) في البقرة.

وتقدم (الذين) لابن كثير في النساء.

وتقدم (ربأت) في الحج لأبي جعفر.

وتقدم (يلحدون) في الأعراف.

وتقدم (أأعجمي) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (ثمرات) فقرأ ابن كثير والبصريان وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون بالألف على الجمع.

وتقدم (نأى) في الإسراء والإمالة.

(وفيها من الإضافة يا آن) (شركائي قالوا) فتحها ابن كثير (إلى ربي أن) فتحها أبو جعفر وأبو عمرو وورش واختلف عن قالون كما تقدم.

سورة الشورى

تقدم (حم) في الإمالة.

وتقدم (عين) في باب المد والقصر.

وتقدم سكت أبو جعفر على الحروف الخمسة في بابه.

واختلفوا في (يوحي إليك) فقرأ ابن كثير بفتح الحاء على التجهيل وقرأ الباقون بكسرها على التسمية.

وتقدم (يكاد ويتفطرن) في مريم.

وتقدم (إبراهام) في البقرة.

وتقدم (نؤته منها) في هاء الكناية.

وتقدم (يبشر الله) في آل عمران.

واختلفوا في (ما تفعلون) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالخطاب. واختلف عن رويس فروى عنه أبو الطيب الخلاف كذلك وروى غيره الغيب وبذلك قرأ الباقون. وقدم وقع في غاية الحافظ أبي العلاء أن النخاس عن رويس بالخطاب وهو سهو وصوابه أبو الطيب والله أعلم.

وتقدم (ينزل الغيث) في البقرة.

واختلفوا في (فبما كسبت) فقرأ المدنيان وابن عامر (بما) بغير فاء قبل الباء وكذلك هي في مصاحف المدينة والشام. وقرأ الباقون بالفاء وكذلك هي في مصاحفهم.

وتقدم (الجوار) في الإمالة والزوائد وسيأتي أيضا في المحذوفات.

وتقدم (الرياح) في البقرة.

واختلفوا في (ويعلم الذين) فقرأ ابن عامر والمدنيان برفع الميم وقرأ الباقون بنصبها.

واختلفوا في (كبائر الإثم) هنا والنجم فقرأ حمزة والكسائي وخلف (كبير) بكسر الباء من غير ألف ولا همزة على التوحيد في الموضعين وقرأ الباقون بفتح الباء وألف وهمزة وكسورة بعدها فيما على الجمع.

واختلفوا في ( أو يرسل، فيوحى) فقرأ نافع برفع اللام وإسكان الياء. واختلف عن ابن ذكوان فروى عن الصوري عن طريق الرملى كذلك وبه قطع الداني للصوري وكذلك صاحب المبهج وابن فارس وقطع بذلك صاحب الكامل لغير الأخفش عنه. واستثنى ابن عتاب والنجار والسلمى والمزى كلهم عن الأخفش فجعلهم كالصوري. وانفرد صاحب التجريد بهذا من قراءته على الفارسي عن هشام فخالف سائر الرواة عن هشام وهي رواية التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى عنه وكذا روى الصيدلاني عن هبة الله عن الأخفش أيضا وروى عن الأخفش عن سائر طرقه والمطوعي عن الصوري بنصب اللام وبذلك قرأ الباقون.

(وفيها من الزوائد ياء واحدة) (الجوار في البحر) أثبتها في الوصل المدنيان وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

سورة الزخرف

تقدم الإمالة والسكت في بابهما.

وتقدم في (أم الكتاب) في النساء.

واختلفوا في (أن كنتم) فقرأ المدنيان وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (مهدا) في طه.

وتقدم (ميتا) في البقرة. (وتخرجون) في الأعراف.

وتقدم (جزءا) في البقرة وفي الهمز المفرد.

واختلفوا في (ينشأ) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين.

واختلفوا في (عباد الرحمن) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر ويعقوب (عبد) بالنون ساكنة وفتح الدال من غير ألف على أنه ظرف. وقرأ الباقون بالباء وألف بعدها ورفع الدال جمع عبد.

واختلفوا في ( اشهدوا) فقرأها المدنيان (أأشهدوا) بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة مسهلة على أصلهما مع إسكان الشين وفصل بينهما بألف أبو جعفر وقالون بخلاف على أصلهما المتقدم في باب الهمزتين من كلمة. وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة وفتح الشين.

واختلفوا في ( قل أولو) فقرأ ابن عامر وحفص (قال) على الخبر وقرأ الباقون (قل) على الأمر.

واختلفوا في (أولوجئتكم) فقرأ أبو جعفر (جئناكم) بنون وألف على الجمع وهو في إبدال الهمز والصلة على أصله. وقرأ الباقون بالتاء مضمومة على التوحيد وهم على أصولهم أيضا.

واختلفوا في (سقفا) فقرأ ابن كثير وأبوعمرو وأبو جعفر بفتح السين وإسكان القاف وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (يتكئون) في الهمز المفرد لأبي جعفر.

وتقدم (لما هو) في هود لعاصم وحمزة وابن جماز وهشام بخلاف.

واختلفوا في (يقيض له) فقرأ يعقوب بالياء واختلف عن أبي بكر فروى عنه العليمي كذلك وكذا روى خلف عن يحيى. وكذا روى أبو الحسن الخياط عن شعيب الصريفيني عن يحيى وهي رواية عصمة عن أبي بكر وروى يحيى من سائر طرقه بالنون وكذا روى سائر الرواة عن أبي بكر وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (حتى إذا جاءنا) فقرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر وأبو بكر بألف بعد همزة على التثنية وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد وكل في إمالته وفتحه على أصله.

وتقدم (نذهبن بك، ونرينك) لرويس في أواخر آل عمران.

وتقدم (رسل) في باب النقل.

وتقدم (رسلنا) في البقرة.

وتقدم (أفأنت) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

وتقدم (يأيه الساحر) في الوقف على الرسم.

واختلفوا في (أساروة) فقرأ يعقوب وحفص (أسورة) بإسكان السين من غير ألف وانفرد ابن العلاف عن النخاس عن التمار عن رويس بفتح السين وألف بعدها وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (سلفا) فقرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (يصدون) فقرأ ابن كثير والبصريان وعاصم وحمزة بكسر الصاد وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (أآلهتنا) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (تشتهى الأنفس) فقرأ المدنيان وابن عامر وحفص (تشتهيه) بزيادة هاء ضمير مذكر بعد الياء وكذلك هو في المصاحف المدنية والشامية. وقرأ الباقون بحذف الهاء وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق.

وتقدم (أورثتموها) في حروف قربت مخارجها.

وتقدم (ولد) في مريم.

وتقدم (فأنا أول) في البقرة.

واختلفوا في (يلاقوا) هنا والطور والمعارج فقرأ أبو جعفر بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف من غير ألف قبلها في الثلاثة وقرأ الباقون بضم الياء وفتح اللام وألف بعدها وضم القاف فيهن ولم يذكرها ابن مهران في كتبه ألبتة.

واختلفوا في (واليه يرجعون) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب ويعقوب على أصله في فتح حرف المضارعة وكسر الجيم.

واختلفوا في (وقيله) فقرأ حمزة وعاصم بخفض اللام وكسر الهاء وقرأ الباقون بنصب اللام وضم الهاء.

واختلفوا في (فسوف تعلمون) فقرأ المدنيان وابن عامر بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

(وفيها من الإضافة ياآن) (من تحتى أفلا) فتحها المدنيان وأبو عمرو والبزي وكذلك انفرد الكارزيني عن الشطوى عن ابن شنبوذ عن قنبل.

كما تقدم. (يا عبادى لا خوف عليكم) فتحها أبو بكر ورويس بخلاف عنه ووقف عليها بالياء وأسكنها المدنيان وأبو عمرو وابن عامر ووقفوا عليها كذلك لأنها في مصاحف المدينة والشام ثابتة وحذفها الباقون في الحالين لأنها كذلك في مصاحفهم وقال الإمام أبو عمرو بن العلاء رأيتها في مصاحف المدينة والحجاز بالياء.

(ومن الزوائد ثلاث) (سيهدين، وأطيعون) أثبتهما في الحالين يعقوب (وأتبعون) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب وروى إثباتها عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم.

سورة الدخان

تقدم السكت والإمالة في بابها.

واختلفوا في (رب السموات) فقرأ الكوفيون بخفض الباء وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (نبطش) لأبي جعفر في الأعراف.

وتقدم (عذت) في حروف قربت مخارجها.

وتقدم (فأسر) في هود.

وتقدم (فكهين) في يس لأبي جعفر.

واختلفوا في (كالمهل يغلي) فقرأ ابن ابن كثير وحفص ورويس بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (فاعتلوه) فقرأ نافع وابن كثير وابن عامر ويعقوب بضم التاء وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (ذق إنك) فقرأ الكسائي بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (مقام أمين) فقرأ المدنيان وابن عامر (مقام) بضم الميم وقرأ الباقون بفتحها والمراد في الفتح موضع القيام وفي الضم معنى الإقامة واتفقوا على فتح الميم من الحرف الأول من هذه السورة وهو قوله تعالى (وزروع ومقام كريم) لأن المراد به المكان وكذا في غيره وكذا من (مقام) وما أجمع على فتحه والله أعلم.

(وفيها من الإضافة ياآن) (إنى آتيكم) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (تؤمنوا لي) فتحها ورش.

(ومن الزوائد ثنتان) (ترجمون، فاعتزلون) أثبتهما وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.

سورة الجاثية

تقدم الإمالة في الحاء في بابها، والسكت لأبي جعفر في بابه.

واختلفوا في (آيات لقوم) في الموضعين فقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء فيهما وقرأهما الباقون بالرفع.

وتقدم (الرياح) في البقرة.

واختلفوا في (وآياته يؤمنون) فقرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وروح وحفص بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب وقد وقع في بعض نسخ الإرشاد أن يعقوب قرأه بالغيب وتبعه عليه الديواني وهو غلظ.

وتقدم (من رجز أليم) في سبأ.

واختلفوا في (لنجزى قوما) فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بالنون، وقرأ الباقون بالياء وقرأ أبو جعفر بضم الياء وفتح الزاي مجهلا. وكذا قرأ شيبة وجاءت أيضا عن عاصم وهذه القراءة حجة على إقامة الجار والمجرور وهو (بما) مع وجود المفعول به الصريح وهو (قوما) مقام الفاعل كما ذهب إليه الكوفيون وغيرهم.

وتقدم: ترجعون. في البقرة.

واختلفوا في (سواء محياهم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم (محياهم) في الإمالة.

واختلفوا في (غشاوة) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (غشوة) بفتح الغين وإسكان الشين من غير ألف. وقرأ الباقون بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها (وافقوا) على ما كان (حجتهم) بالنصب إلا ما انفرد به ابن العلاف عن النخاس عن التمار عن رويس من الرفع وهي رواية موسى بن اسحاق عن هارون عن حسين الجعفي عن أبي بكر ورواية المنذر بن محمد بن هارون عن أبي بكر نفسه ورواية عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر وقراءة الحسن البصري وعبيد ابن عمير (وحجتهم) في هذه القراءة اسم كان و (إلا أن قالوا) الخبر وعلى قراءة الجماعة بالعكس وهو واضح.

واختلفوا في (كل أمة تدعى) فقرأ يعقوب بنصب اللام وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في (والساعة لاريب فيها) فقرأ حمزة بنصب الساعة وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (هزوا) في البقرة.

وتقدم (لا يخرجون منها) في الأعراف.

سورة الأحقاف

تقدم مذهبهم في (حم) إمالة وسكتا في بابهما.

واختلفوا في (لينذر الذين) فقرأ المدنيان وابن عامر ويعقوب بالخطاب، واختلف عن البزي فروى عبد العزيز الفارسي والشنبوذي عن النقاش كذلك وهو رواية الخزاعي واللهبيين وابن هارون عن البزي وبذلك قرأ الداني من طريق أبي ربيعة وإطلاقه الخلاف في التيسير خروج عن طريقيه وروى الطبري والفحام والحمامى عن النقاش وابن بنان عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي بالغيب وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (بوالديه حسنا) فقرأ الكوفيون إحسانا بزيادة همزة مكسورة قبل الحاء وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها وكذلك هي في مصاحف الكوفة. وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين من غير همزة ولا ألف وكذلك هي في مصاحفهم.

وتقدم (كرها) في النساء.

واختلفوا في (وفصاله) فقرأ يعقوب (وفصله) بفتح الفاء وإسكان الصاد من غير ألف وقرأ الباقون بكسر الفاء وفتح الصاد وألف بعدها.

واختلفوا في (يتقبل عنهم أحسن، ويتجاوز) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بنون مفتوحة فيهما (أحسن) بالنصب وقرأ الباقون بالياء مضمومة فيهما (أحسن) بالرفع.

وتقدم (أف لكما) في الإسراء.

وتقدم (أتعدانني) لهشام في الأدغام الكبير.

واختلفوا في (وليوفيهم) فقرأ ابن كثير والبصريان وعاصم بالياء. واختلف عن هشام فروى الحلواني عنه كذلك وروى الداجوني عن أصحابه عنه بالنون وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم اختلافهم في (أذهبتم) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (أبلغكم) في الأعراف لأبي عمرو.

واختلفوا في (لايرى إلا مساكنهم) فقرأ يعقوب وحمزة وعاصم وخلف (يرى) بياء مضمومة على الغيب (مساكنهم) بالرفع وقرأ الباقون بالتاء وفتحها على الخطاب ونصب (مساكنهم) وهم في الإمالة على أصولهم.

وتقدم (بل ضلوا، وإذ صرفنا) في بابهما.

وتقدم (يقدر) ليعقوب في يس.

(وفيها من الإضافة أربع ياآت) (أوزعني أن) فتحها البزي والأزرق. (إني أخاف) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (ولكني أراكم) فتحها المدنيان وأبو عمرو والبزي (أتعدانني أن) فتحها المدنيان وابن كثير.

سورة محمد صلى الله عليه وسلم

اختلفوا في (والذين قاتلوا) فقرأ البصريان وحفص (قتلوا) بضم القاف وكسر التاء من غير ألف بينهما وقرأ الباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما.

وتقدم (وكأين) في سورة آل عمران وباب الهمز المفرد.

واختلفوا في (غير آسن) فقرأ ابن كثير بغير مد بعد الهمزة وقرأ الباقون بالمد. واختلف عن البزي في آنفا فروى الداني من قراءته على أبي الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي وأصحاب السامري الذين أخذ عنهم من أصحاب أبي ربيعة هم محمد بن عبد العزيز وابن الصباح وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة ومنهم سلامة بن هارون البصري صاحب أبي معمر الجمحي صاحب البزي فلم يأت عن أحد منهم قصر وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية والتيسير (نعم) روى سبط الخياط القصر من طريق النقاش عن أبي ربيعة ومن سائر طرقه عن أبي ربيعة وعن البزي ورواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزي ورواه ابن مجاهد عن مضر بن محمد عن البزي وهي قراءة بن محيصن. وروى الحسن بن الحباب وسائر أصحاب البزي عن المد وبذلك قرأ الباقون..

وتقدم (عسيتم) في البقرة.

واختلفوا في (إن توليتم) فروى رويس بضم التاء وكسر اللام وقرأ الباقون بفتحهن.

واختلفوا في ( وتقطعوا) فقرأ يعقوب بفتح التاء وإسكان القاف وفتح الطاء مخففة. وقرأ الباقون بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء مشددة.

واختلفوا في ( وأملي لهم) فقرأ البصريان بضم الهمزة وكسر اللام. وفتح الياء أبو عمرو وأسكنها يعقوب. وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام وقلب الياء ألفا.

واختلفوا في (أسرارهم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (رضوانه) عن آل عمران أبي بكر.

واختلفوا في (ولنبلونكم حتى نعلم، ونبلو) فقرأ أبو بكر بالياء في الثلاثة وقرأهن الباقون بالنون.

واختلفوا في (ونبلو أخباركم) فروى رويس بإسكان الواو وانفرد ابن مهران بذلك عن روح أيضا وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (السلم) في البقرة لحمزة وخلف وأبو بكر.

وتقدم (ها أنتم) في الهمز المفرد.

سورة الفتح

تقدم (دائرة السوء) في التوبة.

واختلفوا في (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالغيب في الأربعة وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم (عليه الله) لحفص في هاء الكناية.

واختلفوا في (فسنؤتيه أجرا) فقرأ أبو عمرو والكوفيون ورويس بالياء. وانفرد بذلك ابن مهران عن روح أيضا. وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (ضرا) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الضاد وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (بل ظننتم) في بابه.

واختلفوا في (كلام الله) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (كلم) بكسر اللام من غير ألف وقرأ الباقون بفتح اللام وألف بعدها.

وتقدم (يدخله ويعذبه) في النساء.

واختلفوا في (بما تعلمون بصيرا) فقرأ أبو عمرو بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم (تطؤهم، والرؤيا) في الهمز المفرد.

وتقدم (رضوانا) في سورة آل عمران.

واختلفوا في (شطأه) فقرأ ابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء. وقرأ الباقون بإسكانها.

واختلفوا في (فآزره) فروى ابن ذكوان بقصر الهمزة واختلف عن هشام فروى الداجوني عن أصحابه عنه كذلك وروى الحلواني عنه المد وبه قرأ الباقون.

وتقدم (سوقه) في النمل لقنبل.

سورة الحجرات

واختلفوا في (لا تقدموا) فقرأ يعقوب بفتح التاء والدال وقرأ الباقون بضم التاء وكسر الدال.

واختلفوا في (الحجرات) فقرأ أبو جعفر بفتح الجيم وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (فتبينوا) في النساء.

وتقدم (تفيء إلى) في الهمزتين من كلمتين.

واختلفوا في (بين أخويكم) فقرأ يعقوب بكسر الهمزة وإسكان الخاء وتاء مكسورة على الجمع وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء وياء ساكنة على التثنية.

وتقدم (تلمزوا) في التوبة.

وتقدم (ومن لم يتب فأولئك) في حروف قربت مخارجها.

وتقدم (ولا تجسسوا، ولا تنابزوا، ولتعارفوا) للبزي في البقرة.

وتقدم (ميتا) في البقرة أيضا.

واختلفوا في (ولا يلتكم) فقرأ البصريان (يألتكم) بهمزة ساكنة بين الياء واللام، ويبدلها أبو عمرو على أصله في الهمز الساكن وقرأ الباقون بكسر اللام من غير همز.

واختلفوا في (بصير بما تعلمون) فقرأ ابن كثير بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

سورة ق

تقدم (أيذا) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (متنا) في آل عمران.

وتقدم (بلدة ميتا) في البقرة.

واختلفوا في (يوم يقول) فقرأ نافع وأبو بكر بالياء وقرأ الباقون بالنون.

واختلفوا في (توعدون) فقرأ ابن كثير بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (وأدبار السجود) فقرأ المدنيان وابن كثير وحمزة وخلف بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها واتفقوا على حرف (والطور وأدبار النجوم) إنه بالكسر إذ المعنى على الصدر أي وقت أفول النجوم وذهابها لا جمع دبر.

وتقدم (يناد) في الوقف على المرسوم.

وتقدم (تشقق) في الفرقان لأبي عمرو والكوفيين.

(وفيها من الزوائد ثلاث) (وعيد) في الموضعين أثبتهما وصلا ورش وأثبتهما في الحالين يعقوب (المناد) أثبت الياء في الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبتهما وصلا المدنيان وأبو عمرو.

سورة الذاريات

تقدم (والذاريات ذروا) لحمزة في الأدغام الكبير.

وتقدم (يسرا) لأبي جعفر بخلاف عن ابن وردان في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (وعيون) في البقرة أيضا عند ذكر (البيوت).

واختلفوا في (مثل ما) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

وتقدم (أبراهام) في البقرة.

وتقدم (قال سلام) في هود.

واختلفوا في الصاعقة فقرأ الكسائي (الصعقة) بإسكان العين من غير ألف وقرأ الباقون بكسر العين وألف قبلها.

واختلفوا في (وقوم نوح) فقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بخفض الميم وقرأ الباقون بنصبها.

(وفيها من الزوائد ثلاث ياآت) (ليعبدون، أن يطعمون، فلا تستعجلون) أثبتهن في الحالين يعقوب.

سورة الطور

تقدم (فاكهين) في يس.

وتقدم (متكئين) لأبي جعفر في الهمز المفرد.

واختلفوا في (واتبعتهم) فقرأ أبو عمرو وأتبعناهم بقطع الهمزة وفتحها وإسكان التاء والعين ونون وألف بعدها وقرأ الباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتح العين وتاء ساكنة بعدها.

واختلفوا في (ذريتهم بإيمان) فقرأ البصريان وابن عامر بألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد وكسر التاء أبو عمرو وحده وضمها الباقون.

وتقدم (ألحقنا بهم ذرياتهم) في الأعراف.

واختلفوا في (ألتناهم) فقرأ ابن كثير بكسر اللام وقرأ الباقون بفتحها (واختلف) عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة واللفظ بلام مكسورة وهي رواية الحلواني عن القواس وهي قراءة أبي بن كعب وطلحة بن مصرف وجاءت عن الأعمش وروى ابن مجاهد إثبات الهمزة وبذلك قرأ الباقون وروينا عن ابن هرمز بمد الهمزة وعن الأعمش إسقاطها مع فتح اللام وقرئت (ولتناهم) بالواو وكلها لغات ثابتة بمعنى نقص.

وتقدم (لا لغو فيها ولا تأثيم) في البقرة.

وتقدم (ولؤلؤا) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (ندعوه أنه) فقرأ المدنيان والكسائي بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (المصيطرون) هنا (وبمصيطر) في سورة الغاشية فرواها هشام بالسين فيهما. ورواه خلف عن حمزة باشمام الصاد الزاي (واختلف) عن قنبل وابن ذكوان وحفص وخلاد. فأما قنبل فرواه عند بالصاد فيها ابن شنبوذ من المبهج وكذا نص الداني في جامعه عنه بالسين فيهما ابن مجاهد وابن شنبوذ من المستنير ونص على السين في ( المسيطرون) والصاد في (بمصيطر) الجمهور من العراقيين والمغاربة وهو الذي في الشاطبية والتيسير. وأما ابن ذكوان فرواه بالسين فيهما ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش وهي رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش. ورواه ابن سوار بالصاد فيهما. وكذلك روى الجمهور عن النقاش وهو الذي في الشاطبية والتيسير. وأما حفص فنص على الصاد له فيهما ابن مهران في غايته وابن غلبون في تذكرته وصاحب العنوان وهو الذي في التبصرة والكافي والتلخيص والهداية وعند الجمهور وذكره الداني في جامعه عن الأشناني عن عبيد وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن. ورواه بالسين فيهما زرعان عن عمرو وهو نص الهذلى عن الأشناني عن عبيد وحكاه له الداني في جامعه عن أبي طاهر بن أبي هاشم عن الأشناني وكذا رواه ابن شاهي عن عمرو. وروى آخرون عنه (المسيطرون) بالسين (وبمصيطر) بالصاد وكذا هو في المبهج والإرشادين وغاية أبي العلاء وبه قرأ الداني على أبي الفتح وقطع بالخلاف له في (المصيطرون) وبالصاد في (بمصيطر) في التيسير والشاطبية. وأما خلاد فالجمهور من المشارقة والمغاربة على الإشمام فيهما له. وهو الذي لا يوجد نص عنه بخلافه وأثبت له الخلاف فيهما صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وتبعه على ذلك الشاطي. والصاد هي رواية الحلواني ومحمد ابن سعيد البزاز كلاهما عن خلاد ورواية محمد بن لاحق عن سليم وعبد الله بن صالح عن حمزة وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم (يلقوا) لأبي جعفر في الزخرف.

واختلفوا في (يصعقون) فقرأ ابن عامر وعاصم بضم الياء وقرأ الباقون بفتحها.

سورة والنجم

تقدم مذهبهم في إمالة رؤوس آيها وكذا (رأى ورآه) في الإمالة.

واختلفوا في (ما كذب الفؤاد) فقرأ أبو جعفر وهشام بتشديد الذال وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في ( افتمارونه) فقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب (افتمرونه) بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها.

واختلفوا في (في اللات) فروى رويس بتشديد التاء ويمد للساكنين وهي قراءة ابن عباس ومجاهد ومنصور بن المعتمر وطلحة وأبي الجوزاء وقرأ الباقون بتخفيفها، وتقدم وقف الكسائي عليها في الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (مناة) فقرأ ابن كثير بهمزة بعد الألف (فيمد) للاتصال. وقرأ الباقون بغير همز والوقف عليها لجميع القراء بالهاء اتباعا بالرسم وما وقع في كتب بعضهم من أن الكسائي وحده يقف بالهاء والباقون بالتاء فوهم لعله انقلب عليهم من اللات كما قدمنا في بابه والله اعلم.

وتقدم (ضيزى) لابن كثير في الهمز المفرد.

وتقدم (كبير الغثم) في الشورى.

وتقدم في (بطون أمهاتهم) لحمزة والكسائي في النساء.

وتقدم (أم لم ينبأ) في الهمز المفرد.

وتقدم (إبراهام) في البقرة.

وتقدم (النشأة) في العنكبوت.

وتقدم (وأنه هو) لرويس بخلاف في الأربعة وأن الجمهور عنه على إدغام الحرفين الأخرين وأن بعضهم ذكر الأولين موافقة لأبي عمرو في الأدغام الكبير.

وتقدم (عادا الأولى) في باب النقل.

وتقدم (وثمود فما أبقى) في هود.

وتقدم (المؤتفكة) في الهمز المفرد.

وتقدم (ربك تتمارى) ليعقوب في الأدغام الكبير.

سورة اقتربت

واختلفوا في (مستقر ولقد) فقرأ أبو جعفر بخفض الراء وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم وقف يعقوب على (تغن النذر) في الوقف على الرسم.

وتقدم (نكر) لابن كثير في البقرة عند (هزوا).

واختلفوا في (خشعا أبصارهم) فقرأ البصريان وحمزة والكسائي وخلف (خاشعا) بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة وقرأ الباقون بضم الخاء وفتح الشين مشددة من غير ألف.

وتقدم (فتحنا في الأنعام.

وتقدم (عيونا) في البقرة.

وتقدم (ألقي) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (سيعملون غدا) فقرأ ابن عامر وحمزة بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب، وانفرد الكارزيني عن روح بالتخيير فيه ولم يذكره غيره.

(واتفقوا) على (سيهزم) الجمع بالياء مجهلا، وانفرد ابن مهران عن روح بالنون مفتوحة وكسر الزاي ونصب الجمع لم يرو ذلك غيره وقال الهذلي هو سهو "قلت" هي قراءة أبي حيوة وجاءت عن زيد عن يعقوب.

(وفيها من الزوائد ثمان ياآت) (الداع إلى) أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو وورش وأثبتها في الحالين يعقوب والبزي (إلى الداع) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وأثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب (ونذر) في الست المواضع أثبتها وصلا ورش وأثبتها في الحالين يعقوب.

سورة الرحمن عز وجل

تقدم (القرآن) لابن كثير في النقل.

واختلفوا (والحب ذو العصف والريحان) فقرأ ابن عامر بنصب الثلاثة الأسماء وكذا كتب (ذا العصف) في المصحف الشامي بألف. وقرأ حمزة والكسائي وخلف (والريحان) بخفض النون وقرأ الباقون بنصب الأسماء الثلاثة (وذو العصف) في مصاحفهم بالواو.

وتقدم (فبأي) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (يخرج منهما) فقرأ المدنيان والبصريان بضم الياء وفتح الراء. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الراء.

وتقدم (اللؤلؤ) في الهمز المفرد.

وتقدم (الجوار) في الإمالة والوقف على الرسم.

واختلفوا في (المنشآت) فقرأ حمزة بكسر الشين، واختلف عن أبي بكر فقطع له جمهور العراقيين من طريقيه كذلك وهو الذي في جامع ابن فارس والمستنير والإرشاد والكفاية والكامل والتجريد وغاية أبي العلاء والكفاية في الست وقطع به ابن مهران من طريق يحيى ابن آدم وبه قرأ الداني على أبي الفتح من الطريق المذكورة وكذلك صاحب المبهج طريق نفطوية عن يحيى وقطع آخرون بالفتح عن العليمي وقطع بالوجهين جميعا لأبي بكر الجمهور من المغاربة والمصريين وهو الذي في التيسير والتبصرة والتذكير والكافي والهداية والتلخيصيين والعنوان والشاطبية. وقال في المبهج قال الكارزيني قال لي أبو العباس المطوعي وأبو الفرج الشنبوذي الفتح والكسر في (المنشآت) سواء وبهما قرأ الداني على أبي الحسن والوجهان صحيحان عن أبي بكر وبالفتح وقرأ الباقون.

و تقدم (الإكرام) في الإمالة والراآت.

واختلفوا في (سنفرغ لكم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وقرأ الباقون بالنون.

وتقدم (أيه الثقلان) في الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (شواظ) فقرأ ابن كثير بكسر الشين وقرا الباقون بضمها.

واختلفوا في (ونحاس) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وروح بخفض السين وقرأ الباقون برفعها وبذلك انفر ابن مهران عن روح.

وتقدم نقل (من استبرق) لرويس موافقة لورش وغيره في بابه.

واختلفوا في (لم يطمثهن) في الموضعهين فقرأ الكسائي بضم الميم على اختلاف عنه في ذلك فروى كثير من الأئمة عنه من روايتيه ضم الأول فقط وهو الذي في العنوان والتجريد وغاية أبي العلاء وكفاية أبي العز وإرشاده والمستنير والجامع لابن فارس وغيرها ورواها في الكامل عن ابن سفيان للكسائي بكماله وبه قرأ الداني على أبي الفتح في الروايتين جميعا كما نص عليه في جامع البيان وروى جماعة آخرون هذا الوجه من رواية الدوري فقط وروى عكسه من رواية أبي الحارث وهو كسر الأول وضم الثاني وهو الذي رواه ابن مجاهد عن أبي الحارث من طريق محمد بن يحيى في الكامل والتذكرة وتلخيص ابن بليمة والتبصرة. وقال هو المختار، وفي الكافي وقال هو المستعمل، وفي الهداية وقال إنه الذي قرأ به، وفي التيسير وقال هذه قراءتي يعني على أبي الحسن. وإلا فمن قراءته على أبي الفتح فذكر أنه قرأ بالأول كما قدمنا فهذا من المواضع التي خرج فيها عما أسنده في التيسير؛ وروى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا وهو الذي في تلخيص أبي معشر والمفيد وروى في المبهج عن الشنبوذي. وروى ابن مجاهد من طريق سلمة بن عاصم عنه يقرؤهما بالضم والكسر جميعا لا يبالي كيف يقرؤهما وروى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأولى كسر الثانية وإذا كسر الأولى ضم الثانية وهو الذي في غاية ابن مهران والمحبر لابن أشته والمبهج وذكره ابن شيطا وابن سوار ومكي الحافظ أبو العلاء وأبو العز في كفايته قال أبو محمد في المبهج قال شيخنا الشريف وقرأت على الكارزيني بإسناده على جميع أصحاب الكسائي بالتخيير في ضم الأولى والثانية (قلت) والوجهان ثابتان من التخيير وغيره نصا وأداءً قرأنا بهما بما نأخذ؛ قال الإمام أبو عبيد كان الكسائي يرى في (يطمثهن) الضم والكسر وربما كسر إحداهما وضم الأخرى أنهى وبالكسر فيهما وقرأ الباقون.

واختلفوا في (ذي الجلال) فقرأ ابن عامر (ذو الجلال) بواو بعد الذال نعتا للرب وكذلك هو في مصاحفهم.

(واتفقوا) على الواو في الحرف الأول وهو قوله (ويبقى وجه ربك ذو الجلال) نعتا للوجه إذ لا يجوز أن يكون مقحما وقد اتفقت المصاحف على ذلك.

وتقدم (الإكرام) في الإمالة والراآت.

سورة الواقعة

تقدم (ينزفون) للكوفيين في والصافات.

واختلفوا في (حورعين) فقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي بخفض الاسمين وقرأهما الباقون بالرفع.

وتقدم (عربا) لحمزة وخلف وأبي بكر في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (أإذا أإنا) في والصافات.

وتقدم (فمالئون) في الهمز المفرد واختلفوا بفتحها.

وتقدم (أأنتم) الأربعة في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (نحن قدرنا) فقرأ ابن كثير بتخفيف الدال وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم (النشأة) في العنكبوت.

وتقدم (تذكرن) في الأنعام.

وتقدم (فظلتم تفكهون) في تاآت البزي في البقرة.

وتقدم (أئنا لمغرمون) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (المنشؤن) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (بمواقع النجوم) فقرأ حمزة والكسائي وخلف (بموقع) بإسكان الواو من غير ألف على التوحيد. وقرأ الباقون بفتح الواو وألف بعدها على الجمع.

واختلفوا في (فرَوح) فروى رويس بضم الراء وانفرد بذلك ابن مهران عن روح. وقرأ الباقون بفتحها (قرأت) على شيخنا عمر بن الحسن أخبرك على ابن أحمد فأقر به (أنا) عمر بن طبرزاد (أنا) أبو بدر الكرخي (أنا) أحمد بن علي الحافظ (أنا) أبو عمرو الهاشمي (أنا) أبو علي اللؤلؤي (أنا) سليمان بن الأشعث (ثنا) مسلم بن إبراهيم (ثنا) هارون بن موسى النحوي ع بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقرؤها: فروح وريحان. تعنى بضم الراء أي الحياة الدائمة. أخرج أبو داود في سننه كما أخرجناه.

(واتفقوا) على قوله تعالى (ولا تأيسوا من رَوح الله إنه لا يأيس من روح الله) أنه بالفتح والرحمة وليس المراد به الحياة الدائمة.

سورة الحديد

تقدم (ترجع الأمور) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (وقد أخذنا ميثاقكم) فقرأ أبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء (ميثاقكم) بالرفع وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب (ميثاقكم).

وتقدم (ينزل) في البقرة.

واختلفوا في (وكلا وعد الله) فقرأ ابن عامر برفع لام (وكل) وكذا هو في المصاحف الشامية وقرأ الباقون بالنصب وكذلك هو في مصاحفهم واتفقوا على نصب الذي في سورة النساء لإجماع المصاحف عليه.

وتقدم (فيضعفه) في البقرة.

واختلفوا في (انظرونا) فقرأ حمزة بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الظاء بمعنى أمهلونا وقرأ الباقون بوصل الهمزة وضم الظاء أي انتظرونا وابتداؤهما والهم بضم الهمزة.

وتقدم (الأماني) لأبي جعفر في البقرة.

واختلفوا في (لا يؤخذ منكم فدية) فقرأ أبو جعفر وابن عامر يعقوب بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

واختلفوا في (وما نزل من الحق) فقرأ نافع وحفص بتخفيف الزاي واختلف عن رويس فروى أبو الطيب عنه عن التمار كذلك وروى الباقون عنه تشديدها وكذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (ولا يكونوا) فروى رويس بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

واختلفوا في (المصدقين و المصدقات) فقرأ ابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما وقرأ الباقون بتشديدها منهما.

وتقدم (يضعف) في البقرة.

وتقدم (رضوان) في آل عمران.

واختلفوا في (بما آتاكم) فقرأ أبو عمرو بقصر الهمزة وقرأ الباقون بمدها.

وتقدم (بالبخل) في النساء.

واختلفوا في (فإن الله هو الغني) فقرأ المدنيان وابن عامر بغير (هو) وكذلك هو في مصاحف المدينة والشام. وقرأ الباقون بزيادة (هو) وكذلك في مصاحفهم.

وتقدم (رسلنا) لأبي عمرو (وإبراهام) لابن عامر في البقرة و (رأفه) لقنبل في النور.

سورة المجادلة

وتقدم (قد سمع) في بابه.

واختلفوا في (يظاهرون) فقرأ عاصم بضم الياء وتخفيف الظاء والهاء وكسرها وألف بينهما في الموضعين وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وتشديد الظاء وألف بعدها وتخفيف الهاء وفتحها. وقرأ الباقون كذلك إلا أنه بتشديد الهاء من غير ألف قبلها.

وتقدم (اللائي) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (ما يكون) فقرأ أبو جعفر بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالياء على التذكير.

واختلفوا في (ولا أكثر) فقرأ يعقوب (أكثر) بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.

واختلفوا في (ويتناجون) فقرأ حمزة ورويس بنون ساكنة بعد الياء وضم الجيم من غير ألف على يفتعلون زاد رويس (فلا تنتجوا) بهذه الترجمة وقرأ الباقون بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح الجيم على يتفاعلون في الحرفين.

وتقدم (ليحزن) لنافع في آل عمران.

واختلفوا في (المجلس) فقرأ عاصم (المجالس) بألف على الجمع، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد.

وتقدم (قيل) في الموضعين أول البقرة.

واختلفوا في (انشزوا فانشزوا) فقرأ المدنيان وابن عامر وحفص بضم الشين في الحرفين، واختلف عن أبي بكر فروى الجمهور عنه بالضم وهو الذي في التذكرة والتبصرة والهادي والهداية والكافي والتلخيص والعنوان وغيرها وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وهو الذي رواه جمهور العراقيين عنه من طريق يحيى بن آدم، وروى كثير منهم عنه الكسر وهو في كفاية السبط وفي الإرشاد و في التجريد إلا من قراءته على عبد الباقي يعني من طريق الصريفيني وهو الذي رواه الجمهور عن العليمي وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني على أبي الفتح والوجهان صحيحان عن أبي بكر ذكرهما عنه ابن مهران وفي التيسير والشاطبيبة و غيرهما وبالكسر وقرأ الباقون.

وتقدم (يحسبون) في البقرة.

(فيها من ياآت الإضافة ياء واحدة) (رسلي إن) فتحها المدنيان وابن عامر.

سورة الحشر

تقدم (الرعب) في البقرة عند (هزؤا).

واختلفوا في (يخربون) فقرأ أبو عمرو بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف.

وتقدم (البيوت) في البقرة.

واختلفوا في (كيلا يكون دولة) فقرأ أبو جعفر (تكون) بالتأنيث (دولة) بالرفع، واختلف عن هشام فروى الحلواني عنه من أكثر طرقه كذلك وهي طريق ابن عبدان عن الحلواني وبذلك قرأ الداني على شيخيه فارس بن أحمد عنه وأبي الحسن وروى الأزرق الجمال وغيره عن الحلواني التذكير مع الرفع وبذلك قرأ الداني على شيخه الفارسي عن أصحابه عنه وقد رواه الشذائي وغير واحد عن الحلواني ولم يختلف عن الحلواني عفي رفع (دولة) وما رواه فارس عن عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن الحلواني بالياء والنصب كالجماعة قال الحافظ أبو عمرو وهو غلط لانعقاد الإجماع عنه على الرفع (قلت) التذكير والنصب هو رواية الدجواني عن أصحابه عن هشام وبذلك قرأ الباقون وهو الذي لم يذكر ابن مجاهد ولا من تبعه من العراقيين وغيرهم كابن سوار وأبي العز والحافظ أبي العلاء وكصاحب التجريد وغيرهم عن هشام سواه (نعم) لا يجوز النصب مع التأنيث ما توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه الله لانتفاء صحته رواية ومعني والله أعلم.

وتقدم (ورضوانا) في آل عمران.

وتقدم (رؤوف) في البقرة.

واختلفوا في (جدر) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (جدار) بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد وأبو عمرو على أصله في الإمالة وقرأ الباقون بضم الجيم والدال من غير ألف على الجمع.

وتقدم (تحسبهم) في البقرة و (برئ) في الهمز المفرد و (القرآن) في النقل و (البارئ) في الإمالة.

(فيها من ياآت الإضافة ياء واحدة) (إني أخاف) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

سورة الممتحنة

تقدم (مرضاتي في الإمالة).

وتقدم (وأنا أعلم) في البقرة للمدنيين.

واختلفوا في (يفصل بينكم) فقرأ عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة وروى ابن ذكوان بضم الياء وفتح الفاء والصاد مشددة، واختلف عن هشام فروى عنه الحلواني كذلك وروى عنه الدجواني وبضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصاد مخففة وكذلك قرأ الباقون.

وتقدم (أسوة) في الأحزاب.

وتقدم (إبراهام) في البقرة.

وتقدم (أن تولوهم) للبزي في البقرة.

واختلفوا في (ولا تمسكوا) فقرأ البصريان بتشديد السين وقرأ الباقون بتخفيفها.

وتقدم (وسلوا) لابن كثير والكسائي وخلف في باب النقل.

ومن سورة الصف إلى سورة الملك

تقدم (زاغوا) في الإمالة وتقدم (ساحر) في أواخر المائدة.

وتقدم (ليطفيوا) لأبي جعفر في الهمز المفرد.

واختلفوا في (متم نوره) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وحفص (متم) بغير تنوين (نوره) بالخفض وقرأ الباقون بالتنوين والنصب

وتقدم (ننجيكم) لابن عامر في الأنعام.

واختلفوا في (أنصار الله) فقرأ ابن عامر ويعقوب والكوفيون (أنصار) بغير تنوين (الله) بغير لام على الإضافة وإذا وقفوا أسكنوا الراء لا غير وإذا ابتدؤا أتوا بهمزة الوصل وقرأ الباقون بالتنوين ولام الجر وإذا وقفوا أبدلوا من التنوين ألفا.

(فيها من ياآت الإضافة ثنتان) (بعدي اسمه) فتحها المدنيان وابن كثير والبصريان وأبو بكر. (أنصاري إلى الله) فتحها المدنيان.

وتقدم (أنصاري والتوراة والحمار) في الإمالة.

وتقدم: (طبع على) من أفراد القاضي لرويس في الإدغام الكبير.

وتقدم (خشب) في البقرة عند (هزؤا) (ويحسبون) فيها أيضا.

واختلفوا في (لووا) فقرأ نافع وروح بتخفيف الواو الأولى وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم (رأيتهم، وكأنهم) في الهمز المفرد للأصبهاني.

"واتفقوا" على (استغفرت لهم) بهمزة مفتوحة من غير مد عليها إلا ما رواه النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن عيسى بن وردان من المد عليها فانفرد بذلك ولم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه ووجهه بعضهم بأنه إجراء لهمزة الوصل المكسورة مجرى المفتوحة فمد من أجل الاستفهام، وقال الزمخشري إن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب الهمزة.

وتقدم (يفعل ذلك) في باب قربت مخارجها.

واختلفوا في (وأكن من الصالحين) فقرأ أبو عمرو (وأكون) بالواو ونصب النون وقرأ الباقون بجزم النون من غير واو وكذا هو مرسوم في جميع المصاحف.

واختلفوا في (خبير بما يعلمون) آخرها فروى أبو بكر (بما يعلمون) بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

واختلفوا في (يوم يجمعكم) فقرأ يعقوب بالنون وانفرد ابن مهران بالياء عن روح وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم (نكفر عنه وندخله) في النساء.

وتقدم (يضعفه لكم) في البقرة.

وتقدم (النبي إذا) لنافع في الهمز المفرد والهمزتين من كلمتين.

وتقدم (مبنية) لابن كثير وأبي بكر في النساء.

واختلفوا في (بالغ أمره) فروى حفص (بالغ) بغير تنوين (أمره) بالخفض وقرأ الباقون بالتنوين والنصب.

وتقدم (واللائي) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (وجدكم) فروى روح بكسر الواو وانفرد ابن مهران بالخلاف عنه وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (عسر يسرا) لأبي جعفر.

وتقدم (وكأين) في آل عمران والهمز المفرد.

وتقدم نكرا في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (مبينات ويدخله) في النساء.

وتقدم (مرضاة).

واختلفوا في (عرف بعضه) فقرأ الكسائي بتخفيف الراء وقرأ الباقون بتشديدها.

وتقدم (تظاهر) للكوفيين في البقرة.

وتقدم (جبرائيل) فيها أيضا.

وتقدم (طلقكن) في الإدغام الكبير.

وتقدم (يبدله) في الكهف.

واختلفوا في (نصوحا) فروى أبو بكر بضم النون وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (عمران) في الإمالة.

واختلفوا في (وكتابه) فقرأ البصريان وحفص بضم الكاف وفتح التاء بعدها على التوحيد.

ومن سورة الملك إلى سورة الجن

واختلفوا في (تفاوت) فقرأ حمزة والكسائي (تفوت) بضم الواو مشددة من غير ألف وقرأ الباقون بألف والتخفيف.

وتقدم (هل ترى) في بابه.

وتقدم (خاسئا) في الهمز المفرد لأبي جعفر والأصبهاني.

وتقدم (تكاد تميز) في تاآت البزي من البقرة.

وتقدم (سحقا) في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (أأمنتم) في الهمزتين من كلمة (وسيئت؛ وقيل) في أوائل البقرة.

واختلفوا في (به تدعون) فقرأ يعقوب بإسكان الدال مخففة وقرأ الباقون بفتحها مشددة.

واختلفوا في (فستعلمون من هو) فقرأ الكسائي بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

"واتفقوا" على الأول أنه بالخطاب وهو (فستعلمون كيف نذير) لاتصاله بالخطاب.

(وفيها من ياآت الإضافة ياآن) (أهلكني الله) أسكنها حمزة (ومعي أو رحمنا) أسكنها حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وأبو بكر.

(ومن الزوائد ثنتان) (نذير ونكير) أثبتهما وصلا ورش وفي الحالين يعقوب.

وتقدم إظهار (ن~) والسكت عليهما في بابهما.

وتقدم (أأن كان) في الهمزتين من كلمة.

وتقدم (أن يبدلنا) في الكهف.

وتقدم (لما تخيرون) في تاآت البزي من البقرة.

واختلفوا في (ليزلقونك) فقرأ المدنيان بفتح الياء وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (أدريك) في الإمالة.

وتقدم (فهل ترى لهم) في بابه.

واختلفوا في (قبله) فقرأ البصريان والكسائي بكسر القاف وفتح الباء وقرأ الباقون بفتح القاف وإسكان الباء.

وتقدم (المؤتفكات بالخاطية) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (لا تخفي) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

وتقدم (كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه) في الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (ما يؤمنون وما يذكرون) فقرأهما ابن كثير ويعقوب وهشام بالغيب واختلف عن ابن ذكوان فروى الصوري عنه والعراقيون عن الأخفش عنه من أكثر طرقه كذلك حتى أن سبط الخياط والحافظ أبا العلاء وغيرهما لم يذكروا لابن ذكوان سواه وبه قطع له ابنا غلبون ومكي وابن سفيان وابن شريح وابن بليمة والمهدوي وصاحب العنوان وغيرهم وقال الداني وهو الصحيح وعليه العمل عند أهل الشام وبذلك قرأت في جميع الطرق عن الأخفش وروى النقاش عن الأخفش بالخطاب وبذلك قرأ الداني على شيخه عبد العزيز الفارسي عنه وكذا روى ابن شنبوذ عنه وهي رواية ابن أنس والتغلبي عن ابن ذكوان وبذلك قرأ الباقون فيهما.

واختلفوا في (سأل سائل) فقرأ المدنيان وابن عامر (سأل) بالألف من غير همز وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة وانفرد النهرواني عن الأصبهاني عن ورش بتسهيل (سائل) بين بين هذا الموضع خاصة وكذا رواه الخزاعي عن ابن فليح عن ابن كثير وسائر الرواة عن الأصبهاني وعن ورش على خلافه.

واختلفوا في (تعرج الملائكة) فقرأ الكسائي بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث.

واختلفوا في (ولا يسئل حميم) فقرأ أبو جعفر بضم الياء واختلف عن البزي فروى عنه ابن الحباب كذلك وهي رواية إبراهيم بن موسى واللهي ونصر بن محمد وابن فرح عنه وكذلك روى الزيني عن أصحاب ربيعة وغيره عنه قال الحافظ أبو عمرو وبذلك قرأت أنا له من طريق ابن الحباب قال و على ذلك رواة كتابه متفقون وروى عنه أبو ربيعة بفتح الياء وهي رواية الخزاعي ومحمد بن هارون وغيرهم عن البزي وبذلك قرأ الباقون.

وتقدم (يومئذ) في هود.

وتقدم إمالة رؤوس هذه الآي الأربعة من هذه السورة في الإمالة

(واختلفوا في (نزاعة للشوى) فروى حفص (نزاعة) بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم (لأماناتهم) في المؤمنون.

واختلفوا في (بشهاداتهم) فقرأ يعقوب وحفص بألف بعد الدال على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد.

وتقدم (حتى يلقوا) لأبي جعفر في الزخرف.

واختلفوا في (نصب) فقرأ ابن عامر وحفص بضم النون والصاد وقرأ الباقون بفتح النون وإسكان الصاد.

وتقدم (أن عبدوا الله) في البقرة.

واختلفوا في (وولده) فقرأ المدنيان وابن عامر وعاصم بفتح الواو واللام وقرأ الباقون بضم الواو وإسكان اللام.

واختلفوا في (ودا) فقرأ المدنيان بضم الواو وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (مما خطيئاتهم) فقرأ أبو عمرو (خطاياهم) بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير عطاياكم وقرأ الباقون بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة وأما الهاء فهي مضمومة في قراءة أبي عمرو ومكسورة في قراءة الباقين للاتباع.

(وفيها من ياآت الإضافة ثلاث ياآت) (دعائي إلا) أسكنها الكوفيون ويعقوب (إني أعلنت) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو (بيتي مؤمنا) فتحها هشام وحفص قال الداني ورأيت الدار قطني قد غلط فيها غلطا فاحشا فحكى في كتاب السبعة أن نافعا من رواية الحلواني عن قالون بفتحها وإن عاصما من رواية حفص يسكنها قال والرواة وأهل الأداء مجمعون عنهما على ضد ذلك (قلت) هذا من القلب أراد أن يقول الصواب فسبق قلمه كما يقع لكثير من المؤمنين.

(وفيها زائدة) (وأطيعون) أثبتها في الحالين يعقوب والله الموفق.

ومن سورة الجن إلى سورة النبأ

واختلفوا في (وأنه تعالى) وما بعدها إلى قوله (وأنا منا المسلمون) ذلك اثنتا عشرة همزة فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص بفتح الهمزة فيهن وافقهم أبو جعفر في ثلاثة (وأنه تعالى، وأنه كان يقول، وأنه كان رجال) وقرأ الباقون بكسرها في الجميع. واتفقوا على فتح (أنه استمع، وإن المساجد لله).

لأنه لا يصح أن يكون من قولهم بل هو مما أوحي إليه بخلاف الباقي فإنه يصح أن يكون سن قولهم ومما أوحي والله أعلم.

واختلفوا في (أن لن يقول) فقرأ يعقوب بفتح القاف والواو مشددة وقرأ الباقون بضم القاف وإسكان الواو مخففة.

وتقدم (ملئت) لأبي جعفر والأصبهاني في الهمز المفرد.

واختلفوا في (يسلكه) فقرأ الكوفيون ويعقوب بالياء وانفرد النهرواني بذلك عن هبة الله عن الأصبهاني عن ورش وخالفه سائر الرواة عن هبة الله فروى بالنون وكذا رواه المطوعي عن الأصبهاني وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (وأنه لما قام) فقرأ نافع وأبو بكر بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (عليه لبدا) فروى هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني والدجواني معا وهو الذي نص عليه الحلواني في كتابه ولم يذكر الكامل ولا كثير من المغاربة سواه ورواه بكسر اللام الفضل بن شاذان عن الحلواني وبه قرأ الداني من طريق ابن عباد عنه وقال في الجامع إن الحلواني ذكره في كتابه وكذا رواه النقاش عن الجمال عن الحلواني وكذا رواه زيد بن علي عن الدجواني وكذا رواه غير واحد عن هشام وغيره والوجهان صحيحان عن هشام قرأ بهما من طرق المغاربة والمشارقة وكلاهما في الشاطبية وبالكسر قرأ الباقون.

واختلفوا في (قال إنما أدعو) فقرأ أبو جعفر وعاصم وحمزة (قل) بغير ألف على الأمر وقرأ الباقون بالألف على الخبر.

اختلفوا في (ليعلم أن قد) فروى رويس بضم الياء وقرأ الباقون بفتحها.

(وفيها ياء إضافة) (ربي أمدا) فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

وتقدم (أو انقص) في البقرة.

وتقدم (ناشئة) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (أشد وطأ) فقرأ أبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها. وقرأ الباقون بفتح الواو وإسكان الطاء من غير مد وإذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة الطاء فحركها على أصله.

واختلفوا في (رب المشرق) فقرأ ابن عامر ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بخفض الباء وقرأ الباقون بالرفع اتفقوا على فتح النون من (فكيف تتقون) إلا ما أنفرد به أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري الجوخاني عن الأشناني عن عبيد بن الصباح عن حفص بكسر النون فخالف سائر الرواة عن أبي الحسن البصري وعن الأشنائي عن عبيد وعن حفص وعن عاصم ولكنها رواية أبي بكر محمد بن يزيد بن هارن القطان عن عمرو بن الصباح عن حفص والله أعلم.

وتقدم (ثلثي الليل) لهشام في البقرة عند (هزؤا).

واختلفوا في (ونصفه وثلثه) فقرأ ابن كثير والكوفيون بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين وقرأ الباقون بخفض الفاء والثاء وكسر الهاءين.

واختلفوا في (والرجز فاهجر) فقرأ أبو جعفر ويعقوب وحفص بضم راء (الرجز) وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (تسعة عشر) لأبي جعفر في التوبة.

واختلفوا في (إذا دبر) فقرأ نافع ويعقوب وحمزة وخلف وحفص (إذا) بإسكان الذال من غير ألف بعدها. (أدبر) بهمزة مفتوحة وإسكان الدال بعدها وقرأ الباقون (إذا) بألف بعد الذال (دبر) بفتح الدال من غير همزة قبلها.

واختلفوا في (مستنفرة) فقرأ المدنيان وابن عامر بفتح الفاء وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (وما يذكرون) فقرأ نافع بالخطاب وقرأ الباقون بالغيب.

وتقدم (لا أقسم بيوم القيامة) لقنبل والبزي في يونس.

وتقدم (أيحسب) في الموضعين في البقرة.

واختلفوا في (فإذا برق البصر) فقرأ المدنيان بفتح الراء وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (يحبون العاجلة ويذرون) فقرأهما المدنيان والكوفيون بالخطاب، وانفرد أبو علي العطار بذلك عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وقد نص الأخفش عليهما في كتابه بالغيب وبذلك قرأ الباقون فيهما.

وتقدم سكت حفص على (من راق).

وتقدم إمالة رؤوس آي هذه السورة من قوله (صلى) على آخرها في الإمالة.

وتقدم (سدى) في أيضا لأبي بكر مع من أمال.

واختلفوا في (مني يمني) فقرأ يعقوب وحفص بالياء على التذكير. واختلف عن هشام فروى الشنبوذي النقاش عن الأزرق الجمال عن الحلواني كذلك، وكذا روى هبة الله بن سلامة المفسر عن زيد بن علي عن الدجواني وكذا روا الشذائي عن الدحواني عنه. وروى ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على التأنيث وكذا روى أبو القاسم الزيدي وأبو حفص النحوي وابن أبي هاشم عن النقاش عن الأزرق الجمال عنه وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق المذكور وكذا روى الدجواني من باقي طرقه وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (سلاسل) فقرأ المدنيان والكسائي وأبو بكر ورويس من طريق أبي الطيب غلام ابن شنبوذ وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الدجواني بالتنوين ولم يذكر السعيدي في تبصرته عن رويس خلافه ووقفوا عليه بالألف بدلا منه. وقرأ الباقون وزيد عن الدجواني بغير تنوين ووقف منهم بألف وأبو عمرو وروح من طريق المعدل، واختلف عن ابن كثير وابن ذكوان وحفص فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب كلاهما عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين كأبي العز والحافظ أبي العلاء وأكثر المغاربة كابن سفيان ومكي والمهدوي وابن بليمة وابن شريح وابني غلبون وصاحب العنوان عن ابن ذكوان، وأجمع من ذكرت من المغاربة والمصريين عن حفص كل هؤلاء في الوقف بالألف عن ابن ذكوان عمى ذكرت ووقف بغير ألف عنهم كل أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي غير الحمامي وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان فيما رواه المغاربة والحمامي عن النقاش فيما رواه المشارقة عنه عن الأخفش والعراقيون قاطبة عن حفص. وأطلق الوجهين عنهم في التيسير وقال إنه وقف لحفص من قراءته على أبي الفتح بغير ألف. وكذا عن البزي وابن ذكوان من قراءته على عبد العزيز الفارسي عن النقاشي عن أبي ربيعة والأخفش وأطلق الخلاف عنهم أيضا أبو محمد سبط الخياط في مبهجه وانفرد بإطلاقه عن يعقوب بكماله ووقف الباقون بغير ألف (بلا خلاف) وهم حمزة وخلف ورويس من غير طريق أبي الطيب وروح من غير طريق المعدل وزيد عن الدجواني عن هاشم.

واختلفوا في (كانت قوارير) فقرأه المدنيان وابن كثير والكسائي وخلف وأبو بكر بالتنوين بالألف وانفرد أبو الفرج والشنبوذي بذلك عن النقاش عن الأزرق وعن ابن شنبوذ عن الأزرق الجمال عن الحلواني عن هشام وقرأ الباقون بغير تنوين وكلهم وقف عليه بألف إلا حمزة ورويسا إلا أن الكارزيني انفرد عن النخاس عن التمار عنه بالألف وجميع الناس على خلافه واختلف عن روح فروى عنه المعدل من جميع طرقه سوى طريق ابن مهران الوقف ألف وكذا روى ابن حبشان وعلى ذلك سائر المؤلفين وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بغير ألف وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني من طريق الدجواني عن هشام والنقاش عن ابن ذكوان بالوقف بغير ألف فخالف سائر الناس.

واختلفوا في (قوارير من فضة) وهو الثاني فقرأ المدنيان والكسائي وأبو بكر بالتنوين ووقفوا عليه بألف وكذلك انفرد الشنبوذي فيه عن النقاش وابن شنبوذ من طريق الحلواني عن هشام كما تقدم في الحرف خاصة عن النقاش أيضا وكذلك روى صاحب العنوان فيهما عن هشام ولعل ذلك من أوهام شيخه الطرسوسي عن السامري عن أصحابه عن الحلواني فإن أبا الفتح فارس بن أحمد وابن نفيس وغيرهما رويا عن السامري في رواية هشام الحرفين بغير تنوين. وقد نص الحلواني عن هشام عليهما بغير تنوين "نعم" اختلف عن هشام من طريق الدجواني في الوقف على هذا الثاني فروى المغاربة قاطبة عنه بالوقف بالألف وروى المشارقة لهشام الوقف بغير ألف وكل من لم ينون غير هشام وقف بغير ألف إلا ما انفرد به أبو الفتح عن الأخفش عن ابن ذكوان من الوقف على الأول بالألف ولم يكن من طرق كتابنا وقد نص الإمام أبو عبيد على كتابه هذه الأحرف الثلاثة أعنى (سلاسلا وقواريرا قواويرا) بالألف على مصاحف أهل الحجاز والكوفة قال ورأيتها في مصحف عثمان بن عفان الأولى (قواريرا) بالألف مثبتة والثانية كانت بالألف فحكت ورأيت أثرها بينا هناك.

واختلفوا في (عاليهم) فقرأ المدنيان وحمزة بإسكان الياء وكسر الهاء وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء.

واختلفوا في (خضر) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالخفض وقرأ الباقون بالرفع.

واختلفوا في (واستبرق) فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم بالرفع وقرأ الباقون بالخفض.

واختلفوا في (وما يشاؤن) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والحلواني عن هشام من طرق المغاربة والدجواني عنه من طرق المشارقة والأخفش عن ابن ذكوان إلا من طريق الطبري عن النقاش وإلا من طريق أبي عبد الله الكارزيني عن أصحابه عن ابن الأخرم والصوري عنه من طريق زيد عن الرملي عنه بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب وكذلك روى المشارقة عن الحلواني والمغاربة عن الدجواني كلاهما عن هشام وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي عن الدجواني وكذا الطبري عن النقاش والكارزيني عن أصحابه عن ابن الأخرم كلاهما عن الأخفش والصوري إلا من طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان وغيرهما.

"واتفقوا" على الخطاب في (الذي) في التكوير لاتصاله بالخطاب.

وتقدم فالملقيات ذكرا) لخلاد في الإدغام الكبير.

وتقدم (عذرا) لروح في البقرة عند (هزؤا).

وكذلك تقدم (نذرا) لأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص.

واختلفوا في (أقتت) فقرأ أبو عمرو وابن وردان بواو مضمومة مبدلة من الهمزة واختلف عن ابن جماز فروى الهاشمي عن ابن إسماعيل بن عنه كذلك وروى الدوري عنه فعنه بالهمزة وكذلك روى قتيبة عنه وبذلك قرأ الباقون وانفرد ابن مهران عن روح بالواو لم يروه غيره واختلف في تخفيف القاف عن أبي جعفر فروى ابن وردان عنه التخفيف وكذلك روى الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز وروى الدوري عن إسماعيل عن ابن جماز بالتشديد وكذلك روى ابن حبيب والمسجدي عن ابن جماز وبذلك قرأ الباقون.

واختلفوا في (فقدرنا) فقرأ المدنيان والكسائي بتشديد الدال وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (انطلقوا إلى ظل) فروى رويس (انطلقوا) بفتح اللام وقرأ الباقون بكسرها.

واختلفوا في (جمالة صفر) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (جمالة) بغير ألف بعد اللام على التوحيد وقرأ الباقون بالألف على الجمع.

واختلفوا في الجيم منها فروى رويس بضم الجيم وقرأ الباقون بكسرها.

وتقدم (عيون، وقيل) في البقرة.

وفيها ياء زائدة) (فكيدون) أثبتها في الحالين يعقوب.

ومن سورة النبأ إلى سورة الأعلى

تقدم الوقف على (عم) في بابه.

وتقدم (فتحت) للكوفيين في الزمر.

واختلفوا في (لابثين فيها) فقرأ حمزة وروح (لبثين) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف.

وتقدم (غساقا) في ص~.

واختلفوا في (ولا كذابا) فقرأ الكسائي بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديدها.

(واتفقوا) على قوله تعالى (وكذبوا بآياتنا كذابا) في هذه السورة أنه بالتشديد لوجود فعله معه.

واختلفوا في (رب السموات) فقرأ ابن عامر ويعقوب والكوفيون بخفض الباء وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في (الرحمن) فقرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم بخفض النون وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (أإنا لمردودون، أإذا كنا) في الهمزتين من كلمة.

واختلفوا في (نخرة) بالألف وقرأ الباقون بغير ألف. هذا الذي عليه العمل عن الكسائي وبه نأخذ وروى كثير من أئمتنا من المشارقة والمغاربة عن الدوري عن الكسائي التخيير بين الوجهين فقطع له بذلك الحافظ أبو العلاء وحكاه عنه في المستنير والتجريد والسبط في كفايته ومكي في التبصرة وقال ابن مجاهد في سبعته عنه كان لا يبالي كيف قرأها بالألف أم بغير ألف وروى عنه جعفر بن محمد وإن شئت بألف.

وتقدم (طوى) في طه.

وتقدم اختلافهم في إمالة رؤوس أي هذه السورة من لدن (هل أتاك حديث موسى) إلى آخرها.

وتقدم أيضا في إمالة رؤوس آي (عبس) من أولها إلى قوله تلهي في باب الإمالة.

واختلفوا في (إلى أن تزكي) فقرأ المدنيان وابن كثير ويعقوب بتشديد الزاي وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (إنما أنت منذر من) فقرأ أبو جعفر بتنوين (منذر) وقرأ الباقون بغير تنوين.

واختلفوا في (فتنفعه) فقرأ عاصم بنصب العين وقرأ الباقون برفعها.

واختلفوا في (له تصدى) فقرأ المدنيان وابن كثير بتشديد الصاد وقرا الباقون بتخفيفها.

وتقدم (عنه تلهى{{) في تاآت البزي من البقرة.

واختلفوا في (أنا صببنا) فقرأ الكوفيون بفتح الهمزة وافقهم رويس وصلا وقرأ الباقون بكسر الهمزة ووافقهم رويس في الابتداء وانفرد ابن مهران عن هبة الله عن التمار عنه بالكسر في الحالين.

واختلفوا في (سجرت) فقرأ ابن كثير والبصريان إلا أبا الطيب عن رويس بتخفيف الجيم وقرأ الباقون وأبو الطيب عن رويس بتشديدها.

وتقدم (بأي) للأصبهاني في باب الهمز المفرد.

واختلفوا في (قتلت) فقرأ أبو جعفر بتشديد التاء وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (نشرت) فقرأ المدنيان وابن عامر ويعقوب وعاصم بتخفيف الشين وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا في (سعرت) فقرا المدنيان وابن ذكوان وحفص ورويس بتشديد العين. واختلف عن أبي بكر فروى العليمي كذلك وروى يحيى عنه بالتخفيف وكذلك قرأ الباقون واختلفوا في (بضنين) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس بالظاء. وانفرد ابن مهران بذلك عن روح أيضا وقرأ الباقون بالضاد وكذا هي في جميع المصاحف وتقدم (الجوار) ليعقوب في الوقف على المرسوم.

واختلفوا في (فعدلك) فقرأ الكوفيون بتخفيف الدال وقرأ الباقون بتشديدها.

واختلفوا قي (بل يكذبون) فقرأ أبو جعفر بالغيب وقرأ الباقون بالخطاب.

وتقدم إدغام لام (بل يكذبون) في بابه.

واختلفوا في (يوم لا تملك) فقرأ ابن كثير والبصريان برفع الميم وقرأ الباقون بنصبها.

وتقدم (بل ران) لحفص في السكت ولغيره في الإمالة.

واختلفوا في (تعرف وجوههم نضرة) وقرأ الباقون بفتح التاء وكسر الراء ونصب (نضرة).

واختلفوا في (ختامه مسك) فقرأ الكسائي (خاتمه) بفتح الخاء من غير ألف بعدها وبالألف بعد الثاء ولا خلاف عنهم في فتح التاء.

وتقدم (فكهين) في يس لأبي جعفر وحفص وابن عامر بخلاف.

وتقدم (هل ثوب) في بابه.

واختلفوا في (ويصلي سعيرا) فقر نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان الصاد وتخفيف اللام.

واختلفوا في (لتركبن) فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بفتح الباء وقرأ الباقون بضمها.

وتقدم (قرئ) في الهمز المفرد و (القرآن) في النقل.

واختلفوا في (العرش المجيد) فقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفض الدال وقرأ الباقون برفعها.

وتقدم (قرآن) في النقل.

واختلفوا في (محفوظ) فقرأ نافع برفع الظاء وقرأ الباقون بخفضها.

وتقدم (لما عليها) في هود لأبي جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة.

ومن سورة الأعلى إلى آخر القرآن

تقدم إمالة رؤوس آيها من لدن (الأعلى) إلى (وموسى) في باب الإمالة.

واختلفوا في (والذي قدر) فقرأ الكسائي (قدر بتخفيف) الدال و قرأ الباقون بتشديدها.

"واختلفوا) في (بل تؤثرون) فقرأ أبو عمرو بالغيب وانفرد ابن مهران بذلك عن روح في كل كتبه وبالخلاف عن رويس في بعضها وقرأ الباقون بالخطاب وهم في إدغام اللام على أصولهم.

واختلفوا في (تصلي نارا) فقرأ البصريان وأبو بكر بضم وقرأ الباقون بفتحها.

وتقدم (آنية لهشام) في الإمالة.

واختلفوا في (لا تسمع فيها لاغية) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس (لا يسمع) بياء مضمومة على التذكير (لاغية) بالرفع وقرأ نافع كذلك إلا أنه بالتاء على التأنيث وقرأ الباقون بالتاء مفتوحة (لاغية) بالنصب.

وتقدم (بمسيطر) في الطور.

واختلفوا في (إيابهم) فقرأ أبو جعفر بتشديد الياء وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في الوتر فقرأ حمزة والكسائي وخلف بكسر الواو وقرأ الباقون بفتحها.

واختلفوا في (فقدر) فقرأ أبو جعفر وابن عامر بتشديد الدال وقرأ الباقون بتخفيفها.

واختلفوا في (تكرمون اليتيم ولا تحضون، وتأكلون، وتحبون) فقرأ البصريان سوى الزبيري عن روح بالغيب في الأربعة وقرأ الباقون بالخطاب ومعهم الزبيري عن روح وأثبت الألف بعد الحاء في (يحاضون) أبو جعفر والكوفيون ويمدون للساكن.

وتقدم (وجئ) أول البقرة.

واختلفوا في (لا يعذب ولا يوثق) فقرأ يعقوب والكسائي بفتح الذال والثاء وقرأ الباقون بكسرهما.

وتقدم (المطمئنة) في الهمز المفرد.

(فيها من الإضافة ياآن) (ربي أكرمن، ربي أهانن) فتحهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.

(ومن الزوائد أربع ياآت) (يسر) أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب وابن كثير. (بالواد) أثبتها وصلا ورش وفي الحالين يعقوب وابن كثير بخلاف عن قنبل في الوقف كما تقدم. (أكرمن وأهانن) أثبتهما وصلا المدنيان وأبو عمرو وبخلاف عنه على ما ذكر في باب الزوائد وفي الحالين يعقوب والبزي.

واختلفوا في (مالا لبدا) فقرأ أبو جعفر بتشديد الباء وقرأ الباقون بتخفيفها.

وتقدم (أيحسب) في البقرة (وأن لم يره) في هاء الكناية.

واختلفوا في (فك رقبة أو إطعام) فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (فك) بفتح الكاف (رقبة بالنصب) (أو أطعم) بفتح الهمزة والميم من غير تنوين ولا ألف قبلها. وقرأ الباقون برفع (فك) وخفض (رقبة) (إطعام) بكسر الهمزة ورفع الميم مع التنوين وألف قبلها.

وتقدم (مؤصدة) في الهمز المفرد.

وتقدم رؤوس آي (والشمس وضحاها) في الإمالة.

واختلفوا في (ولا يخاف) فقرأ المدنيان وابن عامر (فلا) بالفاء وكذا هي في مصاحف المدينة وأهل الشام وقرأ الباقون بالواو وكذلك هي في مصاحفهم.

وتقدم رؤوس آي (والليل إذا يغشى) في الإمالة.

وتقدم (لليسرى وللعسرى) لأبي جعفر في البقرة عند (هزؤا).

وتقدم (نارا تلظى) لرويس والبزي في تاآته من البقرة.

وتقدم رؤوس آي (والضحى – إلى – فأغنى) في الإمالة.

وتقدم (العسر يسرا) في الموضعين لأبي جعفر من البقرة عند (هزوا).

وتقدم (اقرأ) في الموضعين لأبي جعفر في الهمز الفرد.

وتقدم إمالة رؤوس آي (العلق) من قوله (ليطغى – إلى – يرى) في الإمالة.

واختلف عن قنبل في (أن رآه استغنى) فروى ابن مجاهد وابن شنبوذ وأكثر الرواة عنه (رأه) بقصر الهمزة من غير ألف ورواه الزينبي عن قنبل بالمد فخالف فيه سائر الرواة عن قنبل إلا أن ابن مجاهد غلط قنبلا في ذلك فربما يآخذ به وزعم أن الخزاعي رواه عن أصحابه بالمد ورد الناس على ابن مجاهد في ذلك بأن الرواية إذا أثبت وجب الأخذ بها وإن كانت حجتها في العربية ضعيفة كما تقدم تقرير ذلك وبأن الخزاعي لم يذكر هذا الحرف في كتابه أصلا (قلت) وليس مارد به على ابن مجاهد في هذا لازما فإن الراوي إذا ظن غلط المروي عنه لا يلزمه رواية ذلك عنه إلا على سبيل البيان سواء كان المروي صحيحا أم ضعيفا إذ لا يلزم غلط المروي عنه ضعف المروي في نفسه فإن قراءة (مردفين) بفتح الدال صحيحة مقطوع بها وقرأ بها ابن مجاهد على قنبل مع نصه أنه غلط في ذلك ولا شك أن الصواب مع ابن مجاهد في ذلك. وأما كون الخزعي لم ذكر هذا الحرف في كتابه فلا يلزم أيضا فإنه يحتمل أن يكون سأله عن ذلك فإنه أحد شيوخه الذين روى عنهم قراءة ابن كثير والذي عندي في ذلك أنه إن أحد بغير طريق ابن مجاهد والزينبي عن كطريق ابن شنبوذ وأبي ربيعة الذي هو أجل أصحابه وكابن الصباح والعباس بن الفضل وأحمد بن محمد بن هارون ودلبة البخلي وابن ثوبان وأحمد بن محمد اليقطيني ومحمد بن عيسى الجصاص وغيرهم فلا ريب في الأخذ له من طرقهم بالقصر وجها واحدا لروايتهم كذلك من غير إنكار، وإن أخذ بطريق الزينبي عنه فالمد كالجماعة وجها واحدا وإن أخذ بطريق ابن مجاهد فينظر فيمن روى القصر عنه كصالح المؤدب وبكار ابن أحمد والمطوعي والشنبوذي وعبد الله بن اليسع الأنطاكي وزيد أبي بلال وغيرهم فيؤخذ به كذلك، وإن كان ممن روى المد عنه كأبي الحسن المعدل أبي طاهر بن أبي هاشم وأبي حفص الكتاني وغيرهم فالمد فقط وإن كان ممن صح عنه الوجهان من أصحابه أخذ بهما كأبي السامري وروى عنه فارس بن أحمد القص، وروى عنه ابن نفيس المد وكزيد بن علي بن أبي بلال وروى عنه أبو الفرج النهرواني وأبو محمد بن الفحام القصر، وروى عنه عبد الباقي بن الحسن المد والوجهان جميعا من طريق ابن مجاهد في الكافي وتلخيص ابن بليمة وغيرهما ومن غيره طريقه في التجريد والتذكرة وغيرهما، وبالقصر قع في التيسير وغيره من طريقه ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء والمد أقوى من طريق النص وبهما آخذ من طريقه جمعا بين النص والأداء ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية وخالف الرواية والله تعالى أعلم.

وتقدم الخلاف في إمالة الراء منه والهمزة في بابها وكذلك في (أدراك، و: أرأيت) ذكر في الهمز المفرد.

وتقدم (تنزل الملائكة) في تاآت البزي من البقرة.

واختلفوا في (مطلع الفجر) فقرأ الكسائي وخلف بكسر اللام وقرأ الباقون بفتحها والأزرق عن ورش على أصله في تفخيمها.

وتقدم (البرية) لنافع وابن ذكوان في الهمز المفرد.

وتقدم (خشي ربه) في هاء الكناية.

وتقدم (يصدر) في النساء.

وتقدم (خيرا يره وشرا يره) في هاء الكن اية وتقدم (والعاديات ضبحا فالمتغيرات صبحا) في الإدغام الكبير.

وتقدم (ماهية نار) في الوقف على الرسم.

واختلفوا في (لترون الجحيم) فقرأ ابن عامر والكسائي بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها واتفقوا على فتح التاء في الثانية وهو قوله تعالى (ثم لترونها عين اليقين) لأن المعنى فيه أنهم يرونها أي تريهم أولا الملائكة أو من شاء ثم يرونها بأنفسهم، ولهذا قال الكسائي إنك لترى أولا ثم تروى والله أعلم.

واختلفوا في (جمع مالا) فقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وروح بتشديد الميم وقرأ الباقون بتخفيفها.

وتقدم (يحسب) في البقرة (ومؤصدة) في الهمز المفرد.

واختلفوا في (عمد) فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بضم العين والميم وقرأ الباقون بفتحهما، و اتفقوا على قوله تعالى (خلق السموات بغير عمد) أنه بفتح العين والميم لأنه جمع عماد وهو البناء كإهاب وأهب وإدام ولهذا قيل في تفسيره هو بناء محكم مستطيل يمنع المرتفع أن يميل.

واختلفوا في (لئلاف قريش) فقرأ ابن عامر بغير ياء بعد الهمزة مثل علاف مصدر ألف ثلاثيا يقال ألف الرجل ألفا وإلافا وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة من غير همز وقيل أنه لما أبدل الثانية ياء حذف الأولى حذفا على غير قياس ويحتمل أن يكون الأصل عنده ثلاثيا كقراءة ابن عامر ثم خفف كإبل ثم أبدل على أصله ويدل على ذلك قراءته الحرف الثاني كذلك والله أعلم. وقرأ الباقون بهمزة مكسورة بهدها ياء ساكنة.

واختلفوا في (إيلافهم) فقرأ أبو جعفر بهمزة مكسورة من غير ياء وهي قراءة عكرمة وشيبة وابن عتبة وجاءت عن ابن كثير أيضا وروى الحافظ أبو العلاء عن أبي العز عن أبي على الواسطى قال داخلني شك في ذلك فأخذت عنه بالوجهين (قلت) إن عنى بمثل علفهم بإسكان اللام كما هي رواية العمري عن أبي جعفر وقد خالفه الناس أجمعون فرواها عنه إيلافهم بلا شك وهو الصحيح ووجها أن تكون مصدر ثلاثي كقراءة ابن عامر الأول وإن عنى بمثل عنيهم بفتح اللام مع حذف الألف كما رواه الأهوازي في كتابه الإقناع وتبعه الحافظ أبو العلاء ومن أخذ منه فهو شاذ وأحسبه غلظا من الأهوازي والله أعلم. وقرأ الباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها.

وتقدم (أرأيت وشانيك) في الهمز المفرد.

وتقدم (عابدون وعابد) في الأمالة.

(وفيها من الإضاءة ياء واحدة) (ولي دين) فتحها نافع وهشام وحفص والبزي بخلاف عنه.

(ومن الزوائد) (دين) أثبتها في الحالين يعقوب.

واختلفوا في (أبي لهب) فقرأ ابن كثير بإسكان الهاء وقرأ الباقون بفتحها.

(واتفقوا) علة فتح الهاء من (ذات لهب) ومن (ولا يغنى من اللهب) لتناسب الفواصل ولثقل العلم بالاستعمال والله أعلم، وما أحسن قول الإمام أبي شامة رحمه الله حيث قال خفف العلم بالإسكان لثقل المسمى على الجنان والاسم على اللسان،.

واختلفوا في (حمالة الحطب) فقرأ عاصم (حمالة) بالنصب وقرأ الباقون بالرفع.

وتقدم (كفوا) ليعقوب وحمزة وخلف ولحفص في البقرة عند (هزوا).

واختلف عن رويس في (النفاثات) فروى النخاس عن التمار عنه عن طريق الكارزيتي والجوهري عن التمار (النفاثات) بألف بعد النون وكسر الفاء مخففة من غير ألف بعدها وكذا رواه أحمد بن محمد اليقطيني وغيره عن التمار وهي رواية عبد السلام المعلم عن رويس ورواية أبي الفتح النحوي عن يعقوب وقراءة عبد الله بن القاسم المدني وأبي السمال وعاصم الحجدري ورواية ابن أبي شريح عن الكسائي وجاءت عن الحسن البصري وهي التي قطع بها لرويس صاحب المبهج وصاحب التذكرة وذكره عنه أيضا أبو عمرو الداني وأبو الكرم وأبو الفضل الرازي وغيرهم وروى باقي أصحاب التمار عنه عن رويس بتشديد الفاء وفتحها وألف بعدها من غير ألف بعد النون وبذلك قرأ الباقون وأجمعت المصاحف على حذف الألفين فاحتملتها القراءتان وكذلك (النفاثات) بما انفرد به أبو الكرم والشهرزوري في كتابه المصباح عن روح بضم النون وتخفيف الفاء وجمع (نفاثة) وهو ما نفثته من فيك، وقرأ أبو الربيع والحسن أيضا (النفاثات) بغير ألف وتخفيف الفاء وكسرها والكل مأخوذ من النفث وهو شبه النفخ يكون في الرقية ولا ريق معه فإن كان معه ريق فهو من التفل يقال منه نفث الراقي ينفث وينفث بالكسر والضم فالنفاثات في العقد بالتشديد السواحر على مراد تكرار الفعل والاحتراف به والنفاثات تكون للدفعة الواحدة من الفعل ولتكراره أيضا، والنفاثات يجوز أن يكون مقصورا من النفاثات ويحتمل أن يكون في الأصل على فعلات مثل حذرات لكونه لازما فالقراآت الأربع ترجع إلى شيء واحد ولا تخالف الرسم والله سبحانه وتعالى أعلم.

باب التكبير وما يتعلق به

وبعض المؤلفين لم يذكر هذا الباب أصلا كابن مجاهد في سبعته وابن مهران في غايته وكثير منهم يذكره مع باب البسملة متقدما كالهذلي وابن مؤمن والأكثرون أخروه لتعلقه بالسور الأخيرة من يذكره في موضعه عند سورة (والضحى وألم نشرح) كأبي العز القلانسي والحافظ أبي العلاء الهمذاني وابن شريح ومنهم من أخره إلى بعد إتمام الخلاف وجعله آخر كتابه وهم الجمهور من المشارقة والمغاربة وهو الأنسب لتعلقه بالختم والدعاء وغير ذلك وينحصر الكلام على هذا الباب في أربعة فصول.

الفصل الأول: في سبب وروده

اختلف في سبب ورود التكبير من المكان المعين فروى الحافظ أبو العلاء بإسناده عن أحمد بن فرح عن البزي أن الأصل في ذلك أن النبي انقطع عن الوحى فقال المشركون قلى محمدا ربه فنزلت سورة (والضحى) فقال النبي الله أكبر وأمر النبي أن يكبر إذا بلغ والضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختّم (قلت) وهذا قول الجمهور من أئمتنا كأبي الحسن ين غلبون وأبي عمرو الداني وأبي الحسن السخاوي وغيرهم من متقدم ومتأخر، قالوا فكبر النبي شكرا لله لما كذب المشركين، وقال بعضهم قال الله أكبر تصديقا لما أنا عليه وتكذيبا للكافرين وقيل فرحا وسرورا أي بنزول الوحى، قال شيخنا الحافظ أبو الفدا ابن كثير رحمه الله ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف يعنى كون هذا سبب التكبير وإلا فانقطاع الوحى مدة أو إبطاؤه مشهور رواه سفيان ابن عيينة عن الأسود بن قيس عن جنب البجلى كما سيأتي وهذا إسناد لامرية فيه ولا شك. وقد اختلف أيضا في سبب انقطاع الوحى أو إبطائه وفي القائل قلاه ربه وفي مدة انقطاعه ففي الصحيحين من حديث جندب ابن عبد الله البجلى رضي الله عنه اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين فجاءته امرأة فقالت يامحمد إني أرى أن يكون شيطانك قد تركك فأنزل الله (والضحى- إلى- ما ودعك ربك وما قلى) وفي رواية أبطأ جبريل على رسول الله فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله (والضحى) ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره رمى رسول الله بحجر في أصبعه فقال هل أنت إلا أصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت. قال فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت له امرأة ما أرى شيطانك إلا قد تركك فنزلت (والضحى) وهذا سياق غريب في كونه جعل سببا لتركه القيام وإنزال هذه السورة، قيل إن هذه المرأة هي أم جميل امرأة أبي لهب وقيل بعض بنات عمه وروى أحمد بن فرح قال حدثني ابن أبي بزة بإسناد أن النبي أهدى إليه قطف عنب جاء قبل أو أن يأكل منه فجاءه سائل فقال: أطعموني بما رزقكم الله، قال فسلم إليه العنقود فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي فعاد السائل وسأله فأعطاه إياه فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي فعاد السائل فسأله فانتهزه وقال إنك ملح، فانقطع الوحى عن النبي أربعين صباحا فقال المنافقون قلى محمدا ربه فجاء جبريل عليه السلام اقرأ يا محمد قال ماأقرأ؟ فقال اقرأ (والضحى) فلقنه السورة فأمر النبي أُبَيًّا لما بلغ (والضحى) أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم وهذا سياق غريب جدا وهو مما انفرد به ابن أبي بزة أيضا وهو معضل. وقال الداني حدثنا محمد بن عبد الله المري حدثنا أبي. حدثنا علي بن الحسن. حدثنا أحمد بن موسى. حدثنا يحيى ين سلام في قوله (وما نتنزل إلا بأمر ربك) قال قال قتادة هذا قول جبريل عليه السلام احتبس عن النبي في بعض الأحيان الوحى فقال رسول الله ما جئت حتى اشتقت إليك فقال جبريل (وما نتنزل إلا بأمر ربك) وروى العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما لما نزل على رسول الله القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فتغير بذلك فقال المشركون ودعه ربك وقلاه فأنزل الله (وما ودعك ربك وما قلى). قال الداني فهذا سبب التخصيص بالتكبير من آخر (والضحى) واستعمال النبي إياه وذلك كان قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكيون ونقل خلفهم عن سلفهم ولم يستعمله غيرهم لأن ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخر من فعله. وقيل كبر النبي فرحا وسرورا بالنعم التي عددها الله عليه في قوله (ألم يجدك) إلى آخره وقيل شكرا لله تعالى عزَّ وجل له ولأمته حتى

يرضيه في الدنيا والآخرة فقد روى الإمام أبو عمرو والأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال عرض على رسول الله ماهو مفتوح على أمته نم بعده كنزا كنزا فسر بذلك فأنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) فأعطاه في الجنة ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريقه وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس. ومثل هذا لا يقال إلا عن توقيف فهو في حكم المرفوع عند الجماعة، وقال السدى عن ابن عباس كبر أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، وقال الحسن يعني بذلك الشفاعة، وهكذا قال أبو جعفر الباقر رضي الله عنه، وقيل كبر لما رآه من صورة جبرائيل عليه السلام التي خلقه الله عليهم عند نزوله بهذه السورة فقد ذكر بعض السلف منهم الإمام أبو بكر محمد بن اسحاق أن هذه السورة هي التي أوحاها جبرائيل عليه السلام إلى رسول الله حين تبدى له في صورته التي خلقه الله تعالى عليها ودنا إليه وتدلّى منهبطا عليه وهو بالأبطح فأوحى إلى عبده ما أوحى قال قال له هذه السورة (والضحى والليل إذا سجى) (قلت) وهذا قول قوي جيد إذ التكبير إنما يكون غالبا لأمر عظيم أو مهول والله أعلم. وقيل زيادة في تعظيم الله مع التلاوة لكتابه والتبرك بختم وحيه وتنزيله والتنزيه له من السوء قاله مكي وهو نحو قول علي رضي الله عنه الآتي: إذا قرأت القرآن فبلغت قصارى المفصل فكبر الله فكأن التكبير شكر الله وسرور وإشعار بالختم. فإن قيل فما ذكرتم كله يقتضي سبب ابتداء التكبير في (والضحى) أولها أو آخرها وقد ثبت ابتداء التكبير أيضا من أول (ألم نشرح) فهل من سبب يقتضي ذلك؟ (قلت) لم أر أحدا تعرض إلى هذا فيحتمل أن يكون الحكم الذي لسورة الضحى انسحب للسورة التي تليها وجعل حكم مالآخر (الضحى) لأول (ألم نشرح) ويحتمل أنه لما كان ما ذكر فيها من النعم عليه هو من تمام تعداد النعم عليه فأخر إلى انتهائه فقد روى ابن أبي حاتم بإسناد جيد عن أبي عباس قال قال رسول الله سألت ربي مسألة وودت أني لم أكن سألته قلت قد كانت قبلى أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى قال يا محمد: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قلت بلى يارب. قال ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قلت بلى يارب. قال ألم أجدك عائلا فأغنيتك؟ قلت بلى يارب. قال: ألم أشرح لك صدرك، ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت بلى يارب. فكان التكبير عند نهاية ذكر النعم أنسب ويحتمل أن يكون في هذه السورة من الخصيصة التي لا يشاركه فيها غيره وهو رفع ذكره حيث يقول (ورفعنا لك ذكرك) قال مجاهد (لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله) وقال قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادى به أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وروى ابن جرير عن أبي سعيد رفعه قال أتاني جبريل فقال إن ربك يقول كيف رفعت ذكرك؟ قال الله أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي أخرجه ابن حيان في صحيحه من طرق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. ورواه أبو يعلى الموصلي أيضا من طريق ابن لهيعة. وروى الحافظ ابن نعيم في دلائل النبوة بإسناد عن أنس قال قال رسول الله (لما فرغت بما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت يارب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وتذكر حجته: جعلت إبراهيم خليلا وموسى كليما وسخرت لداود الجبال ولسليمان الريح والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟ قال أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله. أن لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيلهم يقرأون القرآن ظاهرا ولم أعطها أمة وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي هو لا حول ولا قوة إلا بالله) وهذا هو أنسب مما تقدم والله أعلم.

الفصل الثاني في ذكر من ورد عنه وأين ورد وصيغته

فاعلم أن التكبير صح عند أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم ومن روى عنهم صحة استفاضت واشتهرت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر وصحت أيضا عن أبي عمرو من رواية السوسي وعن أبي جعفر من رواية العمري ووردت أيضا عن سائر القراء وبه كان يأخذ ابن حبش وأبو الحسين الخبازي عن الجميع وحكى ذلك الإمام أبو الفضل الرازي وأبو القاسم الهذلي والحافظ أبو العلاء وقد صار على هذا العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار عند ختمهم في المحافل واجتماعهم في المجالس لدى الأماثل وكثير منهم يقوم به في صلاة رمضان ولا يتركه عند الختم على أي حال كان. قال الأستاذ أبو محمد سبط الخياط في المبهج وحكى شيخنا الشريف عن الإمام أبي عبد الله الكارزيني أنه كان إذا قرأ القرآن في درسه على نفسه وبلغ إلى (والضحى) كبر لكل قارئ قرأ له فكان يبكي ويقول ما أحسنها من سنة لولا أني لا أحب مخالفة سنة النقل لكنت أخذت على كل من قرأ على برواية بالتكبير لكن القراءة سنة تتبع ولا تبتدع، وقال مكي وروى أن أهل مكة كانوا يكبرون في آخر كل ختمة من خاتمة والضحى لكل القراء لابن كثير وغيره سنة نقلوها عن شيوخهم. وقال الأهوازي والتكبير عند أهل مكة في آخر القرآن سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم في الدروس والصلاة انتهى، وكان بعضهم يأخذ به في جميع سور القرآن وذكر الحافظ أبو العلاء الهمداني والهذلي عن أبي الفضل الخزاعي قال الهذلي وعند الدينوري كذلك يكبر في أول كل سورة لا يختص بالضحى وغيرها لجميع القراء (قلت) والدينوري هذا هو أبو علي الحسين بن محمد بن حبش الدينوري أمام متقن ضابط قال عنه الداني متقدم في علم القراآت مشهور بالاتقان ثقة مأمون كما قدمنا عند ذكر وفاته في آخر إسناد قراءة أبي عمرو، وهانحن نشير إلى ذكر الأئمة الذين ورد ذلك عنهم مفصلا وما صح عندنا عن السلف مبينا إن شاء الله. قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه جامع البيان كان ابن كثير من طريق القواس والبزي وغيرهما يكبر في الصلاة والعرض من آخر سورة (والضحى) مع فراغه من كل سورة قل أعوذ برب الناس فإذا كبر في (الناس) قرأ فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله (أولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختمة قال وهذا يسمى الحال المرتحل وله في فعله هذا دلائل مستفيضة جاءت من آثار مروية ورد التوقيف بها عن النبي وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين. وقال أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون وهذه سنة مأثورة عن رسول الله وعن الصحابة والتابعين وهي سنة بمكة لا يتركونها البتة ولا يعتبرون رواية البزي وغيره. وقال أبو الفتح فارس بن أحمد لا نقول إنه لابد لمن ختم أن يفعله لكن من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه وهو سنة مأثورة عن رسول الله وعن الصحابة والتابعين (قلت) أما ماهو عن النبي فأني قرأت القرآن على الشيخ الإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي المصري بها فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد المصري بها فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت على الإمام أبي الحسن علي بن شجاع العباسي المصري بها فلما بلغت (والضحى). كبرت. قال قرأت القرآن على الإمام ولي الله أبي القاسم ابن فيرة الشاطبي بمصر. فلما بلغت (والضحى) كبرت (ح) وقرأت القرآن على الإمام قاضي المسلمين أبي العباس أحمد بن الحسين بن سلمان الدمشقي بها. فلما بلغت (والضحى) كبرت وقال قرأت القرآن على والدي المذكور بدمشق فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على الإمام أبي محمد القاسم بن أحمد الأندلسي بدمشق فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على الإمام أبي عبد الله محمد بن أيوب بن نوح الغافقي الأندلسي بها فلما بلغت (والضحى) كبرت أعنى الشاطبي والغافقي هذا قرأنا القرآن على الإمام أبي الحسن علي بن محمد ابن هذيل بالأندلس فلما بلغنا (والضحى) كبرنا قال قرأت القرآن على الإمام أبي داود سليمان بن نجاح الأموي بالأندلس فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على الإمام أبي عمرو عثمان ين سعيد الداني بالأندلس فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي بمصر فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش ببغداد فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على أبي ربيعة محمد بن اسحاق الربعي بمكة فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن بزة البزي بمكة فلما بلغت (والضحى) كبرت قال قرأت القرآن على عكرمة بن سليمان بمكة فلما بلغت (والضحى) كبرت (وأخبرنا) الحسن بن أحمد الدقاق الدمشقي قراءة عليه أنبأنا الشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن فضل الواسطي مشافهة أخبرنا الإمام شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الوهاب بن علي البغدادي أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قراءة عليه قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الحافظ الهمذاني بهمذان أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي بهرأة أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى الأنصاري أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد (ح) وأخبرنا عاليا أبو علي بن أبي العباس بن هلال بقراءتي عليه بالجامع الأموي عن أبي الحسن علي بن أحمد السعدي أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني في كتابه من أصبهان قال أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفار أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن بندار الشعار أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل قالا حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة البزي قال سمعت عكرمة بن سليمان يقول قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت (والضحى) قال لي كبر عن خاتمة كل سورة حتى تختم فأني قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت (والضحى) قال لي كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي ابن كعب أمره بذلك وأخبره أبي بن كعب أن النبي أمره بذلك، وأخبرنا به أحسن من هذا أبو حفص عمر بن الحسن المراغي قراءة مني عليه قلت له أخبرك أبو الحسن بن بخاري سماعا أو إجازة أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد والدار قزي أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد (ح) وأخبرتنا الشيخة ست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدية مشافهة، أخبرنا جدي علي بن أحمد حضورا عن أبي القاسم بن الصفار أنا زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا ابن صاعد ثنا أحمد بن أبي بزة فذكره. هذا حديث جليل وقع لنا عاليا جدا بيننا وبين البزي فيه من طريق المخلص سبعة رجال رواه الحافظ أبو عمرو الداني عن فارس بن أحمد حدثنا أبو الحسن المقري، حدثنا على ابن محمد الحجازي حدثنا محمد بن عبد العزيز المكي المقري الضرير، حدثنا موسى ابن هارون ثنا البزي فذكره. ثم قال الداني وهذا أتم حديث روى في التكبير ابن عبد الله بن يزيد الإمام بمكة عن محمد بن علي بن يزيد الصائغ عن البزي وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم. قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني لم يرفع أحد التكبير إلا البزي فإن الروايات قد تظافرت عنه برفعه النبي . قال ورواه الناس فوقفوه على ابن عباس ومجاهد ثم ساق الروايات برفعه ومدارها كلها على البزي (قلت) وقد تكلم بعض أهل الحديث في البزي ذلك من قبل رفعه فضعفه أبو حاتم والعقيلي على أنه قد رواه عن البزي جماعة كثيرون وثقات معتبرون أحمد بن فرح واسحاق الخزاعي والحسن بن الحباب والحسن بن محمد الحداد وأبو ربيعة وأبو معمر الجمحى ومحمد بن يونس الكديمي ومحمد بن زكريا المكي وأبو الفضل جعفر بن درستوريه وزكريا بن يحيى الساجي وأبو يحيى عبد الله بن محمد بن زكريا بن الحارث ابن أبي ميسرة وأبو عمرو قنبل وأبو حبيب العباس بن أحمد البرتي ومحمد بن علي الخطيب وأبو عبد الرحمن وأبو جعفر اللهبيان وموسى بن هارون ومحمد بن هارون ومضر بن محمد والوليد بن بنان ومحمد بن أحمد الشطوي وأبو حامد أحمد بن محمد ابن موسى بن الصباح الخزاعي وإبراهيم بن محمد بن الحسن وأبو بكر بن أبي عاصم النبيل وأحمد بن محمد بن مقاتل ومحمد بن علي بن زيد الصائغ ويحيى بن محمد بن صاعد والإمام الكبير إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، كما أخبرتني الشيخة المعمرة أم محمد ست العرب بنت محمد بنت محمد بن علي بن أحمد الصالحية مشافهة بمنزلها بالسفح ظاهر دمشق قالت أخبرنا جدي أبو الحسن على المذكور قراءة عليه وأنا حاضرة أنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار في كتابه أنا أبو القاسم الشحامي الحافظ أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد العدل (ثنا) محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة يقول سمعت عكرمة بن سليمان مولى شيبة يقول قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي فلما بلغت (والضحى) قال لي كبر حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك فذكره ثم قال ابن جزيمة رحمه الله إني أنا خائف أن يكون قد أسقط ابن أبي بزة أو عكرمة بن سليمان من هذا الإسناد (قلت) يعني بين إسماعيل وابن كثير ولم يسقط واحد منهما شبلا فقد صحت قراءة إسماعيل على ابن كثير نفسه وعلى شبل وعلى معروف عن ابن كثير والله أعلم، على أنه قد رواه محمد بن يونس الكديمي عن البزي عن عكرمة قال قرأت إسماعيل عن عبد الله فلما بلغت (والضحى) قال كبر مع خاتمة كل سورة حتى تختم فإني قرأت على شبل بن عباد وعلى عبد الله بن كثير فأمراني بذلك وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على ابن مجاهد فأمره بذلك وساقه حتى رفعه (ثم) روى الحافظ أبو عمرو وبسنده عن موسى بن هارون قال قال البز ى قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي إن تركت سنة من سنن نبيك . قال شيخنا الحافظ عماد عماد الدين بن كثير وهذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث. وروى الحافظ أبو العلاء عن البزي قال دخلت على الشافعي إبراهيم ابن محمد وكنت قد وقفت عن هذا الحديث فقال له بعض من عنده إن أبا الحسن وجاءني رجل من أهل بغداد ومعه رجل عباسي وسألني عن هذا الحديث فأبيت أن أحدثه والله لقد سمعناه من أحمد بن حنبل عن أبي بكر الأعين عنك فلو كان منكرا ما رواه وكان يجتنب المنكرات (قلت) إبراهيم بن محمد الشافعي هذه هو إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد ابن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم الإمام محمد بن إدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع الشافعي مات سنة سبع ويقال سنة ثمان وثلاثين ومائتين وهو من أكبر أصحاب الإمام الشافعي المعدودين في الآخذين عنه. وأما الروايات الموقوفة عن ابن عباس ومجاهد فأسند أبو بكر بن مجاهد والحافظ أبو عمرو الداني وأبو القاسم بن الفحام والحافظ وأبو العلاء عن أبي بكر الحميدي قال حدثني إبراهيم ابن أبي حية التميمي قال حدثني حميد الأعرج عن مجاهد قال ختمت على عبد الله ابن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن أكبر فيها من (ألم نشرح) وفي رواية عن إبراهيم أبي حية قرأت على حميد الأعرج فلما بلغت (والضحى) قال لي كبر إذا ختمت كل سورة حتى تختم فإني قرأت على مجاهد فأمرني بذلك ورواه الداني عن عبد الله بن زكريا بن الحارث بن ميسرة قال حدثني أبي قال قرأت على إبراهيم بن يحيى بن أبي حية فذكر مثله سواء ورواه ابن مجاهد عن الحميدي عن سفيان عن إبراهيم فأدخل بين الحميدي وإبراهيم سفيان قال الداني وإبراهيم وسفيان قال الداني وهو غلط والصواب عدم ذكر سفيان كما رواه غير واحد عن الحميدي عن إبراهيم وتقدم وأسند الحافظان عن شبل بن عباد قال أرأيت ابن محيصن وابن كثير الداري إذا ابن عباس كان يأمره بذلك. وأسند الحافظ أبو عمرو وأبو القاسم ابن الفحام والحافظ أبو العلاء عن حنظلة بن أبي سفيان قال قرأت على عكرمة بن خالد المخزومي فلما أبلغت (والضحى) قال هيها، قلت وما تريد يهيها، قال كبر فإني رأيت مشايخنا ممن قرأ على ابن عباس يأمرهم بالتكبير إذا بلغوا (والضحى) وروى الحافظان وابن الفحام عن قنبل قال حدثني أحمد بن عون القواس. حدثنا عبد الحميد بن أبو الفتح حدثنا عبد الباقي بن الحسن المقري قال حدثني جماعة عن الزينبي وابن الصباح عن قنبل وعن الحلواني والجدي وابن شريح كلهم عن القواس عن عبد الحميد ابن جريح عن مجاهد أنه كان يكبر من خاتمة (والضحى) إلى خاتمة (قل أعوذ برب الناس) وإذا ختمها قطع التكبير؛ وقال ابن مجاهد حدثني عبد الله بن سليمان حدثني يعقوب بن سفيان ثنا الحميدي قال ثنا غير واحد عن ابن جريح عن حميد عن مجاهد أنه كان يكبر من خاتمة (قل أعوذ برب الناس) وإذا ختمها قطع التكبير. وأسند الداني أيضا عن سفيان بن عينية قال أرأيت حميد الأعرج يقرأ والناس حوله فإذا بلغ (والضحى) كبر إذا ختم كل سورة حتى يختم. ورواه ابن مجاهد وغيره عن سفيان. وروى الحافظ أبو العلاء عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول قرأت القرآن فبلغت بين المفصل فأحمد الله وكبر بين كل سورتين وفي رواية فتابع بين المفصل في السور القصار وأحمد الله وأكبر بين كل سورتين وأما اختلاف أهل الأداء في ذلك فإنهم أجمعوا على الأخذ به للبزي. واختلفوا عن قنبل فالجمهور من المغاربة على عدم التكبير له كسائر القراءة وهو الذي في التيسير والكافي والعنوان والتذكرة والتبصرة وتلخيص العبارات والهادي والإرشاد لأبي الطيب ابن غلبون حتى قال فيه ولم يفعل هذا قنبل ولا غيره من القراءة أعنى التكبير. وروى التكبير عن قنبل عن الجمهور من العراقيين وبعض المغاربة وهو الذي في الجامع و المستنير والوجيز والإرشاد والكفاية لأبي العز والمبهج والكفاية في الست وتلخيص أبي معشر وفي الغاية لأبي العلاء من طريق ابن مجاهد و في الهداية قرأت لقنبل بوجهين وكذلك ذكر الوجهين وكذلك ذكر الوجهين أبو القاسم الشاطبي والصفراوي وذكره أيضا الداني في غير التيسير فقال في المفردات وقد قرأت لقنبل بالتكبير وحده من غير طريق ابن مجاهد. ثم اختلف هؤلاء الراوون للتكبير عن المذكورين في ابتداء التكبير وانتهائه وصيغته بناء منهم على أن التكبير هو لأول السورة أو لآخرها وهذا ينبني على سبب التكبير م هو كما تقدم. أما ابتداؤه فروى جمهورهم التكبير من أول سورة (نشرح) أو من آخر سورة (والضحى) على خلاف بينهم في العبارة ينبني على ما قدمنا وينبني عليها ما يأتي فمن نص على التكبير من آخر (والضحى) صاحب التيسير لم يقطع فيه بسواه وأبو الطيب في إرشاده وكلك صاحب العنوان وصاحب الكافي وصاحب الهداية وصاحب الهادي وأبو علي بن بليمة وأبو محمد مكي وأبو معشر الطبري نص عليه من أول (ألم نشرح) صاحب التجريد من قراءته على غير الفارسي والمالكي وأبو العز في إرشاده وكفايته من غير طريق من رواه من أول (والضحى) كما سيأتي. وكذلك صاحب الجامع وصاحب المستنير والحافظ أبو العلاء وغيرهم من العراقيين ممن لم يرو التكبير من أول (الضحى) إذ هم في التكبير بين من صرح به من أول (ألم نشرح ) وبين من صرح به من أول (والضحى) كما سنذكره ولم يصرح أحد بآخر الضحى كما صرح به قدمنا من أئمة المغاربة وغيرهم وروى الآخرون من أهل الأداء التكبير من أول (والضحى) وهو الذي في الروضة لأبي علي البغدادي وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي والمالكي وبه قطع صاحب الجامع إلا من طريق ابن فرح هبة الله عن أبي ربيعة كلاهما عن البزي وإلا من طريق نظيف عن قنبل وليس ذلك من طرقنا وبذلك قطع الحافظ أبو العلاء البزي ولقنبل ابن مجاهد وفي إرشاد أبي العز من طريق النقاش عن أبي ربيعة وقال في كفايته وروى البزي وابن فليح والحمامي والقطان عن زيد وبكار عن ابن مجاهد عن قنبل شنبوذ وابن الصباح وابن عبد الرزاق ونظيف يعني عن قنبل أن التكبير من أول سورة والضحى قال والباقون يعني من أصحاب ابن كثير يكبرون من أول (ألم نشرح). وقال في المستنير قرأت على شيخنا أبي علي الشرمقاني عن ابن فليح وابن ذوابة عن اللهبيين وطرق الحمامي عن البزي وعلى شيخنا أبي العطار رحمهما الله عن جميع ما قرأ به على أبي إسحاق لابن كثير وعلي ابن العلاف للخزاعي وعلي الحمامي عن النقاش وهبة الله عن اللهبي وعلى ابن الفحام عن ابن فرح وعلى أبي الحسن الخياط عن البزي وعن نظيف عن قنبل وعلى أبي الحسن بن طلحة لقنبل وعلى الشيخ أبي الفتح الواسطي لقنبل بالتكبير من أول سورة والضحى قال وقرأت عمن بقى من روايات ابن كثير وطرقه على شيوخي بالتكبير من أول (ألم نشرح) وذكره في المبهج من رواية أبي الفرج الشنبوذي فقط يعني من روايتي البزي وقنبل ثم قال لأن الكارزيني حكى أنه لما قرأ عليه لابن كثير ختم سورة الليل وسكت ثم قال ثم قرأت بالتكبير من أول (والضحى) وهو الذي قرأ به على الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي كما ذكره في جامع البيان وغيره إلا لم يختره واختاره أن يكون من آخر الضحى كما سنذكره ولذلك لما أشار إليه في التيسير آخرا رده يقوله والأحاديث الواردة عن المكيين بالتكبير دالة على ما ابتدأنا به لأن فيها مع وهي تدل على الصحة والإجماع. انتهى. (ولم يرو) أحد التكبير من آخر والليل كما ذكروه من آخر والضحى ومن ذكره وكذلك فإنما أراد كونه من أول الضحى الشاطبي حيث قال:

وقال به البزي من آخر الضحى * وبعض له آخر الليل وصلا

ولما رأى بعض الشراح قوله هذا مشكلا قال مراده بالآخر في الموضعين أول السوريتن أي أول ألم نشرح وأول والضحى وهذا فيه نظر لأنه يكون بذلك مهملا رواية من رواه من آخر والضحى وهو الذي في التيسير والظاهر أنه سوى بين الأول والآخر في ذلك وارتكب في ذلك المجاز وأخذ باللازم في الجواز وإلا فالقول بأنه من آخر الليل حقيقة لم يقل به أحد. قال الشراح أول الضحى. قال أبو شامة هذا الوجه من زيادات هذه القصيدة وهو قول صاحب الروضة قال وروى البزي عن التكبير من أول سورة والضحى انتهى. وأما الصباح هذا هو محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح وابن بقرة هو أحمد ابن محمد بن عبد الرحمن بن هارون المكيان مشهوران من أصحاب قنبل وهما عن روى التكبير من أول الضحى كما نص عليه ابن سوار وأبو العز وغيرهما وهذا الذي ذكروه من أن المراد بآخر الليل هو أول الضحى متعين إذ التكبير إنما هو ناشئ عن النصوص المتقدمة والنصوص المتقدمة دائرة بين ذكر الضحى وأول ألم نشرح لم يذكر في شيء منها والليل فعلم أن المقصود بذكر آخر الليل وهو أول الضحى كما حمله شراح كلام الشاطبي. وهو الصواب بلا شك والله أعلم.

وأما انتهاء التكبير فقد اختلفوا فيه أيضا فذهب الجمهور من المغاربة وبعض المشارقة وغيرهم إلى انتهاء التكبير آخر سورة الناس. وذهب الآخرون وهم جمهور المشارقة إلى أن انتهاءه أول الناس لا يكبر في آخر الناس والوجهان مبنيان على أصل وهو أن التكبير هل هو لأول السور أم لآخرها؟ فمن ذهب إلى أنه لأول السورة لم يكبر في آخر الناس سواء كان ابتداء عنده من أول ألم نشرح أو من أول الضحى من جميع من ذكرنا أعنى الذين نصوا على التكبير من أول إحدى السورتين ومن جعل الابتداء من آخر الضحى كبر في آخر الناس من جميع من ذكرنا أني الذين نصوا على التكبير من آخر الضحى. هذا هو فصل النزاع في هذه المسألة. ومن وجد في كلامه خلاف على ذلك فإنما هو بناء على غير أصل أو مراد غير ظاهره ولذلك اختلف في ترجيح كل من الوجهين فقال الحافظ أبو عمرو: والتكبير من آخر والضحى بخلاف ما يذهب إليه قوم من أهل الأداء من أنه من أولها لما في حديث موسى بن هارون عن البزي عن عكرمة عن إسماعيل عن ابن كثير من قوله: فلما ختمت والضحى قال لي كبر ولما في حديث شبل عن ابن كثير أنه كان بلغ ألم نشرح كبر ولما في حديث مجاهد عن ابن عباس أنه كان يأمره بالتكبير من (ألم نشرح لك) قال وانقطاع التكبير أيضا في آخر سورة الناس بخلاف ما يأخذ به بعض أهل الأداء من انقطاعه في أولها بعد انقضاء سورة الفلق لما في حديث الحسن ابن محمد عن شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبر حتى يختم. ولما في حديث ابن جريح عن مجاهد أنه يكبر من والضحى إلى الحمد ومن خاتمة والضحى إلى خاتمة (قل أعوذ برب الناس) ولما في غير ما حديث عن حميد بن قيس وغيره من أنه كان بلغ والضحى كبر إذا ختم كل سورة حتى يختم انته فأنظر كيف اختار التكبير آخر الناس لكونه يختار التكبير من آخر الضحى وكذلك قال كل من قال بقوله إن التكبير من آخر الضحى كشيخه أبي الحسن ابن غلبون وأبيه أبي الطيب ومكي ابن شريح والمهدوي وابن طاهر بن خلف وشيخه عبد الجبار وابن سفيان وغيرهم وهو ظاهر النصوص المذكورة كما ذكر الداني إلا أن استدلاله لذلك براوية شبل عن ابن كثير فيه بظاهر والله أعلم.

وقال الحافظ أبو العلاء كبر البزي وابن فليح. وابن مجاهد عن قنبل من فاتحة والضحى وفواتح ما بعدها من السور إلى سورة الناس وكبر العمري والزينبي والفاتحة إلا ما رواه بكار عن ابن مجاهد من إثباته بينهما. وانظر كيف قطع بعدم التكبير في آخر الناس لكونه جعل التكبير من أول الضحى ومن أول (ألم نشرح) وكذلك قال كل من قال بقوله كشيخه أبي العز القلانسي وكأبي الحسن الخياط وأبي علي البغدادي وأبي محمد سبط الخياط في غير المبهج وغيرهم (قلت) والمذهبتان صحيحان ظاهران لا يخرجان عن النصوص المتقدمة وأما قول أبي شامة إن فيه مذهبا ثالثا وهو أن التكبير ذكر مشروع بين كل سورتين فلا أعلم أحدا ذهب إليه صريحا وإن كان أخذه من لازم قول من قطعه عن السورتين أو وصه من الفصل الثالث الآتي ولو كان أحد ذهب إلى ما ذكره بو شامة لكان التكبير على مذهبه ساقطا إذا قطعت القراءة على آخر سورة أو استؤنفت سورة وقتا ما ولا قائل بذلك بل لا يجوز في رواية من يكبر سيأتي إيضاحه في التنبيه التاسع من الفصل الثالث والله أعلم.

(تنبيه) قول الشاطبي رحمة الله إذا كبروا في آخر الناس مع قوله وبعض له من آخر الليل على ما تقرر من أن المراد بآخر الليل أول الضحى يقتضي أن يكون ابتداء التكبير من أول الضحى وإنهاؤه آخر الناس. وهو مشكل لما تأصل بل هو ظاهر المخالفة لما رواه فإن هذا الوجه هو التكبير من أول الضحى هو من زياداته على التيسير وهو من الروضة لأبي علي كما نص عليه أبو شامة والذي نص عليه صاحب الروضة أن قال روى البزي التكبير من أول سورة والضحى إلى خاتمة الناس ولفظه الله أكبر تابعه الزينبي عن قنبل في لفظ التكبير وخالفه في الابتداء فكبر من أول سورة ألم نشرح قال ولم يختلفوا أنه منقطع مع خاتمة والناس وانتهى بحروفه فهذا الذي أخذ الشاطبي التكبير من روايته قطع بمنعه من آخر الناس فتعين حمل كلام الشاطبي على تخصيص التكبير آخر الناس بمن قال من آخر والضحى كما هو مذهب صاحب التيسير وغيره ويكون معنى قوله إذا كبروا في آخر الناس أي إذا كبر من يقول بالتكبير في آخر الناس يعني الذين قالوا به من آخر والضحى أو يكون المعنى من يكبر في آخر الناس يردف التكبير مع قراءة سورة الحمد قراءة أول البقرة حتى يصل إلى المفلحون أي أن هذا الإرداف مخصوص عن تكبير آخر الناس كما سيأتي ولولا قول صاحب الروضة ولم يختلفوا أنه منقطع أي منحذف مع خاتمة الناس لكان لم يتشبث بقوله أولا إلى خاتمة الناس منزع فعلم بذلك أن المراد بخاتمة الناس آخر القرآن أي حتى يختم وهو صريح قول شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبر حتى يختم وكذا قول صاحب التجريد إلى خاتمة الناس لا يريد أن التكبير في آخره بدليل قوله بعد ذلك إنك تقف في آخر كل سورة وتبتدى بالتكبير منفصلا فإن هذا لا يجوز في آخر الناس كما سنبينه وكذا أراد ابن مؤمن في الكنز حيث قال التكبير من أول سورة والضحى إلى آخر سورة الناس بدليل قوله بعد ذلك ورواه بكار عن قنبل في آخر سورة الناس والله أعلم، وأما قول الهذلي الباقون يكبرون من خاتمة والضحى إلى أول قل أعوذ برب الناس في قول ابن هاشم قال وفي قول غيره إلى خاتمة قل أعوذ برب الناس فإن فيه تجوزا أيضا وصوابه أن يقول في قول ابن هاشم من أول والضحى إلى أول قل أعوذ برب الناس وابن هاشم هذا هو أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري المعروف بتاج الأئمة أستاذ القراآت وشيخها بالديار المصرية وهو شيخ الهذلي وشيخ ابن شريح وأبي القاسم بن الفحام. وقرأ قراءة ابن كثير على أصحاب أصحاب ابن مجاهد كالحمامى وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء ومذهبهم ابتداء التكبير من أول والضحى وانتهاؤه أول الناس كما نص عليه أصحابهم العارفون بمذهبهم ولولا صحبة طرق ابن هاشم عندنا على ما ذكرنا لقلنا لعل الهذلي أراد بآخر الضحى أول ألم نشرح (فالحاصل) أن من ابتدأ التكبير من أول الضحى أو ألم نشرح قطعه أول الناس ومن ابتدأ به في آخر الضحى قطعه آخر الناس لا نعلم أحدا خالف هذا مخالفة صريحة لا تحتمل التأويل إلا ما انفرد به أبو العز في كفايته عن بكار عن ابن مجاهد عن قنبل من التكبير من أول الضحى مع التكبير بين الناس والفاتحة وتبعه على ذلك الحافظ أبو العلاء فروى عنه وهو وهم بلا شك ولعله سبق قلم من أول ألم نشرح إلى أول الضحى لأن أبا العز نفسه ذكره على الصواب في إرشاده فجعل له التكبير من أول ألم نشرح وكذلك أبو الحسن الخياط أكبر من أخذ عن أصحاب بكار. وإذا ثبت أن الصواب من أول ألم نشرح فيحتمل أن يكون المراد آخر الضحى. وعبر عن آخر والضحى بأول ألم نشرح كما رواه غيره ويحتمل أن يكون لحظ أن للسورة حظا من التكبير أولها وآخرها وقد يتعدى هذا إلى والضحى إن ثبت وقد عرفتك ما فيه على أن طريق بكار عن ابن مجاهد ليست من طرقنا فليعلم. قال أبو شامة (فإن قلت) فما وجه من كبر من أول والضحى وكبر آخر الناس؟ قلت أعطى السورة حكم ما قبلها من السور إذ كل سورة منها بين تكبير وليس التكبير في آخر الناس لأجل الفاتحة لأن الختمة قد انقضت ولو كان للفاتحة لشرع التكبير بين الفاتحة والبقرة لهؤلاء لأن التكبير للختم لا لافتتاح أول القرآن.

(تتمة)

وقع في كلام السخاوي في شرحه ما نصه وذكر أبو الحسن ابن غلبون ومكي وابن شريح والمهدوي التكبير عن البزي من أول والضحى وعن قنبل من أول ألم نشرح انتهى. وتبعه على نقل ذلك عن مكي أبو شامة والذي رأيته في تذكرة أبي الحسن بن غلبون يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن فإذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) كبر وفي التبصرة لمكي يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن مع خاتمة كل سورة وكذلك إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) فإنه يكبر وفي الكافي لابن شريح فإذا ختمها أي الضحى كبر وبسمل بعد آخر كل سورة إلى أن يختم القرآن. وفي الهداية للمهدوي يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن ولم أر في كلام أحد منهم تكبيرا من أول الضحى فليعلم ذلك.

(فهذا) ما ثبت عندنا عن ابن كثير في الابتداء في التكبير وما ينتهي غليه وأما ماور د عن السوسي فإن الحافظ أبا العلاء قطع له بالتكبير من فاتحة ألم نشرح إلى خاتمة الناس وجها واحدا وقطع له به صاحب التجريد من طريق ابن حبش وقرأنا بذلك من طريقه. وروى سائر الرواة عنه ترك التكبير كالجماعة وقدمنا أول الفصل ما كان يأخذ به الخبازي وابن حبش من التكبير لجميع القراء وما حكى عن أبي الفضل الخزاعي وغيره من التكبير في أول كل سورة من جميع القرآن.

(وأما حكمه في الصلاة) وإن كان أكثر القراء لم يتعرضوا لذلك لعدم تعلقهم به فإما لما رأينا بعض أئمتنا قد تعرض إلى ذلك كالحافظ أبي عمرو الداني والإمام أبي العلاء الهمذاني والأستاذ أبي القاسم بن الفحام والعلامة أبي الحسن السخاوي والمجتهد أبي القاسم الدمشقي المعروف بأبي شامة وغيرهم تعرضوا لذكره في كتبهم ورووا في ذلك أخبارا عن سلف القراء والفقهاء لم نجد بدا من ذكره على عادتنا في ذكر ما يحتاج إليه المقرئ وغيره مما يتعلق بالقراآت (أخبرني) الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله المقدسي بقراءتي عليه. أخبرنا محمد بن علي بن أبي القاسم الوراق قراءة عليه سنة ثمان عشرة وسبعمائة. أخبرنا عبد الصمد بن أبي الجيش. أخبرنا محمد بن أبي الفرج الموصلي أخبرنا يحيى ابن سعدون القرطبي. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي الصقلي. قال حدثنا عبد الباقي يعني ابن فارس بن أحمد. حدثنا أبو أحمد يعنى السامري. حدثنا أبو الحسن علي بن الرق. قال حدثني قنبل بن عبد الرحمن حدثنا أحمد بن محمد بن عون القوس. حدثنا عبد الحميد بن جريح عن مجاهد أنه كان يكبر من والضحى إلى الحمد لله. قال ابن جريح فأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام رواه الحافظ أبو عمرو عن أبي الفتح فارس عن أبي أحمد بلفظه سواء. وقال الحافظ أبو عمرو: حدثنا ألو الفتح. حدثنا عبد الله يعنى السامري. حدثنا أحمد يعنى أحمد بن مجاهد. حدثنا عبد الله يعنى أبا بكر ابن أبي داود السجستاني. حدثنا يعقوب يعنى ابن سفيان الفسوى الحافظ حدثنا الحميدي سألت سفيان يعنى ابن عيينة قلت ياأبا محمد رأيت شيئا ربما فعله الناس عندنا يكبر القارئ في شهر رمضان إذا ختم يعنى في الصلاة فقال رأيت صدقة بن عبد الله بن كثير يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة فكان إذا ختم القرآن كبر. وبه عن الحميدي قال حدثنا محمد بن عمر بن عيسى أن أباه أخبره أنه قرأ بالناس في شهر رمضان فأمره ابن جريح أن يكبر من والضحى حتى يختم. وبه عن الحميدي قال سمعت عمر بن سهل شيخنا من أهل مكة يقول رأيت عمر بن عيسى صلّى بنا في شهر رمضان فكبر من والضحى فأنكر بعض الناس عليه فقال أمرنبي به ابن جريح فسألنا ابن جريح فقال أنا أمرته. وقال الشيخ أبي الحسن السخاوي وروى بعض علمائنا الذين اتصلت قراءتنا بهم بإسناده عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد القرشي قال صليت بالناس خاف المقام بالمسجد الحرام في التراويح في شهر رمضان فلما كانت ليلة الختمة كبرت من خاتمة الضحى إلى آخر القرآن في الصلاة فلما سلمت التفت وإذا بأبي عبد الله محمد ابن إدريس الشافعي قد صلّى ورائي فلما بصر بي قال لي أحسنت أصبت السنة (قلت) أظنُّ هذا الذي عناه السخاوي ببعض علمائنا هو والله أعلم أما الإمام أبو بكر بن مجاهد فإنه رواه عن أبي محمد مضر بن محمد بن خالد الضبي عن حامد بن يحيى بن هانئ البلخي نزيل طرسوسي عن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد القرشي المكي المقرى الإمام بالمسجد الحرام وصاحب شبل بن عباد والله أعلم وأمل الأستاذ أبو علي الأهوازي فإنه رواه عن أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي عن ابن شنبوذ عن مضر فذكره وقد تقدم ما أسنه الداني عن البزي عن الأمام الشافعي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك وبالإسناد المتقدم آنفا إلى قنبل قال وأخبرني ابن المقرى قال سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان. قال قنبل وأخبرني يعنى ابن المقرى فقال لي ابن الشهيد الحجبي أو بعض الحجبة ابن الشهيد أو ابن بقية شك في أحدهما. وبه قال قنبل أخبرني أحمد بن محمد بن عون القواس قال سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان قال قنبل وأخبرني ركين بن الحصيب مولى الجبيريين قال سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان حين ختم من والضحى يعنى في صلاة التراويح. ورواه الحافظ أبو عمرو عن قنبل بإسناده المتقدم آنفا. وقال الإمام المحقق المجمع على تقدمه أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد السعيدي الرازي ثم الشيرازي في آخر كتابه تبصرة البيان في القراآت الثمان ما هذا نصه: ابن كثير يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن واختلف عنه في لفظ التكبير فكبر قنبل (الله أكبر) والبزي (لا إله إلا الله والله أكبر) يسكت في آخر السورة ويصل التكبير بالتسمية في الصلاة وغيرها. قال الأستاذ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري إمام القراء في عصره بخراسان في كتابه الإرشاد في القراآت الأربع عشرة والمستحب للمكبر في الصلاة على مذهب ابن كثير التهليل وهو (لا إله إلا الله والله أكبر) لئلا يلتبس بتكبيرة الركوع. فقد ثبت التكبير في الصلاة عن أهل مكة فقهائهم وقرائهم وناهيك بالإمام الشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريح وابن كثير وغيرهم وأما غيرهم فلم نجد عنهم في ذلك نصا حتى أصحاب الشافعي مع ثبوته عن إمامهم فلم أجد لأحد منهم نصا فيه في شيء من كتبهم المبسوطة ولا المطولة الموضوعة للفقه وإنما ذكره استطرادا الإمام أبو الحسن السخاوي والإمام أبو إسحاق الجعبري وكلاهما من أئمة الشافعية والعلامة أبو شامة وهو من أكبر أصحاب الشافعي الذين كان يفتى بقولهم في عصرهم بالشام بل هو ممن وصل إلى رتبة الاجتهاد وحاز وجمع من انواع العلوم مالم يجمعه غيره وحاز. خصوصا في علوم الحديث والقراآت والفقه والأصول. ولقد حدثني من لفظه شيخنا الإمام حافظ الإسلام أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي قال حدثني شيخنا الإمام العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن العلامة تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري شيخ الشافعية وابن شيخهم قال سمعت والدي يقول عجبت لأبي شامة كيف قلد الشافعي (نعم) بلغنا عن شيخ الشافعية وزاهدهم وورعهم في عصرنا الغمام العلامة الخطيب أبي الثناء محمود بن محمد بن جملة الإمام والخطيب بالجامع الأموي بدمشق الذي لم تر عيناي مثله رحمه الله أنه كان يفتى به وربما عمل به في التراويح في شهر رمضان ورأيت أنا غير واحد من شيوخنا يعمل به ويأمر من يعمل به في صلاة التراويح وفي الإحياء في ليالي رمضان حتى كان بعضهم إذا وصل في الإحياء إلى الضحى قام بما بقي من القرآن في ركعة واحدة يكبر أثر كل سورة فإذا انتهى إلى (قل أعوذ برب الناس) كبر في آخر هائم يكبر ثانيا للركوع وإذا قام في الركعة الثانية قرأ الفاتحة وما تيسر من أول البقرة. وفعلت أنا كذلك مرات لما كنت أقوم بالأحياء إماما بدمشق ومصر. وأما من كان يكبر في صلاة التراويح فإنهم يكبرون أثر كل سورة ثم يكبرون للركوع وذلك إذا آثر التكبير آخر السورة ومنهم من كان إذا قرأ الفاتحة وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل وابتدأ السورة. وختم مرة صبي في التراويح فكبر على العادة فأنكر عليه بعض أصحابنا الشافعية فرأيت صاحبنا الشيخ الإمام زين الدين عمر بن مسلم القرشي رحمه الله بعد ذلك في الجامع الأموي وهو ينكر على ذلك المنكر ويشنع عليه ويذكر قول الشافعي الذي حكاه السخاوي وأبو شامة ويقول رحم الله الخطيب ابن جملة لقد كان عالما متيقظا متحريا. ثم رأيت كتاب الوسيط تأليف الإمام الكبير شيخ الإسلام أبي الفضل عبد الرحمن ابن أحمد الرازي الشافعي رحمه الله وفيه ما هو نص على التكبير في الصلاة كما سيأتي لفظه في الفصل بعد هذا في صيغة التكبير. والقصد أنني تتبعت كلام الفقهاء من أصحابنا فلم أر لهم نصا في غير ما ذكرت وكذلك لم أر للحنفية ولا للمالكية وأما الحنابلة فقال الفقيه الكبير أبو عبد الله محمد بن مفلح في كتاب الفروع له وهل يكبر لختمة من الضحى أو ألم نشرح آخر كل سورة فيه روايتان ولم تستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير وقيل ويهلل انتهى (قلت) ولما من الله تعالى على بالمجاورة بمكة ودخل شهر رمضان فلم أر أحدا مما صلّى التراويح بالمسجد الحرام إلا يكبر من الضحى عند الختم فعلمت أنها سنة باقية فيهم إلى اليوم والله أعلم.

ثم العجب ممن ينكر التكبير بعد ثبوته عن النبي وعن أصحابه والتابعين وغيرهم ويجيز ما ينكر في صلوات غير ثابتة وقد نص على استحباب صلاة التسبيح غير واحد من أئمة العلم كابن المبارك وغيره مع أن أكثر الحفاظ لا يثبتون حديثها فقال القاضي الحسين وصاحب التهذيب والتتمة والروياني في أواخر كتاب الجنائز من كتاب البحر يستحب صلاة التسبيح للحديث الوارد وذكرها أيضا صاحب المنية في الفتاوى من الحنفية وقال صدر القضاة في شرحه للجامع الصغير في مسألة ويكره التكرار وعد الآي وما روى من الأحاديث أن من قرأ في الصلاة الإخلاص كذا مرة ونحوه فلم يصححا الثقات أما صلاة التسبيح فقد أوردها الثقات وهي صلاة مباركة وفيها ثواب عظيم ومنافع كثيرة ورواها العباس وابنه وعبد الله بن عمرو (قلت) وقد اختلف كلام النووي في استحابها فمنع في شرح المهذب والتحقيق، وقال قي تهذيب الأسماء واللغات في الكلام على سبح وأما صلاة التسبيح المعروفة فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها خلاف العادة في غيرها وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمزي وغيره وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا وهي سنة حسنة انتهى.

الفصل الثالث في صيغته وحكم الإتيان به وسببه

أما صيغته فلم يختلف عن أحد ممن أثبته أن لفظه (الله أكبر) ولكن اختلف عن البزي وعمن رواه عن قنبل في الزيادة عليه. فأما البزي فروى الجمهور عنه هذا اللفظ بعينه من غير زيادة ولا نقص فيقول (الله أكبر) (بسم الله الرحمن الرحيم) والضحى أو ألم نشرح وهو الذي قطع به في الكافي والهادي والهداية والتلخيصين والعنوان والتذكرة وهو الذي قرأ به وأخذ صاحب التبصرة وهو الذي قطع به أيضا في المبهج وفي التيسير من طريق أبي ربيعة وبه قرأ على أبي القاسم الفارسي عن قراءته بذلك على النقاش عنه وعلى أبي الحسن وعلى أبي الفتح عن قراءته بذلك عن السامري في رواية البزي وهو الذي لم يذكر العراقيون قاطبة سواه من طرق أبي ربيعة كلها سوى طريق هبة الله عنه وروى الآخرون عنه التهليل من قبل التكبير ولفظة (لا إله إلا الله والله أكبر) وهذه طريق ابن الحباب عنه من جميع طرقه وهو طريق هبة الله عن أبي ربيعة وابن الفرح أيضا عن البزي وبه قرأ الداني على أبي الفتح فارس عن قراءته على عبد الباقي وعلى أبي الفرح النجار أعنى من طريق ابن الحباب وهو وجه صحيح ثابت عن البزي النص كما أخبرنا أحمد بن الحسن المصري بقراءتي عليه. أخبرنا عبد العزيز بن عبد الرحمن التونسي. أخبرنا محمد بن محمد البلنسي عن محمد بن أحمد المرسي. أخبرنا والدي عن عثمان بن سعيد الحافظ حدثنا فارس بن أحمد أخبرنا عبد الباقي بن الحسن. حدثنا أحمد بن سالم الختلي وأحمد بن صالح قالا حدثنا الحسن ابن الحباب قال سألت البزي عن التكبير كيف هو فقال (لا إله إلا الله والله أكبر) وقال الحافظ أبو عمرو وابن الحباب: هذا من الإتقان والضبط وصدق اللهجة بمكان لا يجهله أحد من علماء هذه الصنعة انتهى على أن ابن الحباب لم ينفرد بذلك فقال الإمام الكبير الولى أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي في كتابه الوسيط في العشر لم ينفرد به يعنى ابن الحباب بل حدثنيه أبو عبد الله اللالكي عن الشذائي عن ابن مجاهد وبه كان يأخذ ابن الشارب عن الزيني وهبة الله عن أبي ربيعة وابن فرح عن البزي قال وقد رأيت المشايخ يؤثرون ذلك في الصلاة فرقا بينها وبين تكبير الركوع انتهى. وقد تقدم قريبا قول الإمام أبي الحسن السعيدي إنه رواه البزي يعنى من جميع طرقه التي ذكرها له طريق أبي ربيعة والخزاعي كلاهما عنه. وقد روى النسائي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على النبي وأنا أشهد عليهما أنه قال (إن العبد إذا قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه) ثم اختلف هؤلاء الآخذون بالتهليل مع التكبير عن ابن الحباب فرواه جمهورهم كذلك باللفظ المتقدم وزاد بعضهم على ذلك لفظ ولله الحمد فقالوا: (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) ثم يبسملون وهذه طريق أبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم عن ابن الحباب وذكره أبو القاسم الهذلي من طريق عبد الواحد المذكور عن ابن الحباب ومن طريق ابن فرح أيضا عن البزي. وكذا رواه الغضائري عن ابن فرح عن البزي وابن الصباح عن قنبل وكذا ذكره أبو الفضل الرازي وقال في كتاب الوسيط وقد حكى لنا علي بن أحمد يعنى الأستاذ أبا الحسن الحمامي عن زيد وهو أبو القاسم زيد بن علي الكوفي عن ابن فرح عن البزي التهليل قبلها والتحميد بعدها بلفظة (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) بمقتضى قول علي رضي الله عنه انتهى. ورواه الخزاعي أيضاّ وأبو الكرم عن ابن الصباح عن قنبل ورواه أيضا الخزاعي في كتابه المنتهى عن ابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزي (قلت) يشير الرازي إلى ما رواه الحافظ أبو العلاء الهمذاني عن علي رضي الله عنه إذا قرأت القرآن فبلغت قصارى المفصل فاحمد الله وكبر كما قدمنا عنه وأما قنبل فقطع له جمهور من روى التكبير عنه من المغاربة بالتكبير فقط وهو الذي في الشاطبية وتلخيص أبي معشر ولم يذكره صاحب التيسير كما قدمنا وذكره في غيره والأكثرون من المشارقة على التهليل وهو قول (لا إله إلا الله والله أكبر) حتى قطع له به العراقيون من طريق ابن مجاهد وقطع بذلك له سبط الخياط في كفايته من الطريقين وفي المبهج من طريق ابن مجاهد فقط. وقال ابن سوار في المستنير قرأت به لقنبل قرأت على جميع من عليه وقطع له بع أيضا ابن فارس في جامعه من طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما وقال سبط الخياط في كفايته قرأ ابن كثير من رواية قنبل المذكورة في هذا الكتاب خاصة بالتهليل والتكبير من فاتحة والضحى على اختلاف شيوخنا الذين قرأت عليهم فمنهم من أمرني بذلك ومنهم من أمرني من أول ألم نشرح إلى آخر القرآن وهو الذي قرأ به صاحب الهداية على أبي الحسن القنطري وقال الداني في جامع البيان والوجهان يعنى التهليل مع التكبير والتكبير وحده عن البزي وقنبل صحيحان جيدان مشهورات مستعملان، وقال الإمام أبو الفضل الرازي وقد حكى لنا علي بن أحمد عن زيد عن ابن فرح عن البزي التهليل قبل التكبير والتحميد بعده بمقتضى قول علي رضي الله عنه المتقدم إلا أن أبا البركات ابن الوكيل روى عن رجاله عن ابن الصباح عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) وأما حكم الإقيان بالتكبير بين السورتين اختلف في وصله بآخر السورة والقطع عليه وفي القطع على آخر السورة ووصله بما بعده وذلك بما بعده وذلك مبني على ما تقدم من أن التكبير لآخر السورة أو لأولها ويتأتى على التقدير في حالة وصل السورة بالسورة الأخرى ثمانية أوجه يمتنع منها وجه إجماعا وهو وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة مع القطع عليها لأن البسملة لأول السورة فلا يجوز أنة تجعل منفصلة عنها متصلة بآخر السورة كما تقدم في باب البسملة فلا يتأتى هذا الوجه على تقدير من التقديرين المذكورين وتبقى سبعة أوجه محتملة الجواز منصوصة لمن نذكرها له منها اثنان مختصان بتقدير أن يكون التكبير لآخر السور واثنان بتقدير أن يكون لأول السورة والثلاثة الباقية محتملة على التقديرين.

فأما الوجهان اللذان على تقدير كونه لآخر السورة (فالأول منها) وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) وهذا الوجه هو الذي اختاره أبو الحسن طاهر بن غلبون وقال وهو الأشهر الجيد وبه قرأت وبه آخذ ونص عليه الداني في التيسير ولم يذكر في مفرداته سواه وهو أحد اختياراته نص على ذلك في جامع البيان ونص عليه التجريد أيضا وهو أحد الوجهين المنصوص عليهما في الكافي ونص عليه أيضا أبو الحسن السخاوي وأبو شامة وسائر الشراح وهو ظاهر كلام الشاطبي.

(والثاني) وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه والقطع على البسلمة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه أبو معشر في تخيصه ونقله عن الخزاعي عن البزي ونص عليه أيضا على أبو عبد الله الفاسي وأبو إسحاق الجعبري في شرحيهما وابن مؤمن في كنزه وهذان الوجهان جاريان على قواعد من ألحق الكبير بآخر السورة وإن لم يذكرهما نصا إلا أن ظاهر كلام مكي في تبصرته منعهما معا فإنه قال ولا يجوز الوقف على التكبير دون أن يصله بالبسملة ثم بأول السورة المؤتنفة فيظهر من هذا اللفظ منع هذين الوجهين وهو مخالف لما اقتضاه كلامه حيث قال أو لا يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن مع خاتمة كل سورة وكذلك إذ قرأ (قل أعوذ برب الناس) فإنه يكبر ويبسمل فإن ظاهره أن التكبير لآخر السورة ولا سيما وقد أثبته في آخر (الناس) وهذا مشكل من كلامه فإنه لو كان قائلا بأن التكبير لأول السورة لكان منعه لهما ظاهرا والله أعلم.

وأما الوجهان اللذان على تقدير كون التكبير لأول السورة فإن الأول منهما قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة ووصل البسملة بأول البسملة الآتية وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه أبو طاهر وهو اختيار أبي العز القلانسي وابن شيطا و الحافظ أبي العلاء فيما نقله عنهم ابن مؤمن في الكنز وهو مذهب سائر من جعل التكبير لأول السورة وذكره البيان إنه قرأ به على أبي القاسم الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وذكره المهدوي أيضا (قلت) وهذا من المواضع التي خرج فيها عن طريق الكافي ونص عليه في المبهج عن البزي من غير طريق الخزاعي عنه وعن قنبل من غير طريق ابن خشنام وابن الشارب ولم يذكر في كفايته سواه وقال أبو علي في الروضة اتفق أصحاب ابن كثير على أن التكبير منفصل من القرآن لا يخلط به وكذلك حكى أبو العز في الإرشاد الاتفاق عليه وكذا في الكفاية إلا من طريق الفحام والمطوعي فإنهما قالا إن شئت وقفت على التكبير يعني بعد قطعه عن السورة الماضية وابتدأت بالتسمية موصولة بالسورة وهذا الوجه يأتي في الثلاثة الباقية وهو من الثاني منها وكذا ذكر الحافظ أبو العلاء في الغاية قال سوى الفحام ذكر له التخيير بين هذا الوجه وبين الوجه المتقدم كما قال أبو العز والوجه الثاني منهما قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة والسكت ثم الابتداء بأول السورة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه ابن مؤمن في الكنز وهو ظاهر من كلام ونص عليه الفاسي في شرحه ومنعه الجعبري ولا وجه لمنعه إلا على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة وإلا فعلى أن يكون لأولها لا يظهر لمنعه وجه إذ غايته أن يكون كالاستعاذة ولا شك في جواز وصلها بالبسملة عن القراءة وكما في بابها وهذان الوجهان يظهران من نص الإمام أبي الحسن السعيدي الذي ذكرناه في حكم الإتيان به في الصلاة والله أعلم.

وأما الثلاثة الأوجه الباقية الجائزة على كل من التقديرين (فالأول) منها وصل الجميع أي وصل التكبير بآخر السورة والبسملة به وبأول السورة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه الداني والشاطبي وذكره في التجريد وهو اختيار صاحب الهداية ونقله في المبهج عن البزي من طريق الخزاعي.

(والثاني) منها قطع التكبير عن آخر السورة وعن البسملة ووصل البسملة بأول السورة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه أبو م عشر في التلخيص واختاره المهدوي ونص عليه أيضا ابن مؤمن وقال إنه اختيار طاهر بن غلبون (قلت) ولم أره في التذكرة وذكره صاحب التجريد ونقله فيه أيضا عن شيه الفارسي وهو الذي ذكرناه أبو العز في الكفاية عن الفحام والمطوعي كما قدمنا وكذا نقله أبو العلاء الحافظ عن الفحام ويظهر من كلام الشاطبي ونص عليه الفاسي والجعبري وغيرهما من الشراح وهو ظاهر نص الإمام أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي في كتابه المنهاج في شعب الإيمان قال بعد أن ذكر التكبير من (والضحى) إلى آخر (الناس) وصفة التكبير في أواخر هذه السورة أنه كلما ختم سورة وقف وقفة ثم قال الله أكبر ووقف وقفة ثم ابتدأ السورة التي تليها إلى آخر القرآن ثم كبر.

(والثالث) منها – قطع الجميع أي قطع التكبير عن السورة الماضية وعن البسملة وقطع البسملة عن السورة الآتية وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) يظهر هذا الوجه من كلام الحافظ أبي عمرو في جامع البيان حيث قال فإن لم توصل يعني التسمية بالتكبير جاز القطع عليها وذلك بعد أن قدم جواز القطع على التكبير ثم ذكر القطع على آخر السورة فكان في الشرح وهو ظاهر من كلام الشاطبي ولكن ظاهر كلام مكي المتقدم منعه بل هو صريح نصه في الكشف حيث منع في وجه البسملة بين السورتين قطعها عن الماضية والآتية كما تقدم التنبيه عليه في باب البسملة ولا وجه لمنع هذا الوجه كلا التقديرين والحاصل أن هذه الأوجه السبعة جائزة على ما ذكرنا عمن ذكرنا قرأ بها على كل من قرأت عليه من الشيوخ وبها آخذ ونص عليها كلها الأستاذ أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي في كنزه ويتأتى على كل من التقديرين المذكورين خمسة أوجه وهي الوجهان المختصان بأحد التقديرين والثلاثة والجائزة على التقديرين وبقي هنا تنبيهات (الأول) المراد بالقطع والسكت في هذه الأوجه كلها هو الوقف المعروف لا القطع الذي هو الإعراب ولا السكت الذي هو دون تنفس، هذا هو الصواب كما قدمنا في باب البسملة وكما صرح به أبو العباس المهدوي حيث قال في الهداية ويجوز أن تقف على آخر السورة وتبدأ بالتكبير أو تقف على التكبير وتبدأ بالبسملة ولا ينبغي أن يقف على البسملة ومكي في تبصرته بقوله ولا يجوز الوقف على التكبير دون أن تصله بالبسملة وأبو العز بقوله واتفق الجماعة يعني رواة التكبير أنهم يقفون في آخر كل سورة ويبتدئون بالتكبير، والحافظ أبو العلاء بقوله: وكلهم يسكت على خواتيم السور ثم يبتدئ بالتكبير على الفحام عن رجاله فإنه خير بين الوقف على آخر السورة ثم الابتداء بالتكبير، وعلم بذلك أنه أراد بالسكت المتقدم الوقف وصاحب التجريد بقوله وذكر الفارسي في روايته أنك تقف في آخر كل سورة وتبتدئ بالتكبير منفصلا من التسمية وابن سوار بقوله وصفته أن يقف يبتدئ الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم وصرح به أيضا غير واحد كابن شريح وسبط الخياط والداني والسخاوي وأبي شامة وغيرهم وزعم الجعبري أن المقصود بالقطع في قولهم هو السكت المعروف كما زعم ذلك في البسملة قال في شرح قول الشتطبي فإن شئت فأقطع دونه. معنى قوله فإن شئت فأقطع أي فاسكت ولو قالها لأحسن إذ القطع عام فيه والوقف انتهى. وهو شيء انفرد به لم يوافقه أحد عليه ولعله توهم ذلك من قول بعض أهل الأداء كمكي والحافظ الداني حيث عبرا بالسكت عن الوقف فحسب أن السكت المصطلح عليه ولم ينظر آخر كلامهم ولا ما صرحوا به عقيب ذلك أيضا فقد قدمنا في أول كتابنا هذا عند ذكر السكت المتقدمين إذا أطلقوا لا يريدون به إلا الوقف وإذا أرادوا به السكت المعروف قيدوه بما تصرفه إليه.

(الثاني) ليس الاختلاف في هذه الأوجه السبعة اختلاف رواية يلزم الاتيان بها كلها بين كل سورتين وإن لم يفعل لكن اختلالا في الرواية بل هو من اختلاف التخيير كما هو م بين في باب البسملة عند ذكر الأوجه الثلاثة الجائزة ثم. نعم الإتيان بوجه مما يختص يكون التكبير لآخر السورة وبوجه مما يختص بكونه لأولها أو بوجه مما يحتملها متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف رواية فلا بد من التلاوة به إذا قصد جمع تلك الطرق. وقد كانوا الحاذقون من التلاوة بجميعها وهو حسن ولا يلزم، بل التلاوة بوجه منها إذا حصل معرفتها من الشيخ كاف والله أعلم.

(الثالث) التهليل مع التكبير مع الحمدلة عند من رواه حكمة حكم التكبير لا يفصل بعضه من لبعض بل يوصل جملة واحدة، كذا وردت الرواية وكذا قرأنا لا نعلم في ذلك خلافا وحينئذ فحكمه مع آخر السورة والبسملة وأول السورة الأخرى حكم التكبير تأتى معه الأوجه السبعة كما فصلنا إلا أني لا أعلمني قرأت بالحمدلة بعد سورة الناس ومقتضى ذلك لا يجوز مع وجه الحمدلة سوى الأوجه الخمسة الجائزة مع تقدير كون التكبير لأول السورة وعبارة الهذلي لا تمنع التقدير الثاني والله أعلم. نعم يمتنع وجه الحمدلة من أول الضحى لأن صاحبه لم يذكره فيه والله أعلم.

(الرابع) ترتيب التهليل مع التكبير والبسملة على ما ذكرنا لازم لا يجوز مخالفته. كذلك وردت الرواية وثبت الأداء، وما ذكر الهذلي عن قنبل من طريق نظيف في تقديم البسملة على التكبير غير معروف ولا يصح أيضا لأن جميع من ذكر طريق نظيف عنه سوى الهذلي أسند هذه الطريق من قراءته على أبي العباس بن هاشم عن أبي الطيب ابن غلبون عنه ولم يذكر ذلك ابن غلبون في إرشاده ولا غيره ولا ذكره أحد ممن روى هذه الطريق أيضا عنه ابن غلبون المذكور فعلم أن ذلك لم يصح والله أعلم.

(الخامس) لا يجوز التكبير في رواية السوسي إلا في وجه البسملة بين السورتين لأن راوي التكبير لا يجيز بين السورتين سوى البسملة ويحتمل معه عنده ليست آية بين السورتين كما هي عنده ابن كثير بل هي عنده للتبرك وكذلك لا يجوز له التكبير من أول الضحى لأنه خلاف روايته والله أعلم.

(السادس) لا تجوز الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه، كذا وردت الرواية ويمكن أن يشهد لذلك ما قاله ابن جرير: كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال (لا إله إلا الله) يتبعها (بالحمد لله) عملا بقوله: (فأدعوه مخلصين له الدين) الآية ثم روى عن ابن عباس: من قال (لا إله إلا الله) فليقل على أثرها "الحمد لله رب العالمين" وذلك قوله (فأدعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين).

(السابع) قال الحافظ أبو عمرو في الجامع وإذا وصل القارئ أواخر السورة بالتكبير وحده كسر ما كان آخرهن ساكنا كان أو متحركا قد لحقه التنوين في حال نصبه أو خفضه أو رفعه لسكون ذلك وسكون اللام من اسم الله تعالى فالساكن نحو قوله (فحدث) الله أكبر، و (فارغب) الله أكبر وما أشبهه؛ والمتحرك المنون نحو قوله تعالى (توابا) الله أكبر، و (لخبير) لله أكبر، و (من مسد) الله أبر، وما أشبه وإن تحرك آخر السورة بالفتح أو الخفض أو الرفع ولم يلحق هذه الحركات الثلاث تنوين فتح المفتوح من ذلك وكسر المكسور وضم المضموم لا غير فالمفتوح نحو قوله (الحاكمين) الله أكبر، (وإذا حسد) الله أكبر وما أشبهه والمكسور نحو قوله (عن النعيم) الله أكبر، و (من الجنة والناس) الله أكبر وما أشبهه والمضموم نحو قوله: (هو الأبتر) الله أكبر وما أشبهه وإن كان آخر السورة هاء ضمير موصولة بواو في اللفظ تحذف صلتها للساكنين سكونها وألف الوصل التي في أول اسم الله تعالى ساقطة في جميع ذلك في حال الدرج استغناءً عنها بما اتصل من أواخر السور بالساكن الذي تجتلب لأجله واللام مع الكسرة مرققة ومع الفتحة والضمة مفخمة انتهى. وهو مما لا أعلم فيه خلافا بين أهل الأداء الذاهبين إلى وصل التكبير بآخر السورة ولم يختر أحد منهم في شيء من أواخر السور ما اختار في الأربع الزهر عند (ويل) ولالا عند (الأبتر) الله أكبر ولا عند (حسد) الله أكبر ولا في نحو ذلك إنما نبهت على هذا لأني رأيت بعض من لا علم له بأصول الروايات ينكر مثل ذلك فلهذا تعرضت له وحكيت نص الداني وتمثيله به بحروفه فأعلم ذلك.

(الثامن) إذا وصل القارئ التهليل بآخر السورة أبقى ما كان من أواخر السور على حاله سواء كان متحركا أو ساكنا إلا أن يكون تنوينا فإنه يدغم نحو (لخبير) لا إله إلا الله وكذلك لا يعتبرون في شيء من أواخر السور عند "لا" ما اعتبروه معها في وجه الوصل بين السورتين (لا أقسم) وغيرها والله تعالى أعلم. ويجوز إجراء وجه مد (لا إله إلا الله) عند من أجرى المد للتعظيم كما قدمنا في باب المد بل كان بعض من أخذنا عنه من شيوخنا المحققين يأخذون بالمد فيه مطلقا مع كونهم لم يأخذوا بالمد للتعظيم في القرآن ويقولون إنما قصر ابن كثير المنفصل في القرآن وهذا المراد به هنا هو الذكر فيأخذ بما يختار في الذكر وهو المد للتعظيم في الذكر مبالغة للنفي كما نص عليه العلماء وأكثر من رأينا لا يأخذ فيه إلا بالقصر مشيا على قاعدته في المنفصل وذلك كله قريب مأخوذ به والله أعلم.

(التاسع) إذا قرئ برواية التكبير وإرادة القطع على آخر سورة فمن قال إن التكبير لآخر السورة كبر وقطع القراءة وإذا أراد الابتداء بعد ذلك بسمل للسورة من غير تكبير. وأما على مذهب من يقل إن التكبير لأول السورة فإنه يقطع على آخر السورة من غير تكبير فإذا ابتدأ بالسورة التي تليها بعد ذلك ابتدأ بالتكبير إذ لا بد من التكبير إما لآخر السورة أو لأولها حتى لو سجد في آخر العلق فإنه يكبر أولا لآخر السورة ثم يكبر للسجدة على القول بأن التكبير للآخر وأما على القول بأن التكبير للآخر وأما على القول بأنه للأول فإنه يكبر للسجدة فقط ثم يبتدئ بالتكبير لسورة القدر وكذا الحكم لو كبر في الصلاة فإنه يكبر لآخر السورة ثم يكبر المركوع على القول الأول أو يكبر المركوع ثم يكبر بعد الفاتحة لابتداء السورة على القول الآخر والله أعلم.

(العاشر) لو قرأ القارئ بالتكبير لحمزة بين السورتين على رأي بعض من أجازه له فلا بد له من البسملة معه. فإن قيل كيف تجوز البسملة لحمزة بين السورتين (فالجواب) أن القارئ ينوي الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئا للسورة الآتية وإذا ابتدأ وجبت البسملة وهذا سائغ جائز لا شبهة فيه ولقد كان بعض شيوخنا المعتبرين إذا وصل القارئ عليه في الجمع إلى قصار الفصل وخشى التطويل بما يأتي بين السورتين من الأوجه يأمر القارئ بالوقف ليكون مبتدئا فتسقط الأوجه التي تكون للقراء من الخلاف بين السورتين ولا أحسبهم إلا أثروا ذلك عمن أخذوا عنه والله أعلم.

الفصل الرابع في أمور تتعلق بختم القرآن

منها أنه ورد نصا عن ابن كثير من رواية البزي وقنبل وغيرهما أنه إذا انتهى في آخر الختمة إلى (قل أعوذ برب الناس) قرأ سورة (الحمد لله رب العالمين) وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين وهو إلى (وأولئك هم المفلحون) لأن هذا ما يسمى الحال المرتحل ثم يدعو بدعاء الختم. قال الحافظ أبو عمرو لابن كثير في فعله هذا دلائل من آثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبي وأخباره مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين ثم قال قرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر. ثنا العباس بن أحمد البرتي ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ثنا عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب بن زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبي عن كعب عن النبي أنه كان إذا قرأ (فل أعوذ برب الناس) أفتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة (إلى وأولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام. حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه إسناده حسن إلا أن الحافظ أبا الشيخ الأصبهاني وأبا بكر الزينبي خالفا أبا طاهر بن أبي هاشم وغيره فروياه عن ابن سعوة عن خاله الحافظ أبو العلاء الهمذاني طرقه في آخر مفردته لابن كثير فقال فيما أخبرنا الثقات مشافهة عن الشيخ التقى إبراهيم بن الفضل الواسطي أن الشي عبد الوهاب ابن على أخبره عن الحافظ أبي العلاء.

ذكر النبأ الوارد به قراءة سورة فاتحة الكتاب ومن أول سورة البقرة إلى قوله (هم المفلحون) بعد الختمة وهي خمس آيات في عدد الكوفة وأربع في عددهم غيرهم. أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم المقري الخياط أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ الكتاني قال فلما ختمت (والليل إذا يغشى) على ابن ذؤابة قال لي كبر مع كل سورة حتى ختمت (قل أعوذ برب الناس) قال وقال لي أيضا (وأولئك هم المفلحون) في عدد الكوفيين وقال كذا قرأ ابن كثير على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عباس وقرأ ابن عباس على أبي فلما ختم ابن عباس قال استفتح بالحمد وخمس آيات من البقرة وهكذا قال لي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حين ختمت عيه (أخبرنا) الحسن بن أحمد المقري. أنا أحمد ابن عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد ابن حسكا ومحمد بن إبراهيم بن علي قالوا ثنا العباس بن أحمد بن محمد بن عيس وهب زمعه عن أبيه زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى النبي قال وقرأ ابن عباس على أبي وقرأ أبي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال إنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) ثم قال (أخبرنا) أبو علي الحسن بن أحمد المقري أنا أبو أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله المكفوف. أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أنا أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي. ثنا عبد الوهاب بن فليح ثنا عبد الملك ابن عبد الله سعوة عن خاله وهب بن زمعة عن أبيه زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس وعن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي . وقرأ أبي بن كعب على النبي وإنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى (وأولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختم ثم قام (أخبرنا) أبو علي الحسن بن أحمد المقرى. أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الإسكاف. أنا أبو القاسم منصور بن محمد بن السندي المقرى (ثنا) أبو محمد الحسن بن إبراهيم ابن يزيد القطان (ثنا) أبو الفضل جعفر بن درستويه في جمادى الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين املاء (ثنا) عبد الوهاب بن فليح بن رباح المقرى. (ثنا) عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب بن زمعة عن زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس أو عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قرأ على النبي ويقول إنه كان إذا قرأ على (قل أعوذ برب الناس) افتتح بالحمد ثم قرأ بعدها أربع آيات من البقرة إلى قوله (وأولئك هم المفلحون) ثم دعا، هكذا رواه أبو الفضل بن درستويه عن ابن مفلح فأدخل بين وهب بن زمعة وعبد الله بن كثير أباه زمعة بن صالح ووافقه على ذلك أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي إلا إنه قال عن درباس وعن مجاهد عن عبد الله بن عباس فجمع بينهما ولم يشكك (أخبرنا) بذلك الحسن بن أحمد المقرى. أنا أحمد بن عبد الله الحافظ. (ثنا) أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد المقرى أنا أحمد بن محمد بن عبد الله الإسكاف. أنا أبو القاسم منصور بن محمد بن السندي المقرى. أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأنصاري. أنا أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي. وقرأت على إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج الأصبهاني عن أحمد بن الفضل بن محمد الباقر طائي قال (أخبرنا) محمد بن جعفر محمد الخزاعي عن الجرجاني أنا علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي. أنا أبو بكر محمد بن موسى ابن محمد الزيني قال (ثنا) أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي انا عبد الوهاب بن فليح (ثنا) عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب ابن زمعة عن أبيه زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس وعن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي وقرأ أبي على النبي وإنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) افتتح من الحمد ثم قرأ البقرة إلى (وأولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام. هذا حديث أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبي الشيخ الأصبهاني عن أبي خبيب، وقال أبو بكر الزيني في حديثه عن عبد الله بن عباس عن أبي بن كعب عن النبي وقرأ النبي على أبي وقرأ أبي على النبي وأنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) افتتح من الحمد ثم قرأ البقرة إلى (وأولئك هم المفلحون) وخالف ابا بكر الزيني وأبا محمد بن حيان أبو طاهر بن أبي هاشم وأبو القاسم بن النخاس وأبو بكر الشذائي فرروه عن أبي خبيب عن ابن مفلح عن ابن سعوة عن خاله وهب بن زمعة عن عبد الله بن كثير عن درباس وحده عن ابن عباس فأما حديث أبي طاهر فأخبرنا به شيخنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي الشيبابي أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أيضا أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي قالا أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر ابن محمد بن أبي هاشم. أنا أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي. ثنا عبد الوهاب ابن فليح المكي أنا عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب بن زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبي ابن كعب عن النبي وقرأ على أبي على النبي أنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) افتتح من الحمد ثم قرأ إلى (وأولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام. وأما حديث أبي القاسم ابن نخاس وأبي بكر الشذائي فأخبرنا به علي بن يزيد بن علي الأصبهاني. أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني. أنا محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني. ثنا عبد الله ابن الحسين بن سلمان النخاس ببغداد وأحمد بن نصر بالبصرة قالا (حدثنا) أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي ثنا عبد الوهاب بن فليح ثنا عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب بن زمعة عن عبد الله بن كثير عب درباس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي وقرأ على أبي وقرأ أبي على النبي أنه كان إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى (وأولئك هم المفلحون) ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام. وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين في قراءة ابن كثير وغيرها وقراءة العرض وغيرها حتى لا يكاد أحد يختم إلا ويشرع في الأخرى سواء ختم ما شرع فيه أو لم يختمه، نوى ختمها أو لم ينوه. بل جعل ذلك عندهم من سنة الختم ويسمون من يفعل هذا الحال المرتحل أي الذي حل في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى، وعكس بعض أصحابنا هذا التفسير كالسخاوي وغيره فقالوا الحال المرتحل الذي يحل في ختمة عند فراغه من الأخرى. والأول أظهر وهو الذي يدل عليه تفسير الحديث عن النبي (أفضل الأعمال الحال المرتحل) وهذا الحديث أصله في جامع الترمذي ذكره في آخر أبواب القراءة فقال (حدثنا) بصر بن علي الجهضمي (ثنا) الهيثم بن الربيع (حدثنا) صالح المرى عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي عباس قال قال رجل يارسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال (الحال المرتحل. هذا حديث غريب لا نعرفه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه (حدثنا) محمد بن بشار ثنا مسلم ابن إبراهيم (ثنا) صالح المرى عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن النبي ولم يذمر فيه عن ابن عباس وهذا عندي أصح من حديث نصر بن علي عن الهيثم بن الربيع (قلت) فجعل الترمذي عنده إرساله أصح من وصله لأن زرارة تابعي. (وأخبرني) بهذا الحديث أتم من هذا الإمام أبو بكر محمد بن أحمد البكري مشافهة أنا أحمد بن

إبراهيم الحافظ في كتابه عن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن جوير (ثنا) محمد بن أحمد بن جمرة (حدثنا) أبي عن عثمان بن سعيد الحافظ. أنا عبد الله بن أحمد الهروي في كتابه. ثنا عمر بن أحمد بن عثمان. ثنا إسحاق نب إبراهيم بن خليل. ثنا زياد بن أيوب. ثنا زيد بن الحباب أخبرني صالح المرى. أنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس أن رجلا قال: يارسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: (عليك بالحال المرتحل). قال: وما الحال المرتحل؟ قال: (صاحب القرآن كلما حل ارتحل) هكذا رفعه مفسرا مسندا وكذا رواه مسندا مفسرا أبو الحسن بن غلبون من طريق إبراهيم بن أبي سويد عن صالح ثنا قتادة عن زرارة عن ابن عباس فذكره وزاد فيه: يارسول الله وما الحال المرتحل؟ قال (فتح القرآن وختمه، صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل وارتحل). (وأخبرتنا) شيختنا ست العرب المقدسية مشافهة رحمها الله أنا جدي علي بن أحمد البخاري. أنا أبو سعد الصفار في كتابه أنا زاهر بن طاهر. أنا الحافظ أبو بكر البيهقي. أنا محمد بن عبد الله الحافظ. ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال البيهقي وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق. حدثنا علي بن محمد القرشي قالا أخرنا الحسن بن عفان. ثنا زيد بن الحباب. ثنا صالح المرى. أخبرني قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس رضي الله عنهما إن رجلا قال للنبي يارسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال (عليك بالحال المرتحل) قالوا يارسول الله وما الحال المرتحل؟ قال (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره ويضرب في آخره حتى يبلغ أوله كلما حل ارتحل) (وأخبرني) به عمر بن الحسن قراءة عن علي بن أحمد. أنا أبو المكارم في كتابه. أنا الحسن بن أحمد المقدسي أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة. ثنا زيد بن الحباب فذكره. ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق عمرو بن عاصم الكلابي. ثنا صالح المرى فذكره مرفوعا ولفظه أن رجلا قال يارسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال (الحال المرتحل) قالوا يارسول الله: وما الحال المرتحل؟ قال (الذي يقرأ من أول القرآن إلى آخره، ومن آخره إلى أوله) وأخبرني به عاليا أحمد بن محمد ابن الحسين البنا في آخرين مشافهة عن الشيخ أبي الحسن المقدسي. أنا القاضي أبو المكارم في كتابه. أنا الحسن بن أحمد الحداد. أنا أبو نعيم الحافظ. ثنا سليمان ابن أحمد. ثنا معاذ بن المثنى. ثنا إبراهيم بن أبي سويد الزراع. ثنا صالح المرى عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال سأل رجل رسول الله فقال أي العمل أحب إلى الله؟ فقال (الحال المرتحل) قال يارسول الله فما الحال المرتحل؟ قال (صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره. وفي آخره حتى يبلغ أوله) رواه الطبراني بهذا اللفظ. ورواه الحافظ أبو الشيخ ابن حبان في فضائل الأعمال من طريق زيد بن الحباب عن صالح به ولفظه (عليكم بالحال المرتحل) فذكره- وذكره صاحب الفردوس ولفظه. خير الأعمال الحل والرحلة افتتاح القرآن وختمه ورواه أيضاّ الحافظ أبو عمرو مرسلا من طريق عبد الله بن معاوية الجمحى ثنا صالح المرى عن قتادة عن زرارة بن أوفى قال قال رسول الله (أفضل الأعمال الحال المرتحل الذي إذا ختم القرآن عاد فيه) وكذا رواه الترمذي مرسلا كما تقدم وقال إنه أصح. وقد قطع بصحبة هذا الحديث أبو محمد مكي ورواه الحافظ البيهقي في شعب الإيمان مسندا مرفوعا كما تقدم وسكت عليه فلم يذكر فيه ضعفا كعادته وضعفه الشيخ أبو شامة من قبل صالح المرى ورد تفسيره بذلك فقال وكيفما كان الأمر فمدار هذا الحديث على صالح المرى وهو وإن كان عبدا صالحا فهو ضعيف عند أهل الحديث، قال ثم على تقدير صحته فقد اختلف في تفسيره فقيل المراد به ما ذكره القراء وقيل هو إشارة إلى تتابع الغزو وترك الإعراض عنه فلا يزال في حل وارتحال، ثم ذكر كلام ابن قتيبة في تفسيره الحديث كما سيأتي. ثم قال وهذا ظاهر اللفظ إذ هو حقيقة في ذلك وعلى ماأوله به بعض القراء يكون مجازا وقد رووا التفسير فيه مدرجا في الحديث ولعله من بعض الرواة (قلت) وفيما قال الشيخ أو شامة في هذا الحديث نظر من وجوه:

(أحدها) أن الحديث ليس مداره على صالح المرى كما ذكره بل رواه زيد بن أسلم أيضا قال الداني أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الربعي حدثنا علي بن مسرور ثنا أحمد بن أبي سليمان حدثنا سحنون بن سعيد حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن رسول الله سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال (الحال المرتحل) قال ابن وهب وسمعت أبا عفان المدني يقول ذلك عن رسول الله يقول ( هذا خاتم القرآن وفاتحه) ورواه أيضا من طريق سليمان بن سعيد الكسائي. حدثنا الحصيب بن ناصح عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة أن رجلا قام أن النبي فقال: يارسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ قال (الحال المرتحل) فقال يارسول الله وما الحال المرتحل؟ قال (صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل) فثبت أن الحديث ليس مداره على صالح المرى.

(والثاني) أن كلام ابن قتيبة لا يدل على أنهم اختلفوا في تفسير الحديث فإنه قال في آخر كتاب غريب الحديث له ما هذا نصه: جاء في الحديث (أفضل الأعمال الحال المرتحل) قيل ما الحال المرتحل؟ قال (الخاتم المفتتح) ثم قال ابن قتيبة بأثر هذا: الحال هو الخاتم للقرآن شبه برجل مسافر فسار حتى إذا بلغ المنزل حل به، كذلك تالى القرآن يتلوه حتى إذا بلغ آخره وقف عنده. والمرتحل المفتتح للقرآن شبه برجل أراد سفرا فافتتحه بالمسير، قال وقد يكون الخاتم المفتتح أيضا في الجهاد وهو أن يغزو ويعقب، وكذلك الحال المرتحل يريد أن يصل ذال بهذا انتهى، وليس فيه حكاية اختلاف في تفسير هذا الحديث غايته أنه قال: وقد يكون الخاتم المفتتح. ولا تعلق لهذا الكلام بتفسير الحديث إذ قد قطع أولا بتفسيره على ما في الحديث، بل ساق الحديث أولا مفسرا من الحديث ثم زاد تفسيره بيانا وأنت ترى هذا عيانا.

(والثالث) إن قوله هذا ظاهر اللفظ يشير إلى تفسيره بتتابع الغزو وليس ظاهر اللفظ لو جرد من التفسير دالا على تتابع الغزو بل يكون عاما في كل من حل وارتحل من حج أو عمرة أو تجارة أو غير ذلك.

(والرابع) أن قوله وعلى ما أوله به القراء يكون مجازا يدل على أن هذا التأويل مخصوص بالقراء وليس كذلك ولو قدر أن تفسيره ليس ثابتا في الحديث فقد رأيت تفسير ابن قتيبة له وكذلك رواية الترمذي له في أبواب القراءة تدل قطعا على أنه أراد هذا التأويل وكذلك أورده البيهقي الحافظ وغيره من الأئمة كأبي عبد الله الحليمي في قراءة القرآن وعدوا ذلك من آداب الختم.

(والخامس) قوله وقد رووا التفسير فيه مدرجا في الحديث ولعله من بعض الرواة فلا نعلم أحدا صرح بادراجه في الحديث بل الرواة لهذا الحديث بين من صرح بأنه صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فسره به كما هو في أكثر الروايات وبين من اقتصر على رواية بعض الحديث فلم يذكر تفسيره، ولا منافاة بين الروايتين فتحمل رواية تفسيره على رواية من لم يفسره ويجوز الاقتصار على رواية بعض الحديث إذا لم يخل بالمعنى وهذا مما لا خلاف عندهم فيه ولا يلزم الإدراج في الرواية الأخرى وأيضا فغايته أن تكون رواية التفسير زيادة على الرواية الأخرى وهي من ثقة وزيادة الثقة مقبولة فدل ما ذكرناه وقدمناه من الروايات والطرق والمتابعات على قوة هذا الحديث وترقيه على درجة أن يكون ضعيفا إذ ذاك ما يقوى بعضه بعضا ويؤدي بعضه بعضا وقد روى الحافظ أبو عمرو أيضا بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن أن يقرؤا من أوله آيات وهذا صريح في صحة ما اختاره القراء وذهب إليه السلف والله أعلم.

وقال الشيخ أبو شامة ثم ولو صح هذا الحديث والتفسير لكان معناه الحث على الاستكثار من قراءة القرآن والمواظبة عليها فكلما فرغ من ختمة شرع في أخرى أي أنه لا يضرب عن القراءة بعد ختمة يفرغ منها بل يكون قراءة القرآن دأبه ويدينه انتهى. وهو صحيح فأنا لم ندع أن هذا الحديث دال نصا على قراءة الفاتحة والخمس من أول البقرة عقيب كل ختمة بل يدل على الإعتناء بقراءة القرآن والمواظبة عليها بحيث إذا فرغ من ختمة شرع في أخرى وأن ذلك من أفضل الأعمال.

وأما قراءة الفاتحة والخمس من البقرة فهو مما صرح. الحديث المتقدم أولا المروى من طريق ابن كثير وعلى كل تقدير فلا نقول إن ذلك لازم لكل قارئ بل نقول مكا قال أئمتنا فارس بن أحمد وغيره: من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه، وقد ذكر الإمام مرفق الدين أوب محمد عبد الله بن قدامى المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه المغنى أن أبا طالب صاحب الإمام أحمد قال سألت احمد إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) يقرأ من البقرة شيئا؟ قال لا، فلم يستحب أن يصل ختمة بقراءة شيء انتهى. فحمله الشيخ موفق الدين على عدم الاستحباب وقال لعله لم يثبت عنده فيه أثر صحيح يصير إليه انتهى. وفيه نظر، إذ يحتمل أن يكون فهم من السائل أن ذلك لازم فقال لا، ويحتمل أنه أراد قبل أن يدعو ففي كتاب الفروع للأمام الفقيه شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي ولا يقرأ الفاتحة وخمسا من البقرة نص عليه قال الآمدي يعنى قبل الدعاء وقيل يستحب فحمل نص أحمد بقوله (لا) على أن يكون قبل الدعاء بل ينبغي أن يكون دعاؤه عقيب قراءة سورة الناس كما سيأتي نص أحمد رحمه الله وذكر قولا آخر له بالاستحباب والله أعلم.

قال السخاوي بعد ذكر هذا الحديث: فإن قيل فقد قلتم إن رسول الله وعلى آله وسلم قال (ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) فكيف الجمع بينه وبين هذا الحديث؟ (قلت) القرآن من ذكر الله إذ فيه الثناء على الله عز وجل ومدحه وذكر آلائه ورحمته وكرمه وقدرته وخلقه المخلوقات ولطفه بها وهدايته لها. فإن قلت ففيه ذكر ما حلل وحرم ومن أهلك ونم أبعد من رحمته وقصص من كفر بآياته وكذب برسله، قلت ذكر جميعه من جملة ذكره إذ كان ذلك كله كلامه وأيضا فإن من المدح ذكر ما أنزله من التحليل والتجريم كما أن من جملة الثناء على الطيب أن يذكر بأن له جدا ومنعه مما يضره وندبه إلى ما ينتفع به، وكذلك أيضا من جملة ذكر مفاخر الملك ذكر أعدائه ومخالفته وكيف كانت عاقبة خلافهم له ومحاربتهم إياه من الهلكة والدمار والخسار، إذن القرآن أفضل الذكر (قلت) ورد في هذا المعنى أحاديث صحيحة منها أنه سئل عن أفضل الأعمال فقال "إيمان بالله ثم جهاد في سبيله ثم حج مبرور" وفي حديث آخر "الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيله" وفي آخر "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" وحديث أي الأعمال أفضل" قال "الصبر والسماحة" وقال لأبي أمامة عليك بالصوم فإنه لا مثل له فقيل في الجواب إن المراد أي من أفضل الأعمال النظائر، لذلك يعبر عن الشيء بأنه الأفضل من أي هو من ملة الأفضل أي المجموع في الطبقة العليا التي لا طبقة أعلى منها وقيل إنه أجاب كل سائل بحسب ما هو الأفضل في حقه بحسب ما يناسبه والأصلح له وما يقدر عليه ويطيقه والله أعلم.

(تنبيه) المعنى في الحديث " الحال المرتحل" على حذف مضاف أي عمل الحال المرتحل، وكذا "عليك بالحال" أي عليك بعمل الحال المرتحل وأما ما يعتمده بعض القراءة من تكرار قراءة (قل هو الله أحد) عند الختم ثلاث مرات فهو شيء نقرأ به ولا أعلم أحدا نص عليه من أصحابنا القراء ولا الفقهاء سوى أبي الفخر حامد بن علي بن حسنوية القزويني في كتابه حلية القراءة فإنه قال فيه ما نصه: والقراءة كلهم قرؤا سورة الإخلاص مرة واحد غير الهرواني عن الأعشي فإنه أخذ بإعادتها ثلاث دفعات والمأثور دفعة واحدة انتهى (قلت) والهرواني هذا هو بفتح الهاء والراء وهو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الحنفي الكوفي كان فقيها كبيرا قال الخطيب البغدادي كان من عاصره بالكوفة يقول لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفقه منه انتهى. وقرأ برواية الأعشى على محمد بن الحسن بن يونس عن قراءته بها على أبي الحسن علي بن الحسن ابن عبد الرحمن الكسائي الكوفي صاحب محمد بن غالب صاحب الأعشى والظاهر أن ذلك كان اختيارا من الهرواني فإن هذا لم يعرف في رواية الأعشى ولا ذكره أحد من علمائنا عنه بل الذين قرؤا برواية الأعشى على الهرواني هذا كأبي علي البغدادي صاحب الروضة وأبي علي غلام الهراس شيخ أبي العز وكالشرمقاني والعطار شيخي ابن سوار وكأبي الفضل الخزاعي لم يذكر أحد منهم ذلك عن الهرواني ولو ثبت عندهم رواية لذكروه بلا شك فلذلك قلنا إنه يكون اختيارا منه والرجل كان فقيها عالما أهلا للاختيار فلعله رأى ذلك وصار العمل على هذا في أكثر البلاد عند الختم في غير الروايات والصواب عليه السلف لئلا يعتقد أن ذلك سنة ولهذا نص أئمة الحنابلة على أنه يكرر سورة الصمد وقالوا وعنه يعنون عن أحمد لا يجوز والله الموفق.

ومن الأمور المتعلقة بالختم الدعاء عقيب الختم

وهو أهمها وهو سنة تلقاها الخلف عن السلف وتقدم في أول هذا الفصل الحديث المرفوع عن النبي من طريق ابن كثير في أنه كان يدعو عقب الختم ثم يقول: وأخبرني الشيخ العالم المسند الصالح أبو الثناء محمود بن خلف بن خليفة المنبجي رحمه الله مشافهة منه إلى في سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق عن الإمام الحافظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي أخبرنا أبو الحاج يوسف بن خليل الدمشقي الحافظ. أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الداراني. أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة. أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الحافظ. حدثنا محمد بن جعفر الإمام. حدثنا زكريا بن يحيى بن السكن الطائي. حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن مقاتل دُو ألَ دُوزَ عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله "ومن قرأ القرآن - أو قال من جمع القرآن - كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء الله عجلها له في الدنيا وإن شاء أدخرها له في الآخرة" قال الطبراني لم يروه عن جابر إلا شرحبيل ولا عنه إلا مقاتل بن دو أل دوز تفرد به المحاربي ولم يسند عن مقاتل غير هذا الحديث (قلت) مقاتل بن حيان كما قيل فهو ثقة من رجال مسلم وإن يكن غيره فلا نعرفه مع أن سائر رجاله ثقات والمحاربي من رجال الصحيحين إلا أنه يروى عن المجهولين (وأخبرتنا) ست العرب بنت محمد المقدسية بمنزلها مشافهة أنا جدي أحمد بن البخاري حضورا قال أنا عبد الله بن عمرو أبو القاسم زاهر أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن يحيى بن ياسين حدثني حمدون بن أبي عباد ثنا يحيى بن هاشم عن مسعر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي قال "مع كل ختمة دعوة مستجابة" كذا رواه أبو بكر البيهقي وقال في إسناده ضعف وروى من وجه آخر ضعيف عن أنس أخبرناه أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن ممدويه أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البرناتي بمرو أنا عمرو بن عمر بن فتح ثنا محمد بن علي ثنا أبي أنا أبو عصمة وهو نوح الجامع مرزوى عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله "له عند ختم القرآن دعوة مستجابة وشجرة في الجنة" (وأخبرنا) شيخنا القاضي شرف الدين أحمد بن الحسين الحنفي مشافهة عن أبي الفضل أحمد بن هبة الله الدمشقي أنا أبو روح إذنا زاهر بن طاهر أنا الإمام أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي أنا الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن ابن محمد الحليمي أنا بكر ومحمد بن حمدان الصيرفي. أنا أحمد بن الحسين. ثنا مقاتل بن إبراهيم ثنا نوح بن أبي مريم عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله "لصاحب القرآن دعوة مستجابة عند ختمة" وبه إلى الحافظ أبي بكر قال أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي أنا ابن أبي عصمة ومحمد بن عبد الحميد الفرغاني ومحمد بن علي بن إسماعيل قالوا حدثنا علي بن حرب حفص بن عمر بن حكيم ثنا عمرو بن قيس الملائي من عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله "من استمع حرفا من كتاب الله عز وجل طاهرا كتبت له عشر حسنات ومحيت عن عشر سيآت ورفعت له عشر درجات ومن قرأ حرفا من كتاب الله في صلاة قاعدا كتبت له خمسون حسنة ومحيت عنه خمسون سيئة ورفعت له خمسون درجة ومن قرأ كان من كتاب الله في صلاة قائما كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة ومن قرأه فختمه كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة ومن قرأ فختمه كتبت له عند الله دعوة مستجابة معجلة أو مؤخرة" قال البيهقي تفرد به حفص بن عمر وهو مجهول (قلت) قد ذكره ابن عدى في كامله وقال حدث عن عمرو بن قيس الملائي أحاديث أبو أطيل وقال يحيى بشيء وقال الأزدى متروك الحديث وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير رحمة الله تعالى ما المراد بالحرف في الحديث؟ فقال: الكلمة، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه (من قرأ القرآن فله كله حرف عشر حسنات لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) وهذا الذي ذكره هو الصحيح إذ لو كلن المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف ولام بثلاثة وميم بثلاثة وقد يعسر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له فكثير من الناس لا يعرفه. وقال لي بعض أصحابنا من الحنابلة أنه رأى هذا في كلام الإمام أحمد رحمة الله عليه منصوصا والله أعلم ولكن روينا في حديث ضعيف عن عون بن مالك الأشجعي مرفوعا (من قرأ حرفا من القرآن كتب الله له بها حسنة، لا أقول يسم الله ولكن باء وسين وميم ولا أقول الم ولكن الألف واللام والميم وهو إن صح لا يدل على غير ما قال شيخنا. ثم رأين كلام بعض أصحاب الإمام أحمد في ذلك فقال ابن مفلح في فروعه: وإن كان في قراءة زيادة حرف مثل (فأزلهما وأزالهما ووصى وأوصى) فهي الأولى لأجل العشر حسنات، نقله حرب (قلت) وهذا التمثيل من ابن مفلح عجيب فإنه إذا كان المراد بالحرف اللفظي بحرفين فكان ينبغي أن يمثل بنحو (مالك وملك، ويخدعون ويخادعون) ثم قال ابن مفلح واختار شيخنا أن الحرف الكلمة (قلت) يعني شيخه الأمام أبا العباس ابن تميمة وهذا الذي قاله هو الصحيح وقد رأيت كلامه في كتابه على المنطق فقال: وأما تسمية الاسم وحده كلمة والفعل وحده كلمة والحرف وحده كلمة مثل هل وبل فهذا اصطلاح مختص ببعض النحاة ليس هذا من لغة العرب أصلا وإنما تسمى العرب هذه مفردات حروفا، ومنه قول النبي (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم يعنى ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف والذي عليه محققو العلماء أن المراد بالحرف الاسم وحده والفعل وحده وحرف المعنى بقوله ألف حرف وهذا اسم. ولهذا لما سأل الخليل أصحابه عن المنطق بالزاي من زيد فقالوا زاي فقال نطقتم بالاسم وإنما الحرف زه. ثم بسط الكلام في تقرير ذلك وهو واضح. وهذا الذي ذكره ابن مفلح عن حرب ومثل به تصرف منه وإلا فلا يقول مثل الإمام أحمد إن (أزال) أولى من (أزلّ) ولا (أوصى) أولى من (وصى) لأجل زيادة حرف، وللكلام على هذا محل غير هذا والقصد تعريف ذلك والله أعلم. وبه قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أحمد ابن سليمان الفقيه. ثنا بشر بن موسى حدثني عمر بن عبد العزيز جليس كان لبشر بن حارث (ح) قال وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو عمرو محمد بن عبد الواحد النحوي. ثنا بشر بن موسى. ثنا عمر بن عبد العزيز شيخ له قال سمعت بشر بن الحرث يقول: حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن حبيب بن أبي عمرة قال إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه قال بشر بن موسى قال لي عمر بن عبد العزيز فحدثت به أحمد به أحمد بن حنبل فقال لعل هذا من مخبيات سفيان واستحسنه أحمد بن حنبل. قال البيهقي هذا لفظ حديث الفقيه وبه قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ. أنا أحمد بن محمد بن خالد المطوعي. ثنا مسعر بن سعيد قال كان محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلّى بهم فيقرأ في كل ركعة عشرين آية وكذلك إلى أن يختم القرآن وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل ختمٍ دعوةٌ مستجابة. وروى أبو بكر بن داود في فضائل القرآن عن ابن مسعود (من ختم القرآن فله دعوة مستجابة) وعن مجاهد (تنزل الرحمة عند ختم القرآن) وعنه أيضا (إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن) ونص الإمام أحمد على استحباب ذلك في صلاة التراويح، قال حنبل سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: إذا فرغت من قراءتك. قل أعوذ برب الناس) فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع (قلت) إلى أي شيء تذهب في هذا؟ قال رأيت أهل مكة يفعلون وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة، قال عباس بن عبد العظيم وكذلك أدركت الناي بالبصرة وبمكة وروى أهل المدينة في هذا أشياء وذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل فقلت: أختم القرآن أجعله في التراويح أو في الوتر؟ قال أجعله في التراويح يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟ قال إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام. قلت يم أدعو؟ قال بما شئت، قال ففعلت كما أمرني وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. وروينا في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد عن قتادة قال كان بالمدينة رجل يقرأ القرآن من أوله إلى آخره على أصحاب له فكان ابن عباس يضع عليه الرقباء فإذا كان عند الختم جاء ابن عباس فشهده والله تعالى أعلم. قال الإمام النووي يستحب الدعاء بعد قراءة القرآن استحبابا يتأكد تأكيدا شديدا فينبغي أن يلح في الدعاء وأن يدعو بالأمور المهمة والكلمات الجامعة وأن يكون معظم ذلك بل كله في أمور الآخرة وأمور المسلمين وصلاح سلطانهم وسائر ولاة أمورهم وفي توفيقهم للطاعات وعصمتهم من المخالفات وتعاونهم على البر والتقوى وقيامهم بالحق واجتماعهم عليه وظهورهم على أعداء الدين انتهى. ونص الإمام أحمد على استحباب الدعاء عند الختم وكذا جماعة من السلف. وكان بعض شيوخنا يختار أن القارئ عليه إذا ختم هو الذي يدعو لظاهر هذا الحديث. وسائر من أدركناهم غيره يدعو الشيخ أو من يلتمس بركته من حاضري الختم والأمر في هذا سهل إذ الداعي والمؤمن واحد قال الله تعالى (قد أجيبت دعوتكما) قال أبو العالية وأبو صالح وعكرمة ومحمد ابن كعب القرظي والربيع بتن أنس دعا موسى وأمن هارون. فالداعي والمؤمن واحد. وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يجمع أهله وجيرانه عند الختم رجاء بركة دعاء الختم وحضوره. وروينا عنه في حديث مرفوع ولفظه أن النبي إذا كان ختم القرآن جمع أهله: قال البيهقي رفعه وهم والصحيح عن أنس موقوفا وكانوا يستحبون جمع أهل الصلاح والعلم فقد روينا عن شعبة عن الحكم قال أرسل إلى مجاهد وعنده ابن أبي لبابة قال: إنما أرسلنا إليك أنا نريد أن نختم القرآن وكان يقال: إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن فلما فرغوا من ختم القرآن دعا بدعوات وكان كثير من السلف يستحب الختم يوم الاثنين وليلة الجمعة واختار بعضهم الختم وهو صائم وبعض عند الإفطار وبعض أول الليل وبعض أول النهار. قال عبد الرحمن بن الأسود قرأ القرآن فختمه نهارا له ذلك اليوم ومن ختمه غفر له تلك الليلة. وعن إبراهيم التيمي أنه قال كانوا يقولون إذا ختم الرجل القرآن صلت عليه الملائكة بقية يومه وبقية ليلته وكانوا يستحبون أن يختموا في قبل الليل وقبل النهار وبعض يتخير لذلك الأوقات الشريفة وأوقات الإجابة وأحوالها وأماكنها كل ذلك رجاء اجتماع أسباب الإجابة ولا شك أن وقت ختم القرآن وقت شريف وساعته ساعة مشهودة ولاسيما ختمة قرئت قراءة صحيحة مرضية كما أنزلها الله تعالى متصلة إلى حضرة الرسالة ومعدن الوحى فينبغي أن يعتنى بآداب الدعاء فإن له آدابا وشرائط وأركانا أتينا عليها مستوفاة في كتابنا الحصن الحصين نشير هنا إلى مالا يستغنى عنه.

منها: أن يقصد الله تبارك وتعالى بدعائه غير رياء ولا سمعة قال تعالى فادعوه مخلصين له الدين، وقال تعالى (فادعوا الله مخلصين له الدين).

ومنها: تقديم عمل صالح أو غيرها للحديث المجمع على صحة حديث الثلاثة الذين آووا إلى الغار فانطبقت عليهم الصخرة.

ومنها: تجنب الحرام أكلا وشربا ولبسا وكسبا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم.

ومنها: الوضوء لحديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعةت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه ويدعو. الحديث رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب.

ومنها: استقبال القبلة لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: استقبل النبي الكعبة فدعا على نفر من قريش شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة- الحديث متفق عليه، والأحاديث في ذلك كثيرة.

ومنها: رفع اليدين لحديث سليمان يرفعه (إن ربكم حيى كريم يستحيى من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم في صحيحهما وحديث ابن عباس أنه قال (المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما) الحديث رواه أبو داود والحاكم في صحيحه، ولحديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله (رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله: فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) رواه الحاكم، ولحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن رسول الله لما جمع أهل بيته ألقى عليهم كساءه ثم رفع يديه ثم قال (اللهم هؤلاء أهلي) الحديث. رواه الحاكم، والأحاديث في رفع النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم يديه في الدعاء كثيرة لا تكاد تحصى، قال الخطابي إن من الأدب أن تكون اليدان في حالة رفعهما مكشوفين غير مغطاتين (قلت) روينا عن أبي سليمان الداراني رحمة الله عليه قال: كنت ليلة باردة في المحراب فأقلقني البرد فخبأت إحدى يدي من البرد يعني في الدعاء قال وبقيت الأخرى ممدودة فغلبتني عيناي فإذا تلك اليد المكشوفة قد سورت من الجنة فهتف بي هاتف يا أبا سليمان قد وضعنا في هذه ما أصابها ولو كانت الأخرى مكشوفة لوضعنا فيها؛ قال فآليت على نفسي أن لا أدعو إلا ويداي خارجتان حرا كان أو بردا.

(ومنها) الجثو على الركب والمبالغة في الخضوع لله عز وجل والخشوع بين يديه ويحسن التأدب مع الله تعالى لحديث عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد رضي الله عنه أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه قحوط المطر قال: فقال اجثوا على الركب ثم قولوا يا رب يا رب قال ففعلوا فسقوا حتى عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن دعا قائما كما أورده ابن الجوزي في كتابه الوفا وغيره فلا يصح وسيأتي إسناده والكلام عليه آخرا والله أعلم.

وإذا نظر العاقل إلى دعاء الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وكيف خضوعهم وخشوعهم وتأدبهم عرف كيف يسأل ربه عز وجل؛ فمن دعاء آدم وحواء عليهما السلام: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ونوح عليه السلام (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين)، (أني مغلوب فانتصر) وموسى عليه السلام (تبت إليك وأنا أول المؤمنين)، (رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير) وزكريا عليه السلام (رب إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا) وأيوب عليه السلام (مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين) وإبراهيم عليه السلام لما قصد الدعاء (وإذا مرضت فهو يشفين) فأضاف الشفاء إلى الله تعالى دون المرض تأدبا. وفي صحيح مسلم أن النبي وكان يدعو في الصلاة "اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت وأهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك ولشر ليس إليك، أنا بك وإليك - تباركت وتعاليت، استغفرت وأتوب إليك) قال الخطابي رحمه الله: معنى والشر ليس إليك: الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله جل ذكره والمدح له بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها ولم يقع القصد به إلى إثبات شيء وإدخاله تحت قدرته ونفي ضده عنها فإن الخير والشر صادران عن خلقه وقدرته لا موجد لشيء من الخلق وغيره وقد يضاف معاظم الخلقية إليه عند الدعاء والثناء فيقال يا رب السموات والأرضين كما يقال يا رب الأنبياء والمرسلين ولا يحسن أن يقال يا رب القردة والخنازير ونحوها من سفل الحيوانات وحشرات الأرض وإن كانت إضافة جميع الحيوانات إليه من جهة الخلقة لها والقدرة شاملة لجميع أصنافها. وقال مسلم بن يسار: لو كنت بين يدي ملك تطلب حاجة لسرك أن تخشع له. رواه ابن أبي شيبة.

(ومنها) أن لا يتكلف السجع في الدعاء لما في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "وانظر إلى السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون إلى ذلك أي لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب؛ قال الغزالي رحمه الله: المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام لأن ذلك لا يلائم الضراعة والذلة وإلا ففي الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه سلم كلمات متوازنة غير متكلفة.

(ومنها) الثناء على الله تعالى أولا وآخرا أي قبل الدعاء وبعده كذلك الصلاة على النبي لم أخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام.

(ربنا إنك تعلم ما تخفي وما نعلن وما يخفي على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) الآيات. فقدم الثناء على الله ثم دعا، وعن يوسف عليه السلام (رب قد آتيني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة) فأثني ثم دعا (توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ولما أرشدنا الله تعالى في الفاتحة وثبت في الحديث القدسي "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي. ولعبدي ما سأل؛ إذا قال عبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثني على عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي - الحديث متفق عليه" وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه عنه عن النبي أنه كان يقول "اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد" الحديث. وفيه أيضا من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل في صفة حجه أن بدأ بالصفافرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله أكبر وقال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم دعا بين ذلك ثم أتى المروة ففعل مثل ذلك (وأخبرتنا) أم محمد بنت محمد بن علي البخاري إذنا، أنا جدي علي بن أحمد قراءة عليه وأنا حاضرة. أنا أبو سعيد بن الصفار أنا أبو القاسم بن طاهر أنا أحمد بن الحسين الحافظ. أنا على بن أحمد بن عبدان. أنا أحمد بن عبيد الصفار. ثنا محمد بن الفضل بن جابر. ثنا بشر معاذ. ثنا محمد بن دينار. ثنا أبا عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله : من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه. رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب شعب الإيمان وقال: أبان هذا هو ابن أبي عياش وهو ضعيف (قلت) روى له أو داود حديثا واحدا. وقال مالك بن دينار هو طاووس القراء والحديث له شواهد وسيأتي آخر الفصل في حديث بن الحسين رضي الله عنهما ما يشهد له. وقد روينا عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه سمع النبي رجلا يدعو في صلاته لم يمجد ولم يصل على النبي فقال رسول الله عجل هذا دعاه فقال له أو لغيره "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي ثم يدعوا بما شاء" رواه أبو داود والترمذي وقال صحيح ورواه النسائي وزاد فيه وسمع رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي فقال رسول الله "أدع تجب وسل تعطط وأخرج هذه الزيادة ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وحسنهما الترمذي. ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، وهذا تنزيل من رب العالمين ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وبعضهم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له - إلى آخره - أو بما في نحو ذلك من التنزيه وبعضهم (بالحمد لله رب العالمين) لقوله "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجزم" ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحة (ولا حرج) في ذلك فكل ما كان في معنى التنزيه فهو ثناء. وفي الطبراني الأوسط عن علي رضي الله عنه: كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد، وإسناده جيد. وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلي على النبي . وقال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).

فلذلك استحب أن يختم الدعاء بقوله تعالى (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على لمرسلين والحمد لله رب العالمين).

ومنها: تأمين الداعي والمستمع "لحديث فإذا أمن الإمام فأمنوا" متفق عليه ولحديث "أوجب إن أختم" فقال رجل بأي شيء يختم؟ فقال "بآمين" رواه أبو داود.

ومنها: أن يسأل اله حاجاته كلها لحديث يرفعه "ليسأل أحدكم ربه حاجاته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع" رواه ابن حبان في صحيحة والترمذي وقال غريب.

ومنها: أن يدعوا وهو متقين الإجابة: يحضر قلبه ويعظم رغتبه. لحديث أبي هريرة يرفعه "أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" رواه الترمذي والحاكم وقال مستقيم الإسناد. وعنه يرفعه أيضا "إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شيء" رواه مسلم وابن حبان في صحيحه وأبو عوانة.

ومنها: مسح وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء لحديث ابن عباس يرفعه "إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم ولا تسلوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم" رواه أبو داود والحاكم في صحيحه وعن السائب بن يزيد عن أبيه رضي الله عنهما أن النبي كان إذا دعا يرفع يديه يمسح وجهه بيديه. رواه أبو داود. وعن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا رفع بهما وجهه. رواه الحاكم في صحيحه والترمذي، وقال في بعض الأصول صحيح.

ورأيت بعض علمائنا وهو ابن عبد السلام في فتاواه أنكر مسح الوجه باليدين عقيب الدعاء؛ ولا شك عندي أنه لم يقف على شيء من هذه الأحاديث والله أعلم.

(ورأيت) أنا النبي في شدة نزلت بي وبالمسلمين في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة فقلت يا رسول الله أدع الله لي وللمسلمين فرفع يديه ودعا ثم مسح بهما وجهه .

ومنها: اختيار الأدعية المأثورة عن النبي وقد كان بعض أئمة القراءة يختارون أدعية يدعون بها عند الختم لا يجاوزونها واختيارنا أن لا يجوز ما ورد عنه فإنه أوتى جوامع الكلم ولم يدع حاجة إلى غير ولنا فيه أسوة؛ فقد روى أبو منصور المظفر ابن الحسين الأرجاني في كتابه فضائل القرآن وأبو بكر بن الضحاك في الشمائل كلاهما من طريق أبي ذر الهروى من رواية أبي سليمان داود بن قيس قال رسول الله يقول ختم القرآن "اللهم أرحمني بالقرآن وأجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة، اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وأرزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأجعله لي حجة يا رب العالمين" حديث معضل لأن داود بن قيس هذا هو الفراء الدباغ المدني من تابعي التابعين يروى عن نافع بن جبير بن مطعم وإبراهيم بن عبد الله بن حنين. روى عنه يحيى ابن سعيد القطان وعبد الله بن مسلمة القعنبي وكان ثقة صالحا عابدا من أقران مالك ابن أنس خرج له مسلم في صحيحه وهذا الحديث لا أعلم ورد ن النبي في ختم القرآن حديث غيره (نعم) أخبرني الثقات من شيوخنا مشافهة عن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي قال أنا عبد الرحمن بن علي الحافظ في كتابه. أنا ابن ناصر. أنا عبد القادر بن يوسف. أنا محمد الجوهري.

أنا عمر بن إبراهيم الكتاني. أنا محمد بن جعفر غندر. ثنا إبراهيم بن عبد الله بن يوب. ثنا الحارث بن شريح ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال كان رسول الله إذا ختم القرآن دعا قائما.

كذا رواه أبو الفرج ابن الجوزى في كتابه الوفا وهو حديث ضعيف، إذ في سنده الحارث بن شريح أبو عمر النقال بالنون. قال يحيى بن معين: ليس بشيء.

وتكلم فيه النسائي وغيره. وقال أبو الفتح الأزدى: إنما تكلموا فيه حسدا والحارث معدود من كبار أصحاب إمامنا الشافعي الفقهاء ويشهد لهذا الحديث ما أخبرتني به الشيخة الصالحة ست العرب ابنة محمد بن علي بن أحمد المقدسية مشافهة بمنزلها بسفح قاسيون. قالت أخبرنا جدي المذكور قراءة عليه حاضرة عن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار. أنا أبو لقاسم زاهر بن طاهر الشحامى أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ. أنا أبو نصر بن قتادة. أنا أبو الفضل بن خيمرويه الكرابيسي الدؤلى بها. ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا أحمد بن يونس. ثنا عمر وبن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال كان علي بن الحسين رضي الله عنهما يذكر عن النبي أنه كان إذا ختم القرآن حمدا لله بمحامد وهو قائم ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، والحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفرو بربهم يعدلون، لا إله إلا الله وكذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن دعا لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبيها أو مثلا أو مماثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت والحمد لله الذي الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له من الذل وكبره تكبيرا الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما - قرأها إلى قوله تعالى - إن يقولون إلا كذبا) الحمد لله الذي ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة، الآيات، والحمد لله فاطر السموات والأرض - الآيتين، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون، بل الله خير وأبقى، وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعملون، صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وأرحم عبادك المؤمنين من أهل السموات والأرضين وأختم لنا بخير وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم بسم الله الرحمن الرحيم. ثم إذا افتتح القرآن قال مثل هذا ولكن ليس أحد يطيق ما كان نبي الله يطيق كذا أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان وقال قبل ذلك وقد روى عن النبي صلى الله وسلم في دعاء الختم منقطع بإسناد ضعيف وقال وقد يتساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال ما لم يكن في رواية من يعرف بوضع الحديث والكذب في الرواية ثم ساق هذا الحديث بإسناده. وأبو جعفر المذكور في الإسناد هو الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام. وعلي بن الحسين هو الإمام زين العابدين فالحديث مرسل وفي إسناده جابر الجعفي وهو شبعي ضعفه أهل الحديث ووثقه شعبه وحده ويقوى ذلك ما قدمناه عن الإمام أحمد أنه أمر الفضل بن زياد أن يدعو عقيب الختم وهو قائم في صلاة التراويح وأنه فعل ذلك معه وقد كان بعض السلف يرى أن يدعو للختم وهو ساجد كما (أخبرتنا) الشيخة ست العرب بالإسناد المتقدم إلى الحافظ أبي بكر البيهقي قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ. أنا أبو بكر الجرجاني ثنا يحيى بن شاسويه ثنا عبد الكريم السكري. أنا علي الباساني قال كان عبد الله ابن المبارك رحمه الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود (قلت) وذلك كله حسن أيضا عن النبي أنه قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

وأما ما صح عنه من الأدعية الجامعية لخيري الدنيا والآخرة اللهم إني عبدك وابن أمتك ناصبتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزنى إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا (أحبر).

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة من كل شر (م).

اللهم أغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي (مص).

يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا تصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ولا يخشى الدواهي تعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الله وأشرق عليه النهار لا يوارى منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر ما في قعره ولا جبل ولا جبل ما في وعره اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه (طس).

اللهم أني أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومرادا غير مخزى ولا فاضح (ط).

اللهم أني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئاتي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين (مس ط).

اللهم أني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وباطنه وظاهره والدرجات العلى من الجنة آمين (مس ط).

اللهم أني أسألك خير ما آتي وخير ما أعمل وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم أني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور قلبي وتغر ذنبي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين (مس ط).

اللهم أني أسألك أن تبارك لي في سمعي وفي بصري وفي رزقي وفي روحي وفي قلبي وفي خلقي وفي أهلي وفي محياي وفي مماتي وفي عملي وتقبل حسناتي وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين (مس ط).

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (أمس).

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة (حب ط).

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به وبيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وأنصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا لا تسلط علينا من لا يرحمنا (ت مس).

اللهم أني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل والغنيمة والفوز بالجنة والنجاة من النار (مس ط).

اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين (طب).

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (خ م).

وعن جابر رفعه: لا تجعلوني كقداح الراكب فإن الراكب إذا أراد أن ينطلق علق معالقه وملأ قدحا فإن كانت له حاجة في أن يتوضأ توضأ أو أن يشرب شرب وإلا أهرقه فاجعلوني في أول الدعاء وفي وسطه وفي آخره.

قال الشيح أبو سليمان الداراني رحمة الله عليه: إذا سألت الله حاجة فأبدأ بالصلاة عن النبي ثم أدع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.

وقال ابن عطاء رحمة الله عليه: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات فإن وافق أركانه قوى وإن وافق أجنحته طار في السماء. وإن وافقته مواقيته فاز.

وإن وافق أسبابه نجح "فأركانه" حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب "وأجنحته" الصدق "ومواقيته" الأسحار "وأسبابه" الصلاة على النبي .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

قال المصنف رحمة الله عليه: وهذا آخر ما قدر الله جمعه وتأليفه من كتاب نشر القراآت العشر وابتدأت في تأليفه في أوائل شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة بمدينة برصه وفرغت منه في ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة وأجزت جميع المسلمين أن يرووه عني بشرطه والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين: الطيبين الطاهرين.