اودع في كل يوم حبيبا

اودع في كل يوم حبيبا

​اودع في كل يوم حبيبا​ المؤلف الشريف الرضي


اودع في كل يوم حبيبا
وَأُهدي إلى الأرْضِ شَخصاً غَرِيبَا
وارجع عنه جميل العزاء
أمْسَحُ عَنْ نَاظِرَيّ الغُرُوبَا
كَأنّيَ لَمْ أدْرِ أنّ السّبيـ
ـلَ سَبيلي، وَأنّي مُلاقٍ شَعُوبَا
وَأنّ وَرَائيَ سَوْقاً عَنِيفاً
وَأنّ أمَاميَ يَوْماً عَصِيبَا
ولا انني بعد طول البقاء
اصاب كما ان غيري اصيبا
اماني اوضع في غيها
لريح الغرور بها مستطيبا
تَذَكّرْ عَوَاقِبَ مُوبي النّبَاتِ
ولا تتبع العين مرعى خصيبا
قعدت بمدرجة النائبات
يُمِرّ الزّمَانُ عَليّ الخُطُوبَا
عَلى الهَمّ أُنْفِقُ شَرْخَ الشّبابِ
وَأُعْطي المَنَايَا حَبيباً حَبيبَا
تصاممت عن هتفات المنون
بغَيرِي وَلا بُدّ مِنْ أنْ أُجِيبَا
واعلم اني ملاقي التي
شَعَبْنَ قَبَائِلَنَا وَالشّعُوبَا
ألا إنّ قَوْمي لِوِرْدِ الحِمَامِ
مضوا امما واجابوا المهيبا
بِمَنْ أتَسَلّى وَأيْدي المَنُونِ
تُخَالِسُ فَرْعي قَضِيباً قَضِيبَا
نزعن قوادم ريش الجناح
وَأثْبتْنَ في كُلّ عُضْوٍ نُدُوبَا
نجُومٌ، إذا شَهِدُوا الأنْدِيَاتِ
رجوم اذا ما اقاموا الحروبا
إذا عَقَدُوا للعَطَاءِ الحُبَى
وان زعزعوا للطعان الكعوبا
عَرَاعِرُ لا يَنْطِقُونَ الخَنَا
ولا يحفظون الكلام المعيبا
يُرِمّ الفَتَى مِنْهُمُ جُهْدَهُ
فَإنْ قَالَ قالَ بَليغاً خَطِيبَا
جلابيب لا تضمر الفاحشات
وَأرْدِيَةٌ لا تَضُمّ العُيُوبَا
وبشر يهاب على حسنه
فتحسبه غضبا أو قطوبا
لَقَدْ أرْزَمَتْ إبِلي بَعْدَكُمْ
وَأبْدى لها كُلُّ مَرْعًى جُدُوبَا
نَزَعْتُ أزِمّتَهَا للمقَامِ
واعفيت منها الذرى والجنوبا
لمن اطلب المال من بعدكم
واحفى الحصان وانضى الجنيبا
حَوامي جِبَالٍ رَعَاها الحِمَامُ
فَسَوّى بِهِنّ الثّرَى وَالجُنُوبَا
وكم واضح منكم كالهلال
لِ هَالَتْ يَدايَ عَلَيْهِ الكَثِيبَا
وَنَازَعَني المَوْتُ مِنْ شَخْصِهِ
سنانا طريراً وعضباً مهيبا
وَحِلْماً رَزِيناً وَأنْفاً حَمِيّاً
وعزما جريا ورايا مصيبا
صوارم اغمدتها في الصعيد
وفللت منها الظبا والغروبا
أقُولُ لرَكْبٍ خِفَافِ المَزَادِ
وقد بدلوا بالوضاء الشحوبا
الموا باجواز تلك القبور
فَعرّوا الجِيَادَ وَجُزّوا السّبيبَا
قِفُوا فامْطِرُوا كلّ عَينٍ دَماً
بها واملؤا كل قلب وجيبا
ولا تعقروا غير حب القلوب
بِ، إذا عَقَرَ النّاسُ بُزْلاً وَنيبَا
وَإنّي عَلى أنْ رَمَاني الزّمَانُ
واعقب بالقلب جرحا رغيبا
لَتَعجُمُ منّي ضُرُوسُ الخُطُو
بِ قَلْباً جَليداً وَعُوداً صَلِيبا
وابقى العواجم من صعدتي
عَشَوْزَنَةً تَسْتَقِلّ النّيُوبَا
أخِلاّءِ! لا زَالَ جَمُّ البُرُوقِ
أجشُّ الرّعُودِ يُطيعُ الجَنُوبَا
إذا مَا مَطايَاهُ جُبْنَ الفَلا
انمنا عليها الوجا واللغوبا
يشق الزاد على تربكم
ويمري على كل قبر ذنوبا
وَأسْألُ أيْنَ مَصَابُ الغَمَامِ
شُرُوقاً، إذا مَا غدا، أوْ غُرُوبَا
أضِنّ عَلى القَطْرِ أنْ يَسْتَهِلّ
على غير اجداثكم أو يصوبا
غُلِبْتُ عَلَيْكُمْ فَيَا صَفْقَةً
غُبِنْتُ بِهَا العَيشَ غُصْناً رَطِيبَا
فَلَوْلا الحَيَاءُ لَعَطّ القُلُوبَ
عليكم عصائب عطوا الجيوبا
وَلَمْ يَكُ قَدْرُ الرّزَايَا بِكُمْ
جنانا مروعا ودمعا سكوبا
وَإنّ ضَرايحكُمْ في الصّعِيدِ
لتكسو الخبيث من الارض طيبا
وهبنا لفيض الدموع الخدود
عَلَيكُمْ، وَحَرَّ الغرامِ القُلُوبَا
لقد شغلتني المراثي لكم
بوجدي عن ان اقول النسيبا
وَكُنْتُ أعُدّ ذُنُوبَ الزّمَانِ
فَبَعْدَكُمُ لا أعُدّ الذُّنُوبَا
أرَابَ الرّدَى فيكُمُ جَاهِداً
وَزَادَ، فَجازَ مَدَى أنْ يُرِيبَا
أَ أنشد من قد اضل الحمام
عناء لعمرك اعيا الطبيبا