بأبي الغصون المايسات عواطفا

بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً

​بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً​ المؤلف محيي الدين بن عربي


بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
العاطِفَاتِ على الخُدُودِ سوالِفا
المرسلاتِ منَ الشُّعورِ غدائرَا
الليناتِ معاقداً ومعاطفاً
السَّاحباتِ منَ الدَّلالِ ذلاذلا
اللابساتِ منَ الجمالِ مطارفا
الباخِلاَتِ بُحُسْنِهِنّ صِيَانَةً،
الوَاهِبَاتِ مَتالِداً ومطارِفَا
المونقاتِ مضاحكاً ومباسماً،
الطَّيباتِ مُقبلاً ومراشفا
النَّاعماتِ مجرَّداً والكاعبات،
مُنَهَّداً، والمُهدِياتِ ظرَائِفا
الخالِبَاتِ بكُلّ سِحْرٍ مُعجِبٍ
عندَ الحديثِ مسامعاً ولطائفا
الساتراتِ منَ الحياءِ محاسناً،
تسبى بها القلبَ التَّقيَّ الخائفا
المُبدِياتِ منَ الثّغُورِ لآلِياً
تَشفي بِرِيقتِها ضَعِيفاً تَالفا
الرَّامياتِ منَ العيونِ رواشقاً
قلباً خبيراً بالحُرُوبِ مُثَاقِفَا
المطلعاتِ منَ الجيوبِ أهلَّةً
لا يلفينَّ معَ التَّمامِ كواسفا
المُنشِيَاتِ منَ الدّموعِ سَحَائِباً،
المسمعاتِ منَ الزَّفيرِ قواصفا
ياصاحبيَّ! بمهجتي خمصانةُ
أهدتْ إليَّ أياديا وعوارفا
نُظمَتْ نِظَامَ الشملِ، فهي نظامُنا،
عربيةً عجماءَ تلهي العارفا
مهما رنتْ سلَّتْ عليكَ صوارماً،
ويُرِيكَ مَبْسِمُها بَريقاً خاطِفا
يا صاحبيَّ! قفا بأكنافِ الحمى
من حاجزِ، يا صاحبيَّ، قفا قفا
حتّى أُسائِلَ أينَ سارَتْ عِيسُهُمْ،
فقدْ اقتحمتْ معاطباً ومتالفا
ومعالماً ومجاهلاً بشملةٍ،
تشكو الوجى، وسباسبا وتنايفا
مَطْوِيّةِ الأقْرَابِ أذهَبَ سَيْرُهَا
بحَثِيثِهِ مِنْها قُوًى وسَدايِفا
حتى وقَفْتُ بها برَمْلَةِ حاجرٍ،
فرأيتُ نوقاً بالأثيلِ خوالفا
يقتادها قمرٌ عليهِ مهابةٌ
فطويتُ من حَذَرٍ عليهِ شَرَاسِفا
قَمَرٌ تَعرّضَ في الطّوافِ، فلم أكن
بِسِوَاهُ عندَ طَوافهِ بي طَائِفا
يمحو بفضلِ بردهِ آثارهُ
فتحارُ لو كنتَ الدّليلَ القَائِفا