بأبي وأمي من مددت لها يدي
(حولت الصفحة من بأبي وأمّي من مددت لها يدي)
بأبي وأمّي من مددت لها يدي
بأبي وأمّي من مددت لها يدي
بعد العِشاءِ مصافحاً في الأحمدي
غيداءُ عرّج بي عليها أغيدٌ
في دارها أنعم بذاك الأغيدِ
لبّيت داعيها وصافحَ قلبها
قبل اللقا قلبي وقبل تقيّدي
ذُقت الهوى وكأنني ماذقته
حتّى دخلتُ ولامَست يدَها يدي
الّفت بيّن جماله وجمالها
في ليلةٍ أدمت قلوبَ الحسَّدِ
قد كان لي رأيٌ فلما زرتها
أيقن ان الحُسن حسن الخرّد
أكذا الهوى ومذاقه في فجره
ما كان أحلى الحب عند المولدِ
الآن طب ياقلبُ وارقص في السما
فلقد سقتك وجنّحتك وعربدِ
والآن ياروحي الحبيسةُ رفرفي
واستلهميها في السماءِ، واوردي
والآن يانفسُ اطمئني واشهدي
أن لا حبيب سوى " فتوحَ " وأشهدي
إني أعود بحسنها وبقلبها
وبروحها من كل واشٍ مفسدِ
وألوذ من كبد الحسود بجفنها
وبقدها من شر كل مفند
شرقيةٌ تسبيك لاغريبةٌ
بجمالها الموهوب فاعشق وافتدِ
ملكت عليّ مشاعري بحديثها
وبلطفها وذكائها المتوقّدِ
دُنيا من الأشذاء والأضواء في
فستانها الزاهي الرقيقِ الأسودِ
أين الغزالةُ في الضحى من دلّها
وبهائها فاخشع وكبّر واسجدي؟!!
أين الزهورُ اذا الزهورُ تفتّحت
عن لؤلؤٍ في طيبها وزُمرّدِ؟؟
أين القطا والبانُ ان هي أقبلت
بتمايُلٍ أو أدبرت بتأوُّدِ؟!!
بمهفهف وبأتلع وبناعس
وبأشقرٍ ومقرمزٍ ومورد
أين الأسنةُ والظُّبى من جفنها
ذرها تصولُ علىالقلوبِ وتعتدي
وتثيرُ في أغوارها ميتَ الهوى
لتعيشَ في نور الإله وتهتدي
ماقيمة الأرواح ان لم ترتشف
خمرَ الغرامِ، وتحترق في المعبدِ
فهنا السموّ هنا النعيم هنا المنى
وهنا السعادةُ والخلودُ السرمدي
حسناء إن أشكو الزمان فإنه
حربٌ على الحر الأبيّ الأمجد
قد أوصد الأبواب في وجهي فكم
من مأربٍ لي لم أنله ومقصد
والنحس منذ طفولتي خدني فيا
لشقاء موتور الفؤاد المبعد
حوراءُ يادنيا العرائسِ والرؤى
أنا في الكويتِ أخو الشقاءِ فأسعِدي
الله في ابن الارض يابنت السما
قد تاه في القَفرِ المخيفِ فارشدي
قضّى ربيع العمرِ فيه معذَّباً
يشكو أذى الدنيا وجورَ الأعبُدِ
يستعرضُ الأحلام وهي عوابسٌ
طَوراً ويهتف بالطُيوفِ الشرُّدِ
وبه كبا عند السباقِ جوادُه
يالتعاسةِ والعذابِ المُقعِدِ
ماراع مثل الشمسِ تكسفُ في الضُحى
والوردُ يسقط وهو فوّاحٌ ندي
فصليهِ يادنيا الأماني واصدعي
قي قلبه شمل الشجونِ وبددي
وبحقّ "مريم"كفكفي عبراتهِ
وبحقّ " عيسى " علليه وزوّدي
قالت وقد مسحت دموعي لاتنُح
ومعي اغتبق ياعندليبُ وغرّدِ
قد قيل لي بالأمسِ انك شاعرٌ
فاشرب على نخبي فلم أترددِ
ماكان أرخم صوتها وأرقّه
حين انتشت وشدت وقالت: أنشدِ
فشربت ثانيةً وثالثةً الى
سبعٍ، وقالت خذْ وزد وبيَ اقتدي
أنشدتها والكأس في كفي ولي
قلبٌ يحوم على مراشفها صدي
فترنّحت طرباً وكم من كاعبٍ
طارت بالحاني وكم من أمردِ
فإذا بثالثنا يفيقُ منبّها
ومحيّياً بصبوحه صُبحَ الغد
فتَنهّدت لتنهّدي وأثار في
أعماقها ما قد أثار تنهّدي
وهناك قُمنا للوداع ويالها
من ليلةٍ فيها صفى لي موردي
مرّت مرور الريحِ واشوقي لها
من مُسعفي؟ إن لم تعد من منجدي
فلحسن حظّي أنني لم أنصرف
حتى ظفرتُ بقُبلةٍ وبموعدِ
ياصاحبي قد كان ماشاءَ الهوى
فإلى الكنيسةِ سر بنا لا المسجدِ
إن قيلَ جنّ فإنّ عذري واضح
أو قيل تاه ففي يديها مقودي
أو قيل ضلّ فلست قبل زيارتي
وتدلّهي.. بالزاهدِ المُتعبّد
يامعشر المُتعصّبين رويدكم
أمن الرّغام قلوبُكم والجلمدِ
بالله هل تُطوى السماءُ إذا هفا؟
وصبا لمشركةِ فؤادُ موحِّدِ؟
فاليوم قادت من تُحبُّ لدينها
وغداً يعودُ بها لدينِ مُحمّد