بأي فؤاد أبتغي بعدك السلوى

بأيّ فؤَادٍ أَبتغي بعدك السلوَى

​بأيّ فؤَادٍ أَبتغي بعدك السلوَى​ المؤلف وردة اليازجي


بأيّ فؤَادٍ أَبتغي بعدك السلوَى
وأنت فؤَادي في التراب له مأوَى
وكف اصطباري عنك والصدر جائشٌ
بعاصف حزنٍ في الحشا أبداً يقوَى
أيا راحلاً عني أَلِفتُ لفقدهِ
كدورةَ عيشٍ لا أَرُومُ لهُ صفوا
لقد صرتُ أَهوَى الموت بعدك والذي
براك فعيشي صرتُ أحسبهُ لَغوا
وما باختياري العيش واللهُ شاهدٌ
ولكنما لا يُدرِك المرءُ ما يهوى
على أَنَّ عيشي ليس الاَّ مرارةً
وحزناً بذاكي جمرهِ كَبِدي تُكوَى
الحَّ عليَّ الحزن من كل جانبٍ
فشنَّ على صبرا الحشا غارةً شَعوا
فلو أَنَّ مابي بالجبال لأَوشكت
تميد لِما تلقاهُ من مَضَض البلوَى
ولو أنَّ رَضوَى ذاق بعض مصائبي
لدُكَّ ولم يقوى على حملها رَضوَى
أَرى نار قلبي كل يومٍ وليلةٍ
تزيد لهيباً كلما زدتُ في الشكوى
لفقد أميني بل حبيبي ومهجتي
وريحان روحي من غدوت بهِ نَشوَى
لقد كان في عينيَّ أبهى من الدُمَى
وأَعذَبَ في قلبي من المَنِّ والسَلوَى
أديبٌ جميل الخلق والخُلق طاهر ال
شمائل صافٍ قلبهُ طيّب النَجوَى
كصدر القنا كالنصل كالغصن في النقا
كزهر الرُبَى كالبدر كالرَشَإِ الأَحوَى
احنُّ لمرأَى تُربهِ كلَّ ساعةٍ
وأهفو لمثواهُ وما تحتهُ يُحوَى
أَيا قبرَهُ هذا العزيز فلا تَدَع
هَوام البِلَى تَهويِ عليهِ كما تَهوَى
وحافِظ علىتلك العظام فإنها
لَكَنزٌ ثمينٌ ليت قلبي لها مَثوَى
أَلا يا حمام الدَوح نُوحي ورَجِّعي
وزِيدي فؤَادي فوق أحزانهِ شجوا
ويا أَيُّها الأغصان ميلي تأَسُّفاً
على غصن بانٍ باتَ تحتَ الثَرَى يُطوَى
ويا سُحب الآفاق جُودِي وساعدي
مدامع أجفاني عسى كَبِدي تَروى
ويا فلذةَ القلب الجريح الذي مَضَى
بهِ خاطفُ الأَقدار يستعجل الخَطوا
برغم فؤَادي إن أخطَّ لك الرثا
واندب ذاك الوجه والمبسم الحُلوا
يفتتُ قلبي كل شطرٍ اخطُّهُ
فإن يمحهُ دمعي السخين فلا غَروا
لقد كنت أبكي منف راقك ليلةً
فكيف على هذا الفراق تُرَى أَقوَى
سأبكيك حتى نلتقي وأبيت في
ترابك إذ تُمسِي إلى كَبِدى تُضوَى
واجرِي دمآءَ القلب لا دمع مقلةٍ
عليكَ وإن كان البكآءُ بلا جَدوى
سلامٌ على وجه الأمين مكرَّراً
وأَلفُ سلامٍ من صميم الحشا يُروَى
على ذلك الوجه الوسيم الذي عدا
عليهِ البِلَى يمحو محاسنَهُ مَحوا
وجادت على ذاك الضريح سحائبٌ
من العرش تسقيهِ المراحم والعفوا