باكر صبوحك فهو خير عتاد
باكِرْ صَبوحكَ فهْوَ خيرُ عَتادِ
باكِرْ صَبوحكَ، فهْوَ خيرُ عَتادِ،
واخْلَعْ قِيادَكَ، قد خلعتُ قِيادي
لا تنْسَ لي يوْمَ العَرُوبةِ وقعَةً
تُودي بصاحِبِها بغيرِ فَســــــادِ
يوْماً شَرِبْتُ، وأنْتَ في قُطرَبّلٍ
خمراً، تفوقُ إرادةَ الْمُرْتادِ
لَمّا وردْنَاها نُلِمّ بشيْخِهَا
عِلْجٌ، يحدّثُ عن مصانعِ عادِ
قلنا: السلامُ عليك! قال: عليكُمُ
منّي سلامُ تحيّةٍ، وودادِ
ما رُمتُمُ؟ قلنا: الْمُدامَ! فقال: قد
وفّقْتُمُ، يا إخْوَتي، لرَشَادِ
عندي مُدامٌ قد تقادَمَ عهْدُها،
عُصِرَتْ، ولم يشعرْ بها أجـدادي
فأكيلُ؟ قلنا: بعدَ خبْرٍ، إننا
لا نَشْتري سمكاً ببطن الوادي
جئنا بها! فأتى بكأسٍ أشرقَتْ
منها الدّجَى، وأضاءَ كلّ ســـود
فأدارَها عدَداً ثلاثاً، فانْثَنَتْ
منذا النّفوسُ، وليس منها صــــادِ
حتى إذا أخذتْ بوجنَةِ صاحبي
وفؤادِهِ، وبوَجْنَتي وفؤادي
لم يَرْضَ إبْلِيسُ الظّريفُ فعالَنَا
حتى أعَانَ فَسادَنا بِفَسادِ!