بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا

بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا

​بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا​ المؤلف ابن شهاب


بالسفح من أيمن الوادي الخبا ضربا
فعج به كي ترى من ريمه العجبا
بيض أوانس في أكنافه سكنت
حببن للنَّاسكين اللهو واللعبا
بدور تم إذا أَسفرن في ملاءٍ
غصون بان إذا ما هب ريح صبا
بح بالغرام فما في حبّهن أرى
كتم الهوى ودع الواشين والرقبا
بالله سر بي إلى ساحاتهن لكي
نقبل الترب أدَّاءَ لما وجبا
بادر لنسمع في النادي الحديث وكن
من غيره آيساً والزم هنا الأدبا
باللفظ واللحظ يسلبن العقول ولم
يبلغ لديهن مسلوب النهى إربا
باد عليهن عنوان العفاف فلم
يقبلن لا فضة منّا ولا ذهبا
بهن والله حالفت السهاد وفارقت
البلاد وذقت الحرّ والحربا
بارحت داري عن طوع على طمع
أني أعانق في وادي النقا القضبا
بلى ظفرت بأحلى من معانقتي
ذوقاً وأفضل مما كنت مرتقبا
برؤية الملك الميمون طالعه
عزيز مصر الخديوي الأبي أبا
به زهت مصر وازدانت به وغدت
رأساً وأصبحت الدنيا لها ذنبا
بساطه لذوي الآمال متّسع
يلقى القطين به ما شاء والغربا
بحرٌ ولكنه عذب ونائله
سهل فلم يلق باغي درّه تعبا
به العصور تباهت زينة فقضى
لعصره من درى التاريخ واكتتبا
بروج فخر بناها في شبيبته
ولم تزل تعل حتى سامت الشهبا
بيعت بأسواقها العليا فكان لها الشاري
وشدّد في إحرازها الطلبا
بذكره سارت الركبان وانتدبت
لمدحه شعراء العصر والخطبا
بعد المدى ليس يثني نجب همته
إذا سرت للمعالي تقطع الهضبا
بالسيف والذابل الخطي مدّ على
متن السماك وهام المرزم الطنبا
بأس شديد به الملك استقام له
وصار كلّ ملوك الأرض كالنقبا
بادت به فرق الأعدا فليس ترى
إلاَّ ظباه لآجال العدى سببا
بما تعوّد من بأسٍ يباشرهم
في الحرب إلاَّ الأولى يدعونه رهبا
به به تضرب الأمثال إن برزت
راياته واصطفى من جيشه العربا
بعصبة من ذويه الغر إن ركبوا
يوم الكريهة جالت خيلهم طربا
بيض الوجوه وليل النقع معتكر
وكأنهم في ظهور الخيل نبت رُبى
بمن إذا هاجت الهيجاء أشبههم
من رام بالغير تشبيهاً لهم كذبا
بظلّه الوارف الممدود لا برحوا
مظفّرين ومن أنجاله النجبَا