بانت سليمى وأمسى حبلها انقضبا

بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا

​بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا​ المؤلف دعبل الخزاعي


بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا
وَزَوَّدُوكِ، وَلَم يَرْثُوا لَكَ الْوَصَبَا
قالتْ سلامةُ : أين المالُ؟ قلتُ لها:
المال ـ ويحك ـ لاقى الحمدَ فاصطحبا
الحمدُ فرق مالي في الحقوقِ، فما
أبقين ذماً، ولا أبقينَ لي نشبا
قالتْ سلامةُ : دعْ هذي اللبون لنا،
لِصِبْيَةٍ، مِثْلِ أَفْرَاخِ الْقطا، زُغُبا
قُلْتُ: احْبسِيَها، فَفِيهَا مُتعةٌ لَهُمُ
إنْ لَمْ يُنِخْ طارِقٌ يَبْغي القِرى سَغِبا
لمَّا احتبى الضيفُ واعتلتْ حلوبتها
بَكَى الْعِيالُ، وَغَنَّتْ قِدْرُنَا طَرَبا
هذي سبيلي، وهذا ـ فاعلمي ـ خلقي،
فارضي به، أو فكوني بعض من غضبا
مَا لاَ يَفٌوتُ، وَمَا قَدْ فَاتَ مَطْلَبُهُ
فَلَنْ يَفُوتَني الرِّزْقٌ الَّذِي كُتِبا
أسعى لأطلبَه والرِّزقُ يطلبني
والرِّزْقُ أَكْثَرُ لِي مِنِّي لَهُ طَلَبا
هل أنتَ واجدُ شيءٍ لو عنيتَ به
كالأجرِ والحمد مُرتاداً ومكتسبَا؟
قومٌ جوادهمُ فردٌ، وفارسهمْ
فردٌ، وشاعرهم فردٌ، إذا نسِبا