بدا من أبي الفضل الهوى المتقادم
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
وكاُّ محبٍّ داؤه متفاقمُ
بكَى الأشقَرُ الشِّهْرِيُّ لمّا بَدَتْ لَهُ
سَرائرُ تُبديها الهُمومُ اللّوَازِمُ
ولمّا رآني طال بالباب موقفي
أُسائِلُ عن شَجوي: متى هوَ قادمُ؟
وكنتُ إذا ما جئتُ مسّح عرفهُ
وَصَائفُ أمثالُ الظّبَاء نَوَاعِمُ
تَنَفّسَ تحتي واستَهَلّتْ دُمُوعُهُ
وحمْحَم لو تُغني هُناكَ حَمَاحِمُ
فوَا كَبِدي من فَوْزَ تَبكي صَبابَةً
وتشكو إلى أترابها ما نكاتمُ
تَزَوّدتُ منها بعضَ ما فيهِ رِيحُها
وزَوّدتُها والقَلبُ حَرّانُ هائِمُ
فَلي عِندَهابُرْدٌ تُسكِّنُ قَلبَها
بهِ ولَها عندي حِقابٌ وخَاتَمُ
من القاصراتِ الطّرفِ أمّا وشاحها
فيبكي وأمّا الحجلُ منها فصائمُ
إذا ما استَقَلّتْ للقِيامِ تَكَفّأتْ
وأسْعَدَها حتى تَقُومَ الخَوادِمُ
ووالله ما شَبّهتُ بالوَرْدِ عَهْدَها
إذا ما انقضى فيما تقولُ الأعاجمُ
ولكنّي شبهنه الآس دائماً
وليس يدومُ الورد، ولاآسُ دائمُ
بِها مِثلُ ما بي أوْ أشَدُّ وإنّمَا
يُلائِمُ ودّي شَكلُها المُتَلائمُ
وإنّي لذو عينين: عينٍ شجيّةٍ
وعنيْ تراها دمعها الّهرّ ساجِمُ
أُعَذِّبُ عَيني بالبُكاء كأنّني
عدوٌّ لعيني جاهداً لا أسالمُ
فطُوبى لمَن أغفَى منَ اللّيلِ ساعةً
وذاق اغتماضاً إنّ ذاكَ لناعمُ
عَجبتُ لطَرْفي خاصَمَ القلبَ في الهَوى
وذو العرش بين القلب والطّرف حاكمُ
إذا اختَصَما كانَ الرّسُولَ إلَيهِما
لسانٌ عن الجسم النّحيفِ مراجمُ
ولَوْ نطقَتْ شكوى الهَوى كلُّ شعَرةٍ
على جسدي ممّا تجنُّ الحيازمُ
لطلّت تشكى البثَّ لم تخط كنههُ
فقد ملأتْ صَدري البَلايا العَظائِمُ
يبيتُ ضجيعي في المنام خيالها
ومن دونها غبرُالصُّوى والمخارمُ
تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ
وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
إذا كان في الأحلام مايشتهي الفتى
فواللهِ ما الأحلام إلاّ غنائمُ
إذا استَقبَلَتني الرّيحُ من نحوِ أرْضِها
تَنَشّقتُها حتى تَرِقّ الخَياشِمُ
فإنّكِ لوْ جرّبتِ تَسهيدَ لَيْلَةٍ
لقلت: ألا طوبى لمن هو نائمُ
ولوْلاكِ لم آتِ الحِجازَ وأهْلَها
وَلم تَزْوِ عَنِّي بالعِراقِ الكَرائِمُ
يَطولُ علينا عَدُّ ما كانَ منكُمُ
لَعَمرُ أبي إنّي بذاكَ لَعالِمُ
تحمّل عظيم الذنب ممن تحبّه
وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالمُ
فإنّكَ إلاّ تَغفِرِ الذّنبَ في الهَوَى
يفارقكَ من تهوى وأنفكَ راغِمُ