بدت لوداع والتجمل سترها
بدت لوداعٍ والتجمل سترها
بدت لوداعٍ والتجمُّل سترُها
فزال لإشفاق التفرُّق هجرُها
فتاةٌ كأن الصبح يجلوه وجهُها
لنا وكأن الليل يدجيه شَعرُها
فلو أبصَرَتها أُمَّةٌ ثَنَويَّةٌ
لكان إله القوم ما ضمَّ خِدرُها
نفى حُسنُها عنها العتابَ لأنها
إذا ما أساءت كان في الحُسن عُذرُها
لقد زال طيبُ العيش عنّي لفقدها
كما زال عنها للتفجُّع كِبرُها
ولمّا تسارقنا الوداعَ تخالُساً
لعَيني رقيبٍ يغلب الليلَ خزرُها
جرى ماءُ جفنَيها على نار خدِّها
فصار لظاها في فؤادي وجمرُها
لقد قلَّ صبري بعدها وتجلُّدي
فيا ليت شعري بعدنا كيف صبرُها
فأصبحتُ حيرانَ الفؤاد لفُرقَةٍ
أُقاسي هَناةً ليس يجمل ذكرُها
وما افتقرت نفسي إذا كان إنما
يلوذ بإخوان التَّديُّنِ فقرُها
فكلُّ مُحبّي آل أحمد أنجمٌ
وآلُ أبيك السادةُ الغُرُّ زُهرُها
إذا اختلفت بالأكرمين مجالسٌ
فإنك في كلِّ المجالس صدرُها
وإن كنتَ في شرخ الشباب هلالها
فإنك في مستكمل القَدرِ بدرُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً
وطيباً ولكن في الصَّبابة سُكرُها
وليس قبيحاً سكرة اللهو بالفتى
ولا سيَّما والظَّرف والشَّكل خمرُها
وكان وصيُّ المصطفى خيرةِ الورى
له مزحات ينثر الأُنسَ نَشرُها
تَلَقّى العَوافي بالأيادي فإنها
مآثرُ لا يعفو على الدهر أثرُها
وتزكو الأيادي عند ذي الشكر مثل ما
تَضاعف في الأرض الزكيَّة بذرُها
مشاكلة الآداب والشكل فيهما
وسائل لا يُخشى من الحرِّ خَفرُها
فدُونَكها بِكر المعاني زففتُها
عروساً ومن خير العرائس بكرُها
إذا نحن قلنا طال عمرُك أيقنت
بذاك المعالي أنَّ عمرك عمرُها