بربك أيها البرق اليمانى
بربّك أيّها البرقُ اليمانى
بربّك أيّها البرقُ اليمانى
تكشّفْ لى بلمعك عن أبانِ
فَقِدْماً ما جَلَوْتَ عليَّ وَهْناً
شَماماً في صبيغةِ أُرْجُوانِ
وكدْتَ وماشعرتَ بذاك منِّي
تَدُلُّ الطّالبين على مكاني
أرقتُ لضوءِ نارٍ منك تبدو
وتخبو في السّماءِ بلا دُخانِ
كما لَوَّحْتَ في ظلماءِ ليلٍ
إلى الأبطال في العَضْبِ اليماني
أراكَ إذا لمعتَ، وعن قليلٍ
تغيب فلا أراك ولا ترانى
وأرقُبُ منك خدَّاعاً لحِسِّي
مروقاً بالتّقلبِ عن عيانى
كأنَّك لاتُقِرُّ على طريقٍ
أخذتَ سناك من عهد الغوانى
وتخفق فى نواحى الأفقِ حتّى
كأنّك فى الوغى قلبُ الجبانِ
تخبُّ إلىَّ من بلدٍ بعيدٍ
منيعٍ لا تعلّقه الأمانى
وتذكرنى وبالك غيرُ بالى
ضلالاً ما تقدّم من زمانى
وعيشاً كنتُ أجري فيه دهراً
إلى اللّذّاتِ مستلبَ العنانِ
إذا خطرتْ ملاحتهُ بقلبى
جَرى شوقاً إلى رؤياه شاني
إذ البيضُ الحسانُ إلىَّ ميلٌ
وإذْ وصلُ الغوانى فى زمانى
وإذْ أمسى وأصبحُ كلَّ يومٍ
على عُقَبِ الحوادثِ في أمانِ
زمانٌ كان لى فيه صحابٌ
كرامٌ من بني عبدِ المُدانِ
منَ النَّفَرِ الّذين أبَوْا إبائي
وقادوا في أزِمَّتِهمْ جِراني
ولفّوا شملهمْ بالشّملِ منّى
وكنت مدا الزّمان بغر ثانِ
ولولا أنّهمْ "حلفُ" الأعادى
وقونى من عداتى "ما عدانى "
يمسّهمُ الأذى قبلى ويعنى
جميعهمُ لعمرك ما عنانى
وتَلْقاهمْ يؤودُهُمُ احتياجي
ولايكفيهمُ لي ماكفاني
مَضَوْا لسبيلهمْ وبقيتُ فَرْداً
أَعضُّ على فراقهمُ بَناني