برهمي في بناريس علم

برهمي في بناريس علم

​برهمي في بناريس علم​ المؤلف محمد إقبال


برهمي في بناريس علم
غائص في فكر كون وعدم
برجال الله يحفى فعله
ومن الحكمة واف كفله
عقله فوق الثريا قد علا
ذهنه ماض يحل المشكلا
فكره العنقاء إما حلقا
شعلة منها السماك احترقا
كأسه دهرا خلت من خمرة
قد حماه الراح ساقي الحكمة
في رياض العلم ألمي شبكا
طائر المعنى به ما أدركا
فكره أدمى ولكن لم تزل
عقد الأكوان فيه دون حل
أعربت عن يأسه آهاته
وحكت حيرته نظراته
سار يوما نحو شيخ كامل
رب صدر بفؤاد آهل
لقي الشيخ بنفس راجيه
تحسن الصمت وأذن واعيه
فأهاب الشيخ يا خذن السما
اهبطن الأرض وارع الذمما
ضقت في الأرض مجالا فعلا
فكرك المقدام في أوج العلى
طاوى الأفلاك في الأرض قم
لا تطير تطلب سر الأنجم
لا أقول اهجر غدا أصنامكا
كافر أنت فخذ زناركا
يا أمينا لتراث الأولين
لا تدع نهج الجدود الأقدمين
باجتماع الشمل تحيا الأمة
وكذاك الكفر فيه وحدة
لم يكمل فيك حتى كفر كا
ليس أهلا لفؤاد صدر كا
إن إبراهيم فينا هجرا
وبعدتم أنتم عن آزرا
قيسنا ما هام خلف المحمل
في جنون العشق لما يكمل
إن شمع الذات فينا لانطفاء
كيف يجدينا طواف في السماء
جاش نهر الجنج يوما جائلا
في سفوح من همالا قائلا
حاملا من برد أوقاره
عاقدا من أبهر زناره
صاغك الحق نجيا للسماء
وحمى رجلك سيرا في العراء
قيدك رجلك عن سير فما
هيبة فيك ورأس قد سما
إنما العيش مسير وصلا
وحياة الموج في أن يجفلا
غضب الطود لقول النهر
فرمت أنفاسه بالشرر
قال يا مرآة وجهي ويلكا
كم حوى صدري بخارا مثلكا
إن هذا السير فيه الحين لك
من يزل عن نفسه يوما هلك
بمقام لك هلا تأبه
أفخار بالردى يا أبله
يا وليد الفلك المرضع
صرت دون الساحل المتضع
قد وهبت النفس بحرا غاصبا
قد أبحت الروح لصا سالبا
كن كورد في رباه عاكف
لا ترم للريح كف القاطف
إنما العيش نماء في المكان
وبروض الذات قطف الأقحوان
في دهور لم تزحزح أرجلي
أتراني زائلا عن منزلي
وإلى الأفلاك قدى يصعد
فعلى سفحي الثريا ترقد
أنت تفنى في خضم خضرم
وقلالى مسجد للأنجم
وبعيني لاح سر الفلك
وبسمعي طيران الملك
وبنار الجد طول الدهر
قد حوى صدري صنوف الجوهر
صخر قلبي وناري في الصخر
ليس للماء إلى ناري ممر
قطرة إن كنت فاحفظ نفسكا
جاهد الأمواج واجنب يأسكا
وابتغ النور وكن درا يضئ
ثم كن قرطا على وجه وضئ
أو فزد واعل سحابا ممطرا
يشعل البرق ويهمى أبحرا
يبسط البحر لجدواك يدا
شاكيا من فاقة يرجو الندى