07
09


يجب أن نتصور كل الأسلحة التي قد يوجهها أعداؤنا ضدنا. وسوف نلجأ إلى أعظم التعبيرات تعقيداً واشكالاً في معظم القانون ـ لكي نخلص أنفسنا ـ إذا أكرهنا على اصدار أحكام قد تكون طائشة أو ظالمة. لانه سيكون هاماً أن نعبر عن هذه الأحكام بأسلوب محكم، حتى تبدو للعامة انها من أعلى نمط اخلاقي، وأنها عادلة وطبيعية حقاً. ويجب أن تكون حكومتنا محوطة بكل قوى المدنية التي ستعمل خلالها. انها ستدافع عن نفسها بواسطة الناشرين والمحامين والأطباء ورجال الإدارة الدبلوماسيين، ثم الأشخاص المتخرجين في مدارسنا التقدمية الخاصة. هؤلاء الأشخاص سيعرفون أسرار الحياة الاجتماعية، والمتمكنين من كل اللغات المجموعة في حروف وكلمات سياسية، وسيفقهون جيداً في الجانب الباطني للطبيعة الانسانية بكل أوتارها العظيمة المرهفة اللطيفة التي سيعزفون عليها. ان هذه الأوتار هي التي تشكل عقل الأميين (غير اليهود)، وصفاتهم الصالحة والطالحة، وميولهم، وعيوبهم، من معظم الفئات والطبقات. وضروري ان مستشاري سلطتنا هؤلاء الذين أشير هنا اليهم ـ لن يختاروا من بين الأمميين (غير اليهود) الذين اعتادوا ان يحتملوا أعباء اعمالهم الادارية دون ان يتدبروا بعقولهم النتائج التي يجب أن ينجزوها، ودون أن يعرفوا الأهداف من وراء هذه النتائج. إن الاداريين من الأمميين يؤشرون على الأوراق من غير أن يقرأوها، ويعملون حباً في المال أو الرفعة، لا للمصلحة الواجبة.

اننا سنحيط حكومتنا بجيش كامل من الاقتصاديين، وهذا هو السبب في أن علم الاقتصاد هو الموضوع الرئيسي الذي يعلمه اليهود. وسنكون محاطين بألوف من رجال البنوك، وأصحاب الصناعات، وأصحاب الملايين ـ وأمرهم لا يزال أعظم قدراً ـ إذا الواقع أن كل شيء سوف يقرر المال. وما دام ملء المناصب الحكومية بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون بعد ـ فسوف نعد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم وأخلاقهم، كي تقف مخازيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم، وكذلك سوف نعد بهذهِ المناصب الخطيرة إلى القوم الذين إذا عصوا أوامرنا توقعوا المحاكمة والسجن، والغرض من كل هذا لأجل أن يدافعوا عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذي تنفث صدورهم بهِ.