بشراك ان السرى والعود مبرور

بشراك ان السرى والعود مبرور

​بشراك ان السرى والعود مبرور​ المؤلف ابن نباتة المصري


بشراك ان السرى والعود مبرور
وأن سعيك عند الله مشكور
وان حجك في عاف بمصر دعا
كمثل حجك بالبطحاء موفور
وانّ كل حمى يممت دارُ هناً
وخادم الوقت مختارٌ ومسرور
وأنك الغيث ان تحكم على أفق
فالجدب والخصب منهي ومأمور
لا غرو ان حجزت محل الحجاز لهاً
بنقط أيسرها المعمور معمور
يسري الى البيت معمورا بوافده
بحرٌ بفيض الندى والعلم مسجور
في فرقة بولا علياه ضاحية
شموس علم تحامتها الدياجير
تموا وصحوا بأبواب العلاء فما
في الاسم نقص ولا في الجمع تكسير
يطوون برد الدجى والبيد في طرق
كأنهنّ لجند العلم منشور
بكلّ وجناء باسم الله قد برزت
كأنها لأمير العلم مسطور
حرف على صحف البيداء يعرب عن
إعمالها السير مرفوع ومجرور
آثار مبسمها فوق الثرى قمرٌ
وعقلها بشعاع الحي مقمور
يمدّ آمالها شوق قد اقتصرت
على هواه فممدود ومقصور
ولابن يحيى الذي تغنى المحول به
بروق بشر وراها القطرُ مقطور
من بركة الحب حتى بئر زمزم لا
محلٌ بنعماه إلا وهو ممطور
فياله محرماً في حجة عبقت
رياه وهو صحيح النسك مسرور
مستقبل الكعبة العظمى له طرب
حيث الستور وتمجيد وتطمير
يطوف منك على الاركان ركن تقى
عالٍ له سند في الفضل مأثور
و بيت مكة ياذا البيت من عمر
بذكر نفعك للاسلام معمور
في ذب رأيك عنه للملوك هدى
كأنما هو للآراء اكسير
محمرة منك بالآلآء ممتلئ
وملء آكمام غاويه الدنانير
لله حجر بذاك البيت أو حجر
ما للهنا في حجر عنك محجور
و سنة لك في التحليق عالية
وما لمثلك في العلياء تقصير
و في منىً جمرات مالها ثمن
لكن لها في حشا الشيطان تسعير
أحسن بأيام عيش في منى وصلت
ليالياً فثياب الحسن تشهتير
و حبذا سنة في الحج زاهرة
ست كما قيل فيها الخير والخير
وزورة لمعاني طيبة اقتبلت
وللصباح بلا شك تباشير
فيا سرور علي من محمدها
بالقرب يرقص بيتاًُ وهو معمور
و شدوة المدح باك في مسرته
فدرّ حاليه منظومٌ ومنثور
و يالها من ليال غير قائلة
زورا فما الظن في هذا الحمى زور
لا عيب فيه سوى الجنح القصير وما
كأن غيهبها بالشهب مسمور
وعودة لحمى ملك يطوف بها
يا كعبة الجود ملهوفٌ ومضرور
يا عارفاً حفظ أسرار الملوك له
عرفٌ من الفضل والاقطار مشهور
أما العفاة فما تنفك جائرةٌ
على نداك اذا قال الرجا جوروا
للمال والجاه قد جاروا بها قصصاً
في طيها عبرٌ منهم وتعبير
ان ثقلوا فعل جودٍ قد أبر فما
في المنّ منٌّ ولا في الصفو تكدير
لفضةٍ كم رجاك القوم أو ذهب
وحببت للمثاقيل القناطير
و أنت مبتسمُ الثغر البهيج بهم
وثغرُ مالك بين القوم مثغور
عنوان بشرك يولي اليسر كل يد
معجلاً فاذا العنوان تيسير
وروض لفظك ريحان القلوب اذا
سجعته فاذا الريحان منثور
تغدو له صورُ الأضداد باهتةً
كأنما هي من عيّ تصاوير
و نظمك الزهر لكن بعضه زهرٌ
مع أنه النَّور الا أنه النور
يبكي الوليد الذي من بحتر قصراً
وعنه يمسي جريرٌ وهو مجرور
و في يراعك سر من سعادته
قد صحَّ منه لعلم الحرف تأثير
في الجود غصن جنانٍ غير منقطع
له على الطرس توريقٌ وتتمير
و في اقتحام الوغى رمحٌ يلوح له
على عدى الملك كعب فيه تدوير
محكم فالفنا بالخوف مضطرب
والقوس منه كما قيل موتور
و بعض تدبيره الدنيا وما وسعت
فالكيمياء على ذا الحكم تدبير
يا ابن الخلافة في البيت العتيق له
نفعٌ جديدٌ على الاسلام محبور
يا شارع الأمر في جود وعادله
فجوده حاضرٌ والعذل محظور
يامن لتقواه في مسك الثنا عبقٌ
مزاجه من بياض العرض كافور
خذها مدائح من حبر ومن حبر
كسوتني لكلا النوعين تحبير
عاملت حب عليٍّ والولاء بها
فهي الدواوين فيها والمساطير
ما بعد درّ معانيها وصنعته
برسم جودك عند الفكر مدخور
اذا سرت من دمشق الواردون بها
لكل مصرٍ فأحداقُ العدى عور
ضمنت قلبي الوفا مع حسنها فوفى
مع أنه ضامنٌ بالصدّ مكسور
ماذا ترى في نظامي لو عطفت فذا
نظمي وفكري من الأعراض مذعور
لازلت ماسارت الركبان ممتدحاً
لعمره وبيوت الشعر تعمير