بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

​بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز​ المؤلف الفيروزآبادي
ملاحظات:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي وقف دون إدراك كنه عظمته العلماء الراسخون، وأصبح العلماء الشهماء عند حقيقة كمال كبريائه وهم متحيرون. أبدى شوارق مصنوعاته في عنان الظلمة، فبها إلى وحدانيته يهتدون. العظيم الذي لا يحوم حول أذيال جلاله الأفكار والظنون، الحي القيوم المنزه ساحة حياته عن تطرق ريب المنون.

وأشهد أن لا إله إلى الله وحده لا شريك له، شهاد تسر منها القلوب وتقر منا العيون، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه المبشر في نون بأجر غير ممنون. المرفوع إلى المصعد الأعلى والملائكة المقربون حول ركابه يسيرون. النور الباهر الذي تلاشت عند ظهور براهينه وآياته المبطلون، وامحقت عند ظهور معجزاته المشبهة والمعطلون. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين أئمة الهدى بهم يهتدون، وأزمة القدى بهم يقتدون.

وبعد فهذا كتاب جليل ومصنف حفيل، ايتمرت بتأليفه الأوامر الشريفة العالية المولية الإمامية السلطانية العلامية الهمامية الصمصامية الأعدلية الأفضلية السعيدية الأجلية الملكية الأشرفية، ممهد الدنيا والدين، خليفة الله في العالمين، أبو العباس إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، خلد الله سلطانه، أنار في الخافقين برهانه. قصد بذلك - نصره الله - جمع أشتات العلوم، وضم أنواعها على تباين أصنافها في كتاب مفرد، تسهيلا لمن رابم سرح النظر في أزاهير أفنان الفنون، وتيسيرا لمن أراد الاستمتاع برائع أزهارها ويانع ثمارها الغض المصون، وإعانة لمن قصد افتراع خرائدها اللاتي كأنهن بيض مكنون. فيستغني الحائز له الفائز به عن حمل الأسفار في الأسفار حيث يجتمع له خزائن العلوم في سفر مخزون ومجموعة يتحلى من أغاريد مسمعاتها القلب المحزون ويمتلئ من أطراق أطيابها الطبع المودون.

فاستعنت بتوفيق الله وتأييده ورتبته على مقدمة وستين مقصدا:

المقدمة في تشويق العالم إلى استزادة العلم الذي طلبه فرض، وتمييز العلوم بعضها من بعض.

المقصد الأول في لطائف تفسير القرآن العظيم

المقصد الثاني في علم الحديث النبوي وتوابعه

المقصد الثالث في علوم المعارف والحقائق

المقصد الرابع في علم الفقه

المقصد الخامس في علم أصول الفقه

المقصد السادس في علم الجدل

المقصد السابع في علم اللغة

المقصد الثامن في علم النحو

المقصد التاسع في علم الصرف

المقصد العاشر في علم المعاني

المقصد الحادي عشر في علم البيان

المقصد الثاني عشر في علم البديع

المقصد الثالث عشر في علم العروض

المقصد الرابع عشر في علم القوافي

المقصد الخامس عشر في علم الطبيعيات

المقصد السادس عشر في علم الطب

المقصد السابع عشر في علم الفراسة

المقصد الثامن عشر في علم البيزرة والبيطرة

المقصد التاسع عشر في علم تعبير الرؤيا

المقصد العشرون في المحاضرات والمحاورات وما يجري مجراها

المقصد الحادي والعشرون في أحكام النجوم

المقصد الثاني والعشرون في علم السحر

المقصد الثالث والعشرون في الطلسمات

المقصد الرابع والعشرون في السيميا

المقصد الخامس والعشرون في الكيمياء

المقصد السادس والعشرون في الفلاحة

المقصد السابع والعشرون في علم التاريخ

المقصد الثامن والعشرون في الملل والنحل والمذاهب المختلفة

المقصد التاسع والعشرون في الهندسة

المقصد الثلاثون في علم عقود الأبنية

المقصد الحادي والثلاثون في علم المناظرة

المقصد الثاني والثلاثون في علم المرايا المحرقة

المقصد الثالث والثلاثون في علم مراكز الأثقال

المقصد الرابع والثلاثون في البنكانات

المقصد الخامس والثلاثون في علم الآلات الحربية

المقصد السادس والثلاثون في علم الآلات الروحانية

المقصد السابع والثلاثون في علم الزيجات والتقاويم

المقصد الثامن والثلاثون في علم المواقيت

المقصد التاسع والثلاثون في علم كيفية الأرصاد

المقصد الأربعون في علم سطح الكرة

المقصد الثاني والأربعون في علم الجبر والمقابلة

المقصد الثالث والأربعون في علم حساب الخطأين

المقصد الرابع والأربعون في علم الموسيقى

المقصد الخامس والأربعون في علم حساب التخت والميل

المقصد السادس والأربعون في علم حساب الدور والوصايا

المقصد السابع والأربعون في علم الدرهم والدينار

المقصد الثامن والأربعون في علم السياسة

المقصد التاسع والأربعون في علم تدبير المنزل

المقصد الخمسون في علم الحساب المفتوح

المقصد الحادي والخمسون في علم الأزمنة والأمكنة

المقصد الثاني والخمسون في علم المنطق، وكان مقتضى الترتيب ذكره مع العلوم الآلية، وإنما أخرناه لاختلاف العلماء، فمن قائل بحرمة الاشتغال به ومن قائل بإباحته ومن قائل بوجوبه لكونه آلة تعصم الذهن عن الخطأ.

المقصد الثالث والخمسون في علم الحشائش والنباتات ومنافعها

المقصد الرابع والخمسون في علم الحروف وخواصها

المقصد الخامس والخمسون في علم قوانين الكتابة

المقصد السادس والخمسون في علم ...


بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم أنه لا شيء أشنع ولا أقبح بالإنسان مع ما كرمه الله وفضله به من الاستعدادات والقابلية لقبول الآداب وتعلم العلوم والصنائع من أن يغفل عن نفسه ويهملها حتى تبقى عارية من الفضائل. كيف وهو يشاهد أن الدواب والكلاب والجوارح المعلمة ترتفع أقدارها ويتغالى في أثمانها.

وكفى في العلم شرفا وفخرا أن الله عز شأنه وصف به نفسه ومنح به أنبياءه وخص به أولياءه وجعله وسيلة إلى الحياة الأبدية والفوز بالسعادة السرمدية، وجعل العلماء قرناء الملائكة المقربين في الإقرار بربوبيته والاختصاص بمعرفته وجعلهم ورثة أنبيائه.

فالعلم أشرف ما ورث عن أشرف موروث. وكفاه فضلا وحسبه نبلا قوله تعالى { الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا } فجعل العلم غاية الجميع. وبين تعالى بقوله { ذلك لمن خشي ربه } وقوله تعالى: { إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ } أنه ليس للجنان ومنازل الرضوان أهل إلا العالمون. وأمر أعلم الخق وأكملهم وأعرف الأنبياء وأفضلهم بطلب الزيادة من العلم في قوله { وقل رب زدني علما } وعن النبي « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسملة ».

والأحاديث والآثار في فضل العلم وأهله كثيرة جدا. وقد أفردنا في مصنف، وأوردنا أيضا في شرح صحيح البخاري ما فيه كفاية إن شاء الله تعالى.