بكل حي قد أحاط الممات

بكل حي قد أحاط الممات

​بكل حي قد أحاط الممات​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


بكل حي قد أحاط الممات
إحاطة العقد بجيد الفتاة
اثنان أهل الأرض مستوفز
وماكث غير هني الحياة
ترعى المنايا روض اعمارنا
دائبة رعي السوام النبات
اجالنا تقصر لكنما
آمالنا تغري بطول السبات
ونحن سفر ولنا غاية
نجري إليها والليالي حداة
ما اجتمع الشمل على الفة
الا اختلاساً من هجوم الشتات
من عاش لم تصف له لذة
في هذه الدنيا ومن مات فات
من ابصر الدنيا بعين الحجى
هانت عليه فأصاب النجاة
اعذرت الدنيا بانذارها
ان بنيها غرض النائبات
في السلف الماضي لنا عبرة
لو نفعتنا العبر السالفات
ان شئت ان تعرف انباءهم
فاستخبر الأيام فهي الرواة
طوت ملوكاً نشروا هجدهم
على فروع الانجم الزاهرات
شادوا قصور العز فاعتاقهم
قصور آجالهم الفاجئات
وكل ذي رزء له سلوةذ
برزء طه سيد الكائنات
احق من يتبع يوم الاسى
سنته آل النبي الهداة
مثل سليل الرشد حلف العلا
فرع اصول الكرم الزاكيات
الراسخ الحلم الوقور الذي
يزيده عظم الرزايا ثبات
لله خطب فادح قد رمى
عقيلة الحي الكرام الحماة
عقيلة من آل عمرو العلي
تبكي المعالي شجوها معولات
جوهرة غراء مكنونة
في الخدر للاحساب فيها سمات
نفية الجيب على عفة
لاثت ثياب الحسب الطاهرات
ربيبة البيت الذي انزلت
في وصفه آياتها المحكمات
كانت بصدر الدهر سر التقى
حتى أذاع السر لعي النعاة
ما لحظ الوهم حماها على
ان مزاياها بدت سافرات
وما رأى الدهر لها ثانياً
في الصون الا رسمها في المراة
قد كانت العين وما ابصرت
عين سنا انوارها المشرقات
حتى توارت في حجاب الثرى
من حجب العفة والمكرمات
حليتها عقد فريد الثنا
غانية عن حلية الغانيات
في حلل من فخر آبائها
تجملت لاحلل الرافلات
ما نفحت بالطيب اردانها
لكنما اخلاقها النافحات
ما القبر الا روضة قد حوى
شقيقة الرشد وخاب الجناة
نطفة مزن غاض سلسالها
ولم يكدر بالاجاج الفرات
وقد ربت بالطف ريحانة
للعلم لم تقرن بشوك الصراة
من معشر طابوا فروعاً كما
طابوا اصولا بالعلي مثمرات
اضاءت الدنيا بآثارهم
كما اضاء الأفق بالنيرات
فيا سقت غرّ الغوادي ثرى
أودع بنت السحب الهاطلات
مضى ابوها باليمين التي
كانت تمد الابحر الزاخرات
ابلج وضاح المحيا به
كان جلاء الخطب والمعضلات
ليث ندي يتقى هيبة
غيث ندى تروى به الماحلات
هذا أخوها المستهل الندي
بدر سماء الفضل بحر الهبات
القاسم الوفر ومن مثله
ان كنت لفقت نظيرا فهات
قلت لمن قاس به غيره
بالكوكب الدري قست الحصاة
في جبهة الدهر بدا غرة
ساطعة انوارها ثاقبات
هذا الذي تكفي الثرى كفه
عن الغوادي فهو كافي الكفاة
عن جوده الفياض حدث فقد
صح عن البحر حديث الرواة
لو وسعت أمواله جوده
لعز في الكون وجود العفاة
فرق شمل الوفر لكنه
جمع شمل المدح السائرات
تضوع الروض بأزهاره
يحكى شذا أخلاقه العاطرات
إذا استحقت صفة مدحة
فانه ممدوح كل الصفات
ما انكرت اعدائه بأسه
لكنهم قد شجعوا بالأناة
ما أحسن الحلم ولكنه
يحسب ذلا فيغر الجناة
أبا وفيّ أنت اهدى حجى
من ان نعزيك لدى النائبات
لكنها سنة خير الورى
متبوعة آثارها البينات
ما أنت الا طود صبر رسا
والطود لا يخشى من العاصفات
وعزمك السيف الرهيف الشبا
والسيف لا ينبو عن الحادثات
فاسلم ودم جذلان في بهجة
تأوي ظلال النعم الضافيات
في كل يوم ترتقي ذروة
عن شأوها يحسر لحظ العداة
ومن نعيم العيش في جنة
ورق الهنا في روضها ساجعات
خاتمة السوء انقضت وانجلت
والبشر في أيامك المقبلات