تلك القصيدة للشاعر الجاهلي:السليك بن السلكة:

بَكَى صُردٌ لَمَّا رَأَى الحَيَّ أَعرَضَـت
مَهامِـهُ رَمـلٍ دونَهُـم وَسُهـوبُ
وُخَوَّفَـهُ رَيـبِ الزَّمَـانِ وَفَقـرُهُ
بِـلادَ عَـدُوٍّ حَاضِـرٍ وَجَـدوبُ
وَنَـأيٌ بَعيـدٌ عَن بِـلادِ مُقاعِـسٍ
وَإِنَّ مَخَـاريـقَ الأُمـورِ تُريـبُ
فَقُلـتُ لَهُ لاَ تُبـكِ عَينَـكَ إِنَّهَـا
قَضيَّـةٌ مَا يُقضَـى لَهَـا فَتَنـوبُ
سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحـمُ مَغَـرَّضٌ
وَماءُ قُدورٍ فِي الجِفانِ مَشوبُ
أَلَمْ تَـرَ أَنَّ الدَّهـرَ لَونـانِ لَونُـهُ
وَطَـورانِ بِشـرٌ مَـرَّةً وَكَـذوبُ
فَمَا خَيرُ مَنْ لاَ يَرتَجِي خَيـرَ أَوبَـةٍ
وَيَخشَـى عَلَيـهِ مِريَـةٌ وَحُـروبُ
رَدَدتُ عَلَيـهِ نَفـسَـهُ فَكَـأَنَّمَـا
تَـلاقَـى عَلَيـهِ مِنسَـرٌ وَسُـروبُ
فَما ذَرَّ قَرنُ الشَّمـسِ حَتَّـى رَأَيتُـهُ
مُضَـادَ المَنـايَـا وَالغُبـارُ يَثـوبُ
وَضَارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّـى كَأَنَّمَـا
يُصَعِّـدُ فِـي آثَارِهِـم وَيَصـوبُ
وَقُلـتُ لَهُ خُـذ هَجمَـةً جَبريَّـةً
وَأَهلاً وَلاَ يَبعُـد عَلَيـكَ شَـروبُ
وَلَيلَـةَ جَابـانٍ كَـرَرتُ عَلَيهِـمُ
عَلَى سَاحَةٍ فِيهَا الإِيَابُ حَبيبُ
عَشيَّـة كَـدَّت بِالحَرامـيِّ نَاقَـةٌ
بِحَيِّهَـلا يَـدعـو بِهَـا فَتُجيـبُ
فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتَّـى كَأَنَّمَـا
أُمـيـلَ عَلَيـهَا أَيـدَعٌ وَصَبيـبُ