بلاء أم نعمة
بلاء أم نعمة
أحبّ معانقة النّرجس
لعينيك يا ابنة كولمبس
و أهوى الشّقيق و لثم العقيق
لخدّك و الثغر الألعس
أعندك إن غبت عن ناظري
مشيت من الصّبح في حندس
و أنّ الظّلام على هوله
إذا جئت حال إلى مشمس
و في الصدر قلبا و لا كالقلوب
متى شئت يسعد أو يتعس
وددت الإفاضة قبل اللّقاء
فلمّا لقيتك لم أنبس
وبتّ و إيّاك في معزل
كأنّي و إيّاك في مجلس
و لو أنّ ما بي بالطّود دكّ
و بالأسد الورد لم يفرس
هممت فأنكرني مقولي
و شاء الغرام فلم أهجس
كأنّي لست أمير الكلام
و لا صاحب المنطق الأنفس
جلالك؛ و لالّيل في صمته
فلا غرو أن رحت كالأخرس
و مرّت بنا ساعة خلتنا
خلعنا الجسوم عن الأنفس
و أنّا من الرّوض في جنّة
و أنا من العشب في سندس
كذاك الهوى في النفوس
كفعل المدامة في الأرؤس
تنبّه فيها و فيّ الهوى
فلو نعس النجم لم ننعس
و كلّ فؤاد شديد العرام
إذا رضته بالهوى يسلس
فمالت فطوّقها ساعدي
منعّمة بضّة الملمس
و إنّ العفاف لفي بردها
و إنّ الإباء لفي معطسي
و قلت و كفّي في كفّها
ألا صرّحي لي أو فاهمسي
بلاء هو الحبّ أم نعمة
أجابت: تجلّد و لا تيأس