بلاني الحب فيك بما بلاني

بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني

​بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني​ المؤلف السري الرفاء


بَلاني الحبُّ فيكَ بما بَلاني
فشاني أن تَفيضَ غُروبُ شاني
أَبِيتُ اللَّيلَ مُرتَفِقاًأُناجي
بصِدقِ الوَجْدِ كاذبةَ الأماني
فتَشهَدُ لي على الأَرَقِ الثُّرَيَّا
و يَعْلمُ ما أُجِنُّ الفَرقدانِ
إذا دَنَتِ الخِيامُ بهِمْفأهلاً
بذاكَ الخِيمِ والخِيَمِ الدَّواني
فبينَ سُجوفِها أقمارُ تَمٍّ
و بينَ عِمادِها أغصانُ بانِ
و مُذهَبَةِ الخُدودِ بجُلَّنارِ
مُفَضَّضَةِ الثُّغورِ بأُقحوانِ
سَقانا اللّهُ من رَيَّاكِ رَيّاً
و حَيَّانا بأوجُهِكِ الحِسانِ
ستُصرِفُ طاعتي عن مَنْ نَهاني
دموعٌ فيكَ تَلْحى من لَحاني
و لم أجهَلْ نصيحتَهو لكنْ
جنونُ الحُبِّ أحلى في جِناني
فيا وَلَعَ العواذلِ خَلِّ عنّي؛
و يا كَفَّ الغَرامِ خُذي عِناني
و صائِنَةٍ ببُرقُعِها جَمالاً
يروحُ له الهَوى ربَّ الصِّيانِ
إذا أَفْنَتْ سَجايا الخَصْرِ منها
ذَمَمتُ لها سَجايا الخَيزُرانِ
تُراوِجُني بأرواحِ الأغاني
و تصحَبُني بأرواحِ الدِّنانِ
على رَوْضٍ كأنَّ صَباه بُلَّتْ
غَلائِلُها بماءِ الزَّعْفَرانِ
تُعَنُّ رياحُهُ حَسرَىو يَجري
جَموحُ المُزْنِ فيه بلا اعِتنانِ
كأنَّ يدَ الأميرِ دَنَتْ إليه
بأوطَفَ من سجالِ العُرْفِ دَانِ
فَتىً حُلوُ النَّوالِإذا استُمِيحَتْ
أنامِلُ كَفِّهمُرُّ الطِّعانِ
نَزورُ فِناءَهُ عُصَباًفنأوي
إلى الجُنَنِ السَّوابِغِ والجِنانِ
تَخرَّقَ في ابتذالِ الوَفْرِحتَّى
توهَّمْناه مخروقَ البَنانِ
و راحَو كَنزُهُ جُرْدُ المَذَاكي
و أطرافُ المُثَقَّفَةِ اللِّدانِ
مُنادَمَةُ القَنا أحلى لَدَيْهِ
و أعظمُ من مُناَدَمَةِ القِيانِ
فَقُلْ لعَدُوِّهِيَكفيكَ منه
سَماعُكَ بالرَّدَى دونَ العِيانِ
فَرُزْتَ الأُفعُوانَ الصِّلِّ جَهْلاً
فكيفَ وجدْتَ نابَ الأُفْعُوانِ
بسطْتَ على الزَّمانِ يديفأضحى
و ليسَ له بما فَعَلَتْ يَدانِ
و كنتُ أروضُ من دَهْري أماناً
فعادَ الدَّهرُ يسألُني أماني
بسَيْفٍ حينَ يُنْدَبُ من سيوفٍ
و رَعْنٍ حينَ يُنْسَبُ من رِعانِ
و إذ هو كاليَماني العَضْبِ يَسطُو
فيَنْقَعُ غُلَّةَ العَضْبِ اليَماني
يُجَرِّدُهُ كبرقِ الثَّغْرِ صافٍ
و يُغْمِدُه كوَرْدِ الخَدِّ قَانِي
كأنَّ الضَّرْبَ عَوَّضَ شَفْرَتَيْهِ
بماءِ الطَّبعِماءَ الأُرجُوانِ
أَتغلِبُقد حَلَلْتِ به مكاناً
يُريكِ النَّجمَ مُنْخَفِضَ المَكانِ
فَضُلتِ بِفَضْلِهِ يَومَ العَطايا
و فُزْتِ بسَبْقِه يَوْمَ الرِّهانِ
و قَصَّرَ شَأْوَ مَنْ يَرْجو مَداه
عِقالَ العَجْزِأو قَيْدُ الحِرانِ
هِجانُ المَدْحِ يَطلُبُه هَجينٌ
و هل بلغَ الهَجينُ مَدى الهِجانِ
أبا الهَيْجاءِ عِشْتَ قريرَ عَيْنٍ
سَليمَ العَيْشِ من نُوَبِ الزَّمانِ
و لازالَتْ رِباعُكَ مُخْصِباتٍ
قَريباتِ الجَنى من كلِّ حانِ
يُغَنِّي الغَيْثُ كالنَّشوانِ فيها
و يَعْثُرُ بينَ هَاتيكَ المَغاني
و إنْ أعرَضْتَ عن تَعْريضِ شُكْرٍ
أُثَوِّبُ فيه تَثويبَ الأَذانِ
بناسٍ منك يُخْبِرُ عنه أني
ظَمِئْتُو في يَدَيْكَ المِرزَمانِ
أوانَ تَحامَتِ الأيامُ سِلْمي
و عُدْنَ عليَّ بالحَرْبِ العَوانِ
و عَضَّ السَّيفُ منّي كُلَّ عُضْوٍ
جَديرٍ بالكَرامَةِ لا الهَوانِ
و أَلبَسَني القَنا حُلَلاً تَلاقَتْ
عليَّ تَهُزُّ أهداباً قَواني
لقد عَلِمَتْ صُروفُ الدَّهْرِ ما اسمي
بعَتْبِكَو اطَّلَعْنَ على مَكاني
فلستُ لغيرِ حادثةٍ نآدٍ
و هَلْ كُرَةٌ لغَيْرِ الصَّولَجانِ
لعَلَّ الدَّهْرَ يُسْعِفُني بِعَطْفٍ
يُعيدُ عليَّ عَطْفاً في لَيَانِ
و يُصبحُ بِشْرُكَ المحجوبُ عَنِّي
يُبَشِّرُني بِسَعْدِ إِضحِيانِ
و كَفٌّ منك شَاعِرَةُ العَطايا
تُعَلِّمُني دَقيقاتِ المَعاني
رِضاكَ العيشُ يَعذُبُ مُجتَناه
و سُخْطُكَ عاجلُ الحَيْنِ المُداني
إذا تُرِكَ الشُّجاعُ بِغَيْرِ قَلْبٍ
فكَيفَ يَكُونُ في قلبِ الجَبانِ
يُشَرَّدُ نَومُه عن مُقلَتَيْهِ
و لو حَرَصَتْ عليه المُقلَتانِ
تَهَذَّبَ في الثَّناءِ عليك فِكْري
و رَقَّتْ فيه حَاشِيَتا لِساني
و لو نَطَقَ الحَديدُ لَنابَ عنّي
ذُبابُ السَّيفِ أو حَدُّ السِّنانِ