بلغنا ليلة "الشعب"
بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ"
بَلَغْنا ليلة َ "الشِّعبِ"
عجالاً مُنية َ الحبِّ
تَلاقينا كما شِئنا
بلا علمٍ من الرّكبِ
وطيفٍ طافَ في ظَميا
ءَ والإصباحُ في الحُجْبِ
جَفَتْ عيني وجاءتْ في
دُجَى اللّيل إلى قلبي
وزالتْ عبَّ ما زارتْ
وما قلتُ لها: حسبي
وولَّتْ لم تُنِلْ شيئًا
منَ الغُنْمِ سِوى حبِّي
فياشعباً تعانقنا
به بوركتَ من شِعبِ!
ولا قُرّبتَ من جَدْبٍ
ولا بُوعدتَ من خِصبِ
فكمْ فيكَ لباغي نَـ
ـفَلِ الأحبابِ من إِرْبِ!
ومِنْ ظبيٍ غنيٍّ فيـ
ـيك بالحسنِ عن القُلْبِ
كفاهُ لؤلؤاً منه
لباسُ اللؤلؤِ الرَّطْبِ
وأطرافٌ خضابُ اللـ
ـهِ أغناهُنَّ عن خَضْبِ
ولمّا رأت الحسنا
ءُ في رأسِيَ كالشُّهبِ
وبيضاً كالظُّبا البيـ
ـضِ وما يصلحْنَ للضَّربِ
تُجُنِّيتُ بلا جُرمٍ
وعوقبتُ بلا ذَنبِ
وحادتْ عن مَقرٍّ كا
نَ فيهِ بقرُ السِّرْبِ
وعاتبتُ ولكنْ قلّـ
ـما ينفعني عتبي
فقلْ للمُفعمِ الملآ
نِ من كِبْرٍ ومن عُجْبِ
ومن يُرْكِبُهُ الحِرْصُ
قَرا صَعْبٍ منَ الصَّعبِ
ومنْ تنقُلُهُ الأطما
عُ من شرقٍ إلى غربِ
دعِ الأسفارَ للرِّزقِ
فما الأرزاقُ بالكسبِ
يجيءُ الدَّرُّ أحيانًا
ولا حَفْلَ لهمْ بالما
وكم هجْرٍ من الوصلِ
وكم جِدٍّ منَ اللَّعْبِ
خفِ الدَّهرَ فإنَّ الدَّهـ
وجاؤوا ساعة َ الذُّعْرِ
فإنْ أغنى فللفقرِ
وإنْ أَقْعَى فللوثْبِ
سَقَى اللهُ الأُلى كانوا
رَى أردية َ العَصْبِ
يجودون بما ضنّتْ
يَ فيهِ ولهُ نَحْبي
ويُعطون بِلا منٍّ
ولا كدٍّ ولا نَصْبِ
وفرّلجين كشّافـ
ـنَ للغُمَّة ِ والكربِ
ولم يُصْبَوا بشنعاءَ
وفي الشَّنعاءَ ما يُصبي
ولم يُعْدَوا طِوالَ الدَّهْـ
ـر من أنيابِهِ الجُربِ
ولا كانوا لكلّ النّا
سِ إلاّ موضعَ القُطبِ
بأعراضٍ نقيّاتٍ
من "التقّريف والثّلبِ"
يَرون اليومَ ذا نَحْسٍ
إذا كانَ بلا شَغْبِ
لهمْ في كلِّ نَكراءَ
حُلومٌ لَسْنَ للهضْبِ
وأيمانٌ خلقن الدّهـ
ـرَ للطَّعن وللضّربِ
وللنّفعِ وللضّرّ
وللدّفع وللذّبِّ
وألبابٌ لدى الرّوعِ
بلا شيءٍ من الرعّبِ
فيومُ السِّلمِ فيهنَّ
كيومِ البأْسِ والحربِ
وأغنوا بالنّدى الغَمْرِ
عنِ الأنواءِ والعُشبِ
على المُضْمَرَّة ِ القُبِّ
وفي أيديهمُ كلُّ
طويلِ المُرتقى صُلبِ
تراهُ يدعُ الأورا
دَ في سَكْبٍ على سَكْبِ
وفاحوا عَبَقَ المسكِ
على بُعدٍ ومن قُربِ
ولم يَرْضَوْا سِوى التَّجْريـ
رِ للأذيالِ والسَّحبِ
رأيتَ المجدَ محمولاً
على كلِّ فتًى نَدْبِ
ولا غمضَ ولا أرضَ
لِعينيَّ وللجنبِ
وقد كنتُ بهمْ دهراَ
رَخيَّ البالِ والقَلبِ
بنفسي مَن نأَى عنِّي
وما إنْ ملَّ مِنْ قُربي
ولمّا أن نقلناهُ
على الرغمِ إلى التُّربِ
وأضجعناهُ في غَبرا
ءِ ملساءَ على الجنبِ
بلا صوتٍ يناجيهِ
سوى زعزعة ِ النُّكْبِ
دفنّا العضْب في الأرضِ
وكمْ في الأرضِ من عَضْبِ