بنفسي هيفاء المعاطف ناهد
بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
أروادُها عن نَفسها وتُراودُ
وقد عذلتها العاذلات وإنما
عواذل ذات الخال في حواسد
شُغفتُ بها حبّاً ورمتُ وصالَها
ورامت وصالي والقلوب شواهد
إلى أن خلَونا للعِناق وقد دَنا
محبٌّ لها في قُربه مُتباعِدُ
وقد سكنَتْ عنَّا الوشاةُ وأبلَسَتْ
كما سكنت بطن التراب الأساود
شرعتُ لها رُمحاً أصمَّ مقوَّماً
تخرُّ له عند الطِّعان الوَلائِدُ
فلمَّا رأته استعظمته وكبَّرت
وقالت وقد هانت عليها الشدائدُ
لعمري هو المطلوب لو أن غادةً
تساعدُني في حَمْله وأساعدُ
فقلت لها مهلاً فديتك إنه
إذا عظُم المطلوبُ قلَّ المساعدُ
ولكن إذا ما شئت أولجت بعضه
ورأيُك في إيلاج ما هو زائدُ
فقالت على اسم الله أولجه إنني
سأجْهدُ في صبَري له وأجاهِدُ
فأضجعتُها والليلُ قد مدَّ سجفَه
وإنَّ ضَجيعَ الخَوْدِ منِّي لَماجدُ
فما راعَها إلاَّ وقد خاض جَوفَها
قمدٌ له عند الطعان مكايد
ولم يَحْمها من فَتكتي عند طَعْنِها
لَمى شَفتَيهْا والثُّديُّ النواهدُ
فأنت ورنت وارجحنت وأجهشت
وقد بل من فيض الدماء المجاسد
وقالت بهذا الرمح تفتض طفلةً
وقد عجزت عنه النساء القواعد
فقلتُ فدتكِ النفسُ صَبراً فإنَّها
مواردُ لا يُصدِرْنَ من لا يجالدُ
فقالت وهل صبرٌ عدمتك فاتكاً
على طعنةٍ تنقد منها القلائد
ورمحك هذا في الرماح بليَّةٌ
تضيق به أوقاته والقاصد
فقلت احمليه ساعةً وتحملي
فلا بأس إن ضاقت عليه الموارد
فقالت إذَنْ لا تُكثر الدَّفع واتَّئدْ
ودعني قليلاً أتقي ما أكابد
فإنَّ قليلَ الحُبَّ في العقل صالحٌ
وإن كثير الحب بالجهل فاسد
فعاملتها بالرفق والرفق مذهبي
ولكن طبع النفس للنفس قائد
فطوراً أراضيها وطوراً أروُضُها
وطوراً أدانيها وطوراً أباعدُ
إلى أن تَسنَّى أمرُها وتسهَّلتْ
مسالكها والتف جيدٌ وساعد
فباتت تجيدُ الرَّهز تحتي وقد غدت
تصادم رمحاً تتقيه الجلامد
وتسعدني في غمرةٍ بعد غمرةٍ
سَبُوحٌ لها منها عليها شَواهدُ
تَثنَّى على قَدر الطِّعان كأنّما
مفاصلها تحت الرماح مراود
وقالت جزيت الخير هل أنت عالمٌ
بأنك في قلبي لعمري خالد
وإن دماً أجريته بك فاخرٌ
وإن فؤاداً رعته لك حامد