بني الثغر لستم في الوغى من بني أمي

بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي

​بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


بني الثغرِ لستم في الوغى من بني أمي
إذ لم أصلُ بالعربِ منكم على العُجمِ
دعوا النومَ إني خائفٌ أن تدوسَكمْ
دَواهٍ، وأنتم في الأماني مع الْحُلمِ
وكأسٍ بأمِّ الموتِ يَسعى مُديرُها
إلى أهل كأسٍ حثّها بابنة الكرم
فرُدوا وجوهَ الخيلِ نحو كريهةٍ
مُصَرِّحةٍ في الرُّوم بالثُّكْلِ واليُتْمِ
تُهيلُ من النقع المحلّق بالضحى
على الشَّمسِ ما هالَتْه ليلاً على النَّجمِ
وصولوا ببيضٍ في العجاجِ كأنَّها
بروقٌ بضربِ الهامِ محمرّةُ السّجْم
ولا عَدِمَتْ في سَلِّها من غُمودِها
ظهوراً فقد تخفى الجداول بالرُّجم
وقرعُ الحسامِ الرأس من كلّ كافرٍ
أحبُّ إلى سَمْعي من النَّقر في البمِّ
ولله منكم كلّ ماضٍ كعضبهِ
يَسيلُ إلى الْهَيْجاء متَّقِدَ العَزْمِ
يُحَدِّثُ بالإقدام نَفْساً كأنَّما
يطيرُ إلى الحرب اشتياقاً عن السلم
ويَسطو بمحجوبِ الظُّباتِ إذا بَدا
جلا ما جلا الإصباحُ من ظلمة الظلم
له دخلةٌ في الجسم تُخرجُ نفسهُ
قبيلَ خروج الحدّ منهُ عن الجسم
ثَبوتٌ إذا ما أقْبَلَ الموتُ فاغِراً
يُردّد في الأسماعِ جرجرةَ القرمِ
له عَينُ ضِرْغام هَصورٍ، فقلبُهُ
بتصريف فعلِ الجهل منه على علسم
ولله أرضٌ إن عدمتم هواءها
فأهواؤكم في الأرض مَنثورة النَّظْمِ
وعزّكم يفضي إلى الذلّ والنوى
من البَيْنِ ترمي الشَّمْلَ منكم بما تَرْمي
فإنَّ بلادَ النَّاسِ ليستْ بلادَكمْ
ولا جارُها والخلِمُ كالجارِ والخِلْمِ
أعَنْ أرضكم يغنيكم أرضُ غيركم
وكَمْ خالةٍ جَداء لم تُغْنِ عن أُمِّ
أخلّي الذي وُدّي بِوُدٍّ وصَلْتَهُ
لديَّ كما نيطَ الولِيُّ إلى الوسمي
تقيّدْ من القطر العزيز بموطنٍ
ومتْ عند رَبْعٍ من ربوعكَ أو رسمِ
وإيّاك يوماً أن تُجرّبَ غُربةً
فَلَنْ يستجيزَ العقلُ تجربةَ السُّمِّ!