بوأت رحلي في المراد المقبل
بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ
بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ
فرَتَعْتُ في إثر الغَمامِ المُسبَلِ
منْ مبلغٌ أفناءَ يَعْربَ كلَّها
إني ابتنيتُ الجار قبل المنزلِ
وأَخَذتُ بالطولِ الذي لم يَنْصَرِمْ
ثِنْيَاهُ والعَقْدِ الذي لَمْ يُحْلَلِ
هَتَك الظَلامَ أبو الوليدِ بغُرَّةٍ
فتحتْ لنا بابَ الرجاء المقفلِ
بأتمَّ من قمرِ السماءِ وإن بدا
بَدْراً وأحسنَ في العُيونِ وأَجمَلِ
وأجلَّ منْ قُسٍّ إذا استنطقتهُ
رَأْياً وأَلْطَفَ في الأُمُورِ وأَجْزَلِ
شَرْخٌ منِ الشَرَفِ المُنِيفِ يَهُزُّه
هزَّ الصفيحةِ شرْخُ عمْرٍ مُقبلِ
فاسلَمْ لجدَّةِ سؤْددٍ مُستقبلٍ
أنفٍ وبُردِ شبيبةٍ مُستقبَلِ
كمْ أدَّتْ الأيامُ من حَدَثٍ كَفَتْ
أيامُهُ حدثَ الزمانِ المعضِلِ
لِلمَحمَلِ يَكْشِفُهُ ولَمْ يَبْعَلْ بِهِ
والثقلُ يحملُه وليس بمُثقلِ
والخَطْبُ أُمَّتْ منكَ أُمُّ دِماغِهِ
بالقُلَّبِ الماضي الجِنانِ الحُوَّل
ومَقامَةٍ نَبْلُ الكَلامِ سِلاحُها
للقولِ فيها غمرةٌ لا تنجلي
قَوْلٌ تَظِلُّ مُيُونُهُ مُنْهَلَّةً
سَمَّيْنَ بينَ مُقْشَّبِ ومُثَمَّلِ
فرَّجْتَ ظلمتها بخطبةِ فيصلٍ
مثلٌ لها في الروعِ طعنةُ فيصلِ
جمعتْ لنا فرقُ الأماني منكمُ
بِأَبَرَّ مِنْ رُوحِ الحَياةِ وأَوصَلِ
فَصَنِيعَةٌ في يومها وصَنِيعَةٌ
قدْ أحولَتْ وصنيعةٌ لم تُحْولِ
كالمُزنِ منْ ماضي الربابِ ومُقبلٍ
مُنْتَظَّرٍ ومُخَيم مُتَهلِلِ
لي حرمةٌ والتْ عليَّ سجالكُمْ
والماءُ رزقُ جمامِه للأولِ
إِنْ يَعْجُبِ الأَقْوامُ أَني عِندُكمْ
والمَاءُ دُونَ ذِي رَحِمٍ بها مُتَوَسلِ
فبنو أمية الفرزدقُ صنوهُم
نَسَباً وكانَ وِدَادهُم في الأَخطَلِ